في المانشيت الصباحية :فخامة الفراغ ودولة الفراغ واستاذ الفراغ ... لبنان كله دخل الفراغ ...ماحدا احلى من حدا

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Nov 01 22|08:13AM :نشر بتاريخ

في الدقيقة الاولى بعد الساعة الثانية عشرة فجرا دخل لبنان الفراغ الكبير واصبح في الوطن فخامة الفراغ ودولة الفراغ واستاذ الفراغ ...فلا يعتبر احد من الحكام انه افضل اداء من الحاكم الاول الذي غادرقصر بعبدا يوم الاحد فرئيس الحكومة الموجود في الجزائر اليوم لم يقم باي اصلاح من الاصلاحات المطلوبة لاستعادة الثقة وانعاش الاقتصاد  وترك البلد والناس لاقدارهم ولم يثبت للشعب اللبناني انه رجل دولة منقذ للبلاد والعباد اما الاستاذ رئيس مجلس النواب فلم ينجح بدوره البطولي كمايسترو ماهر في مسرحية انتخاب الرئيس باجزائها الاربعة واتحفنا مع حلفائه بالورقة البيضاء واثبت لكل مواطن انه لا يريد انتخاب الرئيس الان داعيا الى حوار الطرشان لكسب الوقت علهم يتفقون في فريقهم السياسي على اسم واحد  ...باختصار كلكم تعشقون الفراغ والفوضى والخراب لهدف واحد البقاء على كراسيكم الفارغة اصلا من الانتماء الوطني ...والمحمية من المجتمع الدولي واخواته الذين يعرفونكم منذ عقود ولا زالوا يدعمونكم  متآمرين معكم  بكل الملفات والمحطات ...انها المهزلة والضحك الفاحش والفاجر على الشعب اللبناني بكل طوائفه ومذاهبه .

صحيح انها نهاية عهد وقفت فيه الناس طوابير على محطات البنزين وامام الافران وعلى ابواب الصيدليات وتخطى فيه سعر صرف الدولار ال 40 الف ليرة وانهارت العملة الوطنية وانهارت كل القطاعات الحيوية المصرفية والاستشفائية والتربوية والسياحية والتجارية والخدماتية  وعاش الشعب اللبناني على العتمة  ومن دون مياه واجتاحت لبنان  كورونا والكوليرا وحدث الانفجار الكبير في مرفا بيروت واستشهد العشرات من المواطنين وغرق المهاجرون غير الشرعيين بالعشرات في مراكب الموت وخسر المواطن جنى العمر في المصارف  بسبب سياسة العهد وبسبب سياسة المنظومة مجتمعة  ..انها نتائج السياسات التراكمية التي راكمت الفساد فانفجر في المواطنين ...صحيح كان عهد الرئيس عون اسوأ العهود  ولكن الاتي اعظم واسوأ فالمنظومة لا زالت تحكم البلاد وخسرنا جزءا منها ولكن الجزء الاكبر سيتابع في السياسة عينها 

وللحق دائما جولات  ورغم كل الانهيارات  في العهد الاسوأ في تاريخ لبنان , ثلاثة انجازات تسجل للرئيس عون  اولا :شجاعته في الوقوف ضد سياسة حاكم مصرف لبنان وطلب محاكمته وهو الامر الذي لم يتجرأ عليه احد من المنظومة بل على العكس ساهموا في حماية رياض سلامة  وعلى راسهم الرئيس نبيه بري  اضافة الى اصرار عون على  التدقيق الجنائي 

اما الانجاز الثاني وهو وضع ملف عودة النازحين الى سوريا على السكة والبدء بتنفيذه رغم المزايدات اليومية بالانسانية والطوباوية والتعاطف مع الشعب السوري على حساب الشعب اللبناني وتآمر المجتمع الدولي على اللبنانيين 

اما الانجاز الثالث التاريخي والاخير فهو توقيع مرسوم الترسيم البحري الجنوبي بالتعاون مع حليفه الكبير حزب الله الذي ساهم برفع سقف التفاوض و اثبت قوة المفاوض اللبناني بعد اطلاقه المسيرات .

وبالعودة الى مشهدية  اليوم الاخير في القصر  فقد غادر  امس الاول  رئيس الجمهورية اللبنانية  العماد ميشال عون، قصر بعبدا، منتقلاً الى منزله في الرابية، وسط مراسم وداع رسمية أقيمت له. وقبيل مغادرته القصر الجمهوري، القى عون كلمة وسط الحشود الشعبية التي توافدت لتحييه ولتدعمه، اعلن فيها انه وجه رسالة الى مجلس النواب بحسب صلاحياته الدستورية ووقّع مرسوم اعتبار الحكومة مستقيلة.  كما واشار الى أنه انتقل الى “مرحلة جديدة تبدأ بنضال قوي وعمل وجهد لاقتلاع الفساد من جذوره ولاخراج الوطن من الحفرة العميقة التي وضعوه فيها، مؤكدا على ان  "لبنان بحاجة الى اصلاح كي يعود الى الحياة بعد إنهاء نفوذ الذين شلّوا القضاء وأوقفوا التحقيق بإنفجار المرفأ" 
وفي هذا السياق كشف عون ان “القضاء لا يحاكم من في حقهم دعاوى جرمية”، لافتا الى انه "لدينا دولة مهترئة بمؤسساتها ومن دون قيمة، لأن المنظومة الحاكمة استعملتها، والقضاء معطّل لا يحصّل حقوق الناس”. 
وقال في خطابه الاخير :" اليوم نهاية مرحلة لكن هناك مرحلة ثانية وفيها نضال قوي" . وقال: " انتم معي وأنا معكم، اليوم تنتهي مرحلة لتبدأ مرحلة أخرى تحتاج لنضال وللكثير من العمل لكي نخرج من أزماتنا". "أرى اليوم فيكم رجال مقاومة لم يخافوا من البندقية ولا السجن ولا العصا واليوم نعود إلى الوطن الذي دفعنا ثمنه دمنا" . ان "البلد مسروق من جيوبكم ونحتاج إلى العمل والمواقف والجهود لاقتلاع الفساد من جذوره. ولفت الى ان ارتكاز البلد يحتاج الى  العامود الاول الامن والعامود الثاني القضاء". كما اعتبر عون ان اتفاق الترسيم سيسمح باستخراج ثرواتنا ما يعطينا الرأسمال الكافي لإنقاذ لبنان
واكد عون على ان  المنظومة الحاكمة منذ 32 عاما أوصلت لبنان إلى المرحلة الحالية  مشددا على ان البلد يحتاج إلى إصلاح ولافتا الى انه  اعدت تحقيقات مالية كبيرة كشفت جرائم حاكم المصرف المركزي ولكنه لم يصل الى المحكمة، متسائلا  من يحميه ومن شريكه؟
وفي ما يتعلق بالقضاء  اكد عون على ان القضاء لم يعد يعمل فالكل خائف ممن يدفعون لهم"، لافتا الى انهم " عطلوا التحقيق من أجل عدم الوصول إلى الحقيقة في تفجير المرفأ لأن رئيس مجلس القضاء الأعلى لا يريد التعيينات التي توصلنا إلى الحقيقة"
كما وسأل عون لماذا لم يقر الكابيتال كونترول حتى  اللحظة؟ كي تبقى الاموال تتهرب الى الخارج لان السلطة سرقت الاموال واخذتها وهربتها  مشددا على ان  "كل المودعين خسروا  خاصة صغار المودعين".وفي الختام اكد عون على ان الصندوق السيادي هو التدبير الوحيد الذي يحافظ على اموال الشعب . واضاف "سنرى ما اذا كان سيُعين رئيس للصندوق السيادي الذي سيصرف قسم منه على الانماء وقسم اخر للاجيال المقبلة وعليكم حماية ذلك"
عشتم وعاش لبنان.

وبعد انتهاء كلمته،  حيا عون الحشد الشعبي وغادر القصر الجمهوري في الموكب الرئاسي الى الرابية وكان اول رئيس يدخل بحشد شعبي من مناصريه الى قصر بعبدا  ويخرج من القصر بحشد شعبي من مناصريه ايضا.

وتجدر الاشارة الى ان الحشود العونية كانت قد بدأت تتوافد من مختلف المناطق اللبنانية الى محيط القصر الجمهوري في بعبدا، منذ صباح الاحد  الباكر ، وسط تعزيزات أمنية مشددة، استعدادا لوداع عون.
 وعند الساعة الثانية عشرة والربع، دعا المدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد الى بدء مراسم الوداع الرسمية، فغادر الرئيس عون مكتبه في القصر الجمهوري يرافقه قائد لواء الحرس الجمهوري العميد بسام الحلو، واتجه بين صفين من الرماحة الذين اصطفوا في داخل بهو القصر الى الساحة الخارجية حيث صافح المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، والمديرين العامين والمستشارين والضباط المرافقين، ووقف موظفو المديرية العامة لرئاسة الجمهورية لوداع الرئيس الذي قام بتحيتهم وسط تصفيق الحاضرين وهتاف المواطنين. وفيما عزفت موسيقى الجيش النشيد الوطني، استعرض الرئيس عون كتيبة من لواء الحرس الجمهوري، وصولاً الى المدخل الرئيسي للقصر حيث احتشد المواطنون يتقدمهم رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وعدد من الوزراء والنواب الحاليين والسابقين، إضافة الى مسؤولين في “التيار الوطني الحر” وكبار موظفي رئاسة الجمهورية.
 
وكانت المحطة الثانية في الرابية   حيث يقطن الرئيس عون ، الذي توقف لتحية الجماهير التي انتظرته وهتفت بحياته وبالشعارات المؤيدة لمواقفه ابان وصوله مفترق منزله .وما ان وصل الى منزله استقبلته زوجته وكريماته، وافراد العائلة. 

ايكو وطن حضر مراسم نهاية ولاية العهد  وجال على المناصرين والنواب  ليستطلع اراءهم  في مقابلات خاصة .فاكد سيمون ابي رميا لايكو وطن على "اننا نناصر  رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  منذ بدء مسيرته في   العام 1988  ونحن مستمرون معه في  كل محطاته سواء اكان نائبا او قائدا للجيش او رئيسا للوزراء او وزيرا او رئيسا للجمهورية. "
واشار ابي رميا الى ان كل الالقاب الذي نالها عون تذهب ويبقى اللقب الاساسي  "الجنرال الزعيم"  حيث  تبقى الزعامة وهي الحشد الشعبي الذي يواكب عون في كل محطاته الوطنية
بدوره، اشار اسعد درغام   لايكو وطن الى ان التيار الوطني الحر تواجد منذ  سنة  1998 في  بعبدا وبانه وقبل وصول الرئيس ميشال عون الى قصر بعبدا كان عون موجودا وبقوة 
ولفت الى ان " التيار لن ينتهي في العام  2022 ونحن نتجدد في كل محطة " مشددا على " اننا لم نبدأ  في العام 2016 مع بدء ولاية عون ولن  ننتهي في العام 2022 
وفي الختام وجه  درغام رسالة الى عون قائلا: " دخلت الى القصر الجمهوري باحتضان شعبي واليوم خرجت منه باحتضان شعبي  ايضا"

 من جهته اكد سليم عون لايكو وطن على انه" لدينا الرؤية ذاتها وسنستمر في الامور التي لم نستطع تحقيقها " ، مشيرا الى " اننا تعلمنا من هذه  التجربة  كيف نقارب المواضيع مجددا"  
واضاف:  " اننا لا نستطيع ان نخيب امل و ثقة الحشد  الشعبي المناصر والمتواجد اليوم في محيط القصر الجمهوري في بعبدا مشددا على اننا ولهذا السبب لا نستطيع التراجع ابدا وسنستمر بكل تأكيد"
ولفت سليم عون الى  انهم اليوم وبفعل هذه الحشود المناصرة للرئيس ميشال عون اخذوا الدافع اللازم للاستمرار في  مسيرتهم

من جهته، وجه النائب جبران باسيل عبر  ايكو وطن رسالة الى الشعب اللبناني وقال لهم : "بحبكم". 

اما  المستشار الاعلامي للرئيس ميشال عون الاستاذ رفيق شلالا فقيم  في حديث لايكو وطن مرحلة العهد وقال :على الصعيد المهني في  عهد الرئيس ميشال عون  كانت مرحلة زاخمة وضاغطة جدا لكنها جيدة اذ  حصل العديد من الاحداث  فيها ولم تكن جميعها سعيدة على صعيد البلد لكن في المقابل تحققت  انجازات عديدة ايضا

الى ذلك وجه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رسالة الى مجلس  النواب بواسطة رئيسه الاستاذ نبيه بري،  وجاء في الرسالة:

رسالة موجّهة الى مجلس النواب
بواسطة السيّد رئيس مجلس النواب
الاستاذ نبيه برّي المحترم
الموضوع: امتناع رئيس الحكومة المكلّف عن تأليف حكومة عملاً  بأحكام المادتين 53 (فقرة 4) و 64 (بند 2) من الدستور وتأكيد حالة تصريف الأعمال بالمعنى الضيّق للحكومة التي يرئس راهناً والتي اعتبرت مستقيلة عملاً بالمادة 69 (فقرة 1، بند هـ). في حين ان لبنان على مشارف خلّو سدّة الرئاسة بانتهاء ولاية رئيس الجمهورية، ما يشغر الموقع الأوّل في الدولة ويفرغ السلطة الإجرائية من القائم بها، اي مجلس الوزراء عملاً بالمادتين 17 و 65 من الدستور، وفي ضوء الاستحقاقات الداهمة على جميع الصعد الوطنية والتي لا تحتمل اي شغور بالنظر الى تداعياتها الخطيرة على الشعب والكيان والميثاق.
بعد التحيّة،
عملاً بأحكام المادة 53 (فقرة 10) من الدستور والمادة 145 (3) من النظام الداخلي لمجلس النواب (وبما ان اجتماع مجلس النواب الكريم متاح وهو في العقد الثاني من اجتماعاته عملاً بالمادة 32 من الدستور، فضلاً عن انّه في دورة انعقاد استثنائية حكماً لمواكبة تأليف الحكومة الجديدة حتى نيلها الثقة عملاً بأحكام المادة 69 (فقرة 3) من الدستور.
نتوجّه الى مجلسكم الكريم بواسطة رئيسه بالرسالة الآتية لاتخاذ الموقف او الإجراء او القرار المناسب بشأنها.
في الوقائع، نعلمكم بأن رئيس الحكومة المكلّف السيّد  نجيب ميقاتي قد اعرب لنا خلال لقاءاتنا لتأليف الحكومة، كما اعرب لسوانا، عن عدم حماسته للتأليف لأسباب مختلفة، منها ان الأولوية هي لانتخاب رئيس واذا حصل ذلك فلماذا نبادر لتشكيل  حكومة – او قوله ان لا مصلحة في تأليف حكومة جديدة وتحمّل كامل المسؤولية بصفته رئيساً لها في حال خلوّ سدّة الرئاسة في حين ان لا مسؤوليّة كاملة عليه والحكومة في حال تصريف اعمال – وكانت لقاءتنا تدور في حلقة من العراقيل المتنقلة التي تفرغها من كل تقدّم مفيد وعملي على صعيد التأليف وتدل على عدم رغبته بتأليف حكومة تمثل امام مجلسكم الكريم لنيل الثقة ووضع حدّ لتصريف الأعمال بالمعنى الضيّق، حتى إن اتى مودٍّعاً لنا في القصر الجمهوري قبل ايام من انتهاء الولاية الرئاسية ابدينا اصراراً على التأليف داعين ايّاه الى الاجتماع مساءً في القصر للاتفاق على اصدار مراسيم تشكيل الحكومة الجديدة وفقاً لأحكام الدستور. الاّ انه لم يأبه، ولم يعر اذناً صاغية حتى للوسطاء لبذل اي جهد على صعيد التأليف. ما رسّخ يقيننا بأنه غير راغب في تأليف حكومة بل الاستمرار على رأس حكومة تصريف اعمال والمراهنة والرهان على الوقت كي تشغر سدّة الرئاسة. فيستحيل عندئذٍ التأليف بغياب الشريك الدستوري الكامل في تأليف الحكومة.
الأدهى والأخطر، وهو ما لا اوافق عليه قطعاً، ان تمارس هكذا حكومة لا تتولّى اختصاصها الذي ناطه الدستور بها في المادة 17 منه الاّ بالمعنى الضيّق لتصريف الأعمال، صلاحيّات رئاسة الجمهورية وكالة حتى انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهي صلاحيّات يمارسها الرئيس تحت القسم ولا يستطيع توليها من انحسرت دائرة اختصاصه اصلاً بعدم توافر ثقة مجلسكم الكريم بسلطته. وما يزيد في الأمر خطورة ان رئيس حكومة تصريف الأعمال، المكلّف والممتنع عن التأليف، يرغب في عقد جلسات لمجلس الوزراء ورقابة مجلسكم منعدمة، مخالفاً مفهوم تصريف الأعمال بالمعنى الضيّق ومبدأ فصل السلطات وتوازنها وتعاونها، وهو من ركائز نظامنا الدستوري الديمقراطي البرلماني (فقرة ج و هـ من مقدمة الدستور).
ان الفوضى الدستورية التي تهدّد الكيان والميثاق مرفوضة منّا طالما انّنا في سدّة الرئاسة وقد اقسمنا يمين الاخلاص لدستور الأمة اللبنانية وقوانينها. وعند خلّو سدّة الرئاسة من دون انتخاب رئيس، تخلو الساح للممارسات والأعراف من دون رقيب او حسيب، فيُفرّغ الميثاق وتتفاقم الأخطار في مرحلة قد تكون الأخطرفي حياتنا العامة، والفراغ يراكم الفراغ والمعالجات الناجعة لأزماتنا تغيب وتنتفي ايضاً، والشعب يبحث عن سبل نجاة من معاناته الموروثة او المستجدّة بفعل يد البشر او غدر القدر، حتى إن لاحق بشائر خلاص تكمن في ثرواتنا الطبيعية، لا تجد ما يعوزها من تركيز جهد وتصميم وقدرة شرعية مستمدّة من حكومة مكتملة الأوصاف الدستورية ورئيس للجمهورية.
السيّد الرئيس،
تريثّنا حتى اللحظة الأخيرة المتاحة قبل ان نوّجه هذه الرسالة الى مجلسكم الكريم بواسطة رئيسه علّ الوعي والحسّ والضمير الوطني يعودوا الى من يجب ان يتحلى بهم في هذه الأزمنة منعاً لمراكمة الفراغ على الفراغ، ما دعانا، والأمر على ما هو عليه من خطر داهم بالفراغ الكامل على صعيدي الرئاسة والسلطة الاجرائية، الى ان نتوجّه اليكم ودعوتكم بصورة عاجلة وماسة الى ان تتم فوراً ومن دون اي ابطاء، الاجراءات التي تقتضيها هذه الرسالة والظروف الخطيرة التي دفعتنا اليها، ما يجعل مجلسكم الكريم عاملاً وفاعلاً ومنقذاً الوطن مما يهدّده من جرّاء الفراغ والرهانات الخطيرة عليه والموصوفة اعلاه، فينتخب رئيس جمهورية او تؤلّف حكومة في اليومين المتبقيين من ولايتنا ونتفادى جميعنا حافة الهاوية التي اعتمد سياستها من ائتمنتم على تأليف حكومة جديدة، وهو الرئيس المكلّف الذي يرفض تأليف حكومة جديدة بقرار سياسي منه، فيؤبّد حالة التصريف ويفاقم الفراغ فراغاً ويسطو على رئاسة الجمهورية، وهي معقودة بميثاق العيش المشترك لسواه، مراهناً على ممارسة صلاحيّاتها في حين ان المادة 62 من الدستور تنيطها وكالة بمجلس الوزراء حين خلوّ سدتها لأي علّةٍ كانت، وحكومة تصريف الأعمال بالمعنى الضيّق تستحيل عليها هذه الممارسة وهي التي لا تمارس اصالة كامل اختصاصها الدستوري!
امّا الحكومة المكتملة الأوصاف الدستورية، فإنّها تمارس وكالة (اي حتى حلول الأصيل) هذه الصلاحيّات عندما تنعقد في هيئة مجلس وزراء وبإجماع اعضائها، باستثناء الصلاحيّات اللصيقة بشخص رئيس الجمهورية.
السيّد الرئيس،
إنّ حكومة، فقدت سلطتها الدستورية لجهة ممارسة دائرة اختصاصها بالكامل بعد بدء ولاية مجلسكم الجديد الذي لم يمنحها اي ثقة، في حين ان الشعب هو مصدر السلطات وصاحب السيادة يمارسها عبر المؤسسات الدستورية، وانتم الأحدث والألصق بإرادته، وسدّة الرئاسة على مشارف يومين من الخلوّ، انمّا هي حكومة فاقدة الشرعية الشعبية وبالتالي الشرعية الدستورية والميثاقية، سيّما في ضوء هذه الظروف القاسية وغير المسبوقة التي يمر بها لبنان وشعب لبنان. كل ذلك بسبب عدم نص الدستور على صلاحيتي بسحب التكليف ومعاودة الاستشارات النيابية، ولأن الرئيس المكلّف يحبس التأليف ويؤبّد التصريف مراهناً على الفراغ القاتل لميثاقنا وهويّتنا ودستورنا وكيانناً والمهدّد لاستقرارنا الأمني.
ان رئيس الحكومة المكلّف لم يعتذر، والاّ كنّا بادرنا الى استشارتِكم والتشاور مع رئيس المجلس وكلّفنا والّفنا وتجاوزنا الأخطار والفوضى الدستورية التي تستولد كل الحالات الشاذة. وعليه يتوجّب على دولة الرئيس المكلّف ان يعتذر، لكي يصار فوراً الى تكليف سواه واصدار مراسيم التشكيل فور ذلك تجنّباً للفراغ – هذا اذا لم يبادر مجلسكم الكريم الى نزع التكليف، فيما هو من اعطاه ايّاه.
السيّد الرئيس،
نتوجّه اليكم بهذه الرسالة لنطلعكم على واقع الحال وننبّه ممّا يمكن ان تنحرف اليه الأمور في ما هو ليس من مصلحة البلاد، عملاً بمسؤولية مجلس النواب واختصاصه في التكليف ومن ثم في منح الثقة للحكومة والمساءلة والمحاسبة، تمهيداً لمناقشة هذه الرسالة  الفورية في الهيئة العامة بالنظر الى ضرورات الإنقاذ من الأخطار التي تتهدّد لبنان وشعبه وميثاقه ودستوره وكيانه، والتخفيف من معاناة شعب لبنان الذي اولاكم سلطاته وسيادته – منذ اشهر قليلة، فتتحقّق من خلال مجلسكم الكريم الشراكة الوطنية وضرورات “ميثاق العيش المشترك الذي لا شرعيّة لأي سلطة تناقضه”، وان يتّخذ مجلسكم الموقف او الإجراء او القرار اللازم تفادياً لهذا الأمر.
                                                                             ونشهد انّا بلّغنا.  
                                                                                   العماد ميشال عون
                                                                                  رئيس الجمهورية اللبنانية

ومن ناحية اخرى، و بعد ساعات على اعلان عون توجيهه رسالة الى مجلس النواب، اعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري انه تسلم  رسالة عون ، كما رسالة الرئيس نجيب ميقاتي  الذي ارسلها بعد تبلغه مرسوم الإستقالة من رئيس الجمهورية. وفي مضمونها، ابلغ ميقاتي بري متابعة الحكومة لتصريف الاعمال والقيام بواجباتها الدستورية كافة، وفقا للنصوص الدستورية والانظمة التي ترعى عملها. 
 
وفي سياق متصل، دعا  الرئيس بري، المجلس النيابي إلى عقد جلسة في تمام الساعة 11 من قبل ظهر يوم الخميس الواقع في 3 تشرين الثاني  2022، وذلك لتلاوة رسالة رئيس الجمهورية.

وعلى  خط المواقف  وتعليقا على نهاية العهد ومغادرة  الرئيس عون القصر الجمهوري،  علق رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط"  في حديثٍ لـ "الميادين"، قائلا: " ان الرئيس ميشال عون يفسر الدستور على مزاجه وهذا يؤدي الى مزيد من الارباك ورد ميقاتي كان في محله" مشيرا الى أنّ "ما صدر مرسوم سياسي وليس دستوريًا والرئيس عون هددنا بفوضى دستورية".

من جهته، اكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع في حديث لـ"المركزية" على أن "الحشد الشعبي ليس مقياساً للعمل السياسي الناجح، فهو في معظم الاحيان يعبّر عن تعلّق عاطفي مَرَضّي لمجموعات بشرية بشخص معين، وتاليا ظاهرة لا يمكن التوقف عندها"، مشيراً إلى أن "ما عايناه امس مجرد مآساة ملهاة، لقد كانوا يرقصون على جثة الوطن".
وسأل جعجع كل مواطن لبناني شارك في حشد الامس، قائلاً: "حينما عاد كل واحد منهم الى بيته، هل وجد ماء وكهرباء وفرصة عمل لابنه او اخيه؟ هل استرد وديعته من المصرف؟ هل اوقف هجرة خيرة شباب لبنان؟والاسئلة تكاد لا تنتهي...الا يعيش هؤلاء ظروف القهر والذل والحرمان التي يقبع في ظلها اخوتهم في المواطنة؟ وان افترضنا انهم يؤخذون بشعار التعمية "ما خلونا"، ولو سلمنا جدلا انه واقع وحقيقة، فالمنطق يفترض مقاربة بسيطة تقول بأن حزبا، كالتيار الوطني الحر، اوصل رئيسه الى رئاسة الجمهورية وكانت له اكبر كتلة نيابية في المجلس من 29 نائبا ويمتلك مع حلفائه الاكثرية النيابية ولديه وحده الثلث المعطّل في الحكومات على مدى ست سنوات واكثر، اذا لم يستطع ان يحقق ما يصبو اليه، بكل عناصر القوة السياسية هذه من نفوذ وموقع وسلطة وقرار ، فلماذا يكمل مساره في العمل السياسي، وعلى ماذا يراهن بعد؟ وتبعا لذلك، وان من يتهمهم بالوقوف خلف مقولة الـ "ما خلونا"، "ما خلو عون" هل "لح يخلو باسيل مثلا"؟".
وعن خطاب عون قال جعجع: "لم استغرب ما ورد فيه للحظة، الرجل هو هو، منذ تعرفت اليه عن كثب عام 1986 لم يجرِ اعادة قراءة لمساره السياسي، والانكى انه يتجه انحداريا. المأساة مستمرة معه ، فكلما اقفل مشهدا تراجيديا يفتح البلاد على آخر اكثر مأسوية ، على غرار خطوة توقيع مرسوم استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المستقيلة حكما، وفي ذلك انتقاص من صلاحيات رئيس الجمهورية التي لا ينفك يشكو منها عون وباسيل، وهما اكثر من ينتقصان منها ويهشمانها. فعوض ان يختم عهده بخطوة ايجابية قدم سلة من السلبيات لا علاقة لها لا بحقوق المسيحيين ولا باللبنانيين عموما، وانما ليكمل مبارزته الشخصية مع الرئيس نجيب ميقاتي".
أما عن حقبة ما بعد عون في الرئاسة اعتبر جعجع ان "الاسوأ حصل في عهده، فماذا  ابعد من خراب لبنان، الا ان المفارقة الوحيدة انه في الرابية لا يملك سلطة القلم، ما يعني التأثير بدرجة اقل على مجريات الحياة السياسية". وتوجه بالسؤال إلى رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل الذي يفكر بالترشح للرئاسة: "لماذا تترشح ما دمت لم تعد تملك كتلة الـ 29 نائبا ولا الغالبية النيابية وكل النفوذ الذي امتلكه عون للوصول الى الرئاسة و"ما خلوه...فكيف لح يخلوك؟".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan