افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الإثنين 8 سبتمبر 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 08 25|08:07AM :نشر بتاريخ

"النهار":

بعد 48 ساعة على جلسة مجلس الوزراء في الخامس من أيلول التي "رحبت" بخطة قيادة الجيش لتنفيذ قرار حصرية السلاح في يد الدولة، وعلى رغم استمرار تصاعد موجة الاجتهادات والتفسيرات المتضاربة تبعاً لقراءات وأهواء كل فريق حيال الاتجاهات التي نشأت عن الجلسة، بدأت صورة الواقع الأمني – السياسي الذي سيواكب المرحلة الأولى من الخطة تأخذ طريقها إلى الاتضاح تدريجاً على قاعدة ثابتة وراسخة لخصها مرجع رسمي بارز لـ"النهار" بقوله جازماً: إن "لا عودة اطلاقاً عن قرار حصرية السلاح وخطة الجيش ستنفذ تبعاً لما عرضها قائده بحذافيرها، والآتي سيثبت عقم كل رهان على تهاون الدولة في هذا الالتزام الحاسم".
ولعل البارز في هذا السياق، أنه فيما رصدت الأصداء الخارجية ولا سيما منها الأميركية والخليجية للخطة وقرارات مجلس الوزراء الأخيرة، تلقت الحكومة والجيش في الساعات الأخيرة جرعات دعم قوية، أبرزها داخلياً من رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الذي ألقى أمس خطاباً نوعياً استثنائياً أبرز فيه التطورات التاريخية التي أدت إلى استعادة لبنان مساره السيادي، في حين برز الدفع الأميركي لتعويم وتفعيل عمل لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل بما شكّل رسالة بارزة وجرعة أميركية واضحة لإسناد خطة الجيش اللبناني بتعزيز الجهد لوقف الأعمال العدائية بما يدفع مهمة الجيش قدماً في خطته. وهذه الانطباعات والمعطيات عززها حضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس خصيصاً إلى بيروت والناقورة ومشاركتها في اجتماع اللجنة، ولو أنها لم تعقد أي لقاءات مع المسؤولين السياسيين بما شكّل تطوراً لافتاً حيال تخصيصها زيارتها بالملف الأمني العسكري وحده. كما أن حضور الجنرال براد كوبر لهذه الغاية ترك انطباعاً قوياً عن جدية واشنطن في تعزيز اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي شكل مطلباً أساسياً للحكومة اللبنانية.
وقد عقد في رأس النّاقورة اجتماع لجنة الإشراف على تطبيق اتّفاق وقف إطلاق النّار، بحضور أورتاغوس، وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركيّ الأميرال براد كوبر. وقد تبلّغ لبنان تغيير رئاسة لجنة مراقبة وقف إطلاق النّار.
وأفيد عن اتفاق على تفعيل دور الـmechanism  لمراقبة الخروقات والتحرك بعد فترة من البطء.
كما أفادت معلومات أخرى أن الوفد الأميركي استمع إلى خطة الجيش اللبناني في شأن حصرية السلاح في يد الدولة واعتبر الخطة ايجابية شرط التنفيذ.
ونقلت معلومات عن مطّلعين على اجتماع لجنة مراقبة وقف اطلاق النار أنهم لاحظوا بعض الليونة في ما خص الموقف الإسرائيلي تجاه لبنان من دون وجود أي خطوة عملية حتى الآن، ولا وعود وصلت بعد بشأن المساعدات المطلوبة لتطبيق خطة الجيش، علماً أن الموقف الأميركي كان داعماً لموقف الجيش ومرحباً بخطته ومتفهماً لضرورة إقدام إسرائيل على خطوات إيجابية مقابل الخطوات اللبنانية. 
ووفق المعلومات، فإنّ الرّئيس الأميركي الجديد للّجنة الاشراف سيصل بعد خمسة عشر يومًا، وهو جنرال في قوّات "المارينز".
وبعد انتهاء الاجتماع في الناقورة، جال الأدميرال كوبر وأورتاغوس فوق المنطقة الحدوديّة بين القطاعين الأوسط والغربيّ على متن طوافة عسكريّة للجيش اللبنانيّ للإطلاع على الواقع الميدانيّ في المنطقة ثم عادا إلى بيروت.
وكانت الموفدة الأميركيّة مورغان أورتاغوس وصلت إلى مطار بيروت الدّوليّ، صباح أمس.
وفي غضون ذلك، كشفت أوساط معنية أن الساعات الثماني والأربعين التي اعقبت جلسة مجلس الوزراء شهدت اتصالات على قدر عالٍ من الأهمية داخلياً وخارجياً تخللتها توضيحات وضعت حداً للغط المتعمد الذي أعقب الجلسة وصوّر الامور بما يخدم توظيف "حزب الله" للمرونة الميدانية التي تركت للجيش وكأنها تراجع عن قرار حصرية السلاح. ووفق معلومات موثوقة لـ"النهار"،فإن ما انتهت إليه قرارات الجلسة بعد عرض قائد الجيش للخطة العملانية يثبت مهلة ثلاثة أشهر لإنجاز حصرية السلاح بالكامل في منطقة جنوب الليطاني، وفي الوقت نفسه، وهنا أهمية الأمر، يتولى الجيش في كل المناطق اللبنانية خلال هذه المهلة إياها منع أي حمل أو أي نقل للسلاح وفق آلية احتواء السلاح. بذلك ستكون المرحلة الأولى منطلقاً لحصرية السلاح وتنظيف جنوب الليطاني أي قبل شهر واحد من نهاية السنة، ومن ثم تبدأ المرحلة الثانية ما بين جنوب الليطاني والأولي وتباعاً المراحل الأخرى. وتشير معلومات "النهار" إلى ان مجلس الوزراء اطلع من قائد الجيش على أنه من الصعوبة بمكان تحديد مهل استباقية لكل مرحلة بعد المرحلة الأولى، لأن الأمر سيبنى على تقديرات وليس على وقائع ثابتة على الأرض تحتاج إلى آليات استطلاع ميدانية عسكرية واستخباراتية دقيقة. ولذا، فإن الأساس هو التزام قرار وخطة حصرية السلاح اللذين سيبدأ تنفيذهما فوراً. وفي موازاة ذلك، فإن مجلس الوزراء طلب من قائد الجيش تقريراً شهرياً حول مسار التنفيذ، وهو أمر مهم للغاية لأنه سيعد بمثابة التزام قاطع بإقلاع خطة حصرية السلاح بلا أي تهاون.  
أما خطاب جعجع بعد القداس السنوي الحاشد الذي أقامته "القوات اللبنانية" في ذكرى "شهداء المقاومة اللبنانية" في معراب، فتميز بالدفاع القوي عن الرئيسين جوزف عون ونواف سلام وبتوجيهه أعنف الردود إلى "حزب الله" والممانعين، كما بتوجهه إلى الطائفة الشيعية بنبرة التضامن والحضّ على الانضمام إلى الدولة والتخلي عن السلاح. وقال جعجع، إن "المواجهة المستمرّة كانت شعارنا كلّ يوم وفي كلّ مناسبة وفي كل الظّروف ومهما كان الثّمن إلى أن دار التاريخ دورته الكاملة وأثمرت مواجهاتنا المستمرّة انتصارات كاملة وفي كلّ الاتّجاهات ولن نقبل بعد الآن إلا أن يكون القرار لبنانيًا مئة في المئة".
وتوجّه إلى محور الممانعة قائلاً: "لقد أمسكتم وبقوّة السّلاح والإرهاب برقاب اللبنانيّين لسنوات طويلة ودمّرتم أحلامهم ومؤسّساتهم وأردتم فرض مشروعكم على حساب مشروع الدّولة... خسرتم الحرب التي كشفت عن ضعفكم وعن اختراقات واسعة في صفوفكم، وافقتم على اتّفاق وقف إطلاق النّار مع علمكم أنّه تسليم واستسلام، وبعد كلّ ذلك تكابرون وتنكرون الخسارة والواقع الجديد وتتكبّرون على الدولة وتتّهمونها هي بالتّخاذل وتحمّلونها مسؤوليّة ما آلت إليه أوضاعكم وأوضاع البلد، وتتذرّعون دائمًا أبدًا باتّفاق وقف إطلاق النّار وبأنّكم التزمتم بينما إسرائيل لم تلتزم ولا قيام لدولة فعلية في لبنان بوجود سلاح غير شرعي في داخلها... تُشارِكونَ في الحُكومَةِ وتُوافِقونَ على بَيانِها الوِزاريِّ ثُمَّ تَنقَلِبونَ عَلَيها وتَرفُضونَ حَصرَ السِّلاحِ عندما دقّت ساعَةُ الحَقيقَةِ وحانَ الوَقتُ لِوَضعِ هذا المَبدأِ مَوضِعَ التَّنفيذِ... اذا كنتم تهربون من حرب مع إسرائيل إلى حرب في الداخل فأنتم ترتكبون خطأ وخطيئة وخيمة العواقب لا تغتفر... لا لحرب أهلية ولا أحد يريدها وإذا اردتموها من طرف واحد فجميع اللبنانيين مع الدولة والشرعية ... لا 7 أيّار من جديد ولا من يحزنون ولا من يطوّقون السّرايا". واعتبر أن "سلاح حزب الله لا يحمي الشيعة إنما يحتمي بهم ويتخذ منهم متراساً". وتوجه للشيعة قائلاً: "أنتم مكوّن أساسي من المكوّنات اللبنانية في هذا الوطن الذي أكّد عليه الإمام موسى الصدر وطناً نهائياً والتزمتم به كذلك في الدستور المنبثق عن اتفاق الطائف، لا تصدقوا أن السلاح يحميكم ويحصّل حقوقكم وشرفكم، ولكم في الحرب الأخيرة دليل ساطع وواقع لا مجال لإنكاره. لم يأت الشيعة إلى لبنان مع حزب الله ومن المؤكد أنهم لن يذهبوا معه، فطالما هناك لبنان هناك شيعة في لبنان إن كان بوجود هذا الحزب أو من دونه، وإذا كان حزب الله يتهرّب من تسليم السلاح على اعتبار أنه استسلام، فهو يتهرب من الاستسلام إلى الانتحار. آن الأوان للشيعة أن يفكوا أسرهم بأيديهم".

 

 

 

 

 

"الأخبار":

لا تزال أصداء جلسة الحكومة يوم الجمعة الماضي، تتردّد في مختلف الأوساط السياسية، في ظلّ ترقّب واسع لردّة الفعل الأميركية على قرار الحكومة الذي شدّد على ضرورة ممارسة واشنطن ضغوطاً على إسرائيل للالتزام بتعهّداتها في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، والموافقة على الورقة الأميركية التي أقرّ لبنان أهدافها.

وبينما يترقّب الجميع المحادثات المرتقبة للمسؤولة الأميركية مورغان أورتاغوس، في بيروت، بقي السجال قائماً حول طبيعة مهمّتها، وسط تضارب في المعلومات. ففيما تحدّثت مصادر عن أنها عادت لتتولّى الملف اللبناني بشكل مباشر، أكّدت أخرى أنها تتابع الملف من موقعها الجديد كنائبة لرئيس البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، مع الإشارة إلى أنّ المبعوث الأميركي توم برّاك، سيعود إلى بيروت قريباً.

وقالت مصادر في القصر الجمهوري إنّ الملف اللبناني عاد فعلياً إلى عهدة أورتاغوس التي نُقل عنها أنّ برّاك لم يطرح الورقة الأميركية على الجانب الإسرائيلي. وأشارت المصادر إلى أنّ أورتاغوس بصدد التخلّي عن ورقة برّاك والعودة إلى ورقتها الأولى، التي تنصّ على تثبيت وقف إطلاق النار، وإرساء الاستقرار على جانبَي الحدود، ثم الانتقال إلى ملف ترسيم الحدود، ليُستكمل لاحقاً بمرحلة سحب سلاح حزب الله. وأضافت أنّ الحكومة، ومع إعلانها في اجتماعها الأسبوع الماضي «الترحيب» بخطّة الجيش، وضعت عملياً الخطوات التنفيذية في عهدة المؤسّسة العسكرية، لتتولّى القيادة تحديد المراحل وآليّات التطبيق وفق ما تراه مناسباً.

وانعقدت أمس، في رأس الناقورة (آمال خليل) لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار (الميكانيزم)، بحضور قائد القيادة الوسطى في الجيش الأميركي الجنرال براد كوبر، للمرة الأولى إلى جانب أورتاغوس التي انتقلت مباشرة من مطار بيروت إلى الناقورة فور وصولها فجراً، فيما كان كوبر قد سبقها بيوم قادماً من قبرص. وكما الاجتماعات السابقة، لم يخرج لقاء اللجنة بأي تغيير جوهري، ولا تزال اللجنة تُثبت أنها إطار شكلي لا يملك صلاحية اتخاذ القرارات أو التأثير في مسار الأحداث، رغم أنّ الولايات المتحدة تتولّى رئاستها، وتشارك فرنسا بصفة نائب الرئيس، إضافة إلى عضوية قائد قوات «اليونيفل».

وبحسب مصدر متابع، ركّزت المباحثات على «الآليات التنفيذية لخطّة الجيش اللبناني التي قدّمها إلى مجلس الوزراء الجمعة الماضي»، لكنها لم تتجاوز إطار تبادل الآراء حول الخطّة.

وجدّد وفد ضباط الجيش التزامه بتنفيذ الخطّة مع توفّر الشروط الميدانية، وأوّلها الانسحاب الإسرائيلي ووقف الاعتداءات، في حين تحدّث الوفد الإسرائيلي عن انتظار آثار الخطّة من دون تقديم أي ضمانات لما تطلبه الحكومة اللبنانية. وفي نهاية الاجتماع، لم يُحدّد موعد الاجتماع المقبل للّجنة، لكنّ أعضاءها ودّعوا رئيسها الحالي، الجنرال الأميركي مايكل ليني، الذي سيغادر قريباً بعد تعيين خلفٍ له، علماً أنّ الولايات المتحدة أبلغت قيادة الجيش بأنها ستغيّر رئيس اللجنة كل ستة أشهر.

مصادر عسكرية معنيّة بـ«الميكانيزم» أشارت إلى أنّ الولايات المتحدة «كانت تخطّط لإنهاء عملها كما فعلت مع اليونيفيل. لكنها عادت وعدّلت خطّتها ربما بهدف تحويل اللجنة مستقبلاً إلى إطار قيادي للقوة الدُّولية المعزّزة التي تريد أميركا وإسرائيل أن تحلّ مكان اليونيفيل بعد انتهاء مهامها مطلع 2027».

بعد الاجتماع، قام الوفد العسكري الأميركي بجولة جوّية فوق منطقة جنوب نهر الليطاني. وبحسب المصادر، اتّفق الأميركيون مع الجيش اللبناني على عدم القيام بتحرّكات ميدانية لتجنّب استفزاز الأهالي، بعد التحرّكات الاحتجاجية ضدّ زيارة برّاك قبل أسبوعين. وفي خطوة غير مسبوقة، حملت طوّافتان للجيش اللبناني كوبر وأورتاغوس وليني مع ضباط الجيش، وجالت بهم فوق جنوب الليطاني.

ورغم أنّ الطائرتين لم تحلّقا فوق بلدات «الحافة» ولم تقتربا من النقاط الإسرائيلية المحتلّة، فإنّ موافقة إسرائيل على هذه الجولة تثبت قدرة الولايات المتحدة على ممارسة الضغط عليها متى أرادت. وانطلقت المروحيّتان من الناقورة، وحلّقتا فوق بلدات الخطّ الثاني على الحدود الجنوبية باتجاه بنت جبيل ومرجعيون، قبل أن تستديرا نحو مجرى نهر الليطاني في وادي الخردلي، ثم تابعتا مسارهما نحو كفرتبنيت ويحمر وأرنون الشقيف وزوطر الشرقية وأوديتها ووادي الحجير.

ولفت مصدر مطّلع إلى أنّ الجولة «رسمت الإطار الجغرافي لخطّة الجيش حول حصرية السلاح، وهدفت لإظهار العوائق التي تمنع تنفيذها، وأوّلها الاحتلال». وأضاف أنّ الخطّة «قسّمت الجنوب إلى قسمين: من مجرى نهر الليطاني باتجاه الحدود جنوباً، ومن النهر باتجاه الشمال أولاً».

وأكّد المصدر أنّ القيادة «أصرّت على الانطلاق من حدود منطقة جنوب نهر الليطاني وليس العكس انطلاقا من الحدود، نظراً إلى أنّ الاحتلال الإسرائيلي الحالي الذي يمتدّ بعمق ويصل إلى ثلاثة كيلومترات، يعيق عمل الجيش في تلك المنطقة». وأوضح أنّ «أي تخطٍ للجيش لهذه المسافة يعني عمليّاً التسليم بالاحتلال»، مشيراً إلى أنّ تنفيذ المرحلتين يبقى مرتبطاً بالقدرات اللّوجستية المتوافرة لدى المؤسسة العسكرية.

وقال المصدر إنّ إسرائيل طالبت عبر الولايات المتحدة بأن يبدأ الجيش اللبناني خطّته من منطقتَي بعلبك والهرمل، مدّعية أنهما مركز للصواريخ النوعية والطائرات المسيّرة. وأودعت «الميكانيزم» عشرات الإحداثيّات لنقلها إلى الجيش لتفقّدها، وأقرّ المسؤولون الأميركيون بأنهم سيطلبون من الجيش الكشف عن هذه المواقع استناداً إلى المعلومات الواردة من إسرائيل واليونيفل. ولفت المصدر إلى أنّ ضباط الجيش تحفّظوا على هذا الإجراء، مؤكّدين أنّه «لا يمكن الوثوق بإسرائيل، ولا يمكن استعراض القوة أو استفزاز السكان المحلّيين».

 

 

 

 

 

"الجمهورية":

ظلّت قرارات الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء حول حصرية السلاح، والتي أراحت الجو السياسي والشعبي عموماً، محور تفاعل في عطلة نهاية الاسبوع، استعداداً لما هو منتظر من ردود فعل قد ينقلها الموفدون العرب والدوليون الذين سيزورون لبنان تباعاً. فبعد وصول الموفدة الأميركية مورغان اورتاغوس أمس، يُنتظر أن يصل الموفد السعودي الامير يزيد بن فرحان بعد غد الأربعاء للقاء الرؤساء الثلاثة، على أن يصل قريباً الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، وذلك للإطلاع على الواقع اللبنانيِّ من كثب، وخصوصاً بعد ترحيب الحكومة بخطةَ الجيش لحصر السلاح.
وقالت مصادر معنية لـ"الجمهورية"، انّ ما انتهت اليه جلسة مجلس الوزراء الجمعة أوقفت الانحدار الذي كان يمكن البلاد أن تذهب اليه، لو انّ الحكومة أصرّت على مواقفها المتشدّدة في موضوع نزع السلاح، حيث جاءت خطة الجيش الواقعية لتفرض تعاطياً واقعياً مع هذا الملف الحساس، وتضع الامور في نصابها لجهة أولوية التزام إسرائيل وقف النار والتوقف عن اعتداءاتها والانسحاب إلى خلف الحدود تنفيذاً للقرار الدولي 1701.
وأكّدت المصادر، انّ نتائج الجلسة أعادت الموقف الرسمي والوطني إلى تماسكه في اتجاه العمل على وضع استراتيجية الأمن الوطني التي يُعالج من خلالها موضوع السلاح، وتأكيد اولوية وقف الاعتداءات الاسرائيلية، خصوصاً انّ لبنان والمقاومة نفّذا التزاماتهما في منطقة جنوب الليطاني، وبات المطلوب من لجنة الإشراف على وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701، أن تتدخّل لمنع التهديد والعدوان الإسرائيلي، في الوقت الذي سيكون على الحكومة تصعيد جهودها الديبلوماسية في هذا الاتجاه، وتحقيق الانسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة.
إجتماع الناقورة
وانعقد أمس في رأس النّاقورة اجتماع لجنة الإشراف على تطبيق اتّفاق وقف إطلاق النّار، في حضور الموفدة الأميركيّة مورغان أورتاغوس وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركيّ الأميرال براد كوبر. وقد تبلّغ لبنان تغيير رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النّار الجنرال مايكل ليني، وسيصل الرّئيس الجديد بعد اسبوعين، وهو من قوّات "المارينز"، وهو إجراء روتيني يُتخذ كل ستة أشهر. وأُفيد انّ المجتمعين اتفقوا على تفعيل دور الـmechanism لمراقبة الخروقات والتحرك بعد فترة من البطء.
واُفيد ايضاً أنّ الاجتماع كان جيداً وشهد تأييداً للجيش ودعماً له في كل خطواته، من العمليات التي يقوم بها جنوب الليطاني، إلى تنفيذه خطة حصرية السلاح بيد الدولة مع التركيز على تفعيل عمل لجنة "الميكانيزم".
وكذلك استمع المجتمعون إلى إحاطة قدّمها ممثل الجيش اللبناني في اللجنة، وتضمّنت تصوّراً شاملاً للمرحلة الأولى من الخطة الأمنية ومركزها جنوب الليطاني، وأبرز بنودها نزع السلاح غير الشرعي وانتشار وحداتٍ عسكرية وضبط المعابر ومنع إدخال الأسلحة الى المنطقة ومصادرة الأسلحة التي يُعثرعليها بعد الانتشار.
وبعد الاجتماع جالت اورتاغوس وكوبر في طوافة عسكرية فوق المنطقة الحدودية بين القطاعين الأوسط والغربي، واطلعا على الواقع الميداني فيها ثم عادا إلى بيروت حيث التقيا قائد الجيش العماد رودولف هيكل وبعض الضباط الكبار، واطلعا منهم على فحوى خطة الجيش لحصر السلاح.
كذلك التقى الوفد الأميركي عدداً من ضباط الجيش في نطاق جنوب الليطاني خلال زيارته للمنطقة، حيث اطلع على الإجراءات الميدانية التي ينفّذها لبسط سيطرته على تلك المنطقة وإخلائها من السلاح.
وعُلم انّ الوفد الأميركي أبدى ارتياحه لتدابير الجيش، معتبراً انّها تعكس جدّيته وتعزز الثقة في الدور الذي يؤديه.
ماكرون
في هذه الأثناء، أبلغ وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو في اتصال هاتفي إلى نظيره اللبناني يوسف رجي، ترحيب فرنسا بتبنّي الحكومة اللبنانية خطة الجيش لحصرية السلاح بيد الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، وأكّد استعداد فرنسا الوقوف إلى جانب السلطات اللبنانية لتنفيذ التزاماتها ودعم الجيش اللبناني.
وأكّد بارو نية الرئيس إيمانويل ماكرون تنظيم مؤتمرين لدعم القوات المسلحة اللبنانية، ولإعادة الإعمار والإنعاش الاقتصادي عندما تتوافر الظروف الملائمة لذلك.
مخطئون واهمون
وفي غضون ذلك، توجّه رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع في كلمة خلال القداس السنوي لـ"شهداء المقاومة اللبنانية" في معراب، إلى "محور الممانعة" فقال: "إذا كنتم تعتقدون وتتصوّرون أنّ بإمكانكم التّهديد والوعيد والتّهويل والتّخويف فأنتم مخطئون واهمون... لا 7 أيّار من جديد ولا من يحزنون، ولا من يطوّقون السّرايا ولا غيرها. لا حرب أهليّة ولا أحد يريدها، وإذا أردتموها حربًا من طرف واحد فافعلوا، ولكن اعْلموا أنّ مشكلتكم ليست مع أيّ طائفة أو فريق أو مع أيّ حزب، مشكلتكم مع الدّولة ومع حكومتها وجيشها ومؤسّساتها وداعميها ومع أغلبيّة ساحقة من الشّعب اللّبنانيّ. لن نقبل بعد اليوم أن يتحكّم فريق بمصير الشّعب اللّبنانيّ، وليكن معلومًا أنّ أحدًا في لبنان لا يمكنه لوحده أن يحكم ويتحكّم بمصير اللّبنانيّين، وأنّ أيّ فريق مهما تكبّر وتجبّر لا يمكنه أن يهيمن على الدّولة ويصادر قرارها ويفرض قراره ومشيئته. إذا قرّرتم مواجهة الأكثريّة اللّبنانيّة وضرب عرض الحائط بمبادئ وقواعد العيش المشترك والوحدة الوطنيّة والسّلم الأهليّ، وإذا كنتم تهربون من حرب مع إسرائيل إلى حرب في الدّاخل، فأنتم ترتكبون خطأً وخطيئةً وخيمة العواقب لا تغتفر".
وأضاف جعجع: "أنتم عرفتم بعد فوات الأوان أنّ حربكم مع إسرائيل خاسرة مدمّرة، وعليكم أن تعرفوا وقبل فوات الأوان أنّ حربكم في الدّاخل أيًّا تكن ستكون خاسرةً ومدمّرةً وستخسرون كلّ شيء. وإذا كنتم تتهرّبون من تسليم السّلاح وتدّعون أنّ ذلك إنْ فعلتم سيكون استسلامًا، فأنتم تهربون من الاستسلام إلى الانتحار وتنحرون البلد معكم. أدركتم بعد فوات الأوان أنّكم تورّطتم في حرب خاسرة ووقعتم في مأزق ودخلتم في نفق، ولكن عليكم أن تدركوا الآن وقبل فوات الأوان أنّ باستطاعتكم الخروج من هذه الورطة وتفادي خسائر إضافيّة ومضاعفة إذا أخذتم الخيار الصّحيح وسلكتم طريق الانتقال من الّلاشرعيّة إلى الشّرعيّة، والخطوة الأولى هي تسليم السّلاح والانضواء في مشروع الدّولة وتحت سقفها وضمن مؤسّساتها. ما أنتم فاعلون حتّى الآن، لا يطمئن وليس في الاتّجاه الصّحيح".
رسالة سياسية
وفي المواقف أمس، قال وزير العمل محمد حيدر في لقاء مع تكتل نواب بعلبك ـ الهرمل في مكتبهم بمدينة بعلبك، إنّ انسحابه وبقية وزراء الثنائي الشيعي من الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء "لم يكن تعطيلاً لمؤسسات الدولة ولا ضرباً لعمل الحكومة، بل رسالة سياسية واعتراض واضح حفاظاً على المصلحة الوطنية والتوازنات الداخلية"، مؤكّداً أنّ "الحوار يبقى الخيار الأساس للوصول إلى حلول تعزز الاستقرار وتحمي لبنان من الأطماع الإسرائيلية". وأشار حيدر إلى أنّ البيان الصادر عن الحكومة تضمّن نقاطاً يمكن البناء عليها مستقبلاً، واعتبر أنّ "ما يجمع اللبنانيين أكبر بكثير مما يفرّقهم"، وشدّد على أنّ الهدف يبقى "تحصين الاستقرار الداخلي، منع الإعتداءات الإسرائيلية اليومية، وتأمين استراتيجية دفاع وطني تحفظ سيادة لبنان وأمنه".
ومن جهته، رئيس التكتل النائب حسين الحاج حسن اكّد أنّ "الجيش يبقى المؤسسة الوطنية الجامعة التي نحيي تضحياتها"، ومشدّداً على أنّ "المواجهة مع إسرائيل لم تنتهِ، والضغوط الأميركية والعربية لن تغيّر من ثوابتنا الوطنية".
قرية نموذجية
من جهة ثانية، أعلن الجيش الإسرائيلي أمس "أننا أنشأنا موقع تدريب في شمال إسرائيل بمثابة نموذج عن قرى في جنوب لبنان"، لافتاً الى أنّ "الموقع يتيح لقواتنا التدرب وفق مستويات مختلفة بمشاركة فرق مشاة صغيرة وكتائب تكتيكية مدرعة". وذكر أنّه "انتهت في الأسبوع الماضي دورة تدريبية لافتتاح منشأة لبنان في المنشأة الجديدة بهضبة الجولان. وأقيمت الدورة بإشراف المركز الوطني للتدريب البري، وبمشاركة مدرسة الكوماندوز، كتائب الهندسة والمدرعات، مقاتلي الاحتياط من اللواء 551، وسلاح الجو". وأضاف: "المنشأة بُنيت على شكل قرية نموذجية تشبه القرى اللبنانية من حيث التضاريس والمباني، بما في ذلك بيوت من طابق واحد وحتى مبانٍ من 4 طوابق، أنفاق، طرق معقّدة، وأحياء مكتظة".

 

 

 

 

 

"الديار":

اتجهت الانظار في الساعات القليلة الماضية الى الحدود الجنوبية للبنان التي شهدت تفعيلا لعمل لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بعد أشهر من تجميده، وبدا واضحا ان الطرف الاميركي الذي دفع باتجاه احياء هذه اللجنة راض على القرارات والاجراءات التي تتخذها الحكومة والجيش اللبناني بعكس ما تم التداول به عن خيبة خارجية من مقررات جلسة الخامس من أيلول.

أجواء ايجابية

وتشير مصادر رسمية الى ان أجواء ايجابية تسيطر بالبلد نتيجة نجاح الحكومة في جلستها الاخيرة بتنفيس الاحتقان الذي كان قائماً، لافتة في حديث لـ<الديار» الى ان ذلك لا يعني التراجع عن قرارها بحصرية السلاح وانما تنفيذه بحكمة وبما يؤمن مصلحة البلد اولا، سواء من خلال تفادي اي صدام داخلي او من خلال تجنب تقديم التنازلات المجانية للعدو الاسرائيلي قبل تنفيذ التزاماته وعلى رأسها الانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة، تحرير الاسرى ووقف الخروقات والاعتداءات.

وبحسب معلومات «الديار» فان خطة الجيش وكل الجهود اللبنانية الرسمية ستتركز في الشهرين المقبلين على انهاء حصرية السلاح جنوبي الليطاني حصرا، على ان تواكب واشنطن ذلك بالضغط على اسرائيل للانسحاب من النقاط المحتلة وتسليمها للجيش ليتم الانتقال بعدها لحصر السلاح شمالي الليطاني.

حراك بطابع عسكري

وأرادت واشنطن ان يتخذ حراكها في الساعات الماضية تجاه لبنان طابعا عسكريا، اذ قررت الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي وصلت إلى بيروت صباح الاحد، حصر زيارتها بالمشاركة

باجتماع لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي التأم في رأس الناقورة وبمرافقة قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأميرال براد كوبر بجولة عبر طوافة تابعة لليونيفيل جنوب الليطاني.

وبما يؤكد النية الاميركية بتفعيل دور لجنة الاشراف على تطبيق اتفاق وقف النار، أشارت المعلومات الى تبلّغ لبنان بتغيير رئيس هذه اللجنة على ان يستلم مهامه خلال 3 أسابيع.

ونفت مصادر رسمية لـ»الديار» ان تكون أورتاغوس قد طلبت مواعيد للقاء المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.

وبعد لقائه الرئيس عون السبت، التقى قائد القيادة المركزية في الجيش الأميركي ADMIRAL CHARLES B. COOPER على رأس وفد مرافق، في حضور رئيس لجنة الإشراف الخماسية (MECHANISM MAJOR GEN. MICHAEL LEENEY)، قائد الجيش العماد رودولف هيكل في مكتبه في اليرزة الاحد. وأعلنت قيادة الجيش ان الاجتماع تناول البحث بالأوضاع العامة في لبنان والمنطقة وسبل دعم الجيش في ظل التطورات والتحديات الراهنة.

الموقف الاسرائيلي

وبالرغم من الاشارات الايجابية التي ترسلها واشنطن بما يتعلق بالسعي لإلزام اسرائيل بملاقاة الخطوات اللبنانية المتخذة سواء من خلال الحكومة او قيادة الجيش، الا ان الجو الاسرائيلي لا يزال غير متعاون ويدفع باتجاه الحلول العسكرية. اذ ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «الجيش الإسرائيلي يعتقد أن (حزب الله) ما زال يحتفظ بعشرات الصواريخ الدقيقة وآلاف الصواريخ التقليدية وكمية كبيرة من الطائرات المسيّرة، وبعضها من صنع ذاتي، رغم أن خطّ التزويد بالأسلحة انقطع مع سقوط نظام بشار الأسد في سوريا. وهذه الأسلحة كافية لتهديد أمن إسرائيل».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول عسكري كبير أن «(الحزب) يسعى بكل قوته لإعادة بناء قوته العسكرية، خصوصاً في الجنوب والبقاع، والجيش الإسرائيلي يلاحقه ويسعى لمنع نشاطاته عبر عمليات القصف والاغتيالات الدقيقة».وأضاف: «الجيش اللبناني يحاول، ولكن محاولاته منقوصة؛ أولاً لأن (الحزب) مصمم على استعادة قوته، ومثابر على ذلك. وثانياً لأن السلطة اللبنانية تسير بحذر وخوف. وثالثاً لأن الجيش لم يتخلص بعد من عناصر نفوذ لـ(حزب الله) في صفوفه».

وبحسب الصحيفة الاسرائيلية، فإن تل أبيب تطالب الإدارة الأميركية بأن تدعم خططها لتحطيم «حزب الله» عسكرياً. ونقلت عن احد المصادر قولها أن «واشنطن تطالب إسرائيل بتخفيف عملياتها العسكرية، التي تضعف الحكومة اللبنانية ومساعيها لإعادة البناء. لكن إسرائيل ترد بالقول إنه لا يمكن تقوية السلطة اللبنانية وجيشها من دون إضعاف (حزب الله)».

شروط حزب الله

بالمقابل، يربط حزب الله اي تعاون من قبله في مجال الجلوس على الطاولة للنقاش باستراتيجية الامن الوطني بمجموعة شروط باتت واضحة ذكّر فيها يوم أمس عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين الذي شدد على «وجوب إخراج العدو من أرضنا ووقف اعتداءاته وتحرير أسرانا والبدء بعملية الإعمار، لنجلس بعدها ونضع خطة الاستراتيجية الدفاعية واستراتيجية الامن الوطني، وتتحقق حصرية السلاح» .وقال: بمحرد التخلي عن السلاح سيبدأ العدو بإحتلال لبنان، في سياق المخطط الذي تحدث عنه نتنياهو رافعاً خارطة إسرائيل الكبرى أمام كل العالم وعلى شاشات التلفزة، ضمن سياسة التوسع في الجغرافية والسيطرة والتسلط على المنطقة ونحن لن نسمح لأحد بأن يسقط المقاومة لأنها تشكل العامل الأساسي لقوة لبنان، وبدونها سيعيدوننا إلى مقولة عشناها لعشرات السنين وتقول أن قوة لبنان في ضعفه».

لا دعم الا...

في هذا الوقت، بدا لافتا ما أعلنه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي عن أنه وخلال اتصاله بوزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو شكره على الجهود التي بذلتها بلاده في ملف التجديد لليونيفيل بأفضل صيغة ممكنة، لافتا الى ان بارو رحب بتبنّي الحكومة اللبنانية الخطة التي اقترحها الجيش لاستعادة احتكار الدولة للسلاح على كامل الأراضي اللبنانية، وأكد استعداد فرنسا الوقوف إلى جانب السلطات اللبنانية لتنفيذ التزاماتها ودعم الجيش اللبناني. قائلا:»كما أبلغني عن نية الرئيس إيمانويل ماكرون تنظيم مؤتمرين لدعم القوات المسلحة اللبنانية، ولإعادة الإعمار والإنعاش الاقتصادي عندما تتوافر الظروف الملائمة لذلك».

وتوقفت مصادر مطلعة عند ما نقله رجي عن الوزير الفرنسي معتبرة في حديث لت»الديار» ان «ذلك يؤكد وبما لا يقبل الشك ان المجتمع الدولي يربط تحديد موعد لمؤتمري دعم الجيش واعادة الاعمار بخطوات عملية على الارض بملف حصرية السلاح مع ترجيح ربطهما بخطوات تنفيذية شمال الليطاني وليس حصرا جنوبه».

كلمة جعجع

وقال جعجع خلال القدّاس السنوي لشهداء المقاومة اللبنانية، في معراب:<لن نقبل بعد اليوم أن يتحكّم فريق بمصير الشعب اللبناني، وليكن معلومًا أنّ أحدًا في لبنان لا يمكنه لوحده أن يحكم ويتحكّم بمصير اللبنانيّين، وأنّ أيّ فريق في لبنان مهما تكبّر وتجبّر لا يمكنه أن يُهيمن على الدولة ويصادر قرارها ويفرض قراره ومشيئته». وتوجه الى «الإخوة الشيعة»، قائلا:»لا تنخدعوا بِمَن يُحدّثكم عن ضمانات، أنتم الضّمانة كما كلّ مكوّنات لبنان ضمانة لبعضها البعض. ولا تخافوا من التّهويل عليكم بأنّكم عرضة لهجوم محتمل من الحدود الشّرقيّة، إذ لا أحد قادر على استهدافكم، فالجيش في ظلّ الدولة الحالية يحمي الحدود ويمنع أيّ اعتداء، كما فعل مرارًا في الأشهر الماضية. وإذا احتاج الأمر فإنّ جميع اللبنانيّين يد واحدة لندافع عن أيّ شبر من تراب لبنان، وهذا ما قام به أهلنا في القاع يوم طرق الإرهاب بابهم في العام 2016 فعاد على أعقابه بعدما تكبّد خسائر كبيرة».

 

 

 

 

 

"نداء الوطن":

إذا أُخِذ بيان مجلس الوزراء بكلِّيته، في جلسة يوم الجمعة الفائت، وليس بجملةٍ من هنا وجملةٍ من هناك، يتبيَّن أن الخطة التي قدَّمها قائد الجيش العماد رودولف هيكل، تؤدي إلى حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، وكل ما حكي عكس ذلك هو من باب "رفع المعنويات" وتسجيل المواقف الوهمية.

ومن خلال بعض ما ورد في البيان، يمكن التوقف عند المعطيات التالية:

ممنوع نقل الأسلحة من مكان إلى آخر، بمعنى آخر، الأسلحة أصبحت في وضعية "الحجز" الفعلي، فلا "كحّالة 2" بعد اليوم، بمعنى نقل أسلحة عبر شاحنات من البقاع إلى الضاحية الجنوبية، أو إلى الجنوب.

في هذه الحال، يمكن اعتبار أن "سلاح حزب الله" سقط عسكريًا بيد الجيش اللبناني، إذ ما قيمة سلاح ليس بإمكان صاحبه أن يحرِّكه؟

رافق هذه المعطيات جملة من الرسائل وجَّهها الجيش اللبناني إلى المكوِّنات الحزبية في الداخل، ليسمعها الخارج أيضًا، ومن أحدث الرسائل عملية الدهم التي قام بها الجيش اللبناني لمعسكر تدريب للحزب "السوري القومي الاجتماعي" في مدينة الشويفات، ما يعني أن الجيش اللبناني، بتوجيهات من السلطة السياسية، باشر تطبيق قرار أن لا سلاح على الأرض اللبنانية سواء أكان في يد لبنانيين أو في يد غير لبنانيين ولا سيما اليد الفلسطينية، وما باشره الجيش اللبناني من جمعٍ للأسلحة في المخيمات الفلسطينية ، يؤكد أن القرار اتخذ والمسألة مسألة وقت.

خطة الجيش عمليًا بجدولٍ زمني غير معلن

وفقًا للمعطيات والمعلومات، فإن الجيش اللبناني قدم سيناريو متكاملًا للمرحلة الأولى من الخطة الأمنية، وتتضمن حصر السلاح جنوب الليطاني وانتشار الجيش في تلك المناطق.

الخطة تتضمن أيضًا منع إدخال الأسلحة إلى المنطقة عبر ضبط المعابر والطرق ومصادرة أي أسلحة يتم العثور عليها بعد تنفيذ هذه المرحلة.

الخطة تم وضعها بجدول زمني واضح على أن يُستكمل تنفيذ المراحل اللاحقة بناءً على نتائج الخطوة الأولى.

أورتاغوس وكوبر ارتياح مشروط

الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، والقائد الجديد للقوات المركزية الأميركية الأميرال براد كوبر، أجريا لقاءات عسكرية أمنية، والمحور خطة الجيش اللبناني وكيفية تطبيقها والأدوات التي يحتاج لتنفيذها، ستكون حاضرة في المداولات، علمًا أنه، ووفق ما تقول مصادر دبلوماسية مطلعة فإن واشنطن مستعجلة حصر السلاح ولن تنتظر حصولَه، إلى ما لا نهاية.

في هذا السياق، عُلِم أن الجانب الأميركي أبدى ارتياحًا مشروطًا ببدء التنفيذ.

في المقابل، أكد مصدر رسمي لبناني لـ "نداء" الوطن أن لبنان ينتظر إعطاء الضغط الأميركي نتائجه على إسرائيل خصوصًا أن الوفد الأميركي الذي زار لبنان السبت وعد بتكثيف الاتصالات مع إسرائيل من أجل القيام بخطوات مشجعة تتمثل ببدء الانسحاب مشددًا في الوقت نفسه على استمرار دعم الجيش وطرح هذا الموضوع في الكونغرس. من جهتها تؤكد السلطة اللبنانية أن أي خطوة إسرائيلية بالانسحاب ستسرّع مهمة الجيش بحصر السلاح حيث سينتقل العمل من جنوب الليطاني إلى شماله وبقية المناطق الأخرى

ترامب: سنرد لاحقًا

وجّه مراسل mtv في واشنطن سؤالاً للرئيس الأميركي دونالد ترامب جاء فيه: "حزب الله، الحليف الإيراني، يرفض تسليم سلاحه للدولة اللبنانية. فما هي الخطة البديلة؟"، ليجيب ترامب: "سنرد على ذلك لاحقًا".

جعجع لـ "حزب الله": كفاكم عيشًا في حال إنكار

رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، وفي الذكرى السنوية لشهداء المقاومة اللبنانية، ألقى خطابًا يمكن اعتباره "رسالة مفتوحة" إلى "حزب الله"، ومما جاء فيه: "خسرتم الحرب ووافقتم على اتفاق وقف إطلاق النار، مع علمكم أنّه استسلام، وتحمّلون المسؤوليّة للدولة، وصحيح أنّ إسرائيل لم تلتزم بهذا الاتفاق ولكن أنتم أيضًا لم تلتزموا بتسليم السلاح.

وقال جعجع: أقصر طريق لإخراج إسرائيل من الجنوب هو قيام دولة فعلية في لبنان، وأنتم تشاركون في الحكومة وتوافقون على بيانها الوزاري وتهدّدون رئيسَي الجمهوريّة والحكومة وتتّهمونهما بالخضوع للمطالب الأميركيّة بينما تنفّذون مشروعًا إيرانيًّا.

وأضاف: كفاكم عيشًا في حالة إنكار، فقد أصبح أبناء بيئتكم غير مرغوب فيهم في معظم دول العالم، وخصوصًا في العالم العربي.

وتابع جعجع: نقول لكم بكل صراحة وببساطة: إذا كنتم تظنّون أنّ بإمكانكم التهديد والوعيد فأنتم مخطئون. لا 7 أيار من جديد ولا من يحزنون ولا من يطوّقون السراي. ولا حرب أهلية، فمشكلتكم ستكون حينها لا مع حزب بل مع الدولة والجيش.

وشدّد جعجع على أنّ لا أحد في لبنان يمكنه أن يحكم البلد وحده ولا أحد يمكنه فرض مشيئته على الآخرين. وإذا كنتم تهربون من الحرب مع إسرائيل إلى حرب في الداخل، فستخسرون. وعليكم أن تدركوا أن باستطاعتكم الخروج من ورطتكم عبر تسليم السلاح والانضواء تحت سقف الدولة.

وأشار جعجع إلى أنّ الشيعة لم يأتوا إلى لبنان معكم وبالتأكيد لن يذهبوا معكم، وهذا السلاح لا يبني ولا يحمي ولا يردع وثبُت أن هذا السلاح لا يحمي الشيعة بل يحتمي بهم.

وفي موضوع العلاقة مع سوريا، قال جعجع: "وجُب التّخلّص، وسريعًا، من مخلّفات نظام الأسد والمرحلة الماضية في لبنان، وفي طليعتها إلغـاء "معاهدة الأخوّة والتّعاون والتّنسيق" التي لم يكن فيها لا أخوّة ولا تعاون ولا تنسيق وكانت فرضت على لبنان.

ماذا كشف باسيل عن الشرع؟

رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، وفي كلمته في بقعتوته، خلال جولته في أعالي كسروان مع رئيس الجمهورية السابق العماد ميشال عون، كشف أن الرئيس السوري أحمد الشرع يقول إن هناك مسيحيين "يستقوون" بنا في سوريا، فهل سنعود إلى هذا الزمن الذي يتم الاستقواء فيه بسوريا وأميركا وإسرائيل؟

وكان الرئيس العماد ميشال عون ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل زارا بلدة كفرذبيان، وكانت بداية الزيارة مع وضعِ الرئيس عون اكليلًا من الغار أمام النصب التذكاري للشهيد العريف رونالد سلامة الذي استُشهد في 13 تشرين الأول 1990. بعدها انتقل الرئيس عون والنائب باسيل للمشاركة في القداس الإلهي في كنيسة مار أفرام في كفرذبيان.

 

 

 

 

 

"اللواء":

دخل الوضع جنوب الليطاني مرحلة جديدة، مع وضع خطة الجيش اللبناني موضع التنفيذ، لمنع السلاح بصورة نهائية، بما يضمن سيطرة وحدات الجيش في مختلف النقاط الاستراتيجية، وتعزيز التواجد على المعابر، ومنع دخول السلاح الى المدن والقرى جنوب النهر، في إطار الخطة التي رحب بها مجلس الوزراء يوم الجمعة الماضي.

قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» ان تمكُّن مجلس الوزراء من تجاوز قطوع جلسة خطة الجيش من خلال بيان لا يحتمل التأويل حول حصرية السلاح ومقاربة موضوع الورقة الأميركية واتفاق وقف اطلاق النار لا يزال يتفاعل لاسيما ان الحكومة تجنبت خضة كادت ان تؤثر على مصيرها. واعتبرت ان خطة الجيش ستنفذ وفق ما هو مرسوم لها وأن الحكومة ستتابع هذا الشق.

ولفتت المصادر الى ان مسألة إستراتيجية امن وطني التي أكدت الحكومة انها ستعدها في سياق تحقيق بسط سيطرة الدولة على كامل أراضيها وحصرية السلاح بيد الدولة فتأتي في سياق كامل وتنفيذا لتعهدات القسم.

وحسب المعلومات المتوافرة، فإن عودة الميكانيزم الى عقد الاجتماعات، باشراف قيادة المنطقة الوسطى، تعني اعطاء قرار وقف النار المعلن بين لبنان واسرائيل فرصة، من جانب إلتزام الجانب الاسرائيلي به، وعلى سبيل تخفيف عمليات التحليق والاعتداءات بالمسيَّرات، وفتح الطريق امام الانسحاب من النقاط الخمس، ولو على طريقة الخطوة.

وحضرت خطة الجيش اللبناني جنوب الليطاني في الاجتماع من زاوية اهمية الخطوة في اطار «حصرية السلاح»، وهو توجُّه الدولة اللبنانية وقراراتها ما قبل الأخيرة، والتي كرستها في جلسة يوم الجمعة الماضي.

وكانت الموفدة الأميركية مورغن اورتاغوس، توجهت فور وصولها الى بيروت الى الناقورة للمشاركة باجتماع لجنة «الميكانيزم» بحضور قائد المنطقة المركزية الأميركية الادميرال براد كوبر.

وحسب المعلومات، قدَّم الجيش اللبناني تصوراً للمرحلة الاولى من الخطة جنوب الليطاني، عبر انتشار وحدات الجيش في المناطق التي تكرس فرض سلطة الدولة، ومنع إدخال الاسلحة، عبر ضبط المعابر والطرق، ومصادرة الاسلحة التي يتم العثور عليها بعد الانتشار.

ورحب قائد المنطقة الوسطى بخطة الجيش، معرباً عن استعداد واشنطن لدعم الجيش والتنسيق معه، وكشف ان الوفد الأميركي «تجوّل» جواً فوق المناطق الجنوبية عبر مروحيات تابعة لليونيفيل.

وأبلغ الجانب الأميركي «أعضاء الميكانيزم» عن البديل في رئاسة اللجنة، وهو أميركي، بديلاً للرئيس الحالي مايكل ليني، بعد مرور ستة اشهر على رئاسة اللجنة، والرئيس الجديد يصل بعد اسبوعين، وسط ليونة اسرائيلية، واستعداد للتعاون كما تردَّد.

ومع وصول اورتاغوس وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الاميركي الاميرال براد كوبر الى بيروت، يراهن الكثيرون على تغيير ما إيجابي قد يحدث لجهة تفعيل لجنة الاشراف الخماسية على اتفاق وقف اطلاق النار بخاصة بعد المعلومات عن تغيير رئيسها الجنرال مايكل ليني خلال ايام، حيث تنتهي مدة انتدابة ويتم استبداله بجنرال آخر. لكن نُقل مساء امس عن الرئيس الاميركي دونالد ترامب قوله: سأرد لاحقا على رفض حزب الله تسليم سلاحه.

ولعل مشاركة اورتاغوس والاميرال كوبر في اجتماع لجنة الاشراف امس ومن ثم الجولة التي قاما بها على مناطق الجنوب الحدودية بطوافة عسكرية للجيش اللبناني للإطلاع على الواقع الميداني في المنطقة ثم عادا إلى بيروت، تطرح التساؤل هل اقتنعت الادارة الاميركية بأنه بات من الضروري ان تقوم ولو بحركة بسيطة لدفع الاحتلال الى اتخاذ خطوة في اطار تنفيذ الاتفاق، لا سيما بعد قرارات الحكومة اللبنانية تكليف الجيش وضع خطة لجمع السلاح، والموافقة على «مبادىء واهداف» الورقة الاميركية – اللبنانية المشتركة.؟

وعلمت «اللواء» من مصادر رسمية موثوق بها، ان الأدميرال كوبر وعد الرئيس جوزيف عون عندما التقاه امس الاول، بتفعيل عمل لجنة الاشراف على وقف اطلاق النار بعد استبدال الجنرال ليني، وزيادة دعم الجيش بالعتاد ودورات التدريب.كما التقى قائد الجيش العماد رودولف هيكل للغاية ذاتها.

وجدد الرئيس عون خلال استقباله كوبر في قصر بعبدا دعوته الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، بما يتيح للجيش استكمال انتشاره جنوب الليطاني. كما شدّد على ضرورة تفعيل عمل اللجنة وتنفيذ جميع بنود الاتفاق، بما فيها وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة الأسرى. وأشار عون إلى أن الجيش أنجز تمركزه في أكثر من 85% من المنطقة الواقعة جنوب الليطاني، ويواصل تفكيك الألغام وضبط المظاهر المسلحة رغم الظروف الجغرافية الصعبة، مسجلاً حتى الآن استشهاد 12 ضابطاً وعسكرياً.

فرنسا جدّدت دعمها لموقف الحكومة اللبنانية، إذ أعلن وزير خارجيتها جان نويل بارو نية الرئيس إيمانويل ماكرون تنظيم مؤتمرات لدعم الجيش اللبناني وإعادة الإعمار. أما وزير الخارجية يوسف رجي فأكد عبر منصة «إكس» أنه شكر بارو على جهود بلاده في التجديد لـ«اليونيفيل» ودعم الخطة اللبنانية لحصر السلاح بيد الدولة.

وعليه... ستتضح النوايا الاميركية الحقيقية عند انتهاء مهمة اورتاغوس والادميرال كوبر وتبيان الاجراءات التي سيتخذها الجانب الاميركي مع الاحتلال الاسرائيلي، وتنفيذ التعهدات الاميركية بدعم الجيش سلاحاً وعتاداً ولوجستياً، ولو ان الرهان ضعيف على الاميركي بعد سماحه خلال الاشهر الماضية لكيان الاحتلال بإستباحة لبنان في اعتداءاته، وعدم تقديم اي مساعدة للبنان وجيشه، ومواصلة الضغط السياسي والاقتصادي عليه وربط اي دعم بتنفيذ كامل مندرجات ورقة الموفد توم براك من دون التعديلات اللبنانية عليها والتي تضمنت شروط ومطالب لبنان لتنفيذ كل المطلوب منه.

وكانت اورتاغوس قد وصلت صباح امس إلى مطار رفيق الحريري الدولي بيروت، وتوجهت مباشرة الى الناقورة .ووفق المعلومات، قائد القيادة الوسطى براد كوبر بات ليلته في قبرص حيث عقد اجتماعات بعد زيارة للكيان الاسرائيلي ثم عاد الى بيروت امس الاول.

واوضحت المصادر الرسمية انه لا بد من انتظار ما سيفعله الجانب الاميركي بعد الوعود الجديدة من الادميرال كوبر ليبني لبنان على الشيء مقتضاه، علماً ان زيارة كوبر للبنان هي من ضمن جولة له على الدول الحليفة او الصديقة للبنان او التي يتواجد فيها الجيش الاميركي، بعد تسلمه مهامه الجديدة الشهر الماضي.

موفد سعودي قريباً

وعلى صعيد الوفود الآتية الى لبنان بعد إقرار خطة الجيش اللبناني يصل المكلف بالملف اللبناني في الديوان الأميري الأمير يزيد بن فرحان، منتصف الاسبوع الطالع.

كما يصل موفد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جان ايف لودريان مطلع الاسبوع المقبل 12 ايلول الى العاصمة اللبنانية لمواكبة تنفيذ خطة الجيش اللبناني التي تبدأ جنوب الليطاني.

حيدر من بعلبك: بيان الحكومة يُبنى عليه للمستقبل

وفي المواقف، ومن بعلبك، قال وزير العمل محمد حيدر، بعد اجتماع مع تكتل بعلبك- الهرمل، «ان البيان الذي صدر عن الحكومة فيه نقاط يُبنى عليها للمستقبل، والناس شعرت بأن البيان يجمع ما بين الرؤساء والفرقاء السياسيين في الحكومة بما من شأنه عودة الاستقرار الى البلد».

واعتبر الانسحاب من الجلسات الثلاث، جاء في اطار الحفاظ على التوازنات الوطنية، وعلى المسار الذي نراه اكثر انسجاماً مع مصلحة لبنان وضمان حمايته من الاطماع الاسرائيلية.

جعجع لقمَّة عربية في بيروت

ودعا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الامانة العامة لجامعة الدول العربية لعقد قمَّة كعام 2002 في بيروت ليكتمل عقد عودة لبنان الى العالم العربي.

وقال جعجع في قداس «شهداء المقاومة اللبنانية» في معراب لقوى الممانعة: «اخذتم لبنان رهينة وصادرتهم قرار الحرب والسلم، وتحمِّلون الدولة مسؤولية ما آلت اليه الاوضاع، وكنتم البادئين لعدم الالتزام باتفاق وقف اطلاق النار».

وطالب جعجع باعطاء المغتربين حقوقهم في التعبير عن التصويت للنواب الـ128، ولا يجوز ان يُحرم الذين اضطروا الى مغادرة لبنان قسراً ان يحرموا من أبسط حقوق المواطنية وأن يوضعوا على الهامش».

وطمأن جعجع الشيعة بأن لا أحد يُستهدف في ظل حماية الجيش اللبناني.

الاعتداءات: تراجع ظرفي؟

لكن الاعتداءات، بدءاً من السبت الماضي تراجعت، ما خلا تحليق المسيَّرات المعادية فوق جبشيت وزبدين وصيدا، مع تسجيل تحليق للطيران الحربي الاسرائيلي في مناطق حاصبيا والعرقوب الى مزارع شبعا.

 

 

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

مع الارتياح الكبير الذي تركه موقف الحكومة في اجتماعها الأخير باعتباره جنب البلد أزمة كبرى كان يمكن أن تنشأ، عاد الترقب لما سيكون عليه الموقف الأميركي من مسألة السلاح، من زاوية موقف الحكومة الأخير الذي شدد على ما ورد في الورقة الأميركية لما هو مطلوب من إسرائيل تنفيذه.

وأمس شاركت نائبة الموفد الأميركي مورغان اورتاغوس في اجتماع لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار الذي عقد في الناقورة بحضور قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأدميرال براد كوبر.  

مصادر مطلعة أشارت في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية ان الوفد الاميركي استمتع من ممثل لبنان في اللجنة إلى عرض مفصل لخطة الجيش اللبناني حول حصرية السلاح بيد الدولة. وعرض ما تم إنجازه حتى الآن. وبحسب المصادر فإن الاميركيين تعاملوا مع الخطة بايجابية شرط أن تكون العبرة في التنفيذ. كذلك ابدى الوفد الاميركي ليونة بالاستماع الى مناقشة الأسباب التي تعرقل انتشار الجيش في الجنوب بسبب الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس. مشيرة الى عدم وجود أي خطوة عملية حتى الآن بشأن المساعدات الأميركية المطلوبة لتطبيق خطة الجيش، علماً ان الموقف الاميركي كان داعما لموقف الجيش ومرحباً بخطته ومتفهماً لضرورة قيام إسرائيل بتنفيذ خطوات إيجابية مقابل الخطوات اللبنانية. المصادر أشارت الى ضرورة ابقاء خطة الجيش سرية كشرط أساسي لنجاحها، وهي تقوم على خمس مراحل. الأولى تبدأ من جنوب الليطاني وتستمر على مدى ثلاثة أشهر، تنتقل بعدها الى منطقة شمال الليطاني، ثم بيروت والبقاع وبقية المناطق. وبحسب المصادر فإن المرحلة الأولى تشكل الركيزة الاساسية التي ستترجم بتسليم الجيش زمام الأمور في منطقة جنوب الليطاني بالتعاون مع القوات الدولية لتصبح خالية من السلاح سواء من الأطراف اللبنانية او من الفصائل الفلسطينية بما يعزز الثقة بقدرة الدولة اللبنانية على فرض سيطرتها على كامل أراضيها. المصادر أشارت أيضا إلى أن لبنان تلقى إخطاراً بتغيير رئاسة لجنة مراقبة وقف إطلاق النار التي تتم كل ستة أشهر. وأوضحت أن الرئيس الجديد للجنة سيصل الى لبنان بعد ثلاثة اسابيع كحد اقصى.

سلاح المخيمات

في هذه الاثناء تتواصل الاتصالات بين السلطات المعنية في لبنان ومختلف الفصائل الفلسطينية من أجل الدفع أكثر نحو حصول تسليم فعلي للسلاح المتبقي في المخيمات. وذلك اسوة بما فعلته حركة فتح التي كانت أول المبادرين لتسليم سلاحها الثقيل للدولة اللبنانية. مصادر امنية اشارت عبر "الانباء" الالكترونية إلى أن الأمور تسير بشكل ايجابي بانتظار ان تتبلور آليات التسليم في مختلف المخيمات على أن يترك مخيم عين الحلوة الى المرحلة الاخيرة. وفي المقابل توضح المصادر ان قوات الامن الوطني الفلسطيني على جهوزية تامة لضبط أمن المخيمات كما أنها على استعداد تام لمعالجة أي إشكال قد يحصل، في حين أن تنسيقها المباشر مع الدولة اللبنانية مستمر خصوصا على صعيد تسليم أي شخص متورط باشكال مسلح.

جعجع

في المواقف كان لافتاً الخطاب الذي ألقاه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بمناسة ذكرى شهداء القوات إن لجهة المضمون الذي جاء متنوعاً أو لجهة الرسائل التي وجهها لأكثر من طرف سياسي. جعجع الذي انتقد إصرار حزب الله على التمسك بسلاحه، توجه الى من سماهم الاخوة الشيعة بكلمة قال فيها انتم مكون أساسي من المكونات اللبنانية ولا نرضى نحن اكثرية اللبنانيين ولا نقبل أن يصيبكم ما أصابنا في حقبة الوصايا السابقة بعد ما سلمنا سلاحنا من اجحاف وتمييز و افتئات على الحقوق والدور والحجم. ولا تشعروا أنكم في خطر ومهددون، فالأيام اختلفت والظروف تغيرت. فلا غازي كنعان ولا رستم غزالة، ولا سلطة وصاية جائرة تعمل لصالح نظام الأسد، ووفق مفاهيمه. بل سلطة وطنية انبثقت عن مجلس نيابي حقيقي. جعجع رفض الحديث عن تأجيل الانتخابات النيابية مؤكداً إجرائها في موعدها. معرباً عن تفاؤله بقيامة لبنان وإنهاء عذابات اللبنانيين لأن عقارب الساعة لن تعود الى الوراء.

 

 

 

 

 

 "البناء":

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قيامه بتقديم مبادرة جديدة لإنهاء حرب غزة والإفراج عن كل الأسرى المحتجزين فيها، وفيما بقي مضمون المبادرة غامضاً تداولت بعض وسائل الإعلام الأميركية والإسرائيلية معلومات تقول إن المبادرة تقوم على دعوة حركة حماس للإفراج عن كل الأسرى دفعة واحدة مع الإعلان عن وضع وقف إطلاق النار موضع التنفيذ، حيث تتدفق المساعدات الإنسانية على قطاع غزة، ويتم الإفراج عن عدد كبير من الأسرى الفلسطينيين، وتبدأ المفاوضات حول قضايا الخلاف المتصلة بمستقبل قطاع غزة بعد وقف الحرب، من دون أن تكشف المبادرة عن مجموعة عناوين محورية في أي اتفاق، منها مصير بقاء قوات الاحتلال في غزة أو انسحابها، خلال فترة التفاوض وبعد الإفراج عن الأسرى، وعن هوية الجهة التي سوف تتولى توزيع المساعدات، وفيما تتحدث المبادرة عن استمرار وقف النار طالما استمرت المفاوضات حول القضايا النهائية، لم تجب عن مدة هذه المفاوضات، وماذا عن احتمال عدم التوصل إلى اتفاق؟ وقالت مصادر فلسطينية إن المبادرة التي قال ترامب إن «إسرائيل» قبلتها محذراً حماس لمرة أخيرة من رفضها، تهدف لتخفيف الضغط عن بنيامين نتنياهو في الداخل الإسرائيلي بعدما ظهر كسبب لتعطيل أي اتفاق وإعادة تحميل حماس مسؤولية إفشال الحل، وفتح الطريق نحو حل يشبه ما نتج عن وقف إطلاق النار مع لبنان، حيث انتقلت الحرب من حرب عالية الوتيرة لا تستطيع «إسرائيل» تحملها مع لبنان بسبب صواريخ المقاومة يومها، ولا تستطيع اليوم تحمل استمرارها مع غزة بسبب صواريخ اليمن، وصارت الحرب بصيغتها الراهنة برعاية أميركية على وتيرة منخفضة تقتل وتدمر وتحتفظ بالاحتلال، وهو ما يبدو أنه الحل الأنسب لنتنياهو.

ميدانياً، كان المشهد في داخل الكيان يمنياً، حيث نجحت القوات اليمنية باستهداف يافا وأشدود وعسقلان وإيلات والنقب، ومطار بن غوريون ومطار رامون، حيث قال المتحدث العسكري باسم جماعة «أنصار الله» اليمنية يحيى سريع عملية مركبة بواسطة ثماني طائرات مسيرة استهدفت عمق الكيان، وإن طائرة مسيرة استهدفت مطار رامون وقد أصابت المطار بشكل مباشر وتسببت بإيقاف حركة الملاحة فيه. وصرّح بأنه تمّ ضرب هدفين عسكريين حساسين في النقب بثلاث طائرات مسيرة، بالإضافة إلى مسيرة على هدف حيوي في عسقلان وأخرى على مطار اللد. كما أفاد بأنهم قصفوا هدفاً حيوياً في منطقة أشدود بطائرتين مسيرتين. وأكد سريع أن العمليات حققت أهدافها بنجاح أن المنظومات الاعتراضية الإسرائيلية والأميركية فشلت في رصد واكتشاف عدد منها. وفي وقت سابق، أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن طائرة مسيرة أطلقت من اليمن أصابت قاعة المسافرين في مطار رامون بالنقب. وقالت «القناة 14» العبرية إن السلطات الإسرائيلية دفعت بقوات وفرق إطفاء إلى مطار رامون، مشيرة إلى إصابة شخصين بشظايا المسيرة، وأظهرت لقطات مصورة متداولة لحظة انفجار طائرة مسيرة يمنية في مطار رامون في النقب.

لبنانياً، جدّد الرئيس جوزيف عون خلال استقباله قائد القيادة المركزية الأميركية الأميرال براد كوبر في بعبدا دعوته الولايات المتحدة إلى الضغط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، بما يتيح للجيش استكمال انتشاره جنوب الليطاني. كما شدّد على ضرورة تفعيل عمل اللجنة وتنفيذ جميع بنود الاتفاق، بما فيها وقف الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة الأسرى. وأشار عون إلى أن الجيش أنجز تمركزه في أكثر من 85% من المنطقة الواقعة جنوب الليطاني، ويواصل تفكيك الألغام وضبط المظاهر المسلحة رغم الظروف الجغرافية الصعبة، مسجلاً حتى الآن استشهاد 12 ضابطاً وعسكرياً. بينما استأنفت لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار اجتماعاتها في الناقورة جنوب لبنان، بمشاركة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس وقائد القيادة المركزية الأميركية الأميرال براد كوبر، وذلك بعد أسابيع من التوقف، في خطوة وُصفت بأنها محاولة لإعادة تفعيل عمل اللجنة وتنفيذ القرار 1701، وانتهى اجتماع اللجنة دون إصدار أي بيان ودون أن تصدر عن اللجنة اي وعود للجانب اللبناني بوقف الاعتداءات وإنهاء الاحتلال، وفقاً لما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 27 تشرين الثاني من العام الماضي.

يترقب لبنان الموقف الدولي من الخطة العسكرية والذي سوف يتظهر في الأيام المقبلة في ظل حركة الموفدين تجاه لبنان، حيث يصل الموفد السعوديّ الأمير يزيد بن فرحان الى لبنان الأسبوعَ المقبل وذلك للاطلاع على الواقع اللبنانيّ عن كثب كما يزور لبنان أيضاً يوم الجمعة المقبل الموفد الفرنسي جان ايف لودريان، بعد أن وصلت في نهاية الأسبوع الفائت الموفدة الأميركيّة مورغان أورتاغوس وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركيّ الأميرال براد كوبر. وعقد أمس في رأس النّاقورة اجتماع لجنة الإشراف على تطبيق اتّفاق وقف إطلاق النّار، بحضور أورتاغوس وكوبر واستمعت اللجنة إلى الإحاطة التي قدمها ممثل الجيش وتضمنت تصوراً شاملاً للمرحلة الأولى من الخطة الأمنية في جنوب الليطاني في ما يتصل بنزع سلاح الحزب وانتشار وحدات عسكرية وضبط المعابر ومنع إدخال الأسلحة الى المنطقة ومصادرة الأسلحة التي يتم العثور عليها بعد الانتشار. وقد رحب كوبر بالعرض اللبناني وطلب تزويده بتفاصيل إضافية حول آليات التنفيذ والقدرات الميدانية المطلوبة. وقد تبلّغ لبنان تغيير رئاسة لجنة مراقبة وقف إطلاق النّار ومن المتوقع أن يصل الرئيس الجديد للّجنة بعد نحو أسبوعين، وهو من قوّات المارينز. وأثنى الوفد الأميركي على ما يقوم به لبنان، إن من جهة قرارات الحكومة، أو لجهة عمل الجيش اللبناني. وبعد انتهاء الاجتماع في الناقورة، جال الأدميرال كوبر وأورتاغوس فوق المنطقة الحدوديّة بين القطاعين الأوسط والغربيّ على متن طوافة عسكريّة للجيش اللبناني للاطلاع على الواقع الميدانيّ في المنطقة ثم عادا إلى بيروت.

وأشارت معلومات إلى أن كوبر، الذي التقى السبت رئيس الجمهورية جوزيف عون وقائد الجيش في بيروت، بات ليلته في قبرص، حيث عقد اجتماعات ثم عاد إلى بيروت الأحد للمشاركة في اجتماع لجنة مراقبة وقف إطلاق النار.في المقابل، لم تسجل لقاءات لأورتاغوس مع المسؤولين اللبنانيين. وكان رئيس الجمهورية جوزيف عون دعا الولايات المتحدة الأميركية إلى الضغط على «إسرائيل» للانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب، ليتمكن الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية. وأكد الرئيس عون للأميرال كوبر على أهمية استمرار الولايات المتحدة الأميركية في دعم الجيش اللبناني وتوفير التجهيزات والآليات اللازمة له لتمكينه من القيام بالمهام الموكلة إليه على طول الأراضي اللبنانية، سواء في حفظ الأمن أو منع التهريب والأعمال الإرهابية وضبط الحدود اللبنانية – السورية، وغيرها من المهام التي يقوم بها العسكريون الذين يعملون في ظروف اقتصادية صعبة.

وبينما تعقد الحكومة جلسة غداً، بجدول أعمال عادي، قال وزير العمل محمد حيدر «نحن دعاة الحوار والتواصل الدائم لإيصال البلد إلى بر الأمان، ولكن مسار الأمور في الجلسات الثلاث الأخيرة هو الذي دفعنا إلى اتخاذ قرار الانسحاب، حفاظاً على التوازنات الوطنية، وعلى المسار الذي نراه أكثر انسجاماً مع مصلحة لبنان وضمان حمايته من الأطماع الإسرائيلية». واعتبر أن «البيان الذي صدر عن الحكومة فيه نقاط يبنى عليها للمستقبل، والناس شعرت بأن هذا البيان يجمع ما بين الرؤساء والفرقاء السياسيين في الحكومة بما من شأنه عودة الاستقرار إلى البلد».

وعشية زيارة مرتقبة للمبعوث الفرنسي جان ايف لودريان الى بيروت في 12 أيلول الحالي، أعلنت الخارجية الفرنسية أن فرنسا ترحب بتبنّي الحكومة اللبنانية الخطة التي اقترحها الجيش لاستعادة احتكار الدولة للسلاح على كامل أراضيها. وتمثل هذه الخطوة مرحلة جديدة إيجابية في سياق قرار الحكومة اللبنانية الصادر في 5 آب الماضي. وقد أجرى وزير الخارجية الفرنسية محادثات مع الوزير يوسف رجي للتأكيد على دعم فرنسا لجهود الحكومة اللبنانية. ودعت فرنسا جميع الأطراف اللبنانية إلى دعم التنفيذ السلمي والفوري لهذه الخطة، بهدف المضي قدماً نحو لبنان مستقر، وذي سيادة، ومعاد إعماره ومزدهر، مع ضمان وحدة أراضيه ضمن حدود متّفق عليها مع جيرانه، وفي سلام معهم. كما أبلغ بارو وزير الخارجية عن نية الرئيس إيمانويل ماكرون تنظيم مؤتمرين لدعم القوات المسلحة اللبنانية، ولإعادة الإعمار والإنعاش الاقتصادي عندما تتوافر الظروف الملائمة لذلك».

ونفذ جيش العدو الإسرائيلي، الأسبوع الماضي، تدريباً في منشأة جديدة في هضبة الجولان تضمنت إطلاق نار حي ومناورة تحاكي شوارع لبنان. وقال في بيان: «أُنشئت المنشأة بقيادة إدارة الحدود والعوائق وقسم الهندسة والبناء في وزارة الدفاع عقب عملية تعلم عملياتيّة، حُددت خلالها ضرورة وجود منشأة تدريب مخصصة تتلاءم مع ظروف القتال في قطاع لبنان».

وأضاف: «تمكّن المنشأة من تنفيذ قتال مشترك للمشاة والمدرعات والهندسة، والتدريب بالذخيرة الحية داخل المباني وخارجها، وتشغيل جميع أنواع الأسلحة، توفر هذه المنشأة للقوات بنية تحتية للتدريب والتأهيل بشكل واقعي شامل ودقيق. وسيقوم المركز الوطني للتدريب البري بتشغيل المنشأة من خلال المركز الشمالي للتدريب».

ونقلت صحيفة العدو يديعوت أحرونوت أنّ «جيش العدو الإسرائيليّ يعتقد أنّ حزب الله ما زال يحتفظ بعشرات الصواريخ الدقيقة وآلاف الصواريخ التقليديّة وكميات كبيرة من الطائرات المسيّرة، بعضها من تصنيع ذاتيّ، رغم أن خط التزويد بالأسلحة انقطع مع سقوط نظام بشار الأسد في سورية. وهذه القدرات كافية لتهديد أمن «إسرائيل»».

ونقلت الصحيفة عن مسؤولٍ عسكريّ كبير قوله إنّ «الحزب يسعى بكل قوته إلى إعادة بناء منظومته العسكريّة، خصوصًا في الجنوب والبقاع، وأنّ الجيش الإسرائيليّ يلاحقه ويسعى إلى تعطيل نشاطاته عبر عمليات القصف والاغتيالات الدقيقة». وأضاف: «الجيش اللّبنانيّ يحاول، لكن محاولاته منقوصة؛ أوّلًا لأن الحزب مصمّم على استعادة قوته ومثابر على ذلك. وثانيًا لأن السلطة اللبنانيّة تسير بحذر وخوف. وثالثًا لأن الجيش لم يتخلص بعد من عناصر نفوذ للحزب في صفوفه».

ووفق مصدرٍ إسرائيليّ آخر، «تطالب تلّ أبيب الإدارة الأميركيّة بدعم خططها لتحطيم حزب الله عسكريًّا»، فيما «تدعو واشنطن «إسرائيل» إلى تخفيف عملياتها العسكريّة الّتي تُضعف الحكومة اللّبنانيّة ومساعيها لإعادة البناء». وبحسب المصدر نفسه، «ترد «إسرائيل» بأنّه لا يمكن تقوية السلطة اللبنانية وجيشها من دون إضعاف حزب الله».

وأشار المصدر إلى أنّ «المبعوث الأميركيّ توم برّاك، قدّم إلى القيادة اللّبنانيّة اقتراحًا يتضمن مطالب اعتمدتها الحكومة رسميًا في اجتماعات 5 و7 أغسطس (آب) الماضي، غير أنّ القيادة والجيش اللبنانيين بصيغتهما الحالية غير قادرين على تنفيذها، إذ تنصّ على التفكيك الكامل لسلاح حزب الله حتى نهاية 2025». ويقترح الطرح «مسارًا تدريجيًا يراعي القيود اللبنانية ضمن جدول زمني واقعي لنزع سلاح الحزب».

وكان «معهد دراسات الأمن القوميّ» قد أوصى بحسب الصحيفة نفسها الحكومة الإسرائيلية بوضع خطة استراتيجية تُصرّ فيها على مطلبين أساسيين إلى حين إقامة «نظام أمني جديد» على طول الحدود مع لبنان:

«الحفاظ على حرية عمل الجيش الإسرائيلي في إطار القرار 1701 بجنوب لبنان، إلى أن يُضمن تطبيقه الكامل».

«تأجيل النقاش حول المسار الدائم للحدود بين الدولتين إلى حين إحراز تقدم ملموس نحو التجريد الكامل لحزب الله من سلاحه».

ويقترح باحثو المعهد برنامجًا من ثلاث مراحل:

المرحلة الأولى: «تفكيك وجود حزب الله في جنوب لبنان وفقًا للقرار 1701، مقابل انسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي من النقاط الخمس، شرط امتثال الجيش اللبناني للمطالب، إلى جانب اتفاق بشأن مستقبل قوات يونيفيل (وليس المطالبة برحيلها الفوري)».

المرحلة الثانية: «تفكيك وجود حزب الله في سهل البقاع وعلى الحدود مع سورية، ويمكن ذلك بالتنسيق مع دمشق، مقابل ترسيم الحدود البرية بين «إسرائيل» ولبنان، والعمل بالتوازي على ترسيم الحدود بين سورية ولبنان، وتشكيل نظام أمني متفق عليه على طول الحدود».

المرحلة الثالثة: «تفكيك سلاح حزب الله في كل لبنان، مع التركيز على الضاحية الجنوبية لبيروت، مقابل وقف الهجمات الإسرائيلية وتطبيق نظام أمني جديد، يشمل إمكان نشر قوة أميركية ذات صلاحيات رقابية، شبيهة بقوة المراقبين متعددة الجنسيات في شبه جزيرة سيناء، إلى جانب الجيش اللبناني وبدلًا من القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل)».

 

 

 

 

 

"الشرق":

دعا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الولايات المتحدة الأميركية الى الضغط على اسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلها في الجنوب، ليتمكن الجيش اللبناني من استكمال انتشاره حتى الحدود الدولية. وطلب من قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الاميرال براد كوبر خلال استقباله له في قصر بعبدا، في حضور السفيرة الأميركية في بيروت السيدة ليزا جونسون، تفعيل عمل لجنة الاشراف على وقف الاعمال العدائية (MECHANISM) لتأمين تنفيذ ما تم الاتفاق عليه في شهر تشرين الثاني الماضي، لجهة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، والانسحاب من التلال والأراضي التي تحتلها، وإعادة الاسرى بحيث يتم تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته، خصوصاً ان هذه الخطوات تساعد في تنفيذ القرار الذي اتخذته الحكومة اللبنانية لجهة حصرية السلاح في ايدي القوات المسلحة اللبنانية، لاسيما وان مجلس الوزراء رحب بالأمس بالخطة العسكرية التي وضعتها قيادة الجيش لهذه الغاية.

ولفت الرئيس عون خلال الاجتماع الذي حضره ايضاً رئيس لجنة (MECHANISM) الجنرال مايكل ليني، الى ان استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب، من شأنه ان يعرقل استكمال انتشار الجيش اللبناني حتى الحدود، بعدما انجز الجيش التمركز في اكثر من 85 في المئة من المنطقة الواقعة جنوب الليطاني، ويواصل عمله في منع المظاهر المسلحة ومصادرة الأسلحة والذخائر في ظروف جغرافية وعملانية صعبة، ما أدى حتى الآن الى استشهاد 12 ضابطاً وعسكرياً خلال نقل الذخائر او تفكيك الألغام وغيرها… كذلك، بدأ الجيش في تسلّم السلاح الفلسطيني من عدد من المخيمات الفلسطينية بموجب الاتفاق الذي تم خلال زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى لبنان.

واكد الرئيس عون للاميرال كوبر أهمية استمرار الولايات المتحدة الأميركية في دعم الجيش اللبناني وتوفير التجهيزات والآليات اللازمة له، لتمكينه من القيام بالمهام الموكلة اليه على طول الأراضي اللبنانية، سواء في حفظ الامن او منع التهريب والاعمال الإرهابية وضبط الحدود اللبنانية- السورية وغيرها من المهام التي يقوم بها العسكريون الذين يعملون في ظروف اقتصادية صعبة.

وفيما أشار الرئيس عون الى التنسيق القائم بين الجيش والقوات الدولية العاملة في الجنوب «اليونيفيل»، شدد على ان الدعم الأميركي للجيش يعزز الاستقرار في البلاد التي شهدت خلال الأشهر الماضية تقدماً ايجابياً في مختلف المجالات، ما أدى الى تطور اقتصادي يواكب الإصلاحات التي بدأتها الحكومة، بالتوازي ايضاً مع أهمية العمل لاعادة اعمار لبنان، لا سيما وان دولاً صديقة وأخرى شقيقة تبدي استعداداً فعلياً للمساهمة في هذه الخطوة بعد توقف الاعمال العدائية وعودة الاستقرار الى البلاد.

وتمنى الرئيس عون على الاميرال كوبر التوفيق في مهمته الجديدة، داعياً إياه الى إيلاء الوضع في لبنان الأهمية اللازمة، لان استقراره عاملا أساسيا لتحقيق الاستقرار في دول المنطقة. وكان الاميرال كوبر اعرب في بداية اللقاء عن سعادته لوجوده في لبنان، منوّهاً بالعمل المميز الذي يقوم به الجيش اللبناني المنتشر في الجنوب وفي الأراضي اللبنانية كافة، مؤكداً استمرار الولايات المتحدة الأميركية في تقديم المساعدات اللازمة في مختلف المجالات لاسيما منها دعم الجيش بالعتاد والتدريب، بالتنسيق بين الإدارة الأميركية والكونغرس.

 

 

 

 

 

 "الشرق الأوسط":

هددت إسرائيل لبنان باستمرار الضغط العسكري عليه، وذلك رداً على قرارات الحكومة اللبنانية بشأن جمع السلاح.

ورأت جهات سياسية في تل أبيب، أن تلك القرارات جاءت «ضبابية وسرية ولا تتضمن جدولاً زمنياً»، مدعية أن «(حزب الله) فرح بها لأنها تنطوي على حلول وسط مع مطالبه». وأفادت مصادر أخرى، بأن إسرائيل تطالب الإدارة الأميركية بدعم خططها لتحطيم «حزب الله» عسكرياً. وكشفت المصادر أن «واشنطن تطالب إسرائيل بتخفيف عملياتها العسكرية، التي تضعف الحكومة اللبنانية ومساعيها لإعادة البناء، لكن إسرائيل ترد بالقول إنه لا يمكن تقوية السلطة اللبنانية وجيشها من دون إضعاف (حزب الله)».

في الجانب اللبناني، استأنفت لجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف النار اجتماعاتها في الناقورة بجنوب لبنان عند الحدود مع إسرائيل، أمس (الأحد)، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، وقائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الأميرال براد كوبر، وذلك بعد توقفها عن الاجتماع لأسابيع؛ في خطوة تشير لإعادة تفعيل عمل اللجنة، والسعي لتطبيق الاتفاق، وخاصة في أجزائه المرتبطة بوقف الاعتداءات الإسرائيلية، ومن ثم استكمال انتشار الجيش اللبناني في جنوب الليطاني بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية