كرامي من قلعة راشيا: التربية أساس حماية الهوية الوطنية
الرئيسية تربية / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 14 25|20:30PM :نشر بتاريخ
كرامي من قلعة راشيا: التربية أساس حماية الهوية الوطنية
اقيم مهرجان الإستقلال في قلعة راشيا برعاية وحضور وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي وحضور عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور، وبدعوة من بلدية راشيا ممثلة برئيسها رشراش ناجي ورئيسة لجنة السياحة في البلدية منسقة المهرجان فريال صعب وأعضاء المجلس البلدي وبمشاركة اتحاد بلديات جبل الشيخ ممثلا برئيسه نظام مهنا وأعضاء الاتحاد ومخاتير راشيا وبحضور تربوي حاشد لمعظم المؤسسات التربوية في المنطقة وعدد من المناطق اللبنانية، وبمشاركة آلاف الطلاب من معظم المناطق اللبنانية.
حضر المهرجان الشيخ حسن أسعد ممثلا النائب الدكتور قبلان قبلان، قائمقام راشيا نبيل المصري، الاكسيرخوس إدوار شحاذي ممثلا المطران الياس كفوري والمدارس الأرثوذكسية، مدير التعليم الثانوي الدكتور خالد فايد، مدير التعليم الأساسي الدكتور جورج داود، مديرة مكتب وزيرة التربية الأستاذة مايا مداح، والمستشار الإعلامي ألبرت شمعون، مسؤول دراسات بعلبك الهرمل الدكتور وسام غازي، مسؤولو أحزاب وقوى وتيارات سياسية، مديرو ثانويات ومدارس ومعاهد رسمية وخاصة، ممثلو جامعات ومؤسسات تربوية، رؤساء بلديات ومخاتير وفعاليات تربوية وثقافية ونقابية واجتماعية.
صعب
تحدثت في الإحتفال رئيسة اللجنة السياحية في بلدية راشيا منسقة المهرجان فريال صعب فقالت: "نجتمع في قلعة الإستقلال طلاب لبنان الواحد، لبنان التلاقي والعيش المشترك لنحتفل بعيد الإستقلال، لنؤكد ان لبنان المستقبل لن يكون الا بالاستقلال التام، تحت سقف الدولة اللبنانية وتحت مظلة العلم اللبناني، هذه القلعة التي تحمل مجد لبنان ومنها ولد الإستقلال".
ناجي
رئيس بلدية راشيا رشراش ناجي قال في كلمته: "نحن اليوم نحلم بجيل المستقبل وكلنا أمل بمعالي وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي وبسياساتها التربوية الحكيمة لاستعادة دور لبنان التربوي. ومن هذا الصرح التاريخي ورمزيته الوطنية حيث سطّر رجالات الدولة في الثاني والعشرين من نوفمبر 1943 ملحمة بطولية فكان الاستقلال
وها هي قلعة راشيا على قاب قوسين وأدنى من افتتاح متحف الاستقلال لتصبح من أهم المعالم السياحية والثقافية في لبنان.
وأخيرا التاريخ سيذكر المواقف والأفعال وليس الكلام والأمنيات فأنت من حفر اسم راشيا في التاريخ من قلعتها إلى سوقها وجبلها إلى كل تفصيل فيها، شكرا معالي الوزير وائل أبو فاعور فأنت الرقم الصعب شاء من شاء وأبى من أبى".
مهنا
رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ نظام مهنا قال: "أُرحِّب بكم جميعًا في بلدتِكم راشيا الوادي بلدةِ القِيَمِ الوطنيّةِ والعطاء بلدةِ الاستقلال، وتحت رايةِ الاستقلالِ الذي صُنِعَ بتضحياتِ الأبطالِ وإيمانِهم بقدرةِ هذا الوطنِ على النهوضِ مهما اشتدّت الصعاب".
وتابع "إنّ حضورَ معالي الوزيرة بيننا اليوم هو دعمٌ واضحٌ لمسيرةِ التربيّةِ التي لا تقوم على التعليمِ فحسب، بل على بناءِ الشخصيّةِ الوطنيّةِ وتعزيزِ قيمِ الانتماءِ للأرضِ والمجتمع وهذه هي الركائزُ الأساسيّةُ لبناءِ الإنسانِ الفاعل، وأضاف "بالعِلمِ والمعرفةِ نصونُ استقلالَنا
وبالتربيةِ الصحيحةِ نحافظُ على قيمِنا ووحدتِنا الوطنيّة. فيا طلّابَ بلادي أنتم أملُ لبنانَ ومستقبلُه، أنتم قوّتُه الحقيقيّة، كونوا يدًا واحدةً ترفع علمَ لبنان بالمحبّةِ والالتزام، ولا تدَعوا السياسةَ أو الطائفيّةَ تُفرِّق بينكم؛ فلبنانُ يَحيا بالوحدةِ والأُخوّةِ ويضعفُ بالتفرقة".
ابو فاعور
عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل ابو فاعور توجه الى الوزيرة كرامي فقال: "نقدر زيارتك الى راشيا نحن نفتخر بك و نشكرك نشكر محبتك لكل طلاب لبنان".
وأضاف ابو فاعور: "اهلا وسهلا بك نشكر رعايتك لهذا اللقاء الواسع ارحب بالجميع وارحب بكل طلاب لبنان من الشمال والجنوب والبقاع وبيروت وجبل لبنان، ومن كل لبنان من اقصاه إلى اقصاه، هنا في هذه المساحات المشتركة يصنع مستقبل لبنان هذا جيل المستقبل، هذا جيل الامل، هذا جيل الوطن، هذا جيل المواطنة، هذا الجيل الذي نحلم بان يخلق وطناً من دون ضغائن ومن دون كراهية ومن دون احقاد ومن دون انقسامات"
وتابع ابو فاعور "هذا يوم للفرح يوم للاستقلال يوم للتعليم يوم للتربية هذه المسيرة التي ترعاها برمش العين في لبنان تحية الى فخامة رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون تحية الى دولة رئيس مجلس الوزراء تحية الى الجيش اللبناني تحية الى كل طلاب لبنان انتم الامل وانتم المستقبل شكرا لبلدية راشيا ولاتحاد البلديات ولمنسقة النشاط فريال صعب ولكل الحضور".
كرامي
وزيرة التربية والتعليم العالي الدكتورة ريما كرامي قالت في كلمتها: "نلتقي اليوم في مناسبةٍ يتجدّد فيها معنى الاستقلال، لا كذكرى نعلّقها على جدران الزمن، بل كقيمةٍ حيّة نمارسها يوميًا في حماية الدولة وبناء الإنسان. فالاستقلال الحقيقي لا يُقاس بغياب الوصاية فحسب، بل بقدرتنا على صون هويّتنا الوطنية، وترسيخ روايتنا الجامعة، وإحياء روح المواطنة في مؤسساتنا ومجتمعنا".
وتابعت "كيف لا، ولقاؤنا اليوم في بقعةٍ من لبنان حفرت في حجارتها لحظات مشرفة من تاريخه — راشيا التي يتلألأ اسمها كلما ذُكر الاستقلال وتنير قلعتها الوجدان. ولم يبق هذا التميّز مجرّد لمحاتٍ في التاريخ نستذكرها، بل أنتم اليوم، طلاب لبنان، ومعكم هذا اللقاء الوطني الجامع، تجسّدونه من جديد، حيث يلتقي أبناء الشمال بعروبتهم مع أهل الجنوب بصمودهم، وتتعانق بيروت في مجدها مع أهل الجبل والبقاع في نسيجٍ يجسّد الوحدة الوطنية المنشودة.
أيّها الأعزّاء،
في قلب هذا الحلم، تقف وزارة التربية والتعليم العالي أمام مسؤوليّة وطنيّة كبرى. ففي كلّ بلد يسعى لصون استقلاله، تكون التربية حارس وجدانه الجماعي، والدرع الذي يحمي هويّته من التشظّي. هي الجهة التي يُناط بها بناء المواطن لا المتعلّم فقط، وترسيخ الحسّ الوطني لا نقل المعرفة فحسب. وفي مؤسساتها تُصاغ السياسات التي ترسم مستقبل الوطن، وفي مدارسها تتكوّن القيم، وتُغرس البذور الأولى للمواطنة".
وأضافت "من هذا الإدراك، تتحمّل وزارة التربية في لبنان مسؤوليّة استثنائية في مرحلة حسّاسة من تاريخ الوطن، حيث تتنازع السرديات، وتضعف الثقة بالدولة، وتتهدّد قيم العيش المشترك. لذلك كان واجبنا أن نعيد من خلال التربية السردية الوطنية الواحدة، تلك التي تجمع اللبنانيين، وتعيد الاعتبار لفكرة الدولة الحاضنة الجامعة، دولةٌ تتجاوز الانقسامات، وتفتح أمام أبنائها مساحة آمنة لعيش كريم يقوم على القانون والصالح العام.
وفي قلب هذه الرؤية تبرز المدرسة الوطنية بوصفها النموذج الأسمى لما نريده للتربية في لبنان.
مدرسةٌ تحمل صفة الوطنية في معناها العميق — وطنيةٌ في رسالتها، في تنوّعها، في شراكتها، وفي انفتاحها على مجتمعها.
هي المدرسة التي تُجسّد رؤية التربية 2030 التي أطلقناها، رؤيةً تقوم على سبعة مجالات مترابطة: تعليم نوعي، قيادة تربوية فاعلة، بنية تحتية عصرية، رقمنة تربوية، تعليم دامج وشمولي، تعاون مع المجتمع المحلي، وشراكات مع الجامعات ومؤسسات البحث والتطوير.
مدرسة تُنصف كل طفل وطفلة، وتفتح أبوابها أمام الجميع دون تمييز؛ تربط المتعلم ببيئته ومجتمعه؛ وتستثمر في التكنولوجيا كجسر للمعرفة لا كترف. مدرسةٌ يدعمها مكانٌ آمن يربّي كما يعلّم، ويمنح الطالب شعور الانتماء والقدرة على الإبداع.
ولا أخفي عليكم أنّ وجودي اليوم بين هذا الجمع الذي يضم مدارس وثانويات من مختلف مناطق الوطن، أعاد إليّ اليقين بأنّ المدرسة الوطنية ليست حلمًا بعيدًا، بل حقيقة بدأت تنفض عنها غبار الأزمة، وتستعيد دورها كمنارة تغيير وبناء.
أيّها الحضور الكريم،
نحن نسعى لتأسيس ركيزة الدولة الحديثة. وكل مسار إصلاحي — مهما كان ضروريًا — لا بد أن يرافقه بعض الألم والتضحيات. فالحياة نفسها تولد من رحم الألم. واليوم نحن أمام قرارات قد لا تبدو شعبية، لكنها ضرورية لحماية المدرسة الرسمية وضمان استقرارها. وملف المنتدبين واحد من هذه القرارات التي تهدف إلى سدّ الفراغ الذي خلّفه انتقال جزء من الملاك إلى التعليم الثانوي، وتخفيف الأعباء المالية، وإعادة تشكيل مجالس المدارس بشكل سليم، والعودة إلى أداء تعليمي مستقر.
وفي الوقت نفسه، نحن متفهمون تمامًا لواقع بعض الثانويات وحاجتها الملحّة لبعض المنتدبين. لذلك سنجري دراسة دقيقة لكل طلب، انطلاقًا من معايير تربوية واضحة تُقدّم مصلحة التلامذة والتربية فوق أي اعتبارات خاصة أو ضيقة.
وقبل أن نعود إلى روح لقائنا، اسمحوا لي أن أتوقف عند دور الإعلام في هذه المرحلة الحساسة. أنتم سلطتنا الرابعة، عين ساهرة على الحقيقة، وصوت وطني مسؤول. وإذا جاءكم خبر، فتبينوا. لا تدعوا شغف السبق أو كشف الفساد يحجب حكمتكم، أو يجركم إلى معارك سياسية عقيمة. أبواب الوزارة وبياناتها ومعلوماتها في متناولكم ضمن القانون والأصول. فكونوا شركاء في حماية المدرسة الرسمية ورفع رايتها. ولنتذكر جميعًا أن كثيرًا من أقلامكم كتبت كلماتها الأولى على مقاعدها.
أيّها الأعزاء،
اجتماع كهذا يحمي وجدان لبنان من الانقسام، ويمنح أبناءه ذاكرة مشتركة ورواية واحدة لوطن واحد.
وأنتم، يا طلاب لبنان، حَمَلةُ راية الأمل في مستقبل أكثر تماسكًا وعدلًا.
وما تجديد المناهج إلا تعبيرٌ عن التزامنا بأن تعكس هذه المناهج تاريخًا وطنيًا مشتركًا، وأن ينتقل تعليم المواطنة من الكتب إلى السلوك والممارسة، وأن يمتلئ المعلّمون بالمعرفة والمهارات التي تجعلهم رسلًا للانفتاح والعقلانية والحوار. وهكذا يتحقق التكامل بين الممارسة والمصدر، ونقترب من الهدف الذي نسعى إليه.
أيّها الأعزّاء،
التربية ليست ترفًا ولا قطاعًا خدميًا، بل مشروع وطني متكامل تُبنى به الدولة وتُصان. وإذا كانت الجيوش تحمي الحدود، فإن التربية تحمي الوجدان الوطني من التفكك، وتمنحنا القدرة على البقاء شعبًا واحدًا رغم اختلافاتنا.
وفي هذا العيد الوطني، نؤكّد التزامنا بأن تبقى التربية اللبنانية صوت الدولة ورسالتها وأداتها لبناء التماسك الوطني. وأريد لكم — يا طلاب لبنان — أن تعيدوا اكتشاف وطنكم، لا كجغرافيا فحسب، بل كحالة إنسانية فريدة تجمع بين التنوع والوحدة، بين الحرية والانتماء، بين العقل والإيمان.
وختامًا، أشكركم فردًا فردًا على هذا الإنجاز الوطني التربوي الوحدوي…
وأخصّ بالشكر من صمّم فكرة هذا اللقاء، ومن عمل على تنظيمه، وكل المدارس والثانويات وطلابها الذين شاركوا فيه ورافقوا نجاحه بروح مسؤولة ووطنية. لقد أنرتم الذكرى وجسدتم معانيها بأرقى الصور، وجعلتم من عيد الاستقلال هذا العام نقطة انطلاق نحو استقلالٍ تربوي يعيد بناء المواطن، ويحصّن المجتمع بالمعرفة والقيم، ويجعل من المدرسة الوطنية بوابة عبور إلى لبنان الذي نحلم به".
ثم شكرت النائب ابو فاعور على اهتمامه ومتابعته وجهوده
لبنان العدالة، والكرامة، والإنسان.
ثم تقدمت الدكتورة كرامي والنائب ابو فاعور المسيرة الطلابية من القلعة عبر درج الاستقلال مرورا بسوق راشيا الاثري وصولا الى القاعة العامة، حيث اقيم احتفال فني كبير تضمن عرضا للنشاطات الفنية والتربوية والوطنية التي قدمها طلاب المدارس المشاركة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا