الأنباء: حبس أنفاس لأسبوعين ... خيارات لبنانية محدودة

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jul 09 25|08:25AM :نشر بتاريخ

قد تكون جرعة أمل اكتسبها لبنان بعد زيارة الموفد الاميركي توماس برّاك الى لبنان، خصوصاً بتكريس الحوار والمسار الدبلوماسي كخيارين في معالجة أزمة السلاح وما يليه من خطوات التزم بها لبنان. برّاك الذي سيعود الى لبنان بعد أسبوعين، تسلم من رئيس الجمهورية الرئيس جوزاف عون الورقة اللبنانية، والتي ستسلك طريقها الى أروقة الدبلوماسية والقرار الأميركية.

وفي تصريح إعلامي، أشار برّاك الى أنه "سيكون هناك تقدم خلال أسبوعين عند عودتي وإذا حظي هذا التقدم بقبول المكوّنات التي تمثلونها فسيكون ذلك معجزة وأنا متأكد من ذلك"، مضيفاً: "لعرض ما نتشاوره على مجلس الوزراء عندما يصبح محددًا بما يكفي ليحظى بالإجماع".

وبانتظار أن يأتي الرد الأميركي الرسمي، وعلى الرغم من الإيجابية في تصاريح برّاك بعد اللقاء الذي جمعه بالرئيس عون، وفيما بعد، لفتت مصادر مراقبة لجريدة "الأنباء" الإلكترونية الى أن "هذه الإيجابية قد تعكس ولا تعكس حقيقة الأمور مستقبلاً، الى حين معرفة ما سيصدر عن واشنطن"، مشيرةً الى أن "واشنطن حتى الآن تبدي ليونة بما يتعلق بالتوقيت الزمني حول سلاح الحزب، إنما تريد خارطة عمل واضحة".

الى ذلك، زار الموفد الأميركي منطقة جنوب الليطاني، واطلع عن كثب على حجم الدمار، في الوقت الذي يواصل فيه العدو الإسرائيلي خروقاته لاتفاق ترتيبات وقف إطلاق النار. كما أثنى برّاك على ما فعله الجيش اللبنانيّ جنوبي الليطاني منذ توقيع الاتفاق، واصفاً إياه بـالـ "مذهل"، "رغم أنّ الاتفاق لم يثمر ثماره لما يعتبرانه الطرفان خرقًا لذلك علينا سد الثغرات"، على حد تعبيره.

الكرة في ملعب لبنان

ومن على منبر قصر بعبدا، قالها برّاك صراحة، نترك الكرة في ملعب اللبنانيين، بقوله "المسار يجب أن يبدأ من الداخل اللبناني وهناك يكمن التحدي ونريد من لبنان أن يتعامل مع حزب الله وليس نحن". وفي هذا الإطار، اعتبرت مصادر سياسية خاصة لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، أن استعادة الحيوية السياسية الداخلية في مقاربة ملف سلاح حزب الله بعد صولات وجولات من الحوار غير المباشر، الذي قادة رئيس الجمهورية الرئيس جوزاف عون، مع الحزب يجب أن تقترن بالنتائج لما يصب في مصلحة لبنان، بعيداً أي مؤثرات خارجية".

ورأت المصادر أن حزب الله لا يملك حتى الآن قراراً حاسماً، أو ربما ثمة صعوبة في ذلك، إنما صمام آمان عين التينة من خلال المطالبة بتكريس ضمانات أميركية بوقف إستهدافات العدو الإسرائيلي وانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل المناطق التي تحتلها، يتوازى مع نزع سلاح حزب الله. 

ولفتت المصادر الى أنه في ظل الأجواء الدولية والمتغيرات الإقليمية، الخيارات أمام لبنان محدودة وأيضاً هامش المناورة عبر التعريج خارج خط سلطة وسيادة الدولة اللبنانية محدود أيضاً، إذا لم نقل معدوم، مذكرةً بما سبق وصرّح به برّاك، بإن الحرب بين إيران وإسرائيل تمهد لـ"طريق جديد" في الشرق الأوسط، هو ما يجب أن يتلقفه الأفرقاء اللبنانيين لما هو لمصلحة لبنان أولاً وأخيراً".

وشددت المصادر على أنه لا يمكن أن يكون أمامنا جميعاً أي خيار سوى حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، لاسيما أن البيان الوزاري واضح وخطاب القسم أوضح، والأكثر وضوحاً وثيقة الوفاق الوطني، إنما بالحوار فقط، على الرغم من التباينات". 

سلام.. نافذة فُتحت 

زيارة رئيس الحكومة نواف سلام أمس الى رئيس مجلس النواب الرئيس نبيه بري مهمة ولافتة في توقيتها، والتي أفضت بحسب ما صرّح سلام من عين التينة: "الرئيس بري كفَى ووفَى بالأمس والجو منيح".

وكشفت مصادر متابعة لـ "الأنباء" أن الزيارة هدفها التنسيق في كل الملفات، بما فيها الملفات السياسية والإصلاحات والقوانين الإصلاحية، بالإضافة الى التنسيق في الموضوع السياسي المتعلق بنتائج زيارة برّاك الى لبنان وتقديم لبنان ورقته، مشيرة الى أن ما حصل فتح نافذة لمواصلة العمل في هذا الموضوع، كما أن الموفد الأميركي كان متفهماً للوضع اللبناني وعلى اللبنانيين العمل في هذا الإطار.

لا خروج عن الدستور 

بعد الحديث في الأروقة السياسية، حول الاتجاه لتفعيل المادة 52 من الدستور التي تفوّض الرئيس بالتفاوض على المعاهدات، أشار المحامي والأستاذ الجامعي الدكتور عادل يمين في اتصال مع "الأنباء"، الى أن "رئيس الجمهورية يتولى التفاوض في عقد المعاهدات الدولية بحسب أحكام المادة 52 من الدستور، وإذا توصل التفاوض الى نتيجة يبرم رئيس الجمهورية المعاهدة مع رئيس الحكومة، ويحصل الإبرام الإجرائي على مستوى مجلس الوزراء بأغلبية الثلثين"، لافتاً الى أنه "إذا كانت المعاهدة من المسائل التي ترتب أعباء مالية على الدولة أو لها بُعد تجاري وتجدد سنة في سنة، فتحتاج أيضاً الى مصادقة البرلمان".

وأوضح يمين بأن "ما يحصل اليوم بين لبنان والأميركيين لا نستطيع أن نعلم إذا كان سيؤدي الى اتفاق أو الى مجرد تفاهمات سياسية ولكن في كلتا الحالتين وبحسب الأعراف المتبعة، فإن رئيس الجمهورية هو من يفاوض ويستطيع خلال المفاوضات أن يتشاور مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والقيادات السياسية ومن يراه مناسباً، بالتالي ما يحصل ليس خروجاً عن الدستور إطلاقاً".

ورداً على سؤال حول وجود اتفاق الهدنة لعام 1949، فقال يمين: "إنها معاهدة دولية ولا تعدّل إلا بموجب معاهدة موازية وممكن أن تعدّل جزئياً أو كلياً، بحسب مضمون المعاهدة المقبلة، ولكن لا تعدل مجرد بيانات أو قرارات من طرف واحد". 

الراعي .. لبنان غير متروك

نشطت الساحة السياسية اللبنانية باللقاءات، وأبرزها زيارة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى رئيس الجمهورية الرئيس جوزاف عون في قصر بعبدا. وفي التفاصيل، أكد الراعي بعد اللقاء أنّ لبنان غير متروك وحيداً وهناك دول عظمى إلى جانبه، مشيراً الى أن "زيارة الموفد الأميركي توم برّاك ممتازة جداً وفق ما قال الرئيس عون وقد قُدّمِت ورقة الرّد إليه ولا يزالون ينتظرون إجابة من حزب الله".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية