فاتن عزام: الحديث عن زياد لن يتوقف وسيبقى حاضراً بسطوة غيابه

الرئيسية مقالات / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jul 27 25|14:01PM :نشر بتاريخ

كتبت الإعلامية فاتن عزام عبر حسابها على منصة "فيسبوك":

عام ١٩٩١وبعد عامين من عملي في إذاعة صوت الشعب اتصل بي مدير الاذاعة انذاك حنا صالح  طالبا حضوري بيوم العطلة قائلاً إن "زياد"طلب أن أقدم للمستمعين ألبومه الجديد" كيفك انت" حصرياً لأول مرة عبر صوت الشعب ، ارتبكت ولم أتلّمس مشاعري المختلطة بين الفخر والمسؤولية وبالوقت عينه الخوف والرهبة من عبقري ينتظر بإنصات تام ما ستقوله " المذيعة" على الهواء مباشرة.
سألت الاستاذ صالح عن رغبة زياد وما إذا طلب شيئا بعينه فقال لي انه ترك لي الحرية بالتعبير عما أراه مناسبا،هكذا حُشِرت بالزاوية كأن صوته يقول :"تفضلي قولي شو بيطلع ع بالك وسمعينا" 
دخلت إلى الاستديو وأنا ارتجف خوفاً من زياد شخصياً ولا من أي أحد آخر،إذ رمى المسؤولية عليّ واضعاً بين يديّ عملاً فنياً جديداً سيكون مفصلياً في مسيرة السيدة فيروز الغنائية.
كان عليَّ أن أقدِّم للمستمعين أغنية "كيفك انت" وهي عنوان الألبوم على أن أتدخل اثناء بثِّها حتى لا ينسخها الناسخون وتصبح على العربات في الشوارع.
أمام الميكروفون قلت ما شعرت به حينها بالظبط : إنه العمل الفني الاول المتكامل للسيدة فيروز مع زياد ويحتوي على إحدى عشرة أغنية وطلب زياد ان أقدم اثنتين كيفك انت ويا ليل ..يا ليل.
المهم قلت بما معناه إنه العمل الاول الذي يخرج إلى النور لجيلنا الشاب ونستقبله بلهفة العاشق لسيدة الغناء في بلد مزقته الحروب واجتمع على حب سفيرته إلى النجوم واعتبرها وطنه.
ما قلته على الهواء كان بمثابة جواز مرور إلى هذا العبقري الذي خصني بلقاءين سبقا مسرحيتيه بخصوص الكرامة والشعب العنيد ولولا فسحة الأمل وصولا إلى رسائله الصوتية أثناء الاجتياح الاسرائيلي عام ١٩٩٦ الذي سمي "عناقيد الغضب" ، حينها دأب زياد على متابعة الاذاعة من سريره في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت متابعاً اتصالات الناس المتفاعلين مع نداءات النازحين من بيوتهم إلى المدارس والبيوت ومن يود مساعدتهم بالاضافة إلى أصوات السياسيين والناشطين وغيرهم ..
كان زياد يستمع ويتصل كأنه يلّخص ويعّلق على الأحداث والمواقف السياسية والإنسانية وما التقطه من أصوات ومتصلين برسالة قصيرة معبرة.
الحديث عن زياد لن يتوقف وسيبقى حاضرا بسطوة غيابه.

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : Facebook