نداء الوطن: واشنطن تلوّح بسيف العقوبات إذا استمرت المماطلة في مسألة السلاح

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jul 11 25|08:13AM :نشر بتاريخ

يقف مستقبل لبنان عند مفترق حساس في خضم لحظة مفصلية من الاشتباك السياسي والدبلوماسي، مترقبًا الرد الأميركي – الإسرائيلي على الورقة اللبنانية التي تمخضت عن اجتماعات متلاحقة تم في خلالها تدوير زوايا بعض لاءات «حزب الله»، وقدمت ردًا على مقترحات المبعوث الأميركي توم براك التزمت فيه بحسب المصادر، بنزع السلاح جنوب الليطاني فقط، من دون الإشارة إلى خطوات فعلية لاستعادة السيادة، الأمر الذي يظهر عجزًا حقيقيًا في كبح ما تبقى من هيمنة ونفوذ «الحزب» الداخلي.

لم تعلق الإدارة الأميركية بعد بشكل رسمي على الرد اللبناني، وفيما تنكب على الدخول في شياطين التفاصيل، رَشَحَت أخبار من مصادر أميركية لـ mtv، ملوحة بتصعيد تدريجي من واشنطن بسبب تجميد الإصلاحات الحيوية التي لا تزال متوقفة، يشمل فرض عقوبات مباشرة على شخصيات سياسية لبنانية وتجميد الدعم الممنوح عبر البنك الدولي وصندوق النقد إضافة إلى إعادة النظر في دور «اليونيفيل» في الجنوب

وتعتبر واشنطن بحسب المصادر، أن الإبقاء على سلاح «الحزب»، يعني بقاء لبنان رهينة واستمرار الضربات الإسرائيلية وفقدان الثقة الدولية بأي خطة إنقاذ أو إعادة إعمار.

عون يطلب مساعدة الأوروبيين

في موازاة هذه المعلومات التي لا تبشر بالخير، والتي تعزز فرضية اعتماد الدولة اللبنانية في ردها على المماطلة في تحديد الجدول الزمني الذي يعتبر الحجر الأساس الذي سيبنى عليه الرد الأميركي، يواصل لبنان طلب المساعدة لاستعادة كامل أراضيه وبسط سيادته عبر إطلاق مبادرة شاملة لدعم الجيش اللبناني وتزويده بالوسائل اللوجستية والتقنية والمالية اللازمة.

هذا ما طلبه رئيس الجمهورية جوزاف عون أمام وفد أوروبي وسفراء الاتحاد الأوروبي محذرًا من أن غياب الجيش اللبناني عن بعض المناطق أو إضعاف حضوره قد يؤدي إلى تدهور كبير في الوضع الأمني، ما سينعكس سلبًا ليس فقط على لبنان، بل على استقرار المنطقة بأسرها.

أسماء لجنة الرقابة على المصارف

وفيما دعا الرئيس عون، الاتحاد الأوروبي إلى رفع أي عقوبات أوروبية مفروضة على لبنان، والعمل مع الشركاء العرب والدوليين لعقد مؤتمر أوروبي – عربي مخصص لإعادة إعمار لبنان وإنعاش اقتصاده، لفتت زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى قصر بعبدا، حيث تم البحث في كافة بنود جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء التي ستُعقد اليوم في قصر بعبدا.

وفي هذا السياق كشفت مصادر سياسية متابعة لـ«نداء الوطن» أن اللقاء بين الرئيسين عون وسلام بحث في مختلف الملفات، بما فيها التطورات السياسية ونتائج زيارة الموفد الأميركي توم برّاك، إضافة إلى الملفات المطروحة على طاولة مجلس الوزراء اليوم، وأبرزها ملف التعيينات المالية والقضائية.

أضافت المصادر، ثمة توجه داخل مجلس الوزراء لإعلان تعيين أعضاء لجنة الرقابة على المصارف، والأسماء المطروح تعيينها، هم للرئاسة مازن سويد، والأعضاء تانيا كلاب وألين سبيرو ونادر حداد وربيع نعمة، كما يتوقع تعيين ماهر شعيتو مدّعيًا عامًّا ماليًا، علمًا أن لا معلومات بشأن نضوج الاتفاق على تعيين نواب حاكم مصرف لبنان، حيث كان الحديث المتداول يشير إلى احتمال الإبقاء على العضوين الشيعي وسيم منصوري والسني سليم شاهين وتغيير العضوين الدرزي بشير يقظان والأرمني الكسندر موراديان.

تضيف المصادر، قد يتطرق المجلس إلى ملف تلفزيون لبنان، للبت في تعيين مدير عام من بين مرشحين ثلاثة.

في مقابل جلسة مجلس الوزراء، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري هيئة مكتب المجلس ولجنة الإدارة والعدل إلى جلسة مشتركة تعقد في الساعة 11 من قبل ظهر اليوم في مقر رئاسة مجلس النواب. وأشارت مصادر إلى أن الموضوع يتعلق بدراسة ملف رفع الحصانة عن النائب جورج بوشيكيان.

«حزب الله» يواصل التعدي على «اليونيفيل»

وعلى بعد أسابيع من التجديد لقوات «اليونيفيل» العاملة في جنوب لبنان، واصل «حزب الله»، زج الأهالي في معركته ضد القوات الدولية متمترسًا خلفهم لتحقيق غايته التي تتقاطع مع الموقف الإسرائيلي الداعي إلى عدم التجديد لـ «اليونيفيل».

وفي التفاصيل، وقع إشكال أمس في بلدة عيتيت– قضاء صور، بين عدد من الأهالي ودورية تابعة لقوات «اليونيفيل»، وذلك أثناء مرور الآلية العسكرية في البلدة من دون مرافقة الجيش اللبناني. وبحسب المعلومات، اعترض الأهالي على مسار الدورية، معتبرين أن مرورها بمفردها يُخالف البروتوكول المعتمد، فطالبوها بالتوقف والعودة. لكن عناصر «اليونيفيل» رفضوا الانصياع، ما أدى إلى تلاسن وتوتر في المكان، تطور لاحقًا إلى اشتباك محدود. وفيما تدخلت جهات محلية لاحتواء الموقف، أكد الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» أندريا تيننتي أن «هذا النشاط نُسّق مسبقاً مع القوات المسلحة اللبنانية، دعماً لتطبيق لبنان قرار مجلس الأمن الدولي 1701». وشدد تيننتي على أن «أي اعتداء على جنود حفظ السلام يُعدّ انتهاكًا خطيرًا للقانون الدولي والقرار 1701».

جعجع: «إذا حدا بيقرب عـ«اليونيفيل» بدي فكّلو رقبتو»

وفي هذا السياق لفت موقف رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع ضمن برنامج «صار الوقت» مع الإعلامي مارسيل غانم، تطرق فيه إلى الملفات العالقة وتحديدًا حادثة الاعتداء على «اليونيفيل». وسأل: «هل تحرّك أحد في هذه الدولة؟ لا القوى الأمنية تحرّكت ولا الجيش؟». أضاف: «على الدولة أن تتحرّك وعلى الجيش أن يقول بصراحة إذا حدا بيقرب عـ «اليونيفيل» بدي فكّلو رقبتو». وأشار جعجع إلى أن واشنطن قد تتخلّى عن الملفّ اللبناني إذا استمرينا على هذا النحو وهذا ما عبّر عنه الموفد توم برّاك في زيارته الأخيرة للبنان. أضاف: «على الحكومة اللبنانية أن تتخذ قرارًا بسحب السلاح وأن تمرّره إلى مجلس النواب وبعد ذلك يُعتقل ويُسجن كلّ من يُخالف هذا القرار». وتابع، «كمعلومة أولية لست أكيدًا منها فقد استلم براك 3 أوراق، واحدة من الرئيس عون وثانية من الرئيس بري وثالثة تقنية من قيادة الجيش».

وانطلاقاً من أهمية تجربة حياد لبنان الفاعل والتي أثبتت جدواها في الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران، زار عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب ملحم الرياشي الديمان موفداً من رئيس «القوات» سمير جعجع، والتقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي. وعلى أثر اللقاء أكد الرياشي أن «لا استقرار ولا إعمار في لبنان من دون حق الدولة في احتكار السلاح ومن دون حياد كامل وفاعل للبنان».

توازيًا، واصلت إسرائيل توجيه رسائلها بالنار، فقد استهدفت مسيرة إسرائيلية دراجة نارية عند مفترق بلدة المنصوري في قضاء صور ما أدى إلى سقوط قتيل وجريحين. ولاحقًا أعلن الجيش الإسرائيلي استهداف قائد مدفعية «حزب الله» في القطاع الساحلي في منطقة «المنصوري» محمد جمال مراد ما أدى إلى مقتله. كما نعى «الحزب» قاسم الحسيني الذي اغتالته إسرائيل في خلدة والصادرة بحقه مذكرات توقيف عدة لارتكابه جرائم الإتجار بالمخدرات والسلاح.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : نداء الوطن