مريم البسّام لـ"جرحى البيجر": كيف صنعتم هذا المجد؟
الرئيسية مقالات / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 19 25|10:52AM :نشر بتاريخ
كتبت الصحافية مريم البسّام عبر حسابها على منصة فيسبوك:
الى جرحى البيجر
الوطن يُبْصرُكم
للذين غابت شمسٌ عن عيونهم بعد ظهر السابعَ عشرَ من أيلول،
للذين سكنوا العتمةَ وصادقوا خيوطَ الليل،
لا تروننا، لكنّ الوطنَ يُبصِركم…
يُهديكم حبًّا بملحِ العين، بلفتةِ نظر، بلمحِ البصر.
قبل عامٍ من اليوم، كانت الحياةُ تلعب بين أصابعكم،
والنورُ يمشي على أهدابكم،
كان أيلول لا يجرؤ على الإيذان ببدء سقوط أوراقه الصفراء،
وكنتم وجوهَ الريح.
عامٌ على أوجاعكم، وإطفاءِ نجومِ عيونكم،
وبترِ أطرافٍ كانت طالعةً من صيفٍ أقام على ضفّة حرب.
عامٌ وأنتم تُكابدون للبقاء،
تنجحون في امتحان الحياة،
تُعاركون لاستئناف العمل،
وتتلقّون من مجتمعٍ فاقدٍ للأهلية كلَّ صنوفِ اللاإنسانية.
قالت إحدى جريحات البيجر في تصريحٍ صحفي، وقد غطّت الظلمةُ عينيها:
«أريد أن أعرف أيَّ شعورٍ انتاب هذا الذي كبس على زرِّ التفجير عند الثالثةِ وثلاثٍ وعشرين دقيقةً من بعد ظهر السابع عشر من أيلول 2024؟»
سؤالٌ ينضمّ إلى عتمةِ العيون، لا جوابَ له،
سوى أنّ الفاعل مجرمُ حربٍ متمرّس، فاقدٌ لشعور الإنسانية،
ضغط قبل البيجر على كلِّ أزرارِ المشاعر النبيلة وأرْدَاها قتيلة.
والأكثرُ أسًى أنّه وجد في بلادنا مَن يُصفّق له، ويُعلنه بطلًا مختصًّا بإغتيال العيون والبطون.
يا جرحى وضحايا تفجير التفجير،
يا أطفالَ وشابّات ونساء ورجالَ الأرض،
كيف صنعتم هذا المجد؟
مَن أعطاكم حُزمةَ الصبر لتُبحروا في الحياة فوق أمواج البحر؟
أصواتكم، عيونكم، أطرافكم المبتورة، وجوهكم التي صاغها الزمن على ترتيبٍ جديد،
كلّها آلامٌ عشناها معكم،
لكنّكم أنتم وحدكم مَن كافح للبقاء.
أنتم دروسٌ متتالية، وربما لمثلكم كتب جوزف حرب يومًا:
وجَميلُ ما لاَ العيْنُ تَلْمَحُهُ
مِنْ حُبّهِ، في داخليْ أجدُهْ.
أنا أَمْسُهُ، أنا يوْمُهُ، وغدًا
يا طيْبَ أنِّي في الغداةِ غَدُه.
يا ربِّ فيَّ زِدْ العَمَا، فأنا
أخشى إذا فَتَّحتُ لا أجدُه.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا