البناء: ترامب وبوتين إلى قمة آلاسكا… وأوروبا وأوكرانيا ترفضان ضمّ الشرق لروسيا

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 11 25|08:57AM :نشر بتاريخ

بات محسوماً انعقاد لقاء القمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في آلاسكا نهاية الأسبوع المقبل، حيث تشكل الحرب الأوكرانية الطبق الرئيس للمائدة، وقد بات معلوماً أن واشنطن قرّرت التسليم بضم شرق أوكرانيا إضافة الى شبه جزيرة القرم إلى روسيا، بينما تصاعدت مواقف أوكرانية وأوروبية رافضة للمسار الذي يريد الرئيس الأميركي فرضه على أوروبا وأوكرانيا، وترى فيه تكريساً لهيمنة روسيا على القرار والأمن في أوروبا.

في المنطقة استعدادات يعلن عنها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لبدء مرحلة جديدة من الحرب على قطاع غزة، وسط تصاعد في موجة التظاهرات المناوئة التي سجلت رقماً قياسياً بالمقارنة مع تظاهرات السبت منذ بداية العام، حيث بلغت هذا السبت رقم المئة ألف ويتوقع ان تتجاوز هذا الرقم السبت المقبل وسط تحضيرات لإضراب شامل وعصيان مدني، بينما صراخ الجيش يصل الى المسؤولين في حكومة نتنياهو حول عدم الجاهزية للحرب في ظل معنويات متراجعة وبنية عسكرية مترهلة وعجز عن تعبئة موارد بشرية إضافية، بينما تعلو أصوات الشوارع الغربية طالبة من حكوماتها إنزال العقوبات بـ»إسرائيل» والبدء الفوري بمنع بيعها السلاح، بحيث يعتبر عدد من الخبراء داخل الكيان أن الحديث عن عودة التفاوض بصورة مفاجئة وعلى أساس مبادرة جديدة من المبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف يأتي تعبيراً عن خسارة نتنياهو للجولة الأولى من جولات تسويق الحرب.

في لبنان شيّع الجيش اللبناني شهداءه الستة الذين سقطوا في انفجار عتاد حربي في الجنوب، وشهد لبنان موجة التفاف شاملة شعبياً وسياسياً حول الجيش، بينما خرجت مسيّرات التشييع لعدد من شهداء الجيش في منطقة بعلبك وجثامين الشهداء تواكبها أعلام المقاومة اضافة الى الاعلام اللبنانية، ترجمة لوحدة الدم التي جسدتها شهور الحرب بين الجيش والمقاومة، وسط مخاوف من أن تكون الخطة الأميركية التي وافقت عليها الحكومة مشروعاً لفتنة تستدرج الجيش والمقاومة الى الصدام، المرفوض من الجيش ومن المقاومة ومن الشعب، بينما تحول إقرار الحكومة لورقة توماس باراك الى حبر على ورق بعدما كرّر الأميركي خديعته وكرر الإسرائيلي رفض وقف الاعتداءات التي كان يفترض أن يشكل الخطوة المتزامنة مع الإعلان الحكومي لقبول خطة باراك وتحديد نهاية العام موعداً نهائياً لسحب سلاح المقاومة.

يستعد لبنان لاستقبال وفود دولية متعددة، يتقدّمها الموفد الموفد الأميركي توم برّاك، إلى جانب احتمال وصول المبعوث السعودي يزيد بن فرحان قبل نهاية الشهر، وتشير أوساط سياسية لـ«البناء» إلى تحرّكات سياسية ودبلوماسية يقوم بها مسؤولون للتواصل مع الجانب الأميركيّ بهدف ممارسة ضغط على «إسرائيل» لإيقاف عملياتها العسكرية في لبنان، وذلك استناداً إلى ما تنصّ عليه المرحلة الأولى من ورقة توم باراك. وتتحدّث الأوساط عن عنصر الترقّب، إذ من المتوقع أن يعرف خلال الأسبوع المقبل موقف إسرائيل النهائي من الالتزام بالمقترح، ما يعكس حالة انتظار لنتائج الوساطة الأميركية ومدى فعاليتها في فرض التهدئة.

وعبّرت الولايات المتحدة عن قلقها البالغ إزاء استمرار التوتر على الحدود الجنوبية للبنان، ورحّب المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأميركية، مايكل ميتشل، بقرار الحكومة اللبنانيّة الأخير البدء بتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائيّة الموقع في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، إضافة إلى الالتزام بقرار مجلس الأمن 1701 واتفاق الطائف، واصفًا ذلك بـ»الخطوة التاريخية والشجاعة والصحيحة نحو تطبيق مبدأ: جيش واحد، لشعب واحد، في وطن واحد». وأضاف أن هذه الخطوات «تمثل أساسًا عمليًا لنزع سلاح حزب الله بشكل كامل»، معتبرًا أن اتخاذ تدابير ملموسة في هذا الإطار أمر ضروريّ لتفادي اندلاع حرب جديدة في المنطقة.

وأكد المتحدث الأميركي استمرار التنسيق بين واشنطن وشركائها الإقليميين والدوليين لدعم هذه الجهود، وتعزيز التهدئة، ومنع أي تدهور إضافي في الوضع الأمني جنوب لبنان.

واعتبر رئيس وزراء العدو الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو، خلال مؤتمرٍ صحافيّ، أنّ «»إسرائيل» ساعدت الحكومة اللّبنانيّة في مساعي خطة نزع سلاح حزب الله»، مضيفًا: «حربنا في لبنان ساعدت الحكومة بالبدء في مساعي نزع سلاح حزب الله»، واعتبر أنّ «ما يحدث حاليًّا في لبنان سببه «إسرائيل»»، على حدّ تعبيره.

في المقابل، أكد وزير الصحة العامة الدكتور ركان ناصر الدين أن «لبنان لا يرتهن. ودعونا أن نكون أصحاب قرار وطني جامع، على قدر المسؤولية وعلى قدر الحمل، بالصحة وبالوزارة وبالسياسة، بالحق».

ومن النبطية قال وزير المال ياسين جابر إن أولويتنا بناء الدولة وتقوية مؤسساتها كافة وتفعيل دورها وتعزيزه، وفي مقدّمها الجيش اللبناني والقوى العسكرية كافة، وحصرية السلاح بيدها، وهذا ما أكد عليه البيان الوزاري، وهذا أمر متفق عليه، وما نقوم به في وزارة المالية تحديداً، في سائر مديرياتها وكل المرافق التابعة لها في الجمارك والواردات والشؤون العقارية من تحديث وضبط لوقف التهرّب وتعزيز الواردات، فإن الغاية منه، تقوية الدولة الضامنة الحاضنة والعادلة، كما وتعزيز سلطتها ورفع مستوى قدراتها العسكرية لتكون السيدة المطلقة على السيادة الوطنية والحامية لجميع أبنائها وكل القيّمين، ولتكون الجاذبة لمغتربيها ولكل طالب ملاذ استثماريّ آمن ومنتج».

وتساءل: «لكن السؤال، ولا أقول الخلاف، وإنما السؤال العِبر، والذي يحتاج إلى الإجابة الواضحة التي نطلبها: هل سيدعنا الآخرون نبني الدولة التي بها نطالب ونعمل ونتمسك؟ وهل سيوقف المعتدي الإسرائيلي اعتداءاته؟ وهل من ضمانات بوقف هذه الاعتداءات وإلزامه بالانسحاب إلى حدودنا لينتشر الجيش اللبناني ويبسط سلطته على كامل الحدود المعترف بها دولياً، وكما تنص القرارات الدولية والمضمون الواضح لاتفاق وقف إطلاق النار، ليعود النازحون إلى رزقهم وليعيدوا إعمار ما دمّرته آلة القتل والتدمير؟». واستكمل جابر، «هذا هو محور النقاش المشروع الذي يدور اليوم ويتطلب حسمه بأجوبة واضحة وصريحة وصادقة وملزمة لتكون الدولة التي نسعى بكل الإمكانات لتقويتها، دولة هيبة وقوة وسيادة وبنيان».

وتلقى رئيس الجمهوريّة جوزاف عون اتصالًا هاتفيًّا من الملك الأردنيّ عبدالله الثاني قدّم خلاله تعازيه باستشهاد العسكريّين الستة في الحادثة الأليمة الّتي وقعت في وادي زبقين في قضاء صور. وأبلغ العاهل الأردنيّ رئيس الجمهوريّة عن وقوف الأردن إلى جانب لبنان وجيشه، مبديًا استعداد بلاده لتأمين الدعم اللازم للجيش اللّبنانيّ في هذه الفترة الدقيقة لتمكينه من القيام بدوره في حفظ استقرار لبنان وسيادته وسلامة أراضيه. وقد شكر الرئيس عون العاهل الأردنيّ على تعازيه والدعم الذي يقدّمه الأردن للبنان عمومًا وللجيش خصوصًا.

وقدمت السعودية، بحسب بيان الخارجية، «تعازيها ومواساتها لذوي الضحايا، وتضامنها مع لبنان حكومة وشعباً»، مشيدةً «بالجهود التي يبذلها الجيش لبسط سيادة الحكومة اللبنانية على كافة أراضي البلاد بما يضمن أمنها واستقرارها، ويساهم في ازدهار لبنان وشعبه الشقيق».

إلى ذلك، التقى وزير العدل عادل نصار عددًا من أفراد الجيش اللّبنانيّ في منطقة مجدل زون – قضاء صور، معبّرًا عن «تقديره العميق لشجاعتهم وصمودهم»، ومحيّيًا «تضحياتهم الكبيرة في سبيل حماية الوطن وصون كرامة شعبه»، ومؤكّدًا أنّ «لبنان سيبقى مدينًا لهم بما يقدّمونه من بطولات وتفانٍ في أداء الواجب». كما قدّم الوزير نصار، في ثكنة الجيش في البياضة، التعازي لقائد اللواء الخامس العميد الركن ميشال بردويل باستشهاد ستة من أبطال الجيش اللّبنانيّ، مؤكّدًاً أنّ «الجيش، بدوره الوطنيّ والمحوريّ، ركيزة أساسيّة لبناء الدولة»، ومشدّدًا على أنّ «دماء الشهداء ستبقى أمانة في أعناقنا وعنوانًا للفداء والتضحية لبقاء الوطن».

وأقيم أمس، تشييع كل من العسكريين الشهداء في الجيش: المؤهل الأول عباس فوزي سلهب، المجند محمد علي شقير، المجند إبراهيم خليل مصطفى، المجند أحمد فادي فاضل، المجند يامن الحلاق، في بلدات: رياق – زحلة، الغبيري – بعبدا، مجدلون – بعلبك، دبعال – صور، وجه الحجر – حمص (سورية).

وشدّد البطريرك المارونيّ بشارة الراعي، وخلال الجولة الّتي أجراها على بلدات الشريط الحدوديّ الجنوبيّ برفقة السفير البابوي المونسنيور باولو بورجيا، على أنّ «مسؤوليّة تحقيق السلام تقع على عاتق المواطنين كما على عاتق المسؤولين»، مؤكّدًا أنّه «لا للحرب ونعم للسلام».

هذا ويصل وفد رسمي قطري إلى العاصمة اللبنانية بيروت يوم غد الثلاثاء، في زيارة رسميّة تشمل لقاءات مع عدد من المسؤولين اللبنانيين، أبرزها زيارة إلى وزارة الطاقة والمياه، حيث سيجري بحث سبل التعاون في ملف الكهرباء، وهو من أبرز الملفات الحيويّة التي تواجه لبنان في ظل أزمة مستمرة منذ سنوات.

كما من المقرّر أن يزور الوفد قصر بعبدا وعين التينة والسراي الحكومي، حيث سيعقد اجتماعات مع مسؤولين حكوميين للبحث في تعزيز العلاقات الثنائيّة، وسط ترقب محلي لإعلان قطري جديد يتعلق بمساعدة إضافية للجيش اللبناني، في إطار الدعم المستمرّ الذي تقدّمه الدوحة للمؤسسة العسكرية اللبنانية.

هذا ويفترض أن يعقد اجتماع أمنيّ اليوم بين مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد طوني قهوجي ونظيره السوري حسين السلامة، لبحث ترسيم الحدود بين لبنان وسورية، برعاية وحضور وزير الدفاع خالد بن سلمان وحضور الأمير يزيد بن فرحان الذي أشارت المعلومات الى انه سيزور بيروت خلال الشهر الحالي.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء