البناء: ترامب يستقبل نتنياهو الاثنين للبتّ برؤيته لوقف الحرب… ويتعهد بعدم ضمّ الضفة

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 26 25|08:46AM :نشر بتاريخ

استبق الرئيس الأميركي دونالد ترامب وصول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى واشنطن معلناً تعهده بعدم ضم الضفة الغربية حتى لو لم يتحدث مع نتنياهو بالأمر، بينما ينتظر وصول نتنياهو للتشاور بخصوص رؤية ترامب لوقف الحرب على غزة التي عرض عناوينها العريضة مع قادة تركيا وإندونيسيا وباكستان والسعودية ومصر والإمارات وقطر والأردن، فيما حرب الإبادة والتجويع مستمرّة بحصاد المزيد من أرواح الآمنين في قطاع غزة وتهجير من بقي حياً منهم، وبالتوازي يتصاعد الاحتجاج داخل الكيان على استمرار الحرب على غزة مع القلق على حياة الأسرى من جهة، وحياة الجنود من جهة ثانية، والذعر من ضربات اليمن بالصواريخ والطائرات المسيّرة، التي حضرت أمس عبر صاروخين استهدفا تباعاً مطار بن غوريون ما تسبّب بنزول ملايين المستوطنين الى الملاجئ، كما قالت يديعوت أحرونوت، بعدما كانت ضربة بطائرة مسيرة أول أمس، تسببت بإصابة 50 مستوطناً بجراح ثلاثة منهم خطيرة، كما قال جيش الاحتلال في بياناته الرسمية.

على إيقاع هذه الأيام الفاصلة حتى الاثنين يترقب العالم نتائج اجتماع الاثنين بين ترامب ونتنياهو في البيت الأبيض، بمثل ما يترقب ما سوف يحدث مع أسطول الصمود، الذي تحدث عنه الدكتور عزيز غالي أحد منظميه والطبيب المشرف على صحة النشطاء الثمانمئة المشاركين على متن ستين سفينة وقارباً يضمها الأسطول، فقال في مداخلة عبر منصة شبكة كلنا غزة كلنا فلسطين، إن الأسطول يتزوّد بالوقود من اليونان ويبحر نحو غزة، حيث يتوقع الوصول يوم الاثنين، ما لم يقم الاحتلال بمهاجمته قبل ذلك، معتبراً أن يوم الاثنين وربما يوم الأحد يكون يوماً فاصلاً إذا هوجم الأسطول من قوات الاحتلال، سواء عبر طائرات مسيّرة، أو باقتحام السفن والقوارب ومحاولة اعتقال الناشطين، كما جرى مع أسطول الحرية، مؤكداً أن النشطاء على متن الأسطول بمعنويات عالية جاهزون لكل الاحتمالات، وهم متمسكون بمهمتهم الإنسانية ولن يتراجعوا وليس في حساب أي منهم التفكير بالانسحاب أو وقف التحرّك، داعياً الشعوب إلى الاستعداد للنزول إلى الشوارع دعماً لأسطول يحمل لواء الحرية لغزة ويأمل فك الحصار عنها.

في لبنان حوّل رئيس الحكومة نواف سلام خطأه إلى خطيئة، حيث كنّا مع خطأ تمثل بإصدار تعميم لاحق للإعلان عن تحركات يوم الإحياء وفق الإجراءات المعمول بها حين الإعلان عن التحرك، وإصراره على إعادة إخضاع التحرك بالمناسبة لتعميمه الجديد، وصرنا بعد الإحياء مع تحميل الجيش مسؤولية عدم تنفيذ قرار المنع وما يعنيه من تصادم مع عشرات آلاف المشاركين، بعكس ما كان عليه موقف سلام ومؤيديه من الإشادة بالجيش لرفضه تنفيذ أوامر الصدام مع الفئات الشعبية أيام 17 تشرين 2019، وقبلها في 14 آذار 2005.

وبعد أخذ وردّ حول إضاءة صخرة الروشة بصور الأمينين العامّين السيدين الشهيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، حسم جمهور المقاومة الموقف وارتفعت صور الشهيدين القائدين على الصخرة البحرية بمواكبة عشرات الآلاف من المواطنين الذين قدموا من مختلف المناطق اللبنانية، والذين أسقطوا «التعميم السياسي» الذي أصدره رئيس الحكومة نواف سلام بمنع إضاءة الصخرة والتجمع أمامها بحجة أنها أملاك عامة، ما دفع بالإعلام المحسوب على الفريق الأميركي في لبنان إلى تحميل الجيش اللبناني والقوى الأمنية مسؤولية السماح للمشاركين الوصول إلى محيط صخرة الروشة وإطلاق كلام بلغ حدّ التهجم فيما كانوا حتى الأمس القريب يدّعون دعمهم للجيش في موضوع حصرية السلاح بيد الدولة وأنهم يثقون به للدفاع عن لبنان.

ووفق معلومات «البناء» فإنّ فريق رئيس الحكومة والقوى السياسية والإعلام المناهض للمقاومة توقعوا أن يقيم الجيش والقوى الأمنية حواجز تمنع مرور المواطنين ما يؤدّي الى وقوع اشتباكات ويجري تصوير الأمر بأنّ حزب الله يعتدي على الجيش والأجهزة الأمنية، ولذلك أثار إضاءة الصخرة كما أراد حزب الله غضب وامتعاض نواف سلام الذي طلب إجراء تحقيقات وتوقيف المسؤولين عن إضاءة الصخرة، كما أفيد أنه سيعتكف في مكتبه في السراي حتى معالجة الأمر.

وبحسب ما يتردّد في الأوساط، فإنّ أكثر من سفارة في لبنان طلبت من رئاسة الحكومة إصدار قرارات لمنع حزب الله من التجمّع في منطقة الروشة وإضاءة الصخرة بصور السيد نصرالله والشهداء، وذلك كي لا يستفيد الحزب من حشد جمهوره ومؤيديه في العاصمة بيروت ما يتيح له إبراز صورة للخارج بأنه لم يضعف أو يتراجع ولا يزال يثبت حضوره السياسي والشعبي والوطني في قلب العاصمة بيروت.

ووفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء» فإنّ حزب الله أراد من خلف تنظيم هذه الفعالية الضخمة، إيصال أكثر من رسالة للداخل والخارج، أبرزها أنّ حزب الله لم يضعف أو يتراجع كما يُشيع الإعلام والسياسيون الذين يدورون في فلك السفارة الأميركية في عوكر، بل لا يزال حاضراً على كافة المستويات الإعلامية والسياسية والشعبية والتنظيمية كما العسكرية والجهادية، والرسالة الثانية هي أنّ الإرادة الشعبية وروح وعقيدة المقاومة لن تهزمها حرب ولا عدوان ولا حصار مالي أو تهديد أمني، فكيف تهزمها قرارات أو تعاميم غبّ الطلب لا تساوي الحبر الذي كتبت به وبالتالي كل مَن يحاول استضعاف المقاومة وحصارها بقرارات ستخيب آماله. أما الرسالة الأهمّ فهي للأميركيين والإسرائيليين بأنّ المقاومة باقية ولن تنفع قرارات حكومية بإملاءات خارجية بسحب سلاح حزب الله، وأنّ أيّ مغامرة بزجّ الدولة بمقامرة كهذه فإنّ الإرادة الشعبية ستكون حاضرة في الشارع للدفاع عن السلم الأهلي والوحدة الوطنية وسلاح المقاومة الذي لا يزال الدرع الحصينة والوحيدة للدفاع عن لبنان ومواجهة الإعتداءات الإسرائيلية والمشاريع الأميركية الصهيونية في المنطقة.

وفيما حضر مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا الفعالية، وجّه صفا الشكر الى قائد الجيش العماد رودولف هيكل والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله على تعاونهما في توفير الأمن للفعالية، كما شكر الرئيس نبيه بري وأكد الثبات على خط المقاومة ونهج السيد نصرالله والشيخ نعيم قاسم.

وكان حزب الله وجمهور المقاومة وعدد من الشخصيات السياسية تجمعوا في محيط صخرة الروشة حاملين الأعلام اللبنانية وحزب الله وحركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي وحركات المقاومة الفلسطينية وصور السيد نصرالله والشهداء، وانتشار مئات القوارب قبالة البحر رافعين الأعلام وصور وأناشيد وخطابات السيد نصرالله، وقاموا بإضاءة الصخرة بصورة تجمع السيد نصر الله مع الرئيس الراحل الشهيد رفيق الحريري ونجله الرئيس سعد الحريري، وبصورة أخرى تجمع السيد نصر الله والرئيس بري وسعد الحريري، وبصورة أخرى تتضمّن شعار «إنا على العهد» وإصبع سماحة الشهيد السيد نصر الله. وافتُتحت الفعالية بإضاءة الصخرة بصورة علم لبنان.

وقد كانت لافتة الدقة والإدارة المميّزة للفعالية، وسط حشود شعبية كبيرة قُدّرت بعشرات الآلاف. كما كان لافتاً التنسيق العالي المستوى بين المنظمين والأجهزة الأمنية لا سيما الجيش اللبناني حيث لم يسجل أيّ إشكالية أو حادث خلال النشاط.

إلا أنّ نجاح الفعالية بأجواء حضارية وأمنية هادئة ومن دون استفزاز لأحد، أثار حفيظة وغضب رئيس الحكومة التي أشارت أوساط نيابية لـ»البناء» أنه يتعامل بكيدية مع مكون لبناني أساسي ومع مناسبة من المفترض أن تكون مناسبة وطنية جامعة، وبدل أن يوجه كلمة بذكرى استشهاد السيد نصرالله الذي يُعتبر رمزاً وطنياً وعربياً وإسلامياً كبيراً وثائراً أممياً عبر الحدود والدول والطوائف والأعراق والأمم إلى فضاء العالمية والإنسانية، حاول منع جمهور المقاومة من مجرد إضاءة صخرة الروشة بصورته، ويريد توقيف المسؤولين عن إضاءة الصخرة واستجواب الأجهزة الأمنية المشرفة على توفير الأمن للفعالية، فيما يصمّ آذانه وبصره وتعاميمه عن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الجنوب والبقاع والضاحية وكل لبنان وليس آخرها المجزرة المروّعة التي ذهب ضحيتها شهداء وجرحى بينهم أطفال ونساء في بنت جبيل، ما يؤكد بأنّ سلام ينصت فقط للخارج وليس لأهل وطنه ومصالحهم وأمنهم واستقرارهم.

وأكّد سلام، في تصريح عقب انتهاء الفعالية، أنّ «ما حصل في منطقة الروشة، يشكّل مخالفةً صريحةً لمضمون الموافقة المُعطاة من قِبل محافظ مدينة بيروت لمنظّمي التحرّك، الّذي على أساسه صدر الإذن بالتجمّع، والّذي نصّ بوضوح على «عدم إنارة صخرة الروشة مطلقاً لا من البرّ ولا من البحر أو من الجو، وعدم بثّ أيّ صور ضوئيّة عليها». وقال في تصريح «اتصلتُ بوزراء الدّاخليّة والعدل والدّفاع، وطلبتُ منهم اتخاذ الإجراءات المناسبة بما فيه توقيف الفاعلين وإحالتهم على التحقيق لينالوا جزاءهم، إنفاذاً للقوانين المرعيّة الإجراء».

وأفادت «سكاي نيوز» نقلاً عن مصادر لبنانية، بأنّ «النيابة العامة التمييزية طلبت من الأجهزة الأمنية استدعاء الأشخاص الذين ارتكبوا المخالفات، وأضاؤوا صخرة الروشة في بيروت».

إلى ذلك، لفت المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب النائب علي حسن خليل في حوار تلفزيوني الى «أننا لا نريد محاكمة بعضنا البعض وهذه اللحظة هي لمعالجة أيّ اختلال حصل، ولسنا في وارد 5 أيار ولا 7 أيار، ونحن حريصون على السلم الأهلي في البلد وعمل المؤسسات، وكنت أتمنى أن يخاطب سلام جمهور حزب الله عاطفياً من موقعه كرئيس لحكومة كلّ لبنان، وأن يستوعب كلّ تداعيات ما حصل في الساعتين الأخيرتين». وأردف خليل «حريصون على عدم المسّ بدور رئيس الحكومة، وندعوه لاستيعاب ما حصل وأن لا تأخذ المسألة المزيد من الأبعاد، وعدم تأزيم الوضع أكثر، ونتمنى أن نكون أكثر حرصاً على الجيش اللبناني ومن الحرام تحميله مسؤولية منع الناس عن المشاركة في النشاط بمنطقة الروشة، وهذا القرار لا يمكن اتخاذه أمام هذا العدد الكبير من الجمهور، والجيش مارس شجاعة ونجح بحماية الاحتفالية والحفاظ على السلم الأهلي».

وشدّد على أنه «لا يمكن وضع الجيش بمواجهة الداخل اللبناني في الوقت الذي تقوم فيه «إسرائيل» كلّ يوم بالاعتداءات، وهناك تحوّل كبير ويجب أن يرصد، والأسبوع الماضي ارتكب العدو مجزرة أمام مستشفى تبنين والثانية في بنت جبيل، وهذا يؤكد أنّ «إسرائيل» لا تريد الالتزام بوقف إطلاق النار». وتابع «نحن مع حصرية السلاح بيد الدولة ومع أن يكون القرار بيد الدولة، لكن يجب أن تكون الدولة قويّة وتحمي السيادة وتمنع العدوان». وأكد أنه لم نتبلّغ من الأميركيين ولا من اي جهة أخرى انّ «إسرائيل» تريد شنّ حرب جديدة. هذا بالمعلومات، ولكن إذا أردنا أن نقوم بقراءة ما يجري في المنطقة وتصريحات القيادة الإسرائيلية نشعر بقلق من إمكانية تصعيد ممكن أن يحصل ومع «إسرائيل» يجب أن نتعاطى دائماً بحذر كبير.

وتابع خليل «نحن على تواصل مع المملكة العربية السعودية ومع الأمير يزيد بن فرحان بشكل دائم في الملف اللبناني، والعلاقة صريحة وواضحة ومبنية على المصلحة المشتركة للبلدين، وباللقاء الأخير دخلنا في كثير من الموضوعات التي تعزّز علاقة لبنان بالمحيط العربي والمملكة بشكل خاص».

بدوره، لفت النائب علي فياض إلى أنّ «المقاومة راسخة وثابتة ومتمسّكة بحقّها وحق الشعب اللبناني في الدّفاع عن الوطن والأرض والأهل والمقدّرات، وأنّ حقوقنا وأرضنا وسيادتنا وأمن شعبنا ليست عرضة للمساومة أو التنازل، مهما اشتدّت الضّغوط وتعاظمت المؤامرات».

وأكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال اجتماع مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي أنّ «في لبنان، هناك فرصة تاريخية أيضاً. الولايات المتحدة ملتزمة بضمان وجود دولة لبنانية قوية، تحترم تنوّعها، خالية من نفوذ إيران وحزب الله ومن يحاولون تقويض استقرارها، وتمكّن الدولة من فرض سيادتها والخروج من الأزمة الاقتصادية المزمنة».

وغداة الانتقادات التي وجّهها للحكومة والجيش الاثنين، كتب برّاك على إكس تغريدة تتضمّن تراجعاً عن مواقفه الأخيرة فقال: «تواصل الولايات المتحدة الأميركية دعم لبنان في سعيه لإعادة بناء دولته، وتحقيق السلام مع جيرانه، والاستمرار في سعيه لتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي تمّ توقيعه في تشرين الثاني 2024، بما في ذلك نزع سلاح حزب الله.»

على صعيد آخر، أشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن عز الدين، إلى أنّ «تبرئة عملاء للاحتلال والإفراج عنهم يُعتبر إخلالاً سياسياً وقانونياً». وذلك خلال مؤتمر للكتلة شارك فيه أيضاً النائب حسين الحاج حسن في مجلس النواب، وذلك حول تبرئة محي الدين حسنة من قبل محكمة التمييز العسكرية، وذلك بعد إدانته وتجريمه من قبل المحكمة العسكرية الدائمة.

وقال: «من حقنا السؤال عن الضغوط الخارجية على القضاء والسياسيين للإفراج عن عملاء»، مشيراً إلى أنّ «الاحتلال استخدم شبكة الاتصالات المحليّة في العدوان الأخير عبر عملاء وزرع أجهزة تنصّت». وطالب عز الدين، وزير العدل عادل نصار بـ»تفسير مسألة الإفراج عن عملاء للاحتلال».

وفي تطوّر قضائي لافت، أصدر رئيس الهيئة الاتهامية في بيروت القاضي كمال نصار قراراً بإخلاء سبيل حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة بعد تخفيض الكفالة المالية من 20 الى 14 مليون دولار. وأفيد أنه من المرجّح أن يقوم رياض سلامة بتسديد الكفالة والخروج من السجن.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء