الرفاعي: كل قرار للبقاء في غزة هو خطوة نحو الهاوية

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Jul 11 25|12:19PM :نشر بتاريخ

اعتبر مفتي محافظة بعلبك الهرمل في خطبة الجمعة، أن "الغزّاويين يعيدون تعريف الميدان. لا مكان آمن للمحتل، ولا خلاص من قبضة من عاهدوا الله على المضي حتى النهاية. المعركة ليست لحظة عابرة، بل استنزاف يومي يهزّ منظومة الاحتلال ويُربكه في كل محور".

وقال: "من شمال القطاع إلى جنوبه، تُرسم المعادلات بدم الشهداء لا بحبر الاتفاقيات، وكل قرار للبقاء في غزة هو خطوة نحو الهاوية، حيث كل مترٍ فخ، وكل لحظة كمين، وكل مقاوم مشروع نصرٍ مؤجّل".

تابع: "في فيينا، المدينة التي وُلد فيها المشروع الصهيوني، جاء الردّ مدوّيًا. لأول مرة، مؤتمر يهودي مناهض للصهيونية يكسر احتكار التمثيل، ويقول بوضوح: "ليس باسمنا يُرتكب هذا الإجرام". صوت أخلاقي عالمي يتشكل لفضح زيف الاحتلال. من قلب القاعة، ناجٍ من المحرقة يعلن أن إسرائيل ترتكب باسمهم جريمة جديدة، وأغصان الزيتون وحدها تزين المداخل، تقول: لا حاجة للرايات حين يكون الحق هو الشعار".

ورأى أن "الخطاب الدولي المتوازن يتعزز، وتُستعاد الشرعية الأخلاقية للقضية. لم تعد المقاطعة مجرد فعل شعبي، بل تحوّلت إلى تيار عالمي، مدعوم بأصوات يهودية وأكاديمية، تُعيد التوازن إلى سردية العالم".

أضاف: "من النهر إلى البحر، تُعلن فلسطين رفضها لخديعة "حل الدولتين"، ويُدعى لمحاكمة الاستيطان كجريمة ضد الإنسانية، ولا مكان بعد اليوم لتفاهم مع الاحتلال، بل لتحالف عالمي ينهض في وجهه".

وأردف: "في زمن تتكالب فيه قوى الظلم وتتآمر العواصم، يبقى حسن الظن بالله امتحانًا للمؤمنين. ما لا تُدركه العقول، تحتمله القلوب تسليمًا، ومن ظن بالله خيرًا، وجد الخير ولو بعد حين".

وأشار إلى أن "غزة تحت القصف، لكنها ترسل صوتًا يُذكّرنا بأن الشجاعة ليست فقط في المواجهة، بل في الصدق مع الله، والإيمان أن المعركة الكبرى هي مع الفكرة، مع الظلم، مع النسيان الذي يُراد فرضه على التاريخ".

وشدد على أن "تصريحات مفتي الجمهورية جاءت واضحة في مَغزاها، صادقة في مقصدها. لا طائفية فيها، بل نداء صريح لأن يرفع الظالمون أيديهم عن وطنٍ مسلوبٍ منهوب، يُدار بالصفقات لا بالعدل".

واعتبر أن "زيارة مفتي الجمهورية إلى سوريا كانت ضمن سياقها الطبيعي، تأكيدًا على وحدة المصير، وأن ما يصيب الإخوة هناك من خير أو شر، فلبنان يتردد صداه عاجلاً أو آجلاً".

أضاف: "لبنان الذي دولة لا ساحة، وطنٌ تُصان فيه الكرامات، وتُوزن فيه الحقوق بعدالة لا بمصالح آنية. لا نريد مكيالين، بل ميزانًا واحدًا للعدل. حين تغيب الدولة، وتعلو لغة القوة، فسنكون في غابة ينهش فيها الفاجر مال التاجر، ويأكل القوي الضعيف، وتُدفن العدالة تحت تراب المحسوبيات".

وختم الرفاعي: "ننتظر من رؤساء الدولة أن يقولوا لشعبهم: "الضعيف فيكم قويّ عندي حتى آخذ له حقه، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ منه الحق". تلك الدولة التي نطمح إليها، والتي لا وطن بدونها".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan