شريفة: الإعمار ليس تفصيلًا ثانويًا بل واجبٌ وطني وأولوية
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Oct 17 25|12:59PM :نشر بتاريخ
إعتبر إمام مسجد الصفا المفتي الشيخ حسن شريفة خلال خطبة الجمعة، أن "التاريخ مليء بالعبر"، مشيرا الى أن "قوة الدولة العباسية في عهد الخليفة هارون الرشيد تُعدّ واحدة من أعظم لحظات المجد في التاريخ الإسلامي، حيث بلغت الدولة ذروة ازدهارها، وتغلّبت على أعدائها بثباتٍ واقتدار. فقد ازدهرت بغداد لتصبح عاصمةً للحضارة، ومرجعًا علميًّا وفكريًّا للعالم بأسره، وكانت الدولة تنعم بجيشٍ قوي، واقتصادٍ مزدهر، ومؤسساتٍ فعّالة".
وقال: "لكن، رغم هذا الوهج، سقطت الدولة من داخلها، لا من خارجها. لم تكن المؤامرات الخارجية وحدها هي السبب، بل الصراعات الداخلية والطموحات الشخصية والتنازع على السلطة، حيث اندلعت الحرب بين الأخوين: الأمين والمأمون، وتحوّلت الخلافة إلى معركة دموية استمرت أربع سنوات، انتهت بمقتل الأمين، وتثبيت الحكم للمأمون، لكنه كان نصرا بطعم الهزيمة".
ورأى أن "العبرة واضحة، عندما يغيب المشروع السياسي الجامع، وتعلو العصبيات والانقسامات، يصبح الجميع خاسرًا، وتُهدر الإنجازات، وتضيع القوة، وتنهار الدولة من داخلها، ولو بدت صلبة من الخارج".
أضاف: "هذا الدرس ليس من التاريخ البعيد فحسب، بل هو نداءٌ حيّ لنا في لبنان اليوم. ففي ظلّ الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لا مجال للمكابرة أو التذاكي، بل نحن أحوج ما نكون إلى جلوسٍ مسؤولٍ على طاولة تفاهم وطني، تُحفظ فيها المؤسسات، وتُعالج الملفات بروح التعاون لا التحدّي. فالإعمار ليس تفصيلًا ثانويًا، بل واجبٌ وطني وأولوية. والانفتاح على العالم العربي ضرورةٌ اقتصادية وسياسية، لا ترفًا سياسيًا، وإجراء الانتخابات النيابية في موعدها استحقاق لا يحتمل التسويف أو التلاعب".
تابع: "أما المؤسسات الإدارية والاقتصادية، فيجب دعمها وتحصينها، لا إغراقها بالتشويه والتشكيك والتشفي. فالخطر الحقيقي لا يأتي من الخارج فقط، بل من الداخل المنقسم، والمتصارع، والمتحلّل من المسؤولية. وأي دولة، أو جماعة، أو حزب، يستخفّ بالانقسام الداخلي، سيفاجَأ بأنّ سقوطه لا يحتاج إلى عدوّ خارجي، بل إلى صراع داخلي كصراع الأمين والمأمون".
وسأل: "كيف بنا نحاصر أنفسنا بين مطرقة العدو الاسرائيلي المجرم الذي بعد غزة استدار على لبنان بتطور خطير ليل أمس وبين ضجيج الانقسام الداخلي كلاهما قاتل للبنان، فالمطلوب صياغة خطاب وطني جامع مُمَيَّز لا مُميِّز، ماذا ننتظر؟"
ختم: "ان المسؤولين مطالبون اليوم قبل الغد بايجاد حلول واقعية للازمات المعيشية والامنية والاقتصادية".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا