افتتاحيات الصحف اللبنانية الصادرة صباح يوم الجمعة في 3 شباط 2023
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Feb 03 23|08:37AM :نشر بتاريخ
الأخبار:
باريس تعد بتدخل لدى واشنطن لحلحلة الغاز المصري والكهرباء الأردنية: عين فرنسا على الميدل ايست والبريد والمرفأ
بدأ السفير الفرنسي المكلف تنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان، أمس، زيارة لبيروت استهلها بلقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزراء الطاقة وليد فياض والأشغال علي حمية والمالية يوسف الخليل، على أن يلتقي في مقر السفارة الفرنسية اليوم خبراء وموظفين وسياسيين واقتصاديين.
وبحسب المعلومات، ركزت محادثات دوكان الذي وصل إلى بيروت بعد مصر والأردن لاستطلاع ما وصلت إليه مفاوضاتهما مع لبنان، على ملف الطاقة. وهو أعلن قبل وصوله إلى بيروت أن محادثاته مع الجانب المصري بيّنت أن عدم منح الولايات المتحدة استثناءات من قانون قيصر هو ما يؤخر استجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن. علماً أن البنك الدولي سارع إلى تبرئة الجانب الأميركي، إذ أكد وفد البنك الدولي الذي اجتمع بنائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أول من أمس في واشنطن، أن القرض مجمد حالياً وليس مدرجاً على جدول أعمال البنك لعدم إنجاز كل الإصلاحات المطلوبة للكهرباء، من دون ربط الملف بعقوبات قانون قيصر.
غير أن السفير الفرنسي نقل، في الاجتماع الذي جمعه بميقاتي وفياض، أنه سمع في القاهرة وعمان إشادة بما أنجزته وزارة الطاقة العام الماضي في ما يتعلق بتلبيتها الشروط المطلوبة من الولايات المتحدة والبنك الدولي أو بتفاصيل العقد الذي سيؤمن كهرباء بأسعار منخفضة لارتباط السعر بالنفط الخام وليس الغاز أويل. كذلك اطلع من وزير الطاقة على كل العقود والوثائق التي أنجزتها الوزارة والبنك الدولي. وهي وثائق تثبت وصول لبنان إلى المرحلة النهائية من التفاوض التي كان يفترض أن تكلل بالتوقيع قبيل تعطيله بطلب أميركي مباشر. ونقلت مصادر أن دوكان المرسل أبدى دهشته لما سمعه، مشيراً إلى أنه سيبدد الشكوك الأميركية لدى زيارته قريباً للولايات المتحدة ويستوضح حول العوائق التي عطلت الاتفاق. وأكد دوكان أن باريس ستسعى لدى الجانب الأميركي والبنك الدولي لتذليل هذه العقبات، شرط أن تبادر الحكومة اللبنانية إلى خطوة سريعة بشأن الهيئة الناظمة.
ولكن لم يعرف ما إذا كان الفرنسيون حصلوا على تفويض ببحث هذا الأمر، أم أنه جزء من لعبة الضغوط على لبنان بما خص هوية الرئيس الجديد للحكومة، وبشأن برنامج التعاون مع صندوق النقد الدولي. علماً أن باريس مهتمة حالياً بتعزيز حضورها الاستثماري في لبنان، عبر تقديم عروض لتشغيل قطاعات ومرافق أساسية، إما عبر عقود خاصة مع الشركات الفرنسية أو من خلال شراء أسهم في شركات خاصة تعود ملكيتها للدولة اللبنانية.
وفي هذا السياق، جرت الإشارة إلى اهتمام فرنسي ببعض القطاعات المرشحة للخصخصة الكاملة أو الجزئية، خصوصاً شركة طيران الشرق الأوسط (ميدل إيست) التي يجري مصرف لبنان دراسات لتحديد قيمتها السوقية، معتمداً على الأرباح التي حولتها الشركة إلى مصرف لبنان (مالك الشركة) عن عام 2020 والتي بلغت نحو 60 مليون دولار. وبحسب المعلومات الأولية، يجري العمل على تحديد قيمة الشركة بأكثر من مليار دولار، على أن يصار إلى وضع قانون لبيع نحو 49 في المئة من أسهمها. وتشير مصادر إلى رغبة شركة النقل الفرنسية العملاقة (CGM) بإدارة رجل الأعمال اللبناني الفرنسي رودولف سعادة، والتي وسّع في الأعوام الثلاثة الماضية عملها من الشحن البحري إلى النقل الجوي وحقّقت أرباحاً بأكثر من 10 مليارات دولار، في الاستحواذ على حصة كبيرة في «ميدل ايست». وفيما أكد مقربون من الشركة الفرنسية أن المعروض عليها هو 10 في المئة فقط من اسهم الشركة اللبنانية، نُقل عن رئيس «ميدل إيست» محمد الحوت أنه في حال وُضع اقتراح التخصيص قيد التنفيذ، سيجري تقييد الحصص بحيث لا يتجاوز سقف أي مساهم 3 في المئة.
كما يبدي الفرنسيون اهتماماً بالاستثمار في قطاع البريد عبر شراء شركة ليبانون بوست أو الحصول على عقد تشغيل لها إضافة إلى كازينو لبنان ومصارف يمتلكها المصرف المركزي، إضافة إلى الاهتمام بمؤسسة كهرباء لبنان وبالمرفأ بعدما فازت «CGM» بعقد إدارة مقر الحاويات، فيما تعرض شركات فرنسية أخرى مشروع إدارة شاملة للمرفأ. أضف إلى ذلك الاهتمام المركزي الفرنسي بملف النفط والغاز عبر التحالف الذي تقوده «توتال»، والذي يعدّ مفتاح الاستثمارات الفرنسية. ويبدي الفرنسيون تفاؤلاً بأن يكون لهم اليد الطولى في إدارة هذا الملف، إن هم أحسنوا إدارة الانتخابات الرئاسية وحصلوا على مرادهم بشأن هوية المرشح لتولي رئاسة الحكومة الجديدة.
لذلك، تأتي زيارة دوكان عشية الاجتماع الخماسي (فرنسا والولايات المتحدة ومصر والسعودية وقطر) المقرر عقده في باريس الاثنين المقبل، للبحث في الملف اللبناني، والذي تتوقع جهات سياسية لبنانية أن تخرج عنه إشارة إلى المرشح الذي يعتقد المجتمعون أنه الأقرب إلى مواصفات التحالف الغربي - العربي، وأن الاجتماع قد يمهّد لما يشبه الإعلان عن دعم ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون.
النهار
اللقاء الخماسي الباريسي: الأزمة الرئاسية أولاً
حمل الإعلان الفرنسي الرسمي عن الاجتماع الخماسي الذي ستستضيفه باريس الاثنين المقبل حول الوضع في لبنان، على اقتضابه، دلالات لافتة كان من شانها ان وضعت حدا للاجتهادات والتفسيرات السياسية والإعلامية اللبنانية المرتجلة وبلا تدقيق، بحسب التوظيف السياسي لكل تفسير. ولعل ابرز ما طبع اعلان الخارجية الفرنسية عن الاجتماع، قبل أربعة أيام وبالتزامن مع وجود وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في زيارة مهمة للمملكة العربية السعودية الشريكة الأساسية لفرنسا في تولي الملف اللبناني بكل تشعباته، ان هذا الإعلان اكد الدافع السياسي كأولوية للاجتماع الخماسي بهدف الضغط على الطبقة السياسية اللبنانية لانهاء ازمة الشغور الرئاسي، علما ان معظم الاجتهادات الداخلية في لبنان كانت تنحو الى القول ان الاجتماع يغلب عليه طابع درس المساعدات للشعب اللبناني ولا يحمل طابعا سياسيا أساسيا. وعكس هذا التوجه انطباعات يتداولها مطلعون منذ أيام حيال بلوغ القلق الدولي في شأن تدهور الأوضاع المالية والاقتصادية والاجتماعية في لبنان تحت وطأة ازمة الشغور الرئاسي، مستوى متقدما لم يعد محصورا بالبعد المالي والاجتماعي، بل تمدد الى مخاوف خارجية على الاستقرار الأمني وإمكان زعزعته في المرحلة المقبلة. ولذا سيكتسب اجتماع ممثلي الدول الخمس المعنية بالملف اللبناني ابعادا اكبر واكثر أهمية من الانطباعات التي سادت حياله في الفترة السابقة بحيث ينتظر ان تصدر عنه توجهات بارزة ومؤثرة في ملف الازمة السياسية – الرئاسية اللبنانية وتداعياتها، ناهيك عن الجانب الثابت الدائم في الازمة المتصل بملف الإصلاحات والقصور السياسي والسلطوي الهائل في تحقيق خطوات الحد الأدنى المطلوبة دوليا من لبنان.
وقد أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس أنّ باريس ستستضيف الإثنين اجتماعاً مخصّصاً للبنان يضم ممثّلين عن كلّ من فرنسا والولايات المتّحدة والسعودية وقطر ومصر في محاولة لتشجيع السياسيين اللبنانيين على إيجاد مخرج للأزمة التي يتخبّط فيها بلدهم.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة آن – كلير ليجاندر خلال مؤتمر صحافي ان وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الموجودة حالياً في السعودية، أعربت عن “قلقها البالغ إزاء انسداد الافق في لبنان من الناحية السياسية”. وأضافت أنّ فرنسا بحثت مع السعوديين وبقية شركائها في المنطقة سبل “تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمّل مسؤولياتها وإيجاد مخرج للأزمة”. وأوضحت أن “هذا النهج سيكون موضوع اجتماع متابعة الإثنين مع الإدارات الفرنسية والأميركية والسعودية والقطرية والمصرية لمواصلة التنسيق مع شركائنا وإيجاد سبل للمضيّ قدماً”.
والهدف من الاجتماع بحسب المتحدّثة هو تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على الخروج من الطريق المسدود.
دوكان وأزمة الطاقة
تزامن ذلك مع جولة اللقاءات الواسعة التي يجريها في بيروت منذ البارحة السفير المكلف بتنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان الذي إجتمع مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في اطار جولة قادته الى مصر والاردن في اطار السعي لدعم لبنان في مجال الطاقة. واعلن دوكان انه سيزور الولايات المتحدة الاميركية خلال اسبوعين للبحث مع المسؤولين الاميركيين في السبل الايلة الى تحييد ملف الكهرباء عن “قانون قيصر” بما يتيح مساعدة لبنان في حل أزمة الطاقة. ولفت “الى ضرورة تنفيذ الشرطين اللذين طلبهما البنك الدولي للمساعدة في قطاع الطاقة وهما التدقيق في حسابات كهرباء لبنان والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، وفق القانون الساري المفعول”. وشدد “على وجوب استكمال الخطوات المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي الذي يمثل بالنسبة لفرنسا وللمجتمع الدولي الممر الاساسي لاعادة التعافي الى الاقتصاد اللبناني والحصول على مساعدات تتعدى ما هو متوقع الحصول عليه من صندوق النقد. هذا الاتفاق يعززالثقة الدولية بلبنان وبمؤسساته وبالعمل الحكومي”.
والتقى دوكان وزير الطاقة والمياه وليد فياض الذي اعلن انه زوده “بكل الوثائق التي تثبت الكم الهائل من الاعمال التي قامت بها الوزارة تلبية لشروط البنك الدولي ومنها نسخ عن العقود الموقعة مع كل من الأردن ومصر وسوريا وملف التمويل كما حضره البنك الدولي والذي كان جاهزا منذ اذار 2022 “. كما تشمل لقاءات دوكان نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، ووزير المال يوسف الخليل، والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، بالإضافة إلى ممثلين عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في بيروت ووزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، للتطرّق إلى إعادة إعمار مرفأ بيروت.
في غضون ذلك وليس بعيدا من هذا التحرك أكد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد إجتماعه والنواب نعمة افرام مارك ضو وياسين ياسين مع البنك الدولي في واشنطن ان “المسؤلين في البنك الدولي ابلغوهم ان قرض تمويل إستجرار الغاز من مصر والطاقة من الأردن مجمد حاليا وليس مدرجاً على جدول اعمال البنك الدولي والسبب عدم إنجاز كل الإصلاحات المطلوبة للكهرباء، من دون أن يربط البنك ذلك بعقوبات قانون قيصر كون استجرار الغاز والطاقة سيمران بسوريا”. وقال “سنضع هذا الموضوع بيد الحكومة وتحديداً رئيسها نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض، ويجب مصارحة اللبنانيين بهذا الواقع المستجد”، مشيراً الى انه طلب من البنك الدولي الإعلان رسمياً عن هذا الموقف، اذا كان موقفاً نهائياً، لأن اللبنانيين ما زالوا يتأملون بنجاح المشروع.
“الحزب” في الرابية
اما في المشهد السياسي الداخلي الذي يشهد جمودا واسعا على صعيد الازمة الرئاسية، فبرزت امس الزيارة الأولى لوفد “كتلة الوفاء للمقاومة” الى الرابية حيث التقى الرئيس ميشال عون للمرة الأولى بعد نهاية ولايته وفي ظل الاهتزازات الحادة والمتعاقبة التي ضربت “تفاهم مار مخايل” في الفترة الأخيرة. وبدا من المعطيات التي تسربت عن اللقاء انه لم يغص عميقا في الواقع الجدي الذي أدى الى تهديد التحالف بين “حزب الله” و”التيار الوطني الحر” بالانهيار ولو ان المعطيات العلنية عن اللقاء شددت على تمسكهما بـ”الشراكة” وهو الامر الذي يعكس في خلفيته ان عون لم يجعل وفد الحزب يطمئن الى انه سيدفع جبران باسيل الى سياسات مختلفة في تعامله مع الحزب. وأشارت المعلومات التي أعلنت عن اللقاء الى ان عون شدد خلال اللقاء على “أهمية الشراكة الوطنية واستكمال مشروع بناء الدولة ومكافحة الفساد وصون حقوق المواطنين”. ووصف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، اللقاء بـ “الودي جدا”. وقال “اعربنا مجددا عن تقديرنا الكبير للعلاقة الثابتة الوازنة في ما بيننا، التي عززت الشراكة الوطنية وحمت السلم الاهلي وحصنت السيادة الوطنية عبر ردع جدي وحقيقي وفره التزام معادلة الجيش والشعب والمقاومة”. أضاف ” اليوم نحن على بعد اربعة ايام فقط من مناسبة ارساء هذه العلاقة التشاركية المهمة التي تكرست بدءا من ٦ شباط ٢٠٠٦ في لقاء كنيسة مار ميخائيل قبل ١٧ عاما وما زالت، نؤكد عزمنا وحرصنا على مواصلة هذه العلاقة مع التيار الوطني الحر وفق الاسس التي اسهم الرئيس العماد ميشال عون في ارسائها والتي تقوم على الصدق والوضوح والشجاعة في مقاربة المختلف بروح حوارية جادة ووطنية و تفهم متبادل بعيدا من الضوضاء والصخب”.
وفي اطار التحركات البارزة سجلت امس الزيارة التي قام بها السفير السعودي وليد بخاري لقائد الجيش العماد جوزف عون من دون ان يتسرب عنها شيء .
وفي اطار متصل بالتحرك الذي يقوم به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط طارحا ثلاثة مرشحين، علق رئيس “حركة الاستقلال” النائب ميشال معوّض على هذا التحرك فقال أنّ “المشكلة في مبادرة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ليست بالتخلي عني، بل بأنها غير منسّقة بشكل كاف معي ومع المعارضة” مشيرًا الى أنها “ستؤدي الى مزيد من التشدد لدى الطرف الآخر بدليل رفضهم اسماءه وتمسّكهم بسليمان فرنجية واستجداء الدعم السعودي له”. واعتبر معوّض ان “الحائط المسدود ليس في ترشيحي بل بالتخلي عن المشروع السيادي وسأناقش الامر مع جنبلاط واتمنى عدم تكرار اخطاء الماضي لأن البلد لا يحتمل مزيدًا من المساومات واسماء جنبلاط مقبولة لدينا لكن تنقصها موافقة الطرف الاخر” .واضاف: “فليتجرأوا وينزلوا اليوم بمرشحهم الى المجلس من دون انتظار تغيّر موازين القوى وليعقدوا جلسات متتالية وعندها لكل حادث حديث”.
نداء الوطن:
برّي يتعاطف مع المصارف ويستعجل حمايتها بـالكابيتال كونترول
باريس تطلق "صفارة" الحل اللبناني: "جزرة بلا عصا"!
مرّة جديدة يستنفر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "خلية الإليزيه" المكلفة متابعة الملف اللبناني لمحاولة استدراج أركان النظام الحاكم في لبنان إلى المضي قدماً على طريق الإصلاح والإنقاذ وانجاز الاستحقاقات الدستورية، ولا تغيب عن خلفية المحاولة المتجددة راهناً مشهديات "فلاش باك" لا تُعد ولا تُحصى من اصطدام الجهود الفرنسية مراراً وتكراراً بتعنّت منظومة 8 آذار وسحقها مصالح اللبنانيين والبلد تحت أقدام أجندتها السياسية الداخلية والإقليمية، وما زالت نتائج اجتماعات ماكرون المخيبة للآمال في بيروت عقب انفجار مرفأ بيروت شاهدة على وقاحة المسؤولين اللبنانيين في إجهاض الحلول والإصلاحات والنفخ في كير الانهيار وصولاً إلى تدجين اللبنانيين على التكيّف مع منزلقات الأزمة تحت وطأة كماشة "المافيا والميليشيا" الحاكمة والمتحكمة بمصير البلد ومساره.
لكن ورغم إقرار وزيرة الخارجية الفرنسية نفسها بمعاناة اللبنانيين من "هذا النظام الفاشل" الذي يقف خلف "انهيار النظام المالي وتفكك أواصر المجتمع"، لم تجد باريس بديلاً عن تكرار محاولة "تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على الخروج من الطريق المسدود وإيجاد مخرج للأزمة التي يتخبط بها بلدهم" بحسب تحديدها لأهداف اجتماع الاثنين المقبل المخصص للبنان في العاصمة الفرنسية بمشاركة ممثلين عن فرنسا وأميركا والسعودية وقطر ومصر، ليأتي هذا الاجتماع معطوفاً على مهمة السفير المكلف تنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان، في بيروت والمنطقة وصولاً إلى واشنطن، بمثابة إطلاق باريس "صفارة" الحل اللبناني بالتعاون مع شركائها الدوليين والعرب، وسط إقرار أوساط ديبلوماسية بصعوبة نجاح سياسة "الجزرة بلا عصا" التي تنتهجها إدارة ماكرون في حثّ أركان الحكم اللبناني على الامتثال للمعايير الدولية والعربية في عملية الإصلاح المطلوبة لانتشال لبنان من أزمته.
وبانتظار ما سيخرج به الاجتماع الخماسي في باريس لا سيما في ما يتصل بالمؤشرات المرتقبة منه داخلياً على مستوى رصد الموقف الغربي والعربي حيال الاستحقاق الرئاسي، لم يُخفِ المسؤولون اللبنانيون غبطتهم أمس بتسخير الرئيس الفرنسي جهود السفير دوكان لمهمة حل أزمة الطاقة في لبنان عبر تكليفه الاستحصال من الأميركيين على استثناء من مفاعيل "قانون قيصر" لاستجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سوريا إلى المعامل اللبنانية، مكتفياً بالتذكير في المقابل بعدم إقدام السلطات اللبنانية حتى الآن على "تنفيذ الشرطين اللذين طلبهما البنك الدولي للمساعدة في قطاع الطاقة، وهما التدقيق في حسابات كهرباء لبنان والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء وفق القانون الساري المفعول"، مع تشديد دوكان في الوقت عينه على "وجوب استكمال الخطوات المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي الذي يمثل بالنسبة لفرنسا وللمجتمع الدولي الممرّ الاساسي لاعادة التعافي إلى الاقتصاد اللبناني والحصول على مساعدات تتعدّى ما هو متوقّع الحصول عليه من صندوق النقد".
أما في مستجدات الملف المصرفي، فأفادت المعلومات المتواترة مساء أمس بأنّ "فرنسبنك" يتجه إلى إقفال أبوابه اليوم احتجاجاً على حكم قضائي صدر ضده، مع إمكان دعوة جمعية المصارف الى اجتماع مخصص لدرس اعتماد وسائل ضغط إضافية على الحكومة ومجلس النواب لتسريع إقرار مشروع قانون "الكابيتال كونترول". وأكد مصدر مصرفي مطلع على نقاشات نيابية جرت في هذا الصدد لـ"نداء الوطن" أن رئيس مجلس النواب نبيه بري بات "متفهماً جداً لموقف المصارف ومتعاطفاً معها بشدة، لذا فهو راغب في الدعوة إلى جلسة تشريعية يقر فيها مشروع قانون ضبط السحوبات والتحويلات"، وأشار المصدر في هذا السياق إلى "الأحكام التي تصدر في الخارج لمصلحة مودعين، وإلى الحكم الذي صدر أمس الأول محلياً ضد فرنسبنك". ما جعل "إقرار القانون المذكور والمتضمن مادة تحمي المصارف من ملاحقات المودعين القضائية أمراً ملحاً" من وجهة النظر المصرفية.
وفي التفاصيل، ذكر تحالف "متحدون" أنّ محامي التحالف تبلغوا قراراً لمصلحة المودعين يمكّنهم من استيفاء ودائعهم "عداً ونقداً بعملة الإيداع"، لافتاً إلى كونه "القرار المبرم الأول من نوعه الصادر عن محكمة التمييز بوجه المصارف بهذا الخصوص"، وأشار إلى صدور قرارين عن محكمة التمييز المدنية، الغرفة الثانية برئاسة القاضية مادي مطران وعضوية المستشارَين حسن سكينة وسميح صفير، قضيا بقبول الطعنين التمييزيين المقدّمين من المحامي رامي علّيق من التحالف بوكالته عن المودعَين عياد ابراهيم من جمعية صرخة المودعين، وحنان الحاج ضد مصرف فرنسبنك شكلاً وأساساً، ونقض القرارين المطعون فيهما الصادرين عن محكمة الاستئناف المدنية برئاسة القاضي حبيب رزق الله، واللذين قضيا بقبول طلب المصرف وقف تنفيذ الشيكين المصرفيين الصادرين عن فرنسبنك نقداً. كما وتصديق القرارين المستأنفين الصادرين عن القاضي المنفرد في بيروت رولا عبدالله بتاريخ 7 آذار 2022 القاضيين برد طلبي وقف التنفيذ المقدّمين أمامها من فرنسبنك. وأوضح "التحالف" أنّ القرارين الجديدين قضيا "بإعادة المعاملتين التنفيذيتين إلى مرجعهما الأساسي دائرة التنفيذ في بيروت، حيث سيصار إلى متابعة التنفيذ على الشيكين المصرفيين الصادرين عن فرنسبنك عداً ونقداً بعملة الإيداع، مع الفوائد واللواحق المستحقة عليهما من قيمة الوديعة".
غير أنّ مصادر مصرفية توقعت "إيقاف تنفيذ الحكم من قبل جهات قضائية عليا بإيعازات سياسية، على غرار ما حصل في أحكام سابقة مماثلة، على اعتبار أنّ الأزمة المصرفية هي أزمة نظامية وتحتاج علاجاً شاملاً"، بينما يتقاطع الخبراء الماليون والاقتصاديون عند التأكيد على أنّ سياسة "شراء الوقت" هي الطاغية على أداء البنوك والطبقة السياسية ومصرف لبنان، بغية "تذويب المزيد من الودائع، بانتظار وضع حلّ للأزمة يلقي العبء الأكبر على الدولة في عملية رد الودائع لأصحابها".
الأنباء:
الحركة المحلية يُلاقيها اجتماع باريس.. الحوار يتيح ظروف الانتخاب ويؤسس للمعالجة
فيما الحركة السياسية التي أطلقها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط محلياً للخروج من المراوحة القاتلة في الملف الرئاسي، تأتي الحركة الفرنسية بتحديد موعد اجتماع دولي إقليمي حول لبنان لتضيف أملاً محتملاً بأن تكتمل المساعي الداخلية مع المواقف الخارجية بما يسمح بنشوء جو يتيح انتخاب رئيس للجمهورية.
وزارة الخارجية الفرنسية أعلنت أن باريس ستستضيف الإثنين المقبل اجتماعاً مخصّصاً للبنان يضمّ ممثّلين عن كل من فرنسا والولايات المتّحدة والسعودية وقطر ومصر في محاولة لتشجيع السياسيين اللبنانيين على إيجاد مخرج للأزمة التي يتخبط فيها بلدهم. وقد تزامن الإعلان مع زيارة وزيرة الخارجية كاترين كولونا إلى السعودية، حيث عبرّت عن قلقها البالغ إزاء انسداد الأفق في لبنان من الناحية السياسية، وذلك بغد ايام قليلة من لقاء قطري إيراني تطرق لا شك إلى الملف اللبناني.
وفيما العالم يحث ويشجع المسؤولين على حل الأزمة كان الوفد النيابي اللبناني الموجود في واشنطن يتبلغ من مسؤولين في البنك الدولي تجميد قرض استجرار الكهرباء من الأردن والغاز من مصر بسبب عدم تطبيق شروطه لإصلاح قطاع الكهرباء في لبنان وأهمها الهيئة الناظمة ووقف الهدر وتحسين الجباية، وهو ما يُعيد إلقاء الضوء على الموقف الذي أطلقه جنبلاط منذ أشهر بتحذيره من "بئر الكهرباء المفخوت".
وفي مقابل ذلك يتوجه الموفد الفرنسي بيار دوكان إلى واشنطن خلال أيام للقاء مسؤولين في البنك الدولي وفي الخزانة الأميركية لمناقشة تمويل استجرار الغاز والكهرباء من مصر والأردن لصالح لبنان. ودوكان تابع أمس لقاءاته في بيروت فاجتمع مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض.
وعلى خط آخر، جاءت زيارة السفير السعودي وليد البخاري لقائد الجيش العماد جوزاف عون في توقيت بالغ الأهمية، إذ يتقدم عون الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية، وهو الإسم الذي طرحه جنبلاط مع آخرين.
في غضون ذلك، ومع الارتفاع الجنوني للدولار الاميركي اتخذ مصرف لبنان تدبيراً جديداً قضى برفع سعر الصرف على منصة صيرفة من ٣٨ ألف ليرة إلى ٤٢ ألفا للدولار، بالتزامن مع قبض الموظفين رواتبهم ومن دون السماح للمواطنين الذين شاركوا بالمضاربات المالية عبر صيرفة وفق التعميم ١٦١ الصادر عن المصرف المركزي بسحب اموالهم على تسعيرة الـ ٣٨ الفا ما يكبدهم خسائر فادحة.
وفي الملف التربوي الذي يضغط الحزب التقدمي الإشتراكي لإيجاد حل سريع له حفاظا على العام الدراسي وعلى حقوق الأساتذة والمعلمين، لفتت مصادر حكومية الى الاجتماع التربوي الذي عقد امس في السراي الكبير بحضور رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي ووزيرة التربية السابقة بهية الحريري ومدير عام وزارة المالية للبحث في إقرار المساعدات المالية للهيئات التعليمية في المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية.
وأوضحت المصادر في اتصال مع "الانباء" الإلكترونية أن عقد جلسة ثالثة لمجلس الوزراء لم يعد بعيدا، وأن الرئيس ميقاتي سيدعو اليه الأسبوع المقبل أو الأسبوع الذي يليه على أبعد تقدير، لأنه بات من الملح عقد جلسة للحكومة لدراسة الملف التربوي الذي لم يعد يحتمل التأجيل، لافتة إلى أن الرئيس ميقاتي يريد تهيئة الأجواء السياسية قبل الجلسة والابتعاد عن المشاكل.
من جهة أخرى وبعد تصدع العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحر، زار وفد من الحزب رئيس الجمهورية السابق ميشال عون في منزله في الرابية في مسعى لرأب الصدع، وقد تزامنت زيارة الوفد مع الذكرى الـ ١٧ لتفاهم مار مخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله واللقاء الشهير بين العام لحزب الله حسن نصرالله وعون في كنيسة مار مخايل.
وحسب ما لفت النائب السابق شامل روكز لـ "الأنباء" الإلكترونية فإن هذه الزيارة "هي لإعادة التذكير بما جرى في ٦ شباط ٢٠٠٦ من جهة، وتزخيم هذا التفاهم من جهة ثانية من أجل رأب الصدع بعد التباعد الشاسع بين التيار الوطني الحر وحزب الله في الفترة الاخيرة".
لكن روكز اعتبر أن "المسافة بين الطرفين اصبحت بعيدة جداً"، واصفاً تلك الزيارات بأنها "بدون نتيجة بسبب تمسك الحزب بترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية".
وعن رأيه بكيفية الخروج من الازمة لفت روكز إلى أن "حل الأزمة وانتخاب رئيس للجمهورية ليس لبنانياً، ومن غير أن يستبعد حصول هكذا تقاطع على اسم سليمان فرنجية لما يتميز به من علاقات وثيقة بمعظم الدول العربية"، ورأى أن "بإمكان فرنجية الحصول على دعم معظم الكتل النيابية ما عدا تكتل لبنان القوي الذي لن يصوت له"، معتبراً ان تكتل الجمهورية القوية في حال لم يصوت لفرنجية "فإنهم على الأقل سيؤمّنون النصاب"، وفي الوقت نفسه اعتبر روكز أن "قائد الجيش ليس بعيدا عن هذه التقاطعات وحظوظه متقدمة، لكن ترشيحه يتطلب تعديل الدستور وتأمين نصاب ٨٦ نائبا لإقراره، وهذا لا يتم الا باقتراح قانون ترفعه الحكومة الى مجلس النواب وبعد تعديله والتصويت عليه من قبل المجلس تتم اعادته للحكومة وهذا يتطلب وقتاً"، جازما بأن "أي رئيس جمهورية لن ينجح اذا لم يترافق انتخابه مع ارتياح عربي - خليجي لأن الوضع الاقتصادي من سيء الى أسوا والاتكال على صندوق النقد الدولي وحده لا يكفي ما لم يتزامن مع دعم مالي عربي".
وسط كل ذلك، تبقى الأهمية الحقيقة إلى اقتناع القوى المحلية جميعها بضرورة الركون إلى الحوار لأن ذلك وحده الطريق المتاح أمام وصول رئيس جديد للجمهورية.
الديار:
باريس تزرع «الالغام» في طريق اللقاء الخماسي وزيارة سعودية استطلاعية الى اليرزة
«القوات» تتحفظ على حوار بكركي... وبري يتحدث عن عوائق دستورية امام قائد الجيش!
ترقب في العدلية بعد فشل التسويات... وحزب الله في الرابية متمسكا بتفاهم «مار مخايل»
فرض الحراك الدبلوماسي الفرنسي نفسه على الواقع اللبناني خلال الساعات القليلة الماضية مع الاعلان رسميا عن عقد اجتماع «خماسي» يوم الاثنين المقبل للبحث بالملف اللبناني، تزامنا مع وجود السّفير المكلّف تنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان في بيروت، وزيارة وزير الخارجية كاثرين كولونا الى السعودية التي زار سفيرها الوليد البخاري وزارة الدفاع دون اسباب «موجبة»، والتقى بالامس قائد الجيش العماد جوزاف عون على وقع كلام لافت في الاعلام السعودي عن تقدمه في السباق الرئاسي! وفيما حط رئيس الدبلوماسية السعودية في بغداد دون ان تلوح في الافق ملامح استئناف الحوار مع الايرانيين، لا يزال الحراك الفرنسي محط تساؤلات كبيرة لجهة امكانية الرهان عليه لأحداث خرق جدي في «جدار» الازمة السياسية، واذا كان لقاء اليرزة «استطلاعيا» لا «تقريريا» بحسب مصادر متابعة لهذا الملف، فان باريس تمضي في طريق محفوف بالمخاطر مع استمرار رفع وتيرة التصعيد مع ايران، سواء عبر اعلان كولونا ان اهداف زيارتها الخليجية مواجهة سياسة طهران المزعزعة للاستقرار، او عبر توقيف البحرية الفرنسية لباخرة محملة بالاسلحة الايرانية متوجهة الى «انصار الله» في اليمن.
وفي الخلاصة، يمكن القول انه حتى الان لا خرق جوهريا ولا افضلية رئاسية لاحد، ووفقا لمعلومات «الديار» قطع الايرانيون «الطريق» مبكرا على اي تواصل فرنسي بشأن الملف اللبناني، عندما ابلغ مصدر كبير في الخارجية الجانب الفرنسي كلاما واضحا بان بلاده لا ولن تتدخل في هذا الشأن، وليست بحاجة لذلك بوجود حزب الله. وفي انتظار نتائج اللقاء الباريسي المنخفض المستوى دبلوماسيا،بدأت بكركي تتحرك رئاسيا، واعاد حزب الله تمسكه بالعلاقة مع التيار الوطني الحر بزيارة لافتة الى الرابية عشية توقيع اتفاقية «مارمخايل»، اما الترقب فيبقى سيد الموقف قضائيا، في ظل استمرار «الكباش» في العدلية حول تحقيقات جريمة المرفأ، مع اقتراب موعد الاستجوابات المحددة من قبل المحقق العدلي القاضي طارق البيطار يوم الاثنين المقبل، فيما لم تنجح الاجراءات المالية والنقدية في وقف انهيار الليرة، وسط قلق مبرر من تداعيات بدء تطبيق رفع سعر الدولار رسميا الى 15000 ليرة.اما «كهربائيا» فقد «طار» قرض البنك الدولي المخصص للكهرباء بضغط من واشنطن التي تصر على ابقاء الضغط على حدته.
زيارة «جس نبض»؟
على خط الاستحقاق الرئاسي ، اثار توقيت زيارة السفير السعودي الوليد البخاري الى قائد الجيش العماد جوزاف عون الكثير من علامات الاستفهام لدى البعض، «والذعر» لدى البعض الآخر، حيال احتمال حصول توافق اقليمي ودولي على تزكية ترشيحه للرئاسة، عشية الاجتماع «الباريسي» يوم الاثنين المقبل. واذا كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قد جاهر بدعم هذا الخيار وطرحه كمخرج للمازق الراهن، فان القوات اللبنانية التي تخشى «حرق ورقته»، تقترب من تبني هذا الاقتراح، اذا لمست وجود تبنٍ سعودي صريح له، وقد مهد رئيسها الدكتور سمير جعجع لذلك بالقول انه إذا كان انتخاب قائد الجيش يحل المشكلة فهو لا يمانع بذلك. لكن مصادر مطلعة على هذا الحراك، تؤكد ان الرياض لم تتخذ بعد قرارا نهائيا في تبني قائد الجيش ولم تدخل بعد مع الجانب الفرنسي في «التسميات»، هي لا تزال عند موقفها السابق بعدم التدخل مباشرة في التفاصيل الا اذا كان ثمة تفاهم اشمل واوسع حول ملفات متعددة في المنطقة مع الايرانيين، ولهذا يمكن اعتبار زيارة البخاري الى اليرزة بانها «استطلاعية» لتعزيز التواصل مع عون كمرشح محتمل للرئاسة، لا اعلانا عن تبنيه، في ظل رغبة لدى الرياض في اجراء عملية «جس نبض» لمواقفه من بعض الملفات الحساسة بالنسبة لها. وكان النائب وائل ابو فاعور قد ابلغ القيادة السعودية في زيارته الاخيرة وجهة نظر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بضرورة الانفتاح على قائد الجيش واجراء حوار معمق معه باعتباره اكثر المرشحين المحتملين ليكون تسوية محتملة عند بلوغ الامور حدود «الغليان». واذا كانت هذه الزيارة قد اثارت «الريبة» في «ميرنا الشالوحي» باعتباره مؤشرا على وجود «جوقة» داخلية وخارجية بدات جديا تعمل للتسويق لقائد الجيش.
موقف بري «سلبي»
فان موقف «الثنائي الشيعي» من طرح قائد الجيش، لا يزال على حاله، لجهة عدم التعليق السلبي على شخصه، وانما الاستمرار بدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وعدم القبول بالدخول في مرشح بديل حتى الآن، باعتبار انه لم يفقد فرصته بعد في الوصول الى بعبدا، لكن الكلام اللافت جاء من «عين التينة» حيث نقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري موقفا متشددا من خلال تاكيده ان المشكلة المرتبطة بقائد الجيش تتعلق بتعديل الدستورحيث يفترض به الاستقالة من موقعه قبل انتخابه بـ 6 أشهر، وهو ما لم يحصل، وهو يشدد على ضرورة احترام الآليات الدستورية، منتقدا القوى التي لا تمانع تعديل الدستور لإيصال قائد الجيش، بالسؤال: اين ذهب شعار أن البرلمان هيئة ناخبة فقط ولا يمكنه التشريع؟
تحركات بكركي
في هذا الوقت، بدأت بكركي اتصالات تمهيدية مع الكتل والقوى المسيحية بعد تفويض القمة الروحية المسيحية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعوة النواب المسيحيين الى اجتماع للتدراس في الاستحقاق الرئاسي، وفي موقف يعكس «تحفظ» القوات اللبنانية المبدئي حيال اجتماعات مماثلة، دون رفضه، لفتت مصادرها الى ان الازمة في لبنان وطنية لا طائفية والانقسام بين فريقين، ممانع اسلامي ومسيحي، وسيادي اصلاحي من الطائفتين، وتخوفت، ان يستفيد الفريق الممانع من حوارات مماثلة لحرف الانظار عن تعطيله المتعمّد وعدم التزامه بالآليات الدستورية او توظيف حوارات مماثلة في حال فشلها لتحميل المسيحيين مسؤولية الشغور! لكن اوساطا مطلعة على حقيقة موقف «القوات» تشير الى ان هذه الشعارات لا قيمة لها وليست الا تبريرات واهية، لان «معراب» ترى في لقاء كهذا «حبل» نجاة لرئيس تكتل لبنان القوي جبران باسيل «المعزول» برأيها، مسيحيا ووطنيا، ولا ترغب في منحه فرصة لاستغلال بكركي مجددا لخوض معاركه الشخصية. في المقابل ابلغ باسيل الصرح البطريركي موافقته على الدعوة، وكذلك «الكتائب» «والطاشناق»، بينما يتريث «المردة» في الرد، مع تسجيل غياب واضح للحماسة في «بنعشي» لعقد اجتماعات مماثلة.
اجتماع باريس؟
في هذا الوقت،أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية امس رسميا، أنّ باريس ستستضيف الإثنين اجتماعاً مخصّصاً للبنان يضمّ ممثّلين عن كلّ من فرنسا والولايات المتّحدة والسعودية وقطر ومصر، واشارت الى ان هدف اللقاء «محاولة تشجيع السياسيين اللبنانيين على إيجاد مخرج للأزمة التي يتخبّط فيها بلدهم»، واللافت ان الاجتماع ذات مستوى دبلوماسي متوسط، واشارت مصادر دبلوماسية فرنسية الى انه لم يتقرّر أيّ اجتماع على المستوى الوزاري راهنا. واكدت المتحدثة لاسم الخارجية الفرنسية ان الملف سيكون موضوع اجتماع متابعة الإثنين مع الإدارات الفرنسية والأميركية والسعودية والقطرية والمصرية لمواصلة التنسيق مع شركائنا وإيجاد سبل للمضيّ قدماً، وقالت ان الهدف من الاجتماع هو تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على الخروج من الطريق المسدود.. من جهتها اعربت وزيرة خارجية فرنسا كاثرين كولونا من السعودية حيث التقت ولي العهد الامير محمد بن سلمان، عن قلقها البالغ إزاء انسداد الأفق في لبنان من الناحية السياسية، واشارت الى ان فرنسا بحثت مع السعوديين وبقية شركائها في المنطقة سبل تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمّل مسؤولياتها وإيجاد مخرج للأزمة. أكدت كولونا أن اللبنانيين «ضحايا نظام مفلس» وأن هدف باريس الأول الاستمرار في مساعدتهم ودعم المؤسسات التي تضمن سيادة لبنان واستقلاله. مكررة دعوة بلادها للطبقة السياسية من أجل تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية وتسهيل قيام حكومة تعمل على تنفيذ الإصلاحات كخطوة أولى نحو الإنقاذ..
التصعيد ضد طهران
لكن اللافت في كلام كولونا، التصعيد الممنهج ضد طهران، حيث اكدت أن إيران «تعتمد نهجاً تصعيدياً» من خلال أنشطتها المزعزعة للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى برامج طهران النووية والباليستية والمسيّرات وتهديداتها المباشرة، فضلاً عن لجوئها إلى وكلائها في المنطقة. وأكدت الوزيرة الفرنسية أن بلادها ستعمل مع شركائها الأوروبيين من أجل التصدي للسلوك الإيراني. وفي هذا السياق، تساءلت مصادر دبلوماسية عن هذه المقاربة الفرنسية غير المتوازنة، فان كانت تسعى حقا لايجاد مخارج وتسويات حول الملف اللبناني، كيف تستمر في التصعيد غير المسبوق مع ايران؟ وهو تصعيد لم يعد سياسيا بل اصبح ميدانيا بعد الاعلان عن دور البحرية الفرنسية في توقيف سفينة قيل انها تحمل اسلحة ايرانية «لانصار الله» في اليمن..!
«تذبذب» في موقف دوكان
في هذا الوقت، واصل السّفير المكلّف تنسيق الدعم الدولي للبنان، بيار دوكان، زيارته الى بيروت في إطار جولة قادته إلى مصر والأردن في إطار السعي لدعم لبنان في مجال الطاقة، كاشفاً أنّه سيزور الولايات المتحدة الاميركية في خلال أسبوعين للبحث مع المسؤولين الأميركيين في السبل الآيلة إلى تحييد ملف الكهرباء عن «قانون قيصر» بما يتيح مساعدة لبنان في حلّ أزمة الطاقة. ووفقا لمصادر مطلعة على لقاءات دوكان مع وزير الطاقة وليد فياض، فان المبعوث الفرنسي كون قناعة راسخة بان واشنطن «تراوغ» وتتهرب من تنفيذ التزاماتها، وذلك بعد اطلاعه على ملف الاجراءات اللبنانية المتخذة للحصول على قرض البنك الدولي، ووعد بمحاول «كسر» الفيتو الاميركي جيال هذا القطاع الحيوي. لكن تلك الاوساط لم تبد تفاؤلا كبيرا في امكانية نجاح الفرنسيين في تحقيق هذا الاختراق. ولفتت تلك المصادر انها فوجئت بتصريح دوكان العلني بعد اجتماعه مع رئيس حكومة تصريف الأعمال، نجيب ميقاتي، حين اكد على ضرورة تنفيذ لبنان الشرطين اللذين طلبهما البنك الدولي للمساعدة في قطاع الطاقة وهما التّدقيق في حسابات كهرباء لبنان والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، وفق القانون ساري المفعول.
«طار» قرض البنك الدولي
وفي هذا السياق، أكد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد إجتماعه والنواب نعمة افرام مارك ضو وياسين ياسين مع البنك الدولي في واشنطن، ان المسؤلين في البنك الدولي ابلغوهم ان قرض تمويل إستجرار الغاز من مصر والطاقة من الأردن مجمد حاليا وليس مدرجاً على جدول اعمال البنك الدولي، مشيراً الى انه طلب من البنك الدولي الإعلان رسمياً عن هذا الموقف، اذا كان موقفاً نهائياً، لأن اللبنانيين ما زالوا يتأملون بنجاح المشروع.
الازمة القضائية معقدة
قضائيا، الترقب لا يزال سيد الموقف، بعد وصول محاولات رأب الصدع بين المحقق العدلي طارق البيطار ومدعي عام التمييز غسان عويدات الى «حائط مسدود»، وفشل كل المحاولات لدفع مجلس القضاء الأعلى للاجتماع لمناقشة التطورات الأخيرة، ووفقا للمعلومات، لم تصل الاتصالات بين رئيس مجلس القضاء الأعلى سهيل عبّود ووزير العدل هنري الخوري وعويدات إلى نتيجة وقد رفض كل من البيطار وعويدات التراجع عن مواقفهما المتشددة ويترقب الجميع استحقاق يوم الاثنين المقبل، موعد استئناف البيطار، تحقيقاته بجلسة مخصصة لاستجواب وزير الداخلية الأسبق نهاد المشنوق، والنائب غازي زعيتر، ويتجه عويدات الى سحب المساعدين القضائيين الموضوعين بتصرّف المحقق العدلي لتدوين محاضر التحقيق، وعاد الى التلويح بالضغط لتنفيذ مذكرة اعتقال بحقه اذا اصر على الاستمرار باجراءاته. وتجنبا لوقوع المحظور ستشهد الساعات المقبلة اتصالات ولقاءات مكثفة يتولاها عبود، الذي يرفض حتى الآن انعقاد مجلس القضاء الأعلى، خوفا من «تطيير» البيطار، والحل الذي يعمل عليه لتبريد الاجواء يقضي بتجميد البيطار إجراءاته وإلغاء جلسات التحقيق المحددة هذا الشهر، والتراجع عن الادعاءات ، مقابل تراجع عويدات عن ادعائه على البيطار ومنعه من السفر، والنظر في كيفية وقف مفاعيل إطلاق سراح الموقوفين بملف المرفأ. لكن هذا الحل لا يزال بعيد المنال، وتبدو الامور معقدة وتتجه الى التصعيد.
حزب الله في الرابية
في هذا الوقت، وعشية ذكرى التوقيع على اتفاق «مارمخايل»، زار وفد من كتلة الوفاء للمقاومة الرئيس السابق ميشال عون، ووفقا للمعلومات، كان الاجتماع وديا للغاية، ولم يدخل في تفاصيل الخلاف المستجد مع التيار الوطني الحر، وترك البحث في هذا الملف للقاءات مفترضة مع رئيس تكل لبنان القوي جبران باسيل، وقد تناول البحث المستجدات السياسية والوضع العام في لبنان. واذا كان الرئيس عون قد شدد خلال اللقاء على «أهمية الشراكة الوطنية واستكمال مشروع بناء الدولة ومكافحة الفساد وصون حقوق المواطنين»، فقد كان صريحا في الحديث عن نقاط التباين خلال فترة عهده مع الحزب وتحدث عن العراقيل التي منعته من الاصلاح.. ووفقا لمصادر مطلعة فان حرص الحزب على زيارة الرابية، دليل واضح على رغبته في الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية مع «التيار»، ولا يرغب في التصعيد على الرغم من الاشارات السلبية الواضحة من قبل باسيل. وفي هذا السياق، اكد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، أن هذه العلاقة التشاركية وفرت مناخا مؤاتيا لبناء مشروع الدولة وفق ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني والتي لم ترق لكثر. اليوم نحن على بعد اربعة ايام فقط من مناسبة ارساء هذه العلاقة التشاركية المهمة التي تكرست بدءا من ٦ شباط ٢٠٠٦ في لقاء كنيسة مار ميخائيل قبل ١٧ عاما وما زالت، نؤكد عزمنا وحرصنا على مواصلة هذه العلاقة مع التيار الوطني الحر وفق الاسس التي اسهم الرئيس العماد ميشال عون في ارسائها والتي تقوم على الصدق والوضوح والشجاعة في مقاربة المختلف بروح حوارية جادة ووطنية و تفهم متبادل بعيدا من الضوضاء والصخب.. ووصف اللقاء بـ «الودي جدا» وقال نقلنا إلى الرئيس ميشال عون تحيات حارة والسلام من الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله واخوانه في القيادة وأعربنا خلال اللقاء مجددا عن تقديرنا الكبير للعلاقة الثابتة الوازنة التي عززت الشراكة الوطنية وحمت السلم الاهلي..
اللواء:
تحرك دولي - عربي لانتخاب رئيس.. وتحييد الكهرباء عن عقوبات قيصر
بخاري في اليرزة.. ورعد في الرابية.. و«صيرفة» ممنوعة على القطاع الخاص!
مَنْ ينتظر مَنْ؟
الحراك الداخلي ينتظر الحراك الخارجي، أم بالعكس الخارج ينتظر أن يرى رغبة لبنانية على الأقل، للاتفاق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية؟
إذا كانت بكركي المعنية، بالدرجة الاولى، مسيحياً، بتوفير الأرضية المناسبة لاتفاق مسيحي على مرشح او مرشحين، مع العلم ان التجارب الماضية، في سنوات سابقة لم تكن مشجعة، فذهب الصرح الى الاعلان عن ان مهمته ليست تسمية المرشحين، بل الذهاب الى المهمة الوطنية.. وحث النواب على القيام بواجباتهم حصلت على تفويض روحي، ودعم فاتيكاني، ولكنها تنتظر بدورها ما سيحصل في الاجتماع الدبلوماسي الخماسي الاثنين المقبل في باريس، يحضره ممثلون عن فرنسا والولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر، والهدف تشجيع الطبقة الحاكمة في لبنان على الخروج من الطريق المسدود، الذي عمق الازمة، مع تعذر انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
وهذا الملف، كان على طاولة محادثات وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا في المملكة العربية السعودية.
وكشفت الناطقة باسم الوزارة آن- كلير ليجاندر، ان الوزيرة كولونا اعربت عن قلقها من انسداد الافق السياسي في لبنان.
وقالت الناطقة ان فرنسا بحثت مع الجانب السعودي وسائر الشركاء في المنطقة سبل «تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمل مسؤولياتها وايجاد مخرج للأزمة».
والابرز في بيروت، كانت زيارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري امس الى قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون، الذي يتقدم موضوع ترشيحه بقوة للرئاسة الاولى.
وجرى البحث في مواضيع مختلفة، حسب بيان قيادة الجيش.
بالتوازي، إستقبل رئيس تيار «المرده» سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، القائم بأعمال سفارة الكويت الوزير المفوض عبدالله سليمان الشاهين، وكان بحثٌ شامل في القضايا الراهنة في لبنان والمنطقة .
تعويم التفاهم
وفي الاطار المحلي، ولمناسبة مرور 17 عاماً على التوصل الى اتفاق مارمخايل بين التيار الوطني الحر وحزب الله، وفي محاولة لتعويم التفاهم المهدَّد بالسقوط، زار وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة رئيس الكتلة النائب محمد رعد الرابية، والتقى الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون.
لكن مقربين من التيار الوطني الحر نقلوا اجواء تشاؤمية عن زيارة وفد حزب الله لعون واصفين الحديث الذي دار باللقاء بالمتشنج وغير الودي، بعدما تناول عون العلاقات بينه وبين الحزب، وما تخللها من مطبات، معددا وقائع ومحطات وقوف الحزب الى جانب خصوم التيار بعرقلة عملية الاصلاح ومكافحة الفساد وبناء الدولة، محملا اياه جانبا من مسؤولية تعثر العهد وفشله القيام ببناء الدولة، بينما لم يقصر هو شخصيا وتياره، بالوقوف الى جانب الحزب في الاستحقاقات المفصلية، وتحمل الكثير من التبعات والانتقادات التي وصلت الى حدود فرض العقوبات الاميركية على رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، جراء ذلك .
واشار هؤلاء إلى ان عون ابدى استياءه من تأييد الحزب دعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من جانب واحد، بالرغم من اعتراض ورفض باسيل وكتلته، لهذا الموقف، ما يعني عدم الالتزام بالتحالف والاستهانة بموقف اكبر رئيس كتلة نيابية مسيحية، وهذا يرتب تداعيات ونتائج غير محمودة على استمرار التحالف بين الطرفين لاحقا.
وقال هؤلاء المقربون انه عندما حاول النائب رعد مرارا، حرف النقاش باتجاه آخر، لتهدئة الاجواء، كان عون يعبر عن استياءه من تدهور العلاقات مع الحزب الى هذا الدرك، بالرغم من محاولات رئيس التيار وهو شخصيا لاعادة الامور الى طبيعتها، ولكن من دون جدوى، لافتا ان ما يحصل ليس في مصلحة الطرفين.
ولاحظ هؤلاء المقربون ان اجواء اللقاء الباهتة، تمثلت باستقبال عون منفردا لوفد الحزب، وبغياب ملحوظ لاي مسؤول من التيار، وكأن ذلك كان متعمدا، بينما لوحظ أيضا ان تصريح النائب رعد بعد اللقاء كان معدا ومكتوبا سلفا، ومضمونه لم يعبر عما دار على ارض الواقع.
والاهم ما نقله هؤلاء المقربون عن باسيل، بأن اجراءات الطلاق بين التيار وحزب الله قد بدات فعليا، جراء تمسك كل طرف بمواقفه وخياراته، لا سيما من مسالة انتخاب رئيس جديد للجمهورية .
مهمة دوكان
بالتزامن مع هذه الحركة كان منسق المساعدات الفرنسية الى لبنان بيار دوكان، يجري سلسلة مشاورات مع الرئيس نجيب ميقاتي والفريق المكلف موضوع اعادة التيار الكهربائي، وشارك في الاجتماع في السراي الكبير وزير الطاقة والمياه وليد فياض، الذي استغرب ما نقل عن مسؤولين في صندوق النقد الدولي من ان عدم وضع القرض بـ300 مليون دولار، للكهرباء سببه عدم وفاء لبنان ووزارة الطاقة بالالتزامات المطلوبة..
وأبلغ السفير دوكان ميقاتي وفياض ان مهمته تتحدد في ان يقنع الادارة الاميركية بتحييد لبنان والدول التي ستمر خطوط الكهرباء في اراضيها من مصر الى الاردن ومصر من عقوبات قصير المفروضة على سوريا.
وقال دوكان انه في غضون اسبوعين سيزور واشنطن للبحث في هذا الموضوع، مؤكداً ان الصندوق ما يزال عند شرطيه للمساعدة في قطاع الطاقة، وهما: التدقيق في حسابات كهرباء لبنان والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء.
فقد إجتمع الرئيس ميقاتي صباح امس، في السرايا الحكومية مع الموفد الفرنسي المكلف تنسيق الدعم الدولي للبنان السفير بيار دوكان ، الذي اكد في خلال الاجتماع انه «يزور لبنان في اطار جولة قادته الى مصر والاردن في اطار السعي لدعم لبنان في مجال الطاقة».
وقال: انه سيزور الولايات المتحدة الاميركية في خلال اسبوعين للبحث مع المسؤولين الاميركيين في السبل الايلة الى تحييد ملف الكهرباء عن (عقوبات) «قانون قيصر» بما يتيح مساعدة لبنان في حل أزمة الطاقة.
واكد «على ضرورة تنفيذ الشرطين اللذين طلبهما البنك الدولي للمساعدة في قطاع الطاقة، وهما التدقيق في حسابات كهرباء لبنان والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، وفق القانون الساري المفعول».
وشدد «على وجوب استكمال الخطوات المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي الذي يمثل بالنسبة لفرنسا وللمجتمع الدولي الممر الاساسي لإعادة التعافي الى الاقتصاد اللبناني والحصول على مساعدات تتعدى ما هو متوقع الحصول عليه من صندوق النقد. هذا الاتفاق يعزز الثقة الدولية بلبنان وبمؤسساته وبالعمل الحكومي».
وزار دوكان ايضا وزير الطاقة والمياه وليد فياض لأكثر من ساعتين ناقلا رسالة من الرئيس إيمانويل ماكرون وتوجيهه «لبذل كل الجهود من اجل تذليل كل العقبات لتنفيذ كل اتفاقيات نقل الغاز من مصر والكهرباء من الاردن»
واكد فياض انه زوّد دوكان «بالوثائق التي تثبت الكم الهائل من الأعمال التي قامت بها الوزارة تلبيةً لشروط البنك الدولي، ومنها نُسخ عن العقود الموقعة مع كل من الاردن ومصر وسوريا، وملف التمويل كما حضّره البنك الدولي والذي كان جاهزاً منذ آذار 2022 متضمناً وثيقة تقييم المشروع ومسودة اتفاقية القرض تمهيداً لإدخالنا في مرحلة المفاوضات قبل أن يعود ويُجّمد البنك الدولي هذا الموضوع أي التمويل».
ووفق السفارة الفرنسية، سيزور دوكان نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، ووزير المالية يوسف الخليل، والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، بالإضافة إلى ممثلين عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في بيروت، ووزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، للتطرّق إلى إعادة إعمار مرفأ بيروت.
وأشارت السفارة الى ان «دوكان سيتطرق إلى الإصلاحات التي تمّت المباشرة بها في قطاع الطاقة، لا سيما أن التقدمّ في تنفيذها شرط أساسي لإطلاق المشاريع الإقليمية المتعلّقة بشبكات الربط البينيّ في مجال الطاقة، بدعم من البنك الدولي».
وقالت: تحشد فرنسا جهودها من أجل تسهيل إبرام هذا المشروع بين الأطراف المعنية كافة. وتبقى فرنسا على التزامها القوي تجاه لبنان من أجل النهوض بقطاع الطاقة، ليس فقط عبر مواكبة الإصلاحات الضرورية، بل أيضا من خلال عمل الشركات الفرنسية كشركة كهرباء فرنسا (EDF) وتوتال إنيرجي (TotalEnergies) ونيكسان (Nexans).
القرض الدولي مجمّد
في المقابل الكهربائي، كشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد إجتماعه والنواب نعمة افرام مارك ضو وياسين ياسين مع مسؤولي البنك الدولي في واشنطن، ان المسؤولين ابلغوهم ان قرض تمويل إستجرار الغاز من مصر والطاقة من الأردن مجمّد حاليا وليس مدرجاً على جدول اعمال البنك الدولي. والسبب عدم إنجاز كل الإصلاحات المطلوبة للكهرباء، من دون أن يربط البنك ذلك بعقوبات قانون قيصر كون استجرار الغاز والطاقة سيمران بسوريا».
وقال: سنضع هذا الموضوع بيد الحكومة وتحديداً رئيسها نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض، ويجب مصارحة اللبنانيين بهذا الواقع المستجد. مشيراً الى انه طلب من البنك الدولي الإعلان رسمياً عن هذا الموقف، اذا كان موقفاً نهائياً، لأن اللبنانيين ما زالوا يأملون بنجاح المشروع.
جلسة حكومية قريباً
حكومياً، ترأس الرئيس نجيب ميقاتي إجتماعا لـ«لجنة الإنقاذ التربوي» شارك فيه وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي الذي قال بعد الاجتماع: بحثنا في القضايا التي تؤدي الى انقاذ العام الدراسي في المدارس الرسمية والخاصة والجامعات اللبنانية والخاصة، وقد تم استدعاء مدير عام وزارة المال لبحث القضايا المالية المتصلة بطلبات ومطالب اساتذة التعليم الرسمي والمتعاقدين ومطالب اساتذة الجامعة اللبنانية والمتعاقدين والمدربين فيها، وكذلك مطالب اساتذة الجامعات الخاصة، في ما يتعلق بالقرار المتصل الصادر عن وزارة المالية باستقطاع جزء من ضريبة المداخيل التي تدفع لهم «بالفريش دولار»، وتم الاتفاق على خطة تمهيدا لعقد جلسة لمجلس الوزراء تكون مخصصة تحديدا لانقاذ العام الدراسي.
سئل: متى ستعقد هذه الجلسة؟ أجاب: في وقت قريب جدا، والرئيس ميقاتي هو من يعلن عن موعدها.
الدولار والمحروقات
وسط هذه الاجواء، واصل الدولار ارتفاعه وإن سجّل بعض الانخفاضات غداة دخول قرار رفع السعر الرسمي لصرف الدولار الى 15 الف ليرة امس الاول لكن بقي سعره بين 62 و63 الفاً.
في السياق، ارتفعت امس اسعار المحروقات، كما رفعت «نقابة أصحاب محطات المحروقات» و«نقابة موزّعي المحروقات» مجتمعتَين، كتاباً إلى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض يوم الإثنين طالبتا فيه بتسعير المحروقات للمحطات بالدولار الأميركي «تفادياً للخسائر التي يمكن أن يتكبدها المستهلك والمحطات، وذلك لعدم استقرار سعر صرف الدولار في السوق السوداء». وعليه تنمنتا على وزير الطاقة «التجاوب مع مطلبنا في القريب العاجل»
قضائياً، اعلن المحامي واصف حركة انه لن يذهب الى قاضي التحقيق في الادعاء عليه من القاضي زاهر حمادة، حتى لو اقتضى الامر اصدار مذكرة توقيف بحقه..
على ان الأنكى على هذا المسار هو استبعاد العاملين في القطاع الخاص من الاستفادة من عمليات «صيرفة»، الامر الذي يحدث اشكالات مالية ونقدية لجهة تذويب رواتبهم، وعدم المساواة مع العاملين في القطاع العام.
كورونا: 192
كوليرا: صفر
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات كورونا تسجيل «192 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1228639، كما تم تسجيل حالتي وفاة»
كذلك نشرت الصحة تقريرا عن حالات الكوليرا في لبنان، اذ لم يسجل اي إصابة جديدة، وعليه استقر العدد التراكمي للحالات المثبتة على 671، كما لم يتم تسجيل اي حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات23.
البناء:
السودان يقدم مثال الانهيار في ظل التطبيع… والمعارضة تنفي صلاحية المرحلة الانتقالية
رعد ينقل لعون تحيات نصرالله: متمسكون بالتفاهم ومقاربة المختلف بالحوار والتفهم
البنك الدولي ودوكان ينعيان استجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري… والفيتو أميركي
أكمل رئيس المجلس الرئاسي في السودان عبد الفتاح البرهان الخطوات التي بدأ بها على طريق التطبيع مع كيان الاحتلال منذ ثلاثة أعوام مع اللقاء العلني الذي جمع البرهان مع رئيس حكومة الكيان في أوغندا. وجاء استقبال البرهان لوزير خارجية الكيان إيلي كوهين بهدف استكمال الخطوات التطبيعية، بالرغم مما أظهرته تجربة السنوات الماضية من عقم الرهان على التطبيع في مساعدة الحكومة السودانية على كسب الودّ الأميركي بما يتيح تدفق الأموال على اقتصاد يترنح. وهي الوصفة التي قدمها الأميركيون للحكومة السودانية، ويشكل السودان النموذج الذي يمكن فهم ما يجلبه التطبيع لبلدان يشبه وضعها لبنان وسورية، بخلاف ما يقدّمه دعاة التطبيع من مثال لا علاقة لوضعه الاقتصادي بالتطبيع كحال دولة الإمارات، التي تنعم باقتصاد مزدهر سابق على الخطوات التطبيعية، بل يذهب بعض المحللين للقول إن المستفيد من التطبيع في حالة الإمارات هو كيان الاحتلال وليس الإمارات.
في الداخل اللبناني جاءت زيارة وفد قيادي من حزب الله برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد للرئيس السابق العماد ميشال عون في منزله في الرابية، فرصة لتأكيد تمسك حزب الله بالتفاهم مع التيار الوطني الحر الذي لعب العماد عون دوراً رئيسياً في إرسائه، كما قال النائب رعد، الذي أضاف «نؤكد عزمنا وحرصنا على مواصلة هذه العلاقة مع التيار الوطني الحر وفق الأسس التي أسهم الرئيس العماد ميشال عون في إرسائها والتي تقوم على الصدق والوضوح والشجاعة في مقاربة المختلف بروح حوارية جادة ووطنية وتفهم متبادل بعيداً من الضوضاء والصخب».
على صعيد ملف الكهرباء حملت الأنباء الواردة من واشنطن التي يزورها وفد نيابي برئاسة نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب، ما يفيد بأن مشروع استجرار الكهرباء الأردنية والغاز المصري قد دفن، ناقلاً عن كبار مسؤولي البنك الدولي عدم وجود المشروع على جدول أعمالهم، بخلاف ما نقله المبعوث الفرنسي بيار دوكان عن ربط القرض من البنك الدولي بشرطي التحقيق المالي في وضعية كهرباء لبنان، وتعيين الهيئة الناظمة، في محاولة لتبرير الدعوة للانتظار الذي قد يمتدّ لسنتين وأكثر حتى نهاية التحقيق المالي، أسوة بما جرى في التحقيق الخاص بمصرف لبنان، بينما تؤكد المصادر المصرية أنها لم تتسلّم حتى تاريخه اي وثيقة أميركية تؤكد أن المشروع لا يخضع لعقوبات قانون قيصر، ووفقاً للمصادر التي تتابع الملف لا مكان للحيرة في تفسير أسباب العرقلة، لأن الفيتو الأميركي الذي منع الهبة الإيرانية هو الذي يمنع أي محاولة لاستنهاض الكهرباء باعتبارها مفتاح النهوض بالاقتصاد، فيما يواصل المتمسكون بالترويج للدور الأميركي برفض الحديث عن حصار أميركي يتعرّض له لبنان.
فيما سجل تراجع الزخم السياسي في الملف الرئاسي، ملأ السفير الفرنسي المكلف بتنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان الفراغ بجولته على المسؤولين اللبنانيين، وقبيل أيام من ذكرى توقيع تفاهم مار مخايل بين حزب الله والتيار الوطني الحر، برزت زيارة وفد حزب الله الى الرابية حيث التقى الرئيس ميشال عون.
وتناول البحث المستجدات السياسية والوضع العام في لبنان. وشدّد الرئيس عون خلال اللقاء على «أهمية الشراكة الوطنية واستكمال مشروع بناء الدولة ومكافحة الفساد وصون حقوق المواطنين».
من جهته، وصف رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، اللقاء بـ «الودّي جداً» وقال «نقلنا إلى الرئيس ميشال عون التحيات الحارة والسلام من الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله واخوانه في القيادة وأعربنا خلال اللقاء مجدداً عن تقديرنا الكبير للعلاقة الثابتة الوازنة في ما بيننا، التي عززت الشراكة الوطنية وحمت السلم الأهلي وحصنت السيادة الوطنية عبر ردع جدي وحقيقي وفره التزام معادلة الجيش والشعب والمقاومة». وأشار إلى أن «هذه العلاقة التشاركية وفرت مناخاً مؤاتياً لبناء مشروع الدولة وفق ما نصت عليه وثيقة الوفاق الوطني والتي لم ترق لكثر. اليوم نحن على بعد أربعة أيام فقط من مناسبة إرساء هذه العلاقة التشاركيّة المهمة التي تكرّست بدءاً من ٦ شباط ٢٠٠٦ في لقاء كنيسة مار ميخائيل قبل ١٧ عاماً وما زالت، نؤكد عزمنا وحرصنا على مواصلة هذه العلاقة مع التيار الوطني الحر وفق الأسس التي اسهم الرئيس العماد ميشال عون في إرسائها والتي تقوم على الصدق والوضوح والشجاعة في مقاربة المختلف بروح حوارية جادة ووطنية وتفهّم متبادل بعيداً من الضوضاء والصخب».
وشدد رعد على أن «بلدنا اليوم بحاجة الى تضافر جهود الجميع وفق هذه الأسس للنهوض من الأزمة الراهنة واستئناف مسيرة بناء الدولة لوطن حر سيد مستقل منفتح على العالم على قاعدة الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة».
وأِشارت مصادر مقربة من الحزب والتيار لـ»البناء» الى أن زيارة وفد الحزب الى عون ستنعكس ايجاباً على العلاقة بين الحزب ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل وسيرخي برودة على الخلاف بينهما وستساهم مع المواقف التي أعلنها رعد بتعزيز تفاهم مار مخايل مع تنظيم الخلاف بينهما حول الملف الرئاسي والحكومي، ولاقت جهود الحزب بتقليص هذا الخلاف وتنظيمه واحتواء التصعيد الأخير بين الطرفين من خلال زيارة وفد الحزب الى ميرنا الشالوحي ولقائه مع النائب باسيل الذي كان بمثابة جردة حساب للعلاقة ومصارحة عميقة وشرح وجهات النظر في كافة القضايا والملفات».
ولم تسجل الحركة الرئاسية أي جديد بانتظار استكمال الجهود التي يقوم بها رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط باتجاه كافة الأطراف بالتوازي مع الحراك الذي يقوم به رئيس مجلس النواب نبيه بري على هذا الصعيد، في محاولة لتأمين أغلبية لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية أو التوصل الى تفاهم حول مرشحين توافقيين يجري الاختيار منهم لانتخابه رئيساً»، لكن معلومات «البناء» من أكثر من جهة سياسية تؤكد أن المواقف والتوجهات والمصالح متضاربة ولا زالت متباعدة والتوافق بعيد جداً حتى الساعة وقد لا يتحقق في المدى المنظور، لأن رئاسة الجمهورية تتطلب جملة ظروف داخلية وخارجية غير متوافرة الآن».
واستمرت حملة الترويج لترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون كمرشح توافقي، وكانت لافتة في التوقيت زيارة السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الى العماد عون في مكتبه في اليرزة، حيث تناول البحث شؤوناً مختلفة، وما إذا كانت تعكس موافقة سعودية على ترشيح عون.
ويبدو أن ترشيح النائب ميشال معوّض قد سقط بضربة جنبلاطية، ما يفتح الباب أمام انسحابه أو تخلي الكتل الداعمة له عنه، وسجل معوّض عتبه على جنبلاط لجهة طريقة تعامله مع ترشيحه، ولفت معوّض الى أنّ المشكلة في مبادرة رئيس الاشتراكي، ليست بالتخلي عني بل بأنها غير منسّقة بشكل كافٍ معي ومع المعارضة، وستؤدي الى مزيد من التشدد لدى الطرف الآخر بدليل رفضهم أسماءه وتمسّكهم برئيس تيار «المرده» سليمان فرنجية، واستجداء الدعم السعودي له».
وأشار في حديث لقناة الـ «أم تي في»، الى أن «الحائط المسدود ليس في ترشيحي، بل بالتخلي عن المشروع السيادي وسأناقش الأمر مع جنبلاط واتمنى عدم تكرار اخطاء الماضي، لأن البلد لا يحتمل مزيدًا من المساومات واسماء جنبلاط مقبولة لدينا لكن تنقصها موافقة الطرف الآخر».
لكن حظوظ فرنجية لا زالت مرتفعة وفق ما تشير مصادر سياسية لـ»البناء» والتي نفت المعلومات التي تشاع عن أن الثنائي حركة أمل وحزب الله سيسير بتسوية توصل قائد الجيش الى الرئاسة ضمن ضمانات سياسية – أمنية – استراتيجية، مؤكدة تمسك الثنائي بفرنجية الذي لم يفقد فرصته بعد ويمكنه تأمين أغلبية الانتخاب بـ 65 نائباً في حال توافر نصاب الانعقاد.
وعلمت «البناء» من مصادر قواتية أن كتلة الجمهورية القوية لن تصوّت لفرنجية علماً أنه لا يحظى بأغلبية حتى الساعة، لكن في حال حصل على أغلبية لانتخابه فلن نحضر الجلسة وسنقاطع لثلاث جلسات متتالية ونحاول كسر هذه الأغلبية، وإذا لم نستطع سنحضر في الجلسة الرابعة.
وينعقد اللقاء الأميركي الفرنسي السعودي المصري في 12 الشهر الحالي من أجل لبنان، ووفق المعلومات فإن اللقاء قد يخرج بورقة عربية دولية تدعو لبنان الى انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة وإنجاز الإصلاحات، وستجدّد دعمها للبنان وللمؤسسات الأمنية والعسكرية لا سيما الجيش اللبناني ودعم صمود المجتمع اللبناني عبر مساعدات إنسانية. وتشير المعلومات الى أن مقررات الاجتماع لن تؤدي إلى نتيجة، بل ستعمّق الخلاف والانهيار الاقتصادي والتوتر الأمني لا سيما إذا تضمنت الورقة بنوداً سياسية تتعلق بقضايا خلافية كسلاح حزب الله والحدود وأزمة النازحين السوريين وشروط صندوق النقد الدولي، وبالتالي المخاوف أن تتحول الورقة الى دفتر شروط دولي للبنان وإما السير به أو تحميل المسؤولين اللبنانيين مسؤولية الانهيار.
وكان السفير دوكان جال على المسؤولين أمس، واجتمع برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية، وأكد دوكان خلال الاجتماع أنه «يزور لبنان في إطار جولة قادته الى مصر والاردن في اطار السعي لدعم لبنان في مجال الطاقة».
وشدد على انه «سيزور الولايات المتحدة الاميركية خلال أسبوعين للبحث مع المسؤولين الاميركيين في السبل الآيلة الى تحييد ملف الكهرباء عن «قانون قيصر» بما يتيح مساعدة لبنان في حل أزمة الطاقة». ولفت «الى ضرورة تنفيذ الشرطين اللذين طلبهما البنك الدولي للمساعدة في قطاع الطاقة وهما التدقيق في حسابات كهرباء لبنان والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، وفق القانون الساري المفعول».
وشدد «على وجوب استكمال الخطوات المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي الذي يمثل بالنسبة لفرنسا وللمجتمع الدولي الممر الأساسي لإعادة التعافي الى الاقتصاد اللبناني والحصول على مساعدات تتعدى ما هو متوقع الحصول عليه من صندوق النقد. هذا الاتفاق يعزز الثقة الدولية بلبنان وبمؤسساته وبالعمل الحكومي».
وتردّدت معلومات عن اجتماع عقد بين دوكان وعدد من النواب في منزل النائب فؤاد مخزومي في بيروت.
بدوره، أكد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد اجتماعه والنواب نعمة افرام مارك ضو وياسين ياسين مع البنك الدولي في واشنطن، أن المسؤولين في البنك الدولي أبلغوهم أن قرض تمويل استجرار الغاز من مصر والطاقة من الأردن مجمد حالياً وليس مدرجاً على جدول أعمال البنك الدولي والسبب عدم إنجاز كل الإصلاحات المطلوبة للكهرباء، من دون أن يربط البنك ذلك بعقوبات قانون قيصر لكون استجرار الغاز والطاقة سيمران بسورية.
وقال بو صعب: «سنضع هذا الموضوع بيد الحكومة وتحديداً رئيسها نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض، وتجب مصارحة اللبنانيين بهذا الواقع المستجد»، مشيراً الى انه طلب من البنك الدولي الإعلان رسمياً عن هذا الموقف، اذا كان موقفاً نهائياً، لأن اللبنانيين ما زالوا يأملون بنجاح المشروع».
وأشارت أوساط سياسية لـ»البناء» أن «موقف صندوق النقد الدولي يعكس إرادة أميركية غربية خليجية بتمديد الحصار الاقتصادي والمالي والكهربائي على لبنان والذي بدأ عملياً في 17 تشرين 2019، والهدف زيادة الطوق حول عنق لبنان لفرض تسوية سياسية ورئاسية لتمرير الإملاءات والشروط الخارجية، ويعكس موقف صندوق النقد والتجاهل الدولي والإقليمي للملف اللبناني، وبالتالي سيعرقل أي تسوية رئاسية وتمديد الفراغ لأشهر عدة»، وتوقعت أن تتفجر ملفات عدة مالية واقتصادية وقضائية هذا الشهر لا سيما في ملف المرفأ، ما سيؤدي الى الفوضى القضائية والأمنية والمالية.
ووفق معلومات «البناء» فإن القاضي طارق بيطار يعتبر أنه لم يعزل وسيستمرّ بعمله بغض النظر عن إجراءات مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات وسيقوم بخطوات عدة وقد يصدر مذكرات توقيف بحق المدعى عليهم والمستدعين للتحقيق أمامه بحال لم يمثلوا، ما قد يدفع بالمقابل القاضي عويدات الى إصدار مذكرة توقيف بحق بيطار بحال لم يمثل أمامه، ما سيأخذ العدلية الى اشتباك كبير وفوضى عارمة قد تتحول الى أمنية.
في غضون ذلك، واصل الدولار ارتفاعه بالتوازي مع دخول قرار رفع السعر الرسمي لصرف الدولار إلى 15 إلفاً حيز التنفيذ.
وارتفعت أسعار المحروقات، كما رفعت «نقابة أصحاب محطات المحروقات» و»نقابة موزّعي المحروقات» مجتمعتَين، كتاباً إلى وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال وليد فياض طالبتا فيه بتسعير المحروقات للمحطات بالدولار الأميركي «تفادياً للخسائر التي يمكن أن يتكبّدها المستهلك والمحطات، وذلك لعدم استقرار سعر صرف الدولار في السوق السوداء».
وعلمت «البناء» أن منصة صيرفة حُصِرت بموظفي القطاع العام، ومنعت المصارف موظفي القطاع الخاص من الاستفادة من المنصة.
الشرق:
فرنسا تعلن عن اجتماع خماسي بشأن لبنان الاثنين
في السياسة ترقب لترجمة تفويض القمة الروحية المسيحية البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دعوة النواب المسيحيين الى اجتماع عام في بكركي ومدى تجاوب الكتل النيابية معها . وفي القضاء انظار مشدودة نحو قصر العدل وحبس انفاس في انتظار تطورات قضية تفجير المرفأ في ضوء الموعد الذي ضربه المحقق العدلي القاضي طارق البيطار لاستئناف تحقيقاته باستجواب الوزير السابق نهاد المشنوق والنائب غازي زعيتر . وما بينهما، حركة للسفير الفرنسي المكلف بتنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكان، ملأت الساحة المحلية. وقد كرر الضيف الفرنسي، على مسامع من التقاهم اهمية الاصلاحات والتفاهم مع صندوق النقد ليساعد المجتمع الدولي لبنان، متوقفا في شكل خاص عند مشكلة الكهرباء.
اجتماع باريس
الخبر اللافت امس كان اعلان وزارة الخارجية الفرنسية، أنّ «باريس ستستضيف يوم الإثنين المقبل اجتماعاً مخصّصاً للبنان يضمّ ممثّلين عن كلّ من فرنسا والولايات المتّحدة والسعودية وقطر ومصر في محاولة لتشجيع السياسيين اللبنانيين على إيجاد مخرج للأزمة التي يتخبّط فيها بلدهم».
واشارت المتحدثة باسم الوزارة آن-كلير ليجاندر، خلال مؤتمر صحافي، الى أنّ «وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا الموجودة حالياً في السعودية، أعربت عن قلقها البالغ إزاء انسداد الافق في لبنان من الناحية السياسية».
وأضافت أنّ فرنسا بحثت مع السعوديين وبقية شركائها في المنطقة سبل «تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على تحمّل مسؤولياتها وإيجاد مخرج للأزمة».
كما أوضحت أن «هذا النهج سيكون موضوع اجتماع متابعة الإثنين مع الإدارات الفرنسية والأميركية والسعودية والقطرية والمصرية لمواصلة التنسيق مع شركائنا وإيجاد سبل للمضيّ قدماً».
ولفتت المتحدثة باسم الوزارة الفرنسية الى أنّ «الهدف من الاجتماع هو تشجيع الطبقة السياسية اللبنانية على الخروج من الطريق المسدود».
دوكان والكهرباء
ميدانيا، إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي صباحا في السراي مع السفير دوكان ، الذي اكد في خلال الاجتماع انه «يزور لبنان في اطار جولة قادته الى مصر والاردن في اطار السعي لدعم لبنان في مجال الطاقة». وشدد على انه «سيزور الولايات المتحدة الاميركية في خلال اسبوعين للبحث مع المسؤولين الاميركيين في السبل الايلة الى تحييد ملف الكهرباء عن «قانون قيصر» بما يتيح مساعدة لبنان في حل أزمة الطاقة». ولفت «الى ضرورة تنفيذ الشرطين اللذين طلبهما البنك الدولي للمساعدة في قطاع الطاقة وهما التدقيق في حسابات كهرباء لبنان والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، وفق القانون الساري المفعول». وشدد «على وجوب استكمال الخطوات المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي الذي يمثل بالنسبة لفرنسا وللمجتمع الدولي الممر الاساسي لاعادة التعافي الى الاقتصاد اللبناني والحصول على مساعدات تتعدى ما هو متوقع الحصول عليه من صندوق النقد. هذا الاتفاق يعزز الثقة الدولية بلبنان وبمؤسساته وبالعمل الحكومي».
.. والاصلاحات
ووفق السفارة الفرنسية، سيزور دوكان ايضا وزير الطاقة والمياه وليد فياض، ونائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي، ووزير المالية يوسف الخليل، والمدير العام لمؤسسة كهرباء لبنان كمال حايك، بالإضافة إلى ممثلين عن البنك الدولي وصندوق النقد الدولي في بيروت ووزير الأشغال العامة والنقل علي حمية، للتطرّق إلى إعادة إعمار مرفأ بيروت. وأشارت الى ان «دوكان سيتطرق إلى الإصلاحات التي تمّت المباشرة بها في قطاع الطاقة، لا سيما أن التقدمّ في تنفيذها شرط أساسي لإطلاق المشاريع الإقليمية المتعلّقة بشبكات الربط البينيّ في مجال الطاقة، بدعم من البنك الدولي. تحشد فرنسا جهودها من أجل تسهيل إبرام هذا المشروع بين الأطراف المعنية كافة». وتابعت «تبقى فرنسا على التزامها القوي تجاه لبنان من أجل النهوض بقطاع الطاقة، ليس فقط عبر مواكبة الإصلاحات الضرورية، بل أيضا من خلال عمل الشركات الفرنسية كشركة كهرباء فرنسا (EDF) وتوتال إنيرجي (TotalEnergies) ونيكسان (Nexans).
القرض مجمد
في المقابل، أكد نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب بعد إجتماعه والنواب نعمة افرام مارك ضو وياسين ياسين مع البنك الدولي في واشنطن، ان المسؤولين في البنك الدولي ابلغوهم ان قرض تمويل إستجرار الغاز من مصر والطاقة من الأردن مجمد حاليا وليس مدرجاً على جدول اعمال البنك الدولي والسبب عدم إنجاز كل الإصلاحات المطلوبة للكهرباء، من دون أن يربط البنك ذلك بعقوبات قانون قيصر كون استجرار الغاز والطاقة سيمران بسوريا. وقال «سنضع هذا الموضوع بيد الحكومة وتحديداً رئيسها نجيب ميقاتي ووزير الطاقة وليد فياض، ويجب مصارحة اللبنانيين بهذا الواقع المستجد»، مشيراً الى انه طلب من البنك الدولي الإعلان رسمياً عن هذا الموقف، اذا كان موقفاً نهائياً، لأن اللبنانيين ما زالوا يتأملون بنجاح المشروع.
جلسة قريبة للتربية
حياتيا ايضا، رأس ميقاتي سلسلة اجتماعات تناولت الملفات التربوية والصحية. وفي هذا الاطار رأس إجتماعا لـ»لجنة الإنقاذ التربوي» شارك فيه وزير التربية والتعليم العالي عباس الحلبي الذي قال بعد الاجتماع «بحثنا في القضايا التي تؤدي الى انقاذ العام الدراسي في المدارس الرسمية والخاصة والجامعات اللبنانية والخاصة، وقد تم استدعاء مدير عام وزارة المال لبحث القضايا المالية المتصلة بطلبات ومطالب اساتذة التعليم الرسمي والمتعاقدين ومطالب اساتذة الجامعة اللبنانية والمتعاقدين والمدربين فيها، وكذلك مطالب اساتذة الجامعات الخاصة، في ما يتعلق بالقرار المتصل الصادر عن وزارة المالية باستقطاع جزء من ضريبة المداخيل التي تدفع لهم «بالفريش دولار»، وتم الاتفاق على خطة تمهيدا لعقد جلسة لمجلس الوزراء تكون مخصصة تحديدا لانقاذ العام الدراسي». سئل: متى ستعقد هذه الجلسة؟ أجاب: في وقت قريب جدا، والرئيس ميقاتي هو من يعلن عن موعدها.
الشرق الأوسط:
مبعوث فرنسي في بيروت يدعو لتنفيذ شرطين طلبهما البنك الدولي
اصطدم ملف استجرار الكهرباء من الأردن، والغاز من مصر، لتوليد محطات إنتاج الكهرباء في لبنان، بتأخر لبنان في إنجاز الإصلاحات المطلوبة، حيث بات الملف «مجمداً»، وفقاً لما أعلنه نائب رئيس البرلمان إلياس بوصعب، بموازاة تحرك فرنسي في المنطقة لدفع الملف قدماً.
وأعلنت الولايات المتحدة، في أغسطس (آب) 2021، عن شروعها في تسهيل استجرار الطاقة من الأردن، والغاز من مصر، عبر الأراضي السورية، لتشغيل معامل إنتاج الكهرباء العاملة على الغاز في لبنان، وذلك عبر دراسة ملف إعفاء استجرار المادتين الحيويتين من عقوبات قانون «قيصر»، مما يسهم في تخفيف أزمة التغذية الكهربائية التي تعاني منها البلاد.
وينتظر تنفيذ الملف موافقة البنك الدولي على تمويل المشروع بقروض للدولة اللبنانية، لكن البنك الدولي يشترط تنفيذ الإصلاحات في القطاع، وفي مقدمتها تعيين «الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء»، وفق ما قال مسؤولون لبنانيون. وتُعدّ الهيئة الناظمة للقطاع واحدة من أبرز الشروط الإصلاحية التي يطالب بها المجتمع الدولي لإصلاح القطاع، في ظل الأزمات التي يعانيها. وبدأت وزارة الطاقة هذا المسار، في شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قبل أن تعلن، في يناير (كانون الثاني) الماضي، تمديد مهلة تقديم الطلبات حتى 31 مارس (آذار) المقبل.
وأكد نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، بعد اجتماعه والنواب نعمة إفرام ومارك ضو وياسين ياسين، مع البنك الدولي، في واشنطن أمس، أن المسؤولين في البنك الدولي أبلغوهم بأن قرض تمويل استجرار الغاز من مصر، والطاقة من الأردن «مجمّد حالياً»، وأنه «ليس مُدرَجاً على جدول أعمال البنك الدولي»، قائلاً إن السبب يعود إلى «عدم إنجاز كل الإصلاحات المطلوبة للكهرباء»، من دون أن يربط البنك ذلك بعقوبات «قانون قيصر»؛ كون استجرار الغاز والطاقة سيمرّان بسوريا.
وقال: «سنضع هذا الموضوع بيد الحكومة، وتحديداً رئيسها نجيب ميقاتي، ووزير الطاقة وليد فياض، ويجب مصارحة اللبنانيين بهذا الواقع المستجدّ»، مشيراً إلى أنه طلب من البنك الدولي الإعلان رسمياً عن هذا الموقف، إذا كان موقفاً نهائياً؛ لأن اللبنانيين ما زالوا يأملون بنجاح المشروع، وفق ما نقلته وكالة الأنباء المركزية اللبنانية.
وظهر أن ملف الإصلاحات هو العائق الأساسي في هذا الملف، وهو ما أشار إليه السفير المكلف بتنسيق الدعم الدولي للبنان بيار دوكين من بيروت. وبعد لقائه رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، قال دوكين إنه «يزور لبنان في إطار جولة قادته إلى مصر والأردن في إطار السعي لدعم لبنان في مجال الطاقة».
وشدد على أنه «سيزور الولايات المتحدة الأميركية خلال أسبوعين للبحث مع المسؤولين الأميركيين في السبل الآيلة إلى تحييد ملف الكهرباء عن (قانون قيصر) بما يتيح مساعدة لبنان في حل أزمة الطاقة». ولفت إلى «ضرورة تنفيذ الشرطين اللذين طلبهما البنك الدولي للمساعدة في قطاع الطاقة؛ وهما التدقيق في حسابات كهرباء لبنان، والبدء بتشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء، وفق القانون الساري المفعول».
وشدد على «وجوب استكمال الخطوات المطلوبة لتوقيع الاتفاق النهائي مع صندوق النقد الدولي الذي يمثل بالنسبة لفرنسا وللمجتمع الدولي الممر الأساسي لإعادة التعافي إلى الاقتصاد اللبناني والحصول على مساعدات تتعدى ما هو متوقع الحصول عليه من صندوق النقد»، مؤكداً أن «هذا الاتفاق يعزز الثقة الدولية بلبنان وبمؤسساته وبالعمل الحكومي».
وأعلنت وزارة الطاقة والمياه، في 12 يناير الماضي، تمديد طلبات الانتساب للهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء حتى 31 مارس المقبل؛ رغبةً منها بفتح المجال أمام عدد أكبر من الراغبين بالانتساب إلى الهيئة الناظمة لقطاع الكهرباء في الاختصاصات المتعددة، ولكي يتسنّى لهم مزيد من الوقت لتقديم طلباتهم.
بالموازة، بحث البنك الدولي مع ميقاتي، في الشهر الماضي، بشأن مساعدة تبلغ نحو مليون دولار ستخصَّص لقطاع الكهرباء من أجل إجراء التدقيق المالي في مؤسسة كهرباء لبنان لإعادة دراسة التعريفة والوضع المالي، وإنشاء الهيئة الناظمة.
ووقّع لبنان والأردن اتفاقاً في بيروت، في يناير الماضي، لتخفيف انقطاعات مزمنة في الكهرباء بلبنان من خلال تحويل نحو 400 ميغاوات من الكهرباء عبر الأراضي السورية. وجاء الاتفاق في إطار خطة أوسع تهدف أيضاً لضخ غاز مصري في محطات الكهرباء في شمال لبنان عبر خط أنابيب يمر عبر الأردن وسوريا.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا