سلام: الدولة اللبنانية استعادت قرار الحرب والسلم
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Aug 17 25|16:16PM :نشر بتاريخ
أشار رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام إلى أن "المبعوث الأميركي توم براك جاء بورقة ونحن وزَّعناها على كل أعضاء مجلس الوزراء، وصارت الآن علنية. وفي الواقع، ما جرى توزيعه هو ورقة برَّاك المعدلة. معدلة بالاقتراحات اللبنانية التي أدخلناها عليها. إذن هذه نسخة أريد أن أسميها النسخة الملبننة. نحن في مجلس الوزراء اعتمدنا أهدافاً في هذه الورقة التي لا أعتقد أن هناك لبنانيَّين وطنيَّين اثنين يمكن أن يكون لديهما اختلاف حولها".
وقال عبر جريدة "الشرق الاوسط": "إذا أراد براك أن يتمسك بما في ورقته فعليه أن يضمن أن إسرائيل توقف عملياتها العدائية وتباشر الانسحاب من الأراضي اللبنانية، لا سيما من النقاط الخمس، حسبما جاء في وقته. وهو هنا حدد (أن الانسحاب يبدأ) من 3 نقاط، ثم نقطتين. فليبدأ بذلك. نحن نريد وقف الأعمال العدائية وانسحاب إسرائيل".
أضاف: "منذ إقرار القرار 1701 ولبنان يفترض أنه خارج من الشق العسكري. كم عمر القرار 1701؟ نحو 20 سنة. بعد ذلك جاءت لتؤكد هذا الأمر ترتيباتُ وقف الإعمال العدائية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. ثم جاء البيان الوزاري (ليؤكد الأمر نفسه). فمن يريد ذلك (عدم الخروج من الشق العسكري للنزاع مع إسرائيل)؟ حتى عام 2000 -المقاومة التي أوجه إليها أكبر تحية والتي كان «حزب الله» في السنوات الأخيرة هو الطرف الأساسي فيها، وقبل ذلك كان هناك دور لمنظمات أخرى، مثل الحزب القومي والحزب الشيوعي ومنظمة العمل الشيوعي، والتي أوجه أيضاً التحية إلى شهدائهم- كان لـ«حزب الله» الدور الأساسي في المقاومة لإخراج العدو من أراضينا المحتلة. ولكن بعد سنة 2000، للأسف، جلسنا سنوات (نناقش) هل يذهب الجيش (إلى الجنوب) أم لا؟ ما القضية التي يمكن أن يُختلف عليها إذا نزل الجيش إلى أرضه في الجنوب لحماية أهلنا؟ قيل: لا نريد ذلك. صار هناك تشكيك بالجيش. كانت هذه إحدى الفرص التي ضيَّعناها. كما حصل (الأمر نفسه) مع قرار الحرب والسلم. هل يمكن أن نأخذ قراراً بزج لبنان فيما سميت حرب الإسناد؟ أكيد لا يمكن أن نفعل ذلك. نحن خارج هذا الأمر. قرار الحرب والسلم اليوم يعود إلى الدولة اللبنانية. صارت هناك محاولات لإطلاق صواريخ في الأشهر الأخيرة. فوراً تم التحري والقبض على مطلقي الصواريخ ومنعهم. نحن نتخذ القرار في شأن متى ندخل الحرب ومتى لا ندخل فيها. هذا القرار استعادته الدولة. قرار الحرب والسلم يمكنني ان أؤكد لك أننا استعدناه. هذا لا يعني أنه ليس هناك سلاح خارج عن سلطة الدولة. نحن يهمنا أن يصير هذا السلاح كله تحت سلطة الدولة".
وتابع: "استخدام تعبيرات فيها تشاوُف، على غرار القول إن هناك أربع عواصم عربية تسيطر عليها طهران. أعتقد أن هذا زمن ولّى. قرار لبنان اليوم يؤخذ في بيروت، في مجلس الوزراء، وليس في أي مكان آخر. لا يملَى علينا لا من طهران ولا من واشنطن".
سئل: هل تحصلون على الدعم الذي تتوقعون من الأميركيين؟
أجاب: "لا، أكيد لا. كان بودنا ونحن نسعى لأن يكون لدينا دعم أكبر في مسعانا لإخراج العدو الإسرائيلي من كامل الأراضي اللبنانية، ووقف طائراته (فوق الأجواء اللبنانية)، ووقف اعتداءاته اليومية. أميركا أكثر طرف قادر على أن يؤثر في إسرائيل. ولا أرى أنها تفعل اليوم ما هو كافٍ".
سئل: بماذا تشعر عندما تحلِّق مسيّرة (إسرائيلية) فوق بيروت ويُسمع صوت محركها؟ هل تشعر بأن عليك أن تبذل مزيداً من الجهد لدى الأميركيين؟
أجاب: "أكيد لا يمكن أن تشعر بالفرح، كما لا يمكن أن تشعر بالعجز. لا هذا ولا ذاك. أعرف أنني اليوم غير قادر على منع تحليقها، لكنني لا أريد أن أدخل في مواجهة أو مغامرة عسكرية جديدة. لكنني أسعى وأقول إننا لم نحشد بعد ما يكفي من القوى السياسية والدبلوماسية لمنع هذه الطائرات ووقف الأعمال العدائية التي لا تزال إسرائيل مستمرة بها كل يوم وصولاً إلى انسحابها الكامل. هذا يتطلب مزيداً من التواصل مع إخواننا العرب الذين هم لاعبون فاعلون في الساحة الدولية. هذا يتطلب أيضاً مزيداً من التواصل والطلب من أصدقائنا الأوروبيين للضغط على إسرائيل. والتواصل مع أميركا من أجل أن تؤدي دورها بالضغط على إسرائيل. وبالمناسبة، ورقة برَّاك تنص على أن أميركا وفرنسا تمارسان الضغط على إسرائيل للانسحاب الكامل. هذه من النقاط الإيجابية التي لم أذكرها في الحديث سابقاً عن الورقة، علماً أن إسرائيل نفسها لم تلتزم بورقة برَّاك. نحن التزمنا بأهداف ورقة برَّاك، وفيها للمرة الأولى النص على أنه إذا لم تلتزم إسرائيل بما هو مطلوب منها بالانسحاب فسيكون هناك جزاء. سيكون هناك جزاء على كل طرف إذا لم يلتزم. الجزاء على إسرائيل هو إدانتها في مجلس الأمن الدولي. أعتقد ان ذلك أمر غير مسبوق، أن أميركا لديها استعداد لإدانة إسرائيل بسبب عدم التزامها بموجب من موجباتها في القانون الدولي. واحتلالها مناقض للقانون الدولي. مرة واحدة فقط في السنوات العشر التي قضيتها في الأمم المتحدة امتنعتْ أميركا عن التصويت على القرار الذي يُدين الاستيطان الإسرائيلي، وكان ذلك في آخر أسبوعين أو ثلاثة من ولاية أوباما الثانية. امتنعتْ في ذلك الوقت، لكنها تقول اليوم إنها تُدين إسرائيل".
سئل: هل تؤلمك الحملة التي تُشن على وسائل التواصل والتي تستهدفك؟ هل تشعر بأن لديك حصانة ضد الاتهامات التي تطولك؟
أجاب: "لا أحد يعمل في الشأن العام إلا ويمكن أن يُتهم زوراً وبطلاناً. ولكن يجب التمييز. هناك أشخاص حقيقيون يقومون بهذه الحملة، وهناك آلاف مؤلَّفة من حسابات الجيوش الإلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي. هؤلاء ليسوا أناساً حقيقيين. يقولون: خائن وصهيوني. هل يصدق أحد ممن يطلقون هذه الاتهامات أنني خائن. هل أنا بحاجة إلى شهادات في الوطنية؟ هل أنا بحاجة إلى شهادات بشأن مواقفي من إسرائيل؟ أعفو عن مطلقي هذه الاتهامات لأنهم يعرفون أنها غير صحيحة. ولكن لا أعفو عن تأليبهم جمهورهم بهذا الكلام، لأن هذا الأمر خطير، ليس لأنه يطولني شخصياً، فهذا لا يهمني، خطورته أنه يؤدي إلى فتنة في البلد. الذي يقول لنا إنه ينبِّهنا من الحرب الأهلية ويخوِّفنا من الحرب الأهلية، عليه أولاً أن يهتم بسحب سلاح الفتنة هذه. هذا كلام فتنويّ. في الأسبوع الأخير سعيت بكل ما أوتيت إلى التهدئة وسحب فتيل الفتنة، ولكن لتتفضل الأطراف الثانية التي تنفخ في بوق الفتنة من خلال القول «هذا صهيوني» وتقوم بتعبئة جمهورها، فلتتفضل وتتوقف عن ذلك، ولا أقول أن تعتذر عن هذا الكلام. هذا كلام خطير. هذا يمكن أن يؤلِّب شارعاً ضد شارع. وهذا ما لا أريده. وواثق أن غالبية اللبنانيين معي".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا