الديار: بيروت تحتضن صور الشهداء... والرهان على السلم الأهلي وسط عواصف الخارج
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 26 25|08:28AM :نشر بتاريخ
دون اسباب موجبة او مفهومة يتولى رئيس الحكومة نواف سلام قلب الاولويات والهاء الناس بقضايا تبعدهم عن همومهم اليومية التي تتحمل مسؤوليتها حكومة لم تنتج شيئا تخفف عنهم الاعباء الاقتصادية او اقله تعيد لهم اموالهم المسروقة في المصارف، اما الاخطار الاستراتيجية فهي تتهدد البلد والمنطقة حيث «تطبخ» الخطط ويعاد رسم الخرائط في نيويورك، حيث يسود الترقب نتائج اجتماع رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو مع الرئيس الاميركي دونالد ترامب، وفيما نقل عن رئيس الجمهورية جوزاف عون خلال لقاءاته في نيويورك، تاكيده انه لن يتم «نزع السلاح» بالقوة في لبنان، يتلهى سلام في معارك ضيقة الافق في ازقة بيروت.
فقد نجح رئيس الحكومة، في تحويل الوقفة الرمزية في سياق احياء ذكرى استشهاد الامينين العامين لحزب الله السيدين حسن نصرالله، وهاشم صفي الدين، قبالة «ًصخرة الروشة» في بيروت، الى «كباش» سياسي منح حزب الله منصة لاطلاق العديد من الرسائل الداخلية والخارجية، لتسجيل انتصار معنوي لم يكن في الحسبان. فرئيس الحكومة احرج نفسه بعدما فشل في منع اضاءة «الصخرة» بصورة الشهيدين نصرالله وصفي الدين، وهي «معركة طواحين هواء» لم تكن في مكانها بحسب اقرب الوزراء المقربين منه والذين عاتبوه على ما اعتبروه «دعسة ناقصة». وهو توصيف يتبناه ايضا رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي لم يتفهم كل الدوافع التبريرية التي حاول سلام سوقها خلال الاتصال الهاتفي امس الاول، حيث انتهت المكالمة بتعبير «انشالله خير».
سلام «وحفظ ماء الوجه»!
وفي محاولة لحفظ شيء من «ماء الوجه»، وفي اصرار منه على تصعيد الموقف، غرد سلام على منصة «اكس» قائلا: أن ما جرى في منطقة الروشة يشكّل مخالفة صريحة لمضمون الموافقة الممنوحة من محافظ بيروت لمنظّمي التحرك، والتي نصّت بوضوح على «عدم إنارة صخرة الروشة مطلقاً، لا من البر ولا من البحر أو من الجو، وعدم بث أي صور ضوئية عليها. وأضاف سلام: «اتصلت بوزراء الداخلية والعدل والدفاع وطلبت منهم اتخاذ الإجراءات المناسبة، بما في ذلك توقيف الفاعلين وإحالتهم على التحقيق لينالوا جزاءهم إنفاذاً للقوانين المرعية الإجراء.وشدّد على أن ما حصل «يشكّل انقلاباً على الالتزامات الصريحة للجهة المنظمة وداعميها، ويعتبر سقطة جديدة لها تنعكس سلباً على مصداقيتها في التعاطي مع منطق الدولة ومؤسساتها.وختم بالقول: «هذا التصرف المستنكر لن يثنينا عن قرار إعادة بناء دولة القانون والمؤسسات، بل يزيدنا إصراراً على تحقيق هذا الواجب الوطني.ويبقى السؤال من هم المتهمون؟ وباي تهمة ستتم ملاحقة «الجناة»؟
«هيبة» حزب الله
ووفق مصادر «الثنائي» لم يكن حزب الله في وارد التراجع عن اضاءة «صخرة الروشة» بصورة الشهيدين السيدين نصرالله وصفي الدين، لاسباب عديدة اهمها، ان النكد السياسي الذي مارسه «الخصوم» في الداخل، عبر الحملة الاعلامية المنظمة من قبل وسائل الاعلام المعادية في الداخل والخارج، او تصريحات عدد من القيادات السياسية التي حاولت ان تخلق فتنة داخلية، تجاوزت «الخطوط الحمراء» بعد تحولها الى سياسة رسمية للاضرار بهيبة الحزب، بعدما تبنى رئيس الحكومة نواف سلام، السردية التي تريد ان تطّيف بيروت او تجعلها حكرا على فئة دون اخرى، كما انه اراد تسجيل انتصار معنوي «يبيعها» الى الخارج قبل الداخل، فكان الرد»الرسالة»، ان الحزب لن يتهاون مع اي محاولة «لكسره» مهما كانت بسيطة، علما انه عندما اختار الروشة لاقامة الوقفة، لم يكن في نيته تحدي احد، وانما التاكيد ان شهادة قادته ليست لفئة دون غيرها، والعاصمة بيروت هي العنوان الاكثر تعبيرا عن هذا المعنى الوطني، لكن ثمة من اراد تحويل احتفال رمزي، كان ليمر دون اي ضجيج، الى «كباش» سياسي في غير مكانه، وهو دفع بالامس من هيبته الشخصية لا من هيبة الدولة لانه حاول توظيف القانون بغير وجه حق في «زواريب» ضيقة لا تليق بمسؤول يفترض ان يكون ممثلا لكافة الشرائح اللبنانية، لكنه اختار ان يكون «راس حربة» في مشروع داخلي لمحاصرة بيئة حتى في احياء احزانها، وعليه ان يتحمل مسؤولية خياراته الخاطئة.
لماذا تجاهل «الضجيج»؟
اما «الرسالة» الثانية فهي لكل الخارج الذي يظن ان حزب الله يمر في حالة من الوهن والضعف نتيجة التركيبة السياسية التي تحكم البلاد، واظهرت مجريات الاحداث والاتصالات خلال الساعات القليلة الماضية ان الضغط الاعلامي والسياسي الذي ادير عبر سفارات عربية وغربية في بيروت، لم يدفع الحزب الى التراجع حتى في مسألة اجرائية كانت لتظهره غير قادر بعد عام على استشهاد قائده على رفع صورته على معلم في بيروت. ولهذا كان الاصرار على عدم الاكتراث لكل «الضجيج» والاستمرار في البرنامج كما هو بعدما ابلغ الحزب الرئيس بري انه غير معني بمنع الحرج عن رئيس الحكومة.
صورة رفيق وسعد الحريري؟
وكانت لافتة قيام المنظمين باضاءة «صخرة الروشة» بصورة الرئيس الشهيد رفيق الحريري ونجله سعد في صورة تجمعهما مع السيد نصرالله في رسالة سياسية واضحة الى رئيس الحكومة نواف سلام ومن معه من نواب «الصدفة» ان من يمثل اهل بيروت السنة هو زعيما» تيار المستقبل»، وان هذه العلاقة التي بنيت على الثقة مع الرئيس الشهيد الحريري هي الاصل في العلاقة مع «البيارتة»، وفيها تذكير بان الرئيس سعد الحريري تمت معاقبته سياسيا وماليا لانه لم يقبل بان يلعب ادوارا يرضى بها البعض الان. اما بيروت فهويتها مقاومة، وليست اي شيء آخر، وهي لكل اللبنانيين وليست حكرا على احد طائفيا او سياسيا.
النجاح الامني
اما «الرسالة» الاكثر اهمية فهي امنية حيث مر الاحتفال دون اي اشكال يذكر على الرغم من الحشود الغفيرة الحاضرة والتي سبقها حملة تحريض كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي. وما حصل يعد اختبارا ناجحا لعلاقة حزب الله مع القوى الامنية وخصوصا قيادة الجيش التي اثبتت انها معنية بالحفاظ على السلم الاهلي، بعدما بلغ التنسيق مستوى عال قبل وخلال الوقفة الرمزية. كما ان المؤسسة العسكرية ومعها القوى الامنية اظهرت حكمة كبيرة في تعاملها مع الحدث وظهر انها في «واد» وبعض السلطة السياسية في «واد» آخر، ولم تكن في وارد منع اضاءة «الصخرة» تحت اي ظرف في ظل مخاطر حصول تصادم مع الناس.
صفا: شكرا لهيكل وعبدالله
وفي هذا السياق، كان لافتا حضور مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا خلال الوفقة الرمزية، وتوجه من هناك «بالشكر الى كل من قائد الجيش العماد رودولف هيكل،والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء رائد عبدالله اللذين ساهما في انجاح هذه الفعالية، كما شكر الرئيس نبيه بري الحاضر في المناسبة. ولفت الى ان حزب الله باق على عهده للسيد الشهيد وللشيخ نعيم قاسم. واكد ان اضاءة «صخرة الروشة» ليست تحديا لاحد، وانما هي استجابة لارادة الناس». وتجدر الاشارة الى ان الرئيس بري بحث مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل في الأوضاع الامنية والميدانية، اضافة الى شؤون المؤسسة العسكرية.
تساؤلات عن السلاح؟
اما ما تتوقف عنده مصادر دبلوماسية، فيرتبط بقدرة الحكومة اللبنانية على تنفيذ وعودها في ملف «حصر السلاح» دون التوافق مع حزب الله، فاذا كانت غير قادرة على منع اضاءة «صخرة» في بيروت، فهل تستطيع ان تنفذ قرارا استراتيجيا بحجم ملف السلاح؟!
الاستفزاز يزيد من الحشد
وكان الحشد قد فاق توقعات المنظمين، حضر الالاف الى قبالة «صخرة الروشة» لاحياء ذكرى السيدين الشهيدين، وفي ظل انضباط لافت من قبل الحضور، لفتت مصادر معنية الى ان ارتفاع الاعداد كانت نتيجة الاستفزازات من قبل «خصوم» الحزب، فضلا عن قرار رئيس الحكومة غير المبرر. اما لماذا بيروت؟ فان اختيار المكان لم يكن استفزازا لاحد، بل لاظهار هوية بيروت المقاومة للاحتلال، بعد محاولة الكثيرين تشويه تاريخها وحاضرها.وقد رفع العلم اللبناني واعلام حزب الله، وشاركت قوارب صيد حملت صور الشهيدين في احياء المناسبة. كما تمت اضاء صورة للعلم اللبناني، وصورة اخرى تجمع السيد نصرالله مع الرئيسين رفيق وسعد الحريري، وكذلك صورة تجمع السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري.
لا «اشتباك» داخلي
تزامنا أزيح الستار في مدينة صيدا، مساء امس، عن جدارية تحمل صورة الشهيدين السيد حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، في فعالية حضرها حشد من الشخصيات والفعاليات الشعبية والسياسية.وخلال المناسبة، أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي فياض ان الحزب لن يعطي خصومه فرصة لجرّ البلاد إلى أي اشتباك داخلي»، مؤكداً التمسك بوصية السيد نصرالله «المتمثلة بالوحدة بين اللبنانيين». وقال: «نحن في المقاومة لن نعطيهم فرصة للاشتباك الداخلي أو الاضطراب الأهلي، وسنبقى أوفياء لوصية السيد نصرالله بالوحدة الوطنية.
قلق من لقاء ترامب - نتانياهو
في هذا الوقت، ثمة ترقب لما ستحمله زيارة رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو الى نيويورك حيث يفترض ان يلتقي الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاثنين المقبل، وسط مخاوف دبلوماسية جدية من انعكاسات سلبية لهذا اللقاء على الاوضاع في الشرق الاوسط على الرغم من التسريبات الاميركية حول خطة جديدة للتسويق «للسلام»، فيما يبدو رئيس حكومة الاحتلال مصرا على خوض حروب جديدة تحت عنوان «النصر المطلق» وفرض «السلام» بالقوة.
ماذا تريد واشنطن؟
وفي هذا الوقت، لا يزال التناقض يحكم الموقف الاميركي من لبنان،وفي انتظار عودة الرئيس جوزاف عون حاملا معه حصيلة اتصالاته مع المسؤولين الاميركيين، حيث اعاد التاكيد على انه لا نزع للسلاح بالقوة، سجل موقف هادىء في نبرة الموفد الاميركي توم برّاك، الذي تحدث بالسوء مطلع الاسبوع، عن لبنان وحكومته وجيشه، بنبرة لا تشبه تلك التي تحدث فيها وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو في نيويورك، وغداة هذه الانتقادات كتب برّاك على إكس امس «تواصل الولايات المتحدة الأميركية دعم لبنان في سعيه لإعادة بناء دولته، وتحقيق «السلام» مع جيرانه، والاستمرار في سعيه لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تم توقيعه في تشرين الثاني 2024، بما في ذلك نزع سلاح حزب الله. من جهته، شدد مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترامب للشؤون الإفريقية مسعد بولس على دعم الولايات المتحدة للجيش اللبناني إضافة إلى المساعدات السنوية، معتبرًا في حديث للـ»جزيرة» أن نزع السلاح وحصره في يد الدولة اللبنانية خط أحمر بالنسبة للولايات المتحدة. وشدد بولس على أنه يجب نزع السلاح بشكل كامل ليس فقط من يد حزب الله بل من كل المنظمات وفي كل أنحاء لبنان.
عون والثقة بالمنتشرين
في هذا الوقت، وفي ظل استمرار الخلاف على قانون الانتخابات، اعرب رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون عن ثقته بأن المنتشرين اللبنانيين لن يتركوا لبنان، وسيقفون الى جانبه والى جانب الدولة في مسيرة النهوض بالبلد واعادته الى ما كان عليه من عز وتميز. ودعا اللبنانيين المنتشرين الى الاقتراع في الاستحقاق النيابي المقبل، لان «صوتكم ليس مجرد ورقة يتم وضعها في صندوق، بل هو الامل لمستقبل افصل، وهو صوت التغيير، وعليكم المشاركة بكثافة مهما كانت الظروف، وهذه المسؤولية التي تقع عليكم». وقال خلال حفل استقبال اقامته السفارة اللبنانية في الولايات المتحدة الاميركية وبعثة لبنان الدائمة لدى الامم المتحدة ان الحكومة بدأت العمل منذ شهر شباط الفائت، وقامت بانجازات عديدة، ووضعنا البلد على السكة الصحيحة. اتفهم تساؤلات البعض عما قمنا به خلال الفترة الماضية، ولكن علينا ان نكون منطقيين وواقعيين، اذ لا يمكن احداث التغييرات بين ليلة وضحاها، الا انني اؤكد لكم ان القطار وضع على السكة الصحيحة .وقال «ان لبنان غني باللبنانيين في الخارج، ولا ينتظر احساناً من احد، ولا مساعدات من احد، ولا هبات، بل استثمارات».
تخفيض كفالة سلامة
وفي تطور قضائي لافت، أصدر رئيس الهيئة الاتهامية في بيروت القاضي كمال نصار قراراً بإخلاء سبيل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة بعد تخفيض الكفالة المالية من 20 الى 14 مليون دولار. وافيد انه من المرجح أن يقوم رياض سلامة بتسديد الكفالة والخروج من السجن.
لا نتائج مع «الصندوق»
اقتصاديا، لم يتوصل الاجتماع بين وزير المال ياسين جابر مع المدير الإقليمي لصندوق النقد الدولي أرنيستو ريغو (الذي زار عين التينة ايضا) وفريق عمل الصندوق الى نتائج حاسمة. وخصّص الاجتماع لبحث الإطار المالي متوسط المدى كما تمت مناقشة مشروع الموازنة والاهداف المتفق عليها ولا سيما طلب الصندوق أن يتم تحقيق فائض أولي بنسبة 1.7% من الناتج المحلي، والذي يُعتبر رقماً مرتفعاً في الظروف الحالية التي يمر بها لبنان، وبدون فرض أي زيادة ضريبية إضافة إلى وقف تنفيذ الرسم الجمركي على المحروقات من قبل مجلس شورى الدولة. وشدد فريق عمل الصندوق على أهمية الشفافية في ادراج النفقات، واعتماد خطة مالية متوسطة الأمد في ما خص موضوع الدين، وهو ما تعمل عليه وزارة المال.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا