البناء: مفاوضات متسارعة نحو اتفاق غزة الاثنين والنقاط العالقة: الانسحابات والضمانات
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 05 25|08:17AM :نشر بتاريخ
بعدما قدمت حركة حماس مساء أمس، ردها على المقترح الأميركي لاتفاق غزة المرتقب، ووصفته بالإيجابي، أكدت مصادر فلسطينية أن الرد ينطلق من القبول بالمقترح كأساس للتفاوض حول الاتفاق، ويسجل عدداً من الملاحظات التي وصفت بالفنية، وتدور حول ثلاثة محاور، الانسحابات والضمانات والمساعدات، وينص المقترح الأميركي على وقف لإطلاق النار لمدة 60 يومًا، بضمانات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب تضمن استمراره طوال المدة. وتقترح الورقة جدولاً للإفراج عن 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثماناً، وفق الترتيب التالي: في اليوم الأول يطلق 8 أسرى أحياء، وفي اليوم السابع تسلم 5 جثامين، وفي اليوم 30 تسلم 5 جثامين، وفي اليوم 50 يطلق 2 من الأسرى الأحياء، وفي اليوم 60 تسلّم 8 جثامين. على أن تجري عمليات تبادل الأسرى من دون احتفالات أو استعراضات، وينص الاقتراح على دخول المساعدات الإنسانية فوراً إلى قطاع غزة وفقًا لاتفاق 19 كانون الثاني الماضي، وبكميات كافية، بمشاركة الأمم المتحدة والهلال الأحمر، بمعدل 600 شاحنة يومياً، ووفقاً للمقترح، وبعد الإفراج عن 8 أسرى، سينسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق في شمال غزة، حسب خرائط يتم التوافق عليها، كما ستتم عملية انسحاب إسرائيلية من مناطق في الجنوب في اليوم السابع، حسب خرائط متفق عليها.
في الدوحة انطلقت المفاوضات حول نقاط الخلاف، وما تطلبه حماس أن يكون الانسحاب شاملاً من قطاع غزة دون أي التباسات وكلمات مواربة مثل مناطق متفق عليها، وأن تكون الضمانات الأميركية بأن الاتفاق سوف يؤدي إلى إنهاء الحرب مكتوبة، وأن وقف إطلاق النار سوف يستمر طيلة مدة التفاوض للوصول إلى إنهاء الحرب بعد انتهاء مهلة الـ 60 يوماً، وتقول مصادر فلسطينية إن الأميركي مهتم بإنجاز الاتفاق قبل زيارة بنيامين نتنياهو إلى واشنطن المتوقع يوم الاثنين القادم.
لبنانياً، استعدادات لزيارة المبعوث الأميركي توماس باراك، وبلورة تصوّر واضح للتعامل مع أسئلته وطلباته وفق معادلة، أن ما يريده لبنان محدد وواضح، وهو استعادة أراضيه المحتلة ووقف المخاطر الإسرائيلية، ووقف الاعتداءات المستمرة والمتمادية براً وبحراً وجواً وضمان عدم العودة إليها، وأنه مقابل طلب ضمانات لبنانية بإنهاء ملف السلاح يجب أن يحصل لبنان على ضمانات أميركية بتحقيق مطالب لبنان، ومثلما يطلب من لبنان تقديم وثيقة خطيّة يطلب لبنان وثيقة خطية أميركية ومقابل جدول زمني لتطبيق حصرية السلاح يطلب لبنان جدولاً زمنياً لاستعادة أراضيه وتأمين استقراره ووقف العدوان على أرضه ووقف الانتهاكات الجويّة لسمائه.
وشدّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم خلال المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه في الضاحية الجنوبية على أن «الدفاع لا يحتاج إلى إذن وعندما يتوفر البديل الدفاعي عن الوطن نناقش التفاصيل»، مخاطبًا مَن يطالب المقاومة بتسليم السلاح قائلًا: «طالبوا العدوان بالرحيل.. هل يُعقل أن لا تنتقد العدوان ودائمًا «ترصّ» على جماعتك وأهل وطنك؟ وتقول لهم «أنتم بالأول تخلّوا عن سلاحكم»؟!
ولفت الشيخ قاسم إلى أن “الفرق بيننا وبين البعض أننا وطنيون وإسلاميون ونتطلع إلى قضايا المجتمعات المختلفة بالتعاطف ونحاول أن نساهم إذا استطعنا مع المستضعفين على وجه الأرض..”، وأضاف “نحن نعيش في لبنان في إطار الحوار وإبداء الرأي ضمن القوانين.. نحن في لبنان مقاومة في مواجهة الاحتلال “الاسرائيلي” الذي يحتلّ الأرض الذي لا بد أن يخرج من أرضنا”.
وأضاف الشيخ قاسم: “إذا قبل بعضهم بالاستسلام هذا شأنهم أما نحن لا نقبل..”، وأوضح “نحن جماعة هيهات منا الذلة ولا نقبل بالاستسلام.. أخطأتم الحساب بالاستقواء علينا فشعب المقاومة لا يهاب الأعداء، فلا تفكروا أنكم إذا تخبأتم وراءهم ستكسبون الإنجازات..”، وشدّد على “الإنجازات أن نحرر أرضنا ووطننا وهذه دعوتنا إليكم ونحن حاضرون”.
بدورها، حذرت هيئة الرئاسة في الحركة أمل لمناسبة يوم شهيد “حركة أمل”، في بيان بعد اجتماع رأسه رئيس مجلس النواب نبيه بري، من أن “استمرار الوضع الراهن على هذا النحو لا يمثل فقط استباحة وانتهاكاً لسيادة لبنان وتهديداً للأمن والسلم فيه وفي المنطقة، بل أيضاً يمثل استباحة واستهانة واستخفافاً بالمجتمع الدولي والأمم المتحدة وخاصة لصدقيّة الدول الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار، فهي مدعوّة اليوم أكثر من أي وقت مضى للاضطلاع بمسؤوليّاتها وممارسة كل ما لديها من نفوذ للضغط على “إسرائيل” لوقف عدوانها والانسحاب إلى خلف الحدود المعترف بها دولياً وإطلاق سراح الأسرى.
وجدّدت الحركة “دعوة الحكومة إلى وجوب الوفاء بما تعهدت به في بيانها الوزاري لجهة اعتبار إعادة إعمار ما هدمه العدوان الإسرائيلي أولوية من أولوياتها، كما ترفض الحركة رفضاً مطلقاً تحت أي عنوان من العناوين أي محاولة لربط ملف إعادة الإعمار لا سيما في القرى الحدودية المتاخمة مع فلسطين المحتلة بأي التزامات سياسية تتعارض مع ثوابت لبنان الوطنية والسيادية. كما جددت تمسكها باتفاق الطائف كإطار دستوري سياسي ناظم لعلاقات اللبنانيين في ما بينهم على قاعدة التوازن والشراكة. وفي هذا الإطار تدعو الحركة الحكومة وانسجاماً مع ما جاء في بيانها الوزاري إلى إثبات جديتها وامتلاك الجرأة والشجاعة للمبادرة فوراً نحو تطبيق ما لم يطبق من هذا الاتفاق لاسيما البنود الإصلاحية وفي المقدمة إنجاز قانون عصري للانتخابات النيابية خارج القيد الطائفي، وإنشاء مجلس للشيوخ، وإقرار اللامركزية الإدارية، وتشكيل الهيئة الوطنية لإلغاء الطائفية السياسية.
ميدانياً، واصل العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان، حيث أفادت قناة “المنار”، بأن قوات الجيش الإسرائيلي أطلقت الرصاص باتجاه ضفاف نهر الوزاني وألقت قنبلة مضيئة أدّت إلى إشعال حريق قرب السياج التقني.
ولفتت إلى أن القوات الإسرائيلية “استدعت فريق الإطفاء لإخماد الحريق الذي اندلع قرب السياج التقني في الوزاني وامتد الى داخل الأراضي المحتلة بعد سقوط قنبلة مضيئة رماها في أجواء المنطقة”.
كما توغّلت قوّة إسرائيلية في بلدة ميس الجبل قضاء بنت جبيل وأقدمت على تفجير معمل للبياضات كان صاحبه المدعو صبحي حمدان قد أعاد ترميمه قبل فترة وجيزة. كما استهدف جيش الاحتلال بقذيفة مدفعيّة، منزلاً مأهولاً يقع في محيط تلة شواط في بلدة عيتا الشعب، ألحقت به أضراراً إضافية، بعد أن كانت قد استهدفته مرات سابقة بقنابل صوتيّة. كما اجتاز جنود إسرائيليون الخط الأزرق قُرب منتزهات الوزاني.
في غضون ذلك، حطّ المبعوث الأميركي الى سورية والمكلف ملف لبنان موقتاً توماس برّاك في باريس قبل ان ينتقل الى لبنان مطلع الأسبوع المقبل، حيث أجرى مباحثات مع المسؤولين الفرنسيين في الملفات التي سيبحثها في لبنان.
ونقلت قناة “الحدث” عن وزارة الخارجية الفرنسية قولها “إننا نتواصل مع شركائنا الأميركيين حول لبنان ويجب تطبيق اتفاق تشرين الثاني بكامل بنوده”، مشيرة الى “أن قوات اليونيفيل وآلية المراقبة ستشرفان على تسليم السلاح إلى الجيش اللبناني”.
وأشارت معلومات “البناء” الى أن الورقة اللبنانية أصبحت شبه منجزة بكامل بنودها وتفاصيلها، ولكنها لم تنجز بشكل كامل وتحتاج إلى المزيد من الاجتماعات والنقاشات في بعض التفاصيل الحساسة والأساسية. ولفتت المعلومات الى أن الورقة لن تخرج الى العلن إلا بعد الاتفاق عليها بين أعضاء اللجنة الذين يمثلون الرؤساء الثلاثة فيما يتكفل الرئيس بري بالتواصل مع قيادة حزب الله الذي يطلع على كل مراحل النقاش وعلى التفاصيل ويشارك في بعض الاجتماعات عبر ممثل الرئيس بري الذي يلتقي المعاون السياسي للشيخ نعيم قاسم الحاج حسين الخليل، وبالتالي الاتفاق على الخطوط العامة للورقة شبه منجز على أن يتمّ حسم بعض التفاصيل الأساسية.
وما أصبح معروفاً وفق المعلومات هو أن لبنان ضمن الورقة مساراً كاملاً متكاملاً للحل يبدأ بالانسحاب الإسرائيلي من كامل الجنوب وليس فقط من النقاط الخمس ووضع مزارع شبعا في عهدة الأمم المتحدة وانسحاب “إسرائيل” منها، أي أن الخطوة الأولى على عاتق الجانب الإسرائيلي وليس اللبناني الذي أنجز كل ما التزم به في اتفاق وقف إطلاق النار مقابل عدم التزام الجانب الإسرائيلي ولا الضامن الأميركي – الفرنسي.
ويواصل رئيس الجمهورية جوزاف عون تنسيقه مع رئيس الحكومة للبحث في الردّ اللبناني على الورقة الاميركية على أن يعقد اجتماع جديد للجنة المعنيّة في صياغة الرد على الورقة الأميركية اليوم في قصر بعبدا وفق ما لفتت مصادر إعلامية.
وأكدت مصادر مطلعة على موقف المقاومة لـ”البناء” أنه لا يوجد شيء اسمه نزع السلاح ولا تسليم السلاح، بل البحث بملف السلاح من باب كيفية حماية لبنان والدفاع عنه من الأخطار كافة أكان من الجنوب أو الشمال أو الشرق، أو حتى من الداخل حيث الشبكات الإرهابية ومخيمات النزوح السوري اللتين تشكلان أزمات متعددة أمنية واقتصادية واجتماعية، وبالتالي يناقش السلاح ضمن استراتيجية الأمن الوطني ضمن صيغة يتفق عليها الجيش والمقاومة بما يخدم المصلحة الوطنية وحماية الحدود وأهالي الجنوب والبقاع والشمال والعاصمة وكل الوطن، وبالتالي سيكون السلاح أكان بيد المقاومة أو الدولة جزءاً من استراتيجية الأمن الوطني للحماية والدفاع.
وفي موازاة، ذلك جال الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان على المسؤولين في مهمة تتمحور حول تهيئة الأجواء السياسية قبل وصول الضيف الأميركي والتركيز على ملف العلاقات اللبنانية – السورية ونقل رسالة للمراجع اللبنانية بضرورة التجاوب مع الورقة الأميركية لتجنب التداعيات في المستقبل وفق ما علمت “البناء”. وبعدما شارك في اجتماع الخماسيّة أمس الأول، أفيد أنه التقى أمس رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس مجلس النواب نبيه بري على أن يجتمع أيضاً مع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس السابق للحزب الاشتراكي وليد جنبلاط.
وأشار السفير المصري علاء موسى، بعد اجتماعه مع رئيس الجمهورية جوزاف عون الى أنّ “هناك إشارات إيجابيّة في موضوع حصرية السلاح، والرئيس عون يتولى الأمور التفصيلية ويضع اهتماماً كبيراً لمعالجتها”.
على صعيد آخر، وإثر زيارة هي الأولى إلى الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا، أكّد رئيس “التيار الوطني الحر”، أن “من البديهي والطبيعي أن يكون هناك مقابل السلاح المطروح سحبه، انسحاب إسرائيلي من الأراضي المحتلة، ووقفٌ للاعتداءات الإسرائيلية، ووقف وضع اليد على الموارد الطبيعية اللبنانية من غاز ونفط. هذا أمر طبيعيّ، ولكي يشعر الجميع أن من استشهد للدفاع عن لبنان لم يذهب استشهاده سدى. وعندما سيُعطى هذا السلاح للجيش وللدولة التي نحن جميعاً فيها وجزء منها هو حزب الله، يكون هذا السلاح حامياً لنا جميعاً ويدافع عن لبنان. وأيضاً يكون قد أدَّى وظيفة وطنية كبيرة وحقق إنجازاً كبيراً”. ووجّه لحزب الله رسالة قائلاً: “أتمنى أن يلتقط حزب الله هذه الفرصة”.
وأعلنت قيادة الجيش، أنه “بتاريخ 4/ 7/ 2025، أوقفت وحدة من الجيش عند حاجز المدفون – البترون 31 سوريًا، وذلك لدخولهم الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعيّة.
كما أوقفت دورية من مديرية المخابرات في مدينة بيروت السوريَّين (ع.ع.) و(س.ع.) لتشكيلهما عصابة سلب بقوة السلاح، وتعاطيهما المخدرات بالإضافة إلى تجولهما داخل الأراضي اللبنانية بطريقة غير شرعية. وضبطت في حوزتهما كمية من المخدرات ومسدسًا حربيًّا”.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا