قاسم: معركة الإسناد نتيجة طبيعية لطوفان الأقصى و لن نصبر إلى ما شاء الله

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Jul 09 25|00:00AM :نشر بتاريخ

وضع الشيخ قاسم معركة الإسناد في إطار النِتاج الطبيعي لـموقف حزب الله من"طوفان الأقصى"، مُعلناً أنّ الشورى اجتمعت وقررت بالإجماع الدخول في معركة إسناد.

وذكر قاسم في حديث للميادين  أنّ ذاك الاجتماع عُقد بعد يومين، إذ "إن  أمراً كهذا لا يؤخَذ قراره بالهاتف أو بالاتصالات، والمعرفة كلها كانت طارئة"، وقد اتخذ في اليوم الأول القرار باستهداف مزارع شبعا، وهو ما بدأ في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023.

ورداً على سؤال "لماذا مساندة وليس حرباً شاملة؟"، أجاب الشيخ قاسم أنّ الحرب الشاملة نتائجها متوقعة، وتتطلب استعدادات مسبقة، و"هذا لم يكن متوفراً".

لذلك، "كان لا بدّ أن ندخل بعملية المساندة وبشكل محدود ونراقب التطوّر الذي سيحصل، وعلى أساسه نحسم خيارنا بشكل واضح أكثر"، وفق الشيخ قاسم.

وتابع، في سياق النقاش داخل الحزب، وبعد أسابيع من حرب الإسناد، "ترسّخت القناعة لدى قيادة الشورى بخوض حرب مساندة وليس حرباً شاملة، والسبب أنّ المساندة تحقّق الأهداف المطلوبة من دون الحاجة إلى الحرب الشاملة".

وحدّد الشيخ قاسم الأهداف، وهي أولاً جذب عدد كبير من قوات العدو الإسرائيلي إلى منطقة شمال فلسطين المحتلة.

ثانياً، تهجير المستوطنين لخلق أزمة اجتماعية، اقتصادية، أمنية في شمال فلسطين.

وثالثاً، إيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى بالجنود الإسرائيليين. 

وذلك يسهم في التقليل من القدرات الموجودة في منطقة غزة وغلاف غزة، والتخفيف عن أهل غزة، إضافةً الى أنّه "يعطي رسالة واضحة للاسرائيليين بأنّهم سيواجهون على جبهتين، وبالتالي أفضل لهم أن يجدوا حلّاً ويوقِفوا الحرب".

نفى الشيخ قاسم وجود أيّ تنسيق مسبق في بداية المعركة، وقال "نحن لم نكن نعرف، وإذا لم نكن على علم فلا نستطيع أن ندخل في معركة شاملة".

وأضاف أنّ رسالة من القائد العام لكتائب القسام الشهيد محمد الضيف وصلت إلى حزب الله من أحد ما من لبنان وتم نقلها من غزة.

وأعلن أنّ حزب الله تناقش حينها مع القيادي في حماس خليل الحية ومجموعة من المرافقين له كانوا يزورون لبنان ويغادرون.

وأكد أنّ المقاومة الفلسطينية وصلت إلى قناعة بأنّ المساندة كافية وتؤدي الغرض المطلوب، وجاء ذلك في جلسة مع الشهيد السيد حسن نصر الله.

وشرح الشيخ قاسم، أنّه خلال الشهرين جرت مناقشة حرب الإسناد، إن كانت كافية أم لا، و "لكن تبيّن أنّ الإسرائيلي متغوّل جداً، وأن هناك قواعد جديدة، والدعم الأميركي كبير، وأنّ أكثر من المساندة لن يحقق المطلوب".

وبيّن أنّ أكثر من المساندة لن يمنع الاحتلال (لن يمنع الاحتلال من حربه على غزّة)، و"قناعتنا أن المساندة حققت الأهداف المطلوبة".

على صعيد إيران، أكد الشيخ قاسم وفق معلوماته أنّ طهران لم تكن على علم، "بل أكثر من ذلك، قسم من قيادة حماس في الخارج لم يكن على علم".

وأكد أّنّ الموقف كان نصرة القضية الفلسطينية بكل محطاتها، ولا سيما في المرحلة الاستراتيجية في طوفان الأقصى، وذلك " قالوا لنا أم لم يقولوا"، في إشارة إلى تنسيق غزة.

وفي ضوء ذلك، أعلن الشيخ قاسم أنّ الدعم الإيراني العسكري والمالي والسياسي والإعلامي والمخابراتي لم يتوقف.

وفي ما يخصّ الخروقات التي تعرض لها حزب الله، كشف الشيخ قاسم عن وجود لجنة تحقيق مركزية تعمل لغاية الآن ولم تنته بشكل نهائي، وإلى جانبها أنشأ حزب الله لجان تحقيق فرعية في كل موضوع من الموضوعات (بيجر، مكان شهادة السيد نصر الله، مكان شهادة السيد هاشم صفي الدين).

 

وعدّد الشيخ قاسم بعض القواعد العامة التي تمّ التوصل إليها، وهي واضحة تماماً في التحقيق.

في موضوع البيجر، اكتُشف وجود ثغرة في عملية الشراء التي حصلت في السنة والسنة ونصف الأخيرة، وقال: "لم نكن نعلم أنّ سلسلة الشراء مكشوفة، ولم نستطع من خلال وسائلنا أن نكتشف وجود التفجير".

وأضاف أنّ المتفجرات التي وضعت في البيجر من نوع استثنائي لم تكشف في الفحص الذي تمّ بالأدوات المتوفرة، وبالطرق المعروفة، وهذا "يمكن أن نضعه في دائرة التقصير أو القصور".

وعمّا إذا كان حزب الله قد تلمّس أنّ أجهزة البيجر كانت ملغومة، أعلن الشيخ قاسم أنّه في اليومين الأخيرين قبل وقوع التفجير وُجدت محاولة للبحث في البيجر بطريقة مختلفة، مثلاً أن يُكسر الجهاز، وهذا جاء بناءً على ملاحظة خلل أثار علامات استفهام.

أمّا فرضية أنّ يكون الاحتلال قد عجّل بضربته (تفجير الأجهزة) بسبب الخوف من أن تنكشف، فأوضح الشيخ قاسم أنّ هذا تقدير "إسرائيل".وفي هذا السياق، أكّد الشيخ قاسم وجود دفعة تقدر بـنحو 1500 جهاز "بيجر" مفخخ في تركيا، لكن جرى اتّصال  برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للطلب من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان  تفجير هذه الأجهزة، وهنا تمّ استدراك الموضوع بعد عملية تفجير البيجر التي وقعت.

أما الحديث عن وجود دروع للعسكر والمقاومين مفخخة كان يمكن أن تصل إلى حزب الله، فنفى الشيخ قاسم علمه بهذا الموضوع.

موضوع آخر في الخرق، هو الثغرة في شبكة الاتصالات وكانت تصل الأخبار من المعنيين بوجود تنصت، لكن لم نكن نعلم أنّه بهذا المستوى، فالتنصّت شبه شامل، أو واسع بشكل كبير جداً.

وعن الخرق أيضاً من خلال الطيران الإسرائيلي، أكد الشيخ قاسم أنّ الاحتلال جمع "داتا" على مدار 17 عاماً تتعلق بمتغيّرات جغرافية. وهنا لم تتوفر لدى حزب الله معلومات عن مدى المعرفة الإسرائيلية.

وبناءً على ذلك، "وبكل صراحة"، أوضح الشيخ قاسم أنّ الخرق البشري صار أمراً خفيفاً ومحدوداً جداً أمام هذا الكم الضخم من المعلومات الذي كان متوفراً بسبب التنصّت و الطيران المسيّر والإحداثيات.

وأكد الشيخ أن خرقاً بشرياً واسعاً لم يظهر، نافياً بشكل قاطع معطيات بشأن وجود خرق بشري بشخصيات أساسية أو قادة في داخل حزب الله.

وتعهّد الشيخ قاسم بالتحدث أمام الرأي العام، والقول إن كان يوجد خرق بشري أو لا، وتحديد مستوى هذا الخرق.

وفي ما يتعلق بواقع حزب الله بعد الحرب، طمأن الشيخ قاسم أن شعباً كهذا، وأمة كهذه، وحزباً كهذا، و مقاومة كهذه، "لا يهزمون"، متسائلاً: "هل تتوقعون  إلّا  أن نكون موجودين وأقوياء وقادرين أن نحقق المستقبل الذي نريده نحن"؟ داعياً إلى الاستماع إلى أقوال جرحى "البيجر" والناس.

وشرح أنّ الحزب الذي أُصيب بـ"البيجر" واللاسلكي، واستُهدفت قدراته النوعية، واستشهد أمينه العام، والسيد صفي الدين، ومجموعة من القادة الكبار والمعاونين والصف الأول وبعض من الموجودين في الوحدات، كان بحسب النظرية الإسرائيلية سينتهي، وعندما يعود الحزب ويقف على قدميه ويخوض معركة البأس، يوصِل "إسرائيل" إلى اتّفاق وقف إطلاق النار، ماذا يعني ذلك؟

كذلك، عدّد الشيخ قاسم عناصر النصر، والتي تمثّلت باستمرارية الحزب وبمنع "إسرائيل" من التقدم إلى الداخل اللبناني وأن تصل الى بيروت أو إلى صيدا، مضيفاً أنّ الحزب انتصر بالألفة الموجودة في الداخل اللبناني حيث بقيت على أحسن وتيرة ولم تستطع "إسرائيل" أن تفتعل فتنة، وبأنّ الإنهاء لم يحصل وتحقيق أهداف الإسرائيلي لم يحصل.

وشدّد الشيخ قاسم على أننا " نحن أمام مرحلة جديدة، المرحلة الجديدة لها معطياتها ولها أدواتها ولها إمكاناتها ولها خططها".

وبشأن العدوان المستمر والذي طال الضاحية الجنوبية لبيروت، شدّد الشيخ قاسم على أنّ المقاومة "لن تصبر إلى ما شاء الله، إذ يوجد حدود في النهاية "، أما "متى وكيف وبأي طريقة، فأنا لست في صدد تحديد الآليات أو الزمان".

وذكّر أنّ الضغط لن يحقق الأهداف والمواجهة ستكون عندما يتخذ القرار، ولا خيار ثالث بين النصر والشهادة، و" لا خيار لدينا اسمه الاستسلام".

واكتفى الشيخ قاسم بالقول: "الآن جاهزون، فقط، نحن نرمم، ونتعافى"، من دون التحدث عن تفاصيل الأعداد البشرية والقدرات العسكرية، مشدداً على أنّه "إذا هجمت إسرائيل فسنقاتلها... ونحن جماعة ميدان".

وعن سؤال تصفية 500 مخزن من الأسلحة المتوسطة والثقيلة، أجاب الشيخ قاسم: "هم يتكلمون عن الشيء الذي رأوه في جنوب نهر الليطاني، البلد واسع الحمد لله".

وأوضح الشيخ قاسم أنّ هذا النوع من العدوان الإسرائيلي يتم بالتشاور مع الولايات المتحدة، التي تعتمد سياسة "دعونا نأخذ في السياسة ما لم نأخذه في الحرب، إذاً حتى يستطيع الأميركيون بالسياسة أن يأخذوا عليهم أن يمارسوا ضغوطات، الضغوطات يمارسونها من خلال إسرائيل".

وهنا، تقدّم الشيخ قاسم بالتحية إلى الرئيس اللبناني جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، وكل المسؤولين المعنيين بشأن "المشهد الجميل"، حيث بدا أركان الدولة اللبنانية على موقفٍ واحد.

وعن استشهاد السيد نصر الله، أكّد الشيخ قاسم، أن ذلك شكّل صدمة مفاجئة للجميع، وله أيضاً، قائلاً: "لم يكن استشهاده مفاجئاً للعالم فقط، بل حتى نحن لم نكن نتوقع أن يغادر في هذا التوقيت. لو سألني أحد قبل ذلك لقلت إننا قد نُستشهد جميعاَ ويبقى سماحة السيد، لما كان يتمتع به من قوّة، شجاعة، وتسديد إلهي واضح".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الميادين