عون: ليس أمام لبنان إلا خيار التفاوض
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Nov 03 25|16:51PM :نشر بتاريخ
اكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ان "ليس امام لبنان إلا خيار التفاوض" الذي لا يكون مع صديق او حليف بل مع عدو"، مشددا على "ان لغة التفاوض اهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا، وكذلك اللغة الديبلوماسية التي نعتمدها جميعا، من الرئيس نبيه بري الى الرئيس نواف سلام".
مواقف الرئيس عون جاءت خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا، وفدا من مجموعة آل خليل تحدث باسمه المحامي أنطوان سامي خليل، فعبر عن التقدير المطلق لمسيرة رئيس الجمهورية الوطنية "القدوة" "الممتدة منذ توليكم قيادة المؤسسة العسكرية الأمينة إلى ان اعتليتم سدة الرئاسة الكريمة، فإستحق عهدكم لدى الشعب اللبناني عنوان "عهد الخلاص" عن حقّ وإيمان"، مؤكدا الدعم غير المحدود وغير المشروط للعهد ولشخص الرئيس عون.
وعدد الرسائل المُنبثقة من هموم أبناء مناطق إنتشار العائلة "والمطلوب منا نقلها بأمانة اليكم" على النحو التالي:
-"آلام أبناء الجنوب والأماكن المتضررة، ولا يزايدَنَّ أحدٌ على محبتكم الموصوفة للجنوب وأبنائه، إضافة الى حرمان أبناء الشمال والبقاع ومظلومية ابناء الجبل والمتنين وكسروان وجبيل.
* خطورة النزوح السوري المستشري والتأكيد على رفض التوطين، لا سيما ظاهرة الأطفال والطلاب منهم بعد خطورة الدمج التربوي ما يؤكد الإنفجار الديموغرافي والانتمائي مستقبلاً وهي مسألة دقيقة ومرعبة كون سوق العمل سوف يمتص المتخرجين دون النظر الى الهوية.
- مسألة أموال المودعين - جريمة العصر - والظلم المستمر الذي يطال جنى العمر والشلل المُطلق في إيجاد الحلول.
* الإنماء الشامل سيما للمناطق الجبلية التي تعاني من تقاعس اداري مزمن ناتج عن عدم ارساء فكرة اللامركزية الإدارية والعدلية حيث وزر المعاناة اليومية لم يعد يحتمل عطفا على فرادة الدولة المركزية وبعد المناطق الجبلية عن مركزية الدولة .
-الغلاء الإستشفائي والتعليمي وضرورة دعم التعليم الرسمي .
-هموم الشباب تجاه مستقبَلهم الذي نالت منه الأزمة المالية من السابع عشر من أكتوبر 2019 مرورا بجائحة كورونا وانتهاءً بالحروب والظروف المحيطة والأهم المطالبة بمشاركة الكفاءات المغيبة في ادارة ونهضة الدولة."
رد الرئيس عون
ورحب الرئيس عون بالوفد مثنياً على ما اشار اليه المحامي خليل في كلمته، مشددا على "أن مصلحة لبنان يجب ان تكون فوق كل اعتبار. فعندما يفكر الجميع، وعلى كافة المستويات والطبقات، إن كانت طبقة سياسية أو دينية أو عسكرية وامنية وقانونية أو قضائية بتحقيق مصلحة الوطن، يزول السبب الرئيسي لمشاكل لبنان."
وتابع الرئيس عون :"لا شك ان هناك صعوبات كثيرة في هذه المرحلة بالذات. فداخلياً، تعمل الحكومة ومنذ تشكيلها على تنفيذ الإصلاحات، والمؤشرات الاقتصادية جيدة جداً وحتى ان شركات الاحصاءات الدولية لحظت ان هذه الحكومة استطاعت ان تحقق نقلة نوعية خلال فترة وجيزة لم تتمكن غيرها من الحكومات من تحقيقه منذ عشرين عاماً ونحن نتوقع ان تكون نسبة النمو حتى نهاية هذا العام خمسة في المئة.
وعدد الرئيس عون خلال اللقاء الانجازات التي تحققت في لبنان خلال هذا العام على كافة الاصعدة، منها "التشكيلات القضائية والديبلوماسية والمصرفية، وتعيين حاكم مصرف لبنان، إضافة الى التشكيلات الامنية والاصلاحات الاقتصادية التي نعمل عليها فضلا عن مشروع قانون الفجوة المالية. ونحن لا نستطيع بين ليلة وضحاها ان نمحو تراكمات أربعين سنة مضت. أنا افهم الشعب اللبناني ومعاناته، ولكن ايجاد حلول لكل المشاكل في لبنان ليس بالامر السهل، إلا أن الامور تسلك مساراً جيداً، ولكن للاسف هناك من يحب تشويه الصورة الايجابية التي تحققت ولايزال امامنا الكثير لتحقيقه."
ولفت الرئيس عون الى "اننا في سنة انتخابات نيابية والجميع يريد ان يحقق انجازات فيها حتى ولو كانت على حساب مصلحة الوطن. وانا اقول لبعض من يعمل في السياسة "انتم تعملون في السياسة، بينما انا لا اعمل في السياسة بل انا رجل دولة " والفرق واضح هنا، فالبعض يعتبر ان لبنان مُلكا له ولكن أنا اعتبر نفسي ملكاً للبنان، وانتخبت رئيساً للجمهورية وتوليت هذا الكرسي لأخدم الشعب اللبناني وليس لأُخدَمَ. "
اما في ما يتعلق بموضوع التحديات في المنطقة، فقال رئيس الجمهورية :"بدأنا بمعالجة ملف العلاقات مع سوريا وبدأت الامور تصبح اكثر تبلوراً والنوايا الجدية موجودة ومتبادلة. وقريباً سيتم تشكيل لجان مشتركة لحل مسألة ترسيم الحدود. وعدد كبير من النازحين السوريين بدأ بالعودة الى بلاده وعلينا نحن كلبنانيين تحمل مسؤولية بعض الامور في هذا المجال لاسيما لناحية اليد العاملة السورية وتفضيلها على تلك اللبنانية مما يشجع المواطنين السوريين على البقاء في لبنان."
أما بالنسبة لموضوع المفاوضات مع اسرائيل، فأكد الرئيس عون "أن ليس أمام لبنان إلا خيار التفاوض، ففي السياسة هناك ثلاث ادوات للعمل وهي الدبلوماسية والاقتصادية والحربية. فعندما لا تؤدي بنا الحرب الى اي نتيجة، ما العمل؟ فنهاية كل حرب في مختلف دول العالم كانت التفاوض، والتفاوض لا يكون مع صديق او حليف بل مع عدو. ولغة التفاوض أهم من لغة الحرب التي رأينا ماذا فعلت بنا، وكذلك اللغة الدبلوماسية التي نعتمدها جميعا، من الرئيس نبيه بري الى الرئيس نواف سلام."
وقال رئيس الجمهورية:" أعيد وأكرر ان الوضع جيد، فالزيارة التي سيقوم بها البابا لاون للبنان، والمؤتمرات الدولية فيه، ما هي إلا دليل عافية وازدهار واستقرار. فهدفنا مصلحة لبنان وانقاذه واعادته ليلعب دوره الاساسي على الخريطة العربية والعالمية. والمطلوب منا جميعاً تحقيق المصلحة الوطنية، وقد رأينا الى اين ذهبت بنا الانقسامات والصراعات الداخلية التي دمرت لبنان واعادته الى الوراء من دون ان يحقق أي طرف داخلي انتصارات. "
وختم الرئيس عون مؤكداً أن لدى لبنان الكثير من الفرص علينا استغلالها، والامور ليست صعبة والمسؤولية مشتركة ويمكننا ان نصل الى الهدف بسهولة وبسرعة عبر الخروج من الزواريب الطائفية والمذهبية التي تدمر البلد ودمرته من دون اي سبب".
راعي أبرشية بعلبك للروم الكاثوليك
وفي قصر بعبدا، راعي أبرشية بعلبك وتوابعها للروم الملكيين الكاثوليك، المطران ميخائيل فرحا، والرئيسة العامة لراهبات سيدة الخدمة الصالحة الأم جوسلين جمعة، والنائب العام لأبرشية بعلبك الأرشمندريت مروان معلوف.
وشكر المطران فرحا الرئيس عون على ايفاده ممثلا عنه في حفل سيامته، فيما عرضت الأم جمعة أوضاع الرهبنة والنشاطات التي تقوم بها في مناطق انتشارها. وتناول البحث أيضا الوضع في البقاع.
عائلة الشاب ايليو أبو حنا
إلى ذلك، استقبل الرئيس عون عائلة الشاب ايليو أبو حنا الذي قضى برصاص مسلحين في منطقة مخيم شاتيلا. وضم الوفد والد الضحية وليد أبو حنا ووالدته ماريان فضول، وشقيقته ماريا أبو حنا والنائب السابق زياد أسود.
واستمع رئيس الجمهورية من الوفد الى المعطيات التي تكونت حول ظروف مقتل الشاب ايليو، والأهمية التي تعلقها العائلة على كشف ملابسات الجريمة التي استهدفته.
وأكد الرئيس عون على انه اعطى تعليماته منذ اللحظة الأولى لوقوع الجريمة الى الأجهزة الأمنية للتحقيق حتى معرفة حقيقة ما حصل، لافتا الى وجود ستة موقوفين لدى مديرية المخابرات في الجيش يجري التحقيق معهم، والبحث مستمر عن ثلاثة آخرين وردت معلومات عن اشتراكهم في الجريمة.
وقال الرئيس عون: "كم هو عميق الجرح الذي اصابكم وما تعني خسارة وحيدكم، واؤكد لكم ان التحقيق سيأخذ مجراه حتى النهاية، ولا تهاون مطلقا مع المحرضين والمرتكبين ومطلقي النار، وان كل الجهات الأمنية المختصة، تتابع مع مديرية المخابرات لكشف ملابسات هذه الجريمة التي استهدفت شابا في مقتبل العمر وفي عز عطائه".
واكد الرئيس عون انه سيبقى على تواصل مع العائلة لمتابعة كل المستجدات، مجددا تعازيه القلبية.
وشكرت العائلة رئيس الجمهورية على اهتمامه ورعايته المباشرة لهذه المسألة، مؤكدة ثقتها بالجيش والقضاء للوصول الى الحقيقة لمنع تكرار ما حصل ووضع حد للفلتان الأمني في البلاد.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا