الرفاعي: المأساة ليست بعيدة عنا بل نحن نراها ونسمع صراخها من غزة
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Aug 01 25|12:39PM :نشر بتاريخ
اعتبر مفتي محافظة بعلبك الهرمل الشيخ بكر الرفاعي أنه "في الوطن الواحد، يصبح العامل بازدواجية ومكيالين سببًا لزرع الفتنة وتقويض الثقة بين الناس. حين يُحاسب الضعيف ويُعفى القوي، يفقد القانون هيبته، وتذوب قيم العدل، ويشعر المواطن أن الانتماء لم يعد فضيلة بل عبئًا في وطن لا يساوي بين أبنائه".
وقال: "يوم القيامة تقترب الشمس من رؤوس العباد، هذا الجلد الذي يشكو من وخز إبرة أو لسعة شمس، سيذوب من حرّ ذلك اليوم، وستغمره حرارة تليق بعدل الله وعظيم جزائه لمن فرّطوا في جنب الله".
ولفت إلى أن "العدل تاج لا يلبسه إلا من عظّم أمر الله، سواء كان حاكمًا أو أبًا أو أمًا أو موظفًا أو راعيًا في بيته، فكل مسؤول عن رقاب استُؤمن عليها. والشاب الطائع في زمن الفتن والغرائز عجبٌ عند الله، لأن مقاومته نار الشهوة دليل على نضج في الإيمان، واختيار واعٍ لله على اللذة والهوى".
وتابع: "من الصدقات الخفية ما يكون ظلًا لصاحبها يوم لا ظلّ إلا ظلّه، ولا يعرف عنها أحد، ومن الأعمال الصامتة أن تُنظِر معسرًا أو تسقط عنه دينًا، فيكتبك الله من أهل الظل، ومن أهل الرحمة".
ورأى ان "المأساة ليست بعيدة عنا، بل نحن نراها ونسمع صراخها من غزة. الكيان الصهيوني يمارس أبشع جرائم الحرب والتجويع، يعيث فسادًا وخرابًا ويقتل الأبرياء، ووراءه الغرب يدعمه بكل الوسائل، لا رادع ولا محاسبة، وكل مواثيق "الإنسانية" صارت حبرًا على ورق".
وأضاف: "الكيان الغاصب ليس مجرد عدوٍ سياسي، بل هو عدوٌّ للإنسانية كلها، ومن ورائه تحالفات الشرّ التي تدوس على القوانين متى شاءت، وتستخدمها متى أرادت العقاب. لم يبقَ لنا خيار إلا في وعيٍ صارم بمكرهم، وإعدادٍ حقيقيٍ لردعهم".
وأردف: "حجارة القدس تنطق بالحق، وزيتونها يعرف أسماء الشهداء. لم تكن الأرض خالية إلا من العدالة، أما أهلها فكانوا وما زالوا جذورًا ضاربة في عمق التاريخ، يكتبون وجعهم على جدران الصمت، ويقاومون النسيان بكل قطرة دم وركعة صلاة".
وأشار إلى أن "الاستراتيجي يبدأ من الرؤية المستقبلية ويعمل على تأمين الطريق نحوها بأقل الخسائر، بينما يضمن التكتيكي البقاء والتفوق في معركة اليوم. النصر الحقيقي لا يكون فقط في كسب المعارك، بل في خلق الأوضاع المواتية لما بعد الحرب".
وختم الرفاعي: "القومية في الإسلام ليست محورًا للتفاضل، بل وسيلة للتعارف بين الشعوب، أما التفاضل فبالعلم والإيمان. المدح في النصوص إنما يتعلّق بعلة الإيمان، لا بالجنس أو الأصل. فحين تُجرد القومية من الإيمان تتحول إلى جاهلية، وحين يتخلى الناس عن علة الفضل، يسقط عنهم المدح والفضل تبعًا لذلك".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا