كرامي رعت الملتقى الوطني حول تربية الطفولة المبكرة": عهدنا بأنها أولوية وطنية واستثمار لا رجعة فيه
الرئيسية تربية / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 28 25|19:13PM :نشر بتاريخ
رعت وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي "الملتقى الوطني حول تربية الطفولة المبكرة" الذي نظمه المركز التربوي للبحوث والإنماء في مبنى المطبعة في سن الفيل، بحضور وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين والنواب: أنطوان حبشي، أسعد ضرغام، بلال الحشيمي وإدغار طرابلسي، منسق إتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان الأب يوسف نصر وحشد كبير من رؤساء الوحدات في وزارة التربية والمركز التربوي والمؤسسات الشريكة من المنظمات الدولية والجامعات والعاملين في لجان المناهج من ضمن ورشة تطوير المناهج التربوية.
إسحق
بعد النشيد الوطني، تعريف من منسقة المشروع في المركز التربوي للبحوث والإنماء سيدة الأحمر، ثم قالت رئيسة المركز التربوي للبحوث والإنماء البروفسورة هيام إسحق: "تشكل مرحلة الطفولة المبكرة نافذة حاسمة في مسار النمو الدماغي والتعلمي للطفل، إذ تظهر أبحاث علم الأعصاب أن الدماغ ينمو بوتيرة غير مسبوقة خلال السنوات الخمس الأولى من الحياة، حيث تتكون ملايين الوصلات العصبية يوميا، وتتأسس البنى المعرفية والعاطفية والسلوكية التي ترافق الإنسان مدى الحياة. من هنا يغدو دور الحضانة والمدرسة، بالتكامل مع الأسرة، جوهريا في توفير بيئة غنية وآمنة قادرة على تحفيز النمو من خلال التفاعل، والرعاية والتجارب المعززة للتعلم، ضمن مسار تربوي يرتكز إلى أسس علمية واضحة، تنطلق من لغة الدماغ والعلوم، وتستثمر طاقة العقل في سنوات التكوين".
أضافت: "ما يحدث في السنوات الأولى من حياة الطفل لا يختفي، بل يشكل الأساس لكل ما يأتي بعده" Dr. Ross Thompson، أستاذ علم النفس التنموي، في جامعة كاليفورنيا. وفي هذا الإطار، يولي المركز التربوي للبحوث والإنماء عناية خاصة بهذه المرحلة التأسيسية، في سياق ورشة تطوير المناهج التربوية، التي تنجز برعاية كريمة من معالي وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي. وقد انطلقنا في هذا العمل من أحدث المقاربات العالمية وأكثرها تطورا، ومن الرصيد الغني الذي توفره جامعاتنا ومؤسساتنا الوطنية، بهدف بلورة مناهج نوعية تستجيب لحاجات الطفولة المبكرة، وتوفر لها ما تستحقه من مواكبة تعليمية وتربوية متكاملة".
وتابعت: "يشرفني انطلاقا مما تقدم، أن أرحب بكم في هذا اللقاء الوطني، الذي لا نريده مجرد مناسبة احتفالية، بل محطة تأسيسية نؤكد فيها أهمية التربية لمرحلة الطفولة المبكرة بوصفها القاعدة التي تبنى عليها شخصية الإنسان، ومسار تعلمه، وانتماؤه الاجتماعي والوطني".
واردفت: "لذلك، يأتي هذا اللقاء الوطني ليس فقط لشرح ما أنجز في الوزارات المعنية كافة، بل لإطلاق شراكة فعلية بين كل الجهات، قائمة على التكامل لا التنافس، وعلى الثقة لا التوازي، وعلى البيانات لا الانطباعات".
وختمت: "تحية شكر وتقدير إلى معالي الوزيرة الدكتورة ريما كرامي، على دعمها ورعايتها لهذا المسار الوطني التربوي. وإلى معالي وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين، ومعالي الوزراء والسادة النواب، وإلى ممثلي الوزارات والنواب والمؤسسات الرسمية والخاصة، والجامعات، ودور النشر التربوية، والنقابات والراوبط التعليمية، ولجان الأهل، وإدارات المدارس، ولجان تطوير المناهج، ولجنة الطفولة المبكرة على وجه الخصوص، وعائلة المركز التربوي، وكل من أسهم في تحضير هذا الملتقى، وكل من يؤمن بأن الطفولة المبكرة تستحق أولوية لا هوامش".
يرق
من جهته، قال مدير عام التربية فادي يرق: "إن اللقاء اليوم حول تربية الطفولة المبكرة يشكل محطة رئيسية في الرؤية التربوية للتحول التعليمي في لبنان، كما أنه محور أساسي في الخطة الخمسية للتعليم العام في هذا القطاع".
أضاف: "إن السنوات الأولى من الحياة ليست مجرد مرحلة تعليم تركز على الجانب الأكاديمي، بل الأساس لتنمية رأس المال البشري، حيث يكون الطفل أكثر قدرة على اكتساب اللغة، المهارات، القيم والسلوكيات. فالهدف واضح: كل طفل في لبنان يستحق الحصول على فرص تعليم مبكر، منصف وعالي الجودة".
وتابع: "إدراكا لأهمية التعليم في هذه المرحلة، تسعى وزارة التربية والتعليم العالي إلى توفير التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بطريقة عادلة وشاملة وجعلها إلزامية لمدة عام واحد على الأقل قبل دخولهم الى المدرسة الإبتدائية".
واردف: "لقد استثمرت الوزارة خلال السنوات الماضية في مرحلة الطفولة المبكرة، وأقدمت على استحداث مرحلة رياض أطفال في عدد كبير من المدارس الرسمية، كما اهتمت بالبنى التحتية ومنشآتها لناحية ترميمها وتحديثها بما يراعي المعايير التربوية والتعليمية اللازمة (128 مدرسة في العام 2024، 130 مدرسة في العام 2017) ، مما رفع معدل التحاق الأطفال في هذه المرحلة، وزاد من قدرتها الاستيعابية لاستقبال أعداد إضافية من الأطفال وحاليا هناك 38,650 تلميذا في مرحلة الروضات".
وقال: "تجدر الأشارة الى أن نحو 728 مدرسة تقدم اليوم التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة بطريقة عادلة وعالية الجودة وشاملة للأطفال جميعهم قبل دخولهم المدرسة الإبتدائية لمدة عام على الأقل، منها 49 روضة مستقلة. ويقدر الالتحاق بنحو 86 في المئة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و5 سنوات، مما يضع لبنان في مقدمة بلدان المنطقة".
وأردف: "من أجل ضمان الحفاظ على هذا الإنجاز في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، من الضروري أن نستثمر في المعلمين من خلال ضمان إضفاء الطابع المهني على القوى العاملة في مجال التعليم في هذه المرحلة، سيما وأن معظم معلمي رياض الأطفال في المدارس الرسمية حاليا تجاوزت أعمارهم ال 50 عاما، الأمر الذي يحتم العمل على تأمين كوادر تعليمية مؤهلة ومدربة".
وقال: "معظم معلمي التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة يعملون بعقود مؤقتة ولا يمتلكون إعدادا أساسيا في مجال التعليم في هذه المرحلة. لذلك، نحتاج إلى توسيع استثماراتنا في هذه المرحلة بالذات لضمان توفر معلمين مهرة، وتزويد أولئك الذين يعملون حاليا في هذا القطاع على اكتساب مهارات من خلال التدريب المستمر - وهنا دور أساسي للمركز التربوي".
أضاف: "التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة يتجاوز التعليم المدرسي، فهو قضية وطنية تتعلق بنمو الأطفال في هذه المرحلة، وتتطلب نهجا شاملا لضمان إعداد أجيالنا الشابة للمستقبل. وهذا ما قد يوفر فرصة للعمل جنبا إلى جنب مع الوزارات الأخرى لمعالجة تنمية هذه المرحلة العمرية تنمية سليمة، ولا سيما وزارتي الصحة العامة والشؤون الاجتماعية، وخاصة المجلس الأعلى للطفولة، للتوافق على استراتيجية وطنية واضحة لتنمية الطفولة المبكرة".
وتابع: "قد يكون صحيحا أن معدلات الالتحاق بالتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة في لبنان مرتفعة نسبيا، ولكن من الصحيح أيضا أن لدينا القدرة على استيعاب المزيد وتقديم الأفضل. من هنا أود أن أعلن أننا نعمل على تقديم اقتراح إلى السيدة الوزيرة ألا وهو إنشاء دائرة في مديرية التعليم الأساسي متخصصة بالطفولة المبكرة أسوة بدول عربية شقيقة مثل الأردن ومصر، كذلك اقتراح على تقرير فريق الروضات مع جهاز الإرشاد والتوجيه، اقتراح تعديل المرسوم 10227 المراسيم ليشمل السلم التعليمي مرحلة الروضة كمرحلة إلزامية".
وختم: "أتمنى لكم مؤتمرا مثمرا وملهما، على أمل أن تؤدي الندوات والمباحثات التي نجريها اليوم إلى خطوات ملموسة. وذلك لا يتحقق إلا باتحادنا وتعاوننا في مهمتنا المشتركة المتمثلة في رعاية أصغر المتعلمين في لبنان، لأن مستقبلهم هو مستقبلنا".
ناصر الدين
بدوره، قال وزير الصحة العامة: "يسعدني ويشرفني أن أشارك معكم اليوم في هذا الملتقى الوطني الهام حول تربية الطفولة المبكرة، في لحظة مفصلية نعيد فيها معا التأكيد على التزامنا بحق كل طفل في لبنان بنمو سليم وفرص عادلة في الحياة منذ بداياتها الأولى".
أضاف: "تعتمد وزارة الصحة العامة في عملها لحماية الطفولة المبكرة وتطوير السياسات والبرامج على الأدلة العلمية والمعطيات الوطنية الحديثة. وفي هذا السياق، أنجزنا في عام 2023، بدعم من اليونيسف وبالشراكة مع جامعة هارفرد وعدد من الشركاء، أول دراسة وطنية متكاملة في لبنان حول المغذيات الدقيقة، والقياسات الأنثروبومترية، وتطور الطفولة المبكرة – المعروفة باسم دراسة LIMA. هذه الدراسة التي شملت ما يقارب 6,500 أسرة من مختلف المناطق، قدمت لنا بيانات دقيقة حول حالة الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0 و59 شهرا، وكذلك المراهقات والنساء".
وتابع: "تعد هذه الدراسة الأولى من نوعها على المستوى الوطني في لبنان، بل أيضا أول دراسة على مستوى العالم توفر معطيات ممثلة وموثوقة عن تطور الأطفال في أول سنتين من حياتهم. وقد بينت نتائج الدراسة حجم التحديات، من سوء التغذية إلى ضعف التحفيز المبكر، مرورا بالصحة النفسية للأمهات، وتدني فرص التعليم والرعاية، لا سيما في المناطق الفقيرة والمهمشة. وفي المقابل، سلطت الضوء على أهمية البيئة الداعمة والرعاية المستجيبة والمحفزة لتنمية قدرات الطفل منذ الأشهر الأولى".
واردف: "بناء على هذه النتائج، تعتمد الوزارة إطار رعاية الطفولة المبكرة (Nurturing Care Framework) كمرجعية شاملة تستند إلى خمس ركائز مترابطة: الصحة، التغذية، الأمان والحماية، التعلم المبكر والاستجابة الأبوية. ونحن ملتزمون ضمن هذا الإطار بتطوير وتنفيذ السياسات والبرامج التي تعزز من هذه الركائز، والتي ستعرضها وزارة الصحة اليوم ضمن الجلسات، وستسهم مع الجميع في إصدار توصيات وطنية تتماشى مع هدف هذا اللقاء".
ودعا "الجميع إلى مواصلة العمل معا لتشكيل بيئة وطنية حاضنة للطفولة المبكرة، تؤمن لكل طفل في لبنان بداية عادلة وفرصا متكافئة للنمو والتعلم والازدهار".
كرامي
ثم طلبت وزيرة التربية من الحضور الوقوف دقيقة صمت "إجلالا لغياب العبقري زياد الرحباني الذي كسر كل القوالب وأعطى بكل حب من اجل لبنان"، وقالت: "نجتمع اليوم ليس للاحتفال، بل لإطلاق نداء وطني عاجل حول قضية تربوية تحتاج إلى تضافر الجهود والتفكير والتخطيط والالتزام بنقل الخطط إلى حيز التنفيذ".
أضافت: "بالنسبة لنا كوزارة تربية، ان التربية في سني الطفولة المبكرة ليست خيارا، وليست مرحلة تمهيدية فحسب، بل هي الأساس الذي يبنى عليه كل مسار تعليمي، اجتماعي، وإنساني. هذا أمر لم يعد موضع نقاش. جميعنا اصبحنا نعرف بالأدلة والأبحاث أن التربية في السنوات الأولى ضرورة، وأن الاستثمار فيها هو الاستثمار الأكثر مردودا' على مستقبل لبنان".
وتابعت: "لقد حققنا كوزارة بعض الخطوات، نعم، ولكن الحقيقة المؤلمة أننا ما زلنا متأخرين عن توفير هذا الحق لكل طفل على أرض لبنان عن طريق التوعية وترجمة ما توصل اليه العلم التربوي. إلى جانب التحديات التربوية والتعلمية التي تعرفونها جميعا، هناك مسألة أساسية لا يمكن التغاضي عنها: الحاجة الى تحسين الحوكمة والتنسيق".
وقالت: "اليوم، يتقاسم هذا القطاع ثلاث وزارات: الصحة، الشؤون الاجتماعية، والتربية. وهذه التعددية في الجهات المسؤولة، إن لم تكن محكومة برؤية واضحة واستراتيجية تنسيقية، تتحول إلى مصدر تشتت وهدر. ورؤيتي كوزيرة هي أن تصبح المدرسة الوطنية، بإشراف وزارة التربية والتعليم العالي ، المركز الجامع لخدمات الطفولة المبكرة، بحيث تدعم الوزارات الأخرى – بالصحة والحماية والرعاية – هذا الدور المركزي. إذ ان رؤيتنا في وزارة التربية للمدرسة الوطنية التي نسعى الى احيائها وبنائها تتجاوز التعليم الأكاديمي. في وزارة التربية والتعليم العالي، ننظر إلى الطفولة المبكرة كمرحلة أساسية في رحلة التعلم، لا تبدأ فقط عند دخول الطفل إلى المدرسة، بل تمتد منذ لحظات حياته الأولى".
وتابعت: "تشير الأبحاث الدولية إلى أن السنوات الثلاث الأولى من حياة الطفل تشكل فترة حساسة جدا في نمو الدماغ واكتساب المهارات الأساسية في اللغة، والعلاقات، والقدرة على التعلم. هذه المرحلة، بما تحمله من إمكانات كبيرة، تستحق أن تصمم تدخلاتها بعناية، وبمنهجيات متعددة التخصصات، يكون فيها البعد التربوي والبيداغوجي عنصرا مكملا وأساسيا".
وقالت: "نحن نطمح إلى ان تقدم المدرسة الوطنية كل أنواع الخدمات التي يحتاجها الطفل ليزدهر، فتوفر بيئة تعليمية مؤاتية وآمنة، تشمل:
• برامج رعاية شاملة للصحة الجسدية والنفسية.
• دعما اجتماعيا للأسر، لضمان استمرارية تعليم الطفل.
• موارد تربوية متكاملة من مناهج وأدوات تعليمية محفزة.
• تدريبا مستمرا للمعلمات والمعلمين المتخصصين في الطفولة المبكرة.
• مساهمات فاعلة من الشركاء: منظمات المجتمع المدني، البلديات، الجامعات، والنقابات، بما يضمن شبكة دعم متكاملة حول المدرسة".
اضافت: "المدرسة الرسمية الوطنية في رؤيتنا ليست جدرانا ولا صفوفا فقط، بل المحور الأساسي للتعلم والنمو، ونحن مقتنعون انها قادرة، إذا منحت الأدوات الصحيحة، على أن تشمل مرحلة الطفولة المبكرة في بنيتها ووظائفها. ومن هنا، أدعو إلى إعادة رسم أدوارنا بشكل واضح حول مساهماتنا في نمو وتعلم كل طفل: وزارة التربية مسؤولة عن البيداغوجيا, المنهج، إعداد الكوادر، وضبط جودة التربية الشاملة. الوزارات الأخرى شريكة ومساندة بخدماتها الصحية والاجتماعية الرعائية".
وتابعت: "لقد بدأنا نسير نحو هذه الرؤية عبر تطوير اطر مرجعية وبرامج وطنية، ولكننا نحتاج إلى إدارة هذه المبادرات، وتنسيق فعلي، للانتقال من الكلام إلى التنفيذ. المطلوب ليس خططا على الورق، بل التزاما بميزانيات، ومعايير، وتوزيع أدوار، يحكمها هدف واحد: كل طفل في لبنان يستحق بداية عادلة، راعية، وآمنة".
وقالت: "التحديات كبيرة: التمويل محدود، والكوادر المتخصصة قليلة، والفوارق بين المناطق صارخة. ولكننا في وزارة التربية نؤمن بأننا كأعضاء في حكومة الاصلاح، نملك ما هو أهم: القدرة على بناء شراكة وطنية حقيقية بين الوزارات، المجتمع المدني، الجامعات، النقابات، الأهل، والهيئات الدولية. هذه الشراكة يجب أن تبنى على الأدلة العلمية والبيانات التي تعكس فهمنا للسياق، وتبني على الموارد والقدرات المتاحة, لتتحول رؤيتنا إلى خطة عمل مشتركة متكاملة، لا إلى مبادرات متفرقة ومتضاربة".
اضافت: "إن رسالتي اليوم ليست فقط شكرا على الحضور، بل دعوة لتحمل مسؤولية جماعية ولنعلن التزامنا بالسعي لأن نجعل الطفولة المبكرة جزءا لا يتجزأ من النظام التعليمي الرسمي، وأن نضمن لها الموارد والبنية التي تليق بها".
وختمت: "لن نسمح أن تكون تربية الطفولة المبكرة ترفا في بلدنا، هذا عهدنا بأنها أولوية وطنية واستثمار لا رجعة فيه. فلنعمل معا –كل من موقعه – لتحويل هذه الرؤية إلى واقع يلمسه كل طفل وكل عائلة".
حبشي
أكد عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب أنطوان حبشي "أهمية التكامل بين وزارتي التربية ووزارات أخرى، نظرا لأن تطوير المناهج التربوية لا يقتصر على البعد التعليمي فقط، بل يحمل في طياته بعدا تربويا واجتماعيا بالغ الأهمية".
وسأل حبشي: "أين تكمن خطورة المناهج التربوية وأهميتها؟"، مشيراً إلى أن مرحلة الطفولة، من عمر الصفر حتى الثامنة، تتطلب معالجة دقيقة تبدأ من ما قبل التكوين، أي من فترة الحمل، حيث تمر الأم والجنين بتحولات بيولوجية ونفسية يجب أن تنعكس على فلسفة المناهج التعليمية، ليتم البناء عليها لاحقا في المراحل الثانوية".
وتطرق إلى "أهمية التربية الوقائية منذ السنوات الأولى"، قائلا: "عندما نتحدث عن الحضانة والتقنيات، فمن الضروري إدراج توعية واضحة على الجسد وحدود الآخرين، بحيث يتعلم الطفل منذ دخوله إلى دار الحضانة أن لا أحد يملك الحق في لمسه بطريقة غير لائقة، وأن تيكون لديه وسيلة تواصل آمنة - مثل رقم هاتف - يستخدمها إذا شعر بأي تهديد".
وشدد حبشي على "ضرورة إدراج الثقافة الجنسية في المناهج بطريقة علمية ومناسبة للعمر، بهدف تعزيز الحماية النفسية والجسدية للأطفال"، وقال: "الثقافة الجنسية ليست ترفا، بل أداة أساسية لمواجهة الاستغلال والانتهاكات. والخطير أن نواصل النظر إلى المناهج فقط من الناحية الأكاديمية، متجاهلين بعدها الوقائي والتربوي".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا