الأنباء: حزب الله يكسر قرار الحكومة على صخرة الروشة وسلام: سقطة جديدة لن تثنينا عن قرار بناء الدولة
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 26 25|08:18AM :نشر بتاريخ
كسر حزب الله قرار الحكومة اللبنانية بمنع استخدام الأملاك العامة بدون ترخيص من الجهات المعنية، وأضاء صخرة الروشة بصورة الأمينين العامين السابقين للحزب السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين، منقلبا بذلك على التسوية التي كان قد تم التوصل إليها عبر الرئيس نبيه بري والتي قضت باقتصار الاحتفالية على التجمع.
وفي أول تعليق رسمي، اعتبر رئيس الحكومة نواف سلام أنّ "ما حصل في منطقة الروشة يُشكّل مخالفة صريحة لمضمون الموافقة المعطاة من قبل محافظ مدينة بيروت لمنظّمي التحرك الذي على أساسه صدر الإذن بالتجمّع، والذي نصّ بوضوح على "عدم إنارة صخرة الروشة مطلقاً لا من البرّ ولا من البحر أو من الجو، وعدم بثّ أي صور ضوئية عليها".
أضاف سلام: "وعليه، اتّصلت بوزراء الداخلية والعدل والدفاع وطلبت منهم اتخاذ الإجراءات المناسبة بما فيه توقيف الفاعلين وإحالتهم على التحقيق لينالوا جزاءهم إنفاذاً للقوانين المرعيّة الإجراء".
وتابع سلام: "غني عن القول إنّ هذا يُشكّل انقلاباً على الالتزامات الصريحة للجهة المنظمة وداعميها، ويعتبر سقطة جديدة لها تنعكس سلباً على مصداقيتها في التعاطي مع منطق الدولة ومؤسساتها". كما أكد أنّ "هذا التصرف المستنكر لن يُثنينا عن قرار إعادة بناء دولة القانون والمؤسسات بل يزيدنا إصراراً على تحقيق هذا الواجب الوطني".
وكان حزب الله قد حصل عبر جمعية تابعة له على ترخيص من محافظ بيروت لإقامة تجمع لا يتجاوز الـ500 شخص في منطقة الروشة، دون أن يحصل على إذن بإضاءة الصخرة، على أن تتم الفعالية في المنطقة عبر تجمعات إحياءً للذكرى، وسط تدابير أمنية يتخذها الجيش اللبناني. لكن، ومنذ ساعات صباح يوم أمس، بدا أن الحزب لا يزال عند موقفه لجهة إضاءة الصخرة، قبل أن يعود ويجدد بعد ظهر أمس، في بيان له دعوته للمشاركة في الفعالية، وهو ما انعكس جواً من الإرباك والتوتر في لبنان خشية من انزلاق الوضع والمواجهة بين المشاركين والقوى الأمنية.
وسبق الاحتفال استعراض بحري لزوارق رفعت أعلام حزب الله، فيما كانت المواكب السيارة وأخرى على الدراجات النارية تجوب شوارع بيروت رافعة أعلام الحزب وصور نصرالله وصفي الدين. وكان لافتا مشاركة مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في الحزب وفيق صفا الذي جلس قبالة الصخرة التي أُضيئت بالعَلم اللبناني ومن ثم بصورة نصر الله وصفي الدين، وبصور أخرى لنصر الله مع الرئيس بري وأخرى مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري والرئيس سعد الحريري.
مصادر سياسية استغربت "الانقلاب على الاتفاق والتسوية" وإصرار حزب الله على مخالفة القوانين وكسر هيبة الدولة وقراراتها، وقالت إن "الاتصالات لم تتوقف طوال ساعات النهار في محاولة لتمرير الفعالية بعيداً عن التوتر". ورأت المصادر أن "تصرف الحزب سينعكس سلبا على سمعة الدولة وثقة المجتمع الدولي بها، في الوقت الذي يقف فيه الرئيس جوزف عون أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبا دول العالم بالوقوف الى جانب لبنان ودعم الدولة التي عادت لتمسك بزمام المبادرة"، ورأت أن ما جرى أمس "يؤكد ما قاله المبعوث الأميركي توم باراك عن عجز الحكومة تحويل أقوالها الى أفعال، وعجز القوى الأمنية القيام بالمهام المطلوبة منها".
المصادر ربطت بين مشاركة مسؤول الارتباط والتنسيق وفيق صفا في فعالية الروشة، وبين التصعيد الإيراني الذي ورد على لسان رئيس البرلمان الإيراني محمد باقر قاليباف من أنّ "حزب الله أكثر حيوية من أي وقت مضى"، وأنّ "تزويد الحزب بالصواريخ ليس مستحيلاً". وأنه لو كان "قائدًا لـ"حزب الله" لشنّ الحرب على إسرائيل بعمق 100 أو 200 كلم". ليستنتج أن "الحزب يعاني من انقسام واضح بين موقفين، متصلب وملتصق بإيران والذي يقوده صفا وقاسم وبعض المسؤولين العسكريين، وبين الموقف السياسي المهادن القلق من دخول الحزب في صراع داخلي يقضي على مكانته وووحدته".
المصادر حذرت من انزلاق حزب الله الى تصعيد مواقفه الداخلية وإعادة البلاد إلى أجواء التشنج والانقسام، لأنه وبعد فقدانه الغطاء السياسي لسلاحه، سيفقد الاحتضان الشعبي الوطني الذي تعاطف معه خلال الحرب الأخيرة، كما أنه سيفقد ثقة الرئيس نبيه بري، الذي عبر بدوره عن استيائه من الانقلاب على الاتفاق، وإصرار الحزب على كسر كلمة الدولة واستفزاز الشارع البيروتي".
أما في نيويورك وفي خطوة بدت تصحيحا لمواقفه السابقة كتب المبعوث الأميركي توم برّاك على صفحته في منصة إكس "تواصل الولايات المتحدة الأميركية دعم لبنان في سعيه لإعادة بناء دولته، وتحقيق السلام مع جيرانه، والاستمرار في سعيه لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم توقيعه في تشرين الثاني 2024، بما في ذلك نزع سلاح حزب الله". حيث كان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أكد خلال لقائه رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون "إننا سندعم لبنان للتغلب على أزمته الاقتصادية، والحكومة اللبنانية التي تواصل معارضتها سياسات إيران".
بدوره شدد الرئيس جوزيف عون أمام الجالية اللبنانية في نيويورك على "الدور المحوري للمنتشرين اللبنانيين في المساهمة بنهضة الوطن"، معرباً عن ثقته بأنهم "لن يتركوا بلدهم وسيبقون إلى جانبه في أصعب الظروف".
وتوجّه إلى أبناء الجالية قائلاً: "صوتكم ليس مجرد ورقة توضع في صندوق، بل هو الأمل بمستقبل أفضل، وهو صوت التغيير، وعليكم المشاركة بكثافة في الانتخابات النيابية المقبلة".
قانون الانتخابات النيابية لا سيما بند تصويت الانتشار اللبناني سيكون على جدول اعمال الجلسة التشريعية الاثنين المقبل في 29 أيلول، إضافة الى قوانين إصلاحية مالية أخرى متأخرة أرجأت التوقيع على الاتفاق مع صندوق النقد الدولي إلى اجتماعات الخريف في واشنطن في الاسابيع القليلة المقبلة، وذلك بغية وضع خطة مالية متكاملة تعزز الثقة وتحصّن الاستقرار الاقتصادي، وفق ما قال وزير المال ياسين جابر، الذي عقد اجتماع عمل مع المدير الإقليمي لصندوق النقد الدولي أرنيستو ريغو وبحث معه الإطار المالي متوسط المدى الذي أعدته وزارة المالية MTFF، ومناقشة مشروع الموازنة والأهداف المتفق عليها، ولا سيما طلب الصندوق أن يتم تحقيق فائض أولي بنسبة 1.7% من الناتج المحلي، والذي يُعتبر رقماً مرتفعاً في الظروف الحالية التي يمر بها لبنان، وبدون فرض أي زيادة ضريبية. إضافة إلى وقف تنفيذ الرسم الجمركي على المحروقات من قبل مجلس شورى الدولة.
فريق عمل الصندوق شدد على أهمية الشفافية في إدراج النفقات، واعتماد خطة مالية متوسطة الأمد في ما خص موضوع الدين. وقد اطلع وفد الصندوق من فريق عمل الوزارة على الخطة الإصلاحية التي تعمل وزارة المال على تنفيذها في كل من مديرية الجمارك ومديريتيّ الواردات والضريبة على القيمة المضافة TVA ومديرية الشؤون العقارية، ما سيؤدي حتماً إلى رفع الإيرادات وتحقيق فائض في الموازنة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا