فضل الله: ندعو الدولة إلى أن تمنع العدو من التمادي في جرائمه

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Oct 10 25|14:02PM :نشر بتاريخ

أشار العلامة السيد علي فضل الله، الى "أننا نستعيد الذكرى الثانية لطوفان الأقصى لنشير إلى مدى الإيجابيات التي جسدتها والتي نحن أحوج ما نكون إلى استحضارها، فهي أظهرت مدى القدرة التي تملكها المقاومة في فلسطين والدور الذي تؤديه في مواجهة العدو حيث تحولت، ورغم العدوان المتواصل والحصار الدائم من موقع المتلقي لهجمات العدو الصهيوني إلى موقع المهاجم له، واستطاعت خلال ساعات قليلة أن تبدد أسطورة الجيش الذي لا يهزم ما أحدث زلزالا داخل هذا الكيان وأثار حالا من الشك لدى المستوطنين فيه حول مستقبلهم وقدرة جيشهم على حمايتهم وأشعرهم بأنه لم يعد هناك ملاذا آمنا لهم"، متسائلاً: "إذا كانت المقاومة في فلسطين ورغم الحصار والتضييق قادرة على أن تحقق هذا الإنجاز فكيف إن تجمعت كل الدول التي تحيط بهذا الكيان في مواجهته وعملوا معا لاستعادة الأراضي المحتلة؟".

ولفت في خطبتي صلاة الجمعة، من على منبر مسجد الإمامين الحسنين في حارة حريك، الى أن "الطوفان أعاد الاعتبار للقضية الفلسطينية وجعلها مجددا في واجهة الأحداث العالمية، وفي المؤسسات الدولية بعدما عمل الكيان الصهيوني على تهميشها، لتعود فتفرض نفسها مجددا على العالم وذلك في ضوء ثبات هذا الشعب في مواجهة حرب الإبادة الصهيونية، الأمر الذي أرغم العالم على أن يأخذ في الاعتبار حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه وضرورة امتلاك مصيره بيده، وأن لا سلام حقيقيا من دون ذلك... وهو ما تجلى في التظاهرات الشعبية الحاشدة التي عمت أكثر الدول الغربية وحتى تلك التي كانت تدعم هذا الكيان، ودعت إلى منح الاستقلال والحرية لهذا الشعب الصابر، وفي وقوف أغلبية دول العالم لإعلان اعترافها بحقه في دولة على أرضه ما جعل هذا الكيان معزولا في العالم وهو ما أربك كل الدول الكبرى التي تحميه ودفعها إلى اتخاذ المبادرات لإيجاد حل سياسي ينهي هذه المأساة".
 
وأوضح فضل الله أن "مبادرة الرئيس الأميركي الأخيرة جاءت في هذا السياق، والتي وإن هدفت الى إنقاذ هذا الكيان وإخراجه من عزلته لتعيد تجميل صورته القبيحة والمشوهة، وأرادت تحقيق الأهداف التي لم يستطع العدو الحصول عليها طوال حربه من استعادة أسراه وإنهاء جذوة المقاومة الفلسطينية فيها، إلا أن هذا الرئيس اضطر في مبادرته وبفعل الصمود الفلسطيني والتضحيات الجسام الى أن يستجيب للكثير من المطالب التي يريدها هذا الشعب في إيقاف نزيف الدم والدمار وعدم تهجير أهالي غزة منها وإعادة إعمار ما تهدم فيها وإلى تأكيد حقه في تقرير مصيره، وإن كان ذلك لا يزال يحتاج إلى بذل الكثير من الضغوط على الكيان الصهيوني لكون العدو سيعمل جاهدا على أن يأخذ من الخطة ما يريده منها من استعادة أسراه من دون أن يعطي الشعب الفلسطيني أي شيء من حقوقه المشروعة سواء في غزة أم في الضفة الغربية".
 
واذ رأى أهمية ما قد يتم إنجازه في المرحلة الأولى، حذر من "خداع العدو وأفخاخه"، داعياً "الدول العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى إبقاء حضورهم فاعلا في المراحل القادمة لتنفيذ الاتفاق لمنع العدو من التنصل من التزاماته ولمساعدة الشعب الفلسطيني على أخذ كامل حقوقه على أرضه وحقه في تقرير مصيره".


واستذكر "التضحيات الجسام التي قدمها الشعب اللبناني من القادة والمدنيين والمسعفين والمقاومين والتدمير لمدنه وقراه إسناداً للشعب الفلسطيني ووقوفه معه في معاناته أو مما قام به الشعب اليمني ولا يزال، من الضغط على هذا الكيان لإيقاف الحرب التدميرية على غزة رغم ما تعرض له من قصف واغتيالات".

وقال فضل الله: "في هذا الوقت، لا يزال لبنان يعاني من اعتداءات العدو الصهيوني من خلال عمليات القصف والاغتيال التي طاولت العديد من المدنيين. ومن ذلك ما حصل في منطقة النبطية من استهداف رجل كفيف مع زوجته كانا في الطريق لجلب أولادهما من المدرسة أو ما تتعرض له القرى الحدودية لمنع أهلها من العودة إليها والتي يهدف من ورائها العدو إلى مزيد من الضغط على الدولة اللبنانية وعلى الشعب اللبناني لتقديم التنازلات التي يريدها من هذا البلد مما أفصح عنه ومما لم يفصح عنه بعد".

وجدد أمام ما يجري وفي ظل ما يعانيه اللبنانيون من اعتداءات متواصلة، الدعوة للدولة اللبنانية إلى "أن تكون أمينة على مواطنيها بأن تبذل كل ما تستطيع القيام به من أجل إيقاف نزيف الدم والدمار ومنع العدو من التمادي في جرائمه والعبث بأمنه"، قائلاً: "من المؤسف أن نرى أن ينشغل بعض من هم في مواقع المسؤولية بحساباتهم الضيقة والتعامل بكيدية وبخفة في وقت ينبغي أن تنصب كل جهودهم لإيقاف العدوان بكل السبل المتاحة وعدم جعله يمر من دون مساءلة سواء على الصعيدين السياسي أو الديبلوماسي وإعمار ما تهدم وإعادة الأسرى".

وكرر دعوته للحكومة اللبنانية، إلى "أن تلتفت إلى معاناة المواطنين التي تزداد يوما بعد يوم على الصعيد المعيشي والحياتي في ظل الأعباء التي باتوا يتحملونها وبفعل ارتفاع الأسعار الذي يسهم به التضخم الناتج عن السياسات المالية الخاطئة أو بفعل انعدام الرقابة على الأسعار وزيادة الضرائب التي بدأت آثارها تظهر وقبل صدور الموازنة"، معتبراً أنه "آن للبنانيين أن يشعروا أنهم يعيشون في ظل دولة تعمل لحسابهم جميعاً".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan