افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء في 11 نيسان 2023

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Apr 11 23|09:38AM :نشر بتاريخ

نداء الوطن

 ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداساً إلهياً في الصرح البطريركي أمس الاثنين، على نية فرنسا، يقام سنوياً في عيد الفصح، وصلّى معه اللبنانيون "إثنين الباعوث"، علّه يبعث بعضاً من الرأفة والإنسانية في ضمائر أولياء الشعب.

البطريرك الذي لم يتطرق في عظته الى الملفات اللبنانية، وذلك بعد "غسلات" السبت والأحد للمسؤولين في لبنان، اكتفى بشكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والحكومة الفرنسية على كل ما يبذلانه في سبيل مساعدة لبنان للخروج من أزمته. كما صلّى كي تبقى فرنسا رأس حربة في كل معركة من اجل الحرية وحقوق الإنسان والشعوب على الأرض، ومن اجل لبنان كي ينبعث مجدداً من تحت الرماد وان يجد دوره في المنطقة وفي العالم.

بدورها، شكرت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو الراعي على تقديم الذبيحة الإلهية على نية بلادها، داعيةً "الشعب اللبناني الى التمسك بالأمل وعدم الخوف"، معتبرةً أن "هذا الخوف الذي يشعرون به جراء عدم تحمّل المسؤولين فيه لمسؤولياتهم الوطنية في إيجاد حل للازمة الاقتصادية والمالية والتي لا نهاية لها، يضعف لبنان ويفقده دوره الأساسي في المنطقة".

الفراغ الرئاسي
لا يزال الفراغ الرئاسي سيد الموقف ولم يسجّل أي خرق على هذا الصعيد، سوى نفي الدّائرة الإعلاميّة في "القوات اللبنانية"، "الأخبار المتداولة عن أنّ اللقاء بين رئيس القوات سمير جعجع ورئيس الحكومة السّابق فؤاد السنيورة تركّز على استبعاد أو تأييد مرشّحين محتملين إلى رئاسة الجمهوريّة"، مؤكدةً في بيان أنّ "القوات ترفضُ الدّخول في لعبة الأسماء، كما تؤكّد استمرار تمسُّكها بترشيح النائب ميشال معوض.

الانتخابات البلدية
ومع اقتراب مواعيد الانتخابات البلدية والاختيارية، أعلنت وزارة الداخلية والبلديات أن الانتخابات ستجري في موعدها، ما استدعى اجتماعاً لقيادتي "أمل" و"حزب الله"، الإثنين، لبحث التحالفات في البلديات التي تتمتع بثقل شيعي، فيما يعلم القاصي والداني أن تأجيل الانتخابات أو ترحيلها، أمر وارد لأكثر من سبب.

توازياً، أفادت المعلومات بانعقاد جلسة للجان النيابية المشتركة الأربعاء بدعوة من رئيس المجلس نبيه بري لاستكمال البحث في عدد من اقتراحات القوانين، من ضمنها اقتراح قانون متعلق بتمويل الانتخابات البلدية والاختيارية.

نتنياهو يتوعد…
وسجّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موقفاً لافتا، مهدداً رئيس النظام السوري بشار الأسد بدفع ثمن باهظ في حال سمح بإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، في إشارة إلى إطلاق صواريخ من الأراضي السورية نحو هضبة الجولان.

وفي كلمة متلفزة، توعّد نتنياهو لبنان، معتبراً أن حماس أطلقت الصواريخ على مستوطنات إسرائيلية، ولن تسمح لها تل أبيب بأن ترسّخ وجودها في لبنان، مؤكداً أن بلاده استهدفت غزة بـ50 طناً من المتفجرات في ليلة واحدة.

وأوضح أن "استعادة قدرة الردع الإسرائيلية تحتاج وقتاً أطول". 

 

 

النهار

 غاب كل جديد سياسي في الساعات الأيام الأخيرة في ظل عطلة عيد الفصح "الغربي" فيما تعود اليوم دورة النشاط الطبيعي ولكن وسط معطيات توحي بان الجمود الذي يطبع الواقع السياسي الراهن يبدو مرشحا لان يطول الى امد غير محدد. ذلك ان الرهانات وبعض الامال التي علقت على تسريع الخطى نحو انهاء ازمة الفراغ الرئاسي في لبنان بفعل التوصل الى الاتفاق السعودي الإيراني وبدء أولى الخطوات التنفيذية لاعادة العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بدأت تلمس تسرعها في استباق التطورات الحاصلة على المسار السعودي الإيراني بالنسبة الى لبنان.

وبدا واضحا ان هذه الرهانات ، سواء كانت مبررة ام تتسم بالمبالغة ، ذهب اصحابها بعيدا في بناء الحسابات على ان مفاعيل سريعة ستنجم عن هذا الاتفاق في ما خص الازمات الإقليمية ذات الصلة بصراع النفوذ الخليجي الإيراني في المنطقة والتي يأتي في مقدمها اليمن وسوريا ولبنان بما يعني ان انعكاسات سريعة للاتفاق ستطاول لبنان. ولكن المعطيات التي برزت لاحقا أظهرت التسرع في توقع انسحاب الاتفاق اقله بهذه السرعة على بقع الصراعات والأزمات ومنها لبنان كما برز ان الأولوية في ملفات الازمات تبدأ بطبيعة الحال باليمن بدليل الزيارة والمحادثات النادرة التي بدأها وفد ديبلوماسي سعودي مع ممثلي الحوثيين في صنعاء في الساعات الأخيرة. وتبعا لذلك فان الحسابات والتقييمات الداخلية ستعود في الفترة الطالعة الى مسار درس إمكانات خرق الانسداد السياسي بمبادرات داخلية جديدة تكسر حال القطيعة والجمود والشلل غير المسبوقة التي ترخي باثقالها على مجمل الواقع الداخلي منذ اشهر.

وثمة أوساط تعتقد بان المرحلة السابقة من تطورات الازمة السياسية والرئاسية قد طويت وان ثمة معطيات وعوامل ومسارات جديدة إقليمية ودولية طرأت ستدفع حتما بمسار الازمة اللبنانية الى التبدل في ظل ما حصل أخيرا ان على صعيد ترقب ترددات ومجريات الاتفاق السعودي الإيراني او على صعيد التطورات الأمنية البالغة الخطورة والاتساع بين إسرائيل وفصائل فلسطينية وبعض البلدان الأخرى المجاورة ومنها في جنوب لبنان.

ولذا يسود الترقب والرصد لمجريات الأوضاع الداخلية وكيف ستتولى الحكومة تخفيف وطأة الضغوط والأزمات الداخلية التي ستعود الى التفاقم حتما اذ ان التصعيد السياسي الذي طبع الفترة الأخيرة والسابقة بدا بمثابة وضع متاريس متقدمة اكثر من السابق بما يعقد اكثر فاكثر كل رهان على حل داخلي سريع . وتبعا لذلك فسر الحديث في الساعات الأخيرة عن البحث في امكان عقد اجتماع جديد لدول "الخماسي الدولي العربي" المعني بالازمة اللبنانية الذي يضم فرنسا والولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر في دولة أخرى غير فرنسا قد تكون مصر او السعودية.

ومع ان أي تأكيدات رسمية لاحتمال انعقاد هذا الاجتماع الخماسي مجددا وقريبا لم تصدر بعد عن أي من الدول الخمس المعنية فيبدو ان ثمة مساعي لبنانية وخماسية تجري في هذا الصدد ولم تبلغ بعد التأكيدات الحاسمة.

 

 

الأنباء

 بعد إنتهاء عطلة الفصح المجيد وهدوء الجبهة الجنوبية، تعود الاستحقاقات الداخلية الى الواجهة، ويبدو أن ما أصاب الاستحقاق الرئاسي سينتقل الى استحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية المقررة أن تبدأ في السابع من أيار المقبل، والحجة هذه المرة هي تأمين التمويل والأمور اللوجيستية غير الجاهزة، في ظل تقاذف للمسؤوليات ما بين الحكومة ومجلس النواب، الذي سيتضح موقفه أكثر في جلسة اللجان المشتركة المقررة غداً الأربعاء.
رئاسياً، لفتت مصادر سياسية عبر الأنباء الالكترونية الى أن الملف الرئاسي ليس أولوية في المفاوضات السعودية الايرانية، ولا في المساعي التي تقوم بها الدول الخمس بالرغم من التحرّك القطري. وبحسب المصادر فإن هذا الملف أصبح بحكم المؤجل الى ما بعد القمة العربية.
وفي السياق، اعتبر نائب الجماعة الاسلامية عماد الحوت في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أن مفاوضات الملف الرئاسي لم تصل بعد الى خواتيمها المطلوبة كونها تصطدم بالعراقيل والشروط المعروفة، مشيراً الى تحرك جدي من قبل دولة قطر باتجاه الدفع للوصول الى سلّة أسماء يمكن الذهاب على أساسها الى مجلس النواب ليُنتخب من بينها رئيس جمهورية، مستبعداً إنجاز هذا الملف قبل القمة العربية، موضحاً أن التحرك القطري يأتي بالتنسيق مع السعودية والادارة الاميركية. 
من جهته، أعاد عضو تكتل الجمهورية القوية النائب نزيه متّى التأكيد أن القوات اللبنانية ما زالت على موقفها المؤيد لرئيس إصلاحي سيادي يحافظ على كيان لبنان وحريته واستقلاله، وأن مرشحهم لغاية اللحظة هو النائب ميشال معوض الى حين بروز مرشح جديد تكون نسبة المؤيدين له أكثر مما حصل عليه معوّض.
متّى أكد في اتصال مع الأنباء الالكترونية أن "القوات اللبنانية هي خارج التسويات لأننا لا نقبل على أنفسنا أن يأخذنا أحد الى حيث لا نريد"، مضيفا "لقد وصلنا الى وقت أصبحت فيه الانتخابات الرئاسية مرتبطة خارجياً", مطالباً ولو لمرة واحدة أن تصبح لبنانية. 
وقال متّى: "إذا كانت الدول الخمس جادة بمساعدتنا فمن الواجب أن يكون الانجاه لرئيس يحمل المواصفات التي نتحدث عنها"، لافتاً الى أن المرشح سليمان فرنجية أصبح خارج اللعبة، مقدّراً بأن تكون الأولوية في المفاوضات السعودية الايرانية تتركز بالدرجة الاولى على إنهاء حرب اليمن، وبالدرجة الثانية لمعالجة الوضع في العراق وسوريا, ويبقى لبنان في المرحلة الثالثة. ولكن لغاية الآن لا شيئ على النار. 
أما على خط الانتخابات البلدية والاختيارية، فاعتبرت مصادر سياسية عبر جريدة الأنباء الالكترونية أن خيار التأجيل يتقدّم في ظل تقاذف المسؤوليات والصورة الضبابية التي تحيط بالاستحقاق، مشيرة الى ان حجة غياب التمويل غير مقنعة مع إمكانية صرف التكلفة البالغة حوالى 9 ملايين دولار من حقوق السحب الخاصة، وكل المطلوب أن تعلن الحكومة صراحة هذا الأمر، ما من شأنه أن يسحب حجة التأجيل التي ستكون حاضرة بقوة غداً في جلسة اللجان المشتركة.
وفي هذا الإطار، شددت مصادر الحزب التقدمي الاشتراكي عبر جريدة الأنباء الالكترونية على ضرورة إجراء الانتخابات البلدية في موعدها ومن دون أي مراوغة، موضحة أن موقف التقدمي ينطلق من إيمانه بضرورة إجراء كل الاستحقاقات الدستورية في مواعيدها من دون استثناء.
النائب الحوت رأى أن الأجواء لا توحي بأن الانتخابات قائمة وإن كان يتمنى حصولها في موعدها، لكن الأجواء ليست مشجعة كما قال، مضيفاً "أما في حال الاتفاق على تأجيلها فليس هناك من مخرج الا بعقد جلسة نيابية لإقرار التأجيل من الناحية القانونية، وإلا فإن كل البلديات تصبح بحكم المستقيلة، فهناك أكثر من 1000 بلدية لا قدرة للقائمقامين على إدارة شؤونها"، متوقعاً تأجيل الانتخابات لمدة سنة.
أما النائب متّى فتحدث عن خيارين، إما أن يجتمع مجلس الوزراء لاتخاذ القرارات اللازمة لصرف الاعتمادات المطلوبة لتغطية الانتخابات، وإما أن تعلن القوى التي تريد تأجيل الانتخابات عن رأيها بصراحة وهي تتمثل كما بات واضحاً بالثنائي الشيعي والتيار الطني الحر. 
وأضاف متّى: "لكن تأجيلها في المقابل يتطلب جلسة تشريعية التي قد تكتمل بحضور نواب تكتل لبنان القوي لأن النائب جبران باسل ضد إجراء الانتخابات"، مجدداً القول بأن موقف القوات اللبنانية ضد أي جلسة تشريعية وضد تأجيل الانتخابات البلدية لسبب بسيط وهام جداً لأن هذه المؤسسة هي الوحيدة العاملة على الأرض وعلى هذا الأساس نتمسك بإجراء الانتخابات البلدية في موعدها لتدير البلديات شؤون الناس.
مرة جديدة تعود ازدواجية المعايير لتتحكم بمصير البلد والاستحقاقات الأساسية التي يجب أو تولى كل الاهتمام بدلاً من إهمالها والهروب الى الأمام وتضييع الوقت، ومراقبة المواقف السياسية في الايام الماضية تؤكد بشكل لا لبس فيه أن قلّة هي القوى التي تريد حصول الاستحقاق البلدي والتراخي الحاصل هو خير دليل على ذلك.

 

 

الديار

 تحتاج حالة الاستعصاء الداخلي الى اكثر من صلاة من قبل البابا على نية لبنان، والى اكثر من عظات دينية في احد الفصح والشعانين. فان الصراع على الساطة، في ظل لعبة المصالح الخارجية وتقاسم النفوذ الداخلي، غير قابل للحل بالنيات الطيبة. فالعجز عن اجتراح الحلول على الارض دفع البعض الى التضرع واللجوء الى السماء كتعبير واضح عن الاحباط والاستياء من غياب اي حراك جدي يخرج البلاد من "عنق الزجاجة". حتى الآن يبدو لبنان وحده الساحة غير المتحركة سياسيا على الرغم من حركة المصالحات المتسارعة في المنطقة، لكن ثمة رهان جدي بحسب اوسط دبلوماسية ان يتحرك شيء ما خلال الشهر المقبل الذي سيشهد الخطوات العملانية لبدء تطبيق "خارطة طريق" الحل في اليمن التي تعتبر ساحة الاختبار الاكثر جدية للتقارب السعودي- الايراني، وبعدها يفترض ان يكون لبنان على "الطاولة" مجددا، اما اذا لم تتحرك الامور حينئذ، فهذا يعني ان الازمة طويلة ولن تحل قبل بدء مرحلة الحل النهائي بعد نحو عام! اي الى اجل "غير مسمى". ولان العالم يبحث عن مصالحه، لن يكون الامر دون ثمن اقتصادي لا سياسي هذه المرة، في ظل صراع نفوذ جدي لتقاسم الاستثمارات اللبنانية الواعدة، بين باريس ودول الخليج حيث يبدو الانهيار اللبناني فرصة سانحة لتحقيق الارباح بعد ان اصبحت معظم القطاعات "ببلاش". داخليا لا جديد يذكر في عطلة الاعياد على الصعيد الرئاسي، "المعارضة" الموحدة "علنا" على رفض ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية على انقسامها حول المرشح البديل،"الثنائي الشيعي" يرى ان فرصه لا تزال الاوفر للوصول الى بعبدا وهي تتعزز مع التطورات في الاقليم، اما رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي سعى الى ايجاد تسوية، فقد يكون، بحسب زواره، قد وصل الى نهاية الطريق في مسعاه، وهو "غسل يديه" من اي حراك بهذا الاتجاه بعدما اصطدم بالعقم الداخلي، ولعبة المصالح الكبرى خارجيا، وعاد الى "التلة" يراقب تسوية خارجية آتية ستفرض عاجلا او آجلا على الداخل. اما جنوبا فلا يزال الترقب سيد الموقف على الرغم من استراتيجية "الهدوء مقابل الهدوء" التي تبنتها "اسرائيل" "مرغمة" عقب موجة الصواريخ التي رسّخت ترابط الساحات ووحدة الجبهات، واختارت تحييد حزب الله الذي نجح في تعزيز معادلة الردع دون ان يضطر الى اطلاق رصاصة واحدة، لكن الحذر يبقى قائما مع احتمال قيام دولة الاحتلال بـ "عدوان وشيك" على قطاع غزة، ما قد يهدد الاستقرار الاقليمي برمته. 

هل انتهى التصعيد جنوبا؟ 
وفيما سلمت المندوبة الدائمة بالوكالة لدى الأمم المتحدة في نيويورك جان مراد، كتاب الشكوى الذي وجهته وزارة الخارجية باسم الحكومة اللبنانية إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ومجلس الأمن بعد الغارات الاسرائيلية، يبقى التوتر تحت "الرماد" بعد تحذير السلطة الفلسطينية من حرب وشيكة على غزة قد تهد الاستقرار في المنطقة، و ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، أنّ اسرائيل تواجه العاصفة المثالية لحربٍ متعددة الجبهات، تضمّ إيران وحزب الله وحركة حماس. ووفقا لصحيفة "هآرتس، فإنّ الجولة الحالية من العنف الحاصل على مختلف الجبهات، هي تكريس لاستراتيجية حماس وحزب الله، الطويلة الأمد، المتمثلة في إنهاك "إسرائيل" من خلال عملية استنزاف حتى الدمار. وقالت ان وكالات الاستخبارات الإسرائيلية حذرت منذ شهور، من حربٍ متعددة الجبهات. ولفتت الى ان لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات "أمان"، وجّه تحذيراً استثنائياً للقيادة السياسية الأمنية ولقيادة الجيش الإسرائيلي، مفاده بأنّ ردع "إسرائيل" لأعدائها تآكل. وما يدلّ على ذلك هو سلسلة الاجتماعات التي عقدها في الأسابيع الأخيرة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مع مسؤولي حماس والجهاد الإسلامي، بهدف تنسيق المواقف. وقد تطرّق الإعلام الإسرائيلي باهتمام إلى اللقاء الذي جمع الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، مع وفد من قيادة حركة حماس الذي ضم رئيس المكتب السياسي للحركة ‏إسماعيل هنية، ونائبه صالح العاروري، والذي غادر بيروت بالامس. واختصرت صحيفة "معاريف" الموقف بالقول "التجاهل المطلق للتحذيرات والإخطارات التي قدمها جهاز الأمن ووزير الدفاع يوآف غالنت كان يمكن أن توفر مادة دسمة للجنة تحقيق رسمية لو نشبت حرب في لبنان الثالثة"؟! 

اين لبنان من التسوية؟ 
في هذا الوقت، تتسارع وتيرة تنفيذ اتفاق استئناف العلاقات بين السعودية وإيران الذي وقع في بكين برعاية صينية، وغداة وصول فريق فني من الخارجية السعودية إلى طهران، برئاسة ناصر بن عوض آل غنوم، للاعداد لفتح مقر السفارة السعودية، أعلنت طهران استئناف الرحلات الجوية بين البلدين بالامس، كما اعلنت وزارة الخارجية الإيرانية أن فريقها الفني سيتوجه إلى السعودية، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، لتفقُّد السفارة الإيرانية في الرياض، والتجهيز لترتيبات إعادة فتح السفارة الإيرانية. ووفقا لمصادر دبلوماسية، فان ما شهدته صنعاء الاحد من مصافحة بين انصار الله ووفد سعودي يزور العاصمة اليمنية برئاسة سفير الرياض محمد آل جابر، للبحث في تمديد الهدنة والاتفاق على "خارطة طريق" للحل، ليس بالامر العابر، وهو مؤشر سيبنى عليه كثيرا في اكثر من ملف في المنطقة، ومنه لبنان، ولهذا فان الانظار ستكون مشدودة الى طبيعة التحولات الشهر المقبل الذي سيكون الاختبار الجدي لاحتمال تحرك التسوية على الساحة اللبنانية، حينئذ يكون الملف الرئيسي الشائك بين السعودية وايران قد تجاوز مرحلة الاختبار وبات على "سكة" الحل، وهذا سيعني حكما تصاعدا "للدخان الابيض" اللبناني، اما اذا لم يحصل ذلك وبقيت الامور على حالها، فهذا يعني ان ثمة شيئا لا يزال عالقا ولا يرتبط بكل ما يحكى عنه في العلن حول العقبات التي تحول دون التسوية، وهذا قد يدخل لبنان في متاهة مأزق طويل قد لا ينتهي قبل انتهاء خطوات بناء الثقة في الساحة اليمنية، بما تتضمنه من إجراءات اقتصادية يتم تنفيذها خلال فترة الهدنة المفترضة ممثلة في ستة شهور تعقبها ثلاثة شهور مفاوضات ومن ثم مرحلة انتقالية؟! 

تنافس فرنسي- قطري- سعودي 
لكن اذا حصلت التسوية فهل سيكون الحل دون ثمن؟ بالطبع لا تقول اوساط سياسية مطلعة، فالتنافس الفرنسي - الخليجي على الاستثمار في لبنان، كان واضحا على هامش الاجتماع الخماسي في باريس، ووفقا للمعلومات شهد مناقشات حادة وصريحة بين نزار العلولا وباتريك دوريل حول الملف الاقتصادي، وقد اتهم الجانب السعودي باريس بمحاولة فرض تسوية لتامين مصالحها الاقتصادية اولا، وكان الرد الفرنسي بان السوق تتسع للجميع. ومن هنا ترجح الصحيفة ان عنوان الصراع المقبل اقتصادي ولن يكون في السياسة هذه المرة، بعدما خرجت الرياض من استراتيجية الصراع السني-الشيعي وباتت لغة المصالح الاقتصادية تتقدم على ما عداها، ولهذا ستكون مع شقيقاتها دول الخليج في تنافس جدي مع باريس التي سبقت الجميع ولحقت بها قطر في الاستفادة من "الكعكة" اللبنانية عبر وضع اليد على اول عملية استخراج مفترضة للغاز من البلوك رقم 9.  

لا شي "ببلاش" 
كما نجح الفرنسيون في الاستثمار في المرفأ، ولديهم مرشحهم لحاكمية مصرف لبنان، واذا كانت مناقصة توسيع المطار التي رست على مستثمر سعودي قد الغيت، الا انها تعطي مؤشرا عن طبيعة التعامل المقبل مع الساحة اللبنانية التي هوت كل مؤسساتها وستكون عرضة للبيع او الاستثمار بمبالغ زهيدة، وهي استراتيجية تعتمدها دول الخليج وفي مقدمها السعودية مع الاصدقاء و"الخصوم"، لا "ِشيء ببلاش" بعد اليوم، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أودعت السعودية والإمارات وقطر 13 مليار دولار في البنك المركزي المصري عام 2022 لمساعدة مصر التي تستورد حاجاتها الأساسية. ولكن هذه الدول باتت تطلب عائدات من الأموال، وطلبت من مصر وباكستان التي سمحت لها السعودية بتأجيل دفع مليارات عن مشتريات النفط، القيام بإصلاحات والحصول على حصة من أصول الدولة التي تعرض للبيع. وهذا ما سيكون الحال عليه في لبنان المطالب باصلاحات عميقة. 

لا مكافآت بل استثمار 
وبالارقام ووفقا لمجلة "الايكونوميست" البريطانية، فان الحرب في أوكرانيا والعقوبات على روسيا رفعت من أسعار النفط والغاز بشكل جعل المصدّرين عائمين على بحر من الأموال. ففي أثناء الطفرات النفطية السابقة، كانت دول الخليج تعيد تدوير الموارد في أسواق العواصم الغربية، والاستحواذ على أصول عبر المصارف الموجودة في الخارج لكن الامور تغيرت، فاميركا أصبحت من أهم منتجي النفط، ودول الخليج لم تعد مجبرة على التودد إلى البيت الأبيض. وتقدر المجلة أن فائض الحساب الجاري لدول الخليج سيصل في  2022- 2023 إلى ثلثي تريليون دولار. وتقدّر شركة البيانات "أليكس إكسترا إكسانتي" أن مجموع فائض الحساب الجاري لدول الخليج جميعا في عام 2022 وصل إلى 350 مليار دولار. الدول الأربعة الكبرى ( السعودية الامارات الكويت قطر) ستحصل على فائض 300 مليار دولار في عام 2023، وهو ما يعني تراكم 650 مليار دولار في عامين. وهذه الاموال لم تعد تمنح "كهبات" ولم تعد الرياض جمعية خيرية بل دول تبحث عن الاستثمار، وهذا ما يجب ان يتحضر ليتعامل معه اللبنانيون. 

جنبلاط "يغسل يديه"؟ 
في هذا الوقت، بات رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط مقتنعا ان قوى المعارضة خسرت ورقة "مساومة" على الملف الرئاسي، بعد الفشل في ايجاد مرشح موحد للمساومة عليه مع "الثنائي الشيعي"، مما يحرمها فرصة أن تكون لاعباً مؤثراً في الاستحقاق، وهو "يسخر" من بعض الذين يدعون البطولة في منع انتخاب مرشّح الفريق الآخر ومنع وصوله إلى قصر بعبدا، ويقول امام زواره، ان السلبية ليست بطولة ولا تخرج البلاد من مازقها. ووفقل لهؤلاء لم يعد جنبلاط متحمسا لمساعي التسوية المفترضة، وهو بات مقتنعا ان الازمة معقدة ولا حل داخليا، وما يخشاه جنبلاط ان يسقط الحل المنتظر من الخارج في تسوية بين "الكبار" ليفرض على الجميع في الداخل مهما علا صراخ البعض، عبر ادعاء كاذب، بانه قادر على الرفض! 

حزب الله واثق من خياره 
من جهته اعتبر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي، ان حظوظ سليمان فرنجية جدية وحقيقية وهي تكبر أكثر فأكثر داخليا وخارجيا. وقال ان الحوار هو السبيل الحقيقي والوحيد للتوصل إلى تفاهم حول موضوع انتخاب رئيس الجمهورية، وجدد دعوة حزب الله الى الحوار وان يطرح الفريق الآخر مرشحه الجدي في هذا المجال كمدخل للتفاهم لكي نصل جميعاً الى النهايات المرجوة. 

بكركي وفرنجية؟ 
في هذا الوقت، اكدت مصادر نيابية ان محاولة النائب فريد الخازن "تلطيف" عظة البطريرك بشارة الراعي في قداس عيد الفصح، ونفيه ان يكون قصد زعيم تيار المردة سليمان فرنجية عندما قال" إن اللبنانيين يحتاجون إلى رئيس الثقة في شخصه لا تأتي بين ليلة وضحاها، ولا يكتسبها بالوعود والشروط المملاة عليه، ولا بالنجاح في الامتحانات التي يجريها معه أصحاب النفوذ داخلياً وخارجياً"، لم تقنع احدا، مع العلم ان النفي جاء بتغطية من بكركي التي ترغب في البقاء على مسافة واحدة من الجميع، على الرغم من حدة الكلام ووضوحه! وبالامس ابتعد الراعي عن الرئاسيات في خلال القداس التقليدي في اثنين الفصح على نية فرنسا في بكركي في حضور السفيرة آن غريو واركان السفارة، وشدد على ضرورة عودة لبنان الى موقعه الطبيعي في العالم العربي وعلى الخارطة الدولية. 

لا جلسة حكومية 
داخليا، لا جلسة حكومية هذا الاسبوع، ووفقا لمصادر وزارية، فان وزارة المال ستنجز ما عليها في ملف زيادة الاجور في القطاع العام وتصحيحها، وستعرضها هذا الاسبوع على اللجنة الوزارية في اجتماع يفترض ان يكون حاسما قبل الدعوة الى جلسة الاسبوع المقبل. وقد اكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أن انعقاد جلسة لمجلس الوزراء مرهون بانتهاء البحث بموضوع تصحيح رواتب القطاع العام والتقديمات الممكنة ولفت الى ان وزارة المالية تعمل على قاعدة تأمين التوازن المطلوب وعدم الوقوع مجدداً في دوامة التضخم وزيادة العجز لتغطية كلفة الرواتب، وهذا الأمر هو أيضاً من ضمن بنود التفاهم الأولي مع صندوق النقد الدولي. ولفت إلى موضوع المتقاعدين الذي يتم درسه أيضاً بعيداً عن ضغوطات التهديد والشعبوية التي يعتمدها البعض، لمساعدة ودعم هذه الشريحة من الناس التي قدمت خدمات أساسية في كل القطاعات، لا سيما في الأسلاك العسكرية والأمنية. 

تناغم مع الرياض 
في هذا الوقت، رات تلك المصادر، ان استحضار ميقاتي للطائف خلال الهجوم الذي شنه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على التيار الوطني الحر، من غير أن يسميه، على خلفية مقاطعته جلسات مجلس الوزراء، ياتي متناغما مع اجواء لقائه الاخير مع السفير السعودي الوليد البخاري الذي تمت فيه مناقشة مدى تمسك القوى المسيحية باتفاق الطائف سواء حلفاء المملكة او "خصومها"، خصوصا بعد "حرب الساعة" التي اثارت الكثير من الاستياء لدى السفارة في بيروت، وقد اتهم ميقاتي الفريق الذي يعرقل انعقاد جلسات الحكومة بانه يتصرف على قاعدة الانتقام المتأخر من اتفاق الطائف، ويعمل على نسفه بكل الوسائل... 

عوائق لوجستية امام "البلديات"! 
في هذا الوقت، وفيما تتحدث اوساط عين التينة عن جدية رئيس المجلس النيابي نبيه بري في اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية هذا العام، ارسل اكثر من محافظ برقية الى وزارة الداخلية تتحدث عن عوائق لوجستية تحول دون ذلك في الموعد المقرر الشهر المقبل. ومن المفترض ان تعقد اللجان النيابية يوم غد الاربعاء اجتماعا لبحث مصادر لتمويل الاستحقاق، علما ان عوائق كثيرا تبقى عالقة حتى لو تم حل مسألة التمويل، فالموظفون في القطاع العام مضربون ولا نية لديهم لفك الاضراب لاجراء الاستحقاق، اما العائق اللوجستي الثاني فيرتبط بعدم القدرة على تلبية نحو مئة الف طلب ترشيح من اخراجات القيد والسجل العدلي، والطوابع، وغيرها من الامور غير القابلة للانجاز في الوقت المتبقي.

 

 

الشرق الأوسط

 تصدّرت التسريبات التي رشحت عن لقاء رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة، التطورات المتصلة بالملف الرئاسي اللبناني، في ظل رفض مسيحي للمرشح المدعوم من «حزب الله» سليمان فرنجية، وفشل محاولات القوى المسيحية على الاتفاق على مرشح واحد، رغم غياب أي معلومات عن «فيتو» مسيحي على الوزير الأسبق جهاد أزعور.
واستقبل جعجع، السنيورة، يوم الجمعة الماضي، في معراب، حيث بحثا الملف الرئاسي، وتحدثت معلومات عن أن النقاش دخل بالأسماء، تحديداً إلى الوزير الأسبق جهاد أزعور. لكن الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية، نفت الأخبار المتداولة في بعض وسائل الإعلام، بأنّ اللقاء بين جعجع والسنيورة تمحور حول استبعاد أو تأييد مرشحين محتملين إلى رئاسة الجمهورية. وأكدت في بيان، أنّها ترفض الدخول في لعبة الأسماء، كما أكدت استمرار تمسكها بترشيح النائب ميشال معوض.
وكان معوض يحظى بتأييد مجموعة من القوى السياسية، بينها «القوات» و«الاشتراكي» و«الكتائب» ومستقلون آخرون، لكن مؤيديه لا يمكن أن يؤمنوا له أصوات أكثرية الثلثين في جلسة الانتخاب الأولى بالبرلمان، أو حضور ثلثي أعضاء البرلمان في الجلسة الثانية. كذلك، لا يستطيع ثنائي «حزب الله» و«أمل» وحلفاؤه، تأمين ثلثي الأصوات لفرنجية، مما يستدعي توافقاً بين أغلبية تستطيع تأمين ثلثي الأصوات أو نصاب الجلسة.
وقالت مصادر «القوات» أمس، إن الحزب الذي يمثله 20 نائباً في البرلمان «يرفض الدخول في محرقة الأسماء»، وأوضحت أنها «ما زالت متمسكة بالمرشح ميشال معوض وترفض أي مرشح ممانع وتصر على مواصفات رئاسية لمرحلة استثنائية تستدعي رئيساً يتمتع تحديداً بمواصفتي السيادة والإصلاح».
من جهتها، أكدت مصادر مقربة من الرئيس فؤاد السنيورة، أن اللقاء مع جعجع ناقش مواضيع عدة، ومن ضمنها الاستحقاق الرئاسي. ونفت ما يتردد عن أن رئيس حزب القوات رفض تأييد ترشيح محتمل للوزير السابق جهاد أزعور، حسبما ذكرت وكالة الأنباء «المركزية».
وتتحدث معلومات في بيروت منذ أواخر العام الماضي، عن أن رئيس «التيار الوطني الحر» يدعم ترشيح أزعور كمرشح تسوية، فيما يطرح رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط اسمه ضمن اسمين مقترحين آخرين.
في المقابل، يصر «حزب الله» على دعم فرنجية، ويرى أن حظوظه تتقدم داخلياً وخارجياً، وقال عضو كتلته النيابية النائب إبراهيم الموسوي، أن «الحوار هو السبيل الحقيقي والوحيد للتوصل إلى تفاهم حول موضوع انتخاب رئيس الجمهورية»، مضيفاً أن «حظوظ سليمان فرنجية جدية وحقيقية وهي تكبر أكثر فأكثر داخلياً وخارجياً».
وجدد الموسوي «دعوتنا إلى الحوار، وأن يطرح الفريق الآخر مرشحه الجدي في هذا المجال كمدخل للتفاهم لكي نصل جميعاً إلى النهايات المرجوة».

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية