البناء: مفاوضات اتفاق غزة: تقدّم في ملفي الانسحاب والمساعدات وتعقيد إنهاء الحرب

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jul 10 25|08:42AM :نشر بتاريخ

 بين واشنطن والدوحة جولات مكوكية وتبادل خرائط ووثائق على مدار الساعة، سعياً لتذليل العقبات من طريق ولادة اتفاق الهدنة لستين يوماً في غزة، وهو الاتفاق الذي يأتي على خلفية قناعة دولية وإقليمية باستنفاد الحرب أسباب استمرارها حتى من واشنطن التي تتفهّم حرج رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو القبول بإعلان إنهاء الحرب، ولذلك تقترح هدنة يتمّ تمديدها لأكثر من مرة، بدلاً من التمديد التلقائي لحين نهاية التفاوض كما تقترح ورقة حركة حماس، واستنفاد الحرب يجتمع مع نتائجها الكارثيّة على وضع الحكومات الغربية والعربية من جهة، ومن الخشية من أن يكون استمرارها مدخلاً لجولة حرب جديدة يريدها نتنياهو ضد إيران يستدرج أميركا إليها مجدداً، وهي حرب تدرك واشنطن مخاطر تجددها وتدرك حجم القلق الخليجي من هذا التجدّد، والتحذيرات التي وصلت إلى البيت الأبيض عن العجز عن الوفاء بالتعهّدات المالية التي قطعتها حكومات الخليج للرئيس الأميركي دونالد ترامب.

انخراط الرئيس ترامب في المفاوضات واضح من خلال تكثيف الاجتماعات التي تضمّ نتنياهو في البيت الأبيض، سواء مع ترامب نفسه أو مع معاونيه، بينما نقلت اكسيوس عن مصادر موثوقة أن اجتماعاً عقد في البيت الأبيض بين مسؤول قطري زار واشنطن والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف ووزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة نتنياهو رون دريمر. وقالت مصادر متابعة لملف التفاوض إن تقدّماً نسبياً يمكن تسجيله في مفاوضات ملفي الانسحابات والمساعدات، حيث المواقف لا تزال متباعدة، لكنها شهدت تحسناً نسبياً في الموقف الإسرائيلي، فيما يراوح الموقف من إنهاء الحرب مكانه، لكن المفاوضات تتواصل بزخم، وحركة حماس تعلن أنها أبدت كل المرونة اللازمة ونتنياهو يميل لتمديد زيارته لمواصلة قيادة المفاوضات.

ميدانياً، شكلت عمليات المقاومة في غزة رافعة قوية لصالح الوفد المفاوضات، حيث دخل إنهاك جيش الاحتلال والضغوط التي يقوم بها قادة الجيش على المستوى السياسي للسير بصفقة تنهي الحرب على خط المشهد التفاوضي، بينما سجل اليمن مزيداً من العمليات النوعية بعد القصف الصاروخيّ الذي استهدف عمق الكيان قبل أيام، ونجحت القوات اليمنية باتسهداف سفينة تابعة لشركة تتعامل مع موانئ الكيان وسبق لها أن خرقت الحظر المفروض من اليمن على السفن التي تتجه نحو موانئ الكيان، حيث أعلن المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية التابعة لحركة “أنصار الله“ يحيى سريع، في بيان، أنّ “القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية استهدفت سفينة (ETERNITY C) التي كانت متجهة إلى ميناء أم الرشراش (إيلات) بفلسطين المحتلة، وذلك بزورق مسير وستة صواريخ مجنحة وباليستية، انتصاراً لمظلومية الشعب الفلسطيني، وإسناد مجاهديه الأبطال”. وأوضح أنّ “العملية أدّت إلى إغراق السفينة بشكل كامل، والعملية موثقة بالصوت والصورة. وبعد العملية تحرّكت مجموعة من القوات الخاصة في القوات البحرية، لإنقاذ عدد من طاقم السفينة، وتقديم الرعاية الطبية لهم، ونقلهم إلى مكان آمن”.

فيما ينتظر لبنان الرد الأميركي على الملاحظات اللبنانية على الورقة الاميركية، دخل لبنان بحالة قلق من احتمال توسيع الاحتلال الاسرائيلي العمليات العسكرية والقيام بمغامرة ضد لبنان.

ووفق معلومات «البناء» فإن المبعوث الاميركي توم براك تسلم الملاحظات اللبنانية على الورقة الاميركية وسيتقلها الى الادارة الاميركية على ان تحضر على طاولة النقاش بين الرئيس الاميركي ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو. واشارت المعلومات الى أن الملاحظات اللبنانية عبارة عن مسار متكامل للحل على قاعدة خطوة – خطوة ويبدأ بالانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة ومن ضمنها حل لمزارع شبعا وفق القرار ١٧٠١ اضافة الى اعادة الاسرى ووقف الخروقات والبدء باعادة الاعمار وبالتالي طلب لبنان ضمانات من الأميركيين بإلزام «اسرائيل» بتنفيذ التزاماتها تجاه لبنان وفق القرار ١٧٠١ واعلان وقف اطلاق النار، وبالتالي الكرة في ملعب الاميركي والاسرائيلي وليس اللبناني ونجاح الحل معقود على التزام «إسرائيل» بتنفيذ بنود القرارات الدولية لا سيما ١٧٠١.

ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى ان الاميركيين سيناقشون مع الحكومة الاسرائيلية الملاحظات اللبنانية وسيعود براك الى لبنان حاملاً الرد الاميركي الاسرائيلي على الملاحظات اللبنانية على أن يُصار الى البدء بتنفيذ الاتفاق بحال كان الرد الاسرائيلي إيجابياً.

وعلمت «البناء» أن المسؤولين اللبنانيين طلبوا من المبعوث الأميركي ضمانات جدية من «اسرائيل» بالتزامها تطبيق أي آليات يجري الاتفاق عليها بين لبنان والاميركيين حول ملف الحدود في ظل التجارب غير المشجعة خلال المراحل السابقة التي نكثت فيها «اسرائيل» كل الاتفاقات وضربت بعرض الحائط جميع القرارات الدولية ولجأت الى الخيار العسكري وأسلوب الغدر وحرب الاغتيالات والتصفيات.

ونقلت قناة «LBCI»، عن متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، قوله «إننا لن نُعلّق على المناقشات الدبلوماسية الخاصة بشأن لبنان وكما قال الموفد الأميركي توماس باراك علنًا لقد كان راضيًا بشكل لا يُصدق عن الاستجابة الأولية من الحكومة اللبنانية، لكنه أشار أيضًا إلى أننا بحاجة الآن للدخول في التفاصيل».

وقال إنّ «الإصلاحات الأمنية وحدها لا تكفي في لبنان، فيجب بشكل عاجل إقرار إصلاحات اقتصادية وقضائية حاسمة لضمان استقراره الماليّ واستعادة ثقة المجتمع الدوليّ وعلى البرلمان التحرك لإقرار قانون اعادة هيكلة المصارف وتشريع استقلالية القضاء».

وأضاف «على الصعيد الأمني القوات المسلحة اللبنانية أحرزت تقدمًا في نزع سلاح حزب الله في الجنوب لكن لا يزال هناك المزيد من العمل المطلوب».

وذكر المتحدث «أننا نحتاج إلى أن تقوم الدولة اللبنانية بالمزيد لإزالة الأسلحة والبنى التحتية التابعة لـ»حزب الله» والجهات غير الحكومية في أنحاء البلاد بشكل كامل»، وقال «لا نريد أن نرى حزب الله أو أي جماعة أخرى في لبنان تستعيد قدرتها على ارتكاب أعمال عنف وتهديد الأمن في لبنان أو «إسرائيل»».

من جهتها افادت مصادر اعلامية محلية أن «كل ما تلقاه لبنان حتى اللحظة يندرج في إطار التمنيات من دون أي تطمينات حول مسار الأمور مع التأكيد على أن الكلمة الفصل ستخرج من الأروقة الأميركية».

وذكرت المصادر، أنه «مرتاحين لموقف الرئيس بري في مقاربة الأمور وتحديداً الصيغة النهائية للورقة اللبنانية».

وحول ما تمّ ترويجه عن لعب أحد النواب دور الوساطة بين حزب الله والجانب الأميركي، كشفت أنه «لا صحة لها والمهمة فضفاضة ولا تُعالج على هذا المستوى إطلاقاً».

الى ذلك عاد رئيس الجمهورية جوزاف عون، إلى بيروت آتيًا من لارنكا في قبرص، على متن طوافة عسكرية للجيش اللبناني، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي والوفد المرافق، بعد ان اختتم زيارته الرسمية الى قبرص التي أتت تلبية لدعوة من نظيره القبرصي نيكوس خريسودوليدس.

وجرى خلال الزيارة التأكيد على «ترسيخ العلاقات القائمة بين البلدين وتعزيزها على الصعد كافة»، وشملت الزيارة محادثات تناولت كيفية مواجهات التحديات والمشاكل التي تعترض المنطقة ككل.

وأكد خريستودوليدس دعم استقرار ووحدة وسيادة أراضي لبنان، والعمل على مقترح يتيح مشاركة لبنان في المجالس الأوروبية.

وكان الرئيس عون عقد لقاء ثنائياً مع نظيره القبرصي اعقبته محادثات موسّعة بين الوفدين اللبناني والقبرصي. وبعد اللقاء، أعلن خريستودوليدس في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس عون، أننا «نقوم بدور رائد ليس فقط من خلال دعم العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ولبنان ولكن أيضاً من خلال التواصل والتعاون»، مؤكدًا أننا «ندعم لبنان ونقدّر جهود الرئيس جوزاف عون». وأشار إلى أننا «نريد تقليل حدّة التوتر في المنطقة ونقوم بما يتسنى لنا من مساعٍ حتى نكون بمثابة الشريك الثابت». وأكد «التزامنا بالقانون الدولي وكل الجهد لأي مبادرة تهدف إلى وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن». وقال: «ممتنّون للدعم على مرّ الزمن للبنان في ما يتعلق بحل القضية القبرصيّة في قرارات مجلس الأمن والقانون الدولي ونقدّر زيارة الرئيس عون لقبرص».

من جهته، أعلن الرئيس عون، أننا «نريد لشعبينا السلام العادل عبر الحوار والحرية المسؤولة وأصبحنا مع قبرص بلدين وشعبين وكلّ ما بيننا قضايا مشتركة». وأضاف: «للسلام العادل عبر الحوار لتبادل كل الحقوق ونحن نؤمن أن ما يجمعه التاريخ والجغرافيا لا تفرقه الأرقام والحسابات».

من جهته استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي، حيث تناول اللقاء بحثاً لتطورات الاوضاع في لبنان والمستجدات السياسية والميدانية.

على صعيد آخر أفادت وكالة «رويترز»، بأنّه «من المتوقع أن يعود آلاف النازحين السوريين من لبنان هذا الأسبوع في إطار أول خطة مدعومة من الأمم المتحدة تقدم حوافز مالية، بعد أن قال حكام سوريا الجدد إن جميع المواطنين مرحب بهم للعودة إلى وطنهم على الرغم من الأضرار العميقة الناجمة عن الحرب ومخاوف الأمن».

وأضافت «سيتم منح العائدين السوريين 100 دولار لكل شخص في لبنان و400 دولار لكل عائلة عند وصولهم إلى سورية»، حسبما قالت وزيرة الشؤون الاجتماعية اللبنانية حنين السيد للوكالة. كما تمّت تغطية تكاليف النقل وتم إعفاؤهم من الرسوم من قبل السلطات الحدودية، حسبما أضافت.

وقالت السيد لوكالة رويترز: «أعتقد أن هذه بداية جيدة ومهمة. لقد ناقشنا هذا ونحن منسقون مع نظرائنا السوريين وأعتقد أن الأعداد ستزيد في الأسابيع المقبلة». ولم يرد المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية على طلب للتعليق.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء