الأنباء: فرنسا تعمل لتجنيب لبنان التصعيد وإشارات سعودية إيجابية باتجاه بيروت... جنبلاط يسأل المطالبين بالحياد هل ستخرج إسرائيل؟

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 14 25|09:51AM :نشر بتاريخ

وسط تزاحم الوفود الدبلوماسية الدولية الداعمة لمواقف لبنان اعتماد المفاوضات لاستعادة الاستقرار إلى الجنوب، والداعية إلى سحب سلاح "حزب الله"، ومع استمرار أجواء التصعيد الإسرائيلي العسكري المترافق مع تهديدٍ بعملية عسكرية واسعة النطاق، جاءت زيارة مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط، آن كلير لو جاندر، كمحاولةٍ للتخفيف من التصعيد وتمهيد الطريق أمام حلول تعيد الاستقرار وتجنّب لبنان تداعيات هذا التصعيد. 

وخلال جولتها على المسؤولين أكّدت أنّ فرنسا ستعمل من أجل تثبيت الاستقرار في الجنوب، وتفعيل عمل "الميكانيزم" وفق الرغبة اللبنانية. وقد سمعت المستشارة الرئاسية الفرنسية من الرئيس جوزاف عون أنّ، "الجيش اللبناني يواصل أعماله بدقة خلافاً لما تروّج له إسرائيل، وهو يحظى بدعم جميع اللبنانيين وثقة الجنوبيين، وما يُقال عن تقصير هو محض افتراء". وشدّد عون على أنّ، "الجيش يحتاج إلى تجهيزات وآليات عسكرية، وهو ما يفترض أن يتوافر من خلال مؤتمر دعم الجيش والقوات المسلّحة اللبنانية".

 

 ورأى أنّ، "إعادة الإعمار هي حجر الأساس لتمكين الجنوبيين من العودة والصمود، لكن ذلك لا يتمّ في ظل الاعتداءات اليومية ضد المواطنين والمنشآت المدنية والرسمية". وكشف أنّ "الحكومة باشرت بالتعاون مع مجلس النواب في إقرار قوانين إصلاحية، والعمل مستمر لإعداد مشاريع قوانين أخرى تأخذ في الاعتبار ظروف لبنان الاقتصادية وتتناغم مع الأنظمة المعمول بها".

لو جاندر أكّدت من السراي الحكومي دعم فرنسا الصادق لجهود الحكومة اللبنانية في تنفيذ الإصلاحات والتقدّم في المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، مشدّدةً على أنّ باريس تعتبر الاتفاق مع الصندوق خطوة أساسية لإعادة الاستقرار المالي والاقتصادي إلى لبنان.

 

موقف سعودي إيجابي من لبنان

وأمس برز موقف سعودي عبّر عنه مسؤولٌ رفيع المستوى بقوله لـ "رويترز" إنّ المملكة تثمّن الجهود التي تبذلها الحكومة اللبنانية لمنع استخدام لبنان كمنصة لتهديد أمن الدول العربية، مؤكّداً أنّ هذه الخطوات ستسهم في تحقيق تقدّم ملموس في مسار العلاقات بين البلدين، كما تقدّر المبادرات التي يقوم بها كلٌ من الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء لتعزيز التعاون الثنائي، مشيراً إلى أنّ الرياض تتطلع إلى خطوات عملية لتعزيز العلاقات التجارية بين الجانبين في المستقبل القريب. وأوضح أنّ لبنان أظهر كفاءةً في الحد من تهريب المخدرات إلى السعودية خلال الأشهر القليلة الماضية، وهو ما انعكس إيجاباً على مسار الثقة بين البلدين. وكشف المسؤول أنّ وفداً سعودياً سيزور بيروت قريباً لمناقشة إزالة العوائق التي تعطّل الصادرات اللبنانية إلى المملكة تمهيداً لمرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي المشترك.

 

جنبلاط

وفي خضمّ التجاذبات الداخلية، دعا الرئيس وليد جنبلاط المطالبين بحياد لبنان وتعديل الدستور إلى التمهّل في مواقفهم، متسائلاً: "قبل أن ننشد الحياد ونعدّل الدستور مهلاً أيها السادة. فهل إسرائيل ستخرج من الأراضي المحتلة؟" وسأل، "هل من المفيد الخروج من المحيط العربي، والتخلي عن مبدأ الأرض مقابل السلام؟ أمّا تعديل الدستور فقد يُدخلنا في دوامة نقاش داخلي نحن بغنى عنها".

رسالة جنبلاط عبّرت عن قلقه من غرق لبنان الداخلي في متاهة الجدل البيزنطي وسط التحوّلات الكبرى التي دخلتها المنطقة، والتي ستكون لها تأثيرات سلبية على وحدة لبنان واستقراره ما لم تنجح القوى السياسية في إعادة النظر بمواقفها، وتغليب المصلحة الوطنية على غيرها من المصالح. إذ بات من المؤكّد أنّ التحركات الدبلوماسية الأميركية والعربية والفرنسية باتجاه لبنان تقتصر على المتابعة الدقيقة لما يجري ميدانياً، مع محاولات لاحتواء أي تطوّر قد يدفع الأوضاع نحو مواجهة أوسع من وتيرة الضربات الإسرائيلية المستمرة.

وفي السياق يلفت المراقبون، إلى أنّ الحديث عن احتمال اندلاع حرب شاملة لا يزال العنوان الأبرز في النقاشات السياسية، على الرغم من تقاطع المعطيات بأنّ الوتيرة التي تتبعها إسرائيل لن تشهد مفاجآت قبل الزيارة المرتقبة للبابا لاون الرابع عشر، بحيث يتوقّع أن يبقى التصعيد ضمن الإطار القائم، سواءً استمرّ على وتيرته أو ارتفع بشكل محدود.

 

مجلس الوزراء 

عقد مجلس الوزراء أمس جلسته الأسبوعية برئاسة الرئيس نواف سلام، وأخذ علماً بنتائج وخلاصات أولية تتعلق باللجنة المكلفة ملف إعادة الإعمار، ودرس جدول أعماله وأقر معظم بنوده الـ 34، وأبرزها: معاودة إعطاء ساعات إضافية في الوظيفة العامة، ومضاعفة التعويض العائلي للقطاع العام 20 ضعفاً، وتعيين مدير عام لوزارة الصناعة، وإعطاء منحة مالية عن شهري تشرين الثاني وكانون الأول من العام 2025، للعسكريين العاملين بالخدمة الفعلية والمتقاعدين منهم، ولذوي الأشخاص المعتبرين شهداء من العسكريين.

واستقبل الرئيس سلام نيكولا فون آركس، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأدنى والأوسط في اللجنة الدولية للصليب الأحمر، وتناول البحث ملف الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، وضرورة مساهمة اللجنة الدولية في التأكّد من أعدادهم، وتحديد مصيرهم، ومعرفة أماكن احتجازهم والاطمئنان على ظروفهم الإنسانية وحالتهم الصحيّة. وشدّد الرئيس سلام على أنّ لبنان يطالب المجتمع الدولي والمنظمات الدولية بالضغط على إسرائيل حتى عودتهم.

 

السويداء 

في سياق آخر، أطلقت مجموعة من مثقفي وناشطي السويداء، "إعلان جبل العرب"، وهو مسار إنقاذ وطني يقوم على المواطنة والقانون والعدالة الانتقالية واحترام التنوّع. وعبّر الموقّعون على الإعلان عن إدانة كل أشكال العنف والتطرّف من جميع الجهات التي ارتكبت جرائم وانتهاكات طالت المدنيين الأبرياء، وأعلنوا رفضهم القاطع لكل التدخلات الخارجية ورفع الأعلام الأجنبية، ولا سيّما علم إسرائيل، العدو التاريخي للشعب السوري. وطالبوا بمعالجة الآثار العميقة للأحداث عبر الاعتراف بالجرائم ومحاسبة جميع مرتكبيها، والإفراج الفوري عن جميع المخطوفين والمخطوفات، وتأمين طريق دمشق – السويداء، والبدء الفوري بإعادة إعمار المنازل المدمرة وترميم البُنى التحتية، وتأمين عودة النازحين، وضمان عدم عرقلة مهمة لجنة تقصّي الحقائق الدولية، وكذلك حلّ مشكلة الطلاب من أبناء المحافظة، وضمان وصولهم إلى جامعاتهم ومدارسهم.

 

واعتبر الموقّعون على الإعلان أنّ خارطة الطريق الموقَّعة في دمشق في 16 أيلول 2025 تشكّل مدخلاً لحلّ أزمة السويداء. وأعربوا عن رفضهم جميع الدعوات أو النشاطات المتماهية مع مشاريع الاحتلال، أو الطروحات الانفصالية التي تُنكر الهوية الوطنية، مؤكّدين أنّها لا تمثّل إلّا أصحابها.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية