كتب حبيب شلوق في ايكو وطن... الجنرال عون :" عرفّني على الرئيس شمعون"

الرئيسية مقالات / Ecco Watan

الكاتب : حبيب شلوق
Apr 21 24|22:24PM :نشر بتاريخ

  من سلسلة صفحات مطوية من أمس قريب وبعيد

كتب حبيب شلوق في ايكو وطن:

هذا مقال جديد قلة تعرفه، غير كاتب هذه السطور،  ويعرف بعضاً منه صديقي الصحافي  الزميل جورج برباري، وصديقي الإعلامي الكبير أسعد فغالي الذي كانت لي صولات وجولات معه ومع "الجنرال".

ذات ليلة من آذار 1984 ( أشك في أن العقيد ميشال عون لا يزال يذكرها ، لأنه لم يعد  يذكر شيئاً، بل  ولا يذكر أيـّا من أصدقائه)، اتصل بي قائد "اللواء الثامن" في الجيش العقيد عون الساعة الحادية عشرة ليلاً، وقال: "وينك؟"، فأجبته أنا في "النهار"، فقال لي "ضروري تمرق لعندي ومنطلب عشا ومنتعشّى هون". فأجبته: " انا باخد عشا عا طريقي من عند "مروش ــ الحمراء" وبطلع بعد ساعة".

وهذا ما حصل.

و"تبادل اللقمة" مع العقيد عون كان من عاداتنا ولو أن الغداء عندي في وادي شحرور كان مُدهناً ودسماً، وعنده في الرابية القديمة "دايت" يعني مسقعة وهندبة ولوبية بزيت وفول مدمّس وخبّيزة  وقرص عنـّة وقُرّة و...

والساعة 12 ليلاً وصلت عند الكولونيل  ــ كان بعدو كولونيل ــ في مقر قيادة "اللواء الثامن" في الريحانية ــ الفياضية ووجدته  في ملابسه الداخلية  (أبيضين)، وتحرّك سريعاً وحمل طاولة بلاستيك  وكرسيين، وقال لي:" بدي منّك شي ما حدا بيقدر يعملو غيرك".

كان حديثاً مختصرُه أنه يريد أن يصبح قائد جيش.

وأجبته لاعتقادي أنه كتلوي إبن كتلوي دخل المدرسة الحربية بدعم من الأمين العام للكتلة النائب ادوار حنين المميّز عند الرئيس فؤاد شهاب، وهو شقيق الياس ("أبو نعيم") رئيس فرع حزب الكتلة الوطنية في حارة حريك، و ليس بعيداً عن الرئيس شمعون: "سأبذل جهدي". وبدأنا الجهد.

 والمهمة الأولى لي  أنه يريد أن أعرّفه إلى الرئيس كميل شمعون، ذلك الأسطورة السياسية، وأضاف "أعرف أن في استطاعتك الوصول إليه وأنت أحد مستشاريه الصحافيين".

أجبته :" محلولة"...

وفي اليوم التالي التقيت زميلي الصحافي صديقي القديم جورج برباري أحد أركان جريدة "صوت الأحرار" الناطقة باسم حزب الوطنيين الأحرار، وكان الصحافي الأقرب إلى الرئيس شمعون بصفته أحد مسؤولي جريدة الحزب، ثم الصحافي الحزبي (الأحرار) الوحيد في مجموعة صحافيي الرئيس.

سعينا عند الرئيس شمعون وزرته مع الزميل برباري، وأقنعناه "أن ميشال عون إبن حارة حريك قريب منك ومن ريمون إده، كذلك هو قائد شجاع وقادر على أن يعمل كل الجيش متل "اللواء الثامن".

هذا ما قاله لي العقيد عون لأقوله للرئيس شمعون.

وكان اللواء الثامن في تلك الفترة أسطورة.

لأول وهلة قال لنا : "من وين جبتولي ياه هيدا؟"

وبعد يومين اتصل الرئيس شمعون ليسأل برباري "شو إسمو هيدا اللي قلتولي عنو؟"، فأجابه: العقيد ميشال عون" ، واضاف: "خلّـيه يجي".

ثم اتصل بي الزميل برباري لينقل رد شمعون ، وشرطه :"بس يوقّف "أتوبيلو" بعيداً عن منزلي".

وأنا حدّدت الموعد في الخامسة بعد ظهر ذلك اليوم، من دون سؤال العقيد عون إذ ليس في استطاعة كل من يحلم بلقاء الرئيس شمعون "أن يشارع" ويحقق حلمه بسهولة أو "يناقش"، فكيف إذا كان الحلم ليس ككل الأحلام.

وكما طلب الرئيس شمعون وكانت كل الإحتياطات مأخوذة. اتصلت بالعقيد عون وأبلغت إليه موعد اللقاء، وقلت له :"انتظرك في مكتبي(البيرق)، ونصعد إلى منزله مشياً، وهو ما حصل، وانطلقنا ومعنا الزميل برباري الذي وافانا  من جريدة "الأحرار" إلى "البيرق"، إلى منزل شمعون مشياً عبر مبنى بين مبنيي "البيرق" و"الأحرار"، وبالمصعد إلى الطبقة الثانية المفتوحة على المدخل الرئيس للمبنى من على طريق منزل شمعون، ومن هناك إلى منزل الرئيس السابق للجمهورية في ملك السيدة مود فرج الله.

اللقاء كان للتعارف، وأسهب عون في شرح مواقفه و"قدراته"، وحرص على أن يقول له أنه صديق نجله الأحب داني شمعون، من خلال معارك تل الزعتر. والرئيس شمعون كان متفهماً وأقرب إلى القبول به في وجه مرشح رئيس الجمهورية  الذي لم يكن يرتاح إليه الشيخ أمين الجميل، أي اللواء المميّز حبيب فارس.

أما ميشال عون فبدا كأنه رجل عادي في حضرة الآلهة.

المقال المقبل : عون والعميد ريمون اده

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan