عون أمام زواره: حريصون على تحقيق الانماء المتوازن وتعزيز الثقة بالدولة
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Aug 27 25|17:44PM :نشر بتاريخ
اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حرصه على "تحقيق الانماء المتوازن والإهتمام بالمناطق النائية"، لافتا الى ان "الأولوية هي لبناء مبنى للجامعة اللبنانية في عكار، وهناك مشروع لإقامة مستشفى عسكري يكون في خدمة أبناء المنطقة". وأوضح أنه سيتابع موضوع تشغيل مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات.
مواقف الرئيس عون جاءت في خلال لقاءاته قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، حيث التقى وفدا من "جمعية تجار عكار" برئاسة إبراهيم حنا الضهر الذي قال: "ما اسعدنا ان نكون بضيافة رجل حمى المؤسسة التي كانت وما زالت الحصن والضمانة لحماية الوطن ووحدة ابنائه في احلك الظروف التي مرت عليه. فبحكمتكم وقيادتكم المسؤولة جسدتم روح الالتزام والتفاني في خدمة وطننا العزيز، وها نحن نتجاوز التحديات ونحقق العديد من الانجازات التي تساهم في تعزيز مكانته عبر رفع مستوى ثقة المواطن بالدولة ومؤسساتها".
اضاف: "ما أسعدنا واثلج قلوبنا هو خطاب القسم الذي تفضلتم به يوم انتخابكم رئيسا للبلاد، وأنتم اليوم الركن الاساس في بناء دولة المؤسسات ونحن الى جانبكم ونعمل بتوجيهاتكم. ما أسعدنا ونحن نشعر بإندفاعكم نحو مكافحة الفساد في جميع دوائر الدولة، وما احوجنا للاصلاحات المبنية على الشفافية، وكم نحن بحاجة اكثر من اي وقت لإدارة التنوع كي نبني واياكم مستقبلا لأبنائنا عملنا لأجل تحقيقه ولم نستطع حتى تاريخه".
وشدد على أن "محافظة عكار بحاجة لوضعها على خارطة الاهتمام الرسمي، وهي بحاجة لمشاريع انمائية تليق بأبنائها، ولدينا من الطاقات ما يخولنا ادارة شؤوننا بأنفسنا من دون اوصياء علينا. ولقد عانت عكار كثيرا من التهميش والاستهتار من قبل الحكومات المتعاقبة. ما يؤلمنا هو ما وصلنا اليه في الوضع الاقتصادي والمالي لخزينة الدولة، والانهيار الذي لحق بنا جراء الفساد في السياسات المالية التي قامت بها المنظومة السابقة"، واكد ان "ما نطمح اليه اليوم هو حقنا في قوننة واقعنا الاقتصادي، عبر تطبيق الدستور، لا سيما المادة الثالثة /الفقرة (أ) من وثيقة الوفاق الوطني التي تنص على تطبيق اللامركزية الإدارية".
وختم قائلا: "ما نريده فخامة الرئيس، هو اقرار قانون انشاء غرفة تجارة وصناعة وزراعة في محافظة عكار إنفاذا للمرسوم الاشتراعي 36/67 الذي يجيز انشاء غرف تجارة وصناعة وزراعة في كل محافظة، عندها سترون في عكار واقعا جديدا يحتذى به في تنفيذ المشاريع التي تفتح آفاقا لأبنائها من خريجي الجامعات، وذلك من خلال استثمار اموالنا التي تخرج من عكار ونحن غير مستفيدين منها على الاطلاق. فمن غير المقبول ان يستجدي ابناء عكار الانماء واموالهم تصرف خارجها".
الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد، وقال: "إن واقع منطقة عكار اعرفه تماما ونحن مصممون على القيام بخطوات من شأنها إيلاء منطقتكم الاهتمام اللازم، لا سيما لجهة التصميم على تشغيل مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات، وهذا من شأنه ان يكون خطوة أساسية وسنتابعها".
وأشار الى ان الحكومة، "منذ ان حصلت على ثقة المجلس النيابي، اطلقت عددا من المشاريع الإصلاحية الى جانب التشكيلات القضائية، وكل ذلك من شأنه المساهمة في العمل على مكافحة الفساد والمحاسبة"، وقال: "عندما تحصل المحاسبة، يكون ذلك بمثابة ضربة للفساد. فلبنان ليس بمفلس كما سبق وذكرت، لكنه بحاجة الى إدارة سليمة بعيدة عن الفساد".
وشدد الرئيس عون على "اننا نعمل على مقاربة مختلفة قائمة على الشفافية ومحاربة الفساد والإصلاح الاقتصادي. وحقكم علينا ان نقف الى جانبكم، فمنطقة عكار غنية بأهلها ومقدراتها. ونحن سنسير ببناء مبنى للجامعة اللبنانية، كما لدينا مشروع لإقامة مستشفى عسكري يكون في خدمة أبناء المنطقة. ومصممون على ان تسير هذه المشاريع لإنعاش المنطقة وإيجاد فرص العمل لأبنائها. هذا وعدنا لكم ويدنا بيدكم".
وختم قائلا: "انا اعرف عكار، كما قلت لكم، وقد خدمت فيها. وعكار لها دين علينا بزيارتها".
اتحاد جمعيات الضنية
كما استقبل رئيس الجمهورية وفدا من "اتحاد جمعيات الضنية" الذي تحدث باسمه الدكتور عز الدين صبرة، فقال: "ان الضنية كانت على الدوام وفية لوطنها، مخلصة لدولتها، ثابتة في وطنيتها، وأهلها لم يتأخروا يوما عن نصرة القضايا الوطنية، ولن يتوانوا عن تقديم التضحيات حفاظا على وحدة لبنان وعزته".
وإذ اشار الى أن "الضنية بقيت على هامش الاهتمام الرسمي"، ذكر بـ"التحديات اليومية الصارخة، ومنها، غياب الصرف الصحي، حيث تصب مياه المجاري مباشرة في الاودية والانهار. ادارة المياه السيئة، رغم وفرة الموارد المائية بما يقارب 250 نبعا وعينا. ضعف الاتصالات، إذ ان الشبكات الهاتفية والانترنت غير مستقرة. غياب مشاريع التنمية التي تساهم في تحسين مستوى المعيشة وتوفير فرص عمل. معاناة المزارعين في تصريف منتوجاتهم الزراعية وانتشار آفة المخدرات بين الشباب".
وشدد على أن "اهل الضنية اليوم ينظرون اليكم يا فخامة الرئيس بأمل كبير لأنكم في هذا الظرف العصيب، تمثلون صمام امان الدولة وحامي الدستور والمرجع الذي يلتف حوله اللبنانيون جميعا. وكلنا ثقة بأن قيادتكم الحكيمة ستعيد الى الوطن استقراره، وتفتح امام ابنائه طريق النهوض والازدهار ليبقى لبنان وطنا جامعا لكل ابنائه من دون استثناء".
الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد معتبرا انه "يمثل منطقة الضنية العزيزة على قلبي، لا سيما وقد أمضيت فترة فيها خلال خدمتي العسكرية. فمن واجبنا الوقوف الى جانبكم والاهتمام بالضنية وغيرها من المناطق النائية وتحقيق الانماء المتوازن، خصوصا انها تتميز بوفرة مياهها وينابيعها وبطبيعتها الخلابة وخصوبة اراضيها الزراعية المتنوعة ما يعزز السياحة البيئية فيها".
واكد رئيس الجمهورية "التصميم على اتخاذ اجراءات وتنفيذ مشاريع من شأنها ان تفتح امامكم فرصا لتصريف منتوجاتكم الزراعية وتصديرها الى الخارج".
وختم قائلا: "نشد على ايديكم وننوه بالعمل الذي تقومون به، على مختلف الأصعدة، لاسيما لناحية مكافحة انتشار آفة المخدرات بين الشباب".
افرام
واستقبل الرئيس عون النائب نعمة افرام، وعرض معه للتطورات الأخيرة في البلاد، والمواقف المحلية والدولية منها.
بعد اللقاء، تحدث النائب افرام الى الصحافيين، فقال: "تشرفت اليوم بزيارة فخامة الرئيس، في أيام مصيرية ومهمة للبنان. نحن جميعا الى جانب فخامته، لمواقفه الحكيمة والصلبة. نحن ملتزمون بلبنان الجديد، والمنتج، والمبدع، والذي يشبه اللبنانيين الناجحين في العالم، وفي الوقت نفسه بالحكمة التي علمتنا اياها الاحداث. لحظات دقيقة تمر بها البلاد والمنطقة، نحن فخورون بمواقف فخامة الرئيس الذي يستقطب الدعم العالمي للبنان من الدول العربية الشقيقة والدول الغربية مثل أميركا وأوروبا. وهذا هو الأساس. والمواقف التي تتخذ في لبنان هي التي ستكون حجر الزاوية الذي سنبني البلد على أساسه".
واعتبر افرام ان "مجيء الوفد الأميركي امر مهم جدا في تاريخ لبنان. اليوم، الولايات المتحدة، وهي دولة عظيمة ومهمة، تلعب دورا أساسيا في الشرق الأوسط والعالم، في الصراعات الكبيرة في العالم، تعتبر ان لبنان بلد موجود بحدوده القائمة ويستحق الحياة، ولا يجب ان يقسم ويدخل في نمط الدول الفاشلة. هذا ما نلمسه عندما نرى اهتمام اميركا والدول الأوروبية بلبنان. لذلك يجب ان نلاقيهم في منتصف الطريق، ومن هنا مواقف فخامة الرئيس والدولة اللبنانية هي مواقف واضحة. لبنان يعيد بناء الدولة، ومصلحة الشعب اللبناني فوق كل اعتبار. واعتقد اننا متفقون جميعا في لبنان، ان لا مصلحة تعلو على مصلحة الشعب اللبناني، ومصلحة الشعب اللبناني اليوم تكمن في توحيد السلاح تحت امرة الجيش اللبناني، وإعادة الدولة ومؤسساتها، واستقطاب رؤوس الأموال لنعيد احياء مشروعنا الاقتصادي والانمائي للبنان، لأنه كما تلاحظون ان التأخير الذي يحصل في استقطاب رؤوس الأموال لا يساعد على قيام الدولة".
وختم قائلا: "لبنان اعتاد على تشغيل الدولة بموازنة قدرها 18 مليار دولار، ونحن اليوم نعمل بموازنة قدرها 4 مليارات دولار، أي اقل بحوالى 5 مرات، ولن نتمكن من التقدم اذا لم نستقطب رؤوس الأموال. ورؤوس الأموال مرتبطة مباشرة بالمواقف السياسية التي تتخذها الدولة اللبنانية، ويجب ان نعرف جميعا ان هذا الموضوع ربح لنا جميعا. المطروح اليوم هو ان يكون السلاح الذي هو في يد حزب الله، بيد الجيش اللبناني، نحن لا نسلمه للعدو الإسرائيلي بل للجيش اللبناني، هناك فرق كبير جدا. لذلك نحن نتكلم كعائلة واحدة، مصلحة كل فرد من اللبنانيين مرتبطة بمصلحة كل اللبنانيين، واذا نجحنا في هذه العملية، أي دخول لبنان في المجتمع الدولي، وتعزيز ثقة المجتمع الدولي بنا، واستقطاب رؤوس الأموال وإعادة البناء، سيستفيد من ذلك جميع اللبنانيين، وخاصة أبناء الجنوب. على هذا الأساس أتمنى ان تحمل الأيام القادمة خيرا للبلاد".
عمران ريزا
الى ذلك، عرض الرئيس عون عمل المنظمات الدولية في لبنان مع نائب المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان والمنسق المقيم للشؤون الإنسانية عمران ريزا.
جمعية "فيلوكاليا"
واستقبل الرئيس عون رئيسة جمعية ومعهد "فيلوكاليا" الأخت مارانا سعد والأب فريد صعب ومجلس إدارة وامناء الجمعية والمعهد.
وفي مستهل اللقاء، تحدثت الأخت سعد فقالت: "نضع بين ايديكم رسالة فيلوكاليا، التي انطلقت من الكنيسة لتكون مسيرة حب وجمال عبر الفنون. لقد اطلقنا خلال سنوات قليلة مشاريع متعددة تحمل بعدا ثقافيا وفنيا وتربويا واجتماعيا وروحيا. كما أنشأنا "الصالون الادبي" وانتجنا اعمالا موسيقية مستوحاة من تراثنا قدمناها في لبنان وخارجه، واقمنا مبادرات لدعم الفئات الاكثر حاجة، وجعلنا الفن وسيلة للشفاء الداخلي واعادة بناء الرجاء. وفي اربع سنوات فقط تحول دير سيدة الزيارة عينطورة الى مركز ثقافي وفني مشع".
وختمت معربة عن "امتناننا العميق لشخصكم الكريم على حسن استقبالكم لنا اليوم. إن حضوركم وتشجيعكم لنا يشكل دعامة كبيرة لدعم رسالة الفن والثقافة في وطننا. نحن نكتب اسم لبنان بالحب والجمال ونؤمن ان عهدكم قادر على ان يعيد للبيدر خضرته، وللوطن مكانته التي يستحقها. وصلاتنا ان يكون عهدكم عهد رجاء وابداع ويبارك الله خطواتكم لتقودوا لبنان نحو مستقبل يليق بتاريخه وكرامة أبنائه".
الرئيس عون
ورد الرئيس عون مرحبا بالوفد وقال: "ان لبنان شكل منارة للشرق بفضل تنوعه، ومن ثم جسرا بين الشرق والغرب بفضل تصميم ابائنا واجدادنا وتمسكهم بالأرض ونقل المعرفة منه واليه".
وإذ شدد على "أهمية حضور وبصمة لبنان المميزة في مجالي الثقافة والفن اللذين يعكسان صورة الشعوب"، أعاد التأكيد ان "لبنان الذي عانى منذ العام 2019 اصعب الازمات لم يتمكن من الوقوف مجددا الا بفضل أبنائه المؤمنين والمتعلقين به، وهو وإن انحنى امام العواصف الا انه لا ينكسر".
وختم مشددا على "ضرورة الإضاءة على الإيجابيات التي تتحقق، ومنها على سبيل المثال المهرجانات التي شهدها لبنان خلال فصل الصيف والمؤشرات الاقتصادية الواعدة، باعتراف الهيئات الاقتصادية التي صنفت هذا العام بالافضل منذ العام 2018"، آملا في "تجاوز كل العراقيل بهدف ايصال البلد الى بر الأمان".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا