فضل الله: لاستلهام عاشوراء في مواجهة المحتل وكلّ مَن يتربص شراً بالوطن
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Jun 29 25|10:49AM :نشر بتاريخ
أكد السيد علي فضل الله في كلمة عاشورائية، أننا "عندما نستعيد عاشوراء، فإننا لا نستعيد التاريخ فحسب، بل نستحضر الواقع ونستلهم المستقبل فالحسين، في كلّ حركة قام بها، كان يفكّر للمستقبل الآتي لنا ولكلّ أجيالنا"، مشيرا إلى ان "عاشوراء تمثّل حدثاً تاريخياً أخلاقياً روحياً توعوياً وثورياً كبيرا ونحن نحييها لنعبّر عن عاطفتنا ومشاعرنا وأحاسيسنا تجاه من أخلص لله وعمل من أجل الأمة ولنؤكّد خيارنا ونعزّز منطق عاشوراء وقيمها في النفوس".
وأضاف: "عمل الإسلام من اجل أن يثبّت الوعي ويحرك العقول فدعا الإنسان إلى أن يفكّر في كلّ شيء فالأمّة عندما تتحرَّك عقولها لن يستطيع أحد أن يسيطر عليها أو أن يتحكَّم بقرارها ومصيرها أو أن يستغلّها، أو يتلاعب بها، أو يأخذها إلى حيث يريد".
وتابع: "عندما شعر الإمام الحسين، ان الحكم الأموي استطاع ان يتحكم بقرار الأمة التي عجزت عن ان تحرك عقلها وتصوب فكرها واضاعت معايير الحق والباطل او الصلاح والفساد في الحكم فرضخت للحاكم الظالم، وقبلت بما يمليه عليها ولو كان لا ينسجم مع الإسلام وعندما رأى الإمام الحسين، أن الأمة قد شُلت إرادتها إرادة التغيير وقبلت بالأمر الواقع وركنت إلى الظلم والظالمين وفقدت الشعور بالمسؤولية مسؤولية التغيير وحفظ الأمانة التي حملها الله للمؤمنين في مواجهة المنكر والفساد والظلم وحتى لا يضيع الدين ويضيع الإسلام وكل التضحيات التي قدمت لحساب مفاهيم منحرفة وأفكار ضالة اُعطيت اسم الإسلام والإسلام منها بريء عندما رأى كل ذلك تحرك لمواجهة هذا الواقع الظالم وانطلق بثورته رغم معرفته أنَّ أوضاع الأمة والظروف المستجدة قد لا تؤدي إلى نجاح عملية تغيير الحاكم الظالم وإعادة الحقّ إلى نصابه وعلى ان يتمكن ان يرد للدين معالمه ويقيم المعطلة من حدوده ويستطيع نصرة المظلوم وتخليصهم من العبودية، لكنه كان متأكّداً من أن ما سوف تقدمه الثورة من مواقف وتضحيات ومن آلام سوف تسهم في إعادة إنتاج الوعي لتعيد له حرارته وللإرادة التي أرادوا لها ان تتخدر أن تستعيد حريتها وقرارها وللقلوب التي تحجَّرت ان تتحرك فيها الحياة وفعلا لقد أحدثت هذه الثورة الحسينية هذا الزلزال الكبير في الإنسان وفي الأمة في عقلها وقلبها وفي إرادتها ما جعلها قابلة لكي تخلد في التاريخ وتشكل حافزا لكل الثوار لكي ينطلقوا لمواجهة الباطل عندما يسيطر والفساد عندما ينتشر والظلم عندما يسود".
ودعا الى إبقاء عاشوراء حيّة في الوعي وفي القلب وفي السلوك، "فالمرحلة أحوج ما تكون إلى أن نثبت قيمها ومنطقها مشيرا إلى ان قيم عاشوراء قيم الحرية وقيم العزة وقيم الكرامة وقيم الحق والتي انطلقت في العاشر من محرم في عام 61 للهجرة هي القيم التي نحتاجها اليوم لتتحول إلى فعل تغييري لكل واقع فاسد ونريد ان نستحضرها ليملأ الخير واقع الإنسان في مواجهة كل شر ولينطلق الوعي في مواجهة كل جهل وليتحرك العدل في مواجهة كل ظلم من اجل النهوض بالإنسان والأمة بشكل راق وحضاري. إننا نريد لجمهور عاشوراء ان يكون دوما الصوت المدافع عن كل المظلومين والمضطهدين في العالم والوقوف مع الحق مهما كانت هوية أصحابه ومع العدل بغض النظر عن كل انتماء طائفي أو مذهبي أو قومي أو عرقي".
وختم: "إننا نريد عاشوراء التي تقف مع كل الاحرار الذين يعملون لتحرير الأرض من المحتل ويقفون في مواجهة كل من يتربص بالوطن وعاشوراء التي تقف مع القضايا العادلة للأمة وتقف في وجه كل من يريد اسقاطها ويسعى لنهب ثرواتها واحتلال أرضها ومصادرة قرارها".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا