افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 24 أغسطس 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 24 25|07:22AM :نشر بتاريخ

النهار :

يبدو الأسبوع المقبل مثقلاً بغموض كثيف حيال الاستحقاقات اللبنانية ومواعيدها المتعاقبة نظراً إلى عوامل عدة تدافعت في الأيام الأخيرة.

العامل الأول يتمثل بإرجاء الجلسة التي كان متوقعا ان يعقدها مجلس الأمن الدولي للتصويت على المشروع الفرنسي بالتمديد للقوات الدولية العاملة في الجنوب اليونيفيل ، بما اثاره من مخاوف حيال استمرار التجاذبات بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن حول التمديد . ومع ان البقاء حتى اللحظة الأخيرة قبل نهاية شهر آب للتمديد غالبا لليونيفيل هو امر معتاد في تاريخ التصويت على التمديد فان التأجيل الذي حصل هذه المرة اثار القلق لكونه عكس التعقيدات الكبيرة التي تعترض تسوية على التمديد خصوصا في ظل النزعة الأميركية اما لانهاء مهمة اليونيفيل واما لتقليص حجمها والشروع في انهاء مهماتها . ولكن المعلومات التي توافرت في الساعات الأخيرة تحدثت عن ادخال الجانب الفرنسي تعديلات عدة على مشروع التمديد تأخذ في الاعتبار الموقف الأميركي المتحفظ الامر الذي سيكون موضع تشاور بين الفرنسيين والأميركيين للتوصل إلى تسوية تتيح التمديد لسنة مع إجراءات تتلاءم وتقوية مهمة اليونيفيل. 

العامل الثاني يتصل بالتشويش الواسع الذي يحيط بحقيقة ما سيحمله وينقله الموفدان الاميركيان توم براك ومورغان اورتاغوس من إسرائيل إلى بيروت في زيارتهما التي تبدأ الثلاثاء بعد وصولهما مساء الاثنين علما انه سيرافقهما وفد من مجلس الشيوخ الاميركيين . اذ ان الإعلام اللبناني عكس تناقضات واسعة حيال حقيقة الرد الإسرائيلي الذي يفترض ان ينقله الموفدان الاميركيان من دون ان تتوافر معلومات ذات صدقية قاطعة حيال الرد واذا كانت إسرائيل فعلا أبلغت براك واورتاغوس أي رد وما هو مضمونه . ولذا فان كل ما بني مسبقا من تقديرات وتوقعات مغلفة بإطار المعلومات كان "صناعة لبنانية " لخدمة هذا الاتجاه او ذاك اكثر منه معطيات يمكن الركون اليها . وليس أدل على ذلك من تحفظ المراجع الرسمية المعنية عن تأكيد او نفي كل ما يساق قبل عودة الموفدين إلى بيروت ولقاءاتهما مع المسؤولين المعنيين .

وقد اكد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون امس خلال استقباله عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود ان لبنان بانتظار ما سيحمله السفير باراك والسيدة مورغان أورتاغوس من رد إسرائيلي على ورقة المقترحات ولم يتبلغ رسمياً أي شيء مما تم تداوله في الإعلام حول نية إسرائيل إقامة منطقة عازلة في الجنوب . كما اكد الرئيس عون أهمية التجديد لقوات "اليونيفيل" في الجنوب، إلى حين تطبيق القرار 1701 كاملاً، بما يشمل انسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال تحتلها، وإعادة الأسرى، واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود المعترف بها دولياً.

اما العامل الثالث فهو يتصل بترقب خطة قيادة الجيش لتطبيق قرار حصرية السلاح الذي اقره مجلس الوزراء ، وقد بدأت تتكثف المعطيات عن ترجيح طلب القيادة تمديد مهلة تنفيذ القرار إلى ابعد من نهاية السنة الحالية علما ان ذلك قد لا يرضي الجانب الأميركي علما ان اثبات هذه المعطيات ينتظر انعقاد جلسة لمجلس الوزراء في الثاني من أيلول للاطلاع والبحث في خطة قيادة الجيش . ويتزامن الأمر مع تصعيد الحملات الكلامية لحزب الله كما تواتر المعلومات عن أجواء مراوحة سلبية في لقاءات المستشار الرئاسي اندريه رحال مع الحزب بما يبقي الحذر على اشده حيال أي توقعات في شأن تنفيذ قرار حصرية السلاح . 
وامس وخلال قديمه التعازي لعائلتَي عسكريَّين شهيدَين في بلدتَي حي الفيكاني - زحلة، ومجدلون – بعلبك، استُشهدا جراء انفجار مخزن أسلحة وذخائر في وادي زبقين، اكد قائد الجيش العماد رودولف هيكل أن عناصر المؤسسة العسكرية ينفذون مهمات معقدة ودقيقة على امتداد مساحة الوطن، لا سيما في الجنوب حيث تواجه الوحدات العسكرية أخطارًا متنوعة، وتعمل في ظروف صعبة وسط استمرار الاعتداءات من جانب العدو الإسرائيلي. وقال: "إن الجيش هو الحصن المنيع وخط الدفاع الأوّل بالنسبة إلى جميع اللبنانيين، وإن صمود الجيش هو أحد أهم عوامل صمود الوطن، لافتًا إلى أن الجيش سوف يواصل تحمُّل مسؤولياته مهما بلغت الصعوبات". 
مع كل هذه الأجواء مضى "حزب الله" في حملات الشحن والتعبئة ضد الحكومة ورفضا لتسليم سلاحه ، وفي هذا السياق شدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب علي المقداد، على أنّ "سلاح المقاومة لن يُسلَّم، وهو ضمانة لبنان في مواجهة العدو الإسرائيلي وكل محاولات النيل من دوره ومكانته لن تفلح".وأضاف: "أرضنا كربلائية، والمقاومة باقية ما دام الاحتلال قائماً، ومن يراهن على تسليم السلاح فهو يفرّط بكرامته ووجوده".ووجّه رسالة إلى "شركاء الداخل"، قائلاً: "أزيلوا من نفوسكم مسألة السلاح، وابدأوا بإخراج إسرائيل من أرضنا المحتلة وتحرير أسرانا، بعدها يمكن النقاش".  

في المواقف السياسية ايضاً، أشار رئيس" التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الى أن "البعض يطالب بما تريد اسرائيل ولا يطالب بأن توقف الاعتداء على ارضنا وأن تقدم الضمانات". اضاف متوجهاً للسلطة: "تقدمون التنازلات ولا تأخذون أي شيء بالمقابل وتعطون ذريعة لعدم تسليم السلاح ليخطئ من جديد ويكلفنا خطر الحرب والتهديم". وتساءل: "أين الحكومة ولماذا لا تتحدث باعادة الاعمار كما تتحدث بتسليم السلاح؟!" ولفت الى أن "حتى يعيش الشعب بكرامته يجب ان يعرف ان هذا السلاح قام بوظيفته بحماية لبنان بيد الجيش اللبناني الذي يحمينا وليس برمي السلاح وتلفه لأنه هكذا يُطلب منا من الخارج". وقال: نحن معكم لتسليم السلاح وليس للقيام بمسرحيات ونحن معكم لتكليف الجيش بمهمة يستطيع فعليا القيام بها وتؤمنون لها بالسياسة ظروف النجاح، وليس ارساله الى الهاوية ليفشل لأنكم أخذتم قراراً ونريده ان ينجح، ولكن الكارثة ان تأخذوا قراراً وتنفذوه بطريقة تؤدي الى وقوع حرب أو لا تنفذوه وتفقدوا هيبة الدولة من جديد لأنه حصل بطريقة كنتم فيها "مأمورين" عوضا عن أن تكونوا "مبادرين" وعن نزع السلاح الفلسطيني من مخيم برج البراجنة، تساءل: "على من تضحكون؟ أهكذا تريدون استلام السلاح الفلسطيني؟".  وأضاف: اذا بهذا الشكل تريدون استلام سلاح "حزب الله" فـ"الله يوفق، مبلشين منيح".

 

 

 الديار :

لا يزال لبنان، الوفي لمصيره الأبدي، يتخبّط في أزمته السياسية والاقتصادية مع تكشّف خيوط نسيجية معقدة من الشلل السياسي والكارثة الاقتصادية والتوترات الأمنية خلال الأسبوع المنصرم. واليوم يقف لبنان، الذي لطالما كان نسخة مصغّرة للتنافسات الجيوسياسية والعلاقات المتوترة بين القوى الإقليمية والدولية، أمام تقاطع فوضى عارمة، حيث لا تنفصل الخيارات الداخلية عن توازن القوى الإقليمية، وبالتالي سواء في أروقة بعبدا، أو السراي، أو في مخيمات اللاجئين، أو على الحدود، لا يزال لبنان يبحث عن موطئ قدم وسط صراع المصالح والانقسامات الداخلية.

 
حصرية السلاح
الحدث السياسي الأبرز خلال الأسبوع المنصرم، كان تزايد الاهتمام بحصرية السلاح، ويمكن القول إنها رد فعل على خطوة أميركية، تتضمن عرضًا معلنًا بتقديم مساعدة دولية، على شكل معونات وتمويل لإعادة الإعمار.

المؤشرات على تنامي التحرك لهذه الخطوة تكمن بالدرجة الأولى في زيارة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى السراي الحكومي، وفي سلسلة الاجتماعات التي عقدها مستشار رئيس الجمهورية أندريه رحال مع العديد من الجهات، بمن فيها رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد والرئيس نبيه برّي. إلا أنه وعلى الرغم من هذا التنامي، ترى مصادر مطّلعة لجريدة «الديار» أن المسألة لا تزال معقدة وأن «حزب الله سيعتبر قرار الحكومة كأنه غير موجود»، ومع تصريح الحزب بأنه لن يتخلّى عن قدراته الرادعة ما دامت إسرائيل تحتلّ أراضي لبنانية وتعتدي على لبنان من خلال الاغتيالات والغارات التي تتمّ بوتيرة شبه يومية.

مشهد يؤكّد، بحسب المصادر، وجود معضلة في إيجاد مخرج للأزمة. هذا ويتوقع ان يصل السفير توم برّاك إلى لبنان غدًا لإبلاغ السلطات اللبنانية بنتائج مسعاه مع «الإسرائيلي». وبحسب المصادر نفسها، يسعى برّاك إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من نقطة من النقاط الخمس المحتلّة، بالإضافة إلى هدّنة توقف خلالها اعتداءاتها على لبنان بما في ذلك الغارات والاغتيالات. وفي حال كان الردّ إيجابيًا، وهو ما سيعطي دفعًا للحكومة، تؤكّد المصادر أن الرئيس برّي ومن خلفه حزب الله سيكونان أكثر انفتاحًا على الخطّة الحكومية، حيث من المتوقّع أن يكون هناك خطوة مقابل خطوة. وتُضيف المصادر، أنه في حال كان هناك خطوات ملموسة إضافية من قبل الجانب اللبناني، سيكون هناك تحرير لمساعدات مالية تسبق الإصلاحات الاقتصادية، وذلك بهدف إثبات جدّية الطرح الأميركي. أمّا في حال كان الردّ سلبيًا، فتتوقّع المصادر أن يكون هناك ارتفاع في وتيرة المواجهة تبدأ برفع مستوى الخطاب السياسي، ومن ثمّ تتطوّر إلى مستويات مختلفة.

 

الرئيس عون
وامس أكّد رئيس الجمهورية جوزاف عون، خلال استقباله عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود، على «أهمية التجديد لقوات «اليونيفيل» في الجنوب، إلى حين تطبيق القرار 1701 كاملًا، بما يشمل انسحاب إسرائيل من الأراضي التي لا تزال تحتلها، وإعادة الأسرى، واستكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود المعترف بها دوليًا».

وخلال لقائه الوفد الأميركي، شدّد الرئيس عون على أنّ «لبنان بانتظار ما سيحمله الموفد الأميركي توم باراك و(الموفدة السابقة) مورغان أورتاغوس من رد إسرائيلي على ورقة المقترحات». ولفت إلى أنّ «لبنان لم يتبلغ رسميًا أي شيء مما تم تداوله في الإعلام حول نية إسرائيل إقامة منطقة عازلة في الجنوب».

من جهته، هنأ عضو الكونغرس الأميركي دارين لحود الرئيس عون على قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة، مؤكدًا جهوزية الإدارة الأميركية لدعم لبنان في مسعاه لتحقيق الاستقرار والنهوض الاقتصادي.

 

زيارة براك
وفي المعلومات، فان الموفد الاميركي الذي يصل الى بيروت، برفقة مورغان اورتاغوس، سيجمعهما عشاء مع عدد من النواب، في احد مطاعم وسط المدينة، على ان تغادر بعدها اورتاغوس الثلاثاء الى نيويورك للمشاركة في جلسة مجلس الامن للتمديد لقوات الطوارئ الدولية، في وقت انجزت فيها الترتيبات لزيارة تفقدية يقوم بها براك الى قطاع جنوب الليطاني للاطلاع على الوضع عن كثب، ومعاينة مدى التقدم الذي احرزه الجيش اللبناني ميدانيا، على صعيد تنفيذ مهمته.

 

ارجاء جلسة مجلس الامن
ففي وقت كان لبنان يترقب جلسة مجلس الامن الاثنين المقبل لتحديد مصير وجود قوات اليونيفيل في لبنان بين التجديد لها سنة اضافية او عدمه ، جاء خبر إرجاء الجلسة الى موعد غير محدد، رجح ان يكون يوم الاربعاء او الجمعة على ابعد تقدير، وهو ما رأت فيه مصادر متابعة، انعكاسا لعمق الانقسام العمودي بين الاعضاء واستحكام التجاذبات بين محور المؤيدين للتجديد ورافضيه، رابطة بين الارجاء ونتائج حراك الثنائي برّاك - اورتاغوس في ما يتصل بالرد الاسرائيلي المنتظر على الورقة الاميركية في اطار سياسة الخطوة مقابل خطوة، بعد قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة.

 

الاعتداءات الإسرائيلية
على الصعيد الأمني، لا تزال الاعتداءات الإسرائيلية وخرق السيادة اللبنانية مستمرّة، فقد أسفرت غارة جوية إسرائيلية في الجنوب عن استشهاد شخص. وأفادت «الوكالة الوطنيّة» عن تحليق للطيران الإسرائيلي في قرى البقاع الشمالي على علو متوسّط وتحليق لمسيرات إسرائيلية في أجواء البيسارية وجوارها، وذلك بشكلٍ مُكثّف. وهو ما يُثير الرعب لدى المواطنين، وقد يؤدّي استمرار هذه الاعتداءات إلى تفاقم الأمور وحصول مواجهة شاملة من جديد، بخاصة إذا فشلت المبادرات الديبلوماسية لتهدئة التوترات.

 

قائد الجيش
إلى هذا قدّم قائد الجيش العماد رودولف هيكل التعازي لعائلتي عسكريّين شهيدين في بلدتي حي الفيكاني في زحلة، ومجدلون في بعلبك، كانا قد استشهدا في حادث مخزن أسلحة وذخائر في وادي زبقين في الجنوب. وأشاد قائد الجيش بـ «مهنية الشهيدَين ومناقبيتهما وانضباطهما، واستعدادهما للتضحية حتى الشهادة»، مؤكدًا أن عناصر المؤسسة العسكرية «ينفذون مهمات معقدة ودقيقة على امتداد مساحة الوطن، لا سيما في الجنوب حيث تواجه الوحدات العسكرية أخطارًا متنوعة، وتعمل في ظروف صعبة وسط استمرار الاعتداءات من جانب العدو الإسرائيلي». وأضاف هيكل، «الجيش هو الحصن المنيع وخط الدفاع الأوّل بالنسبة إلى جميع اللبنانيين، وإن صمود الجيش هو أحد أهم عوامل صمود الوطن.»

 

موقف نوعي
في المواقف ايضاً، أشار رئيس» التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل في كلمة ألقاها خلال العشاء السنوي لهيئة قضاء الزهراني الى أن «البعض يطالب بما تريد اسرائيل ولا يطالب بأن توقف الاعتداء على ارضنا وأن تقدم الضمانات». اضاف متوجهاً للسلطة: «تقدمون التنازلات ولا تأخذون أي شيء بالمقابل وتعطون ذريعة لعدم تسليم السلاح ليخطئ من جديد ويكلفنا خطر الحرب والتهديم». وتساءل: «أين الحكومة ولماذا لا تتحدث باعادة الاعمار كما تتحدث بتسليم السلاح؟!»

وتابع نريد «اجراء حوار حقيقي ووضع استراتيجية دفاعية». وقال: نحن معكم لتسليم السلاح وليس للقيام بمسرحيات ونحن معكم لتكليف الجيش مهمة يستطيع فعليا القيام بها وتؤمنون لها بالسياسة ظروف النجاح، وليس ارساله الى الهاوية ليفشل لأنكم أخذتم قراراً ونريده ان ينجح، ولكن الكارثة ان تأخذوا قراراً وتنفذوه بطريقة تؤدي الى وقوع حرب أو لا تنفذوه وتفقدوا هيبة الدولة من جديد.

وعن نزع السلاح الفلسطيني من مخيم برج البراجنة، تساءل: «على من تضحكون؟ أهكذا تريدون استلام السلاح الفلسطيني؟». وأضاف: اذا بهذا الشكل تريدون استلام سلاح «حزب الله» فـ«الله يوفق، مبلشين منيح».

 

الجامعة العربية
في هذا المجال ايضا، قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، إن زيارته إلى بيروت تأتي في إطار دعم الجامعة العربية لتوجهات الدولة اللبنانية في بسط سيادتها على كامل الأراضي وحصر السلاح بيدها، حيث اكد أن «قرار الحكومة اللبنانية بتكليف الجيش إعداد خطة لتنفيذ مبدأ حصرية السلاح يتوافق بالكامل مع قرارات القمم العربية»، وأضاف: «إذا تم عقد مؤتمر دولي لدعم الجيش، فإن الجامعة العربية سترحب بالمشاركة فيه، وتسعى لخلق زخم مطلوب لدفع الدول الداعمة إلى تقديم ما يلزم من مساعدات دعمًا لاستقرار لبنان وحفاظًا على سلامة أهله».

 

الفيول الكويتي
وامس أعلن المكتب الإعلامي لوزير الطاقة جو الصّدي، أنّه «رست في المياه الاقليمية اللبنانية أول ناقلة نفط من ضمن عرض دولة الكويت الذي ينص على تزويد لبنان بكمية 132 ألف طن متري من الغاز أويل لزوم إنتاج معامل مؤسسة كهرباء لبنان، على أن تكون 66 ألف طن منها هبة. ما يعني عمليًا ان الكمية المعروضة هي بنصف سعرها، وبطبيعة الحال اقل بكثير من اي سعر آخر قد يعرض».

وقال: «بناء على قرار الوزير جو الصّدي بعدم تكبيد لبنان اي ديون إضافية وتحميل اللبنانيين المزيد من الاعباء المالية، سيسدّد ثمن النفط الكويتي من جباية مؤسسة كهرباء لبنان».

وأضاف مكتب الصدي: «إننا وإذ نتوجّه بجزيل الشكر من دولة الكويت على مساهمتها في تسهيل إنتاج الكهرباء، نؤكد ان هذه الخطوة غير مستغربة من الكويت التي لطالما وقفت الى جانب لبنان وشعبه في أحلك الظروف».

 

الوضع الاقتصادي وانعكاسه على التعليم
لا تزال الأزمة الاقتصادية والمالية تطال الدولة والشعب. وإذا كان الحديث عن تحسّن في مالية الدولة قد احتلّ وسائل الإعلام، أتى نفي صحة هذا الكلام من وزيرة التربية التي أكدّت أن التعليم هذا العام سيكون على أربعة أيام في الأسبوع بسبب الوضع المالي للدولة.

وبحسب تقرير صادر عن صحيفة «ذا ناشيونال»، فإن الوضع في قطاع التعليم اللبناني يمرّ في أصعب أيامه مع إجبار آلاف العائلات على نقل أطفالها من مدارسهم الخاصة – بسبب رفع الأقساط – إلى مدارس حكومية تُعاني أصلًا من ركود بحسب ما أكدّته وزيرة التربية. ويقول مرجع اقتصادي كبير لجريدة الديار، أن ما يُحكى عن تصفير في عجز الموازنة أو فائض في الموازنة هو كلام إعلامي لا يمتّ إلى الحقيقة بصلة. فكلفة الفيول العراقي والتي تخطّت ملياري دولار أميركي لا تدخل ضمن الموازنات، كذلك الدين العام وفوائده التي تتعامل معها الحكومة كأنها غير موجودة.

 

البنك الدولي
على صعيد آخر، أعلن البنك الدولي عن مشروع جديد لتمويل إصلاح وإعادة بناء البنية التحتية العامة المتضررة من قبل العدوان الإسرائيلي بقيمة 250 مليون دولار أميركي.

 

تحركات للعسكريين المتقاعدين
هذا ومن المتوقع، أن يشهد الأسبوع المقبل تحركات للعسكريين المتقاعدين، وذلك على خلفية عدم تلقيهم أي أموال من الحكومة بحسب مرسوم صادر عنها. وبحسب مصادر العسكريين المتقاعدين، هناك غموض حول موعد صرف المنح التي أقرّتها الحكومة، خصوصًا أنه تمّ وقف العمل بالمرسوم بعد الطعن فيه. ويطالب العسكريون بـ 50% من رواتب وأجور العام 2019، إلا أن الوضع المالي الدقيق للحكومة لا يُبشّر بقدرتها على الوفاء بوعودها.

 

بين الداخل والخارج: لعبة الوقت الضائع
لبنان اليوم أمام مشهد معقد: حكومة تبحث عن تثبيت سلطتها عبر شعار حصرية السلاح، حزب الله يتمسك بموقعه وسلاحه كعنصر ردع، الفلسطينيون في المخيمات أمام اختبار جدّية الدولة، إسرائيل تواصل اعتداءاتها اليومية وتضغط عبر المجتمع الدولي، فيما المواطن اللبناني غارق في أزمة كهرباء، انهيار اقتصادي، وانكماش في التعليم.

 

لبنان على المفترق
الأسابيع المقبلة، وربما الأيام، ستُظهر إن كان لبنان يتجه نحو تسوية مرحلية تنقذه من الانفجار، أم نحو مواجهة جديدة ستكلفه أثمانًا باهظة. الرد الإسرائيلي المرتقب ليس مجرّد تفصيل، بل هو المؤشر الفعلي على وجهة المرحلة: إمّا تهدئة مشروطة، وإمّا انفجار عسكري وسياسي يعيد خلط الأوراق.

الواقع أنّ لبنان لا يملك ترف الوقت ولا رفاهية المماطلة. فكل تأجيل يعني تعميق الانهيار وإضعاف مؤسسات الدولة أكثر فأكثر. من هنا، يبقى السؤال المركزي: هل يستطيع لبنان أن يستثمر في اللحظة الدبلوماسية الراهنة ليترجمها إلى إنقاذ داخلي، أم سيجد نفسه مجددًا رهينة التناقضات والخيارات الصعبة التي تُفرض عليه من الخارج؟

إنها لحظة الحسم، واللبنانيون على موعد مع استحقاق سيحدد إن كان بلدهم ذاهبًا إلى فسحة أمل ولو مؤقتة، أم إلى جولة جديدة من الأزمات التي لم تعد تحتملها لا الدولة ولا الشعب.

 

 الأنباء الإلكترونية :

تترقب الأوساط السياسية عودة المبعوثين الأميركيين إلى الشرق الأوسط، توماس براك ومورغان أورتاغوس، يوم غد الاثنين في زيارة حاسمة قد تحمل في طياتها إما الخلاص أو الهلاك. هذه الزيارة تأتي في وقت دقيق، مع اقتراب نهاية شهر آب، وهو الموعد المحدد لتقديم خطة الجيش اللبناني المتعلقة بحصر السلاح تمهيدًا لتنفيذها.

في هذا السياق، ينتظر الوفد الأميركي ردًا مفصلاً من إسرائيل على الورقة التي قدمها براك سابقًا للبنان، في وقت يتوقع أن تشهد المحادثات تحولات قد تعيقها المماطلة الإسرائيلية وتغرق بنود الورقة بشروط تعجيزية لصالح إسرائيل.

زيارة حاسمة ورد مرتقب

ومع انتظار حسم الأمور خلال الزيارة الأميركية، أكد عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم، أن براك وأورتاغوس أوضحا خلال الزيارة الأخيرة أنهما سيعودان بأجوبة واضحة حول الورقة التي وافق عليها مجلس الوزراء، متسائلا ما إذا ستكون الأجواء إيجابية، وما إذا كان لبنان سيقبل بهذه الإجابات في ظل المصالح الوطنية التي تفرض عليه مواقف حاسمة.

سلبية إسرائيلية ورد بالنار

هاشم شدد في حديثه لـ"الأنباء" الإلكترونية على أن الرئيس نبيه بري يترقب ما سيحمله الوفد الأميركي. ورغم أنه سينتظر ويسمع، الا انه لا يمكن لأحد أن يثق بالنوايا الإسرائيلية، خصوصًا وأن التجارب السابقة أثبتت السلبية الدائمة من جانبها، هذا التوجس من النوايا الإسرائيلية بات واضحًا بعد أن تلقى لبنان وعودًا بالعودة بالإجابات، بينما وجهت إسرائيل موجة اعتداءات جديدة، في ردّ صريح بالنار.

نوايا خبيثة

هاشم تطرق إلى التسريبات الأخيرة حول الشروط الإسرائيلية، والتي تتضمن حق إسرائيل في البقاء داخل 14 قرية لبنانية، وإفراغها من سكانها بشكل جزئي أو كلي، مشيراً إلى أن هذه التسريبات قد تكون بالونات اختبار، مؤكداً أن ما يتم تسريبه من أفكار مؤخراً يعكس النوايا الخبيثة لإسرائيل، مع تنامي طموحها في تحقيق مطامعها في لبنان. وتساءل: "أي إيجابية ننتظر وفقًا لذلك؟".

حلحلة على خط بعبدا-عين التينة

تزامنًا مع التوترات السياسية التي أثارها قرار الحكومة بسحب السلاح والموافقة على الورقة الأميركية، ساهمت حركة التواصل بين المسؤولين في كسر الجمود الحاصل. في هذا الإطار، أشار هاشم إلى أن أي لقاء بين المسؤولين اللبنانيين يجب أن يُبنى عليه بالإيجابيات، بغض النظر عن التوجهات المختلفة، مشددًا على أن هذه اللقاءات تفتح بابًا أمام تضافر الجهود، وترك المجال للتحولات الإيجابية التي يحتاجها لبنان في الوقت الراهن لمواجهة التحديات التي تواجهه.

 

مصير مجهول لليونيفيل

في شأن آخر، لا يزال مصير قوات اليونيفيل غامضًا، حيث أظهرت الوقائع الأخيرة أن التمديد لهذه القوات يراوح بين مد وجزر، وسط تجاذبات دولية متواصلة. هذه التجاذبات تسببت في تأجيل الجلسة المقررة لمجلس الأمن الدولي من الإثنين إلى الأربعاء أو الجمعة، وسط أمل في نجاح المشاورات وتذليل العقبات، تمهيدًا للتصويت على تجديد الولاية.

 

 

 الشرق الأوسط :

​كشف دبلوماسيون لـ«الشرق الأوسط» أنهم يتوقعون اتصالاً وشيكاً بين وزيرَي الخارجية: الفرنسي جان نويل بارو، والأميركي ماركو روبيو، سعياً إلى تذليل عقبة وُصفت بأنها «أخيرة» أمام تصويت مجلس الأمن على التمديد 12 شهراً إضافية للقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان (اليونيفيل).

وجاء ذلك بعدما كسرت الولايات المتحدة الجمعة «الإجراء الصامت» على مشروع القرار المعدل الذي أعدته فرنسا، بوصفها حاملة القلم في مجلس الأمن للقضايا الخاصة بلبنان، في ضوء المفاوضات التي أجراها الدبلوماسيون الفرنسيون مع نظرائهم الأميركيين في نيويورك، للتوصل إلى صيغة وسطية حيال «اللغة التي ينبغي استخدامها في شأن إنهاء عمل (اليونيفيل) وسحبها من جنوب لبنان، بعد التمديد المتوقع لها خلال الأسبوع الجاري»، علماً بأن واشنطن أعطت مؤشرات واضحة إلى قبولها التجديد لمدة سنة كاملة.

وإذا لم يتفق الطرفان الأميركي والفرنسي على الصيغة النهائية خلال الاتصال المتوقع بين روبيو وبارو، يمكن لروسيا التي تترأس مجلس الأمن الشهر الحالي أن تؤجل الجلسة المقررة صباح الاثنين إلى موعد آخر، قبل انتهاء تفويضها الحالي في 31 أغسطس (آب) الجاري، وفقاً لما قاله دبلوماسي واسع الاطلاع، طالباً عدم نشر اسمه نظراً إلى حساسية المفاوضات الجارية.

إنهاء دور أوروبا في الشرق الأوسط
وعبَّر الدبلوماسي عن اعتقاده بأن الضغوط الإسرائيلية متصلة بمواقف الدول الأوروبية من قضايا أخرى في المنطقة، بما فيها إعلان فرنسا اعترافها بالدولة الفلسطينية، بينما ربط دبلوماسي آخر تشدد الولايات المتحدة في وضع جدول زمني واضح لسحب «اليونيفيل» بالضغوط التي تمارسها إسرائيل بغية «إنهاء أي دور لأوروبا في الشرق الأوسط»، علماً بأن الدول الأوروبية -ومنها فرنسا وإيطاليا وإسبانيا والنرويج وغيرها- تضطلع بدور رئيسي في القوة المؤقتة التي بدأت انتشارها الأول على أثر الاجتياح الإسرائيلي الأول للبنان عام 1978، ثم توسعت بعد حرب عام 2006 بين إسرائيل و«حزب الله».

وتستفيد حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من «عدم شهيَّة» مسؤولين كبار في إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للتعاون مع أدوار الأمم المتحدة، بما فيها عمليات حفظ السلام عبر العالم.

صيغة فرنسية معدلة
وبعد المفاوضات التي أُجريت طوال الأسبوع الماضي، وزَّعت فرنسا صيغة معدلة لمشروع قرار التمديد لـ«اليونيفيل» ضمنتها تعديلات تستجيب إلى حد بعيد لمطالب الولايات المتحدة. وأدخلت تعديلات على ديباجة مشروع القرار، بما يفيد أن مجلس الأمن «يرحب بجهود الحكومة اللبنانية لممارسة سيادتها على كامل أراضيها، من خلال القوات المسلحة اللبنانية، وعدم الاعتراف بأي سلطة سوى سلطة الحكومة اللبنانية»، ملاحظاً «إيجابية التقدم الذي أحرزته (اليونيفيل) منذ 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 في اكتشاف مخابئ الأسلحة، وفي تعزيز وجودها من خلال الدوريات وعمليات التفتيش في المواقع ذات الأهمية، وكان ذلك بالاشتراك مع القوات المسلحة اللبنانية».

 

فقرات إضافية
ووفقاً لمشروع القرار الذي حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، فإن التعديلات طالت أيضاً فقراته العاملة، فصارت الأولى منه تنص على أن مجلس الأمن «يقرر تمديد ولاية اليونيفيل حتى 31 أغسطس 2026، مع التخطيط لانسحابها» طبقاً لما تنص عليه الفقرة الخامسة التي تشكل محور المفاوضات الجارية حالياً.

وتنص الفقرة الخامسة بصيغتها المعدلة على أن مجلس الأمن «يُشير إلى عزمه العمل على انسحاب (اليونيفيل) بغية جعل الحكومة اللبنانية الجهة الوحيدة المسؤولة عن الأمن في جنوب لبنان، شريطة أن تسيطر الحكومة اللبنانية بشكل كامل على كل الأراضي اللبنانية، ولا سيما من خلال الدور الذي تضطلع به القوات المسلحة اللبنانية وكل المؤسسات الأمنية للدولة، وأن يتفق الطرفان على ترتيب سياسي شامل».

وأضيفت إلى هذه النص فقرتان إضافيتان، تطلب الأولى من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن «يُجري بحلول الأول من مارس (آذار) 2026 مراجعة استراتيجية من أجل: (أ) تقييم شروط انسحاب اليونيفيل، بهدف أن يبدأ الانسحاب التدريجي لـ(اليونيفيل) في موعد أقصاه 31 أغسطس 2026، و(ب) استكشاف الخيارات المتاحة لمستقبل تنفيذ القرار 1701 بعد انسحابها، ومنها سبل تعزيز الدعم لإعادة انتشار القوات المسلحة اللبنانية جنوب نهر الليطاني من خلال أدوات الأمم المتحدة».

وتنصّ الثانية على دعوة الحكومة اللبنانية إلى «الاحترام الكامل لكل أحكام اتفاق وضع القوات المؤرخ 15 ديسمبر (كانون الأول) 1995، حتى رحيل العنصر الأخير من القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان، وبخاصة الأحكام المتعلقة بحرية حركة قوة (اليونيفيل) في كل أنحاء لبنان، فضلاً عن امتيازاتها وحصاناتها»، مع مطالبة الحكومة اللبنانية بـ«اتخاذ كل الخطوات المناسبة لاحترام سلامة وأمن قوة الأمم المتحدة وأفرادها المرتبطين بها ومعداتهم ومبانيهم».

وكذلك يطلب من «(اليونيفيل) أثناء تنفيذ انسحابها، وبما يتماشى مع ممارسات الأمم المتحدة المعمول بها واللوائح والقواعد المالية، اتخاذ كل الخطوات والاحتياطات العملية لضمان نقل الأصول بأمان إلى سيطرة الكيان المُعيَّن، ويُطلب من الأمين العام للأمم المتحدة إبقاء مجلس الأمن على اطلاع منتظم بالتطورات المتعلقة بهذه العملية».

واعتبر المفاوضون الأميركيون أن هذه الفقرات تترك الباب مفتوحاً أمام بقاء «اليونيفيل» بعد 31 أغسطس 2026، وهذا ما تعارضه بشدة حكومة نتنياهو وبعض المسؤولين الأميركيين المؤيدين لإسرائيل.

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية