افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 4 يوليو 2024

الرئيسية سياسة / Ecco Watan

الكاتب : المحرر السياسي
Jul 04 24|07:44AM :نشر بتاريخ

"النهار"

بدا أمس أن إسرائيل، بعودتها الى سلاح الاغتيالات التي تستهدف كبار الكوادر والقادة الميدانيين في “حزب الله”، سعت إلى ممارسة تصعيد حربي وميداني تواكب عبره المساعي والجهود الديبلوماسية المحمومة الهادفة للتوصل إلى خفض التصعيد عبر تفاهم برعاية متعددة الأطراف الدولية والإقليمية، بدليل أن التطور المتمثل بعودة استهداف قادة ميدانيين بارزين في الحزب تزامن مع اللقاءات البعيدة عن الأضواء التي أجراها كبير مستشاري الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة وموفده إلى إسرائيل ولبنان آموس هوكشتاين في باريس أمس للبحث في السبل المتاحة لخفض التصعيد على الحدود الجنوبية بين لبنان وإسرائيل.

وإذ تسبّب الاغتيال الذي استهدف أحد كبار القادة الميدانيين في “حزب الله” باحتدام واسع مع رد صاروخي كثيف للحزب على مواقع إسرائيلية في الجولان والجليل، أثارت السخونة المستعادة على الجبهة الجنوبية قلقاً لدى جهات محلية وديبلوماسية في بيروت تخوّفت من أن تكون إسرائيل تعمّدت التصعيد لإعطاء تهديداتها بنقل الحرب من غزة إلى لبنان معالم “صدقية” وجدية لكون هذه التهديدات صارت في الآونة الأخيرة موضع تشكيك عميق. كما أن الخشية لدى هذه الجهات تتصل باحتمال أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بدأ التمهيد لزيارته لواشنطن وإلقاء خطاب أمام الكونغرس بنقل متدحرج للتصعيد من غزة حيث يتردد أن “المرحلة الثالثة” ستبدأ قريباً الى الجبهة الشمالية مع لبنان، ولو أن ذلك لا يعني بالضرورة، في رأي هذه الجهات، أن نتنياهو سيقدم على مغامرة كبيرة بإشعال حرب مع لبنان قبل موعد زيارته في الثلث الأخير من تموز (يوليو) الحالي. ولذا توقعت أن تتكثف وتيرة الجهود والمساعي الأميركية والفرنسية في الفترة الطالعة لخفض التصعيد واستكمال المساعي التي كانت مدار بحث مشترك بين الجانبين.

وكان هوكشتاين التقى أمس في باريس الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، وناقشا الوضع اللبناني من مختلف جوانبه، لا سيما الوضع المتفجر في جنوب لبنان بين إسرائيل و”حزب الله”. وأشارت المعلومات القليلة المتوافرة إلى أن الاجتماع أسفر عن اتفاق على مواصلة التنسيق بين الطرفين وعلى مواصلة الجهود من أجل منع توسع الحرب عند الحدود اللبنانية – الإسرائيلية.

ولم تقتصر محادثات هوكشتاين في باريس على لودريان، بل شملت أيضاً المسؤولة عن الملف اللبناني في الأليزيه آن كلير لو جاندر.

سبق ذلك تشديد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على “الضرورة المطلقة لمنع اشتعال الوضع بين إسرائيل و”حزب الله” في لبنان”، وذلك خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وذكر قصر الإليزيه في بيان، أن ماكرون “أعرب مجدداً عن قلقه إزاء تصاعد التوترات بين “حزب الله” وإسرائيل على طول الخط الأزرق. وشدّد على الأهمية المطلقة لمنع اشتعال للوضع من شأنه أن يلحق ضرراً بمصالح كل من لبنان وإسرائيل، وأن يشكل تطوراً خطيراً بشكل خاص على الاستقرار الإقليمي”.

وفي المقابل، عادت إيران إلى الادلاء بمواقف وتحذيرات لإسرائيل من مغبة تورّطها في عمل حربي ضد “حزب الله” . وأفادت وكالة “تسنيم” الدولية للأنباء، أن المشرف على وزارة الخارجية الإيرانية علي باقري، قال في تصريح: “إن لبنان سيكون حتماً جحيماً بلا عودة للصهاينة. في لبنان، لعبت المقاومة، باعتبارها فاعلاً مؤثراً في المجال العملياتي والميداني والدبلوماسي، دوراً خلق الردع اللازم”.

وأما في جديد المواقف الإسرائيلية، فإن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، أكد أمس الأربعاء، “إننا نوجه ضربات موجعة لـ”حزب الله” كل يوم وسنصل إلى حالة الاستعداد الكامل للقيام بما هو مطلوب في لبنان”. وأضاف: “نفضل التوصل إلى اتفاق على الجبهة الشمالية. لكن إن فرض الواقع علينا شيئاً آخر، فسنعرف كيف نقاتل”. وأشار غالانت، إلى أن “الدبابة التي تخرج من عملية رفح يمكنها الوصول إلى الليطاني”.

اغتيال واحتدام

وفي تطور أشعل احتداماً ميدانياً واسعاً استهدفت مسيّرة إسرائيلية أمس سيارة على طريق الحوش شرق مدينة صور بعد الظهر، وكان على متنها شخصان نقلتهما سيارات الإسعاف إلى المستشفى، قبل أن يُعلن مقتلهما، أحدهما هو قائد “وحدة عزيز” في “حزب الله” محمد نعمة ناصر وهو ثاني قيادي كبير يُقتل بعد قائد “وحدة النصر”. وقد أصدر “حزب الله” بياناً، نعى فيه نصر ووصفه بالقيادي وهو ثالث شخصية يطلق عليها الحزب هذا التوصيف. كما نعى محمد غسان خشاب. وأعلن الحزب عن سلسلة عمليات على الأثر استهدف فيها موقع الرمثا وتجمعاً للجنود في مثلث الطيحات وموقع السماقة ومن ثم استهدف الجولان بصلية كثيفة من الصواريخ. كما أطلق رشقة صاروخية في اتجاه الجليل الأعلى. وأعلن “حزب الله” أنه “في اطار الرد على الاعتداء والاغتيال الذي نفذه العدو في منطقة الحوش في مدينة صور” قصف مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع بمئة صاروخ كاتيوشا، كما استهدف مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونه بصواريخ فلق. وتعرضت الأحياء السكنية لبلدة شبعا مساء لقصف مدفعي إسرائيلي وافيد عن ثلاث إصابات.

بكركي والمجلس الشيعي

في سياق داخلي وعلى خط رأب الصدع بين بكركي والمجلس الشيعي الاعلى، استقبل أمس نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب في مقر المجلس، المطران بولس مطر والوزير السابق وديع الخازن موفدين من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي. ورحّب الخطيب بالوفد “في بيت اللبنانيين الذي أطلق مؤسسه الإمام السيد موسى الصدر مقولته التي أصبحت مقدمة للدستور اللبناني “لبنان وطن نهائي لجميع بنيه”، ونحن في المجلس نعتبر أن اللبنانيين أخوة وشركاء في الوطن، والمسلم مسؤول عن حفظ أخيه المسيحي كما المسيحي مسؤول عن حفظ أخيه المسلم، والتمايز المذهبي للمواطنين لا يعطي تمايزاً في الحقوق والواجبات”.

وأوضح المطران مطر أنه “كان لقاءً أخوياً وجيداً جداً، تحدّثنا فيه عن القيم الجامعة بين اللبنانيين وبين أهل الأديان، وواجبنا أن ندخل في حوار صريح من أجل لبنان ومن أجل المنطقة بأسرها لأن لبنان له رسالة خاصة في هذا المجال”. وقال: “نحن وأنتم أيها الإخوان لنا علاقات تضرب عميقاً في التاريخ وفي الجغرافيا في لبنان، وهذه ثوابت ستبقى”.

وفي اتصال مع “النهار” قال الوزير السابق وديع الخازن “أن اللقاء مع الشيخ الخطيب كان ودياً للغاية وأكد الأخير أنه يسجل عتباً ولا مقاطعة من المجلس لبكركي إذ يحرص على التعاون معها لمصلحة البلد خصوصاً في هذه الظروف”. ودعا الخازن إلى وقف السجالات من المحيطين بالمرجعيات لتجاوز هذه المرحلة الحرجة. وعلم أنه تم الاتفاق على تفعيل التواصل في المرحلة المقبلة ولكن ليس هناك لقاء في وقت قريب كما تردد بين البطريرك الراعي الموجود في الديمان والشيخ الخطيب.

 

 

 

"الأخبار"

في خطوة تُعدّ تصعيداً نوعياً، وبعد محاولات اغتيال فاشلة عدة خلال الأشهر القليلة الماضية، نجح العدو في الوصول إلى القائد الجهادي في المقاومة محمد نعمة ناصر «أبو نعمة» الذي استهدفته صواريخ أطلقتها طائرات إسرائيلية على سيارة كانت تقلّه في منطقة الحوش في صور، ما أدى إلى استشهاده ومرافقه الشهيد محمد خشاب.الخسارة الكبيرة التي أصابت الجسم الجهادي في حزب الله باستشهاد «أبو نعمة»، تطرح أسئلة حول خلفية قرار استهدافه الذي لا بد أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو وافق عليه، إذ إن الاغتيال رغم ارتباطه بعناصر المعركة القائمة، يعكس قراراً من جانب العدو، على صلة بما هو مطروح من خيارات على الطاولة، ربطاً بما يطلق عليه المرحلة الجديدة من العمل العسكري للعدو في غزة وانعكاس ذلك على الجبهة مع لبنان.

غير أن أهمية الحدث لا تنفي إمكان إدراجه في سياق المعركة القائمة، إذ إن عملية كهذه يستغرق التحضير لها وقتاً غير قصير، والكثير من عمليات الرصد والتعقّب، وسبقتها محاولات فاشلة لاستهداف «أبو نعمة». أضف إلى ذلك أن الشهيد قائد ميداني على رأس وحدة «عزيز» التي تتولى قيادة جانب رئيسي من الجبهة من غرب القطاع الأوسط حتى رأس الناقورة، وهو أوجع العدو في أكثر من مواجهة وأكثر من موقع في سياق المعركة القائمة، إلى جانب «تصفية حساب قديم» للعدو معه لمشاركته في مئات العمليات التي استهدفت العدو وعملاءه قبل التحرير في عام 2000 وبعده، إلى جانب دوره الكبير في حرب 2006.

الواضح أيضاً أن رسالة العدو الأهم هي أنه قرّر المضي في برنامج الاغتيالات، وأنه يقول للمقاومة بأنه مستعد لتحمّل نتيجة أفعاله، مراهناً في الوقت نفسه على أن رد المقاومة على الاغتيال لن يكون بطريقة تدفع الأمور نحو حرب مفتوحة.

وبمعزل عن كيفية تعامل المقاومة مع الحدث الكبير، ونوعية الرد المتوقّع على عملية الاغتيال، وهو ما سيظهر في الساعات المقبلة. يسعى العدو أيضاً إلى استثمار العملية في السياق السياسي المتصل بالبحث حول ما يُسمى المرحلة الثالثة من الحرب على غزة.

وتزامن الاغتيال مع جولة اتصالات جديدة بدأتها واشنطن حول جبهة لبنان، عبر محادثات المبعوث الأميركي عاموس هوكشتين في باريس، بحثاً عن «الصيغة الأكثر مقبولية» لعرضها على حزب الله، انطلاقاً من اعتقاد لدى رعاة الاحتلال، بأن دخول الحرب على غزة مرحلتها الجديدة قد يفتح الباب أمام فرصة للتسوية على جبهة لبنان، علماً أن العدو يكثر من الحديث عن قرب انتقال الثقل النوعي الميداني والسياسي إلى جبهة لبنان.

وإذا كان في جبهة العدو من يعتقد أن هذا النوع من الاغتيالات سيدفع حزب الله إلى التنازل في أي مفاوضات مقبلة، فإن الحزب وجد أيضاً التوقيت المناسب للرد استباقياً من خلال تصريحات نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم الذي أكّد لوكالة «اسوشيتد برس» أنَّ «الطريق الوحيد المؤكد لوقف إطلاق النار على الحدود اللبنانية هو وقف إطلاق النار الكامل في غزة»، مبقياً على حالة الغموض حول طريقة تصرف حزب الله مع المرحلة المقبلة. وردّ قاسم ضمناً على أسئلة الأميركيين والغربيين بالقول: «إذا كان ما يحدث في غزة مزيجاً بين وقف إطلاق النار وعدم وقف إطلاق النار، والحرب وعدم الحرب، فلا يمكننا الإجابة كيف سيكون رد فعلنا الآن، لأننا لا نعرف شكله ونتائجه وآثاره». وقفز قاسم إلى المستوى الأعلى المتصل بالتهديدات الإسرائيلية، منبّهاً من أنه «حتى لو كانت إسرائيل تنوي شن عملية محدودة في لبنان لا ترقى إلى حرب شاملة، فلا يجب أن تتوقع أن يبقى القتال محدوداً. يمكن للعدو أن يقرر ما يريد: حرباً محدودة، حرباً شاملة، حرباً جزئية، لكن عليه أن يتوقع أنَّ ردَّنا ومقاومتنا لن يكونا ضمن سقف وقواعد اشتباك يحددها هو».

وعلى جانب العدو، كان البارز أمس زيارة وزير الحرب يؤاف غالانت للمنطقة الشمالية، وإطلاقه مواقف في اجتماع مع كبار الضباط، مكرّراً بـ«أننا سنصل إلى حالة الاستعداد التامّ لاتّخاذ أيّ إجراء في لبنان. نُفضّل التوصّل إلى اتّفاق على الحدود الشمالية عن طريق التفاوض، ولكن إذا لزم الأمر فإننا نعرف كيف نُقاتل». وتوجّه إلى حزب الله قائلاً إنّ «الدبابة التي تخرج من عملية رفح يمكنها أن تصل إلى الليطاني».

الردّ الميداني

وبعد ساعات على اغتيال «أبو نعمة»، نفّذ حزب الله سلسلة عمليات نوعية التي وضعها الحزب في إطار الرد على عملية الاغتيال. فقصف مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر الدفاع ‏الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع بمئة صاروخ كاتيوشا، ومقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصواريخ ‏فلق، وثكنة زرعيت بصواريخ ‏بركان، ومقر الكتيبة التابعة لسلاح ‏البر في ثكنة كيلع بعشرات صواريخ الكاتيوشا.‏ واستهدف التجهيزات التجسسية في موقع المالكية، والتجهيزات الفنية في موقع بركة ريشا، وموقعَي السماقة و‏الرمثا في تلال كفرشوبا، وتجمعاً لجنود العدو في مثلث الطيحات وموقع الراهب.

 

 

 

 "الجمهورية"

 مع الإعلان الإسرائيلي عن قرب الدخول في ما سُمّيت المرحلة الثالثة من حربها على قطاع غزة، بدا انّ استنفاراً دولياً قد أُعلن لمواكبة المرحلة الجديدة من العدوان الاسرائيلي، بتحرّك تتصدّره الولايات المتحدة الاميركية، لترجمة مندرجات مبادرة الرئيس الاميركي جو بادين لوقف اطلاق النار وبلوغ صفقة تبادل للأسرى بين اسرائيل وحركة «حماس»، واحتواء التصعيد على سائر الجبهات، ولاسيما على جبهة لبنان، والدفع في اتجاه الحل السياسي.

ضمن هذا السياق، يندرج التحرك الأميركي عبر كبير مستشاري الرئيس الاميركي الوسيط آموس هوكشتاين في اتجاه باريس، وعقد لقاء مع الموفد الفرنسي جان ايف لودريان وبعض أركان الايليزيه، حول الملف اللبناني، وما يتصل حصراً بتبريد جبهة الجنوب وخفض التصعيد القائم فيها، والتأسيس لأرضية يُبنى عليها حل سياسي يلي مباشرة وقف اطلاق النار في قطاع غزة.

وبحسب ما جرى الاعلان عنه حول لقاء الأمس، فإنّ هوكشتاين التقى في باريس امس، لودريان والمسؤولة عن الملف اللبناني في قصر الايليزيه كلير لو جاندر، وانّ الجانبين الاميركي والفرنسي ناقشا الوضع اللبناني من مختلف جوانبه، ولاسيما الوضع المتفجّر في جنوب لبنان.

وخلصت هذه المحادثات إلى اتفاق على مواصلة التنسيق بين واشنطن وباريس حول هذا الملف، وكذلك على مواصلة الجهود لمنع تصاعد التوتر، وبالتالي منع توسّع الحرب بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي.

فرصة الحل ممكنة

وكشفت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية»، أنّ الجانبين الأميركي والفرنسي يتقاطعان في حراكهما المتجدّد من اعتبار انّ فرص الحل السياسي باتت اكبر، في موازاة تضاؤل احتمال اندلاع حرب واسعة، جراء الضغوط الكثيفة التي مارستها واشنطن، وخصوصاً على إسرائيل، وتحذيراتها من النتائج المدمّرة لأي عمل عسكري ضدّ لبنان على جميع الاطراف.

واشارت المصادر إلى أنّ في خطط واشنطن حراكاً اميركياً مكثفاً لبلوغ حل سياسي على جبهتي غزة وجنوب لبنان، إن أمكن في آن معاً، او يليان بعضهما بفاصل زمني قصير، والظروف مؤاتية لذلك، وخصوصاً انّ كل الاطراف راغبة بالحل السياسي، ويبدو انّ واشنطن تلقّت من كل الاطراف اشارات بهذا المعنى، ومن هنا التأكيدات المتتالية من وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن، بأنّ لا اسرائيل ولا «حزب الله» ولا لبنان ولا ايران تريد الحرب.

وفيما لم تستبعد المصادر عينها ان تعقب لقاء باريس بين هوكشتاين ولودريان وبعض المسؤولين في الايليزيه، حركة موفدين في الايام المقبلة، في اتجاه اسرائيل، تواكب التطورات المتسارعة في الميدان الغزي، وانتقال اسرائيل الى المرحلة الثالثة من الحرب، وكذلك في اتجاه لبنان، كشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية» أنّ خطوط التواصل بين هوكشتاين ومستويات سياسية مختلفة، بقيت ساخنة منذ زيارته الاخيرة، وعنوان البحث الأساس الملف الجنوبي ومنع تفاقم التوتر وابقائه في نطاق السيطرة.

وبحسب معلومات المصادر عينها، فإنّ واشنطن لا ترى بديلاً لحل سياسي يعيد الأمن والاستقرار الى منطقة الحدود، ويؤمّن عودة آمنة لسكان الجنوب والمستوطنين الى منازلهم. وهي وإن كانت قد أبعدت خيار الحرب انطلاقاً من جنوب لبنان، فهي تعتبر انّ ترسيخ الحل في جنوب لبنان مرهون بالحلّ السياسي في قطاع غزة، وفق ما هو محدّد في مبادرة الرئيس جو بايدن التي تهدف الى وقف الحرب.

وبحسب معلومات المصادر عينها ايضاً، فإنّ انتقال اسرائيل الى المرحلة الثالثة من الحرب، لا يزعج واشنطن، بل هي لا تمانعه، وحتى ولو تمّ الانتقال الى هذه المرحلة، فإنّها تبقي مبادرة بايدن كأساس لحل سياسي ينهي الحرب في غزة، ويمنع حرباً واسعة انطلاقاً من جنوب لبنان. وهي في هذا الاتجاه تقول انّها تكثف جهودها مع الجانب الاسرائيلي، وتعوّل في الوقت نفسه على ضغوط تُمارس على حركة «حماس» من القطريّين والمصريّين وحتى من الايرانيين وحلفائهم، للسير بالحل الاميركي.

الى ذلك، أكّدت مصادر مطلعة على محادثات هوكشتاين خلال زيارته الاخيرة الى بيروت لـ«الجمهورية»، انّ الموقف الاميركي ما زال يصوّر «حماس» على انّها الطرف الوحيد المعطّل للمبادرة الاميركية، وهوكشتاين في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين عبّر عن هذا الموقف بطريقة ديبلوماسية وصل فيها الى حدّ الطلب بصورة واضحة بأن يقوم «حزب الله» بتليين موقف «حماس» من مبادرة بايدن. حيث عبّر عن حرص الولايات المتحدة على انّها لا تريد أن ترى حرباً بين لبنان واسرائيل، مشيراً الى ما مفاده بأنّ «مبادرة الرئيس بايدن التي ألزمنا اسرائيل بها، هي الحل، واذا لم تقبل بها «حماس»، يعني ذلك أنّ الحرب ستبقى مستمرة، وفي هذه الحالة امام إسرائيل خيارين، الاول، هو أن تعلن انتهاء العملية العسكرية في رفح، وتجمع قواتها من رفح ومن غزة وترسل أكثرها الى الشمال، وفي الوقت ذاته يبقي الجيش الاسرائيلي على حصار غزة ويقوم بعمليات انتقائية انقضاضية كلما رأى ذلك ضرورياً. ووجود الجيش في الشمال وضغط سكان المستوطنات ومطالبتهم بإجراءات تمكنهم من العودة معناه انّ احتمال الحرب وتوسعها يصبح اكبر، فيما قدرتنا (الاميركيون) على الضغط على الاسرائيلي من اجل عدم الذهاب الى الحرب تصبح ضعيفة».

لا خطط رئاسية

رئاسياً، البديهي مع الاستنفار الاميركي والفرنسي لاحتواء الملف الأمني ومنع تصاعد التوتر على جبهة الجنوب، افتراض أن لا خطط او افكار جديدة مرتبطة بالملف الرئاسي. ويؤّكد ذلك مرجع سياسي بقوله لـ»الجمهورية»: «الملف الرئاسي «نايم وشبعان نوم، وواضح انو مطوّل ليفيق» حيث لا يوجد شيء حياله على الاطلاق، لا مبادرات ولا حراكات».

ورداً على سؤال عن الوقت الذي سيستغرقه تنييم الملف الرئاسي، قال: «هناك طريقة واحدة ما زالت ممكنة لحسم هذا الملف، هي أن نجلس على الطاولة ونتفاهم، فننتخب رئيساً للجمهورية ونشكّل حكومة ونضع البلد على سكة النهوض. الّا انّ هذه الطريقة رُفضت، وطالما هي مرفوضة فأمامنا وقت طويل جداً من الانتظار. وبالمناسبة، حكومة تصريف الاعمال القائمة، تربّعت على عرش حكومات تصريف الاعمال، حيث انّها صارت صاحبة اطول فترة تصريف اعمال بتاريخ لبنان، وما زال الوقت مفتوحاً امامها لفترات اطول، طالما لم نتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية».

رهان على الحرب

وفي سياق متصل، أبلغت مصادر سياسية مستقلة الى «الجمهورية» قولها، إنّها لا ترى فرصة لانتخاب رئيس للجمهورية في المدى المنظور.

وفي قراءة متشائمة للوضع الرئاسي، اعتبرت أنّ الرئاسة تحوّلت الى لعبة قمار، بدليل الرهانات على الحرب. وقالت: «منذ بداية الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، وتمدّدها الى جبهة الجنوب اللبناني قبل نحو 9 أشهر، توالت تأكيدات من اكثر من طرف سياسي بأن لا ربط بين الملف الرئاسي وبين المواجهات الدائرة بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي. الّا انّه ثبت بما لا يرقى إليه ادنى شك لديهم، أنّ تلك التأكيدات ليست اكثر من مجرّد كلام لا يعبّر عمّا هو حاصل على أرض الواقع».

فالملف الرئاسي، تضيف المصادر، ونتيجة لنزق اطراف التعطيل، صار مركوناً على هامش الاولويات والمتابعات الجدّية، حتى لا أقول انّه صار مُهملاً؛ كان قبل الحرب معلقاً على حبل طويل من الشروط التعطيلية ومحاولات التشاطر والتذاكي، وكلّ طرف يتلطّى خلف معطّلات و«فيتوات» من الداخل والخارج، ويستقوي بقدرته على تعطيل نصاب انعقاد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، وقد صرّحت اطراف التعطيل علناً بذلك. وأمّا مع اندلاع الحرب واحتدامها على جبهة جنوب لبنان، وضعوا كلّ بيضهم في سلّتها، في ما بدا انّه رهان - غير معلن انّما هو مؤكّد بالممارسة - بين اصطفافين، على متغيّرات سيفرضها الميدان العسكري، تتحدّد في ضوئها هوية رئيس الجمهورية، وكلّ من هذين الاصطفافين يُمنّي نفسه بأنّ هذه المتغيّرات ستمكّنه من ادارة الدفة الرئاسية وفق سياسته وتوجّهاته ومواصفاته. فأيّ مراهقة هذه، بل أيّ غباء هذا الذي يراهن على خراب ودمار»؟

وتلفت المصادر الى «انّ اطراف الانقسام الرئاسي تنفي تهمة الرهان على متغيّرات الحرب، ولكن ما يعزّز هذه التهمة ويؤكّدها، هو عدم الاستجابة للنداءات والدعوات المتتالية الى تحصين البلد في وجه العاصفة التي تضرب المنطقة، والإمعان في سدّ الأفق الرئاسي والإجهاز الكامل للمبادرات واحباط كلّ جهد او مسعى يحاول التأسيس لمساحة رئاسية مشتركة، والإمعان في سدّ الافق الرئاسي والهروب من الجلوس على طاولة التوافق والتفاهم، اللذين يشكّلان المفتاح الوحيد لعقد جلسات متتالية بدورات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية كإجراء فوق الضرورة والإلحاح، لوضع البلد على سكة الخروج من أزمته، وإعادة انتظام مؤسساته الدستورية وبنيانه السياسي».

وتخلص المصادر الى القول: «وسط هذه الصورة، يبدو أنّ كل طرف قد اتّخذ لنفسه زاوية انتظار لما ستؤول اليه الحرب المتدحرجة من غزة الى جنوب لبنان، ويبدو انّه انتظار طويل وبلا سقف زمني، وخصوصاً انّ أفق هذه الحرب، ومع فشل محاولات احتوائها وإطفائها، يكتنفه غموض واحتمالات مجهولة مزدحمة في الميدان العسكري، يستحيل معها تحديد متى ستضع هذه الحرب أوزارها، وكيف، وايّ واقع جديد سينتج منها بل أيّ منطقة وأيّ لبنان»؟.

بكركي والمجلس الشيعي

من جهة ثانية، تتكثف حركة التواصل على خط البطريركية المارونية والمجلس الاسلامي الشيعي الأعلى، حيث استقبل نائب رئيس المجلس الشيخ علي الخطيب في مقر المجلس امس، المطران بولس مطر والوزير السابق وديع الخازن موفدين من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة الراعي، وجرى التباحث في القضايا والشؤون الوطنية وتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة.

وقال الخطيب: «نحن في المجلس نعتبر انّ اللبنانيين أخوة وشركاء في الوطن، والمسلم مسؤول عن حفظ أخيه المسيحي كما المسيحي مسؤول عن حفظ أخيه المسلم». وقال المطران مطر: «كان لقاءً أخوياً وجيداً جداً، نحن وأنتم أيها الاخوان لنا علاقات تضرب عميقاً في التاريخ وفي الجغرافيا في لبنان، وهذه ثوابت ستبقى، والعلاقة بيننا هي علاقة مستمرة وقوية».

وعلمت «الجمهورية» من مصادر تابعت اللقاء، أنّ لقاء مطر- الخطيب أسهم في تبريد الأجواء وعودة التواصل المباشر، واكّد الجانبان حرصهماعلى العيش المشترك كما ينادي قداسة البابا، لانّه من دون هذا التعايش لا وجود للبنان ولا لمسيحييه.

لكن المعلومات، اكّدت انّه لم يحصل اتفاق على لقاء بين نائب رئيس المجلس والبطريرك الراعي في وقت قريب، حيث لا لزوم لذلك طالما انّ الامور عادت الى مجاريها ولكن لا شيء يمنع اللقاء لاحقاً.

الميدان العسكري

ميدانياً، وتيرة التصعيد على حالها من الارتفاع على امتداد الحدود الجنوبية، في ظل اعتداءات اسرائيلية مكثفة على البلدات والمناطق اللبنانية، حيث نُفذت غارات جوية بالطيران الحربي طالت بلدة حولا، اطراف عيتا الشعب، كما نفّذت مسيّرة اسرائيلية غارة على سيارة مدنية في منطقة الحوش في قضاء صور، حيث أفيد عن سقوط شهيد وجرحى، كما نفّذت مسيّرة ثانية غارة في بلدة الجبين، وانفجرت مسيّرة «دراون» وسط بلدة الطيبة من دون وقوع اصابات.

وتزامن ذلك مع قصف مدفعي طال الطيبة، حيث تسبب باندلاع حرائق، ومدينة الخيام، واطراف بلدة دير سريان، وكفر كلا، واطراف الجبين، والناقورة ومركبا.

وفي المقابل، اعلن «حزب الله» انّ المقاومة الاسلامية ردّت على الاغتيال الذي حصل امس في منطقة الحوش في مدينة صور، بقصف مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصواريخ فلق، ومقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر قيادة الدفاع الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع بمئة صاروخ كاتيوشا، ومقر الكتيبة التابعة لسلاح البر في ثكنة كيلع بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وثكنة زرعيت بصواريخ بركان. كما استهدفت موقع السماقة في تلال كفر شوبا بالأسلحة الصاروخية، وتجمعاً لجنود العدو الاسرائيلي في مثلث الطيحات، وموقع الراهب، وموقع الرمثا في تلال كفر شوبا، والمواقع التجسسية في موقع المالكية.

ونعى «حزب الله» الشهيد محمد غسان خشاب (ذو الفقار) مواليد المنصوري في العام 1997، كما نعى القيادي الشهيد محمد نعمة ناصر (الحاج ابو نعمة) مواليد حداثا في العام 1965، واعلن الجيش الاسرائيلي مسؤوليته عن الاغتيال. ونقلت «الجزيرة» عن صحيفة»اسرائيل هيوم» انّ نتنياهو اعطى موافقته للمؤسسة الامنية والجيش قبل ايام لاغتيال مسؤول كبير في «حزب الله».

وقال عضو «كتلة الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله»: «انّ اغتيال العدو للقائد المجاهد «ابو نعمة» لن يدفع المقاومة الى التراجع، انّ الفاتورة تكبر مع العدو الذي لا خيار معه سوى وقف عدوانه، وهي ستزيد من وتيرة ضغطها عليه، وسبيكون لها ردّها العقابي على جريمته، ليفهم العدو ان يد المقاومة طويلة وقادرة على تعقّب جيشه».

وأعربت «سرايا القدس» عن فخرها بما قدّمه الحاج ابو نعمة في دعم المقاومة الفلسطينية ومجاهدي سرايا القدس. وقالت في بيان: «انّ المضي بثبات على طريق القدس ومن ثم الارتقاء على يد المحتل بهذه الطريقة، يدل على انّ الشهيد القائد الحاج ابو نعمة واخوانه في المقاومة الاسلامية، كانوا خير من أحب فلسطين واهلها ونصر شعبها ومقاومتها. وان دماء الحاج ابو نعمة ستزيد من عزيمتنا ومن عزيمة اخوانها على الاستمرار في هذا الدرب».

ميقاتي: خيارنا السلام

الى ذلك، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في كلمة له ضمن فعالية «لبنان الدور والموقع والانتهاكات الاسرائيلية والمواثيق الدولية» التي أُقيمت في فندق «موفمبيك» امس: «إنّ الإعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان وما يشهده من قتل متعمّد لأهله وتدمير للبلدات واحراق للمزروعات، ليس فقط محل ادانة واستنكار من قبلنا بل هو عدوان تدميري وإرهابي موصوف ينبغي على المجتمع الدولي ان يضع حداً لتماديه وإجرامه».

واكّد «أنّ خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام، وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي، لا سيما القرار 1701، لكننا شعب ما رَضِي، ولن يرضى بالإعتداءات على سيادته وعلى كرامته الوطنية وسلامة أراضيه، وعلى المدنيين من أبنائه، وبخاصة الأطفال والنساء».

وقال: «من فلسطين تبدأ مسيرة السلام، وفي فلسطين يبدأ تأريخ هذه المنطقة، لا اتفاق سلام يستطيع أن يحيا إلّا بضمان حق العودة للفلسطينيين، جميع الفلسطينيين، ولن تستطيع قوة على وجه الأرض أن تطمس قضية فلسطين».

البيسري وبخاري

إلى ذلك، استقبل سفير خادم الحرمين الشريفين وليد بن عبد الله بخاري في مقر إقامته في اليرزة، المدير العام للأمن العام اللبناني، اللواء الياس البيسري.

وتم خلال اللقاء «البحث في أبرز التطورات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين الشقيقين، وعدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك».

تهديد إيراني

الى ذلك، قال المشرف على وزارة الخارجية الإيرانية علي باقري، في تصريح امس «إنّ لبنان سيكون حتماً جحيماً بلا عودة للإسرائيليين».

اضاف: «في لبنان، لعبت المقاومة، باعتبارها فاعلاً مؤثراً في المجال العملياتي والميداني والديبلوماسي، دوراً خلق الردع اللازم».

وتهديد إسرائيلي

وقال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت «اننا نوجّه ضربات موجعة لـ«حزب الله» كل يوم»، معتبراً «انّ الدبابة التي تخرج من رفح في امكانها ان تصل الى الليطاني». مضيفاً: «اننا سنصل الى مرحلة الجاهزية الكاملة، وسنكون في موقف قوة لأي عملية او تسوية».

بدوره كرّر اللواء في احتياط «جيش» الاحتلال، ومفوّض شكاوى الجنود السابق، إسحاق بريك في مقابلة مع قناة «كان» العبرية قوله: «إنّ الدخول في قتال بري وبحري وجوي اليوم بقوة في مقابل «حزب الله»، لن يبقى في مواجهة «حزب الله» فقط، بل سيصبح أيضاً حرباً إقليمية شاملة». وحذّر من انّه «إذا دخل الجيش الإسرائيلي براً لبنان، فهو منهَك اليوم، ويطلب وقف إطلاق نار في غزة، ومن الصعب على الجيش الوصول إلى الليطاني»، مشيراً الى «مشاكل صعبة جداً في الصيانة ومن الناحية اللوجستية». وشكّك في وجوب اندلاع مثل هذه الحرب، قائلاً إنّ «إسرائيل ستكون كلها تحت النار، مع انهيار كامل للتجمعات السكانية والكهرباء والمياه».

 

 

 

 "الديار"

 المواجهة طويلة بين محور المقاومة و «إسرائيل» المدعومة بشكل كامل من الولايات المتحدة الاميركية، فـ «اسرائيل» وواشنطن تمارسان لعبة الرقص على حافة الهاوية ودفع المنطقة الى مواجهة شاملة من خلال تصعيدهما العسكري واستهدافهما قياديي المقاومة والمدنيين وقطع كل الطرق على التسويات، وهذا ما دفع المقاومة امس الى الرد العنيف والواسع، بعد ان استهدفت مسيرة اسرائيلية احد قادة المقاومة محمد نعمة ناصر، «الحاج ابو نعمة « قائد وحدة عزيز في غارة في منطقة الحوش جنوبي صور، مما ادى الى استشهاده ورفع عدد شهداء المقاومة منذ ٨ تشرين الاول الى ٣٣٧ شهيدا. واعلن الجيش الاسرائيلي انه حاول اغتيال القائد ابو نعمة عدة مرات وكان اخرها في النبطية وقبلها قرب صيدا حيث قتلت امراتان، وان نتنياهو اعطى الاوامر لتنفيذ العملية. وذكر اعلام العدو، ان حزب الله ابلغ هوكشتاين الغاء محادثات التسوية، وان «اسرائيل» بدأت تصعيدا شديدا، واشار الى ان حزب الله نفذ ٢٢٩٥ هجوما منذ طوفان الاقصى حتى ١ تموز.

وردت المقاومة على عملية الاغتيال بمئات الصواريخ التي انهمرت على القواعد العسكرية من الجولان حتى كفرشوبا ومعظم المستوطنات مقابل الاراضي اللبنانية وصولا الى مسافات بعيدة.

مصدر مسؤول في المقاومة

هذا وكشف مصدر مسؤول في المقاومة، واكب الاجتماع الذي حصل بين نائب مدير المخابرات الألمانية أولي ديال ونائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ان الجانب الالماني حاول معرفة كيفية تعامل المقاومة على الجبهة الجنوبية، في حال بدأت «اسرائيل» تطبيق المرحلة الثالثة في غزة، أي وقف اطلاق نار من جانب واحد، ومدى استعداد الحزب لوقف العمليات على الجبهة، حيث رد الشيخ قاسم بسؤال ضيفه عن توصيفه لتلك المرحلة، فما كان من الاخير ان رد بان لا معلومات دقيقة حول ذلك، عندئذ بادره قاسم بالقول، لا يمكننا مناقشة هذه المسالة طالما، انتم كوسيط لا تعرفون ماهية المرحلة الثالثة.

وتابع المصدر المسؤول في حزب الله بان المقاومة لن تسير باي اتفاق لوقف اطلاق للنار في الجنوب، لا توافق عليه المقاومة الفلسطينية، معتبرا انه في حال السير باتفاق لوقف النار، وفقا لما هو معروف عن المرحلة الثالثة، تصبح المبادرة بيد الاسرائيلي، وهو امر غير مقبول ولن يحصل.

من جهة ثانية، اكد المصدر صحة المعلومات التي تم تداولها في وسائل الاعلام الاجنبية، حول توجيه طهران تهديد مباشر الى تل ابيب عبر وسطاء وواشنطن، تؤكد خلالها على ان أي توسيع للحرب في لبنان سيجعلها تتدخل كطرف وجزء اساسي من المعركة بطريقة مباشرة.

هذا واستبعد المصدر المسؤول حصول حرب شاملة عبر شن «إسرائيل» عدوانا واسعا على لبنان، عازياً الامر الى عدة عوامل، اهمها: عدم قدرة الجيش الاسرائيلي حتى اللحظة على حسم المعركة في رفح، عدم جهوزرية الجيش الاسرائيلي لشن ضربة على لبنان بعد استنزاف قواته في الحرب على غزة، والعنصر الأهم، علم الاسرائيلي المسبق ان أي تصعيد من قبله سوف يقابله رد مواز من قبل المقاومة.

الملف الرئاسي

في ظل هذا الواقع، فان الاوضاع الداخلية في لبنان ستبقى «لا معلقة ولا مطلقة» كل يوم ملف و «خبرية» و «عروض رئاسية متبادلة « و «كب» اسماء دون اي نتائج، وبالتالي فان اجتماع هوكشتاين ولودريان في باريس لن يقدم جديدا في الملف الرئاسي وركز على الوضع الجنوبي وضرورة التنسيق بين البلدين لمنع توسيع الحرب.

واعلنت باريس انها تتواصل مع الجميع بمن فيهم حزب الله لمنع توسع الحرب.

والمعروف ان قرار حزب الله واضح وصريح، لا وقف للنار في الجنوب قبل وقف النار في غزة وقبول المقاومة الأمر، اما التهديدات فلا مكان لها في الحارة.

وفي المعلومات عن الملف الرئاسي، علم ان مستشار البطريرك الراعي الاعلامي وليد غياض حمل الى مسؤول حزب الله ابو سعيد الخنساء اسم صلاح حنين خلال الاجتماع بينهما في منزل النائب فريد هيكل الخازن الذي ساهم في تبريد الاجواء بين بكركي وحارة حريك بعد التوضيحات الايجابية من مستشار الراعي.

وفي هذا الإطار، زار المطران بولس مطر والوزير السابق وديع الخازن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى والتقيا الشيخ علي الخطيب وجرى عرض شامل لما حصل والتأكيد على افضل العلاقات، وتم البحث في امكان عقد لقاء قريب بين الراعي والخطيب.

وفي المعلومات ايضا، ان الاتصالات بين الرئيس نبيه بري ورئيس التيار الوطني تراوح مكانها من دون نتائج، مع تمسك باسيل بالخيار الثالث وتقديم ٣ اسماء رئاسية جديدة «ثلاثة بواحد» لعين التينة مع الموافقة على عقد جلسات الحوار بمن حضر، فيما الرئيس بري تمسك بعقد طاولة الحوار في حضور كل المكونات السياسية من دون استثناء لاي طرف، وتحديدا القوات اللبنانية، رغم الاجواء السلبية في العلاقة بين عين التينة ومعراب.

الزعامة السنية لمن؟

الخلافات ليست محصورة بالرئاسة الأولى فقط، وما تشهده الطائفة المارونية من انقسامات حول هذا الملف، اصاب الطائفة السنية وفتح أبواب المعارك الكبرى على الرئاسة الثالثة مع التسريبات عن تسوية متكاملة على اسمي رئيسي الجمهورية والحكومة، وبالتالي فان عودة بهاء الحريري عنوانها رئاسة الحكومة دون اي ملف اخر، والجميع بدؤوا تحضيراتهم وزج كل اسلحتهم في هذا الاستحقاق.

وقالت مصادر سنية محايدة ان حركة بهاء الحريري تصطدم بحقول كبيرة من الالغام رغم كل التسويق الاعلامي له، ويبقى شقيقه سعد الحريري الابرزعلى الساحتين السنية والوطنية في ظل تعاطف شعبي معه جراء ما تعرض له. ويؤكد نائب سابق بيروتي، ان سعد الحريري لن يعود الى بيروت في الوقت الحاضر وما زال في مرحلة النقاهة بعد العملية الجراحية الدقيقة، ويختم « ما تعرض له سعد ليس قليلا مطلقا «.

اعداد الوافدين الى تزايد

ابدى خبراء اقتصاديون ارتياحهم لحجم اعداد المغتربين الذين قدموا الى لبنان لتمضية عطلة الصيف، مما يدخل الى خزينة الدولة مئات ملايين الدولارات وتوفير الاف فرص العمل

وتحسين الحركة التجارية في كل المرافق. وابدى هؤلاء الخبراء ارتياحهم ايضا إلى حجم المهرجانات الصيفية في المناطق والقرى والحضور الواسع من مختلف الاعمار رغم الاوضاع الامنية غير المستقرة والاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، مما حرم أهالي الجنوب وقسما من مناطق البقاع من هذه الاجواء.

واشار هؤلاء الى غرف سوداء معروفة الاتجاهات تتولى بث الشائعات وعمليات التهويل عن ضرورة مغادرة لبنان، ونسب هذه التحذيرات الى سفارات هذه الدول، وتبين انها غير صحيحة ومضخمة بمعظمها من اجل ضرب القطاع السياحي ومحاصرة الدولة، وهذا يفرض على الأجهزة الأمنية التحرك لملاحقة هؤلاء، علما ان معظم الرحلات الى لبنان حتى١٥ اب محجوزة بالكامل ولم يتم الغاء اي حجوزات، وهناك اعداد لا بأس بها من السياح المصريين والعراقيين والمغاربة والتونسيين وبعض الدول الاوروبية.

 

 

 

"اللواء"

 فجّرت اسرائيل الوضع الميداني في الجنوب، فبعد استهداف القيادي في حزب الله نعمة محمد ناصر، واغتياله على طريق الحوش في صور، مع احد مرافقيه، رد حزب الله بعشرات الصواريخ على كريات شمونة والجولان السوري ومستعمرات اخرى، بما لا يقل عن 200 صاروخ، في وقت كان فيه الرئيس نجيب ميقاتي قال: ان خيار لبنان كان وما يزال السلام، واصفاً العدوان الاسرائيلي على الجنوب بأنه تدميري وارهابي وعلى المجتمع الدولي ان يضع حداً لتماديه واجرامه..

وقال امس ميقاتي خلال مشاركته في فعالية «لبنان الدور والموقع بين الانتهاكات الاسرائيلية والمواثيق الدولية في موفمبيك»: «شعبنا الذي ما رضي ولا يرضى بالاعتداءات على سيادته وكرامته الوطنية وسيادة اراضيه، وعلى المدنيين من ابنائه وخصوصاً الاطفال والنساء»، موضحاً: «نحن معنيون من منطلقات عروبية ووطنية وانسانية، بحرب الابادة الفعلية الجارية في حق الفلسطينيين ولا سيما في غزة».

التنسيق الفرنسي – الأميركي

وأمس، اجتمع الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين مع الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان، وبحثا الوضع في لبنان، بشقه الحدودي (الحرب بين اسرائيل وحزب الله) وشقه السياسي (الملف الرئاسي المعلق البحث فيه).

وحسب المعلومات التي افرج عنها فإن الوسيطين اتفقا على استمرار التنسيق وتبادل المعلومات حول الوضع في لبنان.

وقالت المعلومات ان هوكشتاين ولودريان اتفقا على مواصلة بذل الجهود للحؤول دون توسع الحرب على الحدود اللبنانية – الاسرائيلية، واعداد ورقة عمل مشتركة للانتقال الى لبنان، في ضوء تقدم المفاوضات على جبهة غزة لوقف النار، والتوصل الى صفقة تبادل.

وصرح متحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي ان المحادثات كانت بناءة في الاليزيه وفي وزارتي الخارجية والدفاع، وتركزت حول آخر التطورات في الشرق الاوسط، والجهود المشتركة بين باريس وواشنطن لاستعادة الهدوء، وايجاد حل عبر الخط الازرق في الجنوب بالوسائل الدبلوماسية مع الاشارة الى ان هوكشتاين زار لبنان في 18 حزيران الماضي، والتقى الرئيس نجيب ميقاتي.

ومن غلاف غزة، قال وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت ان جيش الاحتلال يوجه ضربات موجعة لحزب الله كل يوم، واعلن عن قرب الوصول الى جاهزية كاملة على الجبهة الشمالية، لتكون اسرائيل في موقف قوي، سواء لجهة عملية عسكرية او تسوية سياسية.

الا ان المشرف على وزارة الخارجية الايرانية علي باقري قال صباحاً ان لبنان سيكون حتماً جحيماً بلا عودة للصهاينة.

تحريك الملف الرئاسي

رئاسياً، رجحت مصادر دبلوماسية عودة اللجنة الخماسية لاستئناف اجتماعاتها حول الملف الرئاسي، من زاوية الضغط الجاري من اجل انهاء الشغور الرئاسي وانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

‎وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» إن عودة النقاش في الملف الرئاسي لم تتحدد ولكن هناك معطيات تتحدث عن دخول اللجنة الخماسية على الخط في سياق تعديل بعض النقاط، وهذا يتبلور في الايام المقبلة خصوصا أن بعض سفراء اللجنة يسعون إلى عدم استئخار الملف وعدم انتظار المحادثات الخارجية التي تعقد بشأن ملفي غزة والجنوب.

‎اما بشأن الحراك المحلي فإن المصادر نفسها تعتبر أن بعض الكتل أنجز ما لديه لجهة الجولات على القيادات والكتل النيابية وبالتالي لن تقدم على خطوات جديدة في انتظار ما قد برسو عليه خيار التشاور أو الحوار، معتبرة أن السجال الذي اندلع بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر بجعل من الصعوبة بمكان التفكير في أي تواصل بينهما أو حتى اشراكهما في امر ما.

وفي اطار متصل، استقبل سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري، في مقر إقامته في اليرزة، المدير العام للأمن العام اللواء الياس البيسري. وجرى خلال اللقاء البحث في أبرز التطورات السياسية الراهنة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون الأمني بين البلدين الشقيقين، وعدد من القضايا ذات الإهتمام المشترك.

تنقية العلاقات

وعلى خط تنقية العلاقات الروحية بين المجلس الاسلامي  الشيعي الاعلى وبكركي، زار النائب البطريركي المطران بولس مطر والوزير السابق وديع الخازن، نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ علي الخطيب، موفدين من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وجرى التباحث في العلاقات بين المجلس والصرح وكذلك التطرق الى القضايا والشؤون الوطنية.

ورحب الشيخ الخطيب بالوفد، مؤكداً ان «اللبنانيين اخوة وشركاء في الوطن، والتميُّز على المذهب للمواطنين لا يعطي تمايزاً في الحقوق والواجبات والتعصب والتطرف لا يبني وطناً.. مؤكداً ان المقاومة تدافع عن اللبنانيين وتحمي سيادة لبنان التي لا تتجزأ».

ووصف المطران مطر اللقاء بأنه كان «أخوياً وجيد جداً»، موضحاً «تحدثنا عن القيم الجامعة بين اللبنانيين واهل الاديان، وتجمعنا الاخوة في الوطنية، وفي التاريخ والمستقبل».

ولم يجرِ عن الاتفاق على موعد لقاء بين الشيخ الخطيب والبطريرك الراعي، مع الاشارة الى ان ما حدث «غيمة صيف وعبرت».

الوضع الميداني تصعيد بوجه الاغتيال

ميدانياً، ورداً على اغتيال القيادي العسكري في حزب الله ابو نعمة، اعلن حزب الله عن قصف ثكنة زرعيت بصواريخ بركان، ومقر الكتيبة التابعة لسلاح البر في ثكنة كيلع بصواريخ الكاتيوشا.

كما اعلن حزب الله عن استهداف مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة الاسرائيلية بصواريخ «فلق» كما استهدف مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر الدفاع الجوي.

كما استهدف حزب الله برده التجهيزات التجسسية في المالكية وموقع الرمثا، وكذلك مثلث الطيحات والسماقة.. وموقع الراهب، والتجهيزات الفنية في موقع بركة ريشا العسكري.

ومساء امس، استهدف العدو الاسرائيلي اطراف بلدتي الجبين ووادي حامول، بالمدفعية، كما قصف بالطيران الحربي اطراف بلدة شيحين، وتعرضت ايضاً الاحياء السكنية لشبعا لقصف مدفعي معادٍ، اسفر عن اصابة مواطنة بجروح وسجلت غارة على بلدة حولا.

 

 

 

"الأنباء" 

الأمور لا تُبشر بالخير، إذ لا يمكن القول إنها ذاهبة نحو التهدئة، طالما ان قرار السلم والحرب رهن التطورات الميدانية المتجهة نحو التصعيد، خاصةً بعد اغتيال القيادي في حزب الله محمد نعمة ناصر الملقب الحاج ابو نعمة، وقيام "حزب الله" برد عنيف بإطلاق أكثر من مئة صاروخ باتجاه فلسطين المحتلة مستهدفاً مقر قيادة فرقة الجولان في ثكنة نفح ومقر الدفاع الجوي والصواريخ في ثكنة كيلع. 

مصادر أمنية وصفت الوضع في الجنوب بالخطير وينذر بمفاجآت ليست في الحسبان، متوقعةً في اتصال مع "الأنباء" الإلكترونية اشتداد المواجهات على طرفي الحدود بالتوازي مع المفاوضات التي يجريها موفد الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين مع المفاوض الفرنسي جان إيف لودريان والمسؤولة عن الملف اللبناني في قصر الاليزيه كلير لو جاندر بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين الطرفين، والبدء بتطبيق القرار 1701 واعادة الهدوء والاستقرار الى هذه المنطقة، وعودة الوضع الى ما كان عليه.

 المصادر رأت ان عامل الوقت مهم جداً لدى رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، فهو يصرّ على بقاء الوضع على حاله في الجنوب وفي غزة إلى ما بعد زيارته الى واشنطن في الرابع والعشرين من الجاري، ومعرفة ما ستؤول إليه نتائج الانتخابات الأميركية ليبني على الشيء مقتضاه ويحدد موقفه.

وفي السياق، رجحت المصادر أن رئيس وزراء العدو لن يقدم على خطوة باتجاه شن حرب على لبنان الا بضوء أخضر أميركي وأوروبي، لأن هذه الحرب إذا ما وقعت ستجد إسرائيل نفسها أمام جبهة مفتوحة قد تتخطى دول المنطقة لتصبح حرب إقليمية.

في المواقف، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى إلى أن الوضع على الحدود سيبقى على حاله طالما لا يوجد آلية معينة لوقف التوتر بانتظار جواب اسرائيل بموضوع التفاوض لوقف الحرب.

ورأى موسى في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أن المفاوضات التي يجريها المبعوث الأميركي في باريس مع لودريان فيها شيئاً ايجابياً يتركز على اهتمام الفرنسيين بلبنان، وهذه اللقاءات هي من أجل توحيد قناة التواصل أفضل من ان تكون عبر قنوات مختلفة وهذا يدل على أن هناك مسعى جدي من قبل الطرفين الاميركي والفرنسي لوقف الحرب في الجنوب. 

وإذ لفتَ موسى إلى أنَّ اسرائيل تريد دائماً فرض شروطها في وقت يفترض إيجاد حل لوقف القتال، اعتبرَ ان توسيع دائرة الاشتباكات له محاذيره الكبيرة لدى كل الفرقاء كما أن بقاء الأمور على حالها قد يؤدي إلى تطورات خطيرة، لذا وجب ان يكون هناك ضغط أميركي وأوروبي أكبر على اسرائيل خوفاً من انزلاقات غير محسوبة قد تذهب في اتجاهات معينة. 

من الواضح أن الأمور تترنح ما بين الحرب الموسعة وخيار السلم، مما يفرض على اللبنانيين التضامن والوحدة لمواجهة التطورات المقبلة التي قد تشكل خطراً حقيقياً على لبنان.

 

 

 

"البناء"

 انعقد اللقاء المرتقب بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب أردوغان، حيث استقبل بوتين أردوغان على هامش أعمال قمة أستانة لقادة مجموعة شانغهاي، ونقلت مصادر تركية عن أردوغان إنه كان حريصاً على إبلاغ الرئيس بوتين ترحيبه بما تمّ التباحث بصدده مع وزير خارجيته حاقان فيدان خلال زيارته لموسكو ولقائه مع بوتين، وأنه جاهز للسير قدماً بالمقترحات الروسية للانتقال في العلاقة بين أنقرة ودمشق من القطيعة إلى التعاون، بما في ذلك لقاء قمة على مستوى الرؤساء وأي مستويات أخرى من اللقاءات. وقالت المصادر التركية إن التنسيق الميداني الروسي التركي السوري ربما يسبق أي لقاءات سياسية عالية المستوى. وتوقعت المصادر التركية صدور المزيد من المواقف التركية التي تطمئن سورية الى نيتها سحب قواتها من الأراضي السورية، بكلام أوضح من التأكيد على التمسك بوحدة وسيادة سورية وغياب أي أطماع تركية بالجغرافيا السورية. وقالت المصادر إن أردوغان مستعد لتعاون أمني متبادل، يضعف الجماعات الإرهابية في منطقة إدلب، والجماعات الكردية الانفصالية في شرق سورية، وإنه يتمنى ان يصدر عن دمشق ما يؤكد منعها إجراء انتخابات المجالس المحلية الكردية المعلن عنها، والتي يراها الأتراك مقدّمة لنشوء كيان انفصالي يخشون تأثيره على الداخل التركي والأمن التركي.
في حرب طوفان الأقصى تطوّر سياسيّ حملته التسريبات، ثم البيانات، حول إمكانية تحوّل إعلان المرحلة الثالثة من الحرب من قبل جيش الاحتلال وحكومة بنيامين نتنياهو، الى مدخل لإعادة ضخ فرص الحياة في مفاوضات التوصل إلى اتفاق تبادل الأسرى وإنهاء الحرب، حيث قالت مصادر متابعة في الدوحة إن بيان حركة حماس عن إيجابيات في التفاوض مع الوسطاء هو رسالة لدفع المفاوضات إلى الأمام، بعد صدور كلام مشابه من قادة جيش الاحتلال والمؤسسات الأمنية ثم لاحقاً من تسريبات عن إبلاغ نتنياهو عدداً من النواب في الكنيست استعداده للانفتاح على تفاوض لوقف الحرب. والصيغة الجديدة التي نضجت بين الأميركيين والمصريين والقطريين تنطلق من أن المؤسسة العسكرية والمؤسسات الأمنية في كيان الاحتلال قد دخلت مرحلة الإنهاك والضعف والاستعداد لإنهاء الحرب، وأنها ابلغت نتنياهو بذلك، وأنها تعتبر الهدف الواقعي للحرب المتمثل بمنع حماس من تكرار 7 أكتوبر، كافياً لإنهاء الحرب، ولو بقيت حماس تسيطر على غزة، وأن رفع سقف الحرب إلى عنوان القضاء على حماس قد يستدرج جيش الاحتلال إلى حرب استنزاف يكون هو الخاسر فيها، كما تقول مقارنة الأيام الأولى للحرب بالأيام الأخيرة منها.
وفق المصادر تقوم الصيغة التي عرضها الوسطاء على حماس كجزء من مبادرة بايدن المعدلة، وتعاملت معها بإيجابية، على تمديد وقف النار كلما استمرت المفاوضات حول وقف الحرب، لكن من دون تطبيق المرحلة الثانية التي تتضمن الإفراج عن الأسرى الذكور الأحياء من جيش الاحتلال إلا عندما تتقدم هذه المفاوضات أو تصل إلى نتائج نهائية. وبقي السؤال حول ما إذا كان الجيش والمؤسسات الأمنية بعد جملة التسريبات التي أظهرت خلافاً مع نتنياهو، في وضعية القدرة بدعم أميركي على فرض شروط التفاوض عليه؟
على جبهة لبنان اغتال جيش الاحتلال القيادي في المقاومة «أبو نعمة» قائد وحدة عزيز، وهو القيادي الثاني من هذا المستوى القيادي بعد اغتيال قائد وحدة نصر «أبو طالب»، وبدأت المقاومة ما وصفته الردّ الأوليّ على العملية بقصف عمق الكيان وصولاً الى جبهة الجولان بأكثر من 100 صاروخ من أنواع وعيارات مختلفة.
وفيما تستمر الجهود الدبلوماسية الدولية على خط الوساطة بين «إسرائيل» ولبنان لتجنب توسّع الحرب بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي والتوصل الى ترتيبات على الحدود مع فلسطين المحتلة، بالتزامن مع إعلان حكومة العدو الانتقال الى المرحلة الثالثة وتكثيف الضربات الأمنية المحدّدة، رفع العدو الإسرائيلي مجدداً وتيرة التصعيد وتكرار عمليات اغتيال القيادات الميدانية في المقاومة في محاولة لفرض معادلة الاغتيالات في لبنان أيضاً على غرار ما يحصل في غزة، وفق مصادر معنية لـ»البناء» وذلك «لتغطية الفشل الميداني الفاضح في فرض شروطه ومعادلاته في غزة ورفح وجنوب لبنان، ما يوحي بأن العدو قرّر التعويض عن الإخفاق العسكري في جبهات القتال، بتنفيذ عمليات اغتيال قيادات ميدانية رفيعة في المقاومة، وبالتالي سيكون المنهج الذي سيتبعه العدو في المرحلة المقبلة، لكن المقاومة وفق المصادر لن تسمح بكسر قواعد الاشتباك وتكريس معادلة اغتيال قيادات المقاومة من دون عقاب، ولذلك سترفع المقاومة من درجة ردّها على دفعات لحماية معادلة الردع وبالتالي قيادات المقاومة».
وبعد الشهيدين القياديين وسام الطويل و»أبو طالب»، استهدف العدو سيارة بصاروخ من طائرة حربيّة على طريق الحوش – صور ما أدّى الى استشهاد القيادي في حزب الله محمد نعمة ناصر «الحاج أبو نعمة» من بلدة حداثا في جنوب لبنان.
وزعم وزير حرب الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، بأننا «نوجه ضربات موجعة لحزب الله كل يوم». وفي محاولة لرفع معنويات جيشه المنهارة وتطمين مستوطني الشمال، ادعى بأن «الدبابة التي تخرج من رفح بإمكانها أن تصل إلى الليطاني وأننا سنصل إلى مرحلة الجاهزية الكاملة وسنكون في موقف قوة لأيّ عملية أو تسوية».
هذا الاغتيال سيستدرج جولات تصعيد بين حزب الله والجيش الإسرائيلي وفق خبراء عسكريين، إلا أن الخبراء استبعدوا لـ»البناء» أن يؤدي الاغتيال الى حرب شاملة لغياب الظروف والعوامل الموضوعية للحرب، أكان قدرة واستعداد الجيش الإسرائيلي أو قرار لدى حزب الله باللجوء الى خيار الحرب المفتوحة إضافة الى ممانعة أميركية كبيرة لعملية إسرائيلية في لبنان لأنها ستؤدي الى اندلاع حرب إقليمية تهدد أمن الكيان الإسرائيلي والمصالح الأميركية والغربية في البحرين المتوسط والأحمر والخليج وفي سورية والعراق.
وردت المقاومة ‏على اغتيال الشهيد محمد نعمه ناصر، بقصف مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة «نفح» ومقر الدفاع ‏الجوي والصاروخي في ثكنة «كيلع» بمئة صاروخ كاتيوشا، كما قصفت مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة «كريات شمونة» بصواريخ ‏فلق. كذلك استهدفت المقاومة مقرّ الكتيبة التابعة لسلاح ‏البر في ثكنة «كيلع» بعشرات صواريخ الكاتيوشا، وثكنة «زرعيت» بصواريخ ‏بركان.‏
وفي أول موقف لحزب الله على الاغتيال، أكد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، خلال الاحتفال التأبيني الذي أقامه «حزب الله» لعنصره عبد الأمير عسيلي في «مجمع المجتبى» في الضاحية الجنوبية أنَّ «اغتيال العدو للقائد المجاهد محمد نعمة ناصر «أبو نعمة»، لن يدفع المقاومة إلى التراجع، ولن يُضعف إرادتها وقرارها بمواصلة التصدي للاحتلال، أو يجعلها تخفِّف من الضغط عن الجبهة الشمالية، بل على العكس تمامًا، فإنَّ الفاتورة تكبر مع هذا العدو الذي لا خيار معه سوى المقاومة، ولا خيار أمامه سوى وقف عدوانه على غزة، وهي ستزيد من وتيرة ضغطها عليه، وسيكون لها ردها العقابي على جريمته، ليفهم هذا العدو أنَّ يد المقاومة طويلة، وقادرة على تعقِّب جيشه، وهو الذي لم يتعلَّم من كل تجارب الماضي بأنَّ اغتيال القادة والمقاومين لن يزيد هذه المقاومة إلّا إصرارًا على مواصلة جهادها، وعلى بناء القدرات، وهي ولَّادة كفاءات وقيادات، لأنَّ هؤلاء القادة ربُّوا أجيالًا من المقاومين».
وكان رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النّائب محمد رعد قد أشار إلى أن «العدوّ الّذي يتخبّط جنوده وضبّاطه، كيف له أن يتهدّد لبنان بحرب؟ هو يهوّل بالحرب علينا من أجل أن يُغطي فشله الّذي سيُجبَر عليه في غزة»، فيما اعتبر عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشّيخ نبيل قاووق أنّ «المقاومة وبشكل واضح وحاسم استعدّت لكلّ الاحتمالات برًّا وبحرًا وجوًّا، وعلى مستويات الدّفاع والهجوم، حتّى إذا حصلت الحرب، تكون فرصة لها لتصنع لـ»إسرائيل» النكبة الكبرى»، مبيّنًا أنّ «كثرة التّهديدات الإسرائيليّة لا تعبّر عن القوّة، وإنّما عن الوجع والإحباط في مواجهة المقاومة».
وجدّدت الجمهورية الإسلامية في إيران، تهديدها لكيان العدو من مغبة التورط بحرب واسعة على لبنان، وأكد القائم بأعمال وزير الخارجية الايراني علي باقري كني، أن «لبنان سيكون بالتأكيد جحيماً بلا عودة للصهاينة»، لافتاً الى ان «المقاومة لعبت دورًا ميدانيًا ودبلوماسيًا باعتبارها فاعلًا نشطًا وهذا أدى إلى خلق الردع».
وإذ توقعت أوساط سياسية تأثير هذا الاغتيال سلباً على المفاوضات القائمة بين الأميركيين والدولة اللبنانية حول الترتيبات الحدودية، أشارت مصادر إعلامية الى أن «لقاء الموفد الأميركي آموس هوكستين والموفد الفرنسي جان ايف لودريان هو اشارة للاسرائيليين بأن الدورين الفرنسي والأميركي يتكاملان في الحل خصوصاً أن هذه الرسالة تأتي بعد التصريحات الاسرائيليه التي انتقدت الرؤية الفرنسية للحل».
على الصعيد الرسمي، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي خلال مشاركته في فعالية «لبنان الدور والموقع بين الانتهاكات الإسرائيلية والمواثيق الدولية» التي أقيمت أمس، في فندق موفنبيك» أن «خيارنا في لبنان كان ولا يزال هو السلام وثقافتنا هي ثقافة سلام مبنيةٌ على الحق والعدالة وعلى القانون الدولي لا سيما القرار 1701»، مشيراً الى ان «الاعتداءات الإسرائيلية على جنوب لبنان وما يشهده من قتل مُتعمّد لأهله وتدمير للبلدات وإحراق للمزروعات هو عدوان إرهابي».
على صعيد آخر، تكثفت المساعي والإتصالات لاحتواء عاصفة التوتر بين المجلس الإسلامي الشيعي والبطريرك الماروني بشارة الراعي، والتقى المطران بولس مطر أمس، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشّيعي الأعلى الشّيخ علي الخطيب في المجلس، بحضور الوزير السّابق وديع الخازن موفدين من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وقد طغت الأجواء الإيجابيّة». وجرى التباحث في القضايا والشؤون الوطنية وتطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة. ورحّب الخطيب بالوفد في بيت اللبنانيين الذي أطلق مؤسسه الإمام السيد موسى الصدر مقولته التي أصبحت مقدمة للدستور اللبناني «لبنان وطن نهائي لجميع بنيه»، ونحن في المجلس نعتبر أن اللبنانيين أخوة وشركاء في الوطن، وأن يبقى الحوار قائماً بين اللبنانيين لانتخاب رئيس للجمهورية تمهيداً لتشكيل حكومة تعيد انتظام عمل المؤسسات وتتصدّى للأزمات المتفاقمة. وأكّد أن المقاومة تدافع عن اللبنانيين وتحمي سيادة لبنان التي لا تتجزأ، وهي نشأت كردة فعل على الاحتلال وتخلي الدولة عن مسؤولياتها في الدفاع عن الجنوب، والمقاومة اليوم تدافع عن كرامة كل اللبنانيين، ودماء شهدائها حفظت لبنان وحرّرت أرضه وردعت العدوان عن شعبه».
ووفق معلومات «البناء» من الوسطاء بأنه يجري تمهيد الأجواء للقاء بين الخطيب والبطريرك الراعي لطي صفحة موقف الراعي في عظة الأحد التي وصف فيها العمليات العسكرية ضد العدو الإسرائيلي بالإرهاب كما تم الاتفاق على وقف السجالات الإعلامية والحملات السياسية المتبادلة بين الطرفين. إلا أن مصادر معنية كشفت لـ»البناء» أن حزب الله قدر الإيضاحات التي صدرت عن الدائرة الإعلامية في بكركي وزيارات بعض المطارنة الى المجلس الشيعي، لكن الحزب ينتظر موقفاً توضيحياً رسمياً من البطريرك الراعي لكي يمحو آثار مواقف العظة الأخيرة. ووفق المعلومات تتجه الأنظار وتترقب الأوساط السياسية موقفاً للراعي ينهي الأزمة في عظة الأحد المقبل.
وفي مجال آخر، كشف مصدر معني لـ»البناء» أن الجامعة العربية أزالت تصنيف حزب الله بالإرهاب في اجتماعات القمة العربية العام الماضي لكن موقف الأمين العام المساعد للجامعة العربية حسام زكي خلال زيارته الأخيرة لبيروت بأن الجامعة أزالت الحزب عن تصنيفها للإرهاب، كان يهدف لمد جسور التواصل مع الحزب بعد المتغيرات على الساحة الإقليمية، لكن الضغوط الأميركية التي عبر عنها الرئيس فؤاد السنيورة بأننا لن نعطي حزب الله هدايا مجانية، دفعت بالسفير زكي لنصف تراجع وربط تغيير الموقف العربي من حزب الله ببعض التحفظات على أدائه في المنطقة، لكن لن يلغي نصف التراجع هذا الموقف العربي الواقعي الذي يستلحق التحوّلات الكبرى التي سترسم المشهد الإقليمي في المرحلة المقبلة لا سيما بعد طوفان الأقصى وفرض حركات المقاومة في المنطقة لا سيما حركة حماس وحزب الله معادلات جديدة وتحوّل حزب الله قوة إقليمية عسكرية وسياسية وشعبية لا يمكن لأي نظام أو حكومة عربية تجاهلها بعد الآن.
على الخط الرئاسي، لفتت مصادر اللجنة الخماسية وفق مصادر إعلامية إلى أن «اللجنة تعود الى الانعقاد بدءاً من الأسبوع المقبل للتأكيد على الضغط الدولي المستمر لانتخاب رئيس للجمهورية».

 

 

 

"الشرق"

بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- مشاهد من إيقاع مقاتليها قوة إسرائيلية متحصنة داخل بناية بكمين محكم في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

وتضمنت المشاهد مناقشة خطة الكمين على البناية التي يتحصن بداخلها جنود الاحتلال، ومن ثم تحرك المقاومون على أماكنهم عبر المنازل حسب الخطة الموضوعة.

واستهدفت البناية -بعد رصدها- بقذيفة “تي بي جي” (TBG) المضادة للتحصينات، حيث علت هتافات التكبير بعد مشاهدة اشتعال النيران في الشقة المستهدفة واحتراقها.

وأكمل مقاتلو القسام المهمة بإطلاق النيران من أسلحتهم الرشاشة صوب الشقة ومن بداخلها، قبل أن يقول أحد المقاتلين إنه تم تدمير الشقة بالكامل وقتل جميع من فيها، مؤكدا أنهم ينتظرون قوات النجدة لاستهدافها أيضا.

والثلاثاء، أعلنت القسام عن قتل وجرح عدد من الجنود الإسرائيليين بعد استهداف عناصرها قوة مكونة من 14 جنديا تحصنوا داخل أحد المنازل بحي الشجاعية.

في سياق متصل، قالت سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– إن مقاتليها نفذوا كمينا محكما مع مقاتلي القسام في حي الشجاعية، إذ استهدفت قوة إسرائيلية متحصنة في مبنى بقذيفة “تي بي جي” (TBG).

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة – الأربعاء- ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 37 ألفا و953 شهيدا، و87 ألفا و266 مصابا منذ 7 تشرين الأول، في حين خرج المستشفى الأوروبي بجنوب القطاع تماما عن الخدمة.

وأضافت الوزارة -في بيان- أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر خلال الساعات الـ24 الماضية، أدت إلى استشهاد 28 فلسطينيا وإصابة 125 آخرين.

بدوره، قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية إن قوات الاحتلال استهدفت المناطق التي أعلنت أنها آمنة وأجبرت الموجودين فيها على الفرار.

وأفاد مراسلون  باستشهاد 3 فلسطينيين -بينهم طفلة- بقصف إسرائيلي على شقة سكنية وسط مخيم النصيرات.

وانتشلت الطواقم الطبية والدفاع المدني جثامين 9 فلسطينيين، بعضهم قتلهم الجيش الإسرائيلي بهجمات سابقة شنّها على المناطق الغربية لرفح جنوبي قطاع غزة.

“الأوروبي” خارج الخدمة

ومن جانب آخر، قالت مصادر طبية فلسطينية في قطاع غزة إن المستشفى الأوروبي خرج عن الخدمة تماما، وسط حالة من الذعر والقلق، بعد تهديد من قوات الاحتلال الإسرائيلي بعملية عسكرية واسعة النطاق لاجتياح المنطقة.وأدت هذه التهديدات إلى إخلاء المستشفى من الكادر الطبي والمرضى الذين نُقل بعضهم إلى مستشفى ناصر، بينما لا يعرف آخرون إلى أين يتجهون.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يواجه آلاف المرضى والجرحى في القطاع الموت حيث يحتاجون إلى السفر والعلاج في مستشفيات بالخارج، ولكن إغلاق معبر رفح البري مع مصر وتدميره في 17 حزيران الجاري حال دون خروجهم لتلقي العلاج.

ومنذ بدء الحرب، عمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف مستشفيات غزة ومنظومتها الصحية، وأخرج أغلب المستشفيات من الخدمة، وقد عرّض ذلك حياة المرضى والجرحى للخطر، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

تفاقم المعاناة

وعلى صعيد الوضع المعيشي الكارثي، يعاني سكان مخيم جباليا وأغلب مناطق شمال قطاع غزة من شحّ المواد الغذائية مع استمرار الاحتلال في منع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية.

وتتزايد معاناة نازحي حي الشجاعية في مدينة غزة في مراكز إيواء تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة لا سيما المياه الصالحة للشرب.

 

 

 

"الشرق الأوسط"

 تتعامل الأوساط السياسية والدبلوماسية في لبنان مع شهر يوليو (تموز) الحالي على أنه المؤشر لتحديد المسار العام للمواجهة المشتعلة بين «حزب الله» وإسرائيل في جنوب لبنان، وما إذا كانت الجهود الدولية ستؤدي إلى نزع فتيل التفجير لمنع توسعة الحرب التي تتوقف على وقف إطلاق النار على الجبهة الغزاوية، كما تربطها بالخطاب الذي سيلقيه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، أمام الكونغرس الأميركي في 24 من الشهر الجاري خلال زيارته لواشنطن، التي تأتي في ظل استمرار اشتباكه السياسي مع الرئيس الأميركي جو بايدن، الذي تفوّق عليه منافسه الرئاسي الرئيس السابق دونالد ترمب في المناظرة الأولى التي جرت بينهما، وهذا ما يدعوه إلى الاستقواء على الإدارة الأميركية الحالية، كونه من مؤيدي انتخاب ترمب لولاية رئاسية ثانية.

فنتنياهو الذي يتحضّر حالياً لليوم التالي فور التوصل لوقف النار في غزة، سيحاول رفع سقوف شروطه لعودة التهدئة إلى القطاع في مواجهته للضغوط التي تمارَس عليه، وهي الشروط التي تلقى رفضاً من «حزب الله»، مع أنه أعلن على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم، استعداده لتوقف القتال في جنوب لبنان بعد وقف إطلاق النار في غزة.

«حزب الله»: غزة أولاً

وبكلام آخر، يربط «حزب الله»، كما تقول مصادره لـ«الشرق الأوسط»، وقف إطلاق النار في الجنوب بسريان مفعوله أولاً على غزة وبلا شروط تعطي لإسرائيل الحق بالتدخل عسكرياً متى تشاء، بذريعة أنها تطارد المجموعات الفلسطينية في القطاع ورفح، وبالتالي يرى الحزب أن الإطار العام لعودة الهدوء يكمن في وقف العمليات العسكرية بصورة نهائية.

وتؤكد مصادر الحزب أنه لن يخضع لحملات التهويل والضغوط الإسرائيلية، ولن يسمح لتل أبيب بتحقيق ما تريده سياسياً بعد أن أخفقت في فرضه عسكرياً، رغم حجم الدمار الذي ألحقته بالقرى الأمامية وتحويل مساحاتها أرضاً محروقة يصعب العيش فيها.

في المقابل، تجزم مصادر دبلوماسية غربية بأن تل أبيب ليست في وارد الموافقة على وقف إطلاق النار في جنوب لبنان والامتناع عن تبادل القصف الصاروخي على جانبي الحدود من دون التوصل إلى تسوية تعيد الهدوء إلى الجنوب والمستوطنات الإسرائيلية، وتضمن عودة المستوطنين إلى أماكن إقامتهم. وتؤكد هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن هناك ضرورة لخفض منسوب التصعيد العسكري بين الطرفين تمهيداً للبحث عن التسوية التي يتحرك الوسيط الأميركي آموس هوكستين لتسويقها في لقاءاته المتنقلة بين تل أبيب وبيروت، وتواصله من حين لآخر مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يتولى التفاوض بتفويضٍ من الحزب وبتسليم من رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

سباق التهدئة والحرب

وتلفت المصادر الدبلوماسية إلى أنه لا يمكن التكهن منذ الآن بالمسار العام، الذي يتوقف على الجهود الدولية الرامية لترجيح الحل الدبلوماسي لإعادة الهدوء على امتداد الجبهة بين لبنان وإسرائيل على الخيار العسكري، ما لم يتم التأكد من النتائج المترتبة على زيارة نتنياهو لواشنطن، ليكون في وسع الجهة اللبنانية المعنية بالتفاوض، في إشارة إلى الرئيس بري، أن تبني على الشيء مقتضاه.

وتنظر المصادر نفسها إلى اللقاءات التي يعقدها الوسيط الأميركي آموس هوكستين، في باريس، وتحديداً مع الموفد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان، على أنها تصب في خانة التحرك الفرنسي لدى إيران و«حزب الله» لإشراكهما في المساعي الناشطة لتهدئة الوضع في غزة، وامتداداً إلى جنوب لبنان، وتتعاطى مع التصعيد الإيراني في تحذيره تل أبيب من أنها ستواجه الجحيم في حال أقدمت على شن حرب واسعة على الحزب، من زاوية إصرار القيادة الإيرانية على رفع السقوف لتحسين شروط حلفائها في التفاوض، مستبعدةً انخراطها في الحرب واعتمادها على أذرعها في المنطقة، وهذا ما يحصل منذ أن دخل الحزب في مساندته لـ«حماس».

ورأت المصادر نفسها أن الفرصة ما زالت قائمة لتغليب الحل الدبلوماسي على توسعة الحرب، وقالت إنها متوافرة على امتداد الشهر الحالي، ويمكن ألّا تتأمّن لاحقاً، لانشغال القوى الدولية المعنية باستقرار لبنان بهمومها الانتخابية، وسألت عن مدى استعداد إسرائيل والحزب للانخراط في تسوية تؤدي إلى ترسيم الحدود الدولية بين لبنان وإسرائيل، بإزالة الخروق الإسرائيلية لعدد من النقاط الخاضعة للسيادة اللبنانية، وهذا ما يعمل عليه هوكستين.

انتخاب الرئيس مؤجَّل

لكنَّ المصادر الدبلوماسية تقلل من الآمال المعقودة لتسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، وتنقل عن أحد سفراء اللجنة «الخماسية» أنْ لا بصيص نور لإنهاء الشغور الرئاسي، وأن الاتصالات التي تولتها اللجنة لم تنجح في إحداث خرق، وأن المسؤولية تقع على عاتق بعض الكتل النيابية التي تمعن في تبادل الحملات التي كانت وراء وضع العصي في دواليبها.

حتى إن هذه المصادر، وإن كانت تنفي وجود حظوظ لإعادة تحريك انتخاب الرئيس، فإنها تراهن، ولو من باب رفع العتب، على احتمال ضئيل لإحداث خرق فور التوصل إلى وقف للنار في الجنوب، وإلا سيدخل الشغور الرئاسي في إجازة قسرية تؤدي لترحيل انتخاب الرئيس لأشهر، إن لم يكن للعام المقبل، وهذا ما يقوله السفير، الذي فضل عدم ذكر اسمه، من دون أن يستبعد قيام أعضاء اللجنة، سفراء الولايات المتحدة ليزا جونسون، وفرنسا هيرفيه ماغرو، والسعودية وليد البخاري، ومصر علاء موسى، وقطر عبد الرحمن بن سعود آل ثاني، بالتداعي للتشاور لاتخاذ ما يرونه مناسباً في ضوء انسداد الأفق أمام إنجاز الاستحقاق.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية