الصدي من زحلة: بسط سلطة الدولة ليس بحصرية السلاح فقط بل بازالة التعديات

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Oct 11 25|17:58PM :نشر بتاريخ

ايكووطن - البقاع - عارف مغامس

جال وزير الطاقة والمياه جو الصدي على البقاع، حيث زار بلدية زحلة وكان في استقباله النائبان جورج عقيص والياس اسطفان، رئيس البلدية المهندس سليم غزالة وأعضاء المجلس البلدي، رئيسة مجلس إدارة مؤسسة مياه البقاع بالتكليف المهندسة بولا حاوي.
وأكد الصدّي ان "الهدف من الزيارة الى البقاع وزحلة اليوم هو للاستماع إلى الجميع حول التحديات التي تعاني منها المنطقة، ولا سيما في قطاعات المياه والصرف الصحي والكهرباء". وقال: "تحدثنا عن مشكلة التلوث التي تُعد من أبرز اهتماماتنا، ورغم أن الكهرباء تشكل تحديًا كبيرًا، إلا أن مشكلة المياه تبقى الأصعب، خصوصًا في ظل جفاف الآبار والتحديات المرتبطة بالطاقة المتجددة والتنمية المستدامة".
أضاف: "نؤمن بأن التعاون هو الطريق الوحيد لمواجهة هذه الأزمات، وزحلة كانت وما زالت نموذجًا ناجحًا، خصوصًا في مجال الكهرباء، حيث أثبتت تجربة زحلة قدرتها على الإدارة والجباية بطريقة فعّالة يمكن البناء عليها مستقبلًا. لذا تصلح زحلة لأن تكون تجربة للامركزية التي نص عليها اتفاق الطائف".".
وأوضح "أننا نعمل منذ نحو شهر على ملف تلوث بحيرة القلعة بالتعاون مع مجلس الإنماء والإعمار الذي يسعى لإيجاد الحلول المناسبة، ونأمل أن يتم تشغيل محطات التكرير في أسرع وقت. وقد بحثنا هذا الملف مع السفير الإيطالي الذي زارنا بالأمس، ومع المصرف المركزي والجهات المانحة، في محاولة لإيجاد حل شامل ومستدام بعد معاناة امتدت لعشرين عامًا".
وأشار إلى أن "لبنان مرّ بأزمات متتالية، من حروب وانهيار مالي غير مسبوق، ما أثّر سلبًا على الثقة العامة وعلى البيئة الاستثمارية، لكننا نعمل اليوم كحكومة إصلاحية لتطبيق القوانين، وحصر السلاح، وفرض سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية لا يقتصر فقط على ازالة السلاح غير الشرعي بل يشمل أيضا التعديات على الأملاك العامة وعلى شبكات المياه والكهرباء كي تستعيد الثقة بلبنان".
وأكد أن "زحلة تمثل نموذجًا ناجحًا في الجباية والتنظيم، يمكن تعميمه على باقي المناطق"، مشجعاً على "الاستثمار في القطاع الخاص لإعادة بناء الثقة وتعزيز الشراكة".
وتطرق الصدي إلى الوضع الإقليمي، قائلاً: "بعد حرب غزة وتزايد العنف في المنطقة، من المهم أن نركّز جهودنا على لبنان وشعبه، خصوصًا أن المساعدات تتوجه بمعظمها نحو سوريا وغزة. علينا أن نستفيد من الفرصة الراهنة لتطبيق الاتفاقيات، ولا سيما اتفاق الطائف، وتعزيز العلاقات بين البلديات والوزارات لخدمة المواطنين".

مشاريع السدود
وردًا على سؤال حول مشاريع السدود في لبنان، أوضح الوزير الصدي أن "هناك أربعة سدود أساسية هي: سد بلعة، سلعاتا الجنة والمسيلحة في إيجاد الحلول التقنية لها خلال فترة لا تتجاوز ثلاثة إلى أربعة أشهر"، مشيراً إلى أنه طلب من الجهات المانحة الدولية تشكيل لجنة خبراء لإصدار توصيات تقنية بعيدة عن السياسة".
وقال: "الهيئة الناظمة بدأت العمل بالتعاون مع خبراء عالميين والبنك الدولي لدراسة قطاع توزيع الكهرباء من حيث الصيانة والجباية والصلاحيات، بهدف تخفيف الطابع الفردي للقرارات الوزارية ومنح الهيئة دورًا فاعلًا وفق القانون, بدعم من الجهات المانحة".

امتياز كهرباء زحلة
وفي ما يتعلق بامتياز كهرباء زحلة، قال الصدي: "هذا الامتياز تقرر بموجب قانون، وسنعيد دراسته بعد مرور عشرين عامًا على تأسيسه، إذ أثبتت التجربة نجاحها وستكون ضمن مهام الهيئة الناظمة الجديدة التي ستدرس كيفية الاستفادة من هذا النموذج وتطويره".
وختم بالقول: "لن أعد بتحقيق كل شيء بسرعة، لكننا سنعمل على دراسة كل الملفات عبر الهيئة الناظمة، لننتقل بقطاع الكهرباء من السياسة إلى التطبيق العملي، وفق المعايير الدولية".

أما غزالة فقال: "ان مدينة زحلة قدمت نموذجًا فريدًا في قطاع الكهرباء من خلال تجربة مؤسسة كهرباء زحلة، التي أثبتت أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، كنموذج ناجح يضمن خدمة مستدامة للمواطنين، ويؤمّن طاقة نظيفة ومنتظمة تحترم كرامتهم واحتياجاتهم اليومية. هذا النموذج المثالي يُعتبر مثالًا يُحتذى به على الصعيد الوطني، ونتطلع إلى تطويره وتوسيعه ضمن إطار قانوني يضمن حقوق البلديات والمواطنين معًا".
أضاف: "أما في ما يتعلق بقطاع المياه، فإن زحلة تواجه تحديات عدّة لتأمين الكميات الكافية نتيجة الضغط على الموارد الطبيعية، وحالات الجفاف، وضعف البنى التحتية. ونؤمن بأن الحل يكمن في التعاون بين بلدية زحلة ومؤسسة مياه البقاع وسائر الجهات المعنية، من أجل تحقيق استدامة الموارد المائية عبر تطوير الشبكات، حماية الينابيع وترشيد الاستهلاك". 
وتابع: "كما نُعوّل على جهودكم في تأمين تمويل محطة تكرير المياه المبتذلة التي تُعد مشروعًا حيويًا للمنطقة، ونسعى الى ضمان استمرار عملها لما لها من أهمية بيئية وإنمائية. إن زيارة معاليكم اليوم إلى زحلة تُشكّل خطوة عملية رائدة نحو تعزيز الشراكة بين الدولة، وبلدية زحلة وسائر البلديات اللبنانية. فزحلة التي عُرفت بتاريخها الوطني وبكونها جمهورية زحلة عام 1958، تواصل اليوم مسيرتها على طريق التنمية المستدامة والتقدّم لما فيه خير أهلها وكل لبنان".
وعن مطمر زحلة، قال غزالة: "لدينا مطمر صحي يستقبل نفايات المنطقة وهو من افضل المطامر الصحية في لبنان. علينا ان نحافظ على هذا المطمر ونفكر كيف نستفيد منه في قطاع الكهرباء".
وبارك النائب عقيص في مستهل مداخلته لوزارة الطاقة إنشاءها الهيئة الناظمة، معتبراً ما تحقق "إنجازًا مهمًا على صعيد هيكلية الوزارة". وأمل "أن نلمس قريبًا نتائجه الإيجابية في المناطق، ولا سيما في بعلبك، بعيدًا عن المحاصصة والفساد وسوء الإدارة".
وأكد "أننا نسعى إلى تعزيز مفهوم اللامركزية السياسية كخيار إصلاحي حقيقي، إذ أثبتت التجارب أن الدولة المركزية لم تقدّم للبنان ما يطمح إليه أبناؤه. فاللامركزية والخصخصة هما من المفاتيح الأساسية لتحقيق التطوّر والنهوض الإداري والإنمائي".
ورأى عقيص أن "ملف النفايات يشكّل أزمة وطنية متفاقمة، وهناك بلديات تعلن عجزها عن إيجاد حلول مستدامة، فيما يطالب البعض بإيجاد مخرج عاجل لأزمة الكهرباء"، مشيراً الى أن "تجربة كهرباء زحلة تشكل نموذجًا ناجحًا وفعّالًا، إذ وفّرت خدمة مستقرة لأبناء المنطقة، وجنّبتهم أزمات المولدات الخاصة، ما يجعلها مثالًا يُحتذى في سائر المناطق اللبنانية"".
وشكر النائب اسطفان الوزير الصدي على جهوده البنّاءة واهتمامه بملفات البقاع، ولا سيما ما يتعلق بالمشاريع في مدينة زحلة.
بدوره، أشار عقيص إلى أهمية معالجة التحديات المرتبطة بمصادر الينابيع، مؤكدًا أن هذه الملفات تحتاج إلى متابعة جدّية من الوزارات المعنية. وقال: "قمنا بتنظيف نهر البردوني مرتين ضمن إمكاناتنا المحدودة، لكن لا يمكننا أن نحلّ مكان الدولة في مهامها الأساسية، ومن الضروري أن تتحمّل الجهات الرسمية مسؤولياتها لإيجاد حلول جذرية ودائمة لهذه المشكلة البيئية".
بعدها انتقل الصدي والوفد المرافق لزيارة محطة التكرير في زحلة وشركة كهرباء زحلة.
وكان الصّدي بدأ جولته البقاعية من مركز المصلحة الوطنية لنهر ‎الليطاني حيث كان في استقباله رئيس مجلس الادارة المدير العام د. سامي علوية ورؤساء بلديات المنطقة وفاعلياتها، وقدم مهندسون من المصلحة عرضاً عن عملها وواقع السد والقدرات المائية والمعامل الكهرومائية التي تشغلها المصلحة.
كما تفقد سد القرعون والبحيرة ثم زار معمل عين الزقا الكهرومائي ومعمل إبراهيم عبد العال الكهرومائي. بعدها زار مركز ‎خربة قنافار حيث مختبرات المصلحة الوطنية لنهر الليطاني. من هناك، انتقل الصّدي الى عنجر حيث تفقد محطة شمسين ‎للمياه.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan