الحشيمي: من صخرة الروشة إلى مغارة جعيتا الدولة غائبة

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Nov 07 25|15:55PM :نشر بتاريخ

لفت النائب الدكتور بلال الحشيمي الى أن "اللبنانيين شهدوا منذ أيام مشهدين مختلفين في الشكل، لكن متشابهين في المضمون، إضاءة صخرة الروشة بصور حزبية في قلب العاصمة وإقامة حفل صاخب داخل مغارة جعيتا أحد أهم معالم لبنان الطبيعية والعالمية"، معتبراً أنهما "مشهدان يختصران حقيقة موجعة، الدولة غائبة والرقابة غائبة والمحاسبة مفقودة".

 

وقال في بيان: "في مغارة يمنع حتى السائح العادي من التقاط صورة بهاتفه، شاهدنا الأضواء والموسيقى والكاميرات داخل تكوينات جيولوجية حساسة تعد إرثاً وطنياً فريداً. أما في صخرة الروشة، فرمز لبنان الأول لم يستعمل لتسويق الجمال اللبناني، بل لتثبيت صورة حزبية تكرس الانقسام بدل الوحدة".

 

واذ سأل: "أي منطق هذا؟ وأي دولة تسمح باستباحة رموزها بهذه الطريقة؟"، رأى أن "المعالم الوطنية حين تمس، لا يكون الضرر بيئيا فقط، بل أخلاقيا وسياديا وثقافيا. فما جرى في جعيتا والروشة لا يعبر عن خلل إداري، بل عن انهيار في الوعي العام لمسؤولية الدولة والمؤسسات"، معتبراً أن "الأخطر أن بعض الجهات الرسمية كانت حاضرة أو شاهدة على ما جرى. فإذا صح أن إحدى الوزيرات شاركت في حفل داخل المغارة، فإن هذا الحضور لا يبرر المخالفة، بل يلزمها بالمحاسبة والاستقالة احتراما لموقعها ولمشاعر اللبنانيين. فالمسؤول لا يتفرج على الخطأ، ولا يشارك فيه، بل يمنعه قبل أن يقع".

 

وأشار الى أن "ما يحصل اليوم هو نتيجة تداخل الصلاحيات وضعف المحاسبة وغياب القرار المركزي. البلديات تعمل كجزر مستقلة والوزارات عاجزة أو صامتة، والحكومة تكتفي بالتعليق بعد وقوع الضرر. وهكذا، تستباح الأملاك العامة كما تستباح هيبة الدولة. لبنان لا يهان فقط بانهيار الاقتصاد، بل حين تهان رموزه ويستخف بذاكرته الجماعية".

 

وأضاف: "من صخرة الروشة إلى مغارة جعيتا، تتجلى صورة الوطن الذي يفقد احترامه لذاته ودولة تتراجع أمام مصالح صغيرة وأمزجة شخصية. إن إنقاذ لبنان يبدأ من استعادة هيبته في التفاصيل الصغيرة، قبل الملفات الكبرى. فمن لا يحمي صخرته ومغارته اليوم، لن يحمي سيادته غداً".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan