الراعي: العمى السياسي جعل الكتل النيابية تمعن في عدم انتخاب رئيس لكي لا تنتظم المؤسسات الدستورية

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Mar 26 23|10:21AM :نشر بتاريخ

ايكو وطن - بكركي - عبدو متى

ترأس البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في بكركي، وبعد الانجيل المقدس القى الراعي عظة قال فيها:
 لقد وهب الله كلّ إنسان ثلاث فضائل: الإيمان لإنارة العقل بالحقيقة؛ والرجاء لثبات الإرادة في نور الحقيقة، وفعل الخير؛ والمحبّة لإمتلاء القلب بالمشاعر الإنسانيّة. فليفحص كلّ شخص ضميره بدقّة إذا ما كان مصابًا بالعمى على مستوى هذه الفضائل.
أ- يصاب بالعمى على مستوى الإيمان، عندما لا يحافظ عليه، ولا يغذّيه بكلام الله والصلاة وتعليم الكنيسة. فيعيش في الشكّ تجاه الحقائق الموحاة، أو في التردّد خوفًا من غموضها، أو في الجحود بإنكار الإيمان، أو في اتّباع البدع المنافية لتعليم الإنجيل والكنيسة، أو في الإنشقاق برفض الشركة مع الكنيسة.
ب-ويُصاب بالعمى على مستوى الرجاء، عندما يعيش في اليأس من عناية الله أمام مصاعب الحياة، أو في الإعتداد المفرط بالذات بحيث يتخلّى عن نعمة الأسرار، وعن وساطة الكنيسة والكهنوت، ويعتدّ أنّه ينال الخلاص مباشرة من الله.
ج- ويُصاب بالعمى على مستوى المحبّة، عندما يعيش في اللامبالاة تجاه الله وحاجات المعوزين وأصحاب الحقوق، أو في عدم عرفان الجميل لله على نعمه وبركاته، أو في الفتور في الصلاة والواجبات الدينيّة، أو في إمساك اليد عن مساعدة الفقراء والمحتاجين؛ أو في الحقد على الله بسبب وجود الشرّ في العالم. نعم ! كلنا مصاب بهذا العمى ونحن بحاجة الى نور المسيح. 

واضاف:  لا يقلّ خطورة عن هذا العمى الروحيّ العمى السياسيّ الذي تسبّب وما زال يتسبّب بانهيار لبنان المتصاعد إقتصاديًّا وماليًّا وإجتماعيًّا، حتى صُنّف في الموقع 136 قبل البلد الأخير في سوء العيش. لبنان "سويسرا الشرق"، هكذا اصبح اليوم. هذا العمى السياسيّ، النابع من الكبرياء والأنانيّة والمصالح الخانقة والأهداف الخبيثة، جعل الكتل النيابيّة ومن وراءها من النافذين يمعنون، من دون أيّ وخز ضمير، في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة، لكي لا تنتظم المؤسّسات الدستوريّة، وفي طليعتها المجلس النيابي الفاقد صلاحيّة التشريع والمساءلة والمحاسبة، والحكومة الفاقدة صلاحيّة عقد جلساتها لإتخاذ القرارات الإجرائيّة بموجب الدستور. 
لماذا؟ أيّها السادة، توجّهون مسؤوليّتكم الدستوريّة إلى خراب الدولة وحرمانها من الإصلاحات ومن مواردها؟ أتؤثرون العمى السياسيّ عمدًا، ولا تريدون أن تشفوا منه؟ ألأنّكم فعلًا تريدون خراب لبنان وقتل شعبه ماديًّا ومعنويًّا؟ فيا لسوء الزمان الذي أوصلكم إلى حيث أنتم من احتلال بكلّ معنى الكلمة للدولة ولمقاليدها! لكن إعلموا أن "الظلم لا يدوم"، وأنّ "الظالم يبلى بأظلم!" كما يعلّمنا التاريخ.

وتابع الراعي : أيّها الإخوة والأخوات الأحبّاء، مهما اشتدّت ظلمة القهر والفقر والجوع والخراب، إنّ المسيح، "نور العالم" (يوحنّا 8: 12) سيبدّد هذه الظلمة من دون إبطاء، كما يشاء وعندما يشاء. ولنبقَ نهتف مع الكنيسة: "تعالَ، أيّها الربّ يسوع!" (رؤيا 22: 20). فأنت، كما وعدت: "آتٍ لتجعل كلّ شيء جديدًا" (رؤيا 21: 5). لك التسبيح والشكر مع الآب والروح القدس، الآن وإلى الأبد، آمين. 
 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan