كتبت روعة الرفاعي في ايكو وطن: قراءة في واقع نتائج انتخابات نقابة المهندسين في الشمال

الرئيسية مقالات / Ecco Watan

الكاتب : روعة الرفاعي
Apr 15 24|22:48PM :نشر بتاريخ

لم تكن إنتخابات نقابتي المهندسين في الشمال وبيروت نزهة بالنسبة للتيارات والأحزاب السياسية والتي تكتلت وتوافقت على أسماء مرشحيها ( وكما درجت العادة) وظنت خاطئة أنّها قادرة على كسر إرادة المهندسين الذين باتوا يعانون الأمرين مع نقاباتهم بسبب تدهور أحوالها وتقديماتها سيما على صعيد المهندس المتقاعد والذي كان له مع نقابة طرابلس صولات وجولات قبل بدء الحملات الإنتخابية وخوض المعركة ، فإذا بإرادة المهندس تكسر كل الحواجز وتطيح بتحالفات سياسية كانت تضع يدها منذ أكثر من عشر سنوات على النقابة في طرابلس ( تيار المستقبل والقوات اللبنانية) حيث فاز المرشح المستقل شوقي فتفت بعدما حقق إنتصاراً مدوياً على منافسه مرسي المصري المدعوم من المستقبل والقوات والمردة. 
ومن كان يراقب مجريات العملية الإنتخابية بالأمس وبأدق تفاصيلها كان قادراً على إطلاق التوقعات بإمكانية فوز المرشح فتفت المستقل من لائحة " النقابة للجميع" المدعومة من النائبين أشرف ريفي وفيصل كرامي والتيار الوطني الحر تيار العزم والجماعة الإسلامية على المرشح مرسي المصري عن لائحة " نقابتنا معاً نحميها" والتي كانت ترسم لنفسها الفوز المحتوم نظراً للدعم المقدّم لها من السياسيين الذين يتحكمون بالنقابة منذ سنوات إنطلاقاً من المهندسين المؤيدين لهم بطبيعة الحال، لكن ما لم يتنبه له حلفاء "الإنتخابات النقابية" اليوم أنّ أحوال البلد ككل لم تعد تحتمل ، والتساؤلات تطرح بشكل كبير كيف أن الخلافات بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية لا تزال على أوجها في العمل السياسي والمقاطعة قائمة ، بينما في النقابات تتمّ التحالفات بشكلٍ صارخ وعلى"عينك يا تاجر"؟؟!!! وكيف يعلن مرشح المستقبل بأنه يحمل " برنامجا لتطوير وتحسين النقابة" وهم كانوا منذ سنوات طويلة داخلها والإنهيار حاصل وما من برامج لإنقاذها!!!!! 
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ تحليلات البعض من المهندسين حتى ممن " هم من أنصار تيار المستقبل" أشاروا إلى سوء إختيار قيادة التيار للمرشح والذي لم يحصل على الدعم المطلق ومع ذلك تابعت المضي به قدماً ، في حين أن النقيب شوقي فتفت المعروف بمناقبيته ومحاربته للفساد كان من الوجوه المحببة من قبل الزملاء ويمكنه إحداث التغيير المنشود سواء من قبل مهندسين ينتمون لتيارات سياسية مختلفة أو من قبل مستقلين أو الذين ينتمون إلى ثورة 17  تشرين والذين شاركوا بكثافة في هذه الإنتخابات بعكس السنوات السابقة حيث كان الأمر متروكا للتحالفات السياسية، لكن في هذه الدورة بدت الأمور مختلفة حينما بدأ التوافد للنقابة منذ ساعات الصباح الأولى مما شكّل أزمات سير خانقة في منطقة الضم والفرز حيث مقرها وإستمر الوضع بنفس الوتيرة طيلة النهار وحتى إغلاق صناديق الإقتراع عند الساعة السابعة والنصف، وخلال النهار الطويل أيضاً تم تسجيل سابقة أمام صندوق الإقتراع رقم (1) المخصص للناخبين المتقاعدين وكبار السن مما يشير إلى أنّ لديهم قضية هم غفلوا عنها في السنوات السابقة لكن اليوم باتت الحاجة ملحة وضرورية لإنقاذ " نقابتهم". 
حتى الساعة الثانية ظهراً، كان الأمر مقبولاً بالنسبة للائحة المدعومة من تيار المستقبل والقوات اللبنانية بإعتبار أن مشاركة 2300 مهندس بالإقتراع أمر يصب في مصلحتها وهو بحسب رأي المرشحين عليها فإن العدد لن يصل أو يتخطى 3000 مهندس، فكانت الصدمة حينما بدأت الأعداد ترتفع لتتخطى 3400 مهندس ومهندسة شاركوا في هذه الإنتخابات والتي أسفرت عن فوز شوقي فتفت نقيباً تغييرياً يفترض أن يفتح صفحة جديدة في نقابة المهندسين لا سيما على صعيد تحسين واقع التقديمات والخدمات ضمن رؤيته الإنتخابية التي قدمها.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan