رسوم ترمب تنال قبول الأسواق بعد رفض حاد في البداية

الرئيسية اقتصاد / Ecco Watan

الكاتب : المحرر الاقتصادي
Jul 16 25|22:30PM :نشر بتاريخ

استقبلت الأسواق المالية اتفاق الرسوم الجمركية الذي أبرمه الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع إندونيسيا دون ضجة تُذكر يوم الأربعاء، ما يشير إلى أن المعدل البالغ نحو 20%، والذي كان يُنظر إليه سابقاً على أنه عقابي، أصبح الآن يُعتبر قابلاً للتطبيق.

جاء أداء الأسهم والأصول الأخرى في آسيا متبايناً بعد أن أعلن ترمب عن رسوم جمركية بنسبة 19% على السلع الإندونيسية. وارتفعت الأسهم في الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا بدافع التفاؤل بأن الرسوم الجديدة على الأقل تقل عن نسبة 32% التي هدد بها الرئيس في البداية.

كما تصعد أسهم فيتنام منذ أن قال ترمب في أوائل يوليو إنه توصل إلى اتفاق تجاري مع البلاد.

الرسوم أدوات ضغط تفاوضية

يُعد الهدوء الحالي تحولاً مقارنةً بما حدث في وقت سابق من العام الجاري، عندما كان الانهيار في الأسواق، بما في ذلك الملاذات الآمنة مثل سندات الخزانة، حاداً للغاية في أبريل بعد فرض ترمب رسوماً جمركية عالمية في "يوم التحرير"، ما دفعه إلى تعليقها خلال أيام.

أما الآن، فتنظر الأسواق إلى هذه الرسوم بشكل كبير على أنها مجرد أدوات ضغط تفاوضية يستخدمها الرئيس لانتزاع تنازلات تجارية. وقد سجلت عدة مؤشرات لتقلبات الأسواق المالية، مثل مؤشر "آي سي إي موف" الصادر عن "بنك أوف أميركا" (ICE BofA MOVE) والخاص بسندات الخزانة الأميركية، أدنى مستوياتها منذ سنوات.

بينما حاولت دول مثل الهند وفيتنام التفاوض خفض الرسوم الجمركية الأميركية إلى ما دون 20% بكثير، قال ترمب إنه يدرس فرض رسوم شاملة تتراوح بين 15% و20% على معظم الشركاء التجاريين. ويُشير ذلك إلى أن نسبة 20% لم تعد تُعتبر عقابية، بل أصبحت معياراً في المفاوضات.

ارتياح في آسيا مع وجود بعض اليقين

قال هومين لي، استراتيجي الاقتصاد الكلي لدى "لومبارد أودير" (Lombard Odier) في سنغافورة: "الاتفاق الظاهر بين إندونيسيا وترمب، إلى جانب الاتفاق بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، والاتفاق بين فيتنام والولايات المتحدة، يُظهر أن الرسوم الجمركية الأميركية ستبقى في نطاق 10% إلى 20%".

وأضاف أن هناك بعض الارتياح في آسيا، لكن المستثمرين ما زالوا يعتمدون نهج الانتظار والترقب، إذ إن الرسوم المفروضة على الاتحاد الأوروبي والمكسيك وكندا -والتي تمثل مجتمعة نصف الواردات الأميركية- لا تزال قيد الإعداد.

سيكون الاتفاق بين الولايات المتحدة وإندونيسيا الأول الذي يُبرم مع دولة استهدفتها رسائل الرسوم الجمركية التي أرسلها ترمب الأسبوع الماضي. وقد اعتُبرت تلك الرسائل محاولةً لزيادة الضغط على المفاوضين قبل موعد الأول من أغسطس، وهو الموعد المقرر لبدء سريان الرسوم المرتفعة.

اتفاقات التجارة تتيح لآسواق آسيا التفوق

قال راجيف دي ميلو، مدير المحافظ لدى "غاما أسيت مانجمنت" (Gama Asset Management SA): "حتى الآن، تفاعلت أسواق الأسهم بهدوء، إذ اعتُبر انحسار حالة عدم اليقين أمراً إيجابياً".

اقرأ أيضاً: ترمب يرجح فرض رسوم على الأدوية ويستبعد عقد صفقات عديدة جديدة

مع ذلك، أشار إلى أن "مستويات الرسوم الأميركية عند 20% تمثل تطوراً مقلقاً لأنها قد تؤدي إلى رسوم فعلية أعلى مما كان متوقعاً قبل بضعة أسابيع".

يرى بعض المحللين أن الاتفاق الأحدث يُعد مفيداً لمجموعة أوسع من الأصول الآسيوية.

قالت أودري غو، رئيسة قسم تخصيص الأصول لدى "ستاندرد تشارترد ويلث مانجمنت غروب" (Standard Chartered Wealth Management Group) في سنغافورة، في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ"، إن الاتفاق الأميركي مع إندونيسيا "سيساعد في تخفيف حالة عدم اليقين على صعيد التجارة".

وتابعت: "إبرام مزيد من الاتفاقات التجارية بين الولايات المتحدة وشركائها في آسيا ينبغي أن يساعد على تقليص حالة عدم اليقين الهامشية، ويتيح لأسواق آسيا، باستثناء اليابان، التفوق في الأداء".

تراجع حساسية الأسواق تجاه أخبار الرسوم

في المقابل، يشير آخرون إلى تراجع حساسية الأسواق عموماً تجاه أخبار الرسوم الجمركية.

كتب استراتيجيون في "بنك أوف أميركا"، من بينهم ريتش ساماديا في هونغ كونغ، في مذكرة نُشرت يوم الثلاثاء: "يتراجع قلق المستثمرين بسرعة تجاه مواقف الرئيس ترمب التصعيدية في الحرب التجارية، حتى مع توسيعه نطاق النزاع".

كتبوا: "يعكس أحدث استطلاع لمديري الصناديق لدى البنك هذا التفاؤل المتزايد، إذ يرى 70% من المشاركين تأثيراً محتملاً سلبياً طفيفاً على اقتصادات وأسواق آسيا، في قراءة هي الأكثر تفاؤلاً منذ ديسمبر".

بقيت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات دون تغير يُذكر عند 4.48%، بالقرب من أعلى مستوى لها في خمسة أسابيع.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : وكالات