إسرائيل: صدام مباشر غير مسبوق بين نتنياهو والجيش

الرئيسية دوليات / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 03 25|10:10AM :نشر بتاريخ

تفاقم الخلاف بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والقيادة العسكرية بشكل غير مسبوق، بعد مواجهة مباشرة بينه ورئيس أركان الجيش إيال زمير حول الحرب على غزة.


وأفاد مسؤولان إسرائيليان لشبكة CNN بأن زمير عارض بشدة في اجتماعات لمجلس الوزراء الأمني قرار السيطرة على مدينة غزة، محذرا من المخاطر التي قد تهدد حياة 48 رهينة إسرائيلية ما زالوا محتجزين في القطاع، إضافة إلى التبعات الإنسانية والاستراتيجية المترتبة على تهجير ما يصل إلى مليون فلسطيني.

كما أبدى اعتراضه على ما قد يواجهه الجنود الإسرائيليون من أخطار في ساحة المعركة، وحث الوزراء على دراسة مقترح لوقف إطلاق النار قدمه وسطاء مصريون وقطريون ووافقت عليه حركة حماس، مؤكداً أن هناك إطارا جاهزا للتنفيذ.

غير أن نتنياهو رفض إدراج المقترح على جدول أعمال الحكومة وأصر على المضي في الخطة العسكرية، مستشهدا بما قاله الرئيس الأمريكي دونالد ترامب: "انسوا الصفقات الجزئية… ادخلوا بكل قوة وأنهوا الأمر"، مشددا على أنه يريد صفقة شاملة تضمن إطلاق جميع الرهائن دفعة واحدة.

ووفق ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية، فقد حذر زمير من أن السيطرة على مدينة غزة ستقود حتما إلى احتلال عسكري كامل للقطاع، بحيث يتحمل الجيش المسؤولية المباشرة عن السكان.

ورغم موقفه الصارم، لم يحظ زمير سوى بدعم محدود من بعض الوزراء، بينهم أعضاء في حزب الليكود، بينما اتهمه حلفاء نتنياهو من اليمين المتطرف بانتهاج سياسة "ضعيفة وانهزامية" تعرقل تحقيق النصر على حماس.

وقد تصاعدت حدة التوتر بينه وبين الحكومة في الأسابيع الأخيرة بعد تداول تقارير عن معارضته توسيع الحرب، كما تعرض لانتقادات علنية من يائير نتنياهو، نجل رئيس الوزراء، الذي وصفه عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأنه يقود "تمردا ومحاولة انقلاب عسكري شبيهة بجمهوريات الموز في السبعينيات"، وهو تصريح لم يتنصل منه والده.

ويعكس هذا الخلاف نمطا متكررا منذ تولي الحكومة الحالية مهامها في يناير 2023، حيث غالبا ما تم تجاهل توصيات الجيش.

وخلال نحو عامين من الحرب، تكررت المواجهات بين القيادة السياسية والعسكرية، بينما حاول نتنياهو مرارا تحميل القيادات الأمنية مسؤولية هجمات 7 أكتوبر 2023. وفي الأشهر التسعة الماضية أقال جميع كبار المسؤولين الأمنيين الذين كانوا في مناصبهم يوم الهجمات، لكنه عيّن زمير بنفسه بدعم من وزير الدفاع إسرائيل كاتس، بعد أن شغل منصب سكرتيره العسكري.

وتعرض زمير بسبب معارضته للتصعيد الجديد، لمزيد من الضغوط ودعوات من حلفاء نتنياهو إلى استقالته، رغم أنه لم يمض على توليه المنصب سوى ستة أشهر.

وفي موازاة ذلك، أعلنت مجموعة من جنود الاحتياط أمس الثلاثاء رفضهم المشاركة في العملية العسكرية المرتقبة للسيطرة على مدينة غزة، معتبرين أن القرار يهدد حياة الرهائن ويزيد من المأساة الإنسانية.

وعقدت هذه المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "جنود من أجل الرهائن" مؤتمرا صحفيا في تل أبيب، وأوضح متحدثها يوتام فيلك لشبكة CNN أن حركتهم نشأت رفضا لما وصفوه بـ"عرقلة" نتنياهو لصفقة تبادل الأسرى، مؤكدين أن هدفهم الأساسي هو إطلاق سراح الرهائن، لكنهم أيضا يعارضون استمرار الحرب لأن أهدافها أصبحت غامضة.

وفي رسالة موجهة إلى المدعي العسكري العام، وصفت المجموعة أمر السيطرة على غزة بأنه "غير قانوني بشكل صارخ" وأنه يتجاوز كل المعايير القانونية والأخلاقية، محذرة من أن الجنود الذين ينفذونه قد يتحملون مسؤولية جنائية وشخصية. وحتى الآن، لم يتلق أفراد المجموعة أي رد رسمي على رسالتهم.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : روسيا اليوم -RT