تكريس كنيسة مار نقولا الأثرية في صيدا القديمة بعد ترميمها، في اليوبيل المئوي الثالث لانطلاقة طائفة الروم الكاثوليك والوحدة مع روما، وتذكار مار بطرس وبولس، وحكاية اللقاء الوحيد بينهما
الرئيسية ثقافة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jun 30 25|00:54AM :نشر بتاريخ
ايكو وطن - صيدا - ادوار العشي
حدثٌ تاريخي في صيدا القديمة، بمناسبة اليوبيل المئوي الثالث، للمسيرة المسكونية للكنيسة الملكية للروم الكاثوليك، مع حلول تذكار عيد هامتي الرسل الرسولين العظيمين بطرس وبولس، تمثل باحتفال تكريس كاتدرائية مار نقولا الأثرية، التي يعود تاريخ بنائها إلى العام 1724، بعد إعادة ترميمها بهبة كريمة من الرئيس سعد الحريري، وبمساهمة من السيدة بهية الحريري، على الرغم من أنه تمّ بناء حائطٍ فاصل بين جهتي الكنيسة الكاثوليك والأرثوذكس، لاحقاً بعد الإنشقاق.
الإحتفال بتكريس هذه الكاتدرائية، التي شهدت إنطلاقة طائفة الروم الملكيين الكاثوليك، والوحدة مع كنيسة روما، منذ ٣٠٠عام، والتي ترمز تاريخياً، إلى المكان الذي مكث فيه الرسولان القديسان بطرس وبولس لمرة واحدة، عندما كانا يأتيان إلى صيدا وصور، بناءً على التقليد الكنسي وبعض النصوص الكتابية، رعاه وترأسه غبطة بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي الكلي الطوبى، بدعوة من رئيس أساقفة صيدا ودير القمر المطران إيلي بشارة الحداد، وكهنة الرعايا، بمشاركة مطران الجنوب للروم الأرثوذكس المتروبوليت الياس كفوري، راعي ابرشية صيدا للموارنه المطران مارون العمار، مطران كندا للروم الكاثوليك ميلاد الجاويش، الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت انطوان ديب، الرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم تيريز روكز، ولفيف من الآباء والراهبات، بحضور ئيسة مؤسسة الحريري السيدة بهية الحريري، النائبين الدكتور عبد الرحمن البزري، والدكتور ميشال موسى، طلال أرقدان ممثلاً النائب الدكتور أسامة سعد، الوزير السابق هيكتور حجار، والنائبين السابقين أنطوان وسليم الخوري، رئيس بلدية صيدا مصطفى حجازي، القنصل رفلة دبانة، القاضي هاني البرشا، السفير عبد المولى الصلح، عضو مجلس الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي المهندس مارون سيقلي، وحشد من الشخصيات الإجتماعية والتربوية والصحية، والفاعليات الإقتصادية والبلدية والإختيارية، وأبناء الرعية.
فيما زار مطرانية صيدا مهنئاً مفتي صيدا واقضيتها الشيخ سليم سوسان، ومفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران .
إستُهل الإحتفال، بكلمة ترحيب من الأب جهاد فرنسيس، الذي قال: "إن كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك في صيدا القديمة، عمرها من عام 1724 أي 300 عام؛ هذه السنة نحتفل بيوبيل الثلاثمئة عام على المسيرة المسكونية، التي جمعت بين المجد البيزنطي والإتحاد مع كنيسة روما الكاثوليكية. هذا الحدث بالنسبة لنا، تاريخ عريق وعميق بالإيمان وبالوحدة، لأن الكنيسة منذ تأسيسها، مدعوة دائمًا للوحدة، والإنقسامات التي حدثت فيها، هي بالتأكيد بشرية".
أضاف: "في صيدا، يوجد تاريخ عظيم ككل مرافق صيدا، ومن ضمنها الكنائس؛ هذه الكنيسة التي انقسمت سنة 1862 بجدار، فأصبح ثلثها للكنيسة الأرثوذكسية، وثلثاها للكنيسة الملكية الكاثوليكية. بعدها، في العام 1895، بُنيت كنيسة للملكيين الكاثوليك، خارج أسوار المدينة القديمة، وبقيت هذه الكنيسة الأثرية، شاهدة على هذا التاريخ، وراويةً له. وعلى مرّ السنوات، كان لها أدوار كثيرة في احتضان أبناء المدينة، سواء خلال الحروب، أو من خلال الإجتماعات التي كانت تعقد بينهم".
وتابع قائلاً: "واليوم، بعد 300 سنة، وبزيارة غبطة أبينا البطريرك العبسي، خصوصًا بعد أن رُممت من قبل دولة الرئيس الشيخ سعد الحريري، كان هناك احتفالٌ ديني، وليس افتتاحًا للكنيسة، وذلك بمناسبة يوبيل الـ300 عام. وزيارة غبطة أبينا البطريرك العبسي إلى هذه الكنيسة، محطةٌ أساسية؛ فمن هذه الكنيسة، ومع المطران أفتيموس الصيفي، بدأت ملامح كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك من هذه المدينة، صيدا مدينة التعايش والوحدة بين كل مذاهبها وكل أبنائها. وقد تُحوّل إلى معلمٍ تراثي، ومتحفٍ يروي هذا الدور الديني والإجتماعي لكنيسة الروم الملكيين الكاثوليك".
البطريرك يوسف العبسي
راعي الإحتفال البطريرك العبسي دعا في كلمته، إلى "هدم جدران الشك والحذر والتخوين، وتجديد المحبة والإصغاء المتبادل".
وقال: "نلتقي اليوم بخشوعٍ وتأثّر وفرح معًا، في هذا المقام المقدّس، كنيسةِ القدّيس نيقولّاوس، الشاهدة على قرونٍ من الإيمان والرجاء والمحبّة، ولكن من المعاناة أيضًا، لنشكر الله على أنّ جمالها الأصليّ يُعاد إليها بعد هجر، ويعيد معه إلى وجوهنا بسمة الأخوّة. هذه الكنيسة ليست حجارةً وخشبًا فحسب، بل هي حاملة لذاكرة روحيّة، لشعبٍ صلّى فيها، وأناس تعمّدوا وتميرنوا وتكلّلوا، وانتقلوا على مدى أجيال. تكريس الكنيسة حدثٌ كبير في نظر الكنيسة، وعمل مقدّس، بحيث إنّها جعلت تذكارًا في روزنامتها، لبعضٍ من أعمال التدشين".
أضاف : "في إطار اليوبيل التذكاريّ لمناسبة مرور 300 سنة على حدث 1724، الذي أطلق عليه سينودسنا إسم "المسيرة المسكونيّة" الخاصّة بكنيستنا الملكية، صلّينا وتأمّلنا وراجعنا مبادرة المثلّث الرحمة المطران إلياس زغبي، الذي حلُم حُلمًا جريئًا، أن تكون شركة مزدوجة، بين روما والكنائس الأرثوذكسيّة. أطلق نداءه من باب المحبّة والوحدة، لا من باب الجدل والإنقسام. وبالرغم من أنّ مبادرته لم تُقبل رسميًّا من الطرفين، لكنّها تبقى علامة نبويّة تدعونا إلى أن نفقه، أنّ الوحدة لا تُبنى على دِقّةٍ لاهوتيّة فحسب، بل تبدأ من المحبّة المتبادلة، ومن الشركة في الصلاة، والعودة إلى الجذور المشتركة. ومن مبادرة المطران إلياس زغبي، مبادرة العودة إلى الوحدة بين كنيستينا، نتعلّم أيضًا، أنّ الوحدة الكاملة لا تزال بعيدة المنال، لكنّها تدعونا إلى هدم جدران الشكّ والحذر والتخوين، وتجديد المحبّة، والإصغاء المتبادل، كما أشار أخونا سيادة المطران إيلي حداد".
وتابع: "بعد ثلاثمئة سنة من السير في طرقٍ متوازية، نقف اليوم لا لنستعيد الماضي، بل لنعترف، أنّ ما هو جوهريّ في حياة الكنيسة قد تحقّق.. لقد تعلّمت كنيستُنا من شركتها مع روما، أنّ الوحدة لا تعني الذوبان، وأنّ التنوّع في إطار الأمانة والمحبّة يقوّي الجسد الكنسي. وهذه الخبرة تجعلنا مدعوّين لأن نكون صانعي وحدة، لا بدافع المجاملة، بل بروح التلمذة الحقيقيّة. وها نحن، في هذا المقام الذي يجسّد الوحدة والانقسام معًا، نتوجّه بقلوبنا إلى الروح القدس، طالبين إليه أن ينير عقولنا وقلوبنا، وأن يشفي جراحنا، وينقّي نوايانا.. فالدعوة إلى الوحدة المسيحيّة لم تعد مجرّد أمنية لاهوتيّة، بل أصبحت حاجة رعائيّة ملحّة، وواجبًا إنجيليًّا، ونداءً روحيًّا عميقًا. فلنكن اليوم شهودًا على أنّ الترميم لا يطال الحجارة فحسب، بل يشمل العقول والقلوب والعلاقات. ولنحوّل ذاكرة هذه الكنيسة، من شهادةٍ على الإنقسام، إلى رمزٍ للرجاء، بأن "يكون الجميع واحدًا".
المطران إيلي بشارة الحداد
ألقى بعدها المطران حداد كلمةً، رحب فيها بصاحب الغبطة البطريرك العبسي في هذا المكان المميز، وقال: "إنها أكثر من زيارة ، إنها محطة جديدة ، يكتبها التاريخ . فبعد 300 عام، نعود إلى نقطة الإنطلاق، إلى صيدا، حيث جرت أهم أحداث نشأة كنيسة الروم الكاثوليك، فأن نكون معاً في هذه الكنيسة، وفي حضوركم الأبوي مع اخوة لنا من الكنائس، ومن اهل المدينة الكرام، فهذا موعد في التأمل.. ونحن في هذه الكنيسة تتوجه انظارنا بشكلٍ بديهي، نحو هذا الحائط الذي يفصلنا عن أخوتنا في الكنيسة الأرثوذكسية، فقد أمسى هذا الحائط محطة مؤلمة ولا شك، لكنه مسير مسؤولية فيها الحلو والمر معاً، فيها الواقع المعاش، واختبار عميق لما يمكن ان يصنعه الإنسان. ولمرة نقف أمام هذا الحائط، نتذكر ونرجو، نتذكر تأسيس كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك، ونرجو أن نفتح ولو شباكاً صغيراً في متن الحائط، كي نعود للصلاة معاً مع الأخوة الأرثوذكس، علنا نزيل من التاريخ، كل المشاعر السلبية. فالحجار تبكي بدون الصلاة، وبدون المصلين، وبعدم تلاقي الأخوة.. تعالوا نزيل حائط الفصل، الذي لا معنى له، في ظل القداسة التي تنعم بها كنائسنا، منفصلة كانت أم متحدة. وأرسل ندائي المتواضع الى قداسة البابا لاون، وسيندودوس كل من الكنيستين الكاثوليكية والأرثوذكسية، ان يدرجوا في سجل دراساتهم، رفع حظر المشاركة في الأسرار بين كنيستين" .
أضاف: "نحن اليوم في هذه الكنيسة مدينون لأخوة لنا في المدينة، عنيت دولة الرئيس سعد الحريري، وسعادة النائب السيدة بهية الحريري، ومؤسسة الحريري بكافة أعضائها، بدراسة السيد عبد الواحد شهاب مشكوراً، وتنفيذ شركة "جنيكو" بشخص السيد بشير الديماسي مشكوراً. لقد شاء دولة الرئيس سعد الحريري، أن يعيد الحلة لهذه الكنيسة بعد فترة التهجير، وساهم مع السيدة بهية بترميم داخلها، وبيت المؤسس المطران أفتيموس الصيفي مشكورين. هذه هي صيدا، هذا هو لبنان. تُذكرنا هذه اللوحة، بلوحة المطران باسيليوس حجار عام 1890، يوم زار الخليفة العثماني واستحصل منه على الإذن لبناء الجامع المجاور أولاً، والكنيسة الجديدة، في وقت كان محظراً بناء معابد جديدة ".
وأشار المطران حداد، إلى أن هذه الكاتدرا،ئية ستضم الأيقونات المقدسة التي اعتنت بترميمها الفنانة القديرة لينا كيليكيان، بمساعدة زوجها أغوب مشكورين، ودوماً بدعم مؤسسة الحريري.. كما ستضم أدوات طقسية أخرى تعود بمعظمها الى زمن التأسيس 1860، وإلى مطارنة صيدا المتعاقبين، بحيث تؤلف بمجموعها مع الأيقونات المقدسة، متحفاً ليتوروجياً بيزنطياً مكتملاً. وختم: " لكن الأهم، سنعود الى الصلاة في هذ الكاتدرائية، مستذكرين الماضي، وراجين للمستقبل، حالمين بان يعطينا الرب الوحي الكافي، لنعيش بسلام ونعطي شهادة محبة".
كلمة المتروبوليت الياس كفوري
ثم ألقى المتروبوليت كفوري كلمةً شاملة مؤثرة، أكد فيها على العلاقات الروحية في مدينة صيدا، القائمة على المودة والإحترام المتبادل والإنفتاح.
وجاء في كلمته: "صاحب الغبطة.. يُسعدني أن أرحب بكم في صيدا بوابة الجنوب ومدينة العيش المشترك. وخاصةً في صيدا القديمة التي شهدت للمسيح منذ اكثر من ألفي سنة".
وتابع: "هنا اجتمع الرسولان بطرس وبولس مؤسسا الكرسي الأنطاكي المقدس حسب أعمال الرسل. وفي جوار صيدا (أو فيها، في حي الكنانة) حصل شفاء ابنة الكنعانية على يد السيد المسيح، الذي حضر أكثر من مرة إلى "نواحي صور وصيدا"، كما ذكرت الأناجيل والمصادر التاريخية".
"صاحب الغبطة: بحضوركم إلينا في هذا النهار المبارك حلّت البركة. كيف لا ونحن نجتمع في مكانٍ انطلقت منه الرسالة المسيحية إلى العالم على يد هامتي الرسل بطرس وبولس وعشرات بل مئات الشهداء والمعترفين والمبشرين الذين حملوا الإيمان المسيحي ونقلوه إلى أقاصي الأرض؛ نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر البطريرك إغناطيوس عطية، الذي كان مطراناً على صور وصيدا في القرن السابع عشر قبل أن يصير بطريركاً".
أضاف: "حضوركم هنا يا صاحب الغبطة، يجمعُنا بعد طول غياب؛ فكم نحن بحاجة إلى التواصل والتعاضد في خدمة كنيستنا ووطننا، بخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، وفي أخطر أزمة في تاريخها الحديث.
نطمئنكم يا صاحب الغبطة، أن علاقات العائلات الروحية في هذه المدينة، قائمة على المودة والإحترام المتبادل والإنفتاح. هذه العلاقات تقوّي الوحدة الوطنية، والشعور بالإنتماء إلى وطنٍ واحد، شعارُه محبة الله والولاء للبنان. أما علاقتنا بالأخوة الفلسطينيين، فهي قائمة على احترام الأخوّة وخدمة قضيتنا المشتركة وهي العمل على إقامة الدولة الفلسطينية" .
"صاحب الغبطة.. لا يسعني في هذه المناسبة المجيدة، إلا أن أهنئكم بمرور ثلاثة قرون على اتحادكم بالكرسي البابوي الروماني، آملاً أن تتبع هذه الخطوة خطوات أخرى نحو الوحدة الشاملة الكاملة بين الكنائس. فكما بدأ الانقسام من هنا، ومن حلب، في القرن الثامن عشر، أصلّي معكم بأن تبدأ الوحدة من هنا؛ بصلواتكم وجهودكم المستمرة في هذا الإتجاه، وقد لمسنا بعضاً من خطواتها في رسالتكم الموجّهة إلى غبطة البطريرك يوحنا العاشر اليازجي، والتي لمسنا فيها الروح الأخوية المحِبّة. وهذا لا نستغربه من غبطتكم، فالجميع يعرف محبتكم، وصدق مشاعركم في السعي نحو الوحدة المرجوّة. فقد قلتم في تلك الرسالة: "قرَّرَ المجمع المقدس لكنيستنا، أن نكرّس سنة كاملة لذكرى هذا الحدث، (أي الوحدة مع كنيسة روما)، تحت عنوان "مسيرة مسكونية من أجل تحقيق الوحدة الكنسية". وقلتم أيضاً: " نحمل في قلبنا قضية شرقنا المعذب، ومصير أبناء كنائسنا الذين يُقتلَعون من جذورهم، ليهاجروا بحثاً عن مستقبل أفضل. كلّنا أمل أن تكون لقاءاتنا فرصة، لنعمّق التعاون بين بطريركيتينا، من أجل تقديم شهادة إنجيلية ناصعة، يلهمها الروح القدس، متطلعين إلى مستقبل نكون فيه واحداً في المسيح إلهنا ومخلصنا".
"صاحب الغبطة: إنَّ أبناء كنيستنا الأنطاكية يتطلعون إليكم وإلى أخيكم البطريرك يوحنا العاشر (اليازجي) للعمل معاً يداً بيد، على إعادة الوحدة الكاملة بين الكنيستين الشقيقتين، ومحو آثار الانقسام الذي حصل عام 1724، محققين بذلك إرادة السيد المسيح، الذي صلّى مناجياً الآب، بأن نكون واحداً، كما هما واحد. (يوحنا 17 : 21-22)".
"وهنا لا بدَّ أن أنوِّهَ بالعلاقة الأخوية التي تجمعني بسيادة الأخ الحبيب المطران إيلي بشاره الحداد وسيادة الأخ الحبيب المطران مارون العمار ، حيث نحاول نحن الثلاثة أن نؤدي شهادة مشتركة يرضى عنها الرب وتجمع أبناءنا على المحبة والانفتاح وخدمة الإنسان وخاصة الفقير والمريض والمعوز".
وختم كفوري كلمته، سائلاً الله "بشفاعة القديس نيقولاوس، أن يسدّد خطاكم، لتتابعوا المسيرة المباركة، في العمل على ما يجمع أبناء الكنيسة ويلمّ الشمل مجدّداً، فتتحقق دعوة الربّ لنا، لأن نكون واحداً".
أخيراً أطلب صلواتكم وأدعيتكم الأبوية، راجياً ألّا تكون الزيارة الأخيرة، وإلى سنين عديدة يا سيد.
الأرشمندريت أنطوان ديب
ثم تحدث الأرشمندريت أنطوان ديب، مستعرضاً تاريخ علاقة الرهبانية المخلصية وأبرشية صيدا والمدينة، فقال: "من صيدا حيث وطأت قدما المخلص، وحيث نزل بولس الرسول وتكلم، إنطلقت المسيحية في شرقنا باكراً، فتأصلت في الأرض والناس. هذه المدينة لم تكن شاهدة على التاريخ فحسب، بل صانعة له.. ورغم ما أصاب الكنيسة من نكبات طبيعية وبشرية، بقيت تحتفظ بروحها ، بإيمان أبنائها، وبحضورهم الفاعل في قلب الكنيسة".
في نهاية الإحتفال، قدّم المطران حداد للبطريرك العبسي، درع صيدا مدينة السلام والمحبة، ويرمز لقلعة صيدا البحرية وشعار الكنيسة.
بعد ذلك، تقبل البطريرك العبسي بمشاركة المطارنة التهاني بتكريس الكنيسة في صالون كاتدرائية مار نقولا، حيث تمّ قطع قالب الحلوى والتقاط الصورة التذكارية بالمناسبة. وزار مطرانية صيدا مهنئاً، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان، ومفتي صيدا والزهراني الجعفري الشيخ محمد عسيران .
وهنأت السيدة بهية الحريري، يرافقها مستشارها للشؤون الهندسية المهندس مازن صباغ، والمدير التنفيذي لشركة "جينيكو" المهندس بشير الديماسي (المشرفَين على ترميم الكنيسة)، البطريرك العبسي، باليوبيل المئوي الثالث للكنيسة الكاثوليكية، وتكريس كنيسة مار نقولا الأثرية. وجرى استعراض مراحل الترميم، التي نفذتها مؤسسة الحريري، بمبادرة من الرئيس سعد الحريري، وكانت الحريري، قد أوفدت المهندسين صباغ والديماسي إلى الكنيسة، من أجل تسريع إتمام بعض الأعمال ضمن مشروع الترميم.
تجدر الإشارة، إلى أن عملية الترميم، أشرف عليها مكتب المهندس عبد الواحد شهاب، ومؤسسة الحريري، والمدير التنفيذي لشركة "جينيكو"
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا