الجمهورية: عاصفة “الروشة” عبرت وتركت بصمات ومواقف لقاسم في ذكرى نصرالله اليوم
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 27 25|08:39AM :نشر بتاريخ
على وقع الاستعدادات لإحياء الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الامينين العامين لـ»حزب الله» السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين اليوم، انشغلت الأوساط الرسمية والسياسية بمعالجة المضاعفات التي أعقبت فعالية «الحزب» بإضاءة صخرة الروشة بصورة السيدين الشهيدين أمس الاول، وكان منها الموقف شبه الاعتكافي الذي اتخذه رئيس الحكومة نواف سلام اعتراضاً على ما وصفه «الانقلاب» على قراره بعدم إضاءة الصخرة.
في معلومات لـ«الجمهورية»، أنّ حراك سلام الاعتراضي سيبقى محصوراً في حدود معينة، ولن يصل إلى الاعتكاف أو الاستقالة، شعوراً منه بالمسؤولية ورغبة في تجنّب أزمة سياسية ودستورية في اللحظة الأكثر حراجة، والتي تتطلّب وجود سلطة مسؤولة وقادرة على التعاطي مع التحدّيات الداخلية والخارجية، ولا سيما منها ما يتعلق بمصير اتفاق وقف النار والسبيل إلى إجبار إسرائيل على التزام بنوده.
ولكن، في المقابل، قالت المصادر التي اطلعت على مضمون الاجتماع الوزاري الذي عقده سلام في السراي الحكومي، وغاب عنه ثلاثة وزراء شيعة لـ«الجمهورية»، إنّ رئيس الحكومة «أبدى امتعاضاً شديداً من الطريقة التي قوبل بها، بعد التسوية التي تمّت في الأيام القليلة التي سبقت إحياء المناسبة، وتضمنت تفاهماً حظي بموافقة «الثنائي الشيعي» على أن يحصل التجمع في تلك البقعة، ولكن من دون إضاءة الصور على الصخرة. واعتبر أنّ المأزق الأساسي في هذا الموضوع هو في ما يمكن وصفه بالخديعة التي جرت، وتمّ فيها استغلال السماح بإحياء الذكرى للتلطّي خلف كثافة الحشود وخرق القرار الحكومي». وأعلن سلام «أنّ مسار بناء دولة القانون ستستمر، على رغم الصعوبات».
وفي تقدير أوساط مواكبة، «أنّ «عاصفة الروشة» عبرت، ولكنها قد تترك بعض البصمات السياسية».
وأكّد سلام لزواره انّه ليس في وارد لا الاعتكاف ولا الاستقالة، وانّه لن يتراجع عن قراره، وهو يريد أن يعرف لماذا تمّ تجاوز قرار الحكومة في ما خصّ إضاءة الصخرة.
وترأس سلام بعد ظهر أمس اجتماعاً وزارياً تشاورياً في السراي الحكومي، حضره نائب رئيس الحكومة طارق متري و16 وزيراً. وقيل إنّ الوزراء ركان ناصر الدين وتمارا الزّين وفادي مكي لم يحضروا لارتباطات مسبقة.
وبعد الاجتماع، أدلى متري بالبيان الآتي: «تداعينا لعقد لقاء وزاري حول دولة الرئيس نواف سلام، تأكيدًا لتضامن الحكومة، رئيساً وأعضاء، وللتشديد على السياسة التي التزمت بها في بيانها الوزاري والقائلة ببسط سيادة الدولة اللبنانية بقواها الذاتية على أراضيها كافة. وأكّدنا أيضاً أهمية تطبيق القوانين على جميع المواطنين بلا استثناء، وهو ما ترتّب على الأجهزة الأمنية مسؤولية كبيرة في تحقيق ذلك، فاللبنانيون سواسية أمام القانون، والدولة لا تميّز بين مواطن وآخر، ولا بين مجموعة مواطنين وأخرى. وإنّ ما جرى في الأمس من مخالفة صريحة لمضمون الترخيص المعطى للتجمّع في منطقة الروشة، يدعونا إلى اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على هيبة الدولة واحترام قراراتها. وغني عن القول إنّ الحكومة حريصة على استقرار البلاد ووحدة أبنائها، وقطع دابر الفتنة ووقف حملات الكراهية التي تسيء إلى عيشنا الوطني».
«حزب الله»
في المقابل، تطرّق عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب علي عمار خلال الذكرى السنوية الأولى للقائد الجهادي علي كركي (الحاج أبو الفضل) الذي استشهد مع السيد نصرالله، إلى الإحتفالية بإضاءة صخرة الروشة، فقال: «كان الأحرى لهذه الحكومة ولهذه الدولة أن تقف موقفاً مسؤولاً حكيماً حيال هذا النشاط، لأنّه إن كان يعبّر عن شيء، فإنما يعبّر عن عنفوان هذا الوطن وعزته وكرامته وسيادته، والتي تتمثل في سيرة السيدين الشهيدين وحياتهما وجهادهما، لا أن نسمع كلمة من هنا وهناك، أو نرى اعتكافاً بلا معنى وبلا مبرر لرأس هذه الحكومة». واعتبر «أنّ اعتكاف رأس هذه الحكومة اعتراضاً على ما حصل في الروشة، يعني أنّه في موقف سلبي لا يُحسد عليه». وتوجّه إلى سلام قائلاً: «أنت قبل كل شيء رئيس حكومة كل لبنان، وأنت المسؤول عن سيادة هذا البلد والإجراء فيه، خصوصاً بعد أن أناط الطائف كل المسؤوليات الإجرائية والتنفيذية بالسلطة التنفيذية، أي الحكومة، وبالتالي أن تعتكف الحكومة عبر اعتكاف رئيسها اعتراضاً على نشاط ملؤه الإباء والشرف والنخوة والحمية والمروءة والوفاء لدماء القادة الشهداء، فهذا ما كنّا لا نريد أن نسمعه أو أن نراه».
جعجع
من جهته، حيّا رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في بيان، رئيس الحكومة «على مساعيه المستمرة لقيام الدولة المنشودة»، وتمنّى عليه أن «يواصل جهوده، التي ستؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق الهدف»، وقال: «المطلوب من الوزراء الأمنيين المعنيين إجراء التحقيقات الداخلية اللازمة كلّ في وزارته، لتحديد المسؤوليات وسدّ الثغرات». وانتقد «حزب الله» قائلاً: «أظهرت أحداث صخرة الروشة، أمس، أنّ «حزب الله» لم يتعلّم شيئًا من كل ما جرى، ولم يأخذ عبرًا ودروسًا من المآسي التي أوقع لبنان واللبنانيين فيها». واعتبر انّ «الأسوأ من ذلك أنّ الأجهزة الأمنية، أمس، تصرّفت وكأنّ لا علاقة لها بالقوانين ولا بتطبيقها، وكأنّها مجرّد عابر سبيل لا ناقة لها ولا جمل بما يحدث».
وزيرالدفاع يردّ
وردّ مكتب وزير الدفاع ميشال منسى ببيان على سلام وجعجع ومنتقدي الجيش وقال: «انّ المهمّة الوطنية الأساسية التي يضطلع بها الجيش اللبناني دائماً هي درء الفتنة ومنع انزلاق الوضع إلى مهاوي التصادم وردع المتطاولين على السلم الأهلي وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية». وأضاف: «لقد بذل الجيش اللبناني الدماء والأرواح والإصابات والإعاقات في سبيل الارض والعلم والكرامة وشرف الانتماء لهذا الوطن، ولم ينتظر شكوراً ولا زهوراً من أحد، لكن كرامة عسكرييه وضباطه الفخورين الجسورين الميامين، تأبى نكران الجميل وتأنف التحامل الظالم وتأسف لإلقاء تبعات الشارع على حماة الشرعية والتلطّي وراء تبريرات صغيرة للتنصل من المسؤوليات الكبيرة». وأكّد «انّ للجيش اللبناني وطناً يصونه ورئيساً يرعاه وقائداً يسهر عليه وشعباً يحبه ويرى فيه الامل الباقي بعد الله ولبنان».
ذكرى نصرالله
من جهة اخرى، يُحيي «حزب الله» اليوم ذكرى اغتيال أمينه العام السيد حسن نصرالله، حيث سيتحدث خلالها امينه العام الشيخ نعيم قاسم في هذه المناسبة، يضمّنها مواقف من مجمل التطورات المحلية والإقليمية والدولية. ونقلت وكالة «رويترز» عن جواد حسن نصرالله، تعليقه على نزعَ سلاح «حزب الله» قائلاً: «لا بأوهامك ولا بأحلامك… في أرض عم تحكم، في شعب، في تهديد، في واقع خلق في 1948 حدّك»…
لاريجاني
وسيزور أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني لبنان اليوم للمشاركة في ذكرى نصرالله، وللقاء المسؤولين الكبار. وتكتسب زيارته أهمية كبيرة هذه المرّة كونها تأتي بعد زيارته الاخيرة للرياض ولقائه مع ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان، الذي كان التقى الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان على هامش قمة الدوحة العربية ـ الإسلامية الاخيرة، وكذلك تأتي هذه الزيارة بعد إعلان الأمين العام لـ»حزب الله» مبادرته للحوار وفتح صفحة جديدة مع المملكة العربية السعودية.
ونقلت وكالة «رويترز» عن «مصدرين إيرانيين ومصدر مطلع على تفكير «حزب الله» قولهم: «إنّ مساعي الجماعة الرامية لتخفيف الضغوط الدولية على لبنان من أجل نزع سلاحها من خلال دعوة السعودية لفتح صفحة جديدة بينهما جاءت نتيجة جهود ديبلوماسية بذلتها إيران خلف الأبواب المغلقة».
وقالت المصادر الثلاثة «إنّ تواصل إيران مع السعوديين جاء عن طريق علي لاريجاني المستشار الكبير للزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي، والذي زار الرياض في الآونة الأخيرة». وذكر «المصدر المطلع على تفكير حزب الله»، أنّ «الحزب يعتقد أنّ الهجوم الإسرائيلي الاخير على قادة حركة «حماس» في قطر، حليفة السعودية ربما يكون قد غيّر الوضع بما يكفي لطي صفحة العداوات القديمة». وأضاف أنّ الحزب لم يوجه دعوته إلى السعودية إلّا بعد إشارة من الإيرانيين، قائلا إنّ لاريجاني حضّ قاسم على إبداء حسن النية تجاه المملكة.
عون وكوبر
في نيوريوك، أنهى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون زيارته لها، وقد التقى أمس قائد المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي الادميرال براد كوبر وتداول معه في شؤون المنطقة في ضوء التطورات الأخيرة. وكان تأكيد على «ضرورة دعم الجيش اللبناني للقيام بمهماته في بسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية حتى الحدود المعترف بها دولياً». وتطرق البحث إلى الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على الأراضي اللبنانية وعمل لجنة mechanism بهدف وقف الأعمال العدائية. وجدّد الادميرال كوبر تأكيده «دعم الجيش وفق البرنامج المعّد في هذا الصدد».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا