الكتيبة الاسبانية في "اليونيفيل" تحتفل بالعيد الوطني.. كابريجوس: على الجميع اغتنام الفرصة التاريخية للسلام

الرئيسية أمن / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 13 25|22:46PM :نشر بتاريخ

ايكو وطن - الجنوب - ادوار العشي


رأى قائد قوات "اليونيفيل" المعززة في القطاع الشرقي البريغادير جنرال الإسباني ريكاردو كابريجوس، أن "فرصة تاريخية من أجل السلام، تلوح في الأفق، في هذه الأشهر الحاسمة، وعلى جميع الأطراف المعنية اغتنامها، والمساهمة وتقديم ما يلزم، لكسر حلقة الصراع المفرغة؛ صراعٌ يمكن إنهاؤه مرة واحدة وإلى الأبد. وستكون مملكة إسبانيا والشعب الإسباني، على أهبة الإستعداد دائماً لدعم عملية السلام".

وأكد كابريجوس، "الإلتزام الذي أخذته المملكة الاسبانية على عاتقها، من أجل إحلال السلام والتضامن بين الشعوب"، مشيراً إلى أن "العسكريين الإسبان، يساهمون، تحت راية الامم المتحدة، في هذه القضية السامية، من أجل من اجل ترسيخ الإستقرار وتحقيق السلام المنشود، منذ سنوات عديدة في جنوب لبنان".

وقال: "نحتفل اليوم بعيدنا الوطني بعيداً عن الوطن، لكن بدعمٍ من عائلتنا الثانية، الجيش اللبناني، ورفاقنا في اليونيفيل، والأهم من ذلك، دعم الشعب اللبناني، والسلطات اللبنانية، والهيئات الروحية والمدنية"، مضيفاً: "بالنسبة الى معظمنا، هذه هي المرة الأولى التي نحتفل فيها بهذا اليوم الوطني في لبنان، مرتدين قبعات الأمم المتحدة الزرق على رؤوسنا، وميدالية اليونيفيل على صدورنا؛ ما يجعل هذا التاريخ ذكرى للمستقبل، لا تُمحى. لأننا اليوم، نحتفل بالإنتماء الى أمة عظيمة، ذات أسس متينة راسخة عبر تاريخها، ونفخر برفع راية الهوية الإسبانية".

كلام الجنرال كابريجوس، جاء خلال احتفالٍ كبير، أقامه "لواء كانارياس 16" في الكتيبة الإسبانية العاملة في إطار قوات "اليونيفيل" في الجنوب، والقوى العسكرية الإسبانية المنتشرة في عداد قوات الأمم المتحدة في أنحاء العالم، إحتفاءً بالعيد الوطني لمملكة إسبانيا، وبعيد شفيعتها "عذراء بيلار"، وذلك في قاعدة "ميغيل دي سرفانتس" العسكرية الدولية في سهل إبل السقي قرب مرجعيون.

وتحتفل مملكة إسبانيا بالعيد الوطني، "Día de la Hispanidad"، إحياءً لذكرى الإرث الإسباني للعالم، ذكرى اكتشاف عالمٍ جديد العام 1492، تحت قيادة كريستوف كولومبوس. هذا الحدث التاريخي العظيم، شكّل نقطة تحول، وبداية ثورة عميقة في العلوم والجغرافيا، تأثرت بها البشرية، نتيجة شجاعة هؤلاء الرجال والقيادة الحكيمة. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا التاريخ، عيداً وطنياً للمملكة الإسبانية، كرّست معه مرحلة جديدة من العلاقات الحضارية والثقافية بين قارتين بعيدتين. وهو اليوم الذي تأسست فيه إسبانيا وأميركا اللاتينية في يومٍ موحد، باللغة والثقافة والفنون والعادات والتقاليد، إستمر حتى يومنا هذا، وفي الوقت عينه، تحتفل دول أميركا اللاتينية بعيد الإنتماء، أو يوم الإسبانية، مكرّسة بذلك الصداقة والأخوّة على ضفّتي المحيط الأطلسي، ولطبق "الباييلا" مكانة خاصة في الإحتفالات الإسبانية، باعتبارها جزءاً من التراث والثقافة والتقاليد الإسبانية. أيضاً في التاريخ نفسه، تحتفل إسبانيا بعيد ظهور شفيعتها سيّدة العمود مريم العذراء، او سيّدة بيلار "Pilar"، وهو أوّل ظهور للعذراء عبر التاريخ، وهي لم تزل بعد على الأرض، على القديس يعقوب الرسول خلال تبشيره في إسبانيا. الملائكة تحمل العذراء من أورشليم إلى ساراغوسا (سرقسطة)، وتصنع لها تمثالاً مع عمودٍ صغير، لا يزال إلى يومنا، وقد وعدت العذراء، أنّه سيبقى إلى نهاية العالم، وقد صنعت العجائب التي تتخطّى العقل البشريّ. كما هى شفيعة شرطتها العسكرية، وتمثالها موجود فى كاتدرائية مدينة ثاراجوثا، مقر لواء الخيالة "كاستييخوس الثاني".

حضر الاحتفال، الذي ترأسه القائد العام لقوات "اليونيفيل" الميجور جنرال ديوداتو أبانيارا، السفير الإسباني في بيروت خيسوس إغناسيو سانتوس أغوادو وأركان السفارة، ملحقون عسكريون من السلفادور وصربيا والبرازيل، قائمقام مرجعيون وسام الحايك، قائد اللواء السابع العميد الركن طوني فارس، ضباط من قيادة قطاع جنوب الليطاني، قادة الوحدات الدولية المشاركة في "اليونيفيل" في القطاعين الشرقي والغربي، ضابط الإعلام في اللواء الإسباني الليوتنات كولونيل غالانت، ضباط الأجهزة الأمنية، فاعليات محلية وشخصيات إجتماعية وهيئات دينية، رؤساء بلديات ومخاتير المنطقة، ومدعوون.

إستُهل الإحتفال، بدخول حملة الأعلام ورايات الفرق العسكرية، التي ضمّت إلى علم إسبانيا، العلم اللبناني، وأعلام صربيا والسلفادور والبرازيل، المنضوية تحت لواء الكتيبة الاسبانية، ثم عرض أبانيارا وكابريجوس، الوحدات العسكرية في ساحة "دون كيشوت" بمقر عام قيادة القطاع الشرقي. 

بعد رفع راية الأمم المتحدة، والعلمين اللبناني والإسباني، على وقع  موسيقى أناشيد الأمم المتحدة ولبنان وإسبانيا، قلّد القائد العام أبانيارا الجنرال كابريجوس، باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ميدالية الأمم المتحدة لخدمة السلام، عرفاناً بمهنيّته وقيادته الحكيمة، والتزامه التام تجاه تحقيق السلام في جنوب لبنان. كما منح ضباط لواء"BRILIB XLIII" وعناصره، أوسمة السلام. كما قلّد كابريجوس، وكل من السفير الإسباني، وملحقين عسكريين وضباط من الجيش اللبناني، العديد من ضباط اللواء وأفراده، أوسمة وطنية، وأوسمة الأمم المتحدة، تقديراً لالتزامهم وتفانيهم في أداء المهام الموكلة إليهم، بموجب قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701.

الجنرال أبانيارا 
وألقى الجنرال أبانيارا كلمةً، قال فيها: "نجتمع اليوم، ليس من أجل الإحتفال بتقليد الأوسمة فحسب، بل لنُحيي قصة أعمق بكثير، قصة قيَم تتجاوز الرُتب والزيّ العسكري". ونوّه بتضحيات عناصر "اليونيفيل"، من إسبانيا والسلفادور والصرب والبرازيل، التي بذلت نفسها من أجل مهمة السلام في لبنان، مثنياً على دور الجيش اللبناني وتعاونه الوثيق مع "اليونيفيل"، من اجل الإستقرار وأمن أبناء المنطقة.

أضاف: "في هذا اليوم، يُرفرف العلم الإسباني بألوانه الحمراء والصفراء في جميع مدن إسبانيا، رمزاً للفخر الوطني، ووحدة شعب مرتبط بالتاريخ والهوية. لأن احتفال اليوم، ليس فقط يوماً وطنياً بامتياز، بل هو أيضاً احتفال بوحدة الثقافات، وتنوع اللغات، وتآلف الشعوب؛ هنا، في القطاع الشرقي، يرفرف العلم الإسباني إلى جانب أعلام أخرى كثيرة، لتشكّل معاً لوحة فسيفسائية رائعة، تُجسد وحدة المجتمع الدولي. كل علمٍ يختلف عن الآخر، لكنها تتحد من أجل خدمة السلام، وحماية الحياة، وصون الكرامة".

وتابع: "سيادة الجنرال العزيز ريكاردو كابريجوس، نقف اليوم لنكرّم رجال ونساء لوائكم، الذين يجسّد إخلاصهم، روحية التقاليد العريقة للقوات المسلحة الإسبانية؛ اليوم نكرّم كل واحد منكم. عزيزي ريكاردو، لقد تأسس لواؤكم عام 2008، وشارك في ثلاث مهمات في لبنان، وأصبح بالفعل، مرجعاً أساسياً داخل اليونيفيل، يجمع بين الإحترافية والإنسانية، بين الإنضباط والتعاطف، وبين القوة والتضامن. نشكرُكم جميعاً على ذلك. تحت قيادتك، عمل جنودك من دون كلل، على توحيد الإجراءات العملياتية في مختلف أنحاء منطقة العمليات، وتعزيز التنسيق والتواصل مع الجيش اللبناني، والتعاون بين جميع الوحدات الدولية. وقد جعلت هذه الجهود من اليونيفيل، قوة أكثر فاعلية، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات، على طول الخط الأزرق وفي كل القطاع جنوب الليطاني، وهذا إنجازٌ يُحسب لكم".

وتوجه الى "الجنود الأعزاء" بالقول: "تُذكّروننا بأن حفظ السلام لا يقتصر على الحفاظ على الهدوء، بل هو أيضاً بناءُ الأمل، وأن الدول، رغم اختلافاتها، يمكنها أن تتوحد بروح التضامن والإحترام المتبادل لحماية الحياة، والكرامة، ومستقبل الأجيال القادمة. هذا بالضبط ما قمتم به! من الليالي الطويلة في الدوريات، إلى التدريبات المكثفة مع الجيش اللبناني، من إزالة العوائق وفتح الطرق، إلى العمل مع المجتمعات، ومن التوعية من مخاطر الألغام، إلى المساعدات الإنسانية.. كل هذه الجهود تُجسّد جوهر الخدمة تحت راية الأمم المتحدة. كل وسام تتقلدونه اليوم، يحمل في طيّاته قصة: قصة جهد وصبر تحت شمس الجنوب، قصة فخر تعيشها عائلاتكم، التي تتقاسم معكم مشقة الخدمة وتضحياتها، وقصة التزامٍ وتعاون، وما يمكن للبشرية تحقيقه، حين تختار السلام بدلاً من الإنقسام، وعندما تتعاون الدول من أجل الخير المشترك".

وختم: "في هذا اليوم الوطني لإسبانيا، وبينما يرفرف علمكم عالياً فوق جنوب لبنان، دعونا نحتفل جميععاً بإخلاصكم وإرثكم. فلتكن هذه الأوسمة تذكاراً دائماً لخدمتكم، وتضحياتكم، والتزامكم المشترك من أجل السلام. إرتدوها بفخر، فقد كُسبت بغبار تعبكم، وشجاعتكم وقناعاتكم؛ لقد صنعتم فرقاً، ليس فقط من أجل اليونيفيل، أو لبنان من أجل لبنان، بل من أجل قضية السلام حول العالم. فلتحيا اسبانيا، فلتحيا فرقة كناري السادسة عشر، وليحيا السلام".

بعد ذلك، تمّ تكريم من سقطوا خلال تأديتهم الواجب، ووضع أبانيارا وكابريجوس، إكليلاً من الغار، عند قاعدة النصب التذكاري لشهداء الجيش الاسباني، تقديراً لتضحيات الجنود الإسبان، الذين سقطوا على مذبح السلام في جنوب لبنان، وفي مهمّات عسكرية دفاعاً عن علم إسبانيا، أُطلقت أثناءها إحدى وعشرون طلقة من الأعيرة النارية دُفعة واحدة، رافقها تنكيس البيارق والأعلام، تحيةً وإجلالاً لرفاق السلاح، والوقوف دقيقة صمت، حداداً على أرواح الجنود الشهداء، عزفت إثرها فرقة موسيقى الكتيبة، نشيد الموت ولحن التعظيم.

واختتم الإحتفال، بعرض عسكري أمام المنصة الرئيسية، لوحدات الكتيبة، والفرق العسكرية المشاركة، على وقع عزف المارشات العسكرية لفرقة موسيقى الكتيبة الإسبانية.

ويؤكد هذا الإحتفال بالعيد الوطني لمملكة إسبانيا، إلتزامها بالسلام والأمن الدوليين، بالإضافة إلى الرابط الثقافي والإنساني، الذي يجمع الجيش الإسباني بالمجتمعات المحلية في جنوب لبنان.

إشارة، إلى أن مملكة إسبانيا، كانت أول من نشر قواته في جنوب لبنان، بعد قرار الامم المتحدة تعزيز مهمة "اليونيفيل"، وتسلّمت أحد قطاعيها (الشرقي)، وأظهرت التزامها القوي تجاه السلام ومهمة "اليونيفيل"، من خلال المحافظة على وجودها في لبنان منذ العام 2006. كذلك، تعزّز انتشار السالفادور في لبنان منذ العام 2008، وصربيا عام 2010، والبرازيل عام 2014، وبالتالي تعزّزت قدرة "اليونيفيل" على إرساء السلام والإستقرار في جنوب لبنان.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan