البناء: مئات الآلاف من الأوروبيين يملأون الشوارع تضامناً مع نشطاء أسطول الصمود

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 03 25|08:18AM :نشر بتاريخ

 أصابت لعنة أسطول الصمود خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإعادة إحياء صفقة القرن من بوابة حرب غزة، وإعلان نهاية القضية الفلسطينية، بتحويل غزة إلى منطقة بلا هوية تديرها حكومة عالمية برئاسته تمهيداً لتنفيذ مشروعه العقاري عليها، ووضع نزع سلاح المقاومة وإلغاء الهوية الفلسطينية لقطاع غزة شرطاً لبقاء سكانه على قيد الحياة، ذلك أن الأسطول وصل إلى المياه الدولية مقابل ساحل فلسطين وعلى متنه مئات من الشخصيات الوازنة في المجتمع الغربي والأوروبي بصورة خاصة، وشكل اعتداء الاحتلال عليه وسوق النشطاء مختطفين إلى سجون الكيان، سبب انفجار موجة غضب عارمة في كل المدن الأوروبية، حيث تواصلت التظاهرات الغاضبة في المدن الأوروبية تطالب الحكومات بقطع العلاقات السياسية والاقتصادية مع كيان الاحتلال، وتعتبر الاعتداء على الشخصيات المرموقة التي تم خطفها إهانة لكل أوروبا، ما أدى إلى القضاء على ما أنجزته قبل يوم فقط خطة ترامب بالإيحاء أن الحرب على غزة في طريق النهاية، وأن رئيس حكومة الاحتلال وافق على خطة لإنهاء الحرب ويبقى أن توافق حماس، وجاء انهيار صورة الكيان في عيون الأوروبيين، ما منح المقاومة متنفساً لمناقشة الخطة الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية ومعاملة الفلسطينيين بصفتهم سكان أرض دولية ليست جزءاً من وطن اسمه فلسطين يحلمون به ويقدمون التضحيات لأجله.

المقاومة بلسان عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال أكدت أنها تجري مشاورات موسعة لإعداد رد على خطة ترامب، والرد لن يكون أقبلها أو أرفضها، أو أبيض أو أسود، وطالما أن الخطة تدعو لوقف الحرب، فإن المقاومة تنطلق من تأييد هذا الهدف، وتطرح أسئلة وتعديلات، حيث يجري الابتعاد عن الهدف، وكشف نزال أن الرد يتم تحضيره عبر مشاورات موسعة مع الفصائل الفلسطينية والوسطاء القطري والمصري والتركي.

من تداعيات قرصنة أسطول الصمود وحجز حرية النشطاء على متنه ثلاثة لبنانيين بين الذين يحجز الاحتلال حريتهم، هم الباحثة والأستاذة الجامعية والمحامية الدولية والخبيرة بالقانون الدولي الدكتورة لينا الطبال إبنة طرابلس الفيحاء، والأستاذ محمد القادري رئيس المنتدى الفلسطيني اللاتيني في البرازيل، والصحافي في قناة الجزيرة القطرية الفلسطيني المولود والمقيم في لبنان حسان مسعود، وتضامناً مع الناشطين الثلاثة دعت الندوة الشمالية إلى لقاء في مقرها في طرابلس، بينما خرجت مطالبات عديدة للحكومة بتحمل مسؤولياتها تجاههم أسوة بما تفعله حكومات العالم مع مواطنيها.

في لبنان لقاءات لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد مع كل من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، ركزت على أهمية الحوار والتعاون الإيجابي في العلاقات بين اللبنانيين، ومعالجة التباينات بحرص يضمن تحقيق المصلحة الوطنية العليا، بينما رئيس الحكومة نواف سلام يقول بعد استقبال وفود زارته أن قضية صخرة الروشة لم تنته بعد.

فيما بقيت العيون شاخصة الى المبادرة الأميركية لوقف إطلاق النار في غزة وفرص نجاحها من عدمه والتداعيات بموازاة اعتراض قوات الاحتلال الإسرائيلي لأسطول كسر الحصار للقطاع وقرصنته، توزعت الاهتمامات المحلية بين الخلاف السياسي حول قانون الانتخاب وبين التداعيات السياسية والقضائية لقضية الروشة وما بينهما التقرير الذي سيعرضه الجيش اللبناني في جلسة مجلس الوزراء المقبلة حول تطبيق خطة الحكومة لحصرية السلاح وسط استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان. ووفق مصادر «البناء» فإنّ تقرير الجيش سيعرض الوقائع والتطورات في المرحلة السابقة والتقدّم في تعزيز انتشاره في جنوب الليطاني والمهمات التي أنجزها على صعيد حصرية السلاح، وسيقدّم لائحة بالاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب البرية والبحرية والجوية، وسيلحظ أنّ استمرار هذه الأعمال العدوانية تعيق استكمال تنفيذ مهمة الجيش وانتشاره ومصادرة مخازن السلاح في منطقة الليطاني، وسيطلب الانسحاب الإسرائيلي لكي يستطيع استمرار تطبيق خطته وقرار الحكومة حصرية السلاح، كما سيستند الجيش الى التقريرين الأخيرين الصادرين عن الأمم المتحدة حول الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، في المقابل لم يسجل لبنان أي خرق من جانبه.

وفي ضوء هذا المشهد برزت زيارة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الى بعبدا ولقائه برئيس الجمهورية وزيارة أخرى الى اليرزة حيث التقى قائد الجيش العماد رودلف هيكل، وعلمت “البناء” أنّ اللقاء كان مقرراً أن ينعقد من أسبوع لكن سفر رئيس الجمهورية أجّله، وسرّعت حصوله الأحداث الأخيرة في الروشة وموقف رئيس الجمهورية المعاكس لموقف رئيس الحكومة ما ترك ارتياحاً لدى حارة حريك وعين التينة. حيث قارب اللقاء جملة ملفات أبرزها ملف العدوان الإسرائيلي وقرار الحكومة حصرية السلاح وإعادة الإعمار والانتخابات النيابية، وكسر اللقاء الجليد بين الحزب والرئاسة الأولى وأعاد المياه الى مجاريها.

وقد وزع المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية بياناً مقتضباً عن اللقاء أشار خلاله الى أن رئيس الجمهورية جوزاف عون استقبل النائب رعد وتم التداول في عدد من القضايا والاستحقاقات الوطنية، وجرى التوافق على معالجة التباينات بحرصٍ على تحقيق المصلحة الوطنية العليا.

ووفق مصادر إعلامية فإن لقاء عون – رعد جاء في سياق عناوين عدة كالاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وإعادة الإعمار وقانون الانتخاب وإعادة تفعيل المجلس النيابي وعدم تعطيله. وأشارت الى انّ “توقيت اللقاء جاء في ظلّ ما يتعرّض له الرئيس من حملات بعد مواقفه المؤيدة لمواقف الجيش والقوى الأمنية تجاه ما جرى في الروشة ومنعت ايَّ صدام وحافظت على السلم الاهلي”.

ووفق معلومات على صلة بحزب الله، فإنّ لقاء عون – رعد هام لكونه اللقاء الأول بعد جلستي الخامس والسابع من آب الماضي وجلسة 5 أيلول، حيث إنّ الأجواء إيجابية سادت اللقاء وجرى الاتفاق على استمرار النقاش أكان المباشر أو عبر المستشارين.

وقد سبق اللقاء بين عون ورعد لقاءات متعدة بين رعد ومستشار الرئيس عون العميد أندريه رحال، مهّدت الأرضية لهذا اللقاء الذي بمجرد حصوله من حيث التوقيت دافع إيجابي للتواصل بين حارة حريك وبعبدا. كما سبق اللقاء بين عون ورعد، لقاء بين رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب نبيه بري مهّد لزيارة رعد. حيث يمكن القول وفق المعلومات إن الرئيس عون وحزب الله أعادا العلاقة الى مسارها الطبيعي.

كما جاء اللقاء قبل أيام من تقرير الجيش اللبناني الذي سيرفعه الى مجلس الوزراء في جلسة 6 تشرين المقبل، فيما جاء اللقاء بين رعد وقائد الجيش العماد ردولف هيكل بعد أحداث بيروت.

واستقبل قائد الجيش في مكتبه النائب محمد رعد، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد.

وأرسل رئيس الحكومة نواف سلام نائبه طارق متري الى بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية، حيث أطلعه على حصيلة الاجتماعات اللبنانية السورية التي انعقدت أمس الأول، وهي محادثات من شأنها أن تُسهم في توطيد الثقة في العلاقات بين لبنان وسورية، وفق ما قال متري.

وكشف “أننا درسنا مختلف الملفات، ونعمل على معالجة القضايا العالقة، وأبرزها موضوع الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية، حيث سنواصل البحث مع الجانب السوري في هذا الشأن، إضافة إلى التعاون لكشف حقيقة إمكان وجود لبنانيين في السجون السورية”.

وقال متري: “طلبتُ من الرئيس عون توجيهاته بشأن تمثيله في القمة العربية الروسية الأولى، التي ستُعقد في موسكو منتصف الشهر الحالي”. وأضاف: “تطرّقنا إلى جلسة مجلس الوزراء المقبلة، حيث من المتوقع أن نستمع خلالها إلى قيادة الجيش حول التقرير الشهري المتعلق بحصرية السلاح، كما بحثنا في أجواء الثقة القائمة بين الحكومة ورئيس الجمهورية”.

وفي حين أفيد عن اتفاق بين الوفدين السوري واللبناني عن تشكيل لجنة قضائية مشتركة لدراسة الملفات القضائية بين الدولتين، لفتت قناة “الجديد” إلى أنّ “وزير العدل عادل نصار أبلغ الوفد السوري أنّه متمسّك بالأطر القانونية لتبادل المساجين، ومصرّ على معرفة مصير المسؤول عن الاغتيالات السياسية التي تمّت خلال حقبة الرئيس السابق”. وذكرت بأن وزير العدل طالب بلائحة لأسماء المفقودين اللبنانيين في سورية.

والتقى وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى في مدينة العُلا السعودية وزير الخارجية والمغتربين السورية أسعد الشيباني. وتم خلال اللقاء بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية بين لبنان وسورية، وتعزيز التنسيق بين البلدين، إضافةً إلى متابعة البحث بالاتفاق الذي جرى التوصل إليه في مدينة جدّة في أواخر شهر آذار الماضي، الهادف إلى ترسيم الحدود بين البلدين وتشكيل لجان قانونية متخصصة لهذه الغاية، وتفعيل آليات التنسيق لمواجهة التحديات الأمنية والعسكرية.

ميدانياً، استهدف الطيران المُسيّر الإسرائيلي سيارة على طريق الجرمق – الخردلي، أدت الى استشهاد المهندسين أحمد سعد ومصطفى رزق (من بلدة كفررمان) وهما كانا في مهمة كشف على أضرار الحرب الإسرائيلية في البلدات من قبل شركة “معمار”. وأفاد مركز الطوارئ في وزارة الصحة العامة بسقوط جريح أيضاً. وعملت فرق الإسعاف التابعة للصليب الأحمر وكشافة “الرسالة” الإسلامية على نقل الجثمانين والجريح الى المستشفيات. وأعقب الغارة تحليق كثيف للطيران المُسيّر الاسرائيلي فوق بلدات أرنون – كفرتبنيت – النبطية الفوقا وحرج علي الطاهر ومنطقة الجرمق. إلى ذلك، ألقت مُسيّرة سرائيلية قنبلة صوتية على بلدة كفركلا. كما ألقت مُحلقة إسرائيلية قنبلة صوتية على بلدة مركبا الحدودية، كما ألقت قنبلة صوتية على بلدة مركبا أدّت إلى إصابة مواطن بجروح.

وفي سياق ذلك، رأت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب رعد، أنّ ‎”الاعتداءات “الإسرائيلية” المستمرَّة على الأراضي اللبنانية، وجرائم القتل ضدّ المدنيين، تشكل استباحةً للسيادة ‏واعتداءً على الكرامة الوطنيّة، وضرباً لهيبة الدولة وتهديداً لكيانها، وهو ما يستدعي استنفار سلطات الدولة ‏ومؤسساتها من أجل حفظ سيادة الوطن، واستعادة الهيبة المختطفة صهيونيًا في البرّ والبحر والجوّ”.

وقالت: “تتصاعد التهديدات العدوانيّة والتعزيزات الأميركيّة إلى المنطقة على وقع قرع ‏طبول الحرب ضد الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران، والهدف المعلن واحد وهو تدمير محور المقاومة برمّته لما ‏يشكله من عائقٍ استراتيجي يعطِّل مشاريع الغرب الاستكباريّة الهادفة إلى إعادة رسم خريطة المنطقة وإعادة ‏تشكيلها من جديد من خلال تقسيمها إلى كياناتٍ ضعيفةٍ متناحرةٍ في ما بينها، ملحقةٍ بالأميركي المستكبر والصهيوني ‏المحتلّ والغاصب، وساعيةٍ دوماً لطلب رضاهما، وتنفيذ أوامرهما”.

وأكّدت كتلة الوفاء للمقاومة أنَّ “كلّ هذه الحملات المسعورة لن تَفُتَّ في عضد محور المجاهدين المقاومين وأمَّتهم ‏الصامدة الصابرة الثابتة من فلسطين إلى اليمن، وسيردُّون عليها بالمزيد من الثبات والصلابة والتمسُّك بخياراتهم ‏المحِقَّة التي تحفظ لشعوب الأمَّة كرامتها وحقوقها، وستنتهي هذه الحملة إلى فشلٍ كما مثيلاتها سابقاً دون أن ‏تُحقِّقَ مردودها‎”.

وتفاعل الخلاف والسجال حول قانون الانتخاب واقتراع المغتربين، حيث حسم رئيس مجلس النواب نبيه بري الجدل برفض تعديل القانون الحالي، وجدد في حديث صحافي تمسكه بقانون الانتخاب الحالي، وقال “لا يتقدّم عليه إلا الإنجيل والقرآن”، مقفلاً بذلك الطريق على كلّ محاولات تعديل قانون وافقت عليه أكثرية الكتل النيابية والحزبية عام 2017.

وقال نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، بعد اجتماع اللجنة الفرعيّة لقانون الانتخاب في مجلس النواب بمقاطعة القوات اللبنانية والكتائب: “لا أحد، سواء من الحكومة أو النواب، يتحدث عن أيّ تأجيل للانتخابات النيابية”، مشدّداً على أنّ هناك إصراراً على إجرائها في موعدها الدستوري. وأوضح بو صعب أنّ وزير الداخلية كان واضحاً في موقفه، مشيراً إلى أنه يعمل وفق القانون النافذ، وهو ما يعني أنّ الانتخابات بالنسبة للمغتربين ستجرى على المقاعد الستة المخصصة لهم. وتابع “واضح أنّ الانتخابات النيابيّة ستحصل في موعدها والحكومة ستنطلق من تقرير اللجنة الفرعية والكرة في ملعبها”. وأشار الى انه “طلب تعليق الاجتماعات لفترة أسبوعين ولسنا في سياق أخذ البلد نحو مشكلة أكبر والمطلوب أن نتفاهم لما فيه مصلحة لبنان”.

ونشرت وزارة الخارجية والمغتربين في لبنان عبر منصّة “اكس” الآلية التي تتيح للانتشار اللبناني التسجيل للاقتراع في الانتخابات النيابية المقبلة من خارج الأراضي اللبنانية، وذلك عبر المنصّة الإلكترونية:

https://diasporavote.mfa.gov.lb

وقدّمت الوزارة الشروحات والتفاصيل اللازمة، إضافةً إلى المساعدات المطلوبة في ما خص المستندات اللازمة لتسهيل عملية التسجيل للمقيمين في الخارج”.

على صعيد واقعة الروشة، وفيما اجتمع رئيس الحكومة مع وزير الداخلية أحمد الحجار ومدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء رائد عبدالله ورئيس شعبة المعلومات العميد محمود قبرصلي، تواصلت التحقيقات في موضوع إضاء صخرة الروشة، وقد جرى استجواب شخصين، بإشراف النائب العام التمييزي القاضي جمال الحجار، الذي أمر بتركهما الأول بسند إقامة والثاني رهن التحقيق، وهذا الأخير هو صاحب جهاز الليزر الذي جرى عبره إضاءة الصخرة بالصورتين. وجرى استدعاء ثلاثة أشخاص آخرين لاستجوابهم في هذه القضية اليوم.

على صعيد آخر، شاركت الخبيرة في القانون الدولي، اللبنانية الدكتورة لينا الطبال، في أسطول الصمود العالمي لكسر الحصار عن غزة، الذي اعترضه جيش الاحتلال الإسرائيلي قبل وصوله إلى شواطئ قطاع غزة، وفق ما نشرت الطبال قبل تعرّض الأسطول للهجوم الإسرائيلي. ولم يصدر حتى الساعة إعلان رسميّ بشأن مصير الطبال. كما شارك في الأسطول مواطن لبنانيّ آخر هو محمد القادري من غزة في البقاع.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء