الديار: لبنان بعد غزة... سقوط وهم تجاهل اهل الارض

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 10 25|07:50AM :نشر بتاريخ

تتصدر غزة المشهد بعد نهاية اوهام تجاوز اهل الارض، ودخول مختلف الاطراف في تفاوض مع حركة حماس، بعد ان كان الهدف استسلامها كمقدمة لافراغ القطاع من سكانه وزرعه بالمستوطنات. وهو نموذج سيكون من الصعب تجاوزه في اي معالجة للملف اللبناني، حيث لا يمكن تجاوز اهل الارض هنا، واي تسويات لا يمكن ان تتجاهل حزب الله كقوة لا يمكن تجاهلها. فقد انتهت المفاوضات في شرم الشيخ بوقف المجزرة الاسرائيلية المفتوحة منذ عامين، اقله حتى الانتهاء من تنفيذ المرحلة الاولى من الاتفاق الذي يشمل تبادل اطلاق للاسرى، وانسحابات لقوات الاحتلال من مناطق في القطاع، ودخول المساعدات الانسانية. الرئيس الاميركي دونالد ترامب يروج لصفقة اكبر عنوانها «السلام» الشامل، ويعتقد ان ايران يمكن ان تنضم اليها. ولكن هل «الطريق» معبد امام تلك التطلعات التي يبدو انها مبالغات معتادة من رئيس يسعى للحصول على جائزة «نوبل للسلام» باي ثمن بادعائه انه اوقف 8 حروب 6 منها وهمية؟

في بيروت تحذير من قبل رئيس مجلس النواب نبيه بري من استدارة اسرائيلية تجاه لبنان بعد انتهاء الحرب في غزة. وفي طهران يخشى احد مستشاري المرشد علي خامنئي من ان يكون «بدء الهدنة في غزة تمهيداً لنهاية الهدنة في مكان آخر».

القلق المشروع

انه قلق مشروع، بحسب مصادر سياسية بارزة، لكنه يبقى قلقا غير مستند الى معطيات بقدر استناده الى التجربة، والعلم المسبق بطبيعة الحكومة المتطرفة الحاكمة في «اسرائيل» والتي اذا ما وجدت نفسها مع رئيس حكومتها بنيامين نتانياهو انها «قاب قوسين» او ادنى من دفع ثمن الاخفاق في الـ7 من اوكتوبر، فانها حكما ستلجأ الى تصدير ازماتها الداخلية الى الخارج في اطار استراتيجية استكمال الحرب مع محور المقاومة، في عام ثالث سيكون عنوانه تحقيق الانتصار الحاسم، كما قال نتانياهو قبل ايام. وفي غياب الضمانات الاميركية، وغياب اي معلومة موثوقة عن الثمن الذي حصل عليه رئيس حكومة العدو من ترامب مقابل وقف الحرب في غزة، تبقى المخاوف مشروعة وتتطلب استنفارا رسميا جديا لمواجهة اي مفاجآت، بانتظار الخطوة المقبلة من قبل الادارة الاميركية الغائبة راهنا عن السمع، فيما يرتبط بالساحة اللبنانية، التي شهدت انجازا امنيا للامن العام، وسجالا حول اعادة الاعمار بين الرئاستين الثانية والثالثة.

الشيباني في بيروت

وفي زيارة هي الاولى منذ سقوط النظام السابق، يصل وزير الخارجية السورية أسعد الشيباني الى بيروت، اليوم حيث يبحث العلاقات اللبنانية السورية والملفات العالقة بين البلدين مع مجموعة من المسؤولين يتقدمهم رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام. ووفق مصادر مطلعة، لعبت الرياض دورا جوهريا في اتمام هذه الزيارة في هذا التوقيت، حيث سيتم طرح كامل الملفات على الطاولة، وفي مقدمها ملف النزوح السوري، وخطوات تطبيع العلاقات، وملف السجون، والحدود، والامن، علما انه لا ينتظر ان تنتهي الزيارة الى ايجاد حلول لكافة الملفات، بل رفع لمستوى التنسيق للبدء بفكفكة الامور العالقة، في ظل اجواء ايجابية تحتاج الى ترجمة عملية.

خطر الحدود الشرقية!

هذه الزيارة، تاتي تزامنا مع تسريب أوساط استخباراتية ودبلوماسية غربية معلومات عن إتفاق بروتوكولي ضمني تم إنجازه مؤخرا خلف الستائر والكواليس بين المبعوث الأميركي للملف السوري توماس باراك وقائد المنطقة الوسطى الأميركية وبين الرئيس السوري أحمد الشرع بالتوازي مع التقدم في مفاوضات شرم الشيخ حول الحرب على غزة. ووفق هذه التقارير فان أجواء التوتر العسكري أصبحت هي الإحتمال الأرجح في كل من العراق وسوريا وايضا في لبنان فضلا عن إحتمال حصول تصعيد عسكري مع إيران تحديدا. وفي هذا السياق، ابلغت السلطات الاردنية عن رفع جاهزية الطوارىء في ظل احتمالات تصعيد عسكرية غير محددة . ولم تستبعد اوساط مطلعة، ان تكلف مجموعات سورية بالتحرش بحزب الله على الحدود السورية اللبنانية، ولا توجد معلومات واضحة بعد اذا كان رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع قد وافق على أي مهمة لها علاقة بالتصعيد على الحدود السورية اللبنانية والتصادم مع حزب الله. وهذا الملف، سيكون ايضا جزءا من محادثات الشيباني في بيروت، ويفترض ان يقدم ضمانات بعدم صحة هذه المعلومات.

انجازات امنية

امنيا، وفيما اعلنت مصادر قضائية، انه تم توقيف خلال الاشهر المنصرمة 32 شخصا لارتباطهم بالتعامل مع»اسرائيل» وتزويدها بمعلومات خلال الحرب الاخيرة عن مواقع لحزب الله، احبط جهاز الأمن العام مخططاً إرهابياً إسرائيلياً واسع النطاق كان يستهدف تنفيذ تفجيرات متزامنة خلال إحياء ذكرى الحرب عند مرقد السيد حسن نصرالله وفي المدينة الرياضية في بيروت ضد المشاركين في المناسبة. ووفق المعلومات، نُفّذت العملية بسرية تامة بإشراف مباشر من مديرية الأمن العام، حفاظاً على سرّية التحقيقات التي لا تزال مستمرة لكشف الارتباطات الخارجية للمجموعة.

من هم المتورطون؟

وكشفت التحقيقات ان من يقف وراء المخطط شخص يُدعى «مارتين»، يُقيم في ألمانيا ويتنقّل في أوروبا، تبيّن من التحقيقات أنّه المشغّل الأساسي الذي كان يتواصل مع عناصر الشبكة عبر تطبيقات مشفّرة، من دون أن يعرفوا بعضهم البعض، وسط تأكيد مصادر أمنية ارتباطه بالاستخبارات الإسرائيلية.

كيف أوقفت الشبكة؟

وتم كشف الشبكة، بعد توقيف سوري يحمل الجنسية الأوكرانية ومتزوّج من أوكرانية، وقد ضُبط بحوزته عبوة ناسفة على شكل بطارية كان ينوي إخفاءها في دراجة نارية، ثم قادت التحقيقات إلى اكتشاف سيارة معدّة للتفخيخ، كانت قد خضعت لتجهيزات خاصة لتحميلها بالمتفجّرات، قبل أن تُخبّأ في محلة البترون تمهيداً لاستخدامها في الهجوم. وفي عمليات متزامنة، داهمت قوّة من الأمن العام مناطق عرمون وخلدة ودوحة الحصّ، وأوقفت عدداً من المشتبه فيهم من الجنسيات اللبنانية والسورية والفلسطينية، بينهم اللبنانيان ش.غ وع.غ، إضافة إلى لبناني يحمل الجنسية الألمانية. وقد بلغت حصيلة الموقوفين حتى الآن خمسة موقوفين.

ترحيب... وحذر

في هذا الوقت، رحب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين «إسرائيل» وحركة حماس في مرحلته الأولى، والذي يهدف إلى إنهاء الحرب على قطاع غزة. وأعرب الرئيس عون عن أمله في أن يشكل هذا الاتفاق خطوة أولى نحو وقف دائم لإطلاق النار وإنهاء المعاناة الإنسانية للشعب الفلسطيني الشقيق في غزة ، مؤكداً على ضرورة استمرار الجهود الدولية والإقليمية لتحقيق سلام شامل وعادل في المنطقة. من جهته، حذر رئيس مجلس النواب نبيه بري امام وفد جمعية الاعلاميين الاقتصاديين من استدارة «اسرائيل» الى لبنان بعد غزة، وقال «سنكون سعداء إذا ما توقفت حرب الإبادة التي تعرض لها الشعب الفلسطيني على مدى عامين في قطاع غزة مشددا على وجوب الحذر من إنقلاب إسرائيل على الاتفاق وهي التي عودتنا دائما التفلت من كل الاتفاقات والعهود التي أبرمتها وآخرها، إتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان في تشرين الثاني الماضي، والذي التزم به لبنان كاملا في منطقة جنوب الليطاني بإعتراف من يتفق أو يعارض المقاومة وحزب الله بذلك . فالمقاومة منذ 27 تشرين الثاني عام 2024 لم تطلق طلقة واحدة، في حين أن إسرائيل بدل الإنسحاب وإطلاق سراح الأسرى ووقف العدوان إحتلت أماكن لم تكن قد احتلتها، ودمرت قرى بكاملها.وسأل: ماذا بعد غزة؟

لا للتمديد

اما انتخابياً فقال بري «البعض ينظر إلى هذا القانون كالفتاة التي أحبت رجلاً فتزوجته وفي اليوم التالي طلبت الطلاق. فمن صنع هذا القانون ومن تمسك به، الآن لا يريده، ما أريد قوله الآن: الانتخابات يجب أن تُجرى في موعدها وفقاً للصيغة الحالية للقانون الساري المفعول، وهذا القانون قد أعطى صلاحيات استثنائية لوزيري الداخلية والخارجية فليتفضلوا إلى الانتخابات، وأؤكد أننا ضد التمديد.

سجال بري - سلام

في هذا الوقت، اندلع سجال عالي السقف بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام على خلفية اعادة الاعمار، فبعد وصف بري علاقته بالرئيس عون بالممتازة،وجه انتقادات مباشرة للحكومة على اهمالها الوضع جنوبا، مؤكدا ان الموازنة لن تمر دون ان تتضمن بندا حول هذا الملف، سأل الرئيس بري: هل يعقل ألا تقول الحكومة اللبنانية لأبناء القرى الحدودية في عيتا الشعب وكفركلا وحولا ويارين ومروحين والضهيرة وميس الجبل وبليدا والخيام ويارون ومارون الراس وكل قرى الشريط المدمرة، هؤلاء الذين عادوا لزراعة حقولهم وافترشوا منازلهم المدمرة ألا تقول لهؤلاء «مرحبا»؟ للأسف وكأن الجنوب ليس من لبنان! المطلوب من الحكومة بكل وزاراتها أن تكون حاضرة أقله بالحد الأدنى، كي لا يشعر أبناء الجنوب العائدين بأن الجنوب ليس جزءاً من لبنان.

استغراب ..و«الشمس طالعة والناس قاشعة»

وفي تغريدة، إستغرب سلام كثيرا التصريح المنسوب الى دولة الرئيس نبيه بري والذي مفاده ان الحكومة لا تسأل عن اهلنا في الجنوب، وانها لم تقل لهم حتى «مرحبا». وقال» يهمني ان اذكر، لو صح هذا التصريح، ان اول عمل قمت به مع عدد من زملائي الوزراء، وقبل مضي ٤٨ ساعة على نيل حكومتنا الثقة، هو القيام بزيارة ميدانية الى صور والخيام والنبطية، للوقوف على حال اهلنا في الجنوب والاستماع اليهم..ويهمني ان اذكر ايضا انه بغياب اي دعم خارجي لاسباب معروفة، وضمن امكانيات الدولة المحدودة، فقد قامت وزارة الشؤون الاجتماعية بتأمين مساعدة مالية شهرية الى ٦٧٠٠٠ عائلة من العائلات المتضررة في الحرب كما اعلنت عن تقديم بدل ايجار شهري لـ١٠٠٠٠ عائلة هجرت بسبب الحرب. ناهيكم ان وزارات الاتصالات، والاشغال، والكهرباء باشرت بالاصلاحات الضرورية لاعادة الخدمات الى المناطق المتضررة. اضافة الى ذلك، فقد كلفنا مجلس الجنوب والهيئة العليا للاغاثة الاسراع في اعمالها وحولنا لها المبالغ المطلوبة منها..والاهم ان حكومتنا عملت على الحصول من البنك الدولي على قرض بـ٢٥٠ مليون دولار لاعادة اعمار البنى التحتية المتضررة من الحرب. لكن الاستفادة من هذا القرض لا تزال تنتظر اقرار القانون المتعلق به في مجلس النواب. وكما سبق واعلنت مرارا، فان اعادة الاعمار ليست وعدا مني بل عهد». وقدر ردت مصادر عين التينة على تغريدة سلام بالقول»الشمس طالعة والناس قاشعة»..

التمديد لمطمر الجديدة

في غضون ذلك، كلف مجلس الوزراء مجلس الإنماء والإعمار إنشاء خليّة الطمر الجديدة في مطمر الجديدة. واعلن وزير الاعلام بول مرقص» الاستمرار باستقبال النفايات في مطمر الجديدة حتى نهاية العام 2026 وتكليف مجلس الإنماء والإعمار بإنشاء محطّة لتوليد الكهرباء من المطمر. وتابع مرقص: «يعود لبلديّة الجديدة حقّ استثمار الطاقة من المشروعين المكلّفين وإعطاء ترخيص للبلديّات بإنشاء معامل لمعالجة النفايات. وفي الشق القانوني، قال وزير الإعلام: «تكليف وزارة العدل دراسة الإجراءات القانونيّة التي يجب اتخاذها بعد الإعتداءات الإسرائيليّة على الصحافيّين خلال الحرب الماضية.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الديار