اللواء: لبنان يتجنَّب الخوض في مطلب نزع السلاح قبل الخطوات الإسرائيلية

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 27 25|08:30AM :نشر بتاريخ

يتوجَّه الموفد الاميركي توم براك الى الجنوب اليوم في جولة جنوب الليطاني تقوده الى الحدود بين لبنان واسرائيل، لرؤية المكان الذي يمكن ان تقام فيه «المنطقة الاقتصادية باسم الرئيس ترامب»، ومن هناك يمكن ان يتوجه مجدداً الى اسرائيل، لإطلاع المسؤولين فيها على نتائج جولته على كبار المسؤولين في بيروت، وما نقله عن استعداد اسرائيلي لبحث الانسحاب من النقاط الخمس المحتلة عند الحدود، بعد ان تكون الحكومة اللبنانية أقرت خطة نزع سلاح حزب الله، في جلستها الاسبوع المقبل في 2 ايلول، كما كان مقرراً مسبقاً، وهو ما اكد عليه الرئيس نواف سلام ان «مسار حصرية السلاح وبسط سلطة الدولة واحتكارها لقراري الحرب والسلم هو مسار انطلق ولا عودة الى الوراء»، واتخذ قرار حازم في جلسة 5 آب، بتكليف الجيش اللبناني وضع خطة شاملة لحصر السلاح قبل نهاية العام وعرضها على مجلس الوزراء وهو ما سيعرض الاسبوع المقبل.

سلام في القاهرة

يشار الى ان الرئيس سلام، وفي زيارة مفاجئة وصل إلى القاهرة مساء امس في اطار تحركه عربياً، برفقة وزير الثقافة غسان سلامة ووزير الطاقة والمياه جو صدي، في مستهل زيارة رسمية الى مصر.

واستقبله وزير البترول والثروة المعدنية في جمهورية مصر العربية المهندس كريم بدوي، وسفير لبنان لدى مصر السفير علي الحلبي، الى جانب عدد من اعضاء البعثة الدبلوماسية اللبنانية.

وقالت مصادر سياسية لـ«اللواء» ان البيان الرئاسي الذي صدر في أعقاب لقاء رئيس الجمهورية مع الوفد الأميركي تجنب الخوض في اي رد على ما طالبت به اسرائيل بشأن تسليم السلاح اولا ومن ثم الإنسحاب قائلة في الوقت نفسه انه ارتكز الى التأكيد على إلتزام لبنان الكامل بإعلان السابع والعشرين من تشرين الثاني وورقة الإعلان المشتركة الأميركية اللبنانية.

وأوضحت المصادر نفسها ان الجانب الأميركي ابلغ رئيس الجمهورية بالرد الاسرائيلي القائم على ضرورة المباشرة بخطوة نزع السلاح، واشارت الى انه بعد مناقشة مجلس الوزراء خطة الجيش بشأن حصرية السلاح واقرارها سيكون هناك كلام آخر اذ ان لبنان قام بواجبه والكرة تصبح في ملعب الأميركيين والإسرائيليين .

ولفتت الى ان هذه الخطة ستعرض على الحكومة في الثاني من ايلول المقبل الا اذا طلب الجيش مهلة اضافية وستقر، وقالت انه هنا قام لبنان بما يجب ان يقوم به ان لجهة الموافقة على الورقة الأميركية واقرار خطة أمنية وضعها الجيش.

الى ذلك لوحظ توتر الموفد الأميركي توم باراك في المؤتمر الصحافي في قصر بعبدا ما انعكس توترا على الإعلام الذي يقوم بواجبه في تغطية نقل وقائع هذا المؤتمر ويبدي حماسة لمعرفة الوقائع واندفع باراك على مهاجمة الإعلاميين والحديث عن فوضى.

على أن الابرز ما نقله السناتور الاميركي رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ الاميركي، وهو يشغل رئيس لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ ليندسي غراهام، الذي قال من قصر بعبدا: «لا تسألوا عن ماذا ستفعل اسرائيل، فهي لن تغيّر نظرتها اليكم الا اذا غيرتم اداءكم، اي نزعتم سلاح حزب الله، عدو الشعب الاسرائيلي، حينها فقط يبدأ الحديث الجيد، اما ما هو دون ذلك ففارغ المعنى».

ولئن تجنب لبنان الخوض في المطلب الاسرائيلي بنزع سلاح حزب الله اولاً، قبل الاقدام على اي خطوة مقابلة، فإن الرئيس بري لم يخرج بـ«انطباعات مشجعة من اجتماعه مع براك.. وذكرت المعلومات انه قال للموفد الاميركي ان لبنان قام بما عليه، واتخذ قراراً مبدئياً في مجلس الوزراء من دون رؤية اي خطوة مقابلة من اسرائيل.

وتحدثت مصادر اطلعت على بعض الاجواء ان اللقاء مع الرئيس بري كان فاتراً، وهو ما ادى الى مغادرة الوفد الاميركي دون الادلاء بأي تصريح.

واوضح المبعوث الاميركي براك والسفيرة اورتاغوس ابعاد البيان الذي صدر امس عن مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو ردا على ورقة لبنان، حيث اشارا الى ان تل ابيب ستسير بسياسة الخطوة مقابل خطوة، وبعد ان تقر الحكومة خطة الجيش لسحب سلاح حزب الله، ستقر هي خطة الانسحاب من النقاط الخمس، مؤكدين انها لا تريد احتلال لبنان. واوضح اعضاء وفد الكونغرس الاميركي الذي جال مع الموفدين على بعبدا وعين التينة والسراي وكليمنصو وسيزور اليرزة، ان اي تقدّم او مساعدة او انسحاب لن يحصل قبل سحب السلاح غير الشرعي، بينما اشار براك الى ان القرار اتخذ بالتمديد عاما واحدا لليونيفيل.

في المقابل، أكد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون للوفد الاميركي تقيّد لبنان بمضامين اتفاق وقف النار المبرم في 27 تشرين الماضي. خلال الاجتماع، ووفق بيان صادر عن الرئاسة، جدد الرئيس عون امام الوفد الشكر للإدارة الاميركية والكونغرس على استمرار اهتمامهم بلبنان والتزامهم مساعدته في ضوء توجيهات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، واطّلع الرئيس عون من أعضاء الوفد على نتائج زيارتهم الى دمشق فأعرب عن ارتياحه الكبير لما نقلوه من استعداد سوري لاقامة افضل العلاقات مع لبنان. واكد انها رغبة وإرادة متبادلة بين البلدين كما جدد استعداد لبنان العمل فورا على معالجة الملفات الثنائية العالقة بروح الاخوة والتعاون وحسن الجوار والعلاقات التاريخية بين شعبي البلدين، مشددا على دعم لبنان الكامل لوحدة وسلامة الأراضي السورية. واطّلع رئيس الجمهورية من الوفد على نتائج زيارته لإسرائيل والمواقف التي صدرت عن المسؤولين الاسرائيليين فأكد الرئيس عون مجددا التزام لبنان الكامل بإعلان 27 تشرين الثاني (نوفمبر) لوقف الاعمال العدائية والذي اقر برعاية أميركية- فرنسية ووافقت عليه الحكومة السابقة بالاجماع. وجدد التزام لبنان بورقة الإعلان المشتركة الأميركية- اللبنانية التي اقرها مجلس الوزراء ببنودها كافة من دون أي اجتزاء. وشكر الرئيس عون الجانب الأميركي على استمراره في دعم الجيش اللبناني والقوى المسلحة اللبنانية وتعزيزها في كافة المجالات لتقوم بمهامها الوطنية لجهة حصرية الامن والاستقرار في لبنان.

إذاً، تبلغ لبنان رسميا امس من الوفد الاميركي الذي يزور بيروت الرد الاسرائيلي على التعديلات التي ادخلها على الورقة الاميركية، ومفاده ان لا انسحاب اسرائيليا قبل نزع سلاح الحزب، مع اقتراح أميركي بإقامة منطقة اقتصادية عازلة على أنقاض القرى الحدودية، ووعد بأن «نأتي بدول الخليج للمساهمة في المنطقة الإقتصاديّة جنوباً، وسننزع أيضاً القلق الإسرائيلي».

الموقف اعلنه الموفدان توم براك ومورغان اروتاغوس من القصر الجمهوري واعتبر الوفد «ان اتّفاقية السلام مع إسرائيل هي طريق للوصول إلى الإزدهار والسلام». ومن شأن هذا الموقف ان يعقد الامور ويجعل لبنان في حِلٍ من التزاماته اذا لم تقم اسرائيل بخطوة في سياق تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار.

لكن اورتاغوس اوضحت الموقف بقولها: ان إسرائيل مستعدّة أن تتحرّك خطوة مقابل خطوة مع قرارات الحكومة اللبنانيّة. فيما قال براك:الجهد الذي سنقوم به مع اسرائيل هو للتأكيد على ان حزب الله ليس مسلحا وليس عدائيا بحقهم، وهم سينسحبون بنفس الطريقة. لم يكن بإستطاعتهم ان يجيبوا بهدوء وبالتحديد، لأننا لم نعطهم بعد الاجوبة الواضحة. وما سنقوم به هو ان حكومتكم في الايام المقبلة ستقدم إقتراحا وخطة إقتراح لما هو في نيتها القيام به لنزع سلاح حزب الله. وعندما ترى إسرائيل ذلك، سيقدم الإسرائيليون الإقتراح المقابل، وما سيقومون به لجهة الإنسحاب وضمان حدودهم أيضا والنقاط الخمس، مقابل ما سنعرضه عليهم من الجهة اللبنانية.

وزار الموفدان توم براك ومورغان اروتاغوس الرؤساء جوزاف عون ونبيه بري ونواف سلام مع وفد الكونغرس الاميركي الذي ضم السيناتور جين شاهين والسيناتور ليندسي غراهام والنائب جو ويلسون. وحيث كرر غراهام موقف براك ان اسرائيل لن تقوم بأي خطوة قبل تسليم سلاح حزب الله.

وخلال الاجتماع جدد الرئيس عون امام الوفد الشكر للإدارة الاميركية والكونغرس على استمرار اهتمامهم بلبنان والتزامهم مساعدته في ضوء توجيهات الرئيس الاميركي دونالد ترامب، واطلع الرئيس عون من أعضاء الوفد على نتائج زيارتهم الى دمشق فأعرب عن ارتياحه الكبير لما نقلوه من استعداد سوري لاقامة افضل العلاقات مع لبنان. واكد انها رغبة وإرادة متبادلة بين البلدين كما جدد استعداد لبنان العمل فورا على معالجة الملفات الثنائية العالقة بروح الاخوة والتعاون وحسن الجوار والعلاقات التاريخية بين شعبي البلدين، مشددا على دعم لبنان الكامل لوحدة وسلامة الأراضي السورية.

وقال براك بعد اللقاء: الرئيس ترامب يريد أن يرى لبنان مزدهراً وأن يتم نزع السلاح والرؤساء الثلاثة يحاولون القيام بأفضل عمل للإزدهار إذاً لماذا حزب الله مسلّح؟.

اضاف: في 31 آب ستستعرض الحكومة والجيش خطّة، ونحن لا نتحدث عن حرب بل عن اقتناع حزب الله بالتخلي عن السلاح.

وقال: سنأتي بدول الخليج للمساهمة في المنطقة الإقتصاديّة جنوباً، يجب أن تدخل الأموال من الخليج لإعادة الإزدهار في لبنان وسنخلق صندوقاً إقتصادياً لدعم لبنان، وسننزع أيضاً القلق الإسرائيلي واتّفاقية السلام مع إسرائيل هي طريق للوصول إلى الإزدهار والسلام.

اضاف براك:أشعر بالأمل لأنّ حكومتكم قامت بشيء مذهل واتّخذت خطوة الطلب من الجيش إعداد خطّة لنزع سلاح حزب الله وستُعرض علينا وإسرائيل تقول إنّها مسرورة من الإنسحاب من لبنان ولا تريد احتلال لبنان. إسرائيل تقول إنّها ستقدّم خطّتها بالإنسحاب فور حصولها على الخطّة المقدّمة من الجانب اللبناني، وتقول انها ستنسحب من لبنان بشكلٍ متناسب بحسب ما تراه من خطوات نزع سلاح حزب الله.

وتابع:حكومة لبنان ستقدم اقتراحها بالايام المقبلة حول كيفية نزع سلاح حزب الله عندها اسرائيل ستقبالها باقتراح حول الانسحاب من النقاط الخمس وعلى لبنان العمل مع إسرائيل لإزالة التوترات.

وعن التمديد لقوات اليونيفيل قال براك: سنوافق على التمديد لليونيفيل مدة عام. مضت فترة طويلة على وجود اليونيفيل في لبنان وندفع مليار كلّ عام وما زلتم في حالة ضياع، لذا ركّزوا على الجانب اللبناني ولا تعتمدوا على الخارج، ويمكن إقناع الحزب من دون حرب. الجيش اللبناني هو الجواب لا اليونيفيل وفي كل مرة تلجأون للخارج تفقدون قيمة ما لديكم. وخطة نزع سلاح حزب الله لن تكون عسكرية بالضرورة ولكن من خلال إقناع الحزب بالتخلي عن سلاحه.

اما أورتاغوس فقالت: إسرائيل مستعدّة أن تتحرّك خطوة مقابل خطوة مع قرارات الحكومة اللبنانيّة وسنساعد الحكومة للمضي قدماً في القرار التاريخي ونشجّع إسرائيل على القيام بخطواتها. الأمر الآن يعتمد على الأفعال لا الأقوال وسنقابل إتخاذ الحكومة خطوة بحث إسرائيل على اتخاذ خطوة أخرى.

واكد عضوا وفد الكونغرس الاميركي شاهين وغراهام الذي التقى رئيس الجمهورية أنّ الولايات المتحدة تقف إلى جانب شعب لبنان، والى جانب لبنان آمن ومزدهر، وهو في مصلحة ليس فقط اميركا، ولكن الشعب اللبناني ايضاً والمنطقة بأسرها. وأحد المفاتيح لتحقيق ذلك الواقع هو النزع الكامل لسلاح حزب الله.

اضاف: المهمّ أن ندعم القرارات الشجاعة من خلال تعزيز الجيش اللبناني لضمان الأمن كما تعزيز الإصلاحات الماليّة لتحصين لبنان ومستمرّون في الضغط للحصول على الدعم لما اختاره لبنان.

ورأى ان «أجندة حزب الله ليست للبنان، والشعب اللبناني يريد مستقبلاً أفضل وإيران في وضع ضعيف ولا تنوي الخير وقدراتها باتت أقلّ، والسعوديّة تتحدّث عن أن يكون لديها يوماً ما علاقة مع إسرائيل وعندما يتمّ نزع سلاح الحزب سيكون هناك حديث مع إسرائيل.

واكد الوفد انه «اذا قام لبنان بجهد لنزع سلاح حزب الله فسنكون هنا لمساعدته والكونغرس ينظر إلى لبنان بطريقة مختلفة وإذا استمرّ على هذا الطريق سيكون لديه فرص».

واستقبل الرئيس بري​ الوفد الأميركي الموسّع وقد تناول اللّقاء تطوّرات الأوضاع في لبنان والمنطقة وآخر المستجدّات.ولم ترد تفاصيل عمادارفي اللقاء. لكن المعلومات افادت ان اللقاء لم يكن مريحا، حيث اكد بري ان لبنان قام بكل ما عليه من خطوات بينما لم تقم اسرائيل بأي خطوة حسب المطلوب.فغادر الوفد عين التينة بدون اي تصريح.

ثم التقى الوفد رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام في السراي الكبير ظهر امس، وجرى خلال اللقاء عرض للأوضاع العامة في لبنان ونتائج الجولة التي قام بها الوفد في المنطقة.

وأشاد الوفد بالقرارات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة لجهة حصرية السلاح بيد الدولة وقواها الشرعية، وقد نوّه الوفد بالإصلاحات المالية والمصرفية التي أقرتها الحكومة، مؤكّدًا ضرورة استكمال هذا المسار لما فيه مصلحة جميع اللبنانيين.

وأكّد أنّ هذا المسار هو مطلب وضرورة لبنانية وطنية، اتفق عليها اللبنانيون في اتفاق الطائف قبل أي شيء آخر، غير أنّ تطبيقها تأخر لعقود فأضاع على لبنان فرصًا عديدة في السابق.

كما أعاد الرئيس سلام التأكيد على التزام لبنان بأهداف الورقة التي تقدم بها السفير براك بعد إدخال تعديلات المسؤولين اللبنانيين عليها، والتي أقرها مجلس الوزراء في جلسته بتاريخ 7 آب، مشدّدًا أمام الوفد على أنّ هذه الورقة القائمة على مبدأ تلازم الخطوات تثبّت ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية ووقف جميع الأعمال العدائية.

وشكر الرئيس سلام الوفد على دعمه المتواصل للجيش اللبناني، مؤكدًا أنّ توسيع هذا الدعم ماليًا وعسكريًا هو ضرورة ملحّة ليتمكّن الجيش من القيام بدوره. وأشار إلى أنّ الجيش اللبناني هو جيش لجميع اللبنانيين، ويحظى بثقتهم، وبالتالي فإن دعمه وتزويده بالقدرات اللازمة يشكّلان ركيزة أساسية لتعزيز الأمن والاستقرار في مختلف المناطق اللبنانية.

وختم الرئيس سلام بالتأكيد أنّ لبنان يسعى إلى التزام دولي واضح، خصوصًا من كبار المانحين، في ما يخصّ التحضيرات الجارية لعقد المؤتمر الدولي المرتقب لإعادة الاعمار والتعافي الاقتصادي للبنان.

وقرابة السادسة زار الوفد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، في كليمنصو، والتقاه بحضور رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، والنائبين مروان حمادة ووائل أبو فاعور ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني. وتخلل اللقاء بحث في مختلف المستجدات المحلية والاقليمية.

كما زار قائد الجيش العماد رودولف هيكل. وجرى بحث في سبل دعم الجيش.

موقف ايراني

أكّد وزير الخارجيّة الإيرانيّ عباس عراقجي أنّ بلاده «لا تتدخّل في شؤون لبنان الداخليّة»، موضحًا أنّ تقرير مصير سلاح حزب الله «يعود إلى الحزب نفسه والحكومة اللّبنانيّة واللبنانيّين. واعتبر أنّ خطط نزع السّلاح إسرائيليّة بالكامل، مشيرًا إلى أنّ ما يُطرح راهنًا «يهدف إلى إضعاف لبنان وتجريده من عناصر قوته».

وقال عراقجي: إنّ حزب الله «طرح فكرة الحوار الوطنيّ لتحديد الاستراتيجيّة الدفاعيّة»، مضيفًا أنّ طهران مطمئنة إلى أنّ «إسرائيل تريد دولًا ضعيفة ومبعثرة»، بينما تبقى المقاومة في لبنان «عامل ردع وتوازن» رغم الضغوط.

وأوضح أنّ إيران «مستعدة للتعاون مع السعوديّة بشأن الملفّ اللّبنانيّ»، كاشفًا أنّ لقاءه الأخير بوزير الخارجيّة السّعوديّ الأمير فيصل بن فرحان «تطرّق بالتفصيل إلى الوضع في لبنان، رغم تباين وجهات النظر، لكن بنقاش هادئ وإيجابيّ».. وقال عراقجي: أننا لا نتدخل في لبنان ولكن لنا رأينا.

تأجيل التصويت لتمديد اليونيفيل

أرجأت روسيا التي تتولى رئاسة مجلس الأمن الدولي لشهر آب الجاري ، في جلسة للمجلس مساء امس الاول، التصويت الذي كان مقرراً على مشروع قرار للتمديد 12 شهراً إضافية للقوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان (يونيفيل)، فيما واصل المفاوضون الفرنسيون العمل على صيغة معدلة يمكن أن تكون مرضية للأميركيين، الذين يصرون على وضع جدول زمني واضح لإنهاء مهمة القوة الدولية المنتشرة في الجنوب منذ عام 1978 خلال ثلاثة اوستة اشهر.

وأكدت مصادر ديبلوماسية رفيعة في نيويورك أنّ لبنان تسلّم صباح امس مسودة فرنسية معدّلة لمراجعتها على أن يتم بحثها والرد عليها في وقتٍ ضيّق قبل جلسة اليونيفيل المرتقبة وغير المحدّدة.ومن المتوقع أن يتم بعد ذلك تحديد موعد لجلسة التصويت للتجديد للقوة.

تجدر الاشارة إلى انه من المرجح أن تكون المسودة قد أخذت بالاعتبار المطالب الأميركية لجهة التجديد لسنة واحدة فقط مع الأخذ بمسألة ترشيد المدفوعات. فالجانب الأميركي لا يبدو أنه قد يتراجع عن مطالبه.

الوفد السوري والسفارة

تتجه الانظار يوم غدٍ الخميس الى الزيارة المرتقبة لوفد سوري الى لبنان يضم وزير الخارجية اسعد شيباني ووزير العدل مظهر عبد الرحمن الويس ومسؤولين امنيين.

الوفد سيبحث مع الجانب اللبناني سلسلة مواضيع أمنية وحدودية استكمالاً للقاء الذي عقد في السابق برعاية المملكة العربية السعودية، وإمكانية اعادة فتح السفارة السورية في لبنان بعد تعيين سفير جديد بهدف فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين.

وقع وزير المالية ياسين جابر مع المدير الإقليمي للبنك الدولي جان كريستوف كاريه قرضا مقدما من البنك بقيمة 250 مليون دولار مخصصا لإعادة إعمار البنى التحتية في المناطق التي تضررت جراء الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان.

وقد تم التوقيع في حضور وزير الطاقة جو الصدي ووزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني ورئيس مجلس الإنماء والإعمار محمد قباني وأعضاء المجلس وممثل عن السفارة الفرنسية Hugo Bruel ومدير المالية العام جورج معراوي.

وكشف جابر إنه « بالأمس كان هناك اجتماع في السرايا الحكومية برئاسة دولة الرئيس نواف سلام للجنة إعادة الإعمار وقد اتخذت قرارات عدة. والقرض اليوم هو مبلغ أساسي، لكن اتخذت أيضا خطوات أخرى بالنسبة لمساهمة الخزينة في إعادة الإعمار وبالنسبة لمساعدات أخرى تأتي من دول شقيقة وصديقة كالعراق الذي قدم 20 مليون دولار كبداية».

وأوضح: «أن القرض الذي نوقعه هو مبلغ تأسيسي لإنشاء صندوق لإعادة إعمار البنى التحتية في المناطق المتضررة، نأمل أن يصل إلى مليار دولار».

سقطة براك: أسف رئاسي و«المحرِّرين» لإعتذار علني

أسفت رئاسة الجمهورية للكلام الذي صدر عفواً عن منبرها من قبل احد ضيوفها (امس) وشدّدت في بيان على احترامها المطلق لكرامة الشخص الإنساني بشكل عام.

كما جدّدت تقديرها الكامل لجميع الصحافيين والمندوبين الإعلاميين المعتمدين لديها بشكل خاص، ووجهت اليهم كل التحية على جهودهم وتعبهم لأداء واجبهم المهني والوطني. كما أعرب وزير الاعلام عن أسفه.

بدورها ردت نقابة محرري الصحافة اللبنانية على كلام الموفد الاميركي توم براك في قصر بعبدا. وقالت في بيان لها:«مرة جديدة يتعرّض فيها الاعلام اللبناني لمعاملة أقل ما يقال فيها أنها خارجة عن أصول اللياقة والديبلوماسية، والمؤسف أكثر أنها صدرت عن مبعوث دولة عظمى يقوم بدور ديبلوماسي على ما هو معروف».

 واستغربت أن «يبادر توم براك بوصف تصرّف رجال وسيدات الاعلام في القصر الجمهوري «بالحيواني»، واكدت ان الامر» غير مقبول على الاطلاق، لا بل مستنكر جداً، ويدفع بنقابة المحررين إلى إصدار هذا البيان الموجه إلى شخص براك بخاصة وإلى مسؤولي الديبلوماسية الأميركية عموماً، تدعو فيه إلى تصحيح ما بدر عنه من خلال إصدار بيان اعتذار علني من الجسم الاعلامي».

بعد 11 شهراً: إطلاق سلامة بكفالة 20 مليون دولار و5 مليارات ل.ل.

في خطوة مفاجئة بتوقيتها، أصدرت الهيئة الاتهامية المكلفة برئاسة القاضي نسيب ايليا قرارًا باخلاء سبيل الحاكم السابق لمصرف لبنان رياض سلامة بكفالة مالية قيمتها ٢٠ مليون دولار وخمسة مليارات ليرة لبنانية. ونص القرار على منع سلامة من السفر لمدة عام، في إطار الملاحقات القضائية المستمرة بحقه.

الكفالة وهي الاغلى على الاطلاق في تاريخ لبنان شكلت موضع اعتراض من وكلاء الدفاع عن سلامة الذين اعترضوا عليها كون امواله محجوزة في لبنان وخارجه.

وقال المحامي مارك حبقه:«القرار قانوني لكنه تأخر كثيرا لأن موكلي اوقف منذ اكثر من 11 شهراً احتياطياً بشكل غير قانوني وغير معلل. ووضع الكفالة بهذه القيمة غير قانوني. يذكر ان سلامة كان اوقف في 3 ايلول 2024 بأمر النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار بعد التحقيق معه في قصر العدل. وتركزت التحقيقات حول العقود المبرمة بين مصرف لبنان وشركة «أبتيموم»، والتي شملت عمليات شراء وبيع سندات الخزينة وشهادات الإيداع بالليرة اللبنانية، فضلا عن حصول الشركة على عمولات من هذه العمليات، ولم يحاكم حتى لحظة اخلاء السبيل. ويبلغ سلامة من العمر75 عاما، وقد شغل منصب حاكم مصرف لبنان لمدة 30 عاما، من 1993 حتى 2023.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة اللواء