البناء: اليوم يحسم مصير مبادرة وقف حرب غزة… بين تفاؤل ترامب وتحفظ نتنياهو

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 29 25|08:44AM :نشر بتاريخ

 اليوم يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، وعلى طاولة البحث بند واحد هو ما عُرف باسم مبادرة ترامب لإنهاء حرب غزة، والمبادرة التي تفرض على المقاومة قبول سقوف منخفضة وتحقق لكيان الاحتلال الكثير من المكاسب تثير تحفظات نتنياهو وحلفائه، وفي مقدّمتها أنها توقف الحرب ما يجعل الرهان على إبعاد المقاومة ونزع سلاحها ضعيفاً، طالما أن الحرب سوف تقف والمقاومة تتمتع بقوتها الشعبية والعسكرية، كذلك فإن نتنياهو وحلفاءه يعتبرون أن مجرد إشراك السلطة الفلسطينية ولو جزئياً ولاحقاً يمثل تراجعاً سياسياً عن خطاب يرفض أي دور للسلطة، ويخشى أن يؤدي التسليم بدور للسلطة في غزة إلى إنعاشها سياسياً في الضفة الغربية، خصوصاً أن هذا الدور يترافق مع إشارة إلى قيام دولة فلسطينية لا يستطيع نتنياهو قبولها تحت طائلة انهيار حكومته، وبالرغم من أن الإشارة لفكرة الدولة الفلسطينية لا يرتبط بجدول زمني ولا بخريطة جغرافيّة، فإن مجرد ذكرها يعاكس قانون الكنيست الذي تبنّاه نتنياهو وحلفاؤه والذي يعتبر أن الدعوة لقيام دولة فلسطينيّة تهديد وجودي لـ»إسرائيل».

بين تفاؤل ترامب بالحصول على موافقة نتنياهو على الخطة، وخشية العرب والفلسطينيين من تراجع ترامب عن بعض البنود التي يكفي التخلّي عنها لإفراغ الخطة من مضمونها، أو بالحد الأدنى تأجيل البتّ بالخطة تحت شعار حاجة نتنياهو للتشاور مع حلفائه، يسود الغموض وتتعدّد التوقعات، بالرغم من قناعة الجميع أن الأمر يتوقف على إصرار ترامب لاستحالة تمرد نتنياهو على أي طلب أميركي إذا أصر الرئيس الأميركي الذي يمثل اليوم السند الوحيد مالياً وتسليحياً وسياسياً لحكومة نتنياهو، بينما يتسبّب دعم نتنياهو بخسارة ترامب والحزب الجمهوري التأييد الشعبي في بيئة مساندة تقليدياً، عشية بدء سنة انتخابية حساسة.

في لبنان أحيا حزب الله مرور سنة على استشهاد أمينيه العامين السيد حسن نصرالله والسيد هاشم صفي الدين، حيث شاركت حشود شعبيّة في الإحياء في الضاحية الجنوبية لبيروت وبلدة النبي شيت البقاعية وبلدة دير قانون الجنوبية، وتحدّث الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في حفل حضره الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني وممثلين لرؤساء الجمهورية ومجلس النواب والحكومة، واستعرض قاسم في كلمته مسار التعافي الذي أنجز الحزب أغلب محطاته، كما قال قاسم دون تفاصيل، ليخلص إلى أن المقاومة جاهزة لأي مواجهة، وأنها لن تسلّم سلاحها ولو كلف ذلك معركة سوف تخوضها بروح كربلائيّة، وبالتزامن مع المناسبة عقد الحزب السوري القومي الاجتماعي مؤتمره العام في قصر سعاده في ضهور الشوير، وتحدّث رئيس الحزب أسعد حردان محيياً روح السيد نصرالله والسيد صفي الدين، معتبراً أن المقاومة خيار حتمي للشعوب عندما تحتل أرضها.

تجاوزت الحكومة، ولو بالحد الأدنى وبصورة موقّتة، أزمة إضاءة صخرة الروشة التي هزّت الأوساط السياسية والإعلامية ووضعتها أمام اختبار صعب، إذ بدت وكأنها تهدّد موقعها في الصميم. غير أنّ الخلاف الذي اندلع على خلفية هذه الخطوة جرى احتواؤه سريعًا بوساطة ساهمت في تقريب وجهات النظر بين المعنيين، مع التشديد على ضرورة عدم ترك الأحداث تتفاعل سلباً بما يفتح الباب أمام مزيد من التصعيد، خصوصاً في ما يتعلق بالجدل المزمن حول سلاح «حزب الله» وحصره بيد الدولة.

وأكدت مصادر سياسية أن رئيس الحكومة نواف سلام ماضٍ حتى النهاية في متابعة القضية، رافضاً الاكتفاء بالمعالجات الشكلية، ومصرًّا على تنفيذ القرارات القضائية سواء في ما يتصل بسحب التراخيص أو إجراء التحقيقات اللازمة لتحديد المسؤوليات. وهو بذلك يسعى إلى إرساء صورة حكومة حازمة قادرة على فرض القانون، ولو ضمن حدود الممكن في التوازنات الداخلية المعقدة.

وفي هذا السياق، شكّل البيان الصادر عن وزير الدفاع ميشال منسى نقطة مفصلية، إذ نال موافقة مرجع رسميّ بارز، ورفض بوضوح أي تطاول على مؤسسة الجيش. المراقبون توقفوا عند هذه الرسالة باعتبارها وضعت حداً لمسار التصعيد الحكومي، وحوّلت النقاش من دائرة الانفعال السياسي والإعلامي إلى إطار مؤسسي أكثر انضباطاً.

وبحسب المعطيات، فإن بيان وزارة الدفاع لم يكن مجرد موقف تقني، بل عكس رسالة واضحة من بعبدا، ما استدعى لاحقاً اتصالات مباشرة من أطراف على خط القصر الجمهوري والسراي الحكومي لاحتواء الأزمة وتبريد الأجواء. وبذلك انتقلت المسألة من كونها أزمة عابرة إلى اختبار سياسي ـ دستوري، استخدم لقياس حدود التوازن بين الحكومة ومؤسسات الدولة من جهة، وبين القوى السياسية المؤثرة من جهة ثانية.

وأمس استقبل الأمين العامّ لحزب الله نعيم قاسم، في لقاءٍ رسمي، أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيرانيّ علي لاريجاني، بحضور سفير الجمهوريّة الإسلاميّة الإيرانيّة لدى لبنان مُجتبى أماني.

وخلال اللِّقاء أكَّد لاريجاني «وقوف إيران ودعمها للبنان ومقاومته بناءً على توجيهات المرشد علي الخامنئي ومواكبة الحكومة والشعب الإيرانيّ»، مُشدِّدًا على أنّ طهران «حاضرة لتقديم كلِّ مستويات الدَّعم للبنان ومقاومته».

من جانبه، أكد قاسم أنّ لبنان صامدٌ أمام التحدِّيات والتهديدات الأميركية والإسرائيليّة وأشار قاسم إلى انفتاح حزب الله على التَّعاون مع كلِّ من يقف في وجه «إسرائيل»، معتبرًا أنّ هذا العدو «يُشكِّل خطرًا على الجميع دون استثناء، على الشُّعوب والأنظمة والمقاومة»، ومُتوقِّعًا «نهايةً ذليلةً لهذا الجبروت العدواني الإسرائيلي أمام صمود الشَّعب والمقاومة». وجرى خلال اللِّقاء بحثُ سُبل تعزيز التَّضامن السِّياسي والدَّعم الإقليمي، إضافةً إلى التَّنسيق حول التَّطوُّرات الإقليميَّة ووسائل مواجهة ما وصفه الطَّرفان بـ»التحدِّيات الخارجيَّة».

وقال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي أسعد حردان خلال مؤتمره العام الذي عقده الحزب القومي «إن لبنان، يمرّ في أخطر مرحلة، نتيجة العدوانية الصهيونية المتواصلة والضغوط والإملاءات الخارجية، ونتيجة تصاعد الخطاب الطائفي والمذهبي والتقسيمي، الذي يعرّض الوحدة الوطنية والسلم الأهلي للتصدع».

أضاف: «ليس خافياً أن التحريض على الانقسام والفتنة، يتصاعد مع كل مرحلة خطيرة تهدّد لبنان. وقد كان من أبرز أسباب الحرب الأهلية التي عصفت بالبلاد، ولذلك يجب وأده فوراً. وهنا تقع المسؤولية على الدولة بكل مؤسساتها لتطبيق القوانين وملاحقة المحرّضين، بما يحمي الوحدة الوطنيّة والسلم الأهلي».

وشدّد قائلاً: «نحن، نريد دولة قوية، قادرة وعادلة، تحمي مواطنيها من العدوان والتهميش، فمقاومة الاحتلال واجب دستوري ووطني وأخلاقي، لأن هناك أرضاً لبنانية لا تزال محتلة، ولأن سيادة لبنان لا تزال منتهَكة من قبل العدو الصهيوني. وحين يكون هناك احتلال فإن وجود المقاومة واجب الوجوب، وهذا ما يكفله القانون الدولي الذي يتقدّم على القوانين والقرارات المحلية».

وأردف: «لقد بات واضحًا أن لبنان مستهدف، من قبل العدو الصهيونيّ الذي يواصل عدوانه اليوميّ رغم وقف إطلاق النار الذي ترعاه الولايات المتحدة وفرنسا، ومستهدف من خلال محاولات تعطيل مناعته الداخلية عبر تفكيك عناصر قوته وضرب وحدته الوطنية، وعرقلة استكمال تطبيق اتفاق الطائف، وصولًا إلى تقويض عملية بناء الدولة ومؤسساتها».

ورأى حردان أنّ «تطبيق اتفاق الطائف بكامل مندرجاته، خصوصاً في بُعديه الاجتماعي والاقتصادي، يشكل ركيزة للنهوض والاستقرار، إذ لا استقرار سياسياً من دون عدالة اجتماعية حقيقية ومن دون إنماء متوازن يُعالج التفاوت ويُعزّز المناعة الوطنية في وجه الأزمات والضغوط.»

وشدد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله على أنّ «هيبة الدولة تسقط أمام الاستباحة الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، وهيبة ‏الدولة يُحافظ عليها عندما يُمنع العدو من قتل الأطفال والنساء والرجال في لبنان، وعندما تتمكن الدولة من تحرير ‏أرضها، ولا تُنتقص هيبة الدولة عندما يُعبر الناس عن مشاعرهم وأحاسيسهم بطريقة راقية وحضارية». وقال «المطلوب من المسؤولين في مواقعهم الرسمية التحلّي بالوعي والحكمة والفهم ‏للدستور وللقوانين وللتوازنات الداخليّة، ولأحاسيس ومشاعر الناس، لأن الدولة لا تُدار بالانفعالات الشخصيّة ‏والتصادم مع الشعب».

وفي السّياق، رأى النائب هاني قبيسي، أن حماية لبنان من «غطرسة وإجرام العدوّ الصّهيوني» لا تتمّ إلّا عبر وحدةٍ داخليّة، شعب وجيش وحكومة ودولة، مُجدِّدًا رفضه «لأيّ فتنةٍ داخليّة أو رضوخٍ لشروطٍ تُفرَض على الوطن». وشدّد على ضرورة قيام الدّولة بواجباتها في حماية المواطنين وصون قضيّتهم، مؤكّدًا أنّ «المقاومة وصمود الشّعب هما اللّذان جعلا العالمَ يعترف بلبنان ويجلس إلى طاولة التّفاوض معه».

ويوم أول أمس السبت، أعاد الموفد الأميركي توم برّاك التأكيد مجدداً أن «الولايات المتحدة الأميركية ليست ضامنا في اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل»»، لافتاً إلى أن «الاتفاق الذي أبرمه لبنان يتضمن شروطاً لم تتحقق حتى الآن». وفي حديث لقناة «الجزيرة» لمح إلى ضرورة الحوار بين لبنان و»إسرائيل»، إذ أشار إلى أن «لبنان يقول إن «إسرائيل» لا تلتزم بالاتفاق، و»إسرائيل» تقول الشيء نفسه والمشكلة أنهما لا يتحاوران»، في حين ركز في حديثه على أن «المشكلة أن «إسرائيل» ترى أن اتفاق وقف إطلاق النار لا ينفذ وأنه في وقت يُعيد حزب الله فيه بناء قدراته».

وشنّ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ سلسلة غاراتٍ استهدفت المنطقة الواقعة بين أطراف سهل الميدنة وكفررمان والجرمق، وأطلقت الطائرات المغيرة صواريخ موجّهةً من الجوّ إلى الأرض، ما أحدث دويًّا هائلًا تردّد في أرجاء المنطقة. كما استهدفت طائرةٌ مسيّرةٌ إسرائيليّةٌ منزلًا في بلدة حومين الفوقا، وتزامن ذلك مع تحليق الطيران المسيّر على علوٍّ منخفضٍ وبشكلٍ مكثّفٍ فوق منطقة الزهراني. وفي سياقٍ متّصل، ألقت طائرةٌ مسيّرةٌ إسرائيليّةٌ قنبلتين صوتيّتين على بلدة الناقورة جنوبيّ لبنان، من دون وقوع إصابات. إلى ذلك، قام جيش العدو الإسرائيليّ بعمليّة تمشيطٍ بالرّشّاشات من مركز رويسات العلم باتّجاه محيط بلدة كفرشوبا.

وفي موازاة ذلك، حلّقت طائرةٌ مُسيّرةٌ إسرائيليّةٌ على علوٍّ منخفض فوق الضاحية الجنوبيّة لبيروت، وأظهر مقطعُ فيديو متداولٌ على مواقع التّواصل الاجتماعي صورَ الطائرة، بينما سُمع صوتُها بوضوحٍ في أحياء المنطقة.

وأكّد وزير الماليّة ياسين جابر، أنّ «رئيس الحكومة نواف سلام يهتم شخصيّاً بمشروع قانون الفجوة المالية»، مشيراً إلى أنّ «كلّ الاجتماعات تكون برئاسته والمطلوب السرعة وليس التسرّع». وقال جابر: «المهمّ أنّ هناك نية لبدء برمجة الدفع للمودعين، قسم منها سيكون بشكل سريع لصغار المودعين، والباقي ستتمّ برمجته». وأضاف أنّ «مصرف لبنان يعمل على الصعيد التقنيّ ويبذل جهداً في هذا الخصوص، ولكن الأمور تحتاج إلى بعض الوقت، وكلّ التسريبات لا تزال افتراضات ولا شيء نهائياً». وشدّد جابر على أنّ «الدولة لا يُمكن أنّ تكون مديونة إلا بوجود قانون»، وأعلن أنّه «سيكون هناك حلّ لمديونية الدولة». وتابع: «ستُطرح مناقصة من أجل تكليف شركة تدقيق دولية للقيام بالتدقيق المطلوب في صرف أموال مصرف لبنان على الدعم». وقال جابر: «نعمل على موضوع معاملات صيرفة التي شهدت استغلالاً كبيراً وطلبنا معلومات حول هذا الملف».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء