ميشال معوض: اغتيال الرئيس رينيه تفجير فرصة ومشروع
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Dec 07 25|19:53PM :نشر بتاريخ
أحيت عائلة الرئيس الشهيد رينيه معوض وعائلات الشهداء الذكرى السادسة والثلاثين لاغتياله في احتفال حاشد في زغرتا، برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. حضر المراسم ممثلون عن الرؤساء الثلاثة، ووزراء ونواب حاليون وسابقون، إلى جانب ممثلين عن المرجعيات الدينية، وقادة الأجهزة الأمنية، وعدد من السفراء العرب والأجانب، وممثلين عن الأحزاب والقوى السياسية، إضافة إلى فعاليات قضائية ونقابية واجتماعية وحشد كبير من المشاركين ومحبي الرئيس الشهيد.
رئيس الجمهورية
بداية النشيد الوطني، تلتـه سلسلة كلمات تناولت سيرة الرئيس الشهيد ومشروعه الوطني ودلالات اغتياله. وقد وجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون رسالة بالمناسبة، أكد فيها تمسّكه بالمبادئ التي حملها الرئيس الشهيد، قائلاً: "إنّ الرئيس معوض كان رجل دولة بامتياز آمن بلبنان السيد الحر المستقل، ولم يتردد في تحمّل مسؤوليته الوطنية في أحلك الظروف. وقف إلى جانب اتفاق الطائف باعتباره فرصة لإنهاء الحرب الأهلية وإعادة بناء الدولة على أسس جديدة من العيش المشترك والوحدة الوطنية، وإنّ استشهاده لم يكن مجرد اغتيال لرئيس بل محاولة لاغتيال مشروع وطني ولإجهاض فرصة السلام والاستقرار”.
سلام
كما كان لرئيس الحكومة الدكتور نواف سلام كلمة مسجلة، شدد فيها على أنّ "اتفاق الطائف لا يزال بانتظار التطبيق”، مؤكداً أنّ "الحكومة تضع في صلب أولوياتها إعادة بناء الدولة وترسيخ حصرية السلاح بيدها وحدها"، معتبراً أنّ "ذلك هدف مركزي في مشروعها السياسي والوطني”.
بولس
النائب السابق المحامي جواد بولس اعتبر أنّه "بعد ستة وثلاثين عاماً من العدالة المؤجلة بدأ نور الحقيقة يسطع"، مؤكداً أنّ “وقت الدولة قد حان”.
الحلو
وجدد رئيس "المؤتمر الوطني اللبناني" العميد المتقاعد خليل الحلو تمسّكه بثوابت الرئيس الشهيد، مستذكراً إياه “رجل سلام سعى إلى تكريس منطق الدولة”.
عويس
وأكّدت ممثلة قطاع الطلاب في "حركة الاستقلال" كريستال عويس أنّ "دم الرئيس معوض لن يبقى ذكرى بل سيصبح نبضاً”، معتبرة أنّه "أدخل الدولة إلى زغرتا الزاوية وأن اغتياله كان استهدافاً لمشروع الدولة بأكمله".
طبارة
من جهتها، شددت المحامية والناشطة السياسية والاجتماعية إيمان طبارة على أنّ "اغتيال الرئيس معوض كان محاولة واضحة لاغتيال فكرة الدولة، لأن الرجل سعى إلى إرساء منطق المؤسسات والشرعية”.
الامين
أما الكاتب السياسي مروان الأمين، فأشار إلى أنّ "اكتمال مشروع الرئيس معوض قبل ستة وثلاثين عاماً كان ليحوّل الجنوب إلى ساحة حياة لا ساحة حرب، ولكان جنّب لبنان الكثير من الدمار والمآسي”.
وقال: "بعد ان نصير دولة، على الدولة أن تدخل باسم جميع اللبنانيين في مفاوضات مع اسرائيل، لتحقيق هدفين: الأول، استرجاع كل حقوق اللبنانيين؛ والثاني، الوصول الى اتفاق سلام يوقف النزيف الحالي."
حرب
ونعى ناشر ورئيس تحرير جريدة “النهار” الأسترالية أنور حرب، "انهيار مشروع الدولة مع استشهاد الرئيس معوض"، مستذكراً إياه “رئيساً استشهد حرصاً على الهوية والجمهورية فيما كان الاحتلال يدمر تحت الشمس”.
المشنوق
من جهته، أكد الناشط السياسي والأستاذ الجامعي الدكتور صالح المشنوق أنّ "السنوات الست والثلاثين الماضية حملت احتلالات واغتيالات وهجرة وحروباً"، وقال: “كفانا لا نريد الخضوع ولا المساندة لأحد”.
ميشال معوض
وفي ختام الحفل، وبعد عرض تسجيل من خطابات الرئيس معوض، ألقى رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض كلمة استعاد فيها خطاب الرئيس الشهيد قبل ستة وثلاثين عاماً، مؤكداً أنّ ما سمعه اللبنانيون في حينه ما زال صالحاً اليوم.
وقال: "إنّ اغتيال الرئيس رينه معوض لم يكن تفجير موكب بل تفجير فرصة ومشروع”، مشدداً على أنّه "اغتيل لأنه أراد لبنان دولة سيدة حرة مستقلة، دولة لجميع أبنائها لا مزرعة لأحد ولا ساحة لصراعات الآخرين”.
وأضاف: "أنّ استشهاده شكّل نقطة تحوّل أدخلت لبنان في ست وثلاثين سنة من الوصايات والهيمنة والاغتيالات وتدمير المؤسسات والاقتصاد والانهيار والهجرة".
وأكد معوض أنّ "لبنان اليوم أمام فرصة تاريخية لقلب الصورة بعد سقوط شعارات الممانعة التي استباحت البلاد، وبعد تكرّس الحقيقة بأنّ السلاح خارج الدولة لم يشكل يوماً رادعاً لإسرائيل بل منع قيام الدولة وهدّم الاقتصاد وحرَم اللبنانيين الأمان والازدهار".
وشدد على أنّ “الدولة الآن هي الخيار الوحيد”، مؤكداً "الحاجة إلى مفاوضات تقودها الدولة وحدها مع إسرائيل أولاً، وأيضاً مع سوريا وإيران، لإخراج لبنان من دوامة الحرب المفروضة عليه منذ عقود وحل المشاكل العالقة مع محيطه، على أسس الدستور والسيادة والمصلحة الوطنية بعيداً عن أي وصاية أو محاور".
وحيا معوض قرار رئيس الجمهورية، بالتعاون مع رئيسي الحكومة ومجلس النواب، بتعيين السفير سيمون كرم لقيادة المفاوضات مع اسرائيل.
وقال: “نريد دولة الآن، دولة لا تستثني أحداً، دولة تحفظ التعددية ولا تطوق أي مكوّن، دولة ترفض أن تبقى رهينة لأي منظمة مسلّحة تفرض مشروعاً غريباً على اللبنانيين”.
وحدد معوض ملامح مشروعه الوطني: دولة اللامركزية، الدولة الحديثة الرقمية، اقتصاد شرعي محرر من الفساد ومن الاقتصاد الأسود، قضاء مستقل وهيئات رقابية مفعلة، إعادة الحقوق المشروعة إلى المودعين، مؤكداً أنّ “ليس قدرنا للانهيار”.
وختم: "سقط نظام الأسد انتصر رينه معوض ومشروعه ولو بعد حين، الممانعة بدأت بالسقوط. سنبني الدولة، وسيبقى أولادنا في وطنهم، سنقضي على اقتصاد المافيات وسنحاسب الفاسدين، وسيكون لبنان الغد دولة وسيادة وسلاما وازدهارا”، مستعيداً كلمات الرئيس الشهيد “تعالوا نتحد نبني معاً نفرح ونعيش”.
وتخلل الاحتفال وصلة وطنية أدّاها المايسترو إيلي العليا والأوركسترا، فأضفت على المناسبة بعداً وجدانياً عبّرعن تمسّك اللبنانيين بحلم الدولة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا