البناء: بوتين أكد لترامب لا وقف للنار في أوكرانيا دون حلّ شامل… وترامب: لا تقدم

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jul 04 25|09:30AM :نشر بتاريخ

اتفاق غزة تقدّم جزئي… والإبادة مستمرّة… وسرايا القدس لعمليّات نوعيّة ضخمة 
لبنان يناقش طلبات أميركيّة على صفيح ساخن في ظل الغارات والتهديد بالحرب

تسبّب ما كشفه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الفشل في تحقيق أي تقدّم خلال محادثته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خصوصاً ما طلبه من موافقة روسية على وقف إطلاق نار في أوكرانيا، بتأكيد حجم المسافة الفاصلة بين المواقف الأميركية والروسية، بصورة خاصة في ما يتعلق بتمسك روسيا بربط أي وقف لإطلاق النار بالتوصل إلى حل شامل يطال كل قضايا النزاع، وهو ما نقله الكرملين عن الرئيس بوتين، وبقي نقاش الملفات الأخرى غامضاً خاصة ما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، إلا ما فهم من كلام الرئيس بوتين عن أولويّة حل مشاكل الشرق الأوسط عبر الحوار والتفاوض.

بموازاة إعلان ترامب لهذا الفشل، تفاءل ترامب بفرص التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتحدّثت مصادر إعلامية أميركية عن احتمال إعلان الاتفاق يوم الاثنين المقبل، خلال زيارة رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، والتقدّم الجزئيّ تحدّثت عنه مصادر المقاومة في غزة، لكنها أكدت أن المسافة الفاصلة لا تزال تجعل الاتفاق رهناً بوضوح مصير إنهاء الحرب، خصوصاً بطبيعة الضمانات الأميركية لتحول الهدنة الى وقف نهائي للحرب وتمديد وقف إطلاق النار وضمان مواصلة دخول المساعدات إذا استمر التفاوض حول إنهاء الحرب لما بعد مدة الستين يوماً للهدنة المقترحة. وفي ظل هذا التفاوض كانت المجازر الإسرائيلية تتواصل وتحصد رقماً جديداً لأكثر من 120 شهيداً من المدنيين العزل نسبة كبيرة منهم في مناطق توزيع المساعدات الغذائية، ومع مواصلة جريمة الإبادة تواصل المقاومة عقابها للاحتلال وقد كانت سرايا القدس صاحبة الإنجازات يوم أمس بعدد من العمليات النوعية استهدفت قوات الاحتلال وأوقعت في صفوفها قتلى وجرحى ودمّرت عدداً من الآليات.

لبنانياً تتواصل المشاورات الرئاسيّة لبلورة الرد الرسمي على الطلبات التي حملها المبعوث الأميركي توماس برّاك، وتقول مصادر متابعة إن النقاش يجري بينما لبنان على صفيح ساخن في ظل تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية عبّر عدد من الغارات التي شنّها طيران الاحتلال في عدد من مناطق الجنوب، واستهدفت سيارة في خلدة على أبواب العاصمة بيروت، وفيما ينطلق لبنان في نقاش الطلبات الأميركيّة من التساؤل عن مصير الاتفاق الذي صاغته واشنطن وكفلت تطبيقه لوقف إطلاق النار يؤكد المعنيون في لبنان بأن لا تنازلات يمكن تقديمها عن الحقوق الوطنية السيادية للبنان في أرضه وأجوائه ومياهه، وأن مستقبل سلاح المقاومة هو موضوع حوار بين اللبنانيّين تحت عنوان حماية لبنان.

وفيما يترقب لبنان زيارة الموفد الأميركي توماس برّاك إلى بيروت لتسلّم الرد اللبناني الرسمي على اقتراحاته، صعّد العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان وصولاً الى بيروت، حيث استهدف سيارة على طريق خلدة ما أدى لسقوط شهيد وعددٍ من الجرحى بالتزامن مع سلسلة غارات شنها على الجنوب والبقاع الغربي.

ووضعت مصادر سياسية العدوان الإسرائيلي أمس، في إطار الضغط العسكري على لبنان وعلى حزب الله لمواكبة الضغوط السياسية والدبلوماسية والاقتصادية المستمر والمكثف في ضوء التفاوض على موضوع الورقة الأميركية وقبل وصول برّاك الى بيروت لفرض الشروط الأميركية على لبنان. ولفتت المصادر لـ”البناء” الى أن التصعيد العسكري يحمل رسالة إسرائيلية – أميركية الى بيروت بأن هذا ما سيكون عليه الوضع من توسيع للحرب على لبنان بحال لم يستجب لبنان للورقة الأميركية ولم يأتِ الرد وفق المطلوب أميركياً.

وكشف أوساط دبلوماسية لـ”البناء” عن ضغوط كبيرة أميركية أوروبية خليجية يتعرّض لها لبنان وبشكل خاص على رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لإنهاء ملف سلاح حزب الله والسلاح الفلسطيني والانفتاح على النظام السوري من خلال الموافقة على الورقة الأميركية ببنودها الثلاثة السلاح والإصلاح والعلاقات مع سورية. ولفتت الى أن “الرسائل الدبلوماسية التي تصل الى المراجع الرئاسية تحذر لبنان من مغبة التلكؤ بتنفيذ الورقة الأميركية والتفريط بفرصة الاحتضان الدولي والعربي للبنان والمساعدة بحل أزماته لا سيما الوضع الحدودي وتجنيب لبنان أي توجه إسرائيلي لتوسيع الحرب على لبنان، وترك لبنان لمصيره”.

وسبق برّاك إلى لبنان الموفد السعودي يزيد بن فرحان، فيما استنفرت اللجنة الخماسية الدبلوماسية مجدداً واجتمعت رباعياً (لغياب السفير السعودي بداعي السفر) على مدى ساعتين في السفارة الأميركية في عوكر ناقشت خلالها الموقف اللبناني.

وينشط الأمير السعودي على جبهة تنظيم وتوثيق العلاقات اللبنانية – السورية لبلوغها افضل حال والشروع في ترسيم الحدود لضبطها ومنع التهريب على أنواعه نهائياً.

وأبرز الاتصالات السياسية دار أمس، بعيداً من الاضواء مع وصول بن فرحان الى بيروت، حيث يمكث في لبنان أياماً عدة وقد يلتقي المبعوث الاميركي إثر وصوله.

ونفى رئيس مجلس النواب نبيه بري في تصريح صحافي ما يتم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بشأن مواقف منسوبة إليه تتعلق بسلاح “حزب الله”.

وأكد بري أن “كل ما يُتردّد ويُنقل على مواقع إعلاميّة والتواصل الاجتماعي نقلاً عني في خصوص السلاح هو فبركات إعلامية كاذبة لا أساس لها من الصحة”.

وأفيد أن “رئيس مجلس النواب نبيه بري استقبل موفداً من حزب الله الثلاثاء الماضي تبلّغ منه “نصف جواب” كان عبارة عن مجموعة ملاحظات، وأن علي حمدان، ممثل بري، نقل الملاحظات الى اللجنة الرئاسية وتمت مناقشتها في اجتماع الثلاثاء على أن يتبعها جواب رسمي”.

ولفتت المعلومات الى أن حزب الله سيبلّغ إجابته النهائية على التعديلات اللبنانية على ورقة براك الى الرئيس نبيه بري خلال أيام.

واجتمعت اللجنة الرئاسية المشتركة أمس، مجدداً عقب تبلغ الإجابة الرسمية لمناقشتها تمهيداً لإنجاز الردّ اللبناني الرسمي. وتابعت المعلومات مشيرة الى ان اللجنة الخماسية تتابع الاجتماعات اللبنانية لمواكبة الرد الرسمي على الورقة الاميركية في اجتماعها الذي يعقد في منزل السفيرة الأميركية في السفارة في عوكر.

وأفاد مصدر دبلوماسي فرنسي لقناة “الحدث” بأن المبعوث الأميركي الى سورية توم برّاك التقى أمس، مسؤولين في قصر الإليزيه لبحث الوضع في لبنان وسورية. ولفت المصدر الى أن باريس وواشنطن اتفقتا على تعزيز التعاون في الملفين اللبناني والسوري، وذكر بأن واشنطن وباريس تؤكدان التزامهما بسيادة لبنان واستقراره.

وأوضح بأن براك ووزير الخارجية الفرنسي بارو ناقشا دور آلية وقف إطلاق النار بين لبنان و”إسرائيل”. ولفت إلى أن ملف اليونيفيل في الجنوب اللبناني سيُبحث بين برّاك ومسؤولين في الرئاسة الفرنسية الليلة. وأكد بأن باريس وواشنطن تعملان معاً لتعزيز جهود مكافحة داعش في سورية. وأردف “الجانبان يدعمان اتفاقاً بين سلطات الحكم الانتقاليّ في سورية وقوات سورية الديمقراطية للحفاظ على الاستقرار”.

في المقابل قال رئيس المجلس السياسي في حزب الله، السيد إبراهيم أمين السيد خلال إحياء الليلة الثامنة في المجلس العاشورائيّ المركزيّ في مجمّع سيد الشهداء: “نحن في زمن انتصار الدول غير الخاضعة ونحن في زمن انتصار الشعوب غير الخاضعة والمقاومات والأحزاب والمنظمات غير الخاضعة”، وقال: “الزمان زماننا والعصر عصرنا لأن المتخاذلين والخاضعين ليس لديهم زمان”.

ورأى أمين السيد أن الانتصار الإيراني الأخير على العدوَّين الصهيوني والأميركي، العامل الأول فيه هو الإمام السيد علي الخامنئي والثاني الشعب العظيم في وطنيّته والثالث القوات المسلحة والرابع هو الدولة في إيران”، وأوضح أنّه “تمّت محاربة إيران بسبب وقوفها إلى جانب فلسطين ونصرة المظلومين في العالم”، متسائلًا: “أيّ دولة في العالم تجرّأت على الوقوف إلى جانب فلسطين والمقاومة الفلسطينية؟”. وأكّد أنّ “أهمية الجمهورية الإسلامية في إيران أن وجودها مبنيّ على استقلالها”، مشددًا على أنّ “إيران دولة غير خاضعة”. ونوّه إلى أنّه “مع السيد الشهيد أبو هادي بكينا وسوف نبقى نبكي، لكن الذي يحبّه يجب أن ينهض في مشروعه وإفشال مشروع الأعداء”، ولفت إلى أنه “لم تمر فترة كان فيها الظلم والكفر يسيطر بنسبة 100% بل كان هناك أجيال تقف وتواجه”.

وتوجّه للمستكبرين بالقول: “انتظروا قدوم الجيل القادم والغاضب والمنتقم”.

وفي حديثه عن الشهيد الأسمى نوّه إلى أنه: “كان عقلًا بحجم أمة، وكان عقلًا يسع الجميع ويضم الجميع”، مشيرًا إلى أن الشهيد السيد حسن نصر الله “أخذ الأمة إلى حيث يجب أن تكون، إلى المراتب العليا، وأخذهم إلى أفضل الكلمات، وكلمة الله هي العليا”.

وأكّدت كتلة الوفاء للمقاومة، حرصها على “وجوب تظهير موقف لبنان الدولة والشعب قويًا وسياديًا واضحًا، خصوصًا أنّه التزم بشكلٍ كامل بإعلان وقف الحرب فيما ضرب العدو الصهيوني ولا يزال هذا الإعلان عرض الحائط”.

وقالت الكتلة في بيانها بعد جلستها الدورية برئاسة النائب محمد رعد: “ليكن واضحًا أيضًا أنّ لبنان متمسك بمطالبه وحقوقه الوطنيّة الكبرى والسيادية وملتزم بها رغم كل الضغوط والتواطؤ والدعم الفاضح من بعض الدول الكبرى لمصلحة العدو الصهيوني، بدل قيامها بمساعدة لبنان وإلزام العدو بتنفيذ ما يُلزمه الاتفاق بتنفيذه دون تباطؤ أو تحايل أو تذرع واهٍ ومفضوح”.

وشددت على “ضرورة أن تكون كل المقاربات ضمن الإطار السيادي الوطني لمناقشة استراتيجية الأمن الوطني، والإجراءات والمسارات التي تتصل بالأمن والاستقرار والتعافي وحفظ السيادة وبسط سلطة الدولة”، ورأت أنّ “المقدّمات الطبيعية والبديهية لذلك كله يتمثل بانسحاب العدو من مناطقنا المحتلة والتزامه كامل الشروط المنصوص عليها في إعلان وقف إطلاق النار”.

إلى ذلك، صعّد العدو الصهيوني اعتداءاته على لبنان وسيادته، وضمنًا القرار الدولي الرقم 1710، بسلسلة غارات جوية امتدت من مدخل العاصمة الجنوبي لبيروت وحتى الجنوب.

وبدأت اعتداءات العدو أمس، بغارتين نفذتهما طائرة مُسيّرة، استهدفتا سيارة مدنية على أوتوستراد خلدة عند المدخل الجنوبي لبيروت، وأسفرتا عن ارتقاء شهيد وإصابة 3 أشخاص بجروح وفقًا لبيان وزارة الصحة اللبنانية.

وبعد أقلّ من ساعة شنت طائرات العدو “الإسرائيلي”، سلسلة غارات عنيفة ومتتاليّة على مجرى نهر الليطاني بين بلدتي زوطر ودير سريان.

وفي الوقت نفسه، شهدت منطقة إقليم التفاح سلسلة غارات جوية مكثفة، استهدفت أطراف بلدة العيشيّة في قضاء جزين بغارتين، أسفرتا عن أضرار مادية، دون ورود معلومات عن خسائر في الأرواح حتى اللحظة.

وعاودت الطائرات الحربية الصهيونية اعتداءاتها فشنت سلسلة غارات جوية أخرى استهدفت تلال المحمودية وبرغز وجبل صافي وزلايا.

وواصلت المحلقات الصهيونية اعتداءاتها على البلدات الحدودية حيث ألقت قنبلة على معمل للحجارة شمال بلدة كفركلا في قضاء مرجعيون، وألقت قنبلة صوتية على بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل من دون الإفادة عن وقوع إصابات.

وفي سياق متصل لم تغِب خروقات الطائرات المُسيّرة التابعة للعدو الصهيونيّ عن الأجواء اللبنانية ونفذت تحليقًا متنقلًا بين المناطق اللبنانيّة من الجنوب وصولًا حتى العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبيّة.

وتسلّلت مجموعة من جنود الجيش الإسرائيلي فجر الخميس إلى منزل المواطن عباس بدير الواقع عند أطراف بلدة كفركلا، وعمدت إلى تفخيخه وتفجيره، ما أدّى إلى تدميره.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء