عون لوفدين ثقافي وكشفي: رجال الدين لهم دور في تغذية الخطاب الوطني

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Aug 26 25|18:48PM :نشر بتاريخ

أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون خلال استقباله وفدا ثقافيا وآخر كشفيا، ان "الدولة في كل بلدان العالم مسؤولة عن قرار السلم والحرب وهي تتكفل بحماية جميع مواطنيها، ولبنان يجب ان يحمي جميع مواطنيه"، مشددا على أهمية دور رجال الدين في "تغذية الخطاب الوطني لمواجهة بعض من يلعبون على الوتر الطائفي لمصالحهم الشخصية". وقال: "علينا جميعا ان نحب الوطن ونعمل من اجله، وكل العالم سيقف الى جانبنا".

وكان الرئيس عون واصل نشاطه بعد ظهر اليوم في قصر بعبدا، حيث استقبل الشيخ خطار القنطار مترئسا وفد مشايخ جمعية "المرشدية الوطنية للثقافة والعطاء"، الذي القى كلمة أشاد فيها بالخطوات التي قام بها الرئيس عون، والإجراءات التي اتخذتها الحكومة بالتعيينات والإصلاحات، مشددا على ان "لا سلاح يحمي الوطن والمواطن في لبنان الا سلاح الدولة والجيش اللبناني فقط".

ولفت الى "المسيرة الناجحة التي تميّز بها الرئيس عون منذ توليه قيادة الجيش وحتى اليوم، خصوصا لجهة المحافظة على حقوق المواطنين والحرص على إرساء دولة القانون والمؤسسات".

الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، ولفت الى ان "المحاصصة وتفضيل المصلحة الشخصية هي المشكلة الأساسية التي يعاني منها لبنان"، موضحا أن "التشكيلات القضائية لم تحصل منذ العام 2017، وكان لا بد ان تتم، وذلك للمساهمة في محاربة الفساد ووضع حد لمحاولات تسييس القضاء، وهذا كله قد تغيّر".

وقال: "في كل بلدان العالم، الدولة هي مسؤولة عن قرار السلم والحرب، وهي تتكفل بحماية الجميع. ولبنان يجب ان يحمي جميع مواطنيه، وليس على الطوائف حمايتهم، فجميعنا نتفيأ العلم اللبناني، ووحدتنا هي حمايتنا، وقد عانينا وشاهدنا ما حصل في السبعينيات وما بعدها وكيف خسر لبنان وجميع اللبنانيين".

واعتبر أن "لرجال الدين دورا أساسيا في تغذية الخطاب الوطني وليس الخطاب الطائفي والمذهبي، لمواجهة بعض من يلعبون على الوتر الطائفي لمصالحهم الشخصية".

وذكر بالموقف "الحكيم الذي اتخذه شيخ عقل الطائفة الدرزية ومفتي الجمهورية اللبنانية، من احداث السويداء الاخيرة، رغم الأصوات التي صدرت لتغذية النعرات الطائفية"، وقال: "يجب علينا ان نحب الوطن ونعمل من اجله، وكل العالم سيقف الى جانبنا، وجميعنا مسؤولون تجاه البلد".

أضاف: "لبنان لا يقبل ما تشهده سوريا من احداث واضطرابات، ولكن لا يجب ان ينتقل ما يحصل هناك الى هنا".

كشاف التربية الوطنية

ثم استقبل الرئيس عون نديم معلوف على رأس وفد من "كشاف التربية الوطنية" والذي قال في مستهل اللقاء: "سيدي الرئيس، نأتيكم باسم كشاف التربية الوطنية لنهنئ أنفسنا بكم، ولنبارك، لكم بمنصب الرئاسة، وللوطن بالأبوة الحقة، متمنين لكم شرف التضحية ودوام العطاء في سبيل الوطن أرضا وشعبا ومؤسسات، أنتم من لم تبخلوا يوما بتقديم الغالي والنفيس في سبيل القضية الأسمى، رفعة ووحدة لبنان".

اضاف: "نأتيكم اليوم حاملين معنا بريق الأمل في عيون اطفال سلبتهم الحروب والنزاعات براءة الطفولة. حاملين إقدام شباب عقدوا العزيمة على شق طريقهم نحو مستقبل أفضل وسماء أكثر إشراقاً وصفاء. حاملين وفاء قادة وكهول تشبثوا بأرضهم وتسلحوا بالعلم والمعرفة وتحلوا بالوطنية فأصبحوا المثل والأمثولة والمثال. نأتيكم، كل من منطقة، منتشرين على امتداد مساحة الوطن، مختلفي الأديان والطوائف، متنوعي اللكنات والعبارات والتقاليد، كلُّ منا رأى وطنه الذي يتمناه في الآخر فأحبه. نأتيكم لننهل من معينكم ونتزود بإرشادكم، فنغتني حبا وتعلقا بالأرض، أرض الوطن الواحد لكل أبنائه".

وتابع: "نحن كشاف التربية الوطنية قد نبذنا الطائفية واعتنقنا دين المحبة، قد ابتعدنا عن الاصطفافات السياسية والفئوية وأعلنا ولاءنا للوطن، كما ونعمل باستمرار على تطوير أساليبنا ومناهجنا التربوية تلبية لاحتياجات الأجيال الناشئة وتطلعاتهم. جئنا لا نطلب أكثر مما تعهدتم به في خطاب قسمكم سيدي الرئيس. جئنا نطلب بسط الدولة سيادتها على أرض الوطن-كامل أرض الوطن- فيمارس كشافونا أنشطتهم في أحضان طبيعة لبنان الخضراء ويتعرفوا على تنوع معالمه الجغرافية والبيئية والسياحية الخلابة".

واردف: "جئنا نطلب الأمن والأمان والهدوء والاستقرار فقد أنهكتنا الغوغائية والفوضى. إسألوا عنا في المحافل والمهرجانات والاحتفالات، تجدونا هيئة إشراف وتشريفات وحسن استقبال. إسألوا عنا في المناطق والساحات، تجدونا تجمعات شبابية وفتيانا يصبون إلى الخير العام. إسألوا عنا في الضيقات والكوارث والأزمات تجدونا يدأ ممدودة للمساعدة والمؤازرة والعطاء. إسألوا عنا الطبيعة وأحراج الصنوبر، تجدونا أنشودة فرح تنمو في أحضانها. إسألوا عنا، فنحن أصحاب المناديل تزين رقابنا وصدورنا وتزودنا بالخصال الحميدة".

وختم: "إسألوا عنا تجدونا دوما مستعدين. عهدنا لكم أن لا نألو جهدا لننشئ جيلا ينمو على حب الوطن والتشبث بأرضه. عهدنا لكم أن ننشد التآخي والتكاتف في تكوين مجتمعنا، لا التفرقة والفئوية. عهدنا لكم أن نعيش تحت سقف الدستور محصنين بالقوانين ومتسلحين بالأنظمة، لكي نستحق أن نكون وطنيين لبنانيين. أمدّكم الله بالعافية والقوة لتعيدوا مجد لبنان".

رد الرئيس عون

ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، معتبرا ان "وجود شباب وشابات في عداد الوفد من كل المناطق والطوائف يمثل صورة عما هو مشترك بينهم، وهو العلم اللبناني ومحبتهم له"، مؤكدا ان "لبنان ليس بحاجة الى احد في ظل وجود محبيه والمتمسكين به".

وقال: "اليوم يكبر قلبي بكم لانكم تمثلون حقيقة لبنان، وما حدث في لبنان منذ العام 1975 كان نتيجة خرابه على يد الأحزاب والمذاهب والطوائف. ان الطوائف نعمة للبنان لكنهم استخدموها لمصالحهم الشخصية. هي لا تحمي الدولة بل الدولة هي التي تحميها وتحمي الجميع. نحن نتفيأ تحت علم واحد ونحمل جميعا الهوية نفسها اللذين علينا التمسك بهما لا بالقول فحسب بل بالفعل. ونأمل الا ينظر احدنا للاخر الا باعتباره لبنانيا مثله، فالوطن للجميع ولكل مواطن معتقداته وحق الاختلاف المقدس".

أضاف الرئيس عون: "ان الازمات التي حلت بلبنان طالت جميع اللبنانيين من كل الطوائف والمذاهب، وليس من فضل لحزب او لاحد على آخر".

وأكد على "أهمية التمسك بالأرض وبحزب وطائفة لبنان لا غير، والتعالي على الاختلاف الطائفي والحزبي". وإذ تطرق الى بداية وضع لبنان على المسار الصحيح، اعتبر ان "ما يسهل الأمور هو وجود أناس أوفياء للبنان ولقسمهم الوطني". وتوجه الى أعضاء الوفد بالقول: "عندما اخترتم العمل ضمن فريق الكشاف تحت العلم اللبناني كنتم مقتنعين بقدسية رسالتكم، وآمل ان تعم رسالة التمسك بالوطن التي تمثلونها".

عبد الساتر

وفي ختام اللقاء، قال عبد الساتر: "نقف أمامكم اليوم، نحن كشاف التربية الوطنية، وكلنا أمل أن يتسع صدركم لما ضاق به صدرنا، وأن يكون الحديث من القلب إلى القلب. كشاف التربية الوطنية هو مدرسة تربوية تربي الأجيال الناشئة على القيم والمثل العليا وحب الوطن، والانخراط في الخدمة العامة وتنمية المجتمع، إضافة إلى التربية الجسدية والذهنية والنفسية وتنمية المهارات القيادية لدى أفراده. والكشفية بالنسبة لنا أسلوب حياة اعتدنا في كشاف التربية الوطنية أن نسير على مبادئه أينما كنا: في الكشفية، في البيت، في العمل، وفي كل مكان".

اضاف: "كشاف التربية الوطنية هو النموذج المدني عن الجيش اللبناني من حيث القيم والمبادئ والنظام المنضبط. ونحن نساهم في تربية الأجيال على الأخلاق والواجب والمسؤولية، تماما كما يربي الجيش على الشرف والتضحية والوفاء. كشاف التربية الوطنية، على عكس باقي الجمعيات الكشفية الأخرى، هو الوحيد الذي يتبع رسميا للدولة اللبنانية، ويشكل جزءا من ملاك وزارة التربية والتعليم العالي، مرجعيته لبنان وحده، وليس الأحزاب أو الطوائف أو المذاهب أو أي شكل من أشكال الفئوية الموجودة في مجتمعنا".

وتابع: "كشاف التربية الوطنية انطلق قبل عام 1940، وتأسس رسميا عام 1954، وانتشر على امتداد الجغرافيا اللبنانية بكل نسيجها ومكوناتها وعائلاتها الروحية. عدده اليوم يفوق عشرة آلاف كشاف متطوع، وطني قيمي، غير طائفي وغير فئوي. نحن في كشاف التربية الوطنية شباب وفتيات كرسنا أنفسنا لبناء الإنسان، لأننا عندما نبني المواطن الصالح نكون قد أسهمنا في بناء الوطن. ولدينا ما يكفي من الطاقات العلمية والعملية التي تمكننا من أداء هذه الرسالة".

واردف: "كشاف التربية الوطنية يموت من الإهمال، ولأكون أكثر صراحة، يموت لأن الاهتمام يوجه إلى الجمعيات الكشفية الحزبية والطائفية والفئوية على حساب الجمعية الرسمية الوطنية الجامعة. حتى بيتنا الداخلي، أي المدرسة الرسمية، التي يجب أن تكون حضنا وملاذا آمنا لنا، لم تعد كذلك. ووزارة التربية، التي نحن جزء منها، لا تمنحنا الاهتمام الكافي. يجب أن نعود كما كنا سابقا ضمن اللجنة العليا للأنشطة في الوزارة، لأن دورنا أساسي ولا يجوز أن نكون على الهامش. نحن لا نطلب امتيازات، بل نريد حقنا الطبيعي الذي حُرمنا منه، ونريد عودة دعم الجيش اللبناني لأنشطتنا التي توقفت منذ فترة طويلة".

وختم: "فخامة الرئيس، نحن لا نطلب منكم سوى أن تكونوا داعمين لهذه الطاقات التي تهدف إلى بناء لبنان من خلال بناء الإنسان. ولا أحد منا يسعى إلى مكاسب شخصية، بل نحن نسعى خلف مستقبل بلدنا. وإذا أردنا وطنا قويا، فلا بد من جيل قوي، منضبط وملتزم، يملك حبا وانتماء حقيقيا للبنان. وهذا الانتماء هو البوصلة والهدف الأساسي في كشاف التربية الوطنية. شكرا لكم فخامة الرئيس، ونحن سنبقى مستمرين لأننا نؤمن بأن رسالتنا أكبر من أي عوائق، ونطمح أن نرى لبنان متكاتفا كما نتكاتف نحن في كشاف التربية الوطنية، ولتبقى راية لبنان عالية. شعارنا دائما: كن مستعدا ونحن دائما مستعدون، وبانتظار توجيهات فخامتكم".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan