افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 19 أغسطس 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Aug 19 25|08:02AM :نشر بتاريخ
"النهار":
مع أنها كانت أقصر الزيارات وأكثرها كثافة واقتضاباً وسرعة، بدت الزيارة الرابعة للموفد الأميركي توم برّاك وإلى جانبه هذه المرة الموفدة السابقة نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الاوسط مورغان أورتاغوس التي اكتسبت "عودتها" إلى الفريق الأميركي المولج بالملف اللبناني توهّجاً ودلالات خاصة، بمثابة رفع سقف الدعم الأميركي للشرعية اللبنانية، لا سيما للرئيسين جوزف عون ونواف سلام، إلى منسوب أعلى للغاية عقب اتخاذ مجلس الوزراء قراريه المفصليين في شأن حصرية السلاح في يد الدولة وإقرار أهداف ورقة توم برّاك. لا بل يمكن الذهاب أبعد في استخلاص المناخات الخلفية التي جاءت بالثنائي برّاك – أورتاغوس إلى بيروت التي أمضيا فيها أقل من 24 ساعة كانت كافية لجولتهما على الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش وحدهم، بأن الزيارة شكّلت اختراقاً عاجلاً للتفاعلات السلبية التي حاولت إيران عبر زيارة علي لاريجاني إحداثها وعرقلة المسار الجاري منذ بدء الوساطة الأميركية. وتمثلَ هذا الاختراق في الصدقية التي منحها كلام برّاك في قصر بعبدا لما كان أعلنه رئيس الجمهورية جوزف عون قبل يوم من أن الجانب اللبناني حوّل الورقة الأميركية إلى ورقة لبنانية بعدما عدّل فيها، وتالياً أكد برّاك هذا المعطى. كما أنه محض رئيس الحكومة نواف سلام والحكومة الصدقية المماثلة، حين أكد التوازي والخطوة خطوة في التزامات الورقة خصوصاً من جانب إسرائيل بحيث برزت أجواء جديدة للدفع نحو تنفيذ الالتزامات الإسرائيلية أسوة بالالتزامات من جانب لبنان. وبدا من الواضح تماماً أن مسالة التزام المهلة الزمنية لتقديم وإقرار خطة قيادة الجيش حيال حصرية السلاح وتنفيذها قبل نهاية السنة الحالية، أحدثت الفارق الجوهري في اندفاعة الموقف الأميركي لدعم السلطة اللبنانية والجيش اللبناني بما يعتقد أنه سيترجم بإجراءات سريعة لتوفير مساعدات عسكرية مهمة ونوعية للجيش، بعدما خصص اجتماع برّاك وأورتاغوس مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل لعرض حاجات الجيش تفصيلياً بما يمكنه من الاضطلاع بمهماته الواسعة، إن عبر الحدود الجنوبية والشرقية والشمالية وإن في الداخل اللبناني. ومع أن أكثر لقاءات الوفد الأميركي اقتضاباً وتحفظاً كانت هذه المرة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، فإن البارز في الموقف الذي أعلنه برّاك من بعبدا كان في إبرازه لمسؤولية إسرائيل في تنفيذ التزاماتها الواردة في اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل الذي أعاد الروح بقوة إليه، نافياً العمل على أي اتفاق آخر. وبدا بارزاً أن كلام الموفد الأميركي استتبع بموقف إسرائيلي يصب في الخانة نفسها، إذ قال مصدر سياسي إسرائيلي لقناة "العربية" رداً على برَاك: إن "لا نية لإسرائيل للاحتفاظ بالأراضي اللبنانية وإسرائيل ستقوم بدورها عندما يتخذ لبنان خطوات فعلية. والانسحاب من النقاط الخمس سيتم بموجب آلية منسقة مع لجنة اتفاق وقف النار". كما أن معلومات تحدثت عن توجّه برّاك إلى إسرائيل بعدما غادر بيروت مع أورتاغوس بعد ظهر أمس في ظل توافر معطيات إيجابية لديه للدفع قدماً نحو إجراءات تنفيذ الالتزامات المتعلقة باتفاق وقف الأعمال العدائية.
وأبلغ الرئيس عون برّاك وأورتاغوس أنه بعد الموقف اللبناني المعلن حيال الورقة التي تم الاتفاق عليها، فإن المطلوب الآن من الأطراف الأخرى الالتزام بمضمون ورقة الإعلان المشتركة، كما أن المطلوب المزيد من الدعم للجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة دولياً لإطلاق ورشة إعادة الإعمار في المناطق التي استهدفتها الاعتداءات الإسرائيلية.
وبعدما هنأ برّاك عون والحكومة بقراراتهما الأخيرة، سئل عن الانسحاب الإسرائيلي أو إيقاف انتهاك الاتفاق، فأجاب: "هذه هي بالتحديد الخطوة المقبلة وهي تتمثل في الحاجة للمشاركة من الجهة الإسرائيلية، كما نحتاج إلى خطة اقتصادية للازدهار والترميم والتجديد لكل المناطق وليس فقط الجنوب". وقال: "عندما نتحدث عن نزع سلاح "حزب الله" فإن الهدف من وراء ذلك هو في الواقع لمصلحة الشيعة وليس ضدهم"، كما شدد على أن "هناك دائماً مقاربة الخطوة خطوة. واعتقد أن الحكومة اللبنانية قد قامت بدورها وقامت بالخطوة الأولى، والآن على إسرائيل أن تبادل ذلك بخطوة مقابلة أيضا". وقال: "عندما نتحدث عن التنفيذ، ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك أننا نبدأ مباحثات طويلة، و"حزب الله" جزء من الطائفة الشيعية ويجب أن يعلموا ما هو الخيار الأفضل من الخيار الموجود... ولكن الخطوة الكبيرة كانت بما قام به فريق رئيس الجمهورية والحكومة في إعطائنا فرصة لكي نساعد ولكي تساعد أميركا على هذا الانتقال والوصول إلى علاقة أكثر هدوءاً مع الجيران". وأعلن أن "ما نحاول أن نقوم به هو حل أو تطبيق الاتفاق الذي تم انتهاكه. ليس لدينا اتفاق جديد وليس هدفنا خلق اتفاق جديد".
وأفيد في عين التينة أن الرئيس بري "سأل الموفد الأميركي عن الالتزام الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار وانسحابها من الأراضي اللبنانية إلى الحدود المعترف بها دولياً، مؤكداً أن ذلك هو مدخل الاستقرار في لبنان وفرصة للبدء بورشة إعادة الإعمار تمهيداً لعودة الأهالي الى بلداتهم، بالإضافة إلى تأمين مقومات الدعم للجيش اللبناني".
كما أفيد في السرايا الحكومية أن رئيس الحكومة "أكد أنّ القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء إنما انطلقت من المصلحة الوطنية العليا، مشدّدًا على وجوب قيام الجانب الأميركي بمسؤوليته في الضغط على إسرائيل لوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من النقاط الخمس، والإفراج عن الأسرى". كما شدّد رئيس الحكومة على أولوية دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، مالاً وعتاداً، بما يمكّنها من أداء المهام المطلوبة منها. وأكّد، في السياق نفسه، على أهمية التجديد لقوات اليونيفيل نظرًا لدورها في ترسيخ الاستقرار ومساندة الجيش في بسط سلطة الدولة في الجنوب.
إلى ذلك، قام رئيس الحكومة نواف سلام بعد ظهر أمس بجولة في طرابلس بدأها من معرض رشيد كرامي الدولي، حيث أكد أن "هذا المعلم الوطني لم يُبنَ ليبق صرحًا صامتًا بل ليكون مساحة حية للنشاط الاقتصادي والثقاقي والاجتماعي ورافعة حقيقية للتنمية". وشدد على أن "حكومتنا وضعت طرابلس في صلب اهتماماتها وعازمون على فتح مسار جديد، وزمن الفعل قد بدأ". وقال: "مشروعنا يقوم على 4 ركائز: 1 ـ إحياء معرض رشيد كرامي الدولي. 2 ـ تشغيل مطار رينيه معوّض ليكون رافعة إقتصادية. 3 ـ تطوير المرفأ. 4 ـ تفعيل المنطقة الاقتصادية الخالصة". وأكد "أن قرار حصر السلاح في يد الدولة قد اتخذ ومن دون ذلك لا أمن ولا استقرار ومن دون أمن واستقرار لا استثمار يأتي ولا اقتصاد ينمو".
أما اللافت في هذا السياق، فهو مضي "حزب الله" في التصعيد الكلامي، وقام أمس وفد منه برئاسة نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي بزيارة ما كان يسمى "القوى والأحزاب القومية" في مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي في الروشة، وصدر على الاثر بيان باسم المجتمعين دعا الحكومة "إلى التراجع عن قرارها الفتنوي التفجيري الذي لا يهدف سوى لتطبيق الأجندة الأميركية الصهيونية"، وأكد أن "الثقة بالجيش اللبناني الوطني هي ثقة وطنية كبرى"، معتبراً أن "الجيش لا يمكن أن يقف في مواجهة شعبه بتاتا".
"الأخبار":
تحوّلت بيروت إلى مهبط للطائرات الدبلوماسية في حركة كثيفة، تعكس تصاعد المعركة السياسية ذات الامتدادات الإقليمية والدولية على الساحة اللبنانية. فبعد أيام قليلة من مغادرة أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، وصل المبعوثان الأميركيان توماس برّاك ومورغان أورتاغوس، فيما من المُقرّر أن يتبعهما الموفد السعودي يزيد بن فرحان. وتعتقد الأوساط المواكبة أن البلاد دخلت مرحلة شديدة التوتر، إذ تمثّل هذه الزيارات تتويجاً لتشنّج متصاعد بين إيران والولايات المتحدة.
وواصلت واشنطن تفعيل دبلوماسية الضغوط على الجبهة اللبنانية، مُطالِبة المعنيين باستكمال الخطوات اللازمة لسحب سلاح المقاومة. في هذا الإطار، أتت زيارة برّاك، أولاً لـ«تهنئة» السلطة على اتخاذ خطوة «مهمة»، ولإبلاغها بأن متابعة الملف ستعود إلى عهدة مورغان أورتاغوس. ورغم أن شكل الزيارة بدا «تشجيعياً» لأركان السلطة الممتثلين للأوامر، فإن جوهرها كان مرتبطاً بتطورات عدة تلت مصادقة الحكومة اللبنانية على الورقة الأميركية، أهمّها زيارة لاريجاني.
ولم تطل جولة برّاك وأورتاغوس، إذ غادرا فور انتهاء اللقاءات إلى كيان العدو للحصول على ردّ المسؤولين هناك على المذكّرة، خصوصاً أن تنصّل إسرائيل منها يمنح لبنان مبرّراً لتعليق تنفيذ القرار الحكومي.
وهو ما عبّر عنه نائب رئيس الحكومة طارق متري في مقابلة مع قناة «العربي» القطرية بالقول إن «لبنان في حلّ من الالتزام بالورقة الأميركية إذا لم تلتزم إسرائيل»، مشيراً إلى أن «لبنان لم يتلقّ ضمانات حتى اليوم، وهذه الضمانات المُقرّة شرط أساسي لتنفيذ الورقة». وأكّد أن «لبنان وحزب الله ملتزمان بوقف الأعمال العدائية عكس إسرائيل»، وأن «مجلس الوزراء منح الجيش اللبناني مهلة ولم يفرض عليه جدولاً زمنياً»، مشدّداً على أن الالتزام الإسرائيلي بوقف الأعمال العدائية ينبغي أن يسبق أي خطوة لحصر السلاح بيد الدولة.
مفاعيل خطاب قاسم
وقالت مصادر مطّلعة إن الخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، والذي وُصف بأنه الأعلى سقفاً والأخطر منذ انتهاء الحرب، أفضى إلى أثر أوّلي واضح، إذ «أربك أهل الحكم وصدم بعضهم، خصوصاً من لم يكن يعتقد أن حزب الله قادر على المضي بعيداً في الدفاع عن سلاحه». وهو ما جعل خطاب قاسم حاضراً خلال لقاءات برّاك مع الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش رودولف هيكل.
واستناداً إلى ما تسرّب عن هذه اللقاءات، بدا الموقف اللبناني «شبه موحّد»، مؤكداً على «ضرورة أن تضمن واشنطن أن تترافق أي خطوة يقوم بها لبنان مع خطوة إسرائيلية مقابلة». وكشفت مصادر مطّلعة أن الرئيس جوزيف عون تناول خلال اجتماعه مع برّاك وأورتاغوس ثلاث نقاط أساسية:
أولاً، أكّد أن لبنان قام بالخطوة الأولى المتوجّبة عليه، واتّخذ قرار حصر السلاح ضمن مهلة زمنية محدّدة، موكّلاً الجيش اللبناني بوضع آلية تنفيذية لقرار الحكومة، وبالتالي على الولايات المتحدة الحصول على موافقة دمشق وتل أبيب على مضمون المذكّرة، إذ لا يمكن للبنان الانتقال إلى المرحلة التنفيذية من دون خطوات مقابلة.
ثانياً، شدّد عون على ضرورة دعم الجيش اللبناني الذي يفتقر للقدرات والوسائل اللازمة ولا يستطيع تنفيذ المهمة بمفرده، مشيراً إلى أن لبنان ينتظر هذا الدعم مع شرح الوضع الأمني الحساس والفراغات التي قد تنتج إذا تفرّغ الجيش لمعالجة ملف السلاح بمفرده.
ثالثاً، دعا عون إلى وضع الأسس اللازمة لإطلاق مشروع الدعم المالي والاقتصادي للبنان.
وفي السراي الحكومي، شدّد رئيس الحكومة أمام برّاك على وجوب قيام الجانب الأميركي بمسؤولياته، عبر الضغط على إسرائيل لوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من النقاط المحتلة، والإفراج عن الأسرى. كما أكّد على أولوية دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، مالاً وعتاداً، بما يتيح لها أداء المهام المطلوبة. وأشار في السياق نفسه إلى أهمية تجديد ولاية قوات اليونيفل، نظراً إلى دورها في ترسيخ الاستقرار ومساندة الجيش في بسط سلطة الدولة في الجنوب.
مواقف عون وسلام التي بدت منسّقة، عكست خشية من ارتدادات قرار الحكومة على المستويين السياسي والشعبي. وقال مصدر رسمي لـ«الأخبار» إن «عون تهيّب الموقف الشيعي الموحّد، وصُدم بالسقف المرتفع للشيخ قاسم، كما كان يظن أن الرئيس نبيه بري متمايز عن الحزب في بعض النقاط، لكنه اكتشف العكس تماماً، إضافة إلى حجم الانزعاج في عين التينة من الانقلاب الذي حصل، وهو ما أبلغه بري إلى مستشار عون أندريه رحال الأسبوع الماضي».
وبحسب المصدر نفسه، «فوجئ عون وسلام بسقف حزب الله، إذ كانا يظنّان أن الحزب سيصمت عن القرار ويضطر إلى التراجع والتنازل، خصوصاً مع التهديدات التي تصل إليه بأن الإسرائيليين سيتكفّلون بما لا تستطيع الدولة اللبنانية القيام به، لكنهما فوجئا بأنه مستعدّ للذهاب إلى أبعد مما كانا يتوقّعان في الدفاع عن السلاح».
واللافت ما نقله سياسي لبناني على تواصل مع السفارة الأميركية في بيروت، بأنّ المبعوث الأميركي وجد حلفاءه في لبنان في حالة قلق كبيرة نتيجة مواقف الشيخ قاسم، وهو ما دفعه إلى سؤال قائد الجيش اللبناني عن تقديراته للإجراءات التي قد تتخذها المؤسسة العسكرية، فكان ردّ العماد هيكل أنّ الجيش ينتظر تفاصيل من الحكومة قبل القيام بأيّ خطوة، ولا يريد أن يقوم بأيّ إجراء قد يضر بالسلم الأهلي في لبنان، وهو ما اعتُبر جواباً دبلوماسياً على الطلب الأميركي غير المباشر، بإعلان التزام الجيش بتنفيذ كل ما يصدر عن الحكومة حرفياً.
وزاد في إحراج السلطة اللبنانية، سلوك إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين، سواء من حيث المواقف السياسية الرافضة لأي تنازل في لبنان، أو من حيث الخطوات العملية على الأرض. فقد تبيّن أنّ إسرائيل، منذ صدور قرار الحكومة، قامت بتحصين إحدى نقاط الاحتلال في أطراف بلدة العديسة، ووسّعت نقطة حراسة على تخوم كفركلا، فيما كان الجواب الإسرائيلي على خطوة الحكومة جولةً لرئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير في الجنوب، إلى جانب تصاعد الاستهدافات.
برّاك لا يحمل أيّ جديد
وجزم المصدر بأن «برّاك لم يحمل جديداً معه»، وأن «اجتماعه في عين التينة لم يكن مختلفاً»، مع العلم أن موقف بري منذ البداية يؤكد على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها وإيقاف الأعمال العدائية قبل أي حديث عن سحب السلاح. وكرّر بري ما قاله لقناة «العربية» قبل يوم من لقائه برّاك، موجّهاً له عتباً بأن «اتفاقاً حصل معكم في زيارتكم الأخيرة إلى بيروت، فلماذا لم يتمّ الالتزام به ووصلنا إلى ما وصلنا إليه؟».
كما سأل بري الموفد الأميركي عن الالتزام الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية إلى الحدود المُعترف بها دولياً، مؤكداً أن ذلك هو مدخل الاستقرار في لبنان، وفرصة للبدء بورشة إعادة الإعمار تمهيداً لعودة الأهالي إلى بلداتهم، بالإضافة إلى تأمين مقوّمات الدعم للجيش اللبناني.
وقالت المصادر إن الموقف الموحّد الذي سمعه المبعوث الأميركي اضطره إلى القول إن «المطلوب الآن التزام الأطراف الأخرى بمضمون ورقة الإعلان المشتركة ومزيد من دعم الجيش»، وإن «الخطوة المقبلة ستحتاج إلى مشاركة إسرائيلية وإلى خطة لإعادة إعمار كل المناطق، لا الجنوب فقط»، لافتاً إلى أن «الولايات المتحدة لم تقدّم أي اقتراح لإسرائيل بشأن نزع سلاح حزب الله»، علماً أن كلام برّاك لم يخلُ من الخداع والتحايل، فهو عادَ وأكّد أن «موضوع السلاح شأن لبناني»، أي إنه غير مربوط بأي خطوة خارجية ولا بشروط، وعلمت «الأخبار» أن «حديثه الذي توجّه به إلى الشيعة جاء بناءً على طلب من الرئيس عون، بسبب التوتر الناجم عن شعور لدى هذا المكوّن بوجود مشروع يستهدفه».
"الجمهورية":
حطّ الموفد الأميركي توم برّاك ومعه سلفته مورغان أورتاغوس في بيروت، في زيارة تقرّرت بعد قراري الحكومة بسحب سلاح "حزب الله" والموافقة على أهداف الورقة الأميركيّة التي يبدو أنّها بدأت تقارب على أنّها نافذة، برغم الخلاف الداخلي عليها، وأنّ الموافقة على أهدافها تعني تلقائياً الموافقة عليها بكلّ مندرجاتها، وبالتالي لم تعد ثمة حاجة لجلسات لمجلس الوزراء حولها.
زيارة برّاك هذه، التي ستتبعها زيارة تالية أواخر الشهر الجاري، تأتي على مسافة 12 يوماً من انتهاء المهلة الممنوحة للجيش اللبناني لإعداد خطة سحب سلاح "حزب الله"، وهو الأمر الذي تشوبه تعقيدات، وتتجاذبه من جهة حماسة غير مسبوقة لسحب السلاح، ومن جهة نبرة اعتراض ورفض غير مسبوقة لتسليم السلاح، عبّر عنها "حزب الله" على مختلف مستوياته، حتى ولو أدّى هذا الرفض إلى الإخلال بالسلم الأهلي. كما تأتي هذه الزيارة على المسافة نفسها من التجديد المنتظر من مجلس الأمن الدولي لمهمّة قوات "اليونيفيل" في الجنوب، والذي يخضع لمشاورات وتجاذبات بين الدول حول دور ومهمّة القوات الدولية، وسط حديث متعاظم في أوساط مجلس الأمن عن رغبة واشنطن في إنهاء دورها، يمهَّد لها بتقليص عديدها بصورة تدريجية ومسؤولة، وبالحدّ من الإنفاق عليها "الذي لم يعد مجدياً أو فعّالاً".
لا تغيير
خلاصة زيارة برّاك، على ما تكشف لـ"الجمهورية" مصادر مطلعة على المحادثات التي أجراها مع الرؤساء الثلاثة جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام، أنّ جوهرها هو المجاملة والكلام الجميل. حيث وصف برّاك رئيس المجلس النيابي نبيه بري بـ"شخصية حاذقة له تاريخ مذهل"، والإشادة والثناء على الحكومة وقراراتها، والتعبير عن "اغتباط" واشنطن بما قرّرته الحكومة اللبنانية، وتأكيد دعمها إلى أبعد الحدود وتشجيعها على المضي سريعاً في اتباع الآليات التنفيذيه لما قرّرته، كمعبر إلزامي للوصول بلبنان إلى ما تصفه واشنطن بالازدهار الموعود".
وبحسب المصادر عينها، فإنّ "برّاك استمع إلى تأكيدات كبار المسؤولين على ما يفيد بأنّ لبنان قام بما هو مطلوب منه، والتزم بخارطة الطريق المحدّدة في الورقة الأميركية، وبالتالي فإنّه يعوّل على دعم الولايات المتحدة الأميركية بما لها من نفوذ على إسرائيل، لإلزامها بمندرجات ورقة برّاك. وإزاء ذلك، بدا انّه متجاوب ولكن من دون أن يُلزم نفسه بكلام مباشر أو بأي تطمينات او ضمانات حول هذا الأمر، ما خلا كلام عام عبّر عنه على شاكلة انّ الخطوة الإيجابية التي أقدم عليها لبنان ينبغي أن تُقابل بخطوة مماثلة من قبل إسرائيل".
ولفتت المصادر إلى أنّ برّاك في محادثاته، كرّر بصورة صريحة التأكيد على انّ بلاده لا ترغب في انحدار الوضع في لبنان إلى حال من عدم الاستقرار، وتجنّب ما يمكن أن يُفسّر على انّه تهديد أو تحذير حول أي أمر او لأي طرف، بل اعتمد نقاشاً هادئاً، يصحّ وصفه بالترغيب، ولكن مع إبقاء كرة اغتنام الفرصة التي توفّرها ورقة الحل الأميركي بيد اللبنانيين، باعتبارها تؤسس لمستقبل زاهر لن يطول الوقت حتى تبدأ ارتداداته الإيجابية بالظهور، بما يفتح المسار واسعاً على ازدهار لبنان الموعود، وخصوصاً في منطقة الجنوب، وهو الخيار الذي ينبغي على اللبنانيين أن يسلكوه وفق مندرجات الورقة، ويحاذروا الإنحراف نحو مسار معاكس وما قد ينتج منه من آثار وسلبيات ليست في مصلحة لبنان واستقراره".
وفي السياق، قالت مصادر سياسية مسؤولة لـ"الجمهورية": "إنّ حديث برّاك عن أنّ المطلوب هو خطوة إسرائيلية مقابلة للخطوة اللبنانية ينطوي على تطوّر ايجابي ينبغي التوقف عنده ملياً، اولاً لأنّ هذا الحديث يشكّل تعديلاً في خطاب برّاك الذي سبق وأعلن أننا لا نستطيع أن نلزم إسرائيل بشيء، وثانياً، وهنا الأساس، لأنّه يلقي الكرة في الملعب الإسرائيلي لمقابلة الإيجابية اللبنانية بإيجابية مثلها".
ردّ إسرائيلي سريع
واللافت في هذا السياق، الردّ الإسرائيلي السريع على ما قاله برّاك حول انّ المطلوب خطوة إسرائيلية مقابل خطوة لبنان. حيث نقلت قناة "الحدث" عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله "إنّ إسرائيل ستقوم بدورها عندما يتخذ لبنان خطوات فعلية"، مشيراً إلى أنّ لا نية لإسرائيل بالاحتفاظ بالأراضي اللبنانية، وقال: "إنّ الانسحاب من النقاط الخمس على الحدود مع لبنان سيتمّ بموجب آلية منسقة مع لجنة اتفاق وقف اطلاق النار".
العقدتان موجودتان
وإذا كانت الورقة الأميركية قد باتت سارية المفعول من وجهة نظر الحكومة والأميركيين، فإنّها ما زالت تشكّل عنصر اشتباك حولها مع معارضيها على جبهة الثنائي الشيعي، اللذين يعتبرانها "أسوأ من اتفاق 17 أيار". والكلام هنا لمسؤول كبير في هذا الجانب الذي قال لـ"الجمهورية": "إنّ مشروعاً من هذا النوع لا يمكن ان تُكتب له الحياة مهما تحلّق حوله الداعمون".
ولفت المسؤول عينه إلى انّ "الورقة الأميركية مهما أُغرقت بالمديح والثناء عليها، فهي أمر معقّد يفتقد إلى الميثاقية والإجماع عليه". وسأل: "هل ثمة من يضمن من الأميركيين وغير الأميركيين أن تتجاوب إسرائيل؟"، وقال: "مصير الورقة الأميركية بمعزل عن تأييدها او الاعتراض عليها في الداخل اللبناني يحدّده قرار إسرائيل بشأنها، وهو قرار معلوم سلفاً. فقبل كل شيء يجب أن يعلم الجميع، وخصوصاً الغافلون والمتسرّعون في القرارات، أنّ اسرائيل تريد أن تأخذ ولا تريد أن تعطي، تريد امراً واحداً هو تجريد "حزب الله" من سلاحه، ولا تعنيها ورقة أميركية او غير اميركية، فلقد سبق لها وأعلنت على لسان مستوياتها السياسية والعسكرية انّها ستستمر في عدوانها ولن تنسحب من النقاط الخمس، ثم يجب أن يلاحظ هؤلاء جميعاً وكذلك اصحاب الورقة، انّ اسرائيل تريد ترسيخ احتلالها، فالنقاط التي تحتلها، كانت 5 نقاط وصارت رغم وجود الورقة 6 او 7 نقاط، وربما تصبح اكثر، فما الذي يضمن الّا يحصل ذلك؟".
والأمر نفسه، يضيف المسؤول الكبير، "متعلّق بسحب السلاح والذي هو أكثر تعقيداً، وخصوصاً انّ جميع المعنيين بهذا الأمر، ومن ضمنهم برّاك وشركاؤه، يعلمون علم اليقين انّه صعب التحقيق. ولكن ما يثير القلق في هذا المجال هو العزف المتواصل على وتر انّ مهمّة نزع سلاح الحزب بيد اللبنانيين، فما الذي يقصدونه من ذلك، وإلى أين يريدون أن يدفعوا باللبنانيين".
اللقاءات
على مدى نهار أمس، أجرى برّاك برفقة اورتاغوس سلسلة لقاءات مع الرؤساء الثلاثة وقائد الجيش العماد رودولف هيكل. وخلص في نهايتها إلى التأكيد على "أننا نتحرّك في الاتجاه الصحيح"، فيما اكّد رئيس الجمهورية للموفد الأميركي انّه "بعد الموقف اللبناني المعلن حيال الورقة التي تمّ الاتفاق عليها، فإنّ المطلوب الآن من الأطراف الأخرى الالتزام بمضمون ورقة الإعلان المشتركة، كما انّ المطلوب المزيد من الدعم للجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة دولياً لإطلاق ورشة إعادة الإعمار في المناطق التي استهدفتها الاعتداءات الإسرائيلية". واما رئيس المجلس، فسأل الموفد الأميركي "عن الإلتزام الإسرائيلي بإتفاق وقف إطلاق النار والإنسحاب من الأراضي اللبنانية إلى الحدود المعترف بها دولياً"، مؤكّداً أنّ "ذلك هو مدخل الإستقرار في لبنان وفرصة للبدء بورشة إعادة الإعمار تمهيداً لعودة الأهالي الى بلداتهم، بالإضافة إلى تأمين مقومات الدعم للجيش اللبناني". فيما اكّد رئيس الحكومة "أنّ القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء إنما انطلقت من المصلحة الوطنية العليا"، مشدّدًا على وجوب قيام الجانب الأميركي بمسؤوليته في الضغط على إسرائيل لوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من النقاط الخمس، والإفراج عن الأسرى. كما شدّد رئيس الحكومة على أولوية دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، مالاً وعتاداً، بما يمكّنها من أداء المهام المطلوبة منها.
برّاك
بعد لقائه الرئيس عون، قال برّاك للصحافيين، إنّه هنأ رئيس الجمهورية وفريقه "على الخطوات الكبيرة التي تحققت إلى الأمام". وقال: "أعرف انّ الكثير منكم يشعرون بالأمل، كذلك نحن نشعر بالأمل. وما حصل في ما يتعلق بمجلس الوزراء والوزراء والأشخاص، محاولة للعودة إلى المكان الذي نعرف فيه الازدهار والسلام اصبح قريباً. ولدينا امور أخرى يجب وضعها سوياً، وأعتقد أننا في الأسابيع المقبلة سنرى تقدّماً في نواحٍ عديدة. التقدّم هو حياة أفضل للجميع، للشعب وللجيران، وعلى الأقل بداية خارطة طريق لنوع مختلف من الحوار مع جميع جيراننا".
وسُئل عمّا بعد القرار اللبناني فقال: "الخطوة المقبلة تتمثل في الحاجة للمشاركة من الجهة الإسرائيلية، كما نحتاج إلى خطة اقتصادية للازدهار والترميم والتجديد لكل المناطق وليس فقط الجنوب. عندما نتحدث عن إسرائيل الأمر بسيط، وعندما نتحدث عن نزع سلاح "حزب الله" فإنّ الهدف من وراء ذلك هو في الواقع لمصلحة الشيعة وليس ضدّهم. إنّ ما كان مربكاً في الإعلام وفي المناقشات والمباحثات هو فكرة وجود قساوة بشكل ما. الفكرة هي انّ الشيعة هم لبنانيون، وهذا قرار لبناني يستلزم تعاوناً من جهة إسرائيل".
ورداً على سؤال آخر قال: "نعم هناك دائماً مقاربة الخطوة خطوة. وأعتقد انّ الحكومة اللبنانية قد قامت بدورها وقامت بالخطوة الأولى، والآن على إسرائيل أن تبادل ذلك بخطوة مقابلة أيضاً".
وعمّا إذا كان "حزب الله" ضدّ هذا القرار قال: "سيكونون قد فَقَدوا فرصة"، لافتاً إلى انّه "لا توجد أي تهديدات، لا أحد يفكر بالتهديد بل بالعكس. في هذه المرحلة من الوقت الجميع متعاون. فيما التعامل مع "حزب الله" وكما قلنا دوماً، هو عملية لبنانية".
"اليونيفيل"
من جهة ثانية، وعشية التمديد لقوات "اليونيفيل" آخر الشهر الجاري، تتسارع المشاورات حول دور ومهمّة هذه القوات، والبارز فيها الدفع الأميركي إلى إنهاء مهمّتها. ويبرز في هذا السياق ما ذكرته وكالة "أسوشيتد برس" حول أنّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وقّع في وقت مبكر من الأسبوع الماضي على خطة تقضي بإنهاء عمل قوات الأمم المتحدة في جنوب لبنان (اليونيفيل) خلال 6 أشهر، وذلك بعد خفض كبير في مساهمة الولايات المتحدة بتمويل القوة. وجاء ذلك وفقًا لمسؤولين في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومساعدين في الكونغرس مطلعين على النقاشات.
وبحسب الوكالة، فإنّ إدارة الرئيس دونالد ترامب ترى أنّ "اليونيفيل" بعثة غير فعّالة وتشكّل هدرًا للإنفاق، معتبرة أنّها تؤخّر الهدف المتمثل في تقليص نفوذ "حزب الله" وتسليم الجيش اللبناني السيطرة الكاملة على الجنوب.
في المقابل، أشارت "أسوشيتد برس" إلى أنّ الموقف الأوروبي جاء معارضًا للتوجّه الأميركي، خصوصًا من جانب فرنسا وإيطاليا، اللتين حذّرتا من أنّ إنهاء مهمّة "اليونيفيل" قبل الأوان قد يخلق فراغًا أمنيًا يمكن أن يستفيد منه "حزب الله"، وضغطتا من أجل تمديد التفويض لعام إضافي قبل البحث في جدول زمني للانسحاب.
"الديار":
لم يحمل الموفد الاميركي توم باراك المعزز برفقة مورغان اورتاغوس في زيارته للبنان امس اي جديد بخصوص الموقف الاسرائيلي او السوري من الورقة الاميركية، لكنه وعد بان يزور تل ابيب ويبحث مع المسؤولين الاسرائيليين في ما يمكن ان يحصل عليه من موقف او خطوة اسرائيلية بعد خطوة لبنان وقرار الحكومة اللبنانية في جلستي 5 و7 آب.
باراك المرشد!
وحرص باراك هذه المرة على ابراز ما وصفه بالدور الارشادي في المهمة الموكل بها، مثنيا على الموقف اللبناني الاخير، ومشيرا في هذا المجال الى «ان التعامل مع حزب الله هو اجراء لبناني بحت، ودورنا كان ارشاديا».
مصدر لـ«الديار»: الاجواء مرهونة بالنتائج
وعلى الرغم من الاجواء التفاؤلية التي عكستها تصريحات باراك وكلامه مع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة، قال مصدر مطلع لـ«الديار»: «ان اجواء زيارة الموفد الاميركي ولقاءاته مع الرؤساء الثلاثة مرهونة بالنتائج، ومن السابق لاوانه الحديث عن ايجابيات ملموسة بانتظار ما ستسفر عنه زيارته لتل ابيب، وما سيكون عليه الموقف الاسرائيلي».
الموفد الاميركي: لبنان قدم اكثر من المطلوب
واشار المصدر الى «ان باراك حرص على التنويه بموقف لبنان وقرارات الحكومة الاخيرة، معتبرا ان لبنان قدم اكثر مما كان مطلوبا منه، وواعدا بالسعي لدى المسؤولين الاسرائيلين من اجل مقابلة الخطوة اللبنانية بخطوة اسرائيلية موازية».
ولم يتطرق باراك الى الشق المتعلق بسوريا في الورقة الاميركية، لكنه اشار الى انه مهتم بهذا الموضوع ايضا.
وعد بالسعي في مبدأ الخطوة بخطوة؟
وقالت مصادر مطلعة لـ«الديار» ان الموفد الاميركي وعد الرؤساء الثلاثة بالسعي لدى اسرائيل في السير بمبدأ الخطوة بخطوة، لكنه المح في الوقت نفسه الى انه لا يستطيع ان يؤكد او يضمن هذا الامر لانه مرهون بالموقف الاسرائيلي.
واضافت المصادر ان الجديد في زيارة باراك امس هو انه للمرة الاولى يتحدث عن عزمه على مناقشة هذا الموضوع مع المسؤولين الاسرائيليين وسعيه لاقناعهم بهذا التوجه.
ولفتت المصادر ايضا الى تقاطع الرؤساء الثلاثة على موقف موحد بشأن المطالبة بالتزام اسرائيل بوقف اعتداءاتها، والانسحاب من النقاط التي تحتلها، واستعادة الاسرى، والالتزام باعادة الاعمار، ودعم الجيش اللبناني.
اجواء لقاء عون وباراك
وعلمت «الديار» ان باراك استهل حديثه مع الرئيس جوزاف عون بالاشادة وتهنئة لبنان على موقفه وقرارات مجلس الوزراء في جلستي 5 و7 آب، معتبرا «ان هذه الخطوة مهمة ومشجعة على السير في الاتجاه الصحيح».
ورد الرئيس عون بالقول «نحن عملنا اللي علينا واتخذنا قرارنا في مجلس الوزراء، وطلبنا من الجيش اللبناني اعداد تقرير وخطة حصر السلاح بيد الدولة، ونحن نتابع هذا الموضوع ونسعى للتفاهم مع سائر الاطراف في هذا المجال. وقد جاء الوقت ليقوم الاخرون اسرائيل وسوريا بما عليهم».
وشدد على وجوب وقف الاعتداءات الاسرائيلية وقتل المواطنين اللبنانيين، واستعادة الاسرى، مؤكدا على مبدأ الخطوة بخطوة لانه اذا استمرت الاعمال العدائية سيبقى الوضع متوترا ومتشنجا.
ووعد باراك الرئيس عون بانه سيعرض الموقف اللبناني على المسؤولين الاسرائيلين وسيسعى لملاقاة هذه الخطوة بخطوة اسرائيلية موازية، لكنه المح الى انه في التعاطي مع «اسرائيل» لا يستطيع ان يؤكد على اعطاء وعد مسبق بخطوة اسرائيلية محددة.
باراك وعد بالعودة الى لبنان قريبا
وعلمت «الديار» من مصادر مطلعة ان باراك ابلغ الرؤساء الثلاثة ان سيعود واورتاغوس الى لبنان قريبا لكنه لم يحدد موعد العودة. وتوقعت المصادر ان تكون في نهاية الشهر الجاري او اول الشهر المقبل.
تصريح باراك
وعكست تصريحات باراك خلال جولته على الرؤساء الثلاثة عبارات مشجعة واجواء ايجابية، لكنها لم تحمل اية تطمينات جدية وملموسة بشأن الموقف الاسرائيلي ومبادلة الخطوة اللبنانية بخطوة موازية، لا سيما عندما اشار الى انه لم يقدم لـ«اسرائيل» اي اقتراح بشأن نزع سلاح حزب الله.
وقال بعد لقائه الرئيس عون ان بلاده تشعر بالامل، مشيرا الى ان الاسابيع المقبلة «قد تشهد تقدما ملموسا ينعكس على حياة افضل للشعب اللبناني وللجيران».
وقال «ان الحكومة اللبنانية اتخذت الخطوة الاولى، والان على اسرائيل ان تتماشى مع ذلك».
واضاف «بعد خطوة لبنان هناك خطوة منتظرة من اسرائيل، وعلى الجميع ان يتعاون بعيدا عن العدائية والمواجهة».
واكد «ان اميركا لا تحمل اي تهديد بشأن نزع سلاح حزب الله، وهناك تعاون من الجميع». وقال «ان حزب الله لا يمكن ان يأخذ شيئا دون تقديم مقابل «، مشيرا الى «ان الجيش اللبناني سيكون الضامن الامني لمسألة نزع سلاح حزب الله».
وكرر القول ان بلاده «لا تعمل على تخويف احد، فالنتائج الايجابية تشمل حزب الله ولبنان وإسرائيل معا، وترتكز على الازدهار المستقبلي وليس الترهيب».
وحول رفض حزب الله تسليم سلاحه شدد باراك على انه «لا تفكير بتوجيه اي تهديدات، فالتعامل مع حزب الله هو اجراء لبناني بحت، ودورنا كان ارشاديا».
وجدد القول «ان قرار نزع سلاح حزب الله يخص الدولة اللبنانية وحدها»، مضيفا «ان نزع السلاح يخدم الطائفة الشيعية لانها طائفة لبنانية، والنتائج ستشمل لبنان كله».
وفي عين التينة حرص باراك على الاشادة بالرئيس بري ووصفه بانه «شخصية حاذقة ولديه تاريخ مذهل»، وقال «نحن نتحرك بالاتجاه الصحيح».
موقف الرؤساء الثلاثة
وتقاطعت مواقف الرؤساء الثلاثة على المطالبة بالتزام «اسرائيل» بوقف اعتداءاتها، والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة، واستعادة الاسرى، واعادة الاعمار، ودعم الجيش اللبناني.
وخلال لقائه مع باراك والوفد الاميركي اكد الرئيس عون «ان المطلوب الاطراف الاخرى بمضمون ورقة الاعلان المشتركة، ومزيد من دعم الجيش اللبناني، وتسريع الخطوات المطلوبة دوليا لاطلاق ورشة اعادة الاعمار في المناطق التي استهدفتها الاعتداءات الاسرائيلية».
وشدد الرئيس بري على «ان التزام اسرائيل باتفاق وقف النار وانسحابها من الاراضي اللبنانية الى الحدود المعترف بها دوليا هو مدخل الاستقرار في لبنان، وفرصة للبدء بورشة اعادة الاعمار تمهيدا لعودة الاهالي الى بلداتهم، بالاضافة الى دعم الجيش اللبناني».
وشدد الرئيس سلام على «وجوب قيام الجانب الاميركي بمسؤوليته في الضغط على اسرائيل لوقف الاعمال العدائية والانسحاب من النقاط الخمس والافراج عن الاسرى».
واكد على اولوية دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، مشددا ايضا على اهمية التجديد لقوات اليونيفيل في الجنوب.
ودعا الى اعلان التزام دولي واضح بعقد مؤتمر لدعم اعادة الاعمار والتعافي الاقتصادي في لبنان.
اميركا تسعى لتقليص مدة ولاية اليونيفيل؟
من جهة ثانية تناولت زيارة باراك امس ايضا موضوع التمديد لقوات اليونيفيل في الجنوب الذي تتولى اورتاغوس متابعته بشكل مباشر في ظل الحديث المتنامي عن رغبة الولايات المتحدة في تقليص عدد هذه القوات واختصار مدة ولايتها تمهيدا لانهاء مهمتها.
وعزز هذه الاجواء والمعلومات ما ذكرته وكالة الاسوشيتد برس بان وزير الخارجية الاميركية ماركو روبيو وقع في وقت مبكر من الاسبوع الماضي على خطة تقضي بانهاء عمل القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان اليونيفيل خلال ستة اشهر، وذلك بعد خفض كبير في مساهمة الولايات المتحدة في تمويل القوة.
وبحسب الوكالة ترى ادارة الرئيس ترامب ان اليونيفيل بعثة غير فعالة، وتشكل هدرا للانفاق، معتبرة انها تؤخر المتمثل في تقليص نفوذ حزب الله وتسليم الجيش اللبناني السيطرة الكاملة على الجنوب.
وفي المقابل اشارت الوكالة الى ان الموقف الاوروبي معارض للتوجه الاميركي خصوصا فرنسا وايطاليا اللتين حذرتا من ان انهاء مهمة اليونيفيل قبل الاوان قد يخلق فراغا امنيا يمكن ان يستفيد منه حزب الله، وتضغطان من اجل التمديد لهذه القوات لعام اضافي قبل البحث في جدول ترتيب الانسحاب.
موقف حزب الله
وامس قالت مصادر مطلعة لـ«الديار»: «ان موقف حزب الله حول كل ما يجري واضح ومعلن، وانه اكد على لسان امينه العام على وقف العدوان الاسرائيلي بكل اشكاله، والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة، وتحرير الاسرى، واعادة اعمار ما هدمه العدو قبل بحث اي شيء اخر».
واضافت ان الحزب مستعد للنقاش في استراتيجية للامن الوطني وللدفاع عن لبنان، ويعتبر ان ما اقدمت عليه الحكومة هو خضوع للاملاءات الاميركية.
وعكس هذا الموقف امس كلام للنائب حسين الحاج حسن الذي قال «ان الحكومة في 5 و7 آب قفزت فوق خطاب القسم وفوق بيانها الوزراي، وذهبت الى تنفيذ املاءات باراك الذي هدد بالحرب الاهلية».
واضاف «ان التهديدات الاسرائيلية باقية والتهديدات التكفيرية باقية وكذلك التهديدات التي جاءت على لسان باراك حين هدد بضم لبنان الى سوريا، ومن المنطقي ان يتفق اللبنانيون على كيفية مواجهتها قبل البحث في اي موضوع آخر».
لاريجاني: لا نتدخل بالشؤون الداخلية للبنان
وسبق زيارة باراك تصريح للامين العام للمجلس الاعلى للامن القومي الايراني علي لاريجاني قال فيه «ان تعليقنا على الوضع في لبنان والمقاومة لا يعني التدخل في الشؤون الداخلية للبنان».
واضاف «نحن لا ننوي التدخل في الشؤون الداخلية للبنان، لكننا في جميع الظروف نقف الى جانبهم والقرار بيد الشعب اللبناني».
واوضح «نقول دعوا الشعوب تمتلك سيادتها، واجبنا هو ان نكون الى جانب اخواننا ونساعدهم، ولكننا لا نأمرهم».
"نداء الوطن":
تلقى لبنان أمس دعم الإدارة الأميركية على خلفية قرار الحكومة حصرية السلاح والذهاب إلى تنفيذ القرار عبر خطة تعدها قيادة الجيش لعرضها على مجلس الوزراء في نهاية الشهر الجاري. ووصف الموفد الأميركي السفير توم براك بعد محادثات مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في حضور نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس والسفيرة الأميركية ليزا جونسون، قرار الحكومة في 5 و7 آب الجاري بـ"الإنجاز ". وقال: "أعتقد أننا في الأسابيع المقبلة سنرى تقدمًا في نواحٍ عدة".
لقاء بعبدا "مريح"
وعلمت "نداء الوطن" أن جو لقاء بعبدا أمس، "كان هذه المرة أفضل من المرات السابقة، وكان حديث برّاك مع الرئيس عون مريحًا وهناك الكثير من التفهم للموقف اللبناني. وقد بدأ اللقاء بتهنئة برّاك الرئيس عون على إنجاز الحكومة قرار حصر السلاح. وأكد برّاك أن هذا الأمر يدل على وجود رجال دولة".
بعدها أشار الرئيس عون إلى "أن لبنان فعل ما يتوجب عليه كمرحلة أولى ويبقى لاستمرار هذا المسار معرفة رأي الطرفَين الآخرَين المعنيين بالاتفاق، أي سوريا وإسرائيل، ويجب على إسرائيل التجاوب والقيام بخطوة إلى الأمام لتأمين تطبيق بنود الورقة ولو تدريجيًا". وأكد الرئيس عون "العمل على تطبيق وقف إطلاق النار وعودة الهدوء إلى المنطقة، بينما إسرائيل تستمر باعتداءاتها وغاراتها وهذا لا يساعد على التقدم". فأبدى برّاك رغبة واستعدادًا بمتابعة الموضوع مع إسرائيل لأنه عندما قابل رئيس الجمهورية لم يكن لديه جواب تل أبيب. وأشار إلى أنه ذاهب إلى إسرائيل وسيبلغ لبنان بالجواب الإسرائيلي.
أما بالنسبة إلى "اليونيفيل"، فقد أوضح عون في سياق الحديث سبب تمسك لبنان بـ "اليونيفيل" من دون تغيير في المهام والعدد فقال إن "الجيش سيستكمل انتشاره في الجنوب ووجود "اليونيفيل" ضروري إلى جانبه، كما أن وجود قوات من دول متعددة الجنسيات تمنح رعاية دولية للقرار 1701 الذي يريده لبنان والعالم، كذلك هناك حاجة إنسانية لـ "اليونيفيل" في الجنوب بعد تدمير الحرب المنشآت الصحية والمراكز الاجتماعية، وبالتالي ستتابع أورتاغوس الموضوع".
الخارجية الأميركية وموقف برّاك
في السياق نفسه، شرحت مصادر مقربة من الخارجية الأميركية لـ "نداء الوطن" أن ما أشار إليه براك بالنسبة إلى خطوة إسرائيل التي تلاقي الخطوة اللبنانية بتنفيذ خطط نزع سلاح "حزب الله"، لن تحصل إلا بعد خطوات ملموسة في عملية استعادة سيطرة الدولة على أسلحتها. وأشارت المصادر إلى أن واشنطن تعرف تمامًا أن لبنان يقف عند مفترق طرق حساس، وأن الإدارة الأميركية منفتحة بإيجابية على قرارات الدولة اللبنانية وداعمة لها.
خيار "الحزب" هو السلاح أو الحرب الأهلية
ولاحقًا، أبلغت مصادر دبلوماسية "نداء الوطن" أن زيارة براك أمس هي "لتثمين الخطوة اللبنانية وحمل رسالة تطمين إلى البيئة الشيعية ولسائر اللبنانيين، أن لا خيار آخر غير النهج الذي انطلقت منه الحكومة اللبنانية". لكن المصادر لفتت إلى "أن "حزب الله" ما زال يتمسك بخيار الحرب الأهلية في حال نفذ الجيش قرار الحكومة وأنه سينقسم في حال قرر التنفيذ. في المقابل تريد إسرائيل خطوات ملموسة، فهي تعتبر قرار الحكومة سياسي وجيد على أن يذهب في اتجاه التنفيذ".
وتخوفت المصادر "من الّا يستفيد لبنان من القرار الحكومي لفك عزلته فتستمر المواجهة بين إسرائيل و"حزب الله"، إلا إذا أقدمت الحكومة على خطوات عملية.
بري وسلام وقائد الجيش
وشملت جولة برّاك وأورتاغوس رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي سأل الموفد الأميركي عن الالتزام الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار وانسحابها من الأراضي اللبنانية إلى الحدود المعترف بها دوليًا، مؤكدًا "أن ذلك هو مدخل الاستقرار في لبنان وفرصة للبدء في ورشة إعادة الإعمار تمهيدًا لعودة الأهالي إلى بلداتهم، بالإضافة إلى تأمين مقومات الدعم للجيش اللبناني".
بدوره، قال براك بعد اللقاء: "لقائي مع الرئيس بري كان مع شخصية حاذقة لديه تاريخ مذهل ونحن نتحرك في الاتجاه الصحيح".
ثم زار الموفدان الأميركيان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام الذي أكّد أنّ "القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء إنما انطلقت من المصلحة الوطنية العليا"، مشدّدًا على "وجوب قيام الجانب الأميركي بمسؤوليته في الضغط على إسرائيل لوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من النقاط الخمس، والإفراج عن الأسرى".
ولاحقًا، أعلن الرئيس سلام من طرابلس في احتفال لمناسبة بدء عمل المجلس الجديد لإدارة معرض رشيد كرامي الدولي أنه "انطلاقًا من التزامنا الصريح، اتخذت الحكومة قرارها الصريح ببسط سيطرتها على كل شبر من أرض لبنان، فطرابلس وكل الشمال، بل الأصح فإن كل لبنان، لن ينهض إلا تحت راية واحدة وجيش واحد".
وفي اليرزة، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل السفير برّاك، بحضور أورتاغوس والسفيرة جونسون مع وفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة والتطورات في لبنان والمنطقة.
براك في إسرائيل
وكشفت مصادر سياسية مطلعة أن برّاك توجه بعد مغادرته بيروت إلى إسرائيل. وقال مصدر سياسي إسرائيلي لقناة "العربية"، ردًا على برّاك: "لا نية لإسرائيل في الاحتفاظ بالأراضي اللبنانية". أضاف: "إسرائيل ستقوم بدورها عندما يتخذ لبنان خطوات فعلية". وقال: "الانسحاب من النقاط الخمس سيتم بموجب آلية منسقة مع لجنة اتفاق وقف النار".
"حزب الله" يواصل حملة السلاح
وصدر أمس عن "حزب الله" موقفان يمثلان امتدادًا للمواقف التي سبق للأمين العام لـ "الحزب" الشيخ نعيم قاسم أن أعلنها في 15 آب الجاري. وجاء الموقف الأول من نائب رئيس المجلس السياسي محمود قماطي الذي دعا الحكومة إلى "التراجع عن قرارها الفتنوي التفجيري ".
أما الموقف الثاني فأعلنه عضو المجلس السياسي لـ "الحزب" غالب أبو زينب وجاء فيه أن "قرار الحكومة اللبنانية بحصرية السلاح مجحف وظالم بحق لبنان، وغير ميثاقي".
جعجع : تجاوب "الحزب" لتجنب اللجوء إلى القوة
في المقابل، قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في حديث خاص لقناة "العربية" إنه "مع ترتيب الأمور بالطرق السلمية حيث يمكن، ولكن إذا لم تنجح هذه الطرق، على الدولة أن تتصرف كما تتصرف أي دولة في العالم. أضاف أحيانًا تُضطر الدولة إلى استخدام القوة، وأتمنى ألّا نصل إلى هذه المرحلة، كما أتمنى أن يتجاوب حزب الله كما يجب".
بدء التحضير للتمديد لـ "اليونيفيل"
في نيويورك، عقد أمس مجلس الأمن الدولي، جلسة مخصصة لـ "اليونيفيل" في نيويورك، وذلك قبل التصويت النهائي الأسبوع المقبل. وأشارت المصادر الرسمية إلى أن "فرنسا تحاول الإبقاء على وجود القوات الدولية جنوب لبنان ليس فقط لعام واحد، كما تريد واشنطن، وأيضاً من دون إدخال أي تعديلات على عملها، وهو ما يرغب به لبنان".
وفيما تعكس الأوساط السياسية والإعلامية في باريس ارتياحًا حذرًا للأجواء الإيجابية التي رافقت زيارة براك - أورتاغوس، اعتبر المكتب الإعلامي للناطق باسم الخارجية عبر "نداء الوطن" أن تجديد ولاية "اليونيفيل" يُعدّ أمرًا مهمًا لأمن لبنان، وإسرائيل، والمنطقة. وكشف في معرض رده أن فرنسا بصفتها صاحبة القلم في مجلس الأمن، تجري مشاورات وثيقة مع شركائها والأطراف المعنيين لتحقيق هذا الهدف. وقد بدأت المفاوضات الأسبوع الماضي في نيويورك.
وفي هذا السياق، أجرى وزير الخارجية جان نويل بارو محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي ماركو روبيو. وفي إطار استكمال وضع اللمسات الأخيرة على النص وتأمين تبنيه في مجلس الأمن فإن المفاوضات مستمرة مع أعضاء هذا المجلس كما جاء في رد مكتب الناطق باسم الخارجية عبر "نداء الوطن".
وفيما لم تستبعد مصادر مطلعة أن يمر توم براك برفقة مورغان أورتاغوس بباريس، لإطلاع المسؤولين الفرنسيين على نتيجة مهمته وعلى مساعي التجديد لـ "اليونيفيل"، أوضح مكتب الناطق باسم الخارجية لـ "نداء الوطن" أن المبعوث الشخصي لرئيس الجمهورية جان -إيف لودريان يقوم بزيارات منتظمة إلى لبنان في إطار مهمته الحميدة. ومن المرجّح جدًا أن يتوجّه إلى بيروت خلال الفترة المقبلة، لمواصلة العمل مع السلطات اللبنانية والجهات السياسية حول الإصلاحات، وإعادة الإعمار، وبشكل عام لدعم جهود الحكومة اللبنانية في سبيل تعزيز سيادة الدولة اللبنانية.
"اللواء":
تتَّفق معظم المعلومات والمؤشرات على أن محادثات الموفد الاميركي توم براك الذي اصطحب معه هذه المرة الموفدة السابقة، والتي تشغل منصباً لدى بعثة بلادها في الامم المتحدة مورغن اورتاغوس، كانت كما وصفها الدبلوماسي الاميركي تسير بالاتجاه الصحيح.. وهو كان التقى الرؤساء جوزف عون ونبيه بري ونواف سلام وقائد الجيش العماد رودولف هيكل.
وبعد بيروت توجَّه براك وأورتاغوس إلى اسرائيل للحصول على جواب بنيامين نتنياهو على «الورقة المشتركة» التي قدمها الموفد الاميركي إلى لبنان وأقرتها الحكومة اللبنانية.
وقالت مصادر رسمية لبنانية لـ «اللواء» أن لبنان ينتظر تزويده بحيثيات الموقف الاسرائيلي ليبني على الشيء مقتضاه، نظراً لأهمية المحادثات التي جرت مع الوفد الاميركي.
وقالت مصادر سياسية مطلعة ان جو زيارة براك الى بيروت هذه المرة وهي الرابعة افضل من المرات السابقة وحديثه مع الرئيس عون كان مريحا وساده جو من التفهم للموقف اللبناني.
واشارت المصادر الى ان براك الذي زار قصر بعبدا مع نائبة المبعوث الاميركي للشرق الاوسط مورغان اورتاغوس هنأ رئيس الجمهورية على انجاز الحكومة في إقرار حصرية السلاح بيد الدولة واعتبر ان هذا الموقف جدير برجالات الدول، ولفتت الى ان رئيس الجمهورية ابلغ الموفد الأميركي ان لبنان قام بما يجب ان يقوم به كمرحلة أولى وبهدف إستكمال هذا الإجراء فإنه من المطلوب معرفة رأي الاطراف الأخرى المعنية بورقة الأعلان المشترك اي اسرائيل وسوريا، وقال ان لبنان قدم ما لديه ولا بد من ان تبادر اسرائيل وتتجاوب وتقوم بخطوة الى الأمام حتى تبصر بنود الورقة النور ولو تدريجياً.
وعلم ان رئيس الجمهورية اكد ان العمل قائم لوقف اطلاق نار وعودة الهدوء الى المنطقة في حين ان اسرائيل تواصل استهدافاتها ورئيس الاركان يفاخر بها وبعدد الغارات التي تشن، مشيرا الى ان هذا الامر لا يساعد على تحقيق اي تقدم في هذا الموضوع.
ولفتت الى ان براك هنا أبدى استعدادا لمتابعة الموضوع مع الجانب الإسرائيلي اذ لم يكن حاملا لأي جواب منه وانه سيتوجه الى اسرائيل وابلاغ لبنان بالأمر.
وبالنسبة الى ملف اليونيفيل علمت «اللواء» ان رئيس الجمهورية عرض في سياق الحديث سبب تمسك لبنان بهذه القوات ومطالبة مجلس الأمن بالتمديد لها من دون تغيير في مهمامها وعديدها، وقال ان حاجة لبنان في هذا المجال تنطلق من عدة اعتبارات أولها ان الجيش يستكمل انتشاره في الجنوب، وبالتالي فإن وجود اليونيفيل مهم،وثانيا فان وجود قوات من دول متعددة الجنسيات تمنح رعاية دولية للقرار ١٧٠١ الذي يريده لبنان والعالم اجمع ، وثالثا البعد الانساني والإجتماعي لليونيفيل في الجنوب اذ ان هذه القوات تقدم خدمات للمواطنين خصوصا بعدما دمرت الحرب الاسرائيلية منشآت صحية ومستشفيات ومراكز اجتماعية ومستوصفات.
ووصفت جولة المحادثات مع الرؤساء الثلاثة والعماد هيكل بالايجابية والمنتجة حول تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار وحصرية السلاح بيد الدولة ومعالجة مشكلة الاحتلال الاسرائيلي، كما تناول البحث مع عون وسلام حسب معلومات «اللواء» ملف التجديد لليونيفيل ولو لم تتم اثارة هذا الموضوع في تصريحات براك. وغادر الموفدان بيروت بعد الظهر الى فلسطين المحتلة لنقل مجريات الزيارة اللبنانية ونتائجها وبحث في الخطوة الاسرائيلية المرتقبة، وسط معلومات عن عودتهما الى لبنان نهاية الشهر الحالي او مطلع ايلول، بعدما يكون الجيش اللبناني قد انجز خطته لجمع السلاح وناقشها مجلس الوزراء. كما يكون قد صدرعن مجلس الامن الدولي قرار التجديد لقوات اليونيفيل.
وحسب اجواء لقاءات برّاك في لبنان، فهي إتسمت بالايجابية، لأنه رمى الكرة في ملعب الاحتلال الاسرائيلي مطالبا اياه بالقيام بخطوات من جانبه لتطبيق اتفاق وقف اطلاق النار بعدما قام لبنان بما عليه من خطوات.كما ألمح الى ضرورة مبادرة سوريا ايضا لتنفيذ المطلوب منها، عبر كلامه عن ان الحل يشمل «جيران لبنان». وكان لافتاً للإنتباه تطرق براك في تصريحه بالقصر الجمهوري الى إيران وكيفية اشراكها في الحل بإعتبارها جارة ايضا.وقال: على الجميع ان يكون له دور.
وتحدثت المعلومات عن ان برّاك ابدى ايجابية في شأن الطروحات اللبنانية، بإنتظار ما ستقوم به «إسرائيل»، بدءا من وقف النار، من دون ان يقدم السفير الاميركي اي التزام حول الخطوات الاسرائيلية المرتقبة.
ومن جانب الاحتلال، نقلت قناة «العربية» عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله ردا على ما اعلنه برّاك: « أن لا نية لإسرائيل الاحتفاظ بالأراضي اللبنانية، وإسرائيل ستقوم بدورها عندما يتخذ لبنان خطوات فعلية. والانسحاب من النقاط الخمس سيتم بموجب آلية منسقة مع لجنة اتفاق وقف النار» .
وذكرت القناة 14 الإسرائيلية: أن الولايات المتحدة ستحاول التوصل إلى وقف إطلاق نار «طويل الأمد» بين إسرائيل وحزب الله.
تفاصيل الجولة
واكد رئيس الجمهورية خلال اللقاء: انه بعد الموقف اللبناني المعلن حيال الورقة التي تم الاتفاق عليها، فإن المطلوب الآن من الأطراف الأخرى (اسرائيل وسوريا) الالتزام بمضمون ورقة الإعلان المشتركة (ولم يُسمِّها الورقة الاميركية)، كما ان المطلوب المزيد من الدعم للجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة دوليا لإطلاق ورشة إعادة الاعمار في المناطق التي استهدفتها الاعتداءات الإسرائيلية.
وحسب معلومات اللواء»، تطرق الرئيس عون الى التجديد لقوات اليونيفيل، مؤكداً الحاجة الى وجودها في الجنوب لأسباب امنية واجتماعية انسانية، لأنها ستكون الى جانب الجيش اللبناني لدى انتشاره في الجنوب والنقاط التي ستنسحب منها اسرائيل، وكون القوة الدولية تشكل غطاء دوليا لتطبيق القرار 1701 ، عدا انها تقدم الخدمات الاجتماعية والطبية لأهالي قرى الجنوب المدمرة. واشار عون الى العلاقة الوطيدة بين اليونيفيل والجيش اللبناني والى متانة التنسيق بينهما. وقد اخذت اورتاغوس علما بالموقف اللبناني على ان تنقله ألى ادارتها.
وقال براك خلال اللقاء مع عون : انه بعد الموقف اللبناني المعلن حيال الورقة التي تم الاتفاق عليها، فإن المطلوب الآن من الأطراف الأخرى الالتزام بمضمون ورقة الإعلان المشتركة، كما ان المطلوب المزيد من الدعم للجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة دوليا لإطلاق ورشة إعادة الاعمار في المناطق التي استهدفتها الاعتداءات الإسرائيلية.
وقال براك بعد لقاء الرئيس عون:قدمنا تهنئتنا لرئيس الجمهورية ولفريقه على الخطوات الكبيرة التي تحققت الى الامام. اننا وسط عملية، واعرف ان الكثير منكم يشعرون بالامل، كذلك نحن نشعر بالامل. وما حصل في ما يتعلق بمجلس الوزراء والوزراء والأشخاص محاولة للعودة الى المكان الذي نعرف فيه الازدهار والسلام اصبح قريبا. ولدينا امور أخرى يجب وضعها سويا وهذا الامر يتحرك بسرعة، واعتقد اننا في الأسابيع المقبلة سنرى تقدما في نواحٍ عديدة.
وسئل براك؟ ماذا عن الانسحاب الإسرائيلي او إيقاف انتهاك الاتفاقية؟
أجاب: هذه هي بالتحديد الخطوة المقبلة وهي تتمثل في الحاجة للمشاركة من الجهة الإسرائيلية، كما نحتاج الى خطة اقتصادية للازدهار والترميم والتجديد لكل المناطق وليس فقط الجنوب. عندما نتحدث عن اسرئيل الامر بسيط، وعندما نتحدث عن نزع سلاح حزب الله فإن الهدف من وراء ذلك هو في الواقع لمصلحة الشيعة وليس ضدهم. الفكرة هي ان الشيعة هم لبنانيون وهذا قرار لبناني يستلزم تعاونا من جهة إسرائيل. ان وجود كل هذه المصالح الآن مع اقتراح اقتصادي آتِ ماذا يعني؟ ما هي المصلحة للبنان بشكل عام؟ وما هي المصلحة للجنوب؟ كيف نوقف عدم فهم إسرائيل لما يحصل؟ وهذا كله في المسار الصحيح وهذه هي الخطوة التالية.
واعلن براك ان هناك دائما مقاربة الخطوة الخطوة. واعتقد ان الحكومة اللبنانية قد قامت بدورها وقامت بالخطوة الأولى، والآن على إسرائيل ان تبادل ذلك بخطوة مقابلة أيضا.
وقيل له: واذا كان حزب الله ضد هذا القرار ماذا سيحصل؟أجاب: سيكونون قد فقدوا فرصة، ولكني اعتقد ان الامر هو سياق عملي. وعندما نتحدث عن التنفيذ ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك اننا نبدأ مباحثات طويلة، وحزب الله جزء من الطائفة الشيعية ويجب ان يعلموا ما هو الخيار الأفضل من الخيار الموجود. ومجددا تبرز أسس كيفية بناء الازدهار، فلا يمكن ان تأخذ شيئا ولا تعطي شيئا في المقابل.اذاً الخطوات التالية لذلك هي بالتأكيد العمل مع الحكومة لنشرح ماذا يعني ذلك، وماذا يعني ذلك للجنوب وكيف يمكن استعادة الازدهار. من سيمول ذلك، من سيشارك وما هو التسلسل خطوة خطوة، كيف نجعل إسرائيل تتعاون، وكيف نجعل ايران تتعاون. في نهاية المطاف ايران ما زالت جارتنا، اذا على الجميع ان يكون له دور في ذلك وان يكون هناك تعاون وليس عدائية او مواجهة.
وعن احتمال تعليق المساعدة الدولية للبنان في حال رفض حزب الله نزع السلاح، كيف ستتعاملون مع ذلك؟أجاب: لا يوجد أي تهديدات، في هذه المرحلة من الوقت الجميع متعاون. فيما التعامل مع حزب الله وكما قلنا دوماً هو عملية لبنانية.
ومن بعبدا، انتقل برّاك والوفد المرافق الى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقد سأل برّي الموفد الاميركي عن الالتزام الاسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية، إلى الحدود المعترف بها دولياً، كما اكد بري ان هذا هو مدخل الاستقرار في لبنان، والفرصة للبدء بورشة اعادة الإعمار، تمهيداً لعودة الأهالي إلى بلداتهم، وتأمين مقومات الدعم للجيش اللبناني.
وإكتفى براك بعد اللقاء بالقول: بحثنا وناقشنا ما يهم الجميع كيف نصل الى الازدهار في لبنان في الجنوب والشمال وكافة أنحاء لبنان ولكل اللبنانيين.ولقائي اليوم مع الرئيس بري كان مع شخصية حاذقة لديه تاريخ مذهل. ونحن نتحرك بالإتجاه الصحيح.
وتوجه الوفد الاميركي بعدها الى السراي للقاء رئيس الحكومة نواف سلام، وقدّم التعازي باستشهاد العسكريين في الجنوب الأسبوع الماضي، ونوَّه بالقرارات الحكومية الأخيرة.
وخلال اللقاء، أكّد رئيس الحكومة أنّ القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء إنما انطلقت من المصلحة الوطنية العليا، مشدّدًا على وجوب قيام الجانب الأميركي بمسؤوليته في الضغط على اسرائيل لوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من النقاط الخمس، والإفراج عن الأسرى. كما شدّد على أولوية دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، مالاً وعتاداً، بما يمكّنها من أداء المهام المطلوبة منها. وأكّد، في السياق نفسه، على أهمية التجديد لقوات اليونيفيل نظرًا لدورها في ترسيخ الاستقرار ومساندة الجيش في بسط سلطة الدولة في الجنوب.
ودعا رئيس الحكومة إلى إعلان التزام دولي واضح بعقد مؤتمر لدعم إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي في لبنان. كما تناول البحث المستجدات في سوريا، حيث شدّد رئيس الحكومة على أهمية الحفاظ على وحدتها وتعزيز الاستقرار فيها.
والتقى براك وأورتاغوس قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، وتناول البحث الأوضاع العامة والتطورات في لبنان والمنطقة. وأشارت المعلومات الى ان قائد الجيش رودولف هيكل سيبحث مع برّاك في تأمين المساعدات اللازمة للجيش اللبناني لينفذ خطّته.
ومن طرابلس، أعلن الرئيس سلام «أن قرار حصر السلام في يد الدولة اتخذ، مشيراً إلى أنه ما دون ذلك لا أمن ولا استقرار، ومن دون أمن واستقرار لا استثمار يأتي، ولا اقتصاد ينمو».
إعادة الإعمار وتوقيع قرض البنك الدولي
وعلى صعيد التحضيرات الجارية لورشة اعادة الاعمار، اجتمع الرئيسس سلام مع نائب المنسق الخاص ومنسق الشؤون الإنسانية والمقيم في مكتب منسق الأمم المتحدة الخاص بلبنان عمران ريزا. وتناول البحث الجهود الحكومية الرامية إلى إعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب والتعافي الاجتماعي والاقتصادي. كما تم التطرق إلى الجهود المستمرة التي تبذلها وزارة الشؤون الاجتماعية في تنسيق وتوجيه الدعم للسكان النازحين جراء الحرب من خلال برنامج «أمان» الذي ترعاه الحكومة. وجدد رِيزا تأكيد التزام وكالات الأمم المتحدة ودعمها لجهود الحكومة في مجالي اعادة الإعمار والتعافي، باعتبارها أساسية لاعادة إحياء المناطق المتضررة وعودة الاهالي اليها.
بدوره، كشف وزير المال ياسين جابر ان توقيع قرض اعادة الاعمار والبالغ قيمته 250 مليون دولار أميركي مع البنك الدولي يتم في الايام المقبلة بعد تفويض مجلس الوزراء في جلسته ما قبل الاخيرة، وزير المال التوقيع على القرض.
وفي إطار الجهود والمساعي التي تبذلها وزارة الخارجية والمغتربين للتمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان في جلسة مجلس الأمن المرتقبة نهاية الشهر الجاري، ووفق صيغة قرار التمديد التي يتمسك بها لبنان، استقبل الوزير يوسف رجّي سفير المملكة المتحدة لدى لبنان هاميش كاول الذي أكد دعم بلاده الموقف اللبناني بشأن التجديد لليونيفيل، وجدد تأييد بريطانيا قرار حصر السلاح بيد الدولة.
وفي السياق نفسه، التقى الوزير رجّي سفير باكستان سلمان أطهر الذي تشغل بلاده مقعداً غير دائم في مجلس الأمن، وأبدى دعم بلاده التمديد لليونيفيل وفق الصيغة التي يعمل لبنان على إقرارها.
ان «المشاورات لا تزال جارية في الأمم المتحدة بشأن تجديد ولاية قوات اليونيفيل فيما يرجح أن توافق الولايات المتحدة على التمديد لليونيفيل وهناك إقتراح أميركي يقوم على تقليص عدد اليونيفيل تدريجيًا وبطريقة مسؤولة».
مشاورات التجديد لليونيفيل
على صعيد التجديد لليونيفيل، أفادت مصادر متابعة ان «وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وافق على خطة لإنهاء عمل قوات اليونيفيل» بعد ستة أشهر، وقالت المصادر ان «إدارة الرئيس الاميركي دونالد ترامب ترى أن الإنفاق على اليونيفيل غير فعّال» .
اضافت: لكن الدول الأوروبية تعارض إنهاء دعم قوات اليونيفيل وستدعم تمديد عملها، لا سيما فرنسا وايطاليا وبريطانيا واسبانيا وغيرها من دول مشاركة في هذه القوات.
اما مندوب لبنان في الامم المتحدة السفير احمد عرفة فقد اصبح في نيويورك وتسلم مهامه من سلفه السفير المعين في البحرين هادي هاشم. وشارك في المشاورات التي لا تزال جارية في الأمم المتحدة بشأن تجديد ولاية قوات اليونيفيل، فيما يرجح أن توافق الولايات المتحدة على التمديد لليونيفيل وهناك إقتراح أميركي يقوم على تقليص عدد اليونيفيل تدريجيًا وبطريقة مسؤولة. وأفيد أيضا بأن لبنان لم يحصل من الجانب الأميركي على جواب نهائي بخصوص موضوع التمديد لقوات اليونيفيل.
"الأنباء" الالكترونية:
"الكرة في الملعب الإسرائيلي"، هذا ما أعلنه المبعوث الأميركي توم بارّاك، على قاعدة "خطوة مقابل خطوة"، لبنان قام بخطوة جبارة ومهمة وعلى إسرائيل أن تقوم بخطوة مقابلة، فهل تنسحب من النقاط الخمسة؟ كما سرب عن بارّاك في أحد مجالسه قبل أن يقدم ورقته التي باتت بعد التعديلات اللبنانية بمثابة خارطة طريق، إشادة بارّاك بالموقف اللبناني وتهنئته رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة والحكومة على ما قاموا به، والحديث الإيجابي والمعمق مع الرئيس نبيه بري وعنه، الذي خرج بنتيجة أننا نسير على الطريق الصحيح، يقابله موقف أميركي متشدد لا يرى جدوى في التمديد لقوات الطوارئ الدولية "اليونيفل"، يؤسس لمرحلة جديدة غير معلومة الأفق، إذا التزمت إسرائيل تنفيذ مهمة "نتنياهو الإلهية" بإقامة حلم إسرائيل الكبرى ولم تنفذ أي خطوة من خطوات خطة باراك الإنقاذية.
ففي بعبدا وبعد لقائه رئيس الجمهورية جوزف عون، بشر بارّاك اللبنانيين بحياة أفضل لهم ولدول الجوار، متطلعا الى الخطوة التي يجب ان تقوم بها إسرائيل. وقال: عندما نتحدث عن نزع سلاح حزب الله فإن الهدف من وراء ذلك هو في الواقع لمصلحة الشيعة وليس ضدهم. ان ما كان مربكا في الاعلام وفي المناقشات والمباحثات هو فكرة وجود قساوة بشكل ما. الفكرة هي ان الشيعة هم لبنانيون وهذا قرار لبناني يستلزم تعاونا من جهة إسرائيل". أضاف" هناك دائما مقاربة الخطوة الخطوة. واعتقد ان الحكومة اللبنانية قامت بدورها وقامت بالخطوة الأولى والان على إسرائيل ان تبادل ذلك بخطوة مقابلة أيضا". وأوضح قائلاً: عندما نتحدث عن التنفيذ، يعني ذلك اننا نبدأ مباحثات طويلة، وحزب الله جزء من الطائفة الشيعية ويجب ان يعلموا ما هو الخيار الأفضل من الخيار الموجود."
وفي عين التينة إكتفى الموفد الاميركي بالقول: بحثنا وناقشنا ما يهم الجميع كيف نصل الى الازدهار في لبنان في الجنوب والشمال وكافة أنحاء لبنان ولكل اللبنانيين. وختم: لقائي اليوم مع الرئيس بري كان مع شخصية حاذقة لديه تاريخ مذهل ونحن نتحرك بالإتجاه الصحيح.
كما في كل زيارة سمع الزائر الأميركي من الرؤساء الثلاث موقف واحد بالمضمون، فالرئيس جوزف عون قال لزائره: "المطلوب الان من الأطراف الأخرى الالتزام بمضمون ورقة الإعلان المشتركة، كما ان المطلوب المزيد من الدعم للجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة دوليا لإطلاق ورشة إعادة الاعمار في المناطق التي استهدفتها الاعتداءات الإسرائيلية."
فيما أكد الرئيس نبيه بري، على أن إنسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية الى الحدود المعترف بها دولياً، هو مدخل الإستقرار في لبنان وفرصة للبدء بورشة إعادة الإعمار تمهيداً لعودة الأهالي الى بلداتهم".
بدوره، شدد رئيس الحكومة، على وجوب قيام الجانب الأميركي بمسؤوليته في الضغط على اسرائيل لوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من النقاط الخمس، والإفراج عن الأسرى. ودعا رئيس الحكومة إلى إعلان التزام دولي واضح بعقد مؤتمر لدعم إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي في لبنان. كما شدّد الرئيس سلام على أولوية دعم وتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية، مالاً وعتاداً، وأكّد على أهمية التجديد لقوات اليونيفيل نظرًا لدورها في ترسيخ الاستقرار ومساندة الجيش في بسط سلطة الدولة في الجنوب.
وقد استأثر ملف التجديد لـ"اليونيفيل بحيّزٍ مهم من جدول أعمال زيارة المبعوث الأميركي سيما وان السيدة مورغان أورتاغوس التي رافقت توم برّاك إلى بيروت.، تتولى مهمة متابعة ملف اليونيفيل في الأمم المتحدة، حيث كشفت مصادر مواكب لجولة الوفد الأميركي للأنباء الإلكترونية أن "أورتاغوس أثارت مع القيادات اللبنانية أسباب التحفّظ الأميركي على مسألة التجديد لها". وقالت "في حال توفّر إجماع دولي في مجلس الأمن على تمديد مهام (اليونيفيل)، وقدّمت الأسباب الموجبة لهذا التمديد فإن بلادها ستقبل بتمرير هذا التمديد لسنة أخيرة"، مشيراً إلى أن المسؤولة الأميركية "لم تتحدّث عن تعديل في المهام والصلاحيات المنوطة بالقوات الدولية، بل بتمكينها من لعب دورها كاملاً".
وأوضحت المصادر أن "تعديل صلاحيات القوات الدولية ليس مطروحاً خلال جلسة مجلس الأمن المخصصة لبحث التمديد لـ(اليونيفيل)، وأن هذا الأمر جرى ترتيبه من الفرنسيين الذين سيتولون وضع الصيغة المتعلقة بمهام القوات الدولية، وأن دور هذه القوات تحدده أطر التعاون بينها وبين الجيش اللبناني، وهذا ما ترجم على الأرض منذ دخول قرار وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل حيّز التنفيذ".
وعلمت الأنباء الإلكترونية أن "المشاورات لا تزال جارية في الأمم المتحدة بشأن تجديد ولاية قوات اليونيفيل حيث يأخذ الجانب الفرنسي على عاتقه تأمين الحشد الدولي والأصوات الكافية في مجلس الأمن لاستمرار هذه القوات، ودورها في حفظ الأمن والاستقرار في جنوب لبنان، في مواجهة معركة تخوضها إسرائيل لإنهاء مهامها كلياً، وميول أميركي للتخلّي عنها، أو تقليص عددها تدريجياً.
وترجح المصادر ان "يصل الجانبان الأميركي والفرنسي الى نقطة وسط حيث هناك إقتراح أميركي يقوم على تقليص عدد اليونيفيل تدريجيًا وبطريقة مسؤولة". وأشارت المصادر الى أن "وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وافق على خطة لإنهاء عمل قوات اليونيفيل". وقالت ان "إدارة ترامب ترى أن الإنفاق على اليونيفيل غير فعّال". فيما "تعارض الدول الأوروبية إنهاء دعم قوات اليونيفيل وستدعم تمديد عملها.
"البناء":
نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بترويض الرؤوس الأوروبية والأوكرانية الحامية، التي وصفت ما جرى في قمة ألاسكا الأميركية الروسية باستسلام ترامب أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعد تخليه عن مطلب وقف إطلاق النار الذي تعهّد به للأوروبيين، وموافقته على مطالبة أوكرانيا بالتنازل عن منطقة الدونباس لصالح روسيا إضافة إلى شبه جزيرة القرم كشرط لإنهاء الحرب، وبالرغم من عدم صدور تصريحات أوروبية أو أوكرانية تعلن الموافقة على التنازل عن الأراضي لصالح روسيا، فقد كان واضحاً أن التركيز على الضمانات الأمنيّة في الخطابات الأوروبية والأوكرانية يهدف لإخفاء فضيحة الموافقة على الاستسلام لروسيا بقبول شروطها، وكان لافتاً الدخول في تفاصيل الضمانات الأمنية لأوكرانيا على قاعدة شرط بوتين بعدم انضمامها إلى حلف الناتو، بانتظار معرفة حدود الضمانات التي يوافق عليها بوتين، خصوصاً مع حديث بعض القادة الأوروبيين عن نشر قوات في أوكرانيا، بينما أعلن الرئيس ترامب أنه بدأ بالإعداد لقمة ثلاثية تجمعه بالرئيس بوتين والرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي الذي ظهر مثل خروف العيد على مائدة البيت الأبيض، يحيط به قادة فرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا ومفوّضة السياسة الخارجية الأوروبية.
في المنطقة أعلن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو المضي بخطة الحرب الموسّعة على قطاع غزة، بينما أعلن في القاهرة عن موافقة حركة حماس والفصائل الفلسطينية على مسودة اتفاق قدّمها الوسيطان المصري والقطري، ووفقاً لمصادر فلسطينية متابعة فإن موقف حماس يستند إلى مخاطبة الداخل الإسرائيلي الغاضب على مواصلة الحرب وخطة توسيعها، ومخاطبة الخارج الأوروبي الغاضب أيضاً من خطط الحرب وجرائم الإبادة والتجويع، ومخاطبة الشعب الفلسطيني قبل كل شيء بإثبات استعدادها للتعامل بإيجابية مع أي فرصة لوقف الحرب، خصوصاً مع مستوى التصعيد الذي يرافق جولات القصف التدميريّ الإسرائيلي في أحياء مدينة غزة، وتقول المصادر الفلسطينية إن الجميع بمن فيهم نتنياهو ينتظر موقف واشنطن.
في لبنان ختم المبعوث الأميركي توماس باراك لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين بالعودة إلى وصفة رئيس مجلس النواب التي قامت على مطالبة «إسرائيل» بوقف الاعتداءات والانسحاب من التلال الخمس ليتسنى الحديث مع قيادة حزب الله حول مرحلة ثانية من تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، بعدما اختبر باراك ومن خلفه واشنطن الفرضيّة التي تقول إن إقرار خطة نزع السلاح مع جدول زمني لذلك سوف تنتج مناخاً ضاغطاً على حزب الله يُجبره على خلفية التزامه بتفادي الصدام مع الدولة والجيش وتجنب الانزلاق إلى حرب أهلية للبدء بالتفاوض على مستقبل سلاحه، لكن تورط الحكومة بصيغة جدول زمني لنزع السلاح، وما ترتب عليه من انسحاب وزراء الطائفة الشيعية من جلسة الحكومة، ومن تصعيد سياسي توّجه الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بالقول إن الحزب الذي لا يريد الحرب الأهليّة ولا التصادم مع الدولة والجيش سوف يقاتل بطريقة كربلائيّة دفاعاً عن سلاحه، فيما وصلت الرسائل الإيرانية التي حملتها زيارة الدكتور علي لاريجاني إلى بيروت لجهة التحذير من المخاطرة بحرب إسرائيلية أو التلويح بتحريك الحدود السوري عسكرياً ضد بيئة المقاومة، حيث الحدود تحرك الحدود والحروب تستجلب الحروب.
وانشغل لبنان الرسميّ بزيارة الموفد الأميركي توم باراك ترافقه المبعوثة السابقة مورغان أورتاغوس، وسط أجواء إيجابية عمّمها باراك والإعلام الذي يدور في الفلك الأميركي ـ السعودي حول احتمال إحراز تقدّم في تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وفق معلومات «البناء»، لا سيما قول باراك إن لبنان قام بما عليه بمسألة حصرية السلاح وعلى «إسرائيل» تقديم خطوة مقابلة، حيث أظهرت مواقف باراك تراجعه خطوة إلى الوراء وأقل حدة في المواقف من الزيارة السابقة عزتها مصادر سياسية إلى جملة تطورات أبرزها المواقف السياسية لحزب الله وحركة أمل والقوى الحليفة ضد الحكومة والعهد وموقف الجيش اللبناني الرافض لزجّه في مواجهة مع مكوّنات داخليّة، وردة فعل وبيئة المقاومة في الشارع على قرارات مجلس الوزراء ضد سلاح المقاومة، ورسائل التصعيد التي حملتها زيارة المسؤول الإيراني علي لاريجاني، وخطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الأخير، وموقف رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قاطع رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووصف قرارات مجلس الوزراء بالانقلاب.
غير أنّ أوساطاً سياسية لفتت لـ«البناء» إلى أنه «لا يمكن الركون الى المواقف الأميركية أو التطمينات لأنّ المواقف الأميركية والوساطات لطالما اتسمت بالخداع كأداة للحرب مارستها في محطات سابقة مهّدت للإسرائيلي بشن حروب خاطفة ومفاجآت أمنية مثل اغتيال القيادي في المقاومة السيد فؤاد شكر والقيادي الفلسطيني إسماعيل هنية والسيد حسن نصرالله، وبالتالي قد يكون بعض الإيجابية الظاهرة في كلام باراك بهدف الخداع، أو التغطية على قرارات الحكومة وتحصينها من هجمات الأخصام وإقناع رئيس الحكومة والعهد بالبقاء على قرارات الحكومة وعدم التراجع والسير نحو التطبيق وتقديم المزيد من التنازلات مقابل عدم تطبيق «إسرائيل» أيّ خطوة مقابلة»، وحذرت الأوساط من فخ أميركي دبلوماسي جديد قد يأخذ البلد إلى فتنة أو يمهّد لعدوان إسرائيلي عسكري واسع على لبنان، أو بالحدّ الأدنى توسيع العمليات العسكرية الجوية واغتيالات لقيادات في المقاومة اللبنانية والفلسطينية.
وفي سياق ذلك حذر عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسين الحاج حسن المسؤولين اللبنانيين «أن لا ينخدعوا بكلام توم باراك»، وتابع: «على اللبنانيين أن يزيدوا من الوحدة الوطنيّة بدلًا من الاستجابة للضغوط الأميركية».
ووفق معلومات «البناء» فقد كان اللقاء بين الوفد الأميركي والرئيس بري صريحاً وشفافاً ومباشراً ودخل في تفاصيل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، وقد سأل برّي الموفد الأميركي عن «الالتزام الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية، إلى الحدود المعترف بها دولياً»، مؤكداً أن هذا هو مدخل الاستقرار في لبنان، وأي حلول أخرى ستأخذ البلد إلى الفوضى؛ وهذا ما يرفضه الأميركيون والدول العربية والمجتمع الدولي.
وأفادت مصادر صحافية بأنّ «الموفدين الأميركيين توم باراك ومورغان أورتاغوس سيعودان إلى لبنان في زيارة جديدة نهاية هذا الشهر».
وأكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للموفد باراك خلال لقائه في بعبدا، أنه بعد الموقف اللبناني المعلن حيال الورقة التي تم الاتفاق عليها، فإن المطلوب الآن من الأطراف الأخرى الالتزام بمضمون ورقة الإعلان المشتركة، كما أنّ المطلوب المزيد من الدعم للجيش اللبناني وتسريع الخطوات المطلوبة دولياً لإطلاق ورشة إعادة الإعمار في المناطق التي استهدفتها الاعتداءات الإسرائيلية.
وكان الموفد الأميركي استهلّ اللقاء بتهنئة الرئيس عون على الإنجاز الذي حققته الحكومة اللبنانيّة، فشكره الرئيس عون معتبراً أن موقف الحكومة اللبنانية تعبير عن إيمان المسؤولين اللبنانيين بما يخدم مصلحة لبنان وجميع مواطنيه لأن الهدف هو حماية لبنان.
وبدوره قال باراك: نزع سلاح حزب الله فإنّ الهدف من وراء ذلك هو في الواقع لمصلحة الشيعة وليس ضدهم.
وعن رفض حزب الله للقرار قال باراك: سيكونون قد فقدوا فرصة، ولكني أعتقد أنّ الأمر هو سياق عملي. وعندما نتحدث عن التنفيذ ماذا يعني ذلك؟ يعني ذلك أننا نبدأ مباحثات طويلة، وحزب الله جزء من الطائفة الشيعية ويجب أن يعلموا ما هو الخيار الأفضل من الخيار الموجود.
ومن بعبدا، انتقل باراك وأورتاغوس والوفد المرافق لهما إلى عين التينة للقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري. الرئيس بري سأل الموفد الأميركي عن الالتزام الإسرائيلي باتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب «إسرائيل» من الأراضي اللبنانية إلى الحدود المعترف بها دولياً، مؤكداً أنّ ذلك هو مدخل الاستقرار في لبنان وفرصة للبدء بورشة إعادة الإعمار تمهيداً لعودة الأهالي إلى بلداتهم، بالإضافة إلى تأمين مقومات الدعم للجيش اللبناني.
بدوره اكتفى الموفد الأميركي بعد اللقاء بالقول: بحثنا وناقشنا ما يهمّ الجميع كيف نصل إلى الازدهار في لبنان في الجنوب والشمال وكافة أنحاء لبنان ولكل اللبنانيين. وختم: لقائي اليوم مع الرئيس بري كان مع شخصية حاذقة لديه تاريخ مذهل ونحن نتحرك بالاتجاه الصحيح.
بدوره أكّد رئيس الحكومة بعد لقائه باراك في السراي أنّ القرارات الصادرة عن مجلس الوزراء إنما انطلقت من المصلحة الوطنية العليا، مشدّداً على وجوب قيام الجانب الأميركي بمسؤوليته في الضغط على «إسرائيل» لوقف الأعمال العدائية، والانسحاب من النقاط الخمس، والإفراج عن الأسرى. كما شدّد رئيس الحكومة على أولوية دعم قدرات القوات المسلحة اللبنانية وتعزيزها، مالاً وعتاداً، بما يمكّنها من أداء المهام المطلوبة منها. وأكّد، في السياق نفسه، أهمية التجديد لقوات اليونيفيل نظرًا لدورها في ترسيخ الاستقرار ومساندة الجيش في بسط سلطة الدولة في الجنوب. من جهة أخرى، دعا رئيس الحكومة إلى إعلان التزام دولي واضح بعقد مؤتمر لدعم إعادة الإعمار والتعافي الاقتصادي في لبنان. كما تناول البحث المستجدات في سورية، حيث شدّد رئيس الحكومة على أهمية الحفاظ على وحدتها وتعزيز الاستقرار فيها.
كما استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل الوفد الأميركي في مكتبه في اليرزة، وتناول البحث الأوضاع العامة والتطورات في لبنان والمنطقة.
إلى ذلك قال مصدر سياسي «إسرائيلي»، رداً على باراك وفق قناة «العربية»: «لا نيّة لـ«إسرائيل» الاحتفاظ بالأراضي اللبنانية. «إسرائيل» ستقوم بدورها عندما يتخذ لبنان خطوات فعليّة. والانسحاب من النقاط الخمس سيتمّ بموجب آلية منسقة مع لجنة اتفاق وقف النار».
إلى ذلك واصل رئيس حزب «القوات اللبنانيّة» سمير جعجع، تحريض الجيش على المقاومة، وقال «أتمنى تجاوب «حزب الله» مع قرار حصر السلاح وألا تُضطر الدولة لاستخدام القوة».
أمنياً، أعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة العامّة التابع لوزارة الصّحة العامّة، في بيان، أنّ «قنبلةً ألقاها العدو الإسرائيليّ من مسيّرة على بلدة الخيام ـ قضاء مرجعيون، أدّت إلى إصابة أربعة أشخاص من الجنسيّة السّوريّة بجروح».
على صعيد آخر أفادت مصادر لـABC أن «وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وافق على خطة لإنهاء عمل قوات اليونيفيل». وقالت المصادر إن «إدارة ترامب ترى أن الإنفاق على اليونيفيل غير فعّال». أضافت: «الدول الأوروبية تعارض إنهاء دعم قوات اليونيفيل وستدعم تمديد عملها».
وأفادت معلومات صحافية انّ «المشاورات لا تزال جارية في الأمم المتحدة بشأن تجديد ولاية قوات اليونيفيل فيما يرجّح أن توافق الولايات المتحدة على التمديد لليونيفيل وهناك اقتراح أميركي يقوم على تقليص عدد اليونيفيل تدريجيًا وبطريقة مسؤولة».
"الشرق":
شكلت زيارة الموفد الاميركي توم براك، والسفيرة مورغان اورتاغوس الى لبنان نقلة متقدمة في تنفيذ الورقة الاميركية مع تعديلاتها. وقد كشف مصدر ديبلوماسي غربي في باريس وعلى بينة واسعة لتعقيدات الملف اللبناني، ان الديبلوماسي الاميركي زار باريس نهار الجمعة الماضية، والتقى المستشارة الديبلوماسية لشؤون الشرق الادنى وشمال افريقيا ان كلير لو جاندر في قصر الاليزيه، وبحث معها في أخر الاتصالات والمشاورات التي أجراها براك مع المسؤولين الاسرائيليين حول تنفيذ الورقة، اضافة الى التجديد لقوات الطوارئ الدولية العاملة في الجنوب.
وقال المصدر في اتصال مع “الشرق” ان زيارة براك الى لبنان شكلت إشارات ايجابية، وان الجانب الاميركي سيواصل اتصالاته ومشاوراته مع الأطراف المعنية.
وكشف ان الجانب الاسرائيلي أبلغ براك شفهيا ان اسرائيل مستعدة للانسحاب من الأراضي اللبنانية، وهي لا تبغي اطلاقا احتلال التلال الخمس الموجودة فيها حاليا.
وبحسب المراجع الغربية فان الانظار الديبلوماسية تترقب التقرير العسكري الذي تعده قيادة الجيش والخطة التي ستضعها لتنفيذ الاتفاق، والذي سيدرسه مجلس الوزراء نهاية الشهر ليبنى على الشيء مقتضاه.
وقالت ان هذا التقرير سوف يبقى سريا بين الاطراف، وان القيادة على تواصل تام مع ممثلي الدول المعنية بتطبيق الاتفاق لاسيما مع لجنة “الميكانيسم” التي تتوالى التنسيق مع الجانب الاسرائيلي ولبنان.
وحتمت المصادر بالقول ان زيارة براك أعطت دفعا اضافيا للجهود الدولية والعربية المبذولة، وبالتالي الكل ينتظر تقرير الجيش لبدء الدخول في التفاصيل، مستعدة اي حرب إسرائيلية قد تشن على لبنان او اي حرب داخلية كما يروج لها البعض.
وفي الاطار نفسه، استقبل قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة، برّاك بحضور أورتاغوس وجونسون مع وفد مرافق، وتناول البحث الأوضاع العامة والتطورات في لبنان والمنطقة.
وفي سياق متصل، أشارت المعلومات الى ان العماد هيكل يبحث مع برّاك في تأمين المساعدات اللازمة للجيش اللبناني لينفذ خطّته.
وقد غادر براك بيروت امس، على أن يعود وأورتاغوس إلى لبنان في زيارة جديدة وفي السياق أفادت مصادر لـABC ان “وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وافق على خطة لإنهاء عمل قوات اليونيفيل”.
وقالت المصادر ان “إدارة ترامب ترى أن الإنفاق على اليونيفيل غير فعّال”.
اضافت: “الدول الأوروبية تعارض إنهاء دعم قوات اليونيفيل وستدعم تمديد عملها”.
من جانبها، قالت معلومات للـLBCI: المشاورات لا تزال جارية في الأمم المتحدة بشأن تجديد ولاية قوات اليونيفيل فيما يرجح أن توافق الولايات المتحدة على التمديد لليونيفيل وهناك إقتراح أميركي يقوم على تقليص عدد اليونيفيل تدريجيًا وبطريقة مسؤولة.
من جهة ثانية و في إطار الجهود والمساعي التي تبذلها وزارة الخارجية والمغتربين للتمديد للقوات الدولية العاملة في جنوب لبنان في جلسة مجلس الأمن المرتقبة نهاية الشهر الجاري، ووفق صيغة قرار التمديد التي يتمسك بها لبنان، استقبل الوزير يوسف رجّي سفير المملكة المتحدة لدى لبنان هاميش كاول الذي أكد دعم بلاده الموقف اللبناني بشأن التجديد لليونيفيل، وجدد تأييد بريطانيا قرار حصر السلاح بيد الدولة.
كذلك التقى الوزير رجّي سفير باكستان سلمان أطهر الذي تشغل بلاده مقعدا غير دائم في مجلس الأمن، وأبدى دعم بلاده التمديد لليونيفيل وفق الصيغة التي يعمل لبنان على إقرارها.
كما استقبل الوزير رجّي سفير الأوروغواي كارلوس غيتو في زيارة وداعية لمناسبة إنتهاء مهامه كسفير لبلاده لدى لبنان، وكانت الزيارة مناسبة جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها.
"الشرق الأوسط":
عادت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى «الواجهة الدبلوماسية» الأميركية في بيروت بعدما كانت قد أقيلت من مهامها في الملف اللبناني - الإسرائيلي قبل نحو شهرين، ليحل محلها الموفد توم برّاك.
وجاءت أورتاغوس مع برّاك إلى بيروت هذه المرة كـ«جزء من الفريق»، بحسب ما أعلن برّاك الذي يزور بيروت للقاء المسؤولين واستكمال البحث في تنفيذ «الورقة الأميركية».
وقال برّاك في تصريح الاثنين: «مورغان أورتاغوس عادت، أعدناها كجزء من فريقنا، وهذا يشكل فرصة كبيرة مجدداً، وذلك بتوصية من الرئيس الأميركي (دونالد ترمب) لمحاولة فعل شيء عظيم، وأن تعود هذه (النجمة) تلمع في هذه المنظومة الكبيرة في الشرق الأوسط».
وبينما تولى برّاك التصريح بعد لقاءاته في بيروت، اكتفت أورتاغوس بـ«الابتسام» و«الاستماع» أمام عدسات الكاميرا، بعدما كانت قد تولّت داخل القاعات الحديث عن موضوع التمديد لقوات «اليونيفيل» قبل أيام من انتهاء ولايتها في آخر شهر أغسطس (آب) الحالي في ظل المساعي اللبنانية لتمديدها سنة إضافية.
وخلال خمسة أشهر من توليها مهامها في الملف اللبناني، اتسمت مواقف أورتاغوس باللهجة التصعيدية خلال زياراتها السابقة إلى بيروت واجتماعها مع المسؤولين قبل أن تتم إقالتها من دون توضيح أميركي.
وكانت تترافق زياراتها في كل مرة إلى بيروت مع جدل معين لأسباب عدة، منها تصريحاتها المرتبطة بـ«حزب الله» أو بعض المسؤولين، ومنها «نجمة داود» التي كانت ترافقها خلال لقاءاتها في بيروت، والتي أثارت تعليقات مختلفة وتفاعلاً بين اللبنانيين.
وفي أولى زياراتها إلى بيروت، وتحديداً في مرحلة مشاورات تشكيل الحكومة، أطلقت الإعلامية الأميركية وملكة الجمال السابقة، تصريحات عالية السقف متعلقة بـ«حزب الله» بقولها إنه «هُزم عسكرياً، وانتهى عهد ترهيبه في لبنان والعالم»، وإن «واشنطن تسعى لعدم مشاركته في الحكومة التي يعمل نواف سلام على تشكيلها».
وهذا ما أثار ردود فعل متباينة في لبنان، واعتبر «حزب الله» على لسان رئيس كتلته النيابية النائب محمد رعد، أنه «تدخل سافر في السيادة اللبنانية، وخروج عن كل اللياقات الدبلوماسية ومقتضيات العلاقات الدولية».
وهذا التصريح أدى إلى إصدار رئاسة الجمهورية بياناً توضيحياً أكدت فيه أن «بعض ما صدر عن نائبة المبعوث الأميركي من القصر الرئاسي يعكس وجهة نظرها الخاصة، والرئاسة غير معنية به».
وفي إطار العلاقات مع السياسيين سُجّل صدام سياسي عبر منصة «إكس» بين أورتاغوس ورئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط، على خلفية انتقاده الشروط المرتبطة بنزع سلاح «حزب الله»، قائلاً: «شروط أورتاغوس مستحيلة، ومنها استئصال (حزب الله)، وأسلحته»، وكتبت على حسابها عبر منصة «إكس»: «وليد... المخدرات مُضرة»، ليعود جنبلاط ويرد بدوره عبر نشره صورة للوحة «الجندي والموت» للرسام هانز لاروين، مرفقة بعبارة: «الأميركية القبيحة».
وعبر «إكس» أيضاً كانت أورتاغوس قد أعادت نشر منشور يتضمن كلام أمين عام «حزب الله» نعيم قاسم حول رفض تسليم السلاح، مرفقة إياه بكلمة: «تثاؤب».
وقبل أيام كان لافتاً قيام أورتاغوس بإعادة نشر تغريدة حول موقف وزير الخارجية اللبناني يوسف رجّي التي ردّ فيها على عدم طلب لاريجاني اللقاء به خلال زيارته إلى بيروت بالقول: «لن ألتقي به حتى لو كان لديّ وقت».
كذلك نشرت صور العسكريين الذين قُتلوا أثناء تفكيك مخزن أسلحة لـ«حزب الله» في جنوب لبنان، واصفة إياهم بـ«الأبطال».
وإضافة إلى تصريحاتها التي وُصفت بـ«غير الدبلوماسية»، كانت قد أثارت أورتاغوس الجدل خلال زيارتها إلى لبنان عبر «نجمة داود» (الرمز اليهودي التقليدي) التي كانت ترافقها في لقاءاتها مع المسؤولين؛ مرة في القلادة ومرة في الخاتم، والتي ظهرت في صور عدّة انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، واستدعت تعليقات وردود فعل متباينة بين اللبنانيين.
واليوم، وبعد أكثر من شهرين على تنحيها، عادت أورتاغوس إلى بيروت ضمن الوفد المرافق للمبعوث الأميركي توم برّاك، وهي التي كانت قد نشرت على حسابها على «إنستغرام» صورة سابقة لهما في مقر الأمم المتحدة الشهر الماضي، وأرفقتها بجملة: «قد نبدو وكأننا في (عيد الفصح)، لكننا نقتحم الأمم المتحدة اليوم».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا