مفتي راشيا : على السلطة أن تنفذ مندرجات الدستور واتفاق الطائف

الرئيسية ثقافة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jun 28 25|20:36PM :نشر بتاريخ

 ايكو وطن - البقاع - عارف مغامس 

أشار مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق محمد حجازي الى "أننا نحتفل اليوم بسنة هجرية جديدة وواقعنا يتطلب منا عملا مضاعفا مستمرا لمواجهة التحديات والصعاب ووطننا امانة في اعناقنا جميعا وعلينا أن نعمل لصالحه ولأبنائه ومن الصالح فيه أن ينصف الناس ولا يهمش فريق على حساب آخر ولا مجموعة على حساب أخرى فمنطق الإلغاء والإقصاء ممجوج ومرفوض وعلى السلطة أن تتحمل مسوؤليتها بأمانة دونما محاباة وأن تنفذ مندرجات الدستور واتفاق الطائف ولا يمكن لهذا الوطن ان تقوم له قائمة إلا بوحدة القرار فيه سلما وحربا وتسليم السلاح فيه للدولة فقط  وأن تكون العدالة  فيه حقيقة والإنماء متوازنا كذلك.
كلام المفتي حجازي جاء خلال رعايته  الاحتفال الديني المركزي الكبير الذي أقامته دار الفتوى في راشيا  لمناسبة السنة الهجرية 1447 في باحة دار الفتوى في بلدة البيرة/راشيا  أحيته فرقة خالد بن الوليد بقيادة المنشد أحمد القادري، جرى خلاله تكريم الحافظ الجامع للقراءات العشر  الشيخ محمد عامر المصري، وتهنئة الشيخ الحافظ الجامع محمد يوسف علي رئيس المراكز الدينية في دار الفتوى راشيا 
حضر الاحتفال المركزي الحاشد النائب ياسين ياسين، نواف التقي ممثلا النائب وائل ابو فاعور، الشيخ عاصم الجراح ممثلا مفتي زحلة الشيخ علي الغزاوي، مستشار الرئيس سعد الحريري للشؤون الدينية الشيخ علي الجناني ،وحضر عضو المجلس المذهبي الدرزي السابق الشيخ أسعد سرحال، والشيخ بشير حماد، والشيخ محمود الحلبي.
وحضر الأب متري الحصان، عضو المجلس الإسلامي الشرعي الاعلى المحامي محمد العجمي، وقضاة ورجال دين من مختلف الطوائف، القاضي الشيخ محمد القادري ،العميد علي الصميلي،مدير مكتب مفتي راشيا الشيخ يوسف الرفيع،رئيس الشؤون الادارية في دار الفتوى راشيا الشيخ إبراهيم حسين رئيس اتحاد بلديات قلعة الإستقلال ياسر خليل ورؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات دينية  وإجتماعية وثقافية وامنية واعلامية،  وحشد كبير من أهالي بلدة البيرة وقرى قضاء راشيا.
استهل الإحتفال بآيات من القرآن الكريم تلاها الشيخ الحافظ محمد عامر، ثم قدم للاحتفال الشيخ فيصل قشطة، ثم قرأ الشيخ محمد يوسف علي  السند والإجازة 
حجازي
مفتي راشيا الشيخ الدكتور وفيق محمد حجازي قال في كلمته :" نلتقي اليوم في رحاب دار الأمة ومرجعيتها دار الفتوى  في راشيا ، في احتفال مركزي ديني رسمي كبير بسنة هجرية جديدة، غيرت عبر التاريخ مسارات حياة أمم وأنشأت حضارات لبناء الإنسان وكرامته فنستلهم من خلال الهجرة دروسا لواقعنا واستشرافا لمستقبلنا فنحن أمة لم نخلق عبثا بل لغاية وغايتنا في وجودنا وجودنا  في ركب القيادة والسيادة والخلافة عن الله في الأرض ويكفي أن نعلم ان الهجرة بمفهومها الشرعي في أحد تخصصاته هي ترك ما نهى الله عنه وفعل ما امر به الله تعال لكنه كذلك تحمل في طياتها مفهوم الهجرة بالقلب كما بالجسد والمادة كما بالمعنى والروح  فليست هجرة النبي مجرد سرد لحدث بل تأسيس لعقد اجتماعي عقدي فكري تربوي روحي وحضاري  لم تكن فرارا من أذى ولا هروباً من تنكيل ولا ضعفا عن المواجهة ولا خوفا من الموت بل هي إيمان يرفض الذل والخضوع والخنوع والذل لسلطان القهر بيد انها هجرة من دائرة المسخ الثقافي والتربوي رفضا للانحلال الأخلاقي والانحراف التربوي والفساد المجتمعي إنها عنوان لنا جميعا أننا لكي ننجح لا بد لنا من التعاون والتعاضد لنزلزل حصون الأنا ونقوض عروش الحقد ونحقق نصرة الحق ونحول بوصلة حياة الناس للخير والسعادة الهجرة غير منقطعة بهذا الفهم إلى ان يرث الله الأرض ومن عليها ولا تنقطع الهجرة حتى تطلع الشمس من مغربها.
إننا بحاجة لفقه فلسفة تلك الهجرة لتحصين وحدتنا الداخلية واتفاق كلمتنا وترابط قلوبنا وتآلف أرواحنا وامتداد عملنا  الإيجابي البناء لخدمة مجتمعنا بكل أطيافه ووطننا بكل  أبنائه لنعكر الوطن بكل ذرة من ترابه ومائه وهوائه فهي بهذا لفهم حركة متجددة مستمرة وعامل من عوامل القوة والانفة ولن تنقطع حتى تنقطع التوبة فلنتقي حول اسمى الغايات ونتعاون لإنجاز أرقى التطلعات، فالهجرة توبة، والتوبة هجرة، وكلاهما انتقال من الخطأ والجمود والتخلف، إلى الصواب والوعي المتجدد والارتقاء، وانتقال من الرزيلة والهوى إلى الفضيلة والهدى، ومن الباطل الزائف إلى الحق الثابت الراسخ، كما أنها إيمان بالفكرة، وصدق في الدعوة، وجهاد حق تُبذل فيه الأرواح.هي إذن مصدر قوة لا ضعف فيها  بل هي الألق عينه والتطلع لمستقبل واعد بكل أبعاده وآفاقه.
نلتقي اليوم في احتفال ونكرم فيه انفسنا والأهل ولذلك نشكر مركز النور على إنجازاته ونثمن عاليا ما يقوم الشيخ محمد علي على مستوى القرىن وقراءاته وهذا فأل طيب في قضائنا مع إقرائنا وقرائنا 
وقال حجازي :"

يا راكبًا؛ والليلُ يعلكُ صمتَهُ   والكُفرُ يكتبُ للخيانةِ مَحْضَرا 
وعلى الفراشِ جَناحُ جبريلَ الذي ألقى إليك الوَحْيَ غضًّا مُزْهِرا 
أسْرجتَ خيل الحقّ في غسقِ الدُّجَى وخَرجتَ والتاريخُ يُبصرُ ما جرى 
ومررتَ من بين الرجالِ؛ كأنّهم خُشُبٌ؛ وسلّمتَ الأمانةَ حَيْدَرا 
أحثُ التّرابَ على الرّؤوسِ ولا تخفْ فَعيونُ مَنْ رصدوا طريقَك لا ترى 
هُمُو أتقنوا مكرا؛ ولكن ما دروا عن مكر من خلق الوجودَ وقدّرا 
يا مقبلًا والمسرجون هَواهُمُوا يتلفّتون إلى الوراء تذمّرا 
أبصرتَ نورَ الحقّ بالقلبِ الذي  أضحى نقيًّا مِنْ هواهُ مطهّرا 
غَسَلَتْهُ في الطّسْتِ الكريمِ ملائكٌ  حتى غدا أصفى وأنقى جوهرا 
ورحلتَ نحو الفجر؛ والليلُ الذي خلّفْتَ أمسى بالضلالةِ مُقفر
ودّعتَ مكةَ والفؤادُ يحبّها  وتركتَ فيها الكفر يلعب ميْسِرا 
وتركتَ ليلَ الشرك يأكلُ بعضُه بعضًا؛ وقد بَرِمَتْ به أمّ القُرى 
وحملتَ فجْرَكَ نحو طيبةَ ضاحكًا متألّقا متهلّلا مستبشرا 
تسري فيهتف من قباءٍ هاتفٌ شَغَفًا؛ ويلقاك العقيقُ مكبّرا 
هذي ثنيّاتُ الوداعِ تألّقتْ لمّا رأتْ ليلَ المدينةِ مُقمِرا 
وتطيرُ بالأنصارِ فرحتُها؛ وقد نادى المنادي بالقدومِ وبشّرا 
ويجيءُ سلمانُ المحبُّ وقد روى لك وجهُه الحبّ الكبيرَ وصوّرا 
سلمانُ فارسَ فرّ من نيرانها وأبى السجودَ لها وعافَ المُنكرا 
لمّا رآك رأى السعادةَ كلّها قد أقبلتْ؛ ورأى الشقاءَ المُدبِرا.
وختم الإحتفال بتقديم درع تكريمي للشيخ المصري وتهنئة للشيخ محمد يوسف علي

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan