افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 10 ابريل 2024
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Apr 10 24|08:40AM :نشر بتاريخ
الأخبار
في ذروة التصعيد بين إيران وإسرائيل عقب الهجوم الذي استهدف، الأسبوع الماضي، القنصلية الإيرانية في دمشق، والتكهنات المختلفة في شأن ردّ طهران عليه، وشكله وتوقيته، بدأ وزير خارجية الجمهورية الإسلامية، حسين أمير عبد اللهيان، جولةً إقليمية شملت كلّاً من سلطنة عمان وسوريا. ووفق مصادر مطّلعة تحدّثت إلى «الأخبار»، فإن إيران تريد، من خلال مشاوراتها الدبلوماسية، ممارسة الضغط لإقرار وقف لإطلاق النار في غزة، وكذلك الحدّ من توسّع رقعة الحرب، في حال الردّ على الاعتداء الإسرائيلي.وكانت العاصمة العمانية، مسقط، محطّة عبد اللهيان الأولى، حيث التقى، الأحد، نظيره العماني بدر البوسعيدي، إلى جانب لقائه الناطق باسم حركة «أنصار الله»، رئيس وفدها المفاوض محمد عبد السلام. وتفيد المعلومات التي استقتها «الأخبار»، بأن الزيارة كانت مقرّرة يوم الثلاثاء، في الثاني من نيسان، بيد أن الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق يوم الإثنين، والذي أسفر عن مقتل سبعة من أعضاء «الحرس الثوري»، بمن فيهم محمد رضا زاهدي، أحد كبار قادة «فيلق القدس»، تسبّب في إرجائها. وكانت اضطلعت سلطنة عمان بدور لافت في القضايا الخلافية بين طهران وواشنطن، ومهّدت، من خلال وساطتها على مدى السنوات الأخيرة، مراراً لتقريب وجهات النظر وتقليص الخلافات بين البلدَين. وطوال الأشهر الماضية، عقب عملية السابع من أكتوبر، تبادلت إيران والولايات المتحدة رسائل - بشكل رئيسي - عبر القناة العُمانية، بهدف خفض التصعيد في المنطقة، حتى إن محادثات عُقدت بين الجانبين في كانون الثاني الماضي في مسقط، شكّلت قضايا المنطقة، بما فيها وقف إطلاق النار في غزة وأيضاً تطوّرات الوضع في البحر الأحمر وحراك «أنصار الله» في اليمن، أحد موضوعاتها.
وأبلغ مصدر دبلوماسي إيراني مطّلع، «الأخبار»، بأن «ثمّة خلافات كبيرة قائمة بين إيران وأميركا، بيد أنهما تبادلتا، خلال الأشهر الأخيرة، رسائل تهدف إلى الحدّ من خروج التصعيد عن السيطرة في المنطقة، وأحدثها جاءت بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير على القنصلية الإيرانية في دمشق»، لافتاً إلى أن «أحد أهمّ أهداف زيارة أمير عبد اللهيان لمسقط، هو تبادل الرسائل بين طهران وواشنطن للسيطرة على الوضع». وقال إن «إيران طلبت من أميركا ألّا تتدخّل في حال ردّت طهران على الهجوم الإسرائيلي، فيما بعثت واشنطن برسالة إلى طهران تدعوها فيها إلى الامتناع عن مهاجمة الأهداف الأميركية في المنطقة». وبحسب المصدر المطّلع، فإن إيران «سعت، في ظلّ المشاورات الدبلوماسية، إلى توفير ظروف تسهم في الحدّ من توسّع نطاق الحرب في المنطقة في حال أبدت ردّ فعل تجاه إسرائيل، وألّا تتدخّل أميركا في هذه الحرب؛ وهو الهدف الذي قد تبتغيه إسرائيل، وعلى وجه التحديد رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو».
وتابع المصدر قائلاً إن «إيران لا تزال تطرح ما يلي: إذا تمّ التوصّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة ولم تهاجم إسرائيل مدينة رفح، فإنها جاهزة، وفي سبيل خفض التصعيد والتوتّر، لأن لا تُقدِم في الوقت الراهن على أيّ عمل ضدّ إسرائيل، على رغم أن رداً لم يُعطَ إلى الآن على هذا الاقتراح». ووفق المصدر، فإن «طهران توصّلت إلى استنتاج مفاده أن إسرائيل في صدد الخروج من مأزق غزة من طريق إثارة أزمات جديدة، وهي تحاول جرّ إيران وأميركا إلى مواجهة مباشرة؛ وعليه، فإن تبادل الرسائل الأخيرة بين طهران وواشنطن، تمّ بهدف احتواء المخطّط الإسرائيلي المتقدّم». وفي هذا السياق، أعلن الناطق باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، الإثنين، أنه «إذا كانت طهران ترغب في وقف إطلاق النار في غزة، فيتعيّن عليها أن تستخدم كل قوّتها للضغط على حماس لحمْلها على قبول الاتفاق المطروح على الطاولة».
وفي ختام زيارته لمسقط، توجّه وزير الخارجية الإيراني، الإثنين، إلى دمشق، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، ووزير خارجيته فيصل المقداد، كما افتتح المبنى الجديد للقنصلية الإيرانية في العاصمة السورية، وذلك بعد أسبوع واحد من الهجوم الإسرائيلي. ومن هناك، قال بصراحة: «أعلن بصوت عالٍ من دمشق أن إسرائيل ستُعاقَب»، مضيفاً أن «أميركا تتحمّل مسؤولية مهاجمة السفارة الإيرانية»، وأن «كيفية ردّ الجمهورية الإسلامية على إسرائيل، ستتّضح في الميدان». وفي الموازاة، عزّز تأخّر الردّ التكهنات القائلة إن السلطات الإيرانية تقوم بدراسة الظروف، حتى لا يُفرز الهجوم على إسرائيل، في الظروف الحالية، أوضاعاً تخدم نتنياهو الساعي إلى البقاء في السلطة من طريق زيادة التصعيد. وهكذا، كلّما مضى الزمن، عزّزت الشواهد والمعطيات في طهران، الاعتقاد السائد بأن إيران قد لا تقوم بردّ مباشر على الهجوم الإسرائيلي، بل إن حلفاءها في المنطقة سيتولّون المهمّة، علماً أن مراقبين يذهبون إلى القول إن هذا الأمر يتوقّف على عوامل أخرى، بما فيها مصير المحادثات الرامية إلى وقف الحرب في غزة.
الجمهورية
فيما استعيد جثمان منسّق حزب «القوات اللبنانية» باسكال سليمان وسيارته من سوريا، وسط أجواء مشحونة بالغضب والاستنكار واتساع دائرة التحقيقات لكشف كل ملابسات الجريمة ودوافعها وإنزال أشد العقوبات بمرتكبيها، نشطت الاتصالات في مختلف الاتجاهات وعلى كل المستويات الرسمية والسياسية والامنية لمنع اي ردود فعل عليها يمكن ان تهدد الامن الوطني والسلم الاهلي، فيما يتطلّع الجميع الى مرحلة ما بعد عيد الفطر لعلها تكون بداية لانطلاقة جديدة في اتجاه إنقاذ لبنان من ازماته المتناسلة. لكنّ هول الجريمة ومضاعفاتها لم يحجبا الاهتمام ببقية القضايا الداخلية وعلى الجبهة الجنوبية، وفي هذا الاطار إجتمع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع المنسقة الخاصة للأمين العام للامم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي أطلعته على نتائج زيارتها لنيويورك واجتماعها مع اعضاء مجلس الامن فيما يتعلق بالقرار الدولي 1701 ودعم الجيش اللبناني.
مَرّ لبنان في قطوع كبير وخطير كاد ان ينزلق معه السلم الأهلي إلى ما لا تحمد عقباه، إثر مقتل منسق حزب «القوات اللبنانية» في جبيل باسكال سليمان على يد عصابة سرقة سيارات حسبما دَلّت التحقيقات الى الآن… القطوع مر لكن الحقيقة بقيت غامضة.
وكشف مصدر حكومي بارز لـ«الجمهورية» انّ نقاطاً مهمة جداً بقيت عالقة وملتبسة في مسار الجريمة والتحقيق معا. وقال: «حسناً فعلت الأجهزة الأمنية بسحب فتيل التفجير لكن اسئلة عدة بقيت من دون اجوبة، وهذا ما يشير إلى وجود قطبة مخفية خصوصاً لجهة تسريب الفيديو وانتشاره بسرعة فائقة كالنار في الهشيم وكأنّ المطلوب كان مخططا لفتنة كبيرة لبث نفس التحريض والاستفادة من الثغرات التي لم تتضِح في التحقيق».
وعلمت «الجمهورية» ان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصل بوزير الداخلية بسام مولوي أمس الأول وقال له: «يجب ان نتحرك سريعا، وفي هذه الحالة على المجلس الأعلى للدفاع ان ينعقد فوراً لكن لا أستطيع دعوته نظراً لحساسية المرحلة وفي ظل الفراغ الرئاسي وحتى لا أتّهَم مرة جديدة بمصادرة صلاحيات الرئيس، لذلك اطلب منك دعوة مجلس الأمن المركزي الى الاجتماع في إطار المتابعة الحكومية، وانتظر تقريرا مفصلا حول الواقعة»…
حجّار وشرف الدين
وفي هذا الاطار تحدث وزير الشؤون الاجتماعة هيكتور حجّار لـ«الجمهورية» عن الاجراءات الواجب ان تتخذها الحكومة في حق النازحين السوريين غيرالشرعيين: «ان الموضوع الامني للنازحين هو في يد الاجهزة العسكرية والامنية لا في يد الحكومة، وبالنسبة الى ما خصّ موقفي حول الاجراءات المطلوبة فقد قلتُ ما قلته مراراً وهو معروف». واضاف: «ما قلته هو أنّ الأوروبيين أبلغوني خلال جولتي الأوروبيّة الأخيرة بخفض سقف المساعدات الماليّة للنازحين السوريين المقيمين في لبنان، وإنّ مسؤولاً فرنسياً في الاتحاد الأوروبي كشف أنّ مصير السوريين في لبنان سيكون مماثلاً لمصير اللاجئين الفلسطينيين، وعلينا كلبنانيين أن ننسى الحدود التي رسمتها فرنسا وبريطانيا، فسايكس ـ بيكو يُعاد رسمه في المنطقة مع تغيير ديموغرافي في لبنان!».
ولفت الانتباه أمس كلام وزير المهجرين المكلف من الحكومة متابعة الملف مع السلطات السورية الدكتورعصام شرف الدين، عن «وجود 20 الف مسلح في مخيمات النازحين بينطِلبوا في ساعة الصفر».
وقالت مصادر مطلعة ان كلام الوزيرين المعنيين بملف النازحين يسلّط الضوء اكثر على تفاقم مشكلة النازحين وتحولها قضية وطنية وليس مجرد قضية امنية او انسانية، او حتى اقتصادية بالنسبة الى النازح الذي لا يجد عملا في سوريا نتيجة اوضاعها الاقتصادية وكأنّ وضع لبنان الاقتصادي والخدماتي افضل؟ وهذا الامر بات يفرض على الحكومة البدء بتنفيذ خطة عودة النازحين التي أقرّها مجلس الوزراء العام الماضي وتوقف تنفيذها بطلب من الدول الغربية، مرفقاً بتهديدات بقطع كل المساعدات (الشحيحة اصلاً) واتخاذ إجراءات في حق لبنان، تحت عناوين حقوق الانسان وحق اللجوء ومساواة السوري النازح وغير النازح باللبناني في العمل والاقامة… الى ما هنالك من خطط ومشاريع باتت تهدد لبنان على كل المستويات.
وقد جاءت جريمة خطف سليمان وقتله لتزيد حماوة هذا الملف والضغط على الحكومة، بهدف وقف التلكؤ ومسايرة دول الغرب على حساب مصلحة لبنان وشعبه بالامن والاستقرار.
وقال مولوي بعد اجتماع مجلس الامن المركزي امس: «انّ جريمة قتل باسكال سليمان ارتكبها سوريون»، موضحًا أنّ «التحقيقات بوشرت منذ اللحظات الأولى وكل الأجهزة الأمنية والعسكرية تنسّق بين بعضها البعض الآخر»، مشيرًا إلى أنّ «السيارة المُستخدمة في العمليّة سُرقت من الرابية قبل أيّام». موضحًا «أننا لن نقبل إلّا بكشف خيوط الجريمة كاملة وإصدار القرار العادل بحق المرتكبين»، ومؤكدًا أنّ خيوط الجريمة ستكشف طالما أن المرتكبين تم إيقافهم، و»دعونا لا نقارن جريمة باسكال سليمان بغيرها». وأوضح أنّ «الوجود السوري غير مقبول ولا يتحمله لبنان، ونرى أن هناك كثيرا من الجرائم يرتكبها سوريون»، كاشفًا أنّ «نسبة الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية بلغت 35% تقريباً».
وردًا على كلام وزير المهجرين عن وجود 20 الف مسلح في المخيمات، قال مولوي: «لا أعلم إذا قام (الوزير) بِعَدّهم، ولدى القوى الأمنية كل المعلومات في ما خص المخيمات». وأوضح أنّ إحالة قضيّة سليمان على المجلس العدلي «يقرّرها مجلس الوزراء وفقًا للأصول».
تحقيق شفّاف
في غضون ذلك، ينتظر ان يستقر جثمان سليمان في مستشفى سيدة المعونات في جبيل بعد ان يتم نقله من المستشفى العسكري بعد تشريح الجثة على يد اطباء شرعيين وذلك في اطار التحقيق في الجريمة ولمعرفة اسباب الوفاة، خصوصاً انّ ما شاع من معلومات اشار الى ان سليمان قضى داخل صندوق السيارة الذي وضع فيه بعد خطفه وتعرّضه للضرب على الرأس بأعقاب مسدسات خاطفيه نتيجة مقاومته لهم.
ونقلت وكالة «رانس برس» عن مصدر قضائي قوله إن «إفادات الموقوفين أجمعت على أن الدافع الوحيد للجريمة هو سرقة» سيارة سليمان. واشار الى أن الموقوفين «اعترفوا بأنهم ضربوه بأعقاب المسدسات على رأسه ووجهه حتى يتوقف عن مقاومتهم، ومن ثمّ وضعوه في صندوق سيارته (…) ودخلوا إلى سوريا». وأضاف: «عندما وصلوا إلى الأراضي السورية، تبين لهم أنه فارق الحياة».
وعُثر على الجثة في الأراضي السورية، بحسب المصدر العسكري الذي لفت إلى أنّ المشتبه بهم ينتمون إلى عصابة نفّذت كثيراً من عمليات سرقة لسيارات فخمة في لبنان.
ودعت الدائرة الإعلامية في حزب «القوات اللبنانية»، في بيان، الى ان يكون التحقيق في جريمة قتل سليمان «واضحًا وشفافًا وعلنيًّا وصريحًا ودقيقًا بوقائعه وحيثيّاته، وحتى صدور نتائج هذا التحقيق نعتبر أنّ باسكال سليمان تعرّض لعملية اغتيال سياسيّة». وقالت: «ما يجب التشديد والتأكيد والتركيز وتسليط الضوء عليه هو أنّ ما أدى إلى عملية الاغتيال هذه، بِغضّ النظر عن خلفياتها، عوامل جوهرية وأساسية». وأكّدت أنّها «تنتظر انتهاء التحقيق وبأسرع وقت لتبني على الشيء مقتضاه، ولكنها في الوقت نفسه تدعو اللبنانيين إلى مواصلة النضال سعيًا إلى إنهاء مسبِّبات الاغتيال والجرائم على أنواعها، الأمر الذي يستحيل تحقيقه إلا من خلال العبور إلى الدولة الفعلية التي تبسط فيها وحدها سيادتها على كل أراضيها، والتي لها وحدها حصرية السلاح، وليس محرَّمًا عليها لا الدخول إلى أي منطقة تريد، ولا التحقيق في أيّ أمر تريده».
«أمثولة عظيمة»
وقال البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في تعزيته بمقتل سليمان: «بألم كبير تلقّيتُ ككل اللبنانيين المخلصين مأساة خطف واغتيال العزيز بسكال سليمان، في غضون أقل من 24 ساعة. وكنا نأمل جميعًا في أن يكون حيًّا، وهذا ما قيل في البداية. ولكن الحقيقة المرة كانت غير ذلك. فعمدتُ الى الصلاة لراحة نفسه وعزاء عائلته الجريحة بسيف الألم، ورفاقه في حزب «القوات اللبنانية» وعلى رأسهم رئيس الحزب سمير جعجع». وشدد على أنّ «في هذا الظرف الدقيق والمتوتر سياسيًا وأمنيًا واجتماعيًا ندعو الى التروي وضبط النفس، طالبين من القضاء والقوى الأمنية القيام بالواجب اللازم وإنزال أشد العقوبات بالمجرمين، ونطلب من وسائل الإعلام مشكورة عدم إطلاق تفسيرات مغلوطة وتأجيج نار الفتنة. إنّ زوجته المفجوعة أعطت اللبنانيين امثولة عظيمة بردة فعلها: «نحن أبناء القيامة، أبناء الرجاء». ولم تتلفّظ بعبارة ثأر او قتل. حمى الله لبنان وشعبه من الأشرار».
الأمن جنوباً
وعلى الجبهة الجنوبية، وبعد ليل من الغارات الجوية الاسرائيلية العنيفة على بلدات العديسة وكفركلا وعيتا الشعب، سُجّل أمس قصف مدفعي استهدفَ اطراف بلدات يارون ودبل وعين الزرقا في اطراف طيرحرفا وسهل مرجعيون.
وبعد الظهر تصاعدت حدة القصف على سهل مرجعيون – الخيام، فيما اغار الطيران الحربي الاسرائيلي على منطقة العزية وبلدة كفركلا مُستهدفاً حطام طائرة «هيرمز 900» التي أسقطتها المقاومة قبل أيام. ثم أغار على دير ميماس وكفركلا، ودير ميماس ـ طريق العزية.
في المقابل، شنت «المقاومة الإسلامية» هجوماً نارياً «على تموضعٍ لجنود العدو الإسرائيلي ودبابة ميركافا في ثكنة «دوفيف» ما أدى إلى تدمير الدبابة وسقوط الجنود بين قتيل وجريح». كذلك هاجمت «تحركاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع جل العلام بقذائف المدفعية».
كذلك استهدفت المقاومة بالقذائف المدفعة ثكنة زبدين في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة واستهدفت ايضا تجمعاً للجنود في موقع البغدادي بمسيرة هجومية انقضاضية «أصابت هدفها بدقة». وهاجمت بمسيرة مماثلة جهاز التشويش على المسيرات في موقع العاصي. وقصف المقاومون موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا وموقع الرادار في مزارع شبعا، ثم استهدفوا بعد الظهر موقع العاصي بالأسلحة الصاروخية وتحركاً للجنود في محيط ثكنة راميم بقذائف المدفعية.
اليونيفيل
في هذه الاثناء أشار المتحدث باسم قوات «اليونيفيل» أندريا تيننتي الى أنّ «الوضع على الحدود اللبنانية الإسرائيلية مقلق منذ 6 اشهر وشهدنا أخيراً تصعيداً في مدى النيران على الحدود اللبنانية الإسرائيلية». وقال في حديث متلفز: «نخشى من امتداد الاشتباكات بين لبنان وإسرائيل إلى حرب ونحتاج التزاماً من كل الأطراف بالقرار 1701 ولا حل عسكريا بين لبنان وإسرائيل واتساع النزاع قد يكون مدمراً».
واضاف: «نحن في حاجة الى تفادي كل العناصر التي تؤدي إلى تَفجّر النزاع بين إسرائيل ولبنان، وعلينا أن نفهم بأن القلق من اتساع رقعة النزاع يبقى قائماً ونحن على اتصال مع الجيش الإسرائيلي والسلطات اللبنانية». وأضاف: «وجّهنا رسائل إلى الجيش اللبناني ونقلت لاحقا إلى «حزب الله»، ولا علاقة مباشرة لنا مع الحزب. وانّ الجانبين اللبناني والإسرائيلي انتهكا القرار 1701 وترتيبات الخط الأزرق، وهناك حاجة الى تعزيز قدرات الجيش اللبناني وما زلنا نحقق في أسباب الانفجار الذي لحق بموقعنا ونرجّح أنه كان لغماً».
اليونان على خطى قبرص
من جهة ثانية في موازاة ما انتهت اليه زيارة الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لبيروت من نتائج وضعت قيد البحث، باشَر وزير الخارجية عبدالله بوحبيب محادثات مماثلة في العاصمة اليونانية خلال زيارة عمل كانت مقررة سابقاً وغيبته عن زيارة خريستودوليدس الاخيرة للبنان حيث التقى نظيره اليوناني جورجيوس جيرابيتريتس لاستكمال البحث في عدد من القضايا المشتركة.
وفي الوقت الذي توافق الرئيس القبرصي مع لبنان على ان «يقوم بمسعى لدى الاتحاد الأوروبي لوضع «إطار عملي» مع لبنان على غرار ما تحقّق من تفاهمات واتفاقيات بين الاتحاد وكل من مصر وتونس، وما يمكن ان تقود اليه من مَنح الحكومة اللبنانية المزيد من المساعدات الضرورية وإعطاء النازحين السوريين حوافز للعودة إلى بلادهم». حضرت الملفات عينها بين بوحبيب وجيرابيتريتس وتبادلا وجهات النظر حيال الحرب الدائرة في غزة والوضع في جنوب لبنان، إضافة إلى البحث في تعزيز التعاون في مسائل النزوح والهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط.
وشدد بوحبيب بعد اللقاء على اهمية «تعزيز العلاقات التاريخية مع اليونان» في وجود ما سمّاه «الرغبة المتزايدة لدى اللبنانيين للاستثمار التجاري والعقاري في اليونان». كذلك اكد «الترابط بين ضفتي المتوسط على خلفية القول: «إذا أصابنا الرشح في لبنان وشرق المتوسط، تنتقل العدوى الى الجوار الأوروبي المتوسطي». كما تم التوافق على «التطبيق الشامل والمتكامل لقرار مجلس الأمن الدولي الرقم ١٧٠١ الذي يحقق الاستقرار والهدوء في جنوب لبنان». مكرراً التأكيد «أننا لا نريد الحرب التي اذا وقعت سينفجر كل الشرق الاوسط».
خرجت عن السيطرة
وفي موقف خاطب فيه المجتمع الاوروبي من اثينا، أشار بوحبيب الى انّ «أزمة النزوح خرجت عن السيطرة بسبب غياب الحلول المستدامة وتَخطت قدرات لبنان على تحمّلها، وبدأت تدق ابواب قبرص وربما اليونان، ولذلك على الدول المتشابهة التفكير كلبنان واليونان وقبرص العمل معاً لتغيير سياسة الاتحاد الأوروبي في اتجاه المساعدة على إعادة النازحين الى سوريا، ودعمهم ليتمكنوا من بناء قراهم وبلداتهم المدمرة». وقال ان «اليونان على استعداد لإيصال صوت لبنان للاتحاد الاوروبي، ودعم مطالبنا وأخذ هواجسنا في الاعتبار».
وفي الملف الاقليمي اكد بوحبيب انه اتفق ونظيره اليوناني على «أهمية الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، وحماية المسعفين والمدنيين، وإيصال المساعدات الانسانية، وتطبيق «حل الدولتين» لإنهاء حالة عدم الاستقرار التي يعيشها الشرق الأوسط منذ عقود».
لبنان لملاقاة أوروبا
وعليه، قالت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» ان لبنان سيلاقي الاجراءات الاوروبية بالمِثل سعياً الى توفير صيغة جديدة لمقاربة ملف النازحين، والذي زادت من تعقيداته الإشكالات التي تسببت بها الاعتداءات السورية الاخيرة وآخرها جريمة قتل منسق «القوات اللبنانية» في جبيل باسكال سليمان، توصّلاً الى صيغة تؤكد فيها اوروبا انها لا تعاني وحدها حجم النزوح قياساً على حجم معاناة اللبنانيين التي بلغت مراحل خطيرة جداً تهدّد بالفلتان الأمني ان استمرت الاعتداءات بوتيرتها الخطيرة في أكثر من منطقة»، خصوصاً ان تم التوصّل الى الاعتراف بوجود مناطق آمنة في سوريا ولا بد من عودة النازحين اليها.
واشارت هذه المصادر الى «انّ الحملة الديبلوماسية التي قادها لبنان بدأت تؤتي ثمارها، وأن المؤتمر المقرر في نهاية ايار المقبل في بروكسل والمخصّص للبحث في ازمة النازحين السوريين سيشهد على خطوات جديدة إن نجحت مساعي اليونان وقبرص في تقريب وجهات النظر وتسويق الخطط اللبنانية على مستوى دول الاتحاد الأوروبي».
النهار
تحولت بكركي امس محور الاتصالات السياسية والامنية، ومحجة وقبلة للانظار، في سعي متعدد المشارب، طلبا الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، التدخل لوأد فتنة تظل محتملة في حال حدوث اي مواجهة او تصادم في الشارع، في ظل احتدام سياسي متصاعد، زاده الامين العام لـ”#حزب الله” الذي اتهم حزبي “القوات” و”#الكتائب” بـ”أنهم أصحاب فتن يبحثون عن الحرب الأهلية”.
وبعدما زاره وفد قواتي، وقائد الجيش العماد جوزف عون، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام للأمن العام بالانابة اللواء الياس البيسري، واطلعوه على مسار التحقيقات، وعلى جدية في تطبيق خطة امنية، قرر البطريرك الراعي ترؤس صلاة الجناز لراحة نفس منسق “#القوات اللبنانية” في #جبيل المغدور #باسكال سليمان، واصدر بيانا دعا فيه “في هذا الظرف الدقيق والمتوتر سياسيًا وأمنيًا واجتماعيًا، الى التروي وضبط النفس، طالبين من القضاء والقوى الأمنية القيام بالواجب اللازم وإنزال أشد العقوبات بالمجرمين، ونطلب من وسائل الإعلام مشكورة عدم إطلاق تفسيرات مغلوطة وتأجيج نار الفتنة.
وتابع: ان زوجته المفجوعة أعطت اللبنانيين امثولة عظيمة بردة فعلها: “نحن أبناء القيامة، أبناء الرجاء”. ولم تتلفظ بعبارة ثأر او قتل. حمى الله لبنان وشعبه من الأشرار”.
اما وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي فشدد على أنّ “البلد لا يتحمل مشاكل أكثر مما هو يواجه، ولا يتحمل فتناً”، داعيًا إلى “التعقل والاتكال على الأجهزة الأمنية والقضاء”، إذ “اننا لن نقبل إلّا كشف خيوط الجريمة كاملة وإصدار القرار العادل في حق المرتكبين”.
وأشار بعد ترؤسه اجتماعا طارئاً لمجلس الامن المركزي، الى “أنّ جريمة قتل باسكال سليمان ارتكبها سوريون”، وأنّ “التحقيقات بوشرت منذ اللحظات الأولى وكل الأجهزة الأمنية والعسكرية تنسّق في ما بينها”، و”السيارة المُستخدمة في العمليّة سُرقت من الرابية قبل أيّام”.
ودعا إلى التشدد “في تطبيق القوانين” على اللاجئين السوريين في لبنان، بعد توقيف سبعة يُشتبه في ضلوعهم في مقتل سليمان الذي عُثر على جثته في سوريا.
#جنبلاط
من جهة ثانية، أوردت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الإشتراكي أن الوزير السابق وليد جنبلاط تلقى اتصالاً من قائد الجيش أطلعه فيه على خلفيات حادث خطف سليمان وقتله، و”التي تبين مما كشفته التحقيقات أن المرتكبين من الجنسيتين اللبنانية والسورية الذين قاموا بها بقصد تنفيذ عملية سرقة”.
وأشارت الى أن جنبلاط “أعرب عن إدانته لهذه الجريمة وتأكيده ضرورة محاسبة المرتكبين، وأثنى على جهود الجيش والقوى الأمنية التي أدت إلى كشف ملابسات هذه الجريمة، وأكد الثقة بعملها وبدورها المؤتمن على أمن البلاد واستقرارها، وجدّد الدعوة الى تعزيزها وتحصين عملها وتمكينها من أجل القيام بمهماتها الوطنية على الدوام، بعيدًا من الإشاعات ولغة التحريض والتحريض المضاد”.
القوات
من جهة “القوات اللبنانية”، أكدت الدائرة الإعلاميّة في الحزب أنّ “التحقيق في جريمة قتل الشهيد سليمان يجب أن يكون واضحاً وشفافاً وعلنيّاً وصريحاً ودقيقاً بوقائعه وحيثيّاته، وحتى صدور نتائج هذا التحقيق نعتبر أنّ باسكال سليمان تعرّض لعملية اغتيال سياسيّة. وقالت في بيان “في كافة الأحوال، ما يجب التشديد والتأكيد والتركيز وتسليط الضوء عليه هو أنّ ما أدى إلى عملية الاغتيال هذه بغض النظر عن خلفياتها عوامل جوهرية وأساسية:
– العامل الأول يتمثّل بوجود “حزب الله” بالشكل الموجود فيه بحجة ما يسمى مقاومة أو حجج أخرى، وهذا الوجود غير الشرعي للحزب أدى إلى تعطيل دور الدولة وفعالية هذا الدور، الأمر الذي أفسح في المجال أمام عصابات السلاح والفلتان المسلّح. فالمشكلة الأساس إذًا تكمن في جزيرة الحزب المولِّدة للفوضى، وما لم يعالَج وضع هذه الجزيرة، فعبثًا السعي إلى ضبط جزر الفلتان. فهذه العصابات موجودة ولكنها تتغذى من عامل تغييب الدولة.
– العامل الثاني يتمثّل بالحدود السائبة التي حولها “حزب الله” إلى خطّ استراتيجي بين طهران وبيروت تحت عنوان وحدة الساحات فألغى الحدود، وما لم تُقفل المعابر غير الشرعية وتُضبط المعابر الشرعية فستبقى هذه الحدود معبرًا للجريمة السياسيّة والجنائيّة وتهريب المخدرات والممنوعات، وبالتالي مَن يُبقي الحدود سائبة و”فلتانة” هو المسؤول عن الجرائم التي ترتكب إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.
– العامل الثالث يتمثّل في “خصي” إدارات الدولة القضائية والأمنية والعسكرية وغيرها من خلال منعها من العمل في مناطق معينة، أو في قضايا معينة، أو في أي أمر يتعلق بأي شخص ينتمي إلى محور الممانعة. واكدت الدائرة الإعلامية بأنّها تنتظر انتهاء التحقيق وبأسرع وقت لتبني على الشيء مقتضاه، ولكنها في الوقت نفسه تدعو اللبنانيين إلى مواصلة النضال سعيًا إلى إنهاء مسبِّبات الاغتيال والجرائم على أنواعها، الأمر الذي يستحيل تحقيقه إلا من خلال العبور إلى الدولة الفعلية التي تبسط فيها وحدها سيادتها على كل أراضيها، والتي لها وحدها حصرية السلاح، وليس محرَّمًا عليها لا الدخول إلى أي منطقة تريد، ولا التحقيق في أيّ أمر تريده”.
التحقيقات
في جديد التحقيقات، كشفت المعلومات ان “ثلاثة من المشاركين في عملية خطف وقتل باسكال سليمان، يحملون بطاقات لبنانية مزورة، كما أن السيارة التي استخدموها مسروقة”.
كما ان الأربعة المتورطين الموقوفين لدى مخابرات الجيش في القضية، هم من الجنسية السورية وأبرزهم بلال د.، ولديهم سوابق في سرقة السيارات”. ولفتت الى ان “الخاطفين حاولوا اعتراض سيارتين قبل سيارة باسكال سليمان لسرقتها، لكنهم فشلوا وعندما اعترضوا باسكال قاومهم فضربوه ووضعوه في صندوق سيارته، وتوجه ثلاثة منهم الى بلدة حاويك في سوريا، حيث وصل ميتا. أما الرابع محمد خ. فبقي في الفندق في القلمون حيث تم توقيفه”. وأشارت الى ان “هناك مشتبهين بهما أساسيان يتمّ البحث عنهما، أحدهما أحمد ن. الذي يترأس عصابة لسرقة وتهريب سيارات الى سوريا”.
وقد تسلّم الجيش امس جثة سليمان من السلطات السورية ، ونقلها إلى المستشفى العسكري المركزي قبل نقلها الى مستشفى سيدة المعونات في جبيل.
الأنباء
تلملم البلاد ومعها منطقة جبيل حادثة خطف وقتل القيادي في القوات اللبنانية باسكال سليمان، والتداعيات التي ترتّبت على ما حصل، بعد التوتر الذي أصاب الشارع والخشية من تطوّر الوضع الأمني.
تفاصيل جديدة كشفها الجيش اللبناني أمس عن الجريمة البشعة، ورغم بياناتها التي طالبت فيها بكشف كل ملابسات ما جرى، إلّا أن "القوات" تداركت خطورة الوضع على الأرض، وأصرّت على السياسة والإعلام كميدان للاشتباك، وعدم تفجير الاحتقان في الشارع، فطلبت من مناصريها الانسحاب وعدم قطع الطرقات أو الاعتداء على النازحين السوريين، وقد عملت جهات سياسية أخرى على الخط نفسه لتفادي وقوع الفتنة.
مصادر متابعة للشأن أشارت إلى أن "القوات اللبنانية تصرفت بحكمة ولم ترد التصعيد، وانطلاقاً من هذا المبدأ طلبت الانسحاب من الشارع ومعالجة الموضوع عبر الأجهزة الأمنية والقضائية، رغم عدم اقتناعها بالرواية الرسمية".
وفي حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية، لفتت المصادر إلى خطورة الوضع على إثر الاحتقان الطائفي والشعبي الذي وصلت إليه الأمور، وحذّرت من احتمال انفجار الشارع عقب أي حادث مشابه"، وبالفعل حصلت جريمة أخرى أمس بعد العثور على المواطن محمد سرور جثة في بيت مري على خلفية سرقة كما أفادت المعلومات الأولية.
عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب فيصل الصايغ استنكر الخطف والقتل، لكنه شدد في الآن عينه على وجوب العودة للأجهزة الأمنية والقضاء والوثوق بالأجهزة الرسمية.
وفي حديث لجريدة "الانباء" الالكترونية، أكد الصايغ ضرورة التمسّك بالسلم الأهلي والاستقرار في ظل الضغوط التي يتعرّض لها لبنان، معتبراً أن الأفرقاء اللبنانيين أوعى من الإنجرار إلى فتنة، مشدداً على وجوب عدم التعميم وتحميل كل النازحين السوريين مسؤولية ما حصل.
الحادثة أعادت إلى الأذهان قضية النزوح السوري وتداعياتها الأمنية والاقتصادية على البلاد، خصوصاً وأن الشارع كان قد بدأ بالغليان قبل أشهر، وبالتحديد قبل بدء الحرب في غزّة بأسابيع قليلة، حينما عمّت الفوضى والاشكالات مناطق عدّة، على رأسها برج حمّود والدورة.
إلّا أن الأزمة تحتاج إلى جهود أوروبية غربية بالدرجة الأولى لاستقبال جزء من النازحين، وزيادة تمويل عمليات استقبالهم في الدول المضيفة، والبحث بشكل جدّي عن حلول لإعادة النازحين غير السياسيين إلى المناطق الآمنة في سوريا، خصوصاً أولئك الذين لا يواجهون أي مشكلات مع النظام السوري، ويزورون سوريا بشكل دوري دون التعرّض لإشكالات أمنية.
في الجنوب، فإن الاشتباك بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي على حاله، وفي حين قصف الطيران الحربي بلدات عدّة، على رأسها عيتا الشعب وكفركلا متسبباً بأضرار ضخمة، كان للحزب عمليات ضد مواقع إسرائيلية على المقلب الآخر من الحدود، في حين تتجه الأنظار إلى مفاوضات هدنة العيد الجارية وما إذا كانت ستنسحب على الجنوب في حال تم تطبيقها.
بالمحصلة، فإن البلاد على الأرجح نجت من "قطوع" باسكال سليمان، لكن منسوب التوتر الحزبي والطائفي بلغ أعلى مستوياته، ولا يُمكن تنفيس هذه التشنّج إلّا من خلال الحوار والتواصل وبدء إنجاز الاستحقاقات، لأن التلاقي على مستوى القيادات ينعكس مباشرةً على القواعد الشعبية.
نداء الوطن
يشيّع بعد غد الجمعة منسق «القوات اللبنانية» في منطقة جبيل باسكال سليمان الى مثواه الأخير في مأتم جامع. وسيترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي رتبة الدفن في الأولى بعد الظهر في كنيسة مار جرجس في مدينة جبيل. وكان جثمان سليمان وصل أمس من سوريا الى لبنان، وتسلمه الجيش من السلطات السورية على الحدود الشرقية، ونقله الى المستشفى العسكري المركزي في بيروت. وكشف على الجثمان أربعة أطباء شرعيين فتبيّن أنّ المغدور تعرض لضربة على الرأس بآلة حادّة أدّت إلى وفاته. بعد ذلك نقل الجثمان في سيارة الصليب الأحمر إلى مستشفى المعونات في جبيل.
قضائياً، أوقفت السلطات اللبنانية سبعة سوريين يُشتبه بضلوعهم في مقتل سليمان. وقال مصدر عسكري إنّ السلطات السورية سلّمت أجهزة الاستخبارات اللبنانية ثلاثة من المشتبه بهم في تنفيذ الجريمة. وقال مصدر قضائي لوكالة «فرانس برس» إن «إفادات الموقوفين أجمعت على أنّ الدافع الوحيد للجريمة هو سرقة» سيارة سليمان.
من جهته، أكّد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» لوكالة «فرانس برس» العثور في منطقة القصير في محافظة حمص السورية، على جثة سليمان. وتخضع هذه المنطقة الحدودية لسيطرة قوات النظام السوري ويتمتّع «حزب الله» بنفوذ فيها.
وفي موازاة هذه الوقائع، كشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ»نداء الوطن» أنّ لبنان كاد أن يقع في فتنة مسيحية – سورية على خلفية ردود الفعل على جريمة خطف سليمان وقتله. وبدا بحسب معطيات هذه المصادر، أنّ الاعلان سريعاً أنّ أفراد العصابة الأربعة الذين نفذوا الجريمة هم من التابعية السورية، ألهب مشاعر أبناء المناطق المسيحية، وكأنه تحضير لردود فعل ضد النازحين السوريين. فهل كانت هذه المرحلة من الجريمة متصلة بمعطيات أوسع؟
تجيب الأوساط، أنّ هناك ما يدفع الى الاعتقاد بأنّ هدف من خطّط لخطف سليمان وقتله، هو خلط الأوراق لحرف الانتباه عن التطورات المحيطة بالحرب في غزة، وتالياً الحرب المشتعلة على الحدود الجنوبية. وكشفت أنّ مرجعاً كبيراً تلقى أخيراً تحذيرات ديبلوماسية من لبنان أنّ الوضع على شفير اتساع النزاع الذي سيدفع ثمنه لبنان، وليس الجنوب فقط.
وقالت هذه الأوساط: «لا شك في أنّ النازحين قنبلة موقوتة في لبنان، وبينهم جماعات إرهابية منظمة، وتتولى الأجهزة الأمنية والجيش مواجهتها، لكن من الواضح أنّ هناك محاولة لجرّ لبنان الى حرب على غرار الحرب الفلسطينية كي تنتقل المواجهة الى الداخل تحت عنوان «مسيحيون في مواجهة النازحين».
ولوحظ امس التحرك المفاجئ لرئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي عزف على وتر النعرات ضد النازحين السوريين، وقال: «لا يحاولنّ أحد أن يصطاد في التباين بيننا وبين «حزب الله» في ما يخصّ الربط بين الجبهات».
وبالتوازي كان هناك كلام لافت لوزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين قال فيه إنّ «هناك 20 ألف مسلّح داخل المخيمات «بينطلبوا» عند ساعة الصفر».
وردّاً على كلام شرف الدين حول المسلحين في المخيمات، قال وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي: «لا أعلم إذا قام بعدّهم، ولدى القوى الأمنية جميع المعلومات في ما خصّ المخيمات».
الى ذلك، أكد المولوي في مؤتمر صحافي أعقب اجتماعاً استثنائيا لمجلس الأمن المركزي في بيروت أمس على «القوات الأمنية التشدد في تطبيق القوانين اللبنانية على اللاجئين السوريين». وأضاف: «يجب الحدّ من الوجود السوري في لبنان بطريقة واضحة».
من ناحيتها، تابعت بكركي تطورات جريمة اغتيال سليمان، وشهدت اجتماعات أمنية على أعلى المستويات، فقد التقى البطريرك الراعي كلّاً من قائد الجيش العماد جوزف عون والمدير العام لقوى الأمن الداخلي عماد عثمان والمدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري.
وحسب المعلومات أطلع قائد الجيش البطريرك على كل ما حصل، وتفاصيل عملية الخطف وآخر نتائج التحقيقات، وكان البطريرك حازماً في تأكيد تمسّكه بالحقيقة الكاملة الكفيلة بتبريد الأجواء ووأد نار الفتنة.
كذلك أطلع عثمان والبيسري البطريرك على ما وصلت اليه التحقيقات وخلفيات الجريمة، وأشارت مصادر كنسية لـ»نداء الوطن» الى أنّ الراعي استمع الى كل الروايات الأمنية لجميع الأجهزة، وكان مطلبه واحداً هو معرفة الحقيقة دون طمس أو تحريف، وطالب الراعي قادة الأجهزة بالحقيقة المُقنِعة لامتصاص غضب الناس. وتعدّدت المطالبات برفع وتيرة الإجراءات الأمنية، خصوصاً في المناطق الحساسة وتأمين حماية الناس بعد جريمة سليمان، وسط التأكيد على منع الفتنة، وأيضاً منع طمس الحقائق.
الديار
لا تزال جريمة قتل منسق القوات في قضاء جبيل تحتل صدارة الاهتمامات على الساحة اللبنانية نظراً لخطورتها الأمنية والقومية على الساحة اللبنانية، اذ من جهة تدل على هشاشة الوضع الداخلي اللبناني وامكانية تحرك العصابات السهل بسيارات مسروقة وجثة ضحية على كامل الاراضي اللبنانية وصولاً الى الداخل السوري، او بارتداداتها على الساحة الوطنية والحقن الطائفي والمناطقي الذي لحقها جراء توزيع الاتهامات الناجمة عن الحقن السياسي واستباق التحقيقات.
وفي حين جزمت مخابرات الجيش اللبناني بناءً على التحقيقات التي أجرتها ان الدافع هو السرقة وان المغدور باسكال سليمان لن يستهدف لموقعه السياسي او لشخصه، تصر «القوات اللبنانية» على اعتبار الجريمة جريمة اغتيال سياسي لحين اثبات العكس كما دعت مخابرات الجيش الى الكشف عن مجريات وحيثيات التحقيق وجعله علنياً وشفافاً امام الشعب اللبناني.
هذا وبرزت مواقف متقدمة للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي خلال لقاءاته امس. حيث التقى قائد الجيش العماد جوزاف عون وعضوي تكتل «الجمهورية القوية» النائبين زياد حواط وملحم رياشي لمتابعة قضيّة قتل باسكال سليمان معه.
وتشير اوساط مسيحية مطلعة على جو البطريرك الراعي لـ «الديار» الى ان مواقف الراعي متقدمة جداً وخصوصاً انه كان حريصاً منذ اللحظة الاولى لجريمة الاختطاف ومن ثم الاعلان عن مقتل سليمان على السلم الاهلي وعدم التسرع وابقاء التحقيقات في إطار الدولة والاجهزة الامنية كما دعا الى التهدئة ورفض الفتنة وعدم تعكير العلاقات بين النسيج الجبيلي.
وتشير الاوساط نفسها الى ان الراعي وُضع من قبل الاجهزة الامنية في إطار خطة جديدة لتنظيم الوجود السوري وهي خطة قيد البحث حالياً بين الحكومة والجيش.
المولوي
وترأس وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الاعمال بسام مولوي في مكتبه بعد ظهر امس اجتماعا استثنائيا لمجلس الامن المركزي بحضور قادة من الاجهزة الامنية والعسكرية ومسؤولين واداريين وقضائيين.
وأكّد مولوي بعد الاجتماع «أنّ جريمة قتل باسكال سليمان ارتكبها سوريون»، موضحًا أنّ «التحقيقات بوشرت منذ اللحظات الأولى وكل الأجهزة الأمنية والعسكرية تنسّق بين بعضها»، مشيرًا إلى أنّ «السيارة المُستخدمة في العمليّة سُرقت من الرابية قبل أيّام». وشدد على أنّ «البلد لا يحتمل مشاكل أكثر مما يواجهها، ولا يحتمل فتن»، داعيًا إلى «التعقل والاتكال على الأجهزة الأمنية والقضاء»، موضحًا «أننا لن نقبل إلّا بكشف خيوط الجريمة كاملة وإصدار القرار العادل بحق المرتكبين».
وذكر مولوي أنّ «خلفيات الحادثة وغايتها يكشفها التحقيق، وعلى اللبنانيين التحلي بالصبر، والتحقيقات تجري بطريقة شفافة واحترافية»، مؤكدًا أنّ خيوط الجريمة ستكشف طالما أن المرتكبين تم إيقافهم، و»دعونا لا نقارن جريمة باسكال سليمان بغيرها». وأوضح أنّ «الوجود السوري غير مقبول ولا يتحمله لبنان، ونرى أن هناك الكثير من الجرائم يرتكبها سوريون»، وقال: «أكّدنا للقوى الامنية ضرورة التشدد بتطبيق القوانين اللبنانية على النازحين السوريين»، كاشفًا عن أنّ «نسبة الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية بلغت 35% تقريباً».
حضور الراعي مراسم الدفن
من جهة ثانية، اعلنت قيادة الجيش تسلّم جثة المغدور سليمان من السلطات السورية ، مضيفة «ستُنقل إلى المستشفى العسكري المركزي للكشف عليها استكمالًا للتحقيقات على أن تسلَّم إلى ذويه بعد ذلك». كما تسلمت مخابرات الجيش سيارة سليمان. وسيشارك اطباء من مصلحة الاطباء في حزب القوات اللبنانية بعملية التشريح بعد اخذ اذن من النيابة العامة… الى ذلك، تقبلت عائلة سليمان التعازي في صالون رعية مار جرجس جبيل امس وافيد ان مراسم دفن سليمان ستكون الجمعة عند الساعة 3 من بعد الظهر في كنيسة مار جرجس – جبيل، وسيترأسها البطريرك الماروني شخصياً نظراً لأهمية الحدث وانعكاساته الخطيرة على الوطن.
وفي سياق تعليقه على جريمة قتل منسق جبيل في حزب «القوات اللبنانية»، رأى مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم لـ «الديار»، أن جريمة قتل سليمان هزّت كل لبنان، وهي جريمة على مستوى الوطن، بحيث قد تؤدّي إلى فتنة في حال لم يجرِ العمل وبسرعة على جلاء حقيقتها.
وأشار أبو كسم، إلى أن «البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي طلب من القوى الأمنية والأجهزة القضائية القيام بالواجب اللازم، وإنزال أشدّ العقوبات بالمجرمين، لأن الجميع يريد معرفة من قتل سليمان ودوافعه، حتى ترتاح القلوب ويكون الموضوع واضحا أمام جميع اللبنانيين». وأشار أبو كسم، إلى أن «اللبنانيين سئموا حصول عملية قتل وإرهاب وسرقة واعتداءات بشكل يومي، لا سيما أن هذا غريب عن لبنان وشعبه وعاداته وتقاليده، وكأننا أصبحنا نعيش في غابة».
وطالب الأب أبو كسم، بضرورة «الحفاظ على الوحدة الوطنية، من أجل إخماد هذه الفتنة في مهدها، أما إذا كانت قد حصلت لأسباب سياسية، فهذا الأمر يمسّ بالسلم الأهلي وفي طبيعة عيشنا الواحد»، وتمنى أن «تنجلي مسبّبات هذه الجريمة وإنزال أشد العقوبات بالمرتكبين».
وشدّد أبو كسم على رغبة بكركي، في أن «يبقى لبنان بلد رسالة وتنوّع، إنما ليس على حساب كرامة أحد، أو على حساب حياة المواطنين».
الجبهة الجنوبية
وعلى خط امني آخر، وعلى الحدود الجنوبية تحديدا، تعرضت بلدة يارون قبل ظهر امس لقصف مدفعي اسرائيلي متقطع ومصدره مرابض الجيش الاسرائيلي المنصوبة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة.
كما استهدف قصف مدفعي اسرائيلي اطراف بلدة دبل. وطال قصف مدفعي ايضا عين الزرقا أفي طراف طيرحرفا. وسجل قصف اسرائيلي على سهل مرجعيون.
واعلن حزب الله انه «استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخية وحقق فيها إصابات مباشرة». واعلن «اننا أسقطنا جنودًا للعدو بين قتيل وجريح ودمرنا ميركافا بعد تنفيذ هجوم ناري على ثكنة دوفيف».
واستهدف «تحركا لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام بقذائف المدفعية».
وتشير اوساط ميدانية لـ «الديار» الى ان استهداف جيش العدو للقرى الجنوبية الحدودية على غرار ميس الجبل وعيتا الشعب وحولا وكفركلا وتعمده في الاسبوعين الماضيين التدمير الممنهج لأحياء بكاملها، يهدف الى ترسيخ معادلة ان قرى الجنوب اللبنانية مقابل مستوطنات الشمال وان عودة النازحين الجنوبيين الى قراهم مرتبطة بعودة مستوطني الشمال.
وتلفت الى ان العدو يحاول ايضاً تفريغ القرى مما تبقى من سكانها لحصار المقاومة وعملها ولإعتبار اي تحرك في هذه القرى ذي طابع عسكري.
اللواء
لليوم الـ186 من العدوان على غزة، واصل الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، يأتي ذلك في حين تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي للاحتلال في ميدان المعارك.
وبالرغم من جولة مفاوضات التهدئة التي تتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، والتي اشتملت على تقديم مقترح جديد لوقف إطلاق النار، إلا أن قوات الاحتلال صعدت من هجماتها ضد مناطق عديدة في قطاع غزة، حيث شن الطيران الحربي سلسلة غارات دامية، أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا، في الوقت الذي تعمل فيه فرق الإنقاذ على انتشال “جثث متحللة” لفلسطينيين سقطوا خلال اجتياح خان يونس ومنطقة غرب غزة.
وحسب تقارير عبرية، فإن سلاح الجو كثف وتيرة غاراته في كافة أنحاء قطاع غزة، وأن أصوات تلك الغارات سمعت في المستوطنات القريبة من حدود القطاع، فيما امتلأت سماء منطقة النقب الغربي بطائرات حربية.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي الغارات على مناطق تقع في مدينة غزة ومناطق الشمال، وكذلك على مناطق وسط غزة، وعلى مدينة رفح التي يواصل الاحتلال التهديد بتنفيذ هجوم عسكري كبير ضدها.
واستهدفت بعض الغارات الجوية بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، كما قصفت مدفعية الاحتلال أحياء الشجاعية والتفاح شرقي مدينة غزة، والصبرة وتل الهوا والشيخ عجلين جنوب المدينة.
كما استشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف نفذه الطيران الإسرائيلي، واستهدف لجانا تعمل على تأمين المساعدات جنوب شرق مدينة غزة، كما استشهد الطبيب شادي أبو حسنين في قصف استهدف مفترق السرايا بمدينة غزة.
وقصفت الطائرات الحربية منزلين في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد مواطنين وإصابة العشرات.
واستشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف من طائرة مسيرة للاحتلال استهدف مجموعة من المواطنين على طريق صلاح الدين جنوب شرق مدينة غزة، وتم نقلهم إلى مستشفى المعمداني.
إلى ذلك، سمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف، من قبل قوات الاحتلال المتمركزة قرب المناطق الحدودية الشرقية لوسط القطاع، وعند الطريق الذي أقامه الاحتلال، ويفصل شمال القطاع عن جنوبه.
واستشهد خمسة مواطنين بينهم رئيس بلدية مخيم المغازي حاتم الغمري وسط القطاع، في قصف إسرائيلي استهدف مبنى مجلس الخدمات المشترك، الذي يشرف على إدارة بعض بلديات القطاع.
كذلك استشهد مواطن وأصيب 20 آخرون في قصف جوي إسرائيلي على منزل في مدينة دير البلح وسط القطاع.
كذلك قصفت طائرات الاحتلال الحربية برجا سكنيا في مدينة الزهراء شمال غرب النصيرات وسط القطاع.
كما قامت قوات الاحتلال بشن غارات عنيفة على “حي التنور” شرق مدينة رفح جنوبي القطاع، والتي تؤوي أكبر عدد من نازحي الحرب، وعددهم 1.5 مليون مواطن، حيث أسفرت الغارة عن استشهاد أحد المواطنين.
وفي مدينة خان يونس، جرى انتشال نحو ٤٠٩ جثث متحللة ، فيما تواصل طواقم الإنقاذ والفرق الطبية مهمات البحث عن الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تركوا ينزفون حتى فارقوا الحياة، وقد تحللت جثثهم بسبب طول المدة.
وأظهرت صور نشرت استهداف كتائب القسام جنودا وآليات إسرائيلية من النقطة صفر، عصر السبت الماضي، في منطقة الزنّة، شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت حماس إنه تم الإعداد لهذا الكمين لمدة خمسين يوماً.
إلى ذلك فقد كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أكد أنه جرى تحديد موعد لشن هجوم على مدينة رفح، لكن نتانياهو لم يعلن عن هذا الموعد.
وكانت حركة حماس قد أكدت تسلمها الموقف الإسرائيلي، بعد جهود الوسطاء في مصر وقطر وأميركا، خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة.
وأوضحت أن الموقف الإسرائيلي “لا زال متعنتاً ولم يستجب لأيٍّ من مطالب شعبنا ومقاومتنا”، وأضافت “ورغم ذلك فإن قيادة الحركة تدرس المقترح المقدم بكل مسؤولية وطنية، وستبلغ الوسطاء بردّها حال الانتهاء من ذلك”.
واشنطن: لا علم لنا بموعد الهجوم الإسرائيلي على رفح
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن بلاده لم تُبلّغ بموعد الهجوم البري الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، المكتظة بالنازحين الفلسطينيين.
وأضاف ميلر في مؤتمره الصحافي اليومي مساء الاثنين، أن إسرائيل لم تقدم حتى الآن خطة موثوقة بشأن 1.4 مليون مدني نزحوا إلى رفح.
واعتبر أن عملية واسعة النطاق ضد رفح “ستكون لها آثار سيئة على المدنيين، وستعرض أمن إسرائيل للخطر في نهاية المطاف”.
وتابع: “لقد أوضحنا لهم (لإسرائيل) أننا نعتقد أن هناك طريقة أفضل لتحقيق الهدف المشروع وهزيمة حماس التي لا تزال في رفح”.
والاثنين، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن “تاريخ محدد” (لم يكشفه) لاجتياح رفح لتحقيق ما سماه “النصر الكامل” على حركة حماس.
وتصر إسرائيل على اجتياح رفح بزعم أنها “المعقل الأخير لحركة حماس”، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.
يذكر أن إسرائيل أجبرت خلال الحرب معظم الفلسطينيين في شمال القطاع ووسطه على النزوح إلى مدينة رفح المحاذية لمصر.
وتشن إسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر حربا مدمرة على قطاع غزة بدعم أميركي، خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنى التحتية، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب “إبادة جماعية”.
البناء
رغم كل الحديث عن ايجابيات ومساعٍ أميركية حثيثة ومبادرات لتحريك الجمود التفاوضي، تؤكد المعلومات الواردة عن مسار المفاوضات في القاهرة أن التفاوض يراوح مكانه وأن لا متغيرات وأن لا اختراق نجح الأميركيون في تحقيقه، بينما واصل رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الحديث عن أولويّة معركة رفح، فيما وزير حربه يوآف غالانت يطمئن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بأن لا موعد محدداً بعد لبدء معركة رفح.
المقاومة تستعدّ لتصعيد عملياتها على جبهات القتال في غزة ولبنان والعراق واليمن، وتدعو لعدم تصديق الكلام التفاؤليّ لقرب التوصل إلى اتفاق، وتقدم نموذج الكمين النوعي الذي نفذته قوات القسام في منطقة الزنة شرق خان يونس، كمثال لتوازن القوى الحقيقي بينها وبين جيش الاحتلال، خصوصاً بعدما تم نشر فيديو مفصل شديد الوضوح عن ملحمة المقاومة، وحسن التخطيط ودقة الأهداف وإتقان التصوير، بما يظهر درجة التعافي في بنية المقاومة، مقابل التهالك والوهن في حالة جيش الاحتلال. في المنطقة والعالم الإسلامي إجماع على موعد عيد الفطر المبارك اليوم، فيما كل العيون شاخصة نحو غزة التي تلاقي العيد بدموع أطفالها ووداع شهدائها، وهي تنتظر فرج العيد على أيدي مقاومتها خشبة خلاصها الوحيدة.
ينتظر الوضع في الجنوب مآل الأوضاع في قطاع غزة، وأمس، وعلى الحدود الجنوبية تحديداً، تعرضت بلدة يارون لقصف مدفعي إسرائيلي متقطع ومصدره مرابض جيش العدو الإسرائيلي المنصوبة داخل الاراضي الفلسطينية المحتلة. كما استهدف قصف مدفعي إسرائيلي أطراف بلدة دبل. وطال قصف مدفعي ايضاً عين الزرقا وأطراف طيرحرفا. وسجل قصف إسرائيلي على سهل مرجعيون. كما أغار على دفعتين مستهدفا بلدة كفركلا.
في المقابل، أعلن حزب الله أنه “استهداف ثكنة زبدين في مزارع شبعا بالأسلحة الصاروخية وحقق فيها إصابات مباشرة”. وأعلن أنه “أسقط جنودًا للعدو بين قتيل وجريح ودمّر ميركافا بعد تنفيذ هجوم ناريّ على ثكنة دوفيف”. واستهدف “تحركاً لجنود إسرائيليين في محيط موقع جل العلام بقذائف المدفعية”.
وأبدى المتحدّث باسم “اليونيفل” أندريا تيننتي خشيته من “امتداد الاشتباكات بين لبنان و”إسرائيل” إلى حرب ونحتاج التزاماً من كل الأطراف بالقرار 1701 ولا حل عسكرياً بين لبنان و”إسرائيل” واتساع الصراع قد يكون مدمّرا”. وقال تيننتي: “نحن بحاجة لتفادي كل العناصر التي تؤدي إلى تفجّر الصراع بين “إسرائيل” ولبنان وعلينا أن نفهم بأن القلق من اتساع رقعة الصراع يبقى قائماً ونحن على اتصال مع الجيش الإسرائيلي والسلطات اللبنانية”.
وأمس، أطلعت المنسقة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي على نتائج زيارتها نيويورك واجتماعها مع أعضاء مجلس الأمن في ما يتعلق بالقرار 1701 ودعم الجيش.
على خط آخر، وفي جديد المعلومات والمعطيات في جريمة خطف وقتل باسكال سليمان، قالت المعلومات إن “التحقيقات مع قتلة سليمان مستمرة لمعرفة ما إذا كانت جريمة الخطف والقتل سياسية أم بدافع السرقة”. وكشفت المعلومات أن “ثلاثة من المشاركين في عملية خطف وقتل سليمان، يحملون بطاقات لبنانية مزوّرة، كما أن السيارة التي استخدموها مسروقة، كما أن الأربعة المتورطين الموقوفين لدى مخابرات الجيش في القضية، هم من الجنسية السورية وأبرزهم بلال د.، ولديهم سوابق في سرقة السيارات”. ولفتت الى أن “الخاطفين حاولوا اعتراض سيارتين قبل سيارة باسكال سليمان لسرقتها، لكنهم فشلوا وعندما اعترضوا باسكال قاومهم فضربوه ووضعوه في صندوق سيارته، وتوجّه ثلاثة منهم الى بلدة حاويك في سورية، حيث وصل ميتا. أما الرابع محمد خ. فبقي في الفندق في القلمون حيث تمّ توقيفه”. وأشارت الى أن “هناك مشتبهين بهما أساسيين يتمّ البحث عنهما، أحدهما أحمد ن. الذي يترأس عصابة لسرقة وتهريب سيارات الى سورية”.
وأعلنت قيادة الجيش: تسلّم جثة المواطن سليمان من السلطات السورية، مضيفة “ستُنقل إلى المستشفى العسكري المركزي للكشف عليها استكمالًا للتحقيقات على أن تسلَّم إلى ذويه بعد ذلك”. كما تسلمت مخابرات الجيش سيارة سليمان. وبعد الكشف على الجثمان في المستشفى العسكري نقلته سيارة الصليب الأحمر إلى مستشفى المعونات في جبيل. وكشفت المعلومات أن أربعة أطباء شرعيين كشفوا على جثة سليمان وتبيّن أنّه تعرّض إلى ضربة على الرأس بآلة حادّة ما أدّى إلى وفاته. وكان مدّعي عام التمييز القاضي جمال الحجار كلّف طبيبَين شرعيّين بتشريح جثّة الراحل سليمان، وبعد ذلك ستسلّم الجثة الى عائلته التي يعود لها تكليف من تريد من أطبّاء شرعيّين للكشف على الجثة وتشريحها.
ولفتت المعلومات إلى أن قائد الجيش العماد جوزاف عون اتصل عشية الحادثة برئيس حزب القوات سمير جعجع وكان اتصالاً إيجابياً وبناء وأفضى الى دعوة جعجع مناصريه الى فتح الطرقات والتهدئة أمس الأول.
الى ذلك، تقبّلت عائلة سليمان التعازي في صالون رعية مار جرجس جبيل وأفيد ان مراسم دفن سليمان ستكون الجمعة عند الساعة 1 من بعد الظهر في كنيسة مار جرجس – جبيل، وسيترأسها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي.
واعتبر وزير الداخلية بسام مولوي أنّ “خلفيات الحادثة وغايتها يكشفها التحقيق، وخيوط الجريمة ستكشف طالما أن المرتكبين تمّ إيقافهم، ودعونا لا نقارن جريمة باسكال سليمان بغيرها”.
وأوضح أنّ “الوجود السوري غير مقبول ولا يتحمله لبنان، ونرى أن هناك الكثير من الجرائم يرتكبها سوريون”، وقال: “أكّدنا للقوى الأمنية ضرورة التشدد بتطبيق القوانين اللبنانية على النازحين السوريين”، كاشفًا عن أنّ “نسبة الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية بلغت 35% تقريباً”. وأوضح مولوي، أنّ “موضوع إحالة قضيّة سليمان الى المجلس العدلي يقرّره مجلس الوزراء وفقًا للأصول، والقوى الأمنيّة تقوم بواجباتها رغم الصعوبات”.
واعتبر رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أن الخطر الأمني من جراء النزوح لا يعني الانتقام معنويّا او جسدياً من النازحين السوريين، لأنه يولّد فتنة كبيرة في لبنان بين اللبنانيين والسوريين، إضافة الى تخريب علاقتنا مع شعب جار وصديق وقادرون أن نبني معه مستقبلاً جيداً.
وأكد باسيل أن الحل هو بالضغط والعمل الفعلي لإعادة السوريين الى بلادهم، “العمل والفعل وليس الحكي”. وجريمة قتل باسكال سليمان هي عبرة لكي لا أقول هي إنذار لأنها أكبر بكثير… هي عبرة لكلّ مَن دافع عن دخول السوريين من دون أي قيد أو شرط ولكلّ من وقّع على عريضة ضدّي وضد التيار ولكلّ من صرّح واعتدى علينا… وكل هذا موجود بالأرشيف والفيديوات وبوسائل التواصل ولا نفع للتهرّب.
وزار باسيل رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني طلال أرسلان في دارته في خلدة، بحيث أكدا أولويّة انتخاب رئيس للجمهورية يعيد تفعيل المؤسسات الدستورية وانتظام عملها، وشدّدا على أهمية العمل على حماية السّلم الأهلي والاستقرار في البلاد، خصوصاً في ظلّ الظروف الاستثنائية التي تمرّ فيها.
على خط آخر ينتظر لبنان إعادة السفراء الخمسة لحراكهم بعد عيد الفطر، حيث سيعقدون لقاءات مع رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وكتلة الاعتدال. هذا وتغيب السفيرة الأميركية عن اللقاء مع باسيل، وتغيب أيضاً والسفير السعودي عن اللقاء مع النائب رعد.
اقتصاديّا، اجتمع رئيس الحكومة مع المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط للبنك الدولي جان كريستوف كاريه، بحضور مستشاري رئيس الحكومة الوزير السابق نقولا نحاس وسمير ضاهر. وجرى عرض للمشاريع التي يقوم بها البنك في لبنان.
وخلال لقائه نظيره اليوناني أشار وزير الخارجية عبدالله بوحبيب: “توافقنا على أن التطبيق الشامل والمتكامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701 يحقق الاستقرار والهدوء في جنوب لبنان. وأبلغنا اصدقاءنا اليونانيين بأننا لا نريد الحرب التي إذا وقعت سينفجر كل الشرق الاوسط”.
ولفت الى “ان أزمة النزوح خرجت عن السيطرة بسبب غياب الحلول المستدامة. فلقد تخطّت قدرات لبنان على تحملها، وبدأت تدقّ أبواب قبرص وربما اليونان. لذلك على الدول المتشابهة التفكير كلبنان واليونان وقبرص العمل سوياً، لتغيير سياسة الاتحاد الاوروبي باتجاه المساعدة على إعادة النازحين الى سورية، ودعمهم ليتمكنوا من بناء قراهم وبلداتهم المدمرة».
الشرق
لليوم الـ186 من العدوان على غزة، واصل الاحتلال ارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، يأتي ذلك في حين تواصل المقاومة الفلسطينية التصدي للاحتلال في ميدان المعارك.
وبالرغم من جولة مفاوضات التهدئة التي تتوسط فيها مصر وقطر والولايات المتحدة، والتي اشتملت على تقديم مقترح جديد لوقف إطلاق النار، إلا أن قوات الاحتلال صعدت من هجماتها ضد مناطق عديدة في قطاع غزة، حيث شن الطيران الحربي سلسلة غارات دامية، أسفرت عن سقوط عدد من الضحايا، في الوقت الذي تعمل فيه فرق الإنقاذ على انتشال “جثث متحللة” لفلسطينيين سقطوا خلال اجتياح خان يونس ومنطقة غرب غزة.
وحسب تقارير عبرية، فإن سلاح الجو كثف وتيرة غاراته في كافة أنحاء قطاع غزة، وأن أصوات تلك الغارات سمعت في المستوطنات القريبة من حدود القطاع، فيما امتلأت سماء منطقة النقب الغربي بطائرات حربية.
وشن الطيران الحربي الإسرائيلي الغارات على مناطق تقع في مدينة غزة ومناطق الشمال، وكذلك على مناطق وسط غزة، وعلى مدينة رفح التي يواصل الاحتلال التهديد بتنفيذ هجوم عسكري كبير ضدها.
واستهدفت بعض الغارات الجوية بلدة بيت لاهيا شمال القطاع، كما قصفت مدفعية الاحتلال أحياء الشجاعية والتفاح شرقي مدينة غزة، والصبرة وتل الهوا والشيخ عجلين جنوب المدينة.
كما استشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف نفذه الطيران الإسرائيلي، واستهدف لجانا تعمل على تأمين المساعدات جنوب شرق مدينة غزة، كما استشهد الطبيب شادي أبو حسنين في قصف استهدف مفترق السرايا بمدينة غزة.
وقصفت الطائرات الحربية منزلين في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد مواطنين وإصابة العشرات.
واستشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف من طائرة مسيرة للاحتلال استهدف مجموعة من المواطنين على طريق صلاح الدين جنوب شرق مدينة غزة، وتم نقلهم إلى مستشفى المعمداني.
إلى ذلك، سمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار كثيف، من قبل قوات الاحتلال المتمركزة قرب المناطق الحدودية الشرقية لوسط القطاع، وعند الطريق الذي أقامه الاحتلال، ويفصل شمال القطاع عن جنوبه.
واستشهد خمسة مواطنين بينهم رئيس بلدية مخيم المغازي حاتم الغمري وسط القطاع، في قصف إسرائيلي استهدف مبنى مجلس الخدمات المشترك، الذي يشرف على إدارة بعض بلديات القطاع.
كذلك استشهد مواطن وأصيب 20 آخرون في قصف جوي إسرائيلي على منزل في مدينة دير البلح وسط القطاع.
كذلك قصفت طائرات الاحتلال الحربية برجا سكنيا في مدينة الزهراء شمال غرب النصيرات وسط القطاع.
كما قامت قوات الاحتلال بشن غارات عنيفة على “حي التنور” شرق مدينة رفح جنوبي القطاع، والتي تؤوي أكبر عدد من نازحي الحرب، وعددهم 1.5 مليون مواطن، حيث أسفرت الغارة عن استشهاد أحد المواطنين.
وفي مدينة خان يونس، جرى انتشال نحو ٤٠٩ جثث متحللة ، فيما تواصل طواقم الإنقاذ والفرق الطبية مهمات البحث عن الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تركوا ينزفون حتى فارقوا الحياة، وقد تحللت جثثهم بسبب طول المدة.
وأظهرت صور نشرت استهداف كتائب القسام جنودا وآليات إسرائيلية من النقطة صفر، عصر السبت الماضي، في منطقة الزنّة، شرق مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وقالت حماس إنه تم الإعداد لهذا الكمين لمدة خمسين يوماً.
إلى ذلك فقد كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، أكد أنه جرى تحديد موعد لشن هجوم على مدينة رفح، لكن نتانياهو لم يعلن عن هذا الموعد.
وكانت حركة حماس قد أكدت تسلمها الموقف الإسرائيلي، بعد جهود الوسطاء في مصر وقطر وأميركا، خلال جولة المفاوضات الأخيرة في القاهرة.
وأوضحت أن الموقف الإسرائيلي “لا زال متعنتاً ولم يستجب لأيٍّ من مطالب شعبنا ومقاومتنا”، وأضافت “ورغم ذلك فإن قيادة الحركة تدرس المقترح المقدم بكل مسؤولية وطنية، وستبلغ الوسطاء بردّها حال الانتهاء من ذلك”.
واشنطن: لا علم لنا بموعد الهجوم الإسرائيلي على رفح
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر، إن بلاده لم تُبلّغ بموعد الهجوم البري الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، المكتظة بالنازحين الفلسطينيين.
وأضاف ميلر في مؤتمره الصحافي اليومي مساء الاثنين، أن إسرائيل لم تقدم حتى الآن خطة موثوقة بشأن 1.4 مليون مدني نزحوا إلى رفح.
واعتبر أن عملية واسعة النطاق ضد رفح “ستكون لها آثار سيئة على المدنيين، وستعرض أمن إسرائيل للخطر في نهاية المطاف”.
وتابع: “لقد أوضحنا لهم (لإسرائيل) أننا نعتقد أن هناك طريقة أفضل لتحقيق الهدف المشروع وهزيمة حماس التي لا تزال في رفح”.
والاثنين، تحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن “تاريخ محدد” (لم يكشفه) لاجتياح رفح لتحقيق ما سماه “النصر الكامل” على حركة حماس.
وتصر إسرائيل على اجتياح رفح بزعم أنها “المعقل الأخير لحركة حماس”، رغم تحذيرات دولية متزايدة من تداعيات كارثية، في ظل وجود نحو 1.4 مليون نازح فيها.
يذكر أن إسرائيل أجبرت خلال الحرب معظم الفلسطينيين في شمال القطاع ووسطه على النزوح إلى مدينة رفح المحاذية لمصر.
وتشن إسرائيل منذ أكثر من ستة أشهر حربا مدمرة على قطاع غزة بدعم أميركي، خلفت عشرات آلاف الضحايا معظمهم أطفال ونساء، وكارثة إنسانية ودمارا هائلا بالبنى التحتية، ما أدى إلى مثول إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهم ارتكاب “إبادة جماعية”.
الشرق الأوسط
يشعر أهالي منطقة جبيل بالإحباط بعد خطف القيادي في «القوات اللبنانية»، باسكال سليمان، وقتله. وضاعفت هذه الحادثة مخاوفهم من تحول في المنطقة التي «لم تشهد اقتتالاً حتى في فترة الحرب الأهلية، وبقيت من أكثر المناطق أمناً».
ويقول ربيع مهنا، وهو لبناني من المنطقة، إن «ما حصل خطر جداً، وعمليتا الخطف والقتل وقعتا في منطقة معروفة بهدوئها، وكلها عائلات تربطها صلات قرابة»، ويضيف: «نحن خائفون ونرفض ما حصل». ويرى مهنا أن «ما حصل خطر، والفلتان الأمني ينبئ بغياب الدولة»، مؤكداً أن «الثقة بالدولة اهتزت اليوم، وهو شعور عام، ولكننا لم نفقد الأمل كليًّا، وما زلنا تحت جناح الدولة والجيش، ونؤمن بالأجهزة»، ويشدد على ضرورة «أن تقبض الأجهزة الأمنية على المجرم بعيداً من أي تدخل سياسي».
أمن ذاتي
وتطرح هذه الجريمة أسئلةً حول حضور الدولة في المنطقة، وهو ما يعتقده أبناء جبيل. ويقول جاك يوسف: «أصبح واضحاً غياب الدولة، وأدعو الدولة للقيام بعملها كي لا نضطر للجوء إلى الأمن الذاتي». ويضيف أن ما حصل للضحية باسكال سليمان هو «أكبر من سرقة سيارة».
ويستطرد يوسف قائلاً: «نحن المسيحيين مستهدفون، والأمور أصبحت مباحة، وما حصل هو طريقة إجرامية فادحة في وضح النهار، حصلت اليوم في جبيل، هذه المنطقة المسيحية، ومؤسف أن ما حصل أجبرنا على أن نتحدث بطريقة طائفية وعنصرية».
ودعا يوسف لأن تنتج حادثة خطف وقتل باسكال «مبادرة لإعادة السوريين النازحين وترحيلهم من أراضينا».
في المقابل، دعت عايدة عواد إلى «تعليق المشانق»، وأضافت: «المسيحيون مستهدفون، وما حصل يؤكد هذا الأمر، فدماء شبابنا تذهب هدراً». وقالت إنها «تؤيد الأمن الذاتي، لأننا إن لم نحمِ أنفسنا فليس هناك مَن يحمينا، ولا يوجد غير القدرة الإلهية لحمايتنا».
خطر قريب
وتقول ريتا، وهي مواطنة من جبيل تنتمي إلى حزب «الكتائب اللبنانية»: «بصفتي جبيليةً، لم أشعر يوماً أن هذا الخطر يمكن أن يكون قريباً مني، لأننا نعيش في منطقة آمنة على الرغم من أنها مختلطة، ولكن لم نشعر يوماً بأن الجريمة قريبة منا، وأنه سيأتي يوم نُقتل فيه على الطريق في وضح النهار». وتضيف: «أصبحت أشعر اليوم بأنه لم يعد توجد في لبنان منطقة آمنة ومنطقة غير آمنة، وأن الغدر عندما يأتي لا توقيت له ولا مكان».
وتابعت: «بدأت أشعر بالخطر، وأخاف أن تعود عقارب الساعة إلى الوراء، وأن ما كنا نسمع عنه في الحرب نعيشه اليوم من جديد. أخاف أن يتحمّس المواطنون، لأن التفلّت الحاصل في الدولة قد يجرنا لنقوم بخطوات كنا نحسبها من الماضي، مثل حمل السلاح لحماية أنفسنا. ولكننا في النهاية نؤمن بالدولة وبالأجهزة الأمنية وبالجيش اللبناني».
مواقف الأحزاب
حالة الانفعال تلك على المستوى الشعبي، يقابلها خطاب أكثر هدوءاً على المستوى السياسي في المنطقة، ولو أن الطرفين يتقاسمان الغضب نفسه.
ويقول شربل أبي عقل، المولج بإدارة منطقة جبيل في حزب «القوات اللبنانية»، إن القتل القائم «لا يخص الجبيليين فقط»، مذكراً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» بـ«اغتيال رفيقنا إلياس الحصروني في قرية عين إبل الجنوبية بالطريقة نفسها والأسلوب نفسه. وبطبيعة الحال لم تصل التحقيقات إلى أي مكان؛ لأن المنفّذ محترف ولديه إمكانات تضاهي الدولة اللبنانية، وبالتالي فإن الاستهداف ليس لمنطقة أو لطائفة، إنما للمواطن اللبناني الحر على كامل الأراضي اللبنانية».
ويضيف أبي عقل: «من هنا أتت صرختنا ودعوتنا للنزول إلى الأرض»، لافتاً إلى أن «الاعتراض يصب بهذه الخانة، وليس فقط بخانة الاستهداف الجبيلي فقط».
وعن الدعوات للأمن الذاتي يقول أبي عقل: «ردة الفعل الغرائزية يمكن أن تخرج عن طورها وتذهب في اتجاهات غير مقبولة، وما حصل في جبيل هو ردة فعل غرائزية، لكن بصفتنا حزب (القوات اللبنانية) ما زلنا مؤمنين بالدولة اللبنانية، ونريدها، ولكن إن لم تقم الدولة بواجباتها، وفي ظل وجود حزب يطغى عليها ويدير أمورها كما يريد، سيذهب المواطنون طبعاً إلى حماية أنفسهم على المستويات كافة، وليس فقط على المستوى الأمني، أي اقتصادياً واجتماعياً أيضاً؛ لأن هذه الأمور كلها مرتبطة بالملف السياسي».
من جهته، يقول المسؤول في «التيار الوطني الحر» جان صوما، إن «هذا الاستهداف من السوريين لباسكال يطال اللبنانيين كلهم. وكان «التيار الوطني الحر» أول حزب وقف ضد حركة النزوح (السوري)، واتُّهم آنذاك بالعنصرية».
وأضاف: «نحن نشعر بأننا مستهدفون أكثر؛ لأن الجرائم تحصل في مناطقنا، ولكن خطر النزوح يطال اللبنانيين كلهم وليس فقط المسيحيين، بل كذلك المسلمين. من هنا، على الجميع الوقوف صفاً واحداً في الدعوة لعودة النازحين السوريين».
وتابع: «نحن ضد الأمن الذاتي، ومنذ التسعينات طالبنا بحل الميليشيات، وأن يكون الجميع تحت جناح الدولة اللبنانية، لا سيما أن الأجهزة الأمنية ما زالت قوية وتقوم بعملها، والدليل أن أكبر الجرائم وأفظعها تُكشف خلال ساعات، وهذا ما نثني عليه».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا