الفاتيكان يعلن الفتى كارلو أكوتيس كأول قديس من جيل الألفية

الرئيسية دوليات / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 08 25|00:29AM :نشر بتاريخ

أصبح كارلو أكوتيس، الفتى الإيطالي الشغوف بالإنترنت والذي توفي عام 2006 عن 15 عاماً ولُقّب بـ "الرسول الإلكتروني"، أول قديس كاثوليكي من جيل الألفية، في مراسم أشرف عليها البابا ليون الرابع عشر الأحد في الفاتيكان.

وفي قداس مهيب، نطق البابا الأميركي الصيغة اللاتينية التي تؤكد تقديس كارلو أكوتيس والطالب العلماني بيير جورجيو فراساتي (1901-1925)، وهو متسلق جبال اشتهر بالتزامه الاجتماعي والروحي، وسط تصفيق آلاف المؤمنين الذين تجمّعوا في ساحة القديس بطرس، رافعين أعلام بلادهم أو صوراً للمراهق.

وقبل دقائق من بدء المراسم، توجه إليهم البابا ليون بالقول: "أنا سعيدٌ برؤية هذا العدد الكبير من الشباب!".

وكان من المقرر أن يُعلَن أكوتيس الذي توفي بسرطان الدم الليمفوي الحاد، قديساً في 27 أبريل/نيسان، لكن تم تأجيل ذلك بسبب وفاة البابا فرنسيس.

وهذا الشاب الذي سخّر مهاراته في المعلوماتية للتحدث عن المسيح، مولود في لندن عام 1991 لعائلة إيطالية غير ملتزمة دينياً، كان مشبّعاً بالإيمان المبكر والمتقد، لدرجة أنه كان يذهب إلى القداس كل يوم.

واعترف الفاتيكان بـ"معجزتين" منسوبتين إلى كارلو أكوتيس، الأولى: شفاء طفل برازيلي يعاني تشوهاً نادراً في البنكرياس، والثانية: شفاء طالب كوستاريكي أصيب بجروح بالغة في حادث. وفي الحالتين، طلبت عائلتاهما المساعدة من الفتى الذي أعلنه البابا فرنسيس طوباوياً عام 2020.

وفي أسيزي، حيث كان كارلو يمضي العطلات في منزل العائلة الثاني، يجذب قبره الحجاج والزوار الفضوليين، إذ استقبلت الأبرشية نحو مليون شخص عام 2024.

وكانت الأبرشية وضعت شاشات عملاقة لمتابعة المراسم، واستأجرت قطارا خاصا لنقل أكثر من 800 شخص إلى روما. وقالت والدته أنطونيا سالزانو: "أعلم أن كثيرين سيحضرون، وكثيرين سيتابعوننا عبر التلفزيون (...) وأنا متأكدة من أن كارلو يشكرهم". وأضافت في مقطع فيديو نشرته أبرشية أسيزي السبت: "جميعنا مدعوون لنكون قديسين... كل واحد منا مميز".

وكالعادة، رُفعت لوحة جدارية تحمل صورة الشاب مرتدياً قميص بولو أحمر وحاملا حقيبة على ظهره، على واجهة كاتدرائية القديس بطرس المهيبة في الفاتيكان. وهي صورة تظهر تناقضا مع صور القديسين الاعتيادية بالأبيض والأسود.

وتُروّج الكنيسة الكاثوليكية لمسيرة كارلو بين أوساط الشباب الذين يجدون في حياته اليومية ما يمكنهم التماهي والتعاطف معه بسهولة، مقارنة بأسلوب الحياة المتقشف لبعض شهداء العصور الوسطى.

وتعتبر عملية التقديس، التي كانت عملية سريعة جداً، الخطوة الأخيرة في الكنيسة الكاثوليكية بعد التطويب، ثمرة عملية طويلة ودقيقة، ولا يمكن الموافقة عليها إلا من جانب البابا. وتتطلب ثلاثة شروط: أن يكون الشخص متوفياً منذ خمس سنوات على الأقل، وعاش حياة مسيحية مثالية، بالإضافة إلى إظهاره معجزتين على الأقل، إحداهما بعد التطويب.

ويخضع القرار لعملية تحقيق يجريها قسم خاص في الفاتيكان مسؤول عن درس طلبات التطويب والتقديس، إذ يُكلَّف متخصصون (أطباء، لاهوتيون...) تقييم وجود معجزات (غالبا ما تكون شفاءات لا تحمل تفسيرا علميا).

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : فرانس برس