افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 12 يوليو 2024
الرئيسية سياسة / Ecco Watan
الكاتب : المحرر السياسي
Jul 12 24|08:28AM :نشر بتاريخ
"النهار"
وسط معالم الجمود السياسي الذي عاد يحكم المشهد الداخلي والترقب المتواصل لمسار الواقع الميداني الساخن في الجنوب، بدا واضحاً ان مبادرة قوى المعارضة في شأن الازمة الرئاسية، لاقت مصير سابقاتها من المبادرات والتحركات لجهة إجهاضها في ظل رفض تلقائي لمضمونها من جانب الفريق “الممانع”. لكن ذلك لن يمنع على ما يبدو استكمال لقاء المعارضة مع كتلتي “التنمية والتحرير” و”الوفاء للمقاومة” بموعد مؤجل الى ما بعد ذكرى عاشوراء في 17 الجاري.
وعلم ان فريق “الممانعة” أوصل مباشرة الى المعارضة عبر وسطاء انه لا يرى موجبا للقاء بينهما لأنه يعتبر ان المبادرة تستهدف صلاحيات رئيس مجلس النواب فقط، لكنه عاد وابلغ عدم ممانعته في اللقاء المؤجل .
وفي السياق اكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب غسان حاصباني أن “مبادرة المعارضة الرئاسية تشكل خارطة طريق تبلور الطروحات التي كان أفرقاء المعارضة قد طرحوها بشكل متفرق، وقد وضعت في وثيقة واحدة وأُضيفت بعض النقاط الإيجابية إليها”، آملا في أن “تشكل خرقا في النقاش، وأن يجري التشاور حولها لإيجاد سبل للوصول إلى جلسة انتخاب دستورية”. ولفت إلى أن “المشاورات مع الكتل النيابية لم تنته بعد، وهناك من يؤيد هذا المسار، كما هناك من يريد الذهاب أبعد من ذلك، في حين أن البعض يحاول التخفيف من وقع أي محاولة للوصول إلى انتخابات رئاسية ضمن الدستور”.
واكد أن “ما نريده هو أن يحصل تشاور بين النواب وهذا أمر طبيعي يجري بين القوى السياسية في كل المواضيع من دون أن يكون هناك شرط مسبق أو خارج عن الدستور، إلا أن هذا الأمر يواجه برفض من قبل الفريق الآخر الذي يمسك مفاتيح مجلس النواب والذي لم يقدم أي خطوة باتجاه تذليل العقبات لانتخاب رئيس، إنما يصر هذا الفريق على مرشح معين وإجراء حوار كشرط مسبق للانتخابات الرئاسية”. أما عن موقف التيار” الوطني الحر” من هذه الخريطة الرئاسية، فلفت حاصباني إلى أن “الموقف كان إيجابياً والتيار اعتبر أنه يمكن البناء عليها لإيجاد مقاربة معينة”.
واعتبرت “كتلة تجدد” أن “خارطة الطريق التي تقدمت بها المعارضة تشكل فرصة جدية للانتقال من مناخ التعطيل، إلى انتخاب رئيس للجمهورية وفقاً لما ينص عليه الدستور، ما يشكل مدخلاً لاستعادة سيادة الدولة وحكم القانون والمؤسسات”.
اما في التحركات الداخلية الأخرى، فعلمت “النهار” أن لقاء سيعقد اليوم في بيصور، ويضم الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي طلال أرسلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في لبنان سامي أبي المنى والشيخ ناصرالدين الغريب. ويتوقع ان يخرج اللقاء بمواقف وصفت بانها تعبّر عن “ثوابت أساسية تُريح الجميع” في طائفة الموحدين الدروز.
ووفق معلومات “النهار”، فإن الاجتماع سيكون خلال لقاء عقد صلح عائلي عند آل ملاعب في بيصور، وسيكون فرصة لإحداث تقارب في المواقف على مستوى ما يحصل في غزّة وفي جنوب لبنان. كما سيتم التطرّق إلى موقف الطائفة “الداعم للقضية الفلسطينية تاريخياً”، واستنكار “الحملات المغرضة التي تشوّه تاريخها” على خلفية موقف بعض دروز فلسطين، بحسب مصادر متابعة للتحضيرات للقاء.
وتؤكد مصادر التقدمي أن جنبلاط لا يُمكن إلّا أن يدعم كل من يُقاوم إسرائيل، وموقفه اليوم سيكون في هذا السياق، لكن هذا الدعم لا يعني وجود تحالف مع “حزب الله” بل هو عبارة عن تفاهم على مجموعة نقاط . وتُشير المصادر إلى أن اللقاء سيُريح الأجواء الداخلية لدى الدروز قبل موعد انتخابات المجلس المذهبي للطائفة.
اهتمام مصري
وفي سياق تداعيات الوضع المتفجر في الجنوب، برز موقف مصري اذ تطرّق وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في القاهرة، إلى التصعيد في جنوب لبنان، وقال: “نتابع بقلق بالغ التصعيد شديد الخطورة الذي يقوم به الجانب الإسرائيلي على الجبهة الشمالية، والعدوان على لبنان”.
واعتبر أن “جذور التصعيد هي العدوان الإسرائيلي على غزة. وبالتالي، فإن عودة الهدوء إلى المنطقة، سواء في البحر الأحمر أو لبنان، لن يتحقق سوى بإيقاف إسرائيل عدوانها على غزة”. وأكد أن بلاده “تدعم بشكل واضح ومطلق أمن واستقرار لبنان، وضرورة صون سيادته، خصوصاً في ظل التحديات التي تواجه الشعب اللبناني”، مشيراً إلى أنه “أجرى اتصالات مكثفة مع نظرائه العرب والغربيين بما في ذلك وزراء خارجية الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والمفوض الأوروبي للسياسة الخارجية والأمنية، للتحذير من تبعات التصعيد غير المحسوب، وما يمكن أن يؤدي إليه من انهيار للاستقرار في المنطقة”.
وأجرى وزير الخارجيّة والمُغتربين عبدالله بوحبيب اتصالًا هاتفيًا بنظيره المصري مُعربًا عن “تقدير لبنان للدعم المصري المتواصل له ولمواجهة مختلف التحديات التي يمرّ بها”. من جهته، اكد عبد العاطي “ما توليه مصر من أولويّة للملف اللبناني”، ومُشدّدًا على “الدعم المصري الكامل لاستقرار لبنان وصوْن سيادته أمام ما يواجهه من تهديدات ومخاطر”. وأشار إلى أنّ “مصر سوف تُكثّف اتصالاتها مع مختلف الأطراف الدوليّة الفاعلة، سعيًا للتوصّل إلى وقف فوري للحرب على غزّة، وفي سبيل منع انزلاق المنطقة إلى حالة عدم استقرار واسعة النطاق.
يوم مشتعل
اما على الصعيد الميداني في الجنوب، فساهم الارتفاع الكبير في حرارة الطقس امس في تحويل التراشق المدفعي والصاروخي كما الغارات الجوية الحربية الى مسبب ليوم ملتهب من الحرائق. واستهدف القصف المدفعي الفوسفوري الإسرائيلي اطراف بلدة ميس الجبل، كما انفجر عدد من الصواريخ الاعتراضية في اجواء ميس الجبل والجوار. وتعرضت اطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب ومنطقة البطيشية وخراج بلدة الضهيرة لقصف مدفعي من عيار 155 ملم. وقد ادى القصف على منطقتي الناقورة وعلما الشعب إلى اندلاع النيران في الاحراج وبساتين الزيتون حيث عملت فرق الدفاع المدني على إخمادها. وشنت الطائرات غارة على أطراف بلدة الجبين – طير حرفا.
وتوسع القصف الإسرائيلي بعد الظهر على عدد من قرى القطاع الغربي لاسيما الناقورة منطقة حامول وطيرحرفا وعلما الشعب ووادي الزرقاء في قضاء صور. وادى القصف الى نشوب حرائق في الأراضي الحرجية وبساتين الزيتون القريبة من المنازل في علما آلشعب، حيث عملت فرق الإطفاء على اخمادها. كما استهدف صاروخ إسرائيلي موجّه منزلاً خالياً في بلدة يارين ودمّره بالكامل. واستهدف القـصف المدفـعي الاسرائيلي من العيار الثقيل، أطراف بلدات حولا، وادي السلوقي وعيترون.
في المقابل اعلن “حزب الله” انه شنّ هجومًا جويًا بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر المستحدث لقيادة كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146 جنوب كابري، مستهدفا أماكن القيادة وتموضع أطقم وضباط إدارة النيران ومرابض المدفعية. كما اعلن استهدافه تجمعًا للجنود الاسرائيليين في محيط موقع حانيتا والتجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع حدب يارين ومبنيين للجنود الإسرائيليين في مستوطنة شتولا ومبنيين في مستوطنة مسكافعام .
وفي هذا السياق هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو امس بان “من يشن علينا هجمات من الجبهة الشمالية مصيره الموت.. لن نسمح بعودة التخريب إلى شمال القطاع وسنحبط عمليات تهريب الأسلحة”. وقال:” مَن يشن علينا الهجمات مصيره الموت وهذا يشمل الوضع في الشمال الذي سنغيره”.
"الأخبار"
بالقدر نفسه الذي يثير فيه الأداء الجوي لحزب الله مزيداً من الأسئلة الصعبة في إسرائيل، لا تتوقف التساؤلات الاستنكارية والاستفهامية حول جدوى سياسة الاغتيالات التي تتّبعها القيادة العسكرية والأمنية الإسرائيلية، و«ما إذا كانت تعزّز أمن إسرائيل ومستوطني إصبع الجليل والجولان خصوصاً»، وفق صحيفة «هآرتس»، مشيرة إلى أن «منظمات مثل حزب الله يبدو أن لديها القدرة على تعويض الرتب العليا في القيادة، والأكثر من ذلك، توفّر الاغتيالات وقوداً لمزيد من التصعيد». ورأت أن «اغتيال أعضاء كبار في حزب الله لا يغيّر في الوضع الاستراتيجي، بل أصبح بديلاً عن الإنجازات الاستراتيجية ويُستخدم كمسكّن للمطالبين بشن حرب شاملة في الشمال».ولا ينفصل هذا النقاش عن النقاش الساخن الآخر المتعلق بتحميل المسؤوليات عن فشل الجيش من غزة إلى جنوب لبنان، مع تبلور قناعة تامة بصعوبة الفصل بين جبهتي غزة وجنوب لبنان، خصوصاً بعد التأكيدات المتكررة على لسان الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بأن وقف الحرب في غزة شرط لوقف جبهة الإسناد في لبنان.
واعتبرت المحلّلة السياسية في «يديعوت أحرونوت» أرييلا رينجل هوفمان أن «الصحيح هو أن ما لم تتمكّن إسرائيل من القيام به حتّى الآن خلال الأشهر الطويلة من القتال في غزّة، من المشكوك فيه للغاية أنها ستتمكّن من القيام به في لبنان، ورغم أن وزير الدفاع يؤاف غالانت، هدّد بأن الدبابة التي خرجت من رفح ستدخل إلى الليطاني، إلا أن نصرالله، الذي تحدّث (أول من) أمس وردّ على غالانت، اقترح عليه، وهو محق، أن يتأكد مما فعلته رفح بهذه الدبابة». وأضافت: «إذا كانت المعركة في لبنان، كما يقول نصرالله نفسه، نتيجة لما يحدث في غزة، فيجب على الحكومة الحالية أن تتوصل إلى الترتيب الذي يعيد المحتجزين، وينهي الحرب في الجنوب ويعيد الهدوء إلى الشمال».
في الأثناء، كان مفوّض شكاوى الجنود السابق اللواء إسحاق بريك يفرد ما يشبه جردة حساب تضمّنت وصفاً مختصراً لكيفية مساهمة هرتسي هاليفي في انهيار جيش الاحتلال وفشله في الاستعداد للحرب المستقبلية، «وهو الدور الرئيسي لكل رئيس أركان».
وكتب بريك في «معاريف» أن هاليفي «لم يطالب بإعداد سلاح الجو، والقواعد، ومدارج طائرات الجيش ضد الصواريخ الدقيقة والمُسيّرات التي ستُطلق على القواعد، ما قد يضر بقدرة الطائرات على الإقلاع لمهامها أو الهبوط»، كما أنه «لم يهتم بترتيب القوات البرية ولم يخطط لزيادتها بعد تقليص ست فرق في السنوات العشرين الماضية، وهذا النقص لا يسمح بالانتصار في غزة، فهل من الممكن القتال في ست ساحات في الوقت نفسه؟». وبحسب بريك، فقد «أهمل هاليفي تماماً تحضير الجبهة الداخلية لحرب إقليمية، ولسيناريو تدمير مستوطناتنا على الحدود الشمالية وحرائق عشرات آلاف الدونمات من حزب الله الذي أطلق عشرات الصواريخ والقذائف والمُسيّرات، فيما ليست لدى الجيش الإسرائيلي حلول لهذا الأمر. (لذا) فكّر في ما سيحدث في حرب إقليمية عندما يطلق الإيرانيون وحلفاؤهم آلاف الذخائر على إسرائيل كل يوم؟»، مشيراً إلى أن رئيس الأركان «لم يفهم حتى يومنا هذا خصائص الحرب التي تغيّرت تماماً عن الحروب السابقة، ولذلك لم يشتر آلاف المُسيّرات الهجومية التي تُصنع في إسرائيل وتُباع في الخارج». وخلص بريك إلى أن «القيادة العليا للجيش الإسرائيلي تحت قيادة هرتسي هاليفي اتّسمت بالغطرسة وعدم قبول المسؤولية قبل الحرب، ما أدى إلى أسوأ فشل في تاريخ دولة إسرائيل، وهجوم حماس على الضفة الغربية وغلاف غزة».
ميدانياً، واصل حزب الله عملياته التي يزاوج فيها بين الرد على الاعتداءات الإسرائيلية، ومساندة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة.
وفي هذا السياق، ردّ أمس على القصف المدفعي والغارات الجوية التي طاولت المواطنين والقرى الجنوبية، فشنّ هجوماً جوياً بسرب من المُسيّرات الانقضاضية على المقر المستحدث لقيادة كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146 جنوب كابري، مستهدفاً أماكن القيادة وتموضع أطقم وضباط إدارة النيران ومرابض المدفعية و«أصابهم بشكل مباشر وأوقعهم بين قتيل وجريح».
وعلى الأثر، تحدّثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة اثنين آخرَين بجروح خطيرة جراء انفجار مُسيّرة في منطقة كابري في الجليل الغربي.
ورداً على الاعتداءات الإسرائيلية على بلدتي الجبين وراميا، استهدف حزب الله مبنيَين يستخدمهما جنود العدو في مستعمرة شتولا بالصواريخ الموجّهة، ما أدى إلى اندلاع النيران فيهما ووقوع من في داخلهما بين قتيل وجريح. كما استهدف مبنيَين يستخدمهما جنود العدو في مستعمرة مسكفعام رداً على اعتداءات العدو على بلدتي يارين وطيرحرفا.
وفي إطار مساندة المقاومة في غزة، استهدف حزب الله التجهيزات الفنية المستحدثة في موقعَي المالكية وحدب يارين، وتجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع حانيتا، وانتشاراً للجنود في محيط ثكنة زرعيت بصاروخ بركان. كما استهدف موقعَي الرمثا في تلال كفرشوبا وزبدين في مزارع شبعا.
"الجمهورية"
فيما ظلّت الأنباء متناقضة امس حول مصير المفاوضات الجارية لتحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، من شأنه ان ينعكس وقفاً للنار على الجبهة الجنوبية اللبنانية، لفت امس اعلان وزير الخارجية الايطالية أنطونيو تاياني، عن انّ بلاده «تعمل على إبرام اتفاق حدودي بري بين لبنان وإسرائيل»، من دون وجود اي مؤشرات عملية إلى هذا الامر. وفيما لم يُسجّل داخلياً اي تطور ملموس في شأن الاستحقاق الرئاسي، بدا انّ مبادرة «نواب قوى المعارضة» لم تحقق اي تقدّم، بل انّ البعض بدأ يتوقّع لها مصير المبادرات التي سبقتها نفسه.
أُعلن مساء امس انّ وفد نواب قوى المعارضة سيجتمع الثلاثاء المقبل مع «التكتل الوطني المستقل» وكتلة نواب صيدا ونواب تغييريين وآخرين مستقلين، على أن يلتقي الوفد نواب «كتلتي التنمية والتحرير و«الوفاء للمقاومة» عند الحادية عشرة من قبل ظهر الجمعة المقبل. لكن مصادر المعارضة قالت لـ«الجمهورية» انّها لن تلتقي هاتين الكتلتين لأنّهما حدّدتا موقفيهما مسبقاً من المبادرة.
على وشك الاستسلام
وبدا من الاتصالات انّ قوى المعارضة باتت على وشك «استسلامها» للأمر الواقع، لجهة تعذّر إنجاح مبادرتها الجديدة ذات الاقتراحين الجديدين ـ القديمين حول آليات جلسات التشاور لإنتخاب رئيس للجمهورية.
ولم تخف مصادر نيابية في المعارضة اقتناعها بأنّ الوقت الحالي ليس مهيئاً وناضجاً لطرح مبادرات فعلية وجدّية مقبولة لإنتخاب رئيس للجمهورية، لأنّ الوضع في منطقة الشرق الاوسط ومن ضمنه لبنان، دخل مرحلة ترتيب اوضاع جديدة وربما خرائط وأنظمة حكم جديدة، وثمة من يقول ترتيب حدود جديدة لبعض الدول، وترى انّ كل الاطراف الداخلية في لبنان تنتظر ما ستتمخض عنه التسويات والاتفاقيات الجديدة، ليتبين أي رئيس تحتاجه المرحلة الجديدة واي صفات واقتناعات لديه تناسب المرحلة المقبلة. لذلك اصطفت المعارضة في الطابور في إنتظار رسم خريطة طريق لوضع المنطقة، لا تنفيذ خريطة طريقها التي طرحتها لإنتخاب الرئيس. وهي باتت مقتنعة انّها لا يمكن ان تؤمّن غالبية نيابية لإمرار مبادرتها نظراً لعدم وجود عامل دفع جديد فيها لا داخلي ولا خارجي».
واضافت المصادر لـ«الجمهورية»: «انّ الترتيب الجديد لوضع المنطقة يستدعي انتخاب رئيس لبناني يشبه المرحلة المقبلة لا المرحلة الحالية التي يمرّ فيها لبنان ودول المنطقة. لذلك كل ما يجري هو لعب في الوقت الضائع. ونحن سجّلنا موقفنا ليس إلّا في إنتظار الانتهاء من رسم خريطة طريق المنطقة».
الجنوب
على صعيد الوضع في الجنوب، لم تتوقف الاعتداءات الاسرائيلية على القرى والبلدات، حيث استهدف القصف المدفعي فجر امس، أطراف بلدات: الناقورة، جبل اللبونة، علما الشعب، طيرحرفا، الضهيرة وعيتا الشعب. وطال ظهراً اطراف بلدة ميس الجبل الجنوبية والشرقية، وبلدات: حولا، وادي السلوقي، عيترون وعلما الشعب، كذلك استهدف منزلاً خالياً في بلدة يارين.
كما انفجر عدد من الصواريخ الاعتراضية في اجواء بلدة ميس الجبل والجوار، وسقطت بقايا احدها على سقف أحد المنازل في بلدة شقرا.
واعلنت المقاومة في بيانات متلاحقة، انّها ردّت على «القصف المدفعي والغارات الجوية التي تطاول أهلنا وقرانا الصامدة»، بهجوم جوي بسرب من المسيّرات الانقضاضية على المقر المُحدث لقيادة كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146 جنوب «كابري»، مستهدفاً أماكن القيادة وتموضع أطقم وضباط إدارة النيران ومرابض المدفعية، وأصابته مباشرة وأوقعت من فيها بين قتيل وجريح.
وأعلن الاعلام العبري مقتل جندي إسرائيلي وإصابة 2 بجروح خطيرة جراء انفجار طائرة بلا طيار في منطقة «كابري» بالجليل الغربي.
واستهدفت «المقاومة الإسلامية» ايضاً التجهيزات الفنية المستحدثة في موقع المالكية، وتجمعًا للجنود في محيط موقع حانيتا، والتجهيزات التجسسية المُحدثة في موقع حدب يارين. كذلك ردّت المقاومة على قصف بلدتي الجبين راميا، باستهداف مبنيين يستخدمهما الجنود في مستعمرة «شتولا» بالصواريخ الموجّهة.
واشار رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، الى أنّ «تحت قيادة رئيس الأركان تمّ توجيه ضربات قاضية للعدو براً وبحراً وجواً»، لافتاً الى اننا «ندفع أثماناً باهظة خلال هذه الحرب، ولكن مفتاح النصر هو هزيمة حماس، ولن نوقف حرب غزة حتى تحقيق جميع أهدافها». واكّد انّ «من يشن علينا هجمات من الجبهة الشمالية فمصيره الموت، وهذا الوضع في الشمال الذي سنغيّره».
«حزب الله»
في المقابل اشار رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، الى أنّ «وضعنا اليوم رغم كلّ التضحيات أقوى من أيِّ وقتٍ مضى، ونحن نصبر ونتحمّل لتحقيق النّصر لهذا الوطن والدفاع عن كرامة أبنائه».
وقال عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب إبراهيم الموسوي إنّه «أننا لسنا على وشك اندلاع أي نوع من الحرب الشاملة والحرب المفتوحة»، قائلاً: «لا يريد الإسرائيليون ذلك، ولا يريد اللبنانيون ذلك. حتى القوى الإقليمية والدولية لا تريد ذلك». ولفت الى أنّه وفقاً لتقديراته، ليس من مصلحة أي أحد أن يذهب إلى حرب شاملة.
إتفاق حدودي
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاياني، في حديث الى قناة «الجزيرة»، الى «اننا نؤمن بالسلام ليس فقط في غزة وإنما في مناطق أخرى مثل لبنان»، لافتاً الى انّ «هناك جهوداً لإحلال السلام، ونعمل مع قطر والسعودية والدول العربية من أجل ذلك». وكشف «أننا نعمل على إبرام اتفاق حدودي بري بين لبنان وإسرائيل».
وإذ استرسل بعض الاوساط السياسية في البناء على هذا الموقف، قالت مصادر سياسية لـ«الجمهورية»، انّ هذا الموقف يفرض التعمق في البحث عن أسباب المخاوف التي تزايدت نتيجة العوائق التي تحول دون التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، خصوصاً وانّ ما يجري من عمليات عسكرية متواصلة يوحي بتجدد الايام الساخنة من العدوان عليها، وما انتهت إليه من مجازر ارتكبت بحق المدنيين.
لا مبادرة منفردة
لكن مصادر ديبلوماسية اوروبية كشفت عبر «الجمهورية»، انّ التوسع في تفسير كلام رأس الديبلوماسية الإيطالية ليس أوانه سوى لدى من لا يتابع السياسة الخارجية الايطالية تجاه أحداث المنطقة، ولا سيما منها الوضع في لبنان. وأضافت انّ إيطاليا حريصة على العمل منفردة، حيث تستطيع ومن ضمن الاتحاد الأوروبي، العمل من اجل استتباب الامن في جنوب لبنان. وأضافت: «لا يجب ان ينسى أحد انّ لايطاليا القوة الثالثة في تشكيل وحدات القوات الدولية المعززة (اليونيفيل) العاملة في جنوب لبنان منذ توسيع مهمّاتها وزيادة عديدها منذ صدور القرار 1701 في 12 آب 2006، ولم تتغيب عن اي مسعى لتعزيز دور هذه القوة وحمايتها، ومساعدة الجيش اللبناني على أكثر من مستوى على القيام بواجباته في افضل الظروف وفي ظل الأزمة التي تعصف بلبنان، عدا عن حجم المساعدات الإيطالية في مجالات التنمية والشؤون الاجتماعية وخدمة المجتمعات المضيفة للنازحين».
واكّدت المصادر «انّ التعمّق في موقف وزير الخارجية الايطالية يعني، بالاضافة الى اهتمامه الدائم بلبنان، تأكيداً على اهتمام حكومي اوسع، ترجمته زيارات كبار المسؤولين الايطاليين، ومنهم رئيسة الحكومة التي زارت لبنان من ضمن جولتها على المنطقة، وعبّرت عن اهتمام بلادها بالوضع ككل، ولا يحمل كلامها اي إشارة إلى مبادرة ايطالية منفردة من خارج الجهود الاوروبية والدولية».
نقزة من مفوضية اللاجئين
على صعيد آخر، أثارت مواقف النّاطقة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان السيدة ليزا أبو خالد، تعليقات سلبية عدة، وخصوصاً عند اشارتها الواضحة الى رفض المفوضيّة تسليم «الداتا» المفصّلة الخاصّة بالنّازحين السّوريّين إلى الأمن العام اللبناني». وإذ قالت إنّ «المحادثات والنّقاشات لا تزال مستمرّةً في هذا الخصوص»، تحدثت عمّا سمّته «المبادئ الدّوليّة المعتمَدة لحماية البيانات». وهي تصبّ في «توفير الحماية الدّوليّة والمساعدة الإنسانيّة للنّازحين قسرًا ومكتومي القيد».
المفوضية ترفض والبدائل موجودة
وتعليقاً على هذه المواقف في شكلها وتوقيتها ومضمونها، لفتت مصادر واسعة الإطلاع لـ«الجمهورية»، الى «انّ المماطلة في التعاطي مع مطالب لبنان باتت ثابتة، وخصوصاً لجهة طلب الامن العام «الداتا» التفصيلية للنازحين وتحديداً تاريخ دخولهم الى لبنان وطريقة التعاطي مع الذين يتجولون بطريقة عادية ودورية بين لبنان وسوريا لم تعد سراً، فالمفوضية لن تقدّم هذه البيانات لألف سبب وسبب، منها ما يمكن البوح به واخرى لا يمكن الحديث عنها اليوم ولكن سيأتي يوم للكشف عنها».
واكّدت المصادر «انّ المفاوضات معقّدة ولن تؤدي الى اي نتيجة ايجابية، وهو ما سيؤدي الى اتخاذ إجراءات تخضع للبحث الدقيق تمهيداً للبدء بها، لتكتمل عناصر هذا الملف وفق خطة مدروسة ودقيقة تأتي بما يمكن ان تقدّمه المفوضية اليوم ولو بعد حين».
حل موقت للكهرباء
تخطّياً لمشكلة التمويل إلى حين البتّ بالمعالجة الجذرية منعاً للتكرار، سمحت الدولة العراقية بتعبئة الباخرة الفارغة المتوقفة في البصرة، بالفيول أويل العراقي، ما يسمح لبواخز الغاز أويل بتفريغ حمولتها في معامل إنتاج الكهرباء في لبنان، وتحديداً في دير عمار والزهراني.
وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أعلن امس أنّه بحث مع نظيره محمد شياع السوداني في ملف استمرار تزويد لبنان النفط العراقي والالتزامات المالية المترتبة عن ذلك، مشيراً إلى أنّه «تمّ التوافق على استمرار هذا الدعم مما سيساعد في حل الأزمة المستجدة».
كذلك، شكر ميقاتي العراق «الذي لم يتردّد في الإيعاز بتفريغ حمولات الفيول»، وقال: «سيكون لنا لقاء في بغداد بعد ذكرى «عاشوراء» لمتابعة الموضوع».
في السياق، طلبت وزارة النفط العراقية من شركة ناقلات النفط العراقية باتخاذ ما يلزم لتحميل الناقلة المدرجة تفاصيلها بمنتوج زيت الوقود من الخزان العائم (new naxos). وهذا القرار يعني أنّه أصبح بالإمكان البدء بإفراغ الباخرتين الراسيتين في بيروت من الغاز اويل، في معملي دير عمار والزهراني.
"الديار"
ينتظر المبعوث الاميركي عاموس هوكشتاين في اليونان، حيث يقضي اجازته الصيفية، «الضوء الاخضر» من البيت الابيض للقدوم الى لبنان للبحث في ترتيبات اليوم التالي لوقف النار، اذا ما قدر للتسوية في غزة ان «تبصر النور» حيث يواصل رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو مناوراته في ربع «الساعة الاخير» والحاسم في المفاوضات الدائرة بين القاهرة والدوحة. وقد بات واضحا وجود اتفاق مع الاميركيين على تطبيق القرار الدولي 1701 فور انتهاء الحرب في غزة، دون اي بحث في الترتيبات حتى الان، بعد ان جزم الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بان الهدنة في غزة ستنتقل تلقائيا الى الجنوب، وبعدها يمكن الحديث عن «اليوم التالي» الذي سقطت منه حكما الابراج البريطانية للمراقبة «بفيتو» اسرائيلي، وكذلك تم تحييد «ورقة» التجديد «لليونيفيل» من بازار الضغوط حيث يفترض ان يتم التمديد تلقائيا ودون تعديلات. اما مسألة انسحاب المقاومة من الحدود، فتبقى فكرة غير قابلة للتطبيق عمليا، وان حاول الاسرائيليون مستقبلا البناء على اوهام، لتبرير الاتفاق المفترض.
داخليا، نجح «تسول» الحكومة اللبنانية، المتخبطة والغارقة في الاهمال، من نظيرتها العراقية، في الافراج عن الفيول الذي كان ينتظر في سفينيتن في البحر، وبدأ تفريغها بالامس على ان يكون التيار الكهربائي قد عاد بدءا من صباح اليوم. في هذا الوقت، يستمر العجز الداخلي في ايجاد مخارج لحالة الاستعصاء الرئاسي في ظل عدم نضج الحل الخارجي بعد، وفيما حمل رئيس القوات اللبنانية النواب «الوسطيين» مسؤولية عدم انتخاب رئيس حتى الان، نقل زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه وصفه جعجع بانه «ناكر للجميل»، بعد ان وقف سدا منيعا امام محاولة عزله من قبل رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.
مناورة نتانياهو.. والاستماع لنصرالله
وفيما نقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤول أميركي تأكيده أن إطار وقف إطلاق النار المكون من ثلاث مراحل في غزة جاهز للتنفيذ والأطراف تتفاوض على التفاصيل المعقدة المتعلقة بتنفيذه، يواصل رئيس وزارء العدو بنيامين نتنياهو «مناوراته» لنسف محاولات وقف النار في غزة وزعم خلال حفل تخريج ضباط أن «هذه الحرب ستستمر حتى نحقق النصر ولو استغرق الأمر وقتا. وعن الحرب مع لبنان، عاد نتنياهو الى الكلام الفارغ من اي مضمون، ولفت الى ان من يشن علينا هجمات من الجبهة الشمالية مصيره الموت، وهذا الوضع سنغيره! وفي انتقاد واضح لنتانياهو، دعاه رئيس مجلس الامن القومي السابق، غيورا آيلاند الى الاستماع جيدا الى كلمات الامين العام لحزب الله السيد نصرالله لانها وحدها ما ستعيد المستوطنين الى الشمال».
سقوط اقتراح «الابراج»
وفي سياق البحث عن ترتيبات اليوم التالي للحرب جنوبا، يبدو ان الاقتراح البريطاني بوضع ابراج مراقبة داخل الاراضي اللبنانية قد سقط قبل بلوغه آذان قيادة حزب الله. ووفقا لاوساط ديبلوماسية، فان «اسرائيل» ابلغت البريطانيين والاميركيين رفضها العرض البريطاني لانه سيكون موجها ضد امنها، رافضة ان يتم نصب الابراج في مواقع يديرها الجيش اللبناني، واشترطت ادارة بريطانية للمواقع، على ان يتم توجيه كاميرات المراقبة المفترضة الى داخل الاراضي اللبنانية، لضبط ما اسمته نشاط مقاتلي حزب الله. وهذا ما تم رفضه على نحو حاسم من قبل لبنان الرسمي بالتنسيق مع قيادة المقاومة.
تمديد روتيني «لليونيفل»
في سياق متصل، وعشية تجديد تمديد مهمة اليونيفيل في مجلس الامن الدولي، استبعدت مصادر مطلعة حصول اي تعديل في متن القرار لوضعه تحت الفصل السابع. وقد ابلغ الفرنسيون لبنان انها عازمة على اقتراح تجديد روتيني من دون اي تعديل لانها لا تريد ان تضع القوات الدولية في مواجهة اي طرف في ظل الوضع المتوتر، وهي تتفق مع الولايات المتحدة على ابعاد التمديد»لليونيفيل» عن «الكباش» الدائر حاليا حول الترتيبات الحدودية.
لا فائدة من الاغتيالات
وفي رد غير مباشر على ادعاءات رئيس اركان العدو هارتسي هاليفي الذي زار جنوده في الشمال بالامس، مدعيا ان اغتيالات قيادات حزب الله تترك اثرا كبيرا في الحزب، سلط عدد من الخبراء والمعلقين الاسرائيليين الضوء في قراءاتهم وتحليلاتهم على سياسة الاغتيال واعتبروها غير مجدية ومضرة، وأشارت صحيفة «معاريف» إلى أنّ الجيش الإسرائيلي يسيطر على التكتيك (عمليات الاغتيال)، لكن في الاستراتيجيا، حزب الله يلقّنه دروساً، ووضع ميزان ردع «إسرائيل» في موضع شك. فيما أشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في افتتاحيتها امس، بعنوان «حماقة التصفيات»، إلى أنّ عمليات الاغتيال في لبنان تتضمن مخاطرة برد من قبل حزب الله يمكن أن يؤدي إلى قتل إسرائيليين (وهذا ما حصل فعلاً). وتساءلت الصحيفة عن جدوى الاغتيالات وفائدتها، ومدى مساهمتها في استعادة الهدوء والأمن لـ «إسرائيل»، ولمستوطني الشمال. وتساءلت الصحيفة أيضاً عمّا وصفته بـ «الحكمة السياسية في الاغتيالات التي لم تنجح في تغيير معادلات التهديد»، وبرأيها فإنّ عمليات الاغتيال صارت بديلاً عن الإنجازات الاستراتيجية، وعلاجاً مهدئاً للمطالب في «إسرائيل» بشنّ حربٍ شاملة في الشمال. من جهته، رأى البروفسور يغيل ليفي، أنّه من المشكوك فيه ما إذا كان أحد في الجيش قد افترض أن اغتيال مسؤول رفيع المستوى في حزب الله، سيساهم في أمن سكان الشمال، واشار الى ان سياسة الاغتيالات قد تكون «تفريغا للإحباط» داخل الجيش الإسرائيلي.
«الهدهد2» والحرب النفسية
وفي سياق متصل ، افادت التقارير الصحافيّة الاسرائيلية امس ان قيادة الاحتلال تعاملت بجديّةٍ وقلقٍ مع نشر حزب الله الحلقة الثانية من الهدهد وتوقّفوا عند القدرات الاستخبارية للحزب، واعتبروها رسالة ردعٍ وتحدٍّ «لإسرائيل» لثنيها عن القيام بأيّ اعتداءٍ على لبنان. وكشفت القناة «الـ12» الإسرائيلية، أنّ الرقابة في «إسرائيل» وافقت على نشر مقطع الفيديو المذكور، على الرغم من أنّه تضمّن مشاهد لقواعد لـ «الجيش» الإسرائيلي، ولمنشآتٍ أمنية. وأضافت القناة «الـ12» الإسرائيلية أنّ تصوير مقطع الفيديو هذا حصل خلال أكثر من طلعة جوية، في الأشهر الأخيرة. وتابعت أنّ أكثر من يقلق «المستوطنين» في الشمال هو أنّ مُسيّرة جمع معلومات استخبارية حلقت فوق مناطق مأهولة، كـ «نهاريا» وعكا والجولان والعفولة، من دون أيّ عائق أو خشية من الإسقاط. ولفتت القناة الإسرائيلية إلى أنّ حزب الله يدير مع «إسرائيل»، إلى جانب الحرب العسكرية، حرباً نفسية أيضاً، فهو يهدف من خلال نشر مقطع الفيديو هذا، إلى ردع المؤسسة الأمنية والعسكرية والجمهور في «إسرائيل»، عن أيّ حربٍ مُستقبلية معه، كما يهدف الى نقل رسالة مفادها: «نعرف أين نهاجم، ونعرف إلى أين تصل؟
التحقيق في الاخفاق
وأشارت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أنّ هذا الفيديو «مُقلق ومُربك جداً». ورأى الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية في «الجيش» الإسرائيلي «أمان»، اللواء احتياط، عاموس مالكا، أنّ ما قام به حزب الله هو «فعل إذلالي «لإسرائيل». وأشار مراسل الشؤون العسكرية في قناة «كان» الإسرائيلية، إيتاي بلومنتال، إلى أنّهم في سلاح الجو الإسرائيلي لا يزالون يحققون كيف أن طائرة تابعة لحزب الله نجحت في الدخول لهذا الوقت الطويل، وإلى هذا العمق، إلى داخل الأراضي الإسرائيلية، من دون أي إزعاج، وتعود إلى الأراضي اللبنانية بأمان.
الوضع الميداني
ميدانيا، شن حزب الله سلسلة من العمليات كان ابرزها هجوم جوي بسرب من المسيرات الانقضاضية على المقر المستحدث لقيادة كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146 جنوب كابري، مستهدفين أماكن القيادة وتموضع أطقم وضباط إدارة النيران ومرابض المدفعية وأصابهم بشكل مباشر وأوقعوهم بين قتيل وجريح». وقد اقرت وسائل اعلام العدو بمقتل جندي واصابة اثنين احدهما جراحه خطرة. كما استهدفت المقاومة تجمعا لجنود العدو في محيط موقع حانيتا وحققت إصابة مباشرة». كما تم استهداف التجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع حدب يارين. والابرز مساء هجوم على تجمع للجنود في ثكنة زرعيت بصاروخ «بركان» من العيار الثقيل.
قذائف فوسفورية
وكانت الاعتداءات الاسرائيلية استهدفت بقصف مدفعي فوسفوري اطراف بلدة ميس الجبل الجنوبية والشرقية، ايضا، تعرضت اطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب ومنطقة البطيشية خراج بلدة الضهيرة لقصف مدفعي من عيار 155 ملم ، وقد ادى القصف على منطقتي الناقورة وعلما الشعب إلى اندلاع النيران في الاحراج وبساتين الزيتون حيث عملت فرق الدفاع المدني على إهمادها. وشنت الطائرات غارة مستهدفة أطراف بلدة الجبين - طير حرفا . وتعرضت اطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب لقصف مدفعي وكذلك الناقورة وطيرحرفًا وعلما الشعب ووادي الزرقاء في قضاء صور... كما استهدف صاروخ إسرائيلي موجّه منزلاً خالياً في بلدة يارين ودمّره بالكامل. واستهدف القـصف المدفـعي الاسرائيلي من العيار الثقيل، أطراف بلدات: حولا، وادي السلوقي وعيترون.
«الولادة الميتة»
رئاسيا، ولدت مبادرة المعارضة الرئاسية «ميتة» بعد ان تعامل معها رئيس مجلس النواب نبيه بري كانها لم تكن». ولفتت مصادر مطلعة الى ان الاستعصاء في الملف الرئاسي عنوانه داخلي لكنه في الاصل خارجي، وعندما تنضج ظروف اجراء الانتخابات كل المواقف المتعنتة ستتلاشى، وما هو غير مقبول اليوم سيكون متاحا عندئذ وستجد تلك القوى التبريرات الواهية لجمهورها حيال تعديل مواقفها!
بري: جعجع ناكر للجميل؟
وفي سياق متصل، ينقل زوار بري عنه القول ان القطريين لديهم افكار لا مبادرة موسعة بخصوص الرئاسة، نافيا ان يكونوا طرحوا تعديلات في النظام اللبناني. وفي انتقاده لموقف القوات، يشير بري الى ان رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع «ناكر للجميل»، فهو لم يقدر رفضي عرض رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل الرامي الى حوار وانتخاب بنصاب مؤمن وبمن حضر من الكتل، وقد رفضت ذلك دون اي عناء تفكير، لانه لا يمكن القبول بعزل اي مكون لبناني، وخصوصا القوات اللبنانية التي تشكل اكبر تكتل برلماني مسيحي. لكن الغريب ان هذا الموقف يقابل بجحود غير مفهوم، وتشن الحملات السياسية المعلومة الاهداف والنيات، لكن سيأتي اليوم ويدركون قيمة موقفي»، يقول بري، حسب زوار عين التينة.
الممر الالزامي ؟
وفي هذا السياق، يؤكد بري على الحوار كممر الزامي لانتخاب رئيس الجمهورية وحل اي معضلة اخرى. وينقل زوار عين التينة عنه في الملف الرئاسي وضرورة انتخاب رئيس الجمهورية انه عندما يصبح لديه 86 نائبا سيدعو للحوار او التشاور الذي قد يكون لساعات او ليوم او كحد اقصى لسبعة أيام، معربا عن جهوزيته للدعوة الى جلسة انتخاب الرئيس حتى في يوم واحد. ويشير بري حسب الزوار الى ان التشاور اذا ادى الى تفاهم على اسم او اثنين واكثر يتم الانتقال فورا بعده الى جلسة انتخاب.
جعجع ينتقد «الوسطيين»
وفي موقف لافت، اقر رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع بأن الرهان فقط اليوم على النواب الوسطيين بأن ينتخبوا مرشحاً غير محور الممانعة، الذي سيبقى برأيه يعطل انتخابات الرئاسة حتى يتأكدوا من إيصال مرشحهم وهذا لن يحصل، بالتالي سيستمر الفراغ، وهنا يشدد جعجع على أن الحل الوحيد يكون عبر النواب الوسطيين الذين هم في المنتصف ويضعون أنفسهم في الوسط، بأن يروا إلى أين وصلت الأوضاع في موقفهم الوسطي، وبألا يكونوا مع أي فريق لا يوصل إلى أي نتيجة وبالتالي ليس لمصلحة البلاد. ويضيف «نحن نعمل في هذا الاتجاه ونأمل في أن نحدث تقدماً، مع الأخذ في الاعتبار أننا نواجه صعوبات لأنه وبكل صراحة هناك نواب لا يريدون مواجهة حزب الله؟!
«نصف الحقيقة»؟
في المقابل، لفتت مصادر نيابية الى ان جعجع قال نصف الحقيقة عندما اشار الى ان النواب الوسطيين قادرون على حسم الملف الرئاسي، لان الحقيقة الكاملة التي تقصد تغييبها، انهم يخشون السعودية وليس حزب الله، فهم ينتظرون الضوء الاخضر السعودي ويخشون مواجهة اللاقرار من المملكة التي تصر على عدم الافراج عن الاستحقاق الرئاسي.
انفراجة كهربائية
كهربائيا، سمحت الدولة العراقية بتعبئة الباخرة الفارغة المتوقفة في البصرة، بالفيول أويل العراقي، ما سمح لبواخز الغاز أويل بتفريغ حمولتها في معامل إنتاج الكهرباء في لبنان، وتحديداً في دير عمار والزهراني. وكان رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أعلن امس أنه بحث مع رئيس مجلس الوزراء العراقي في ملف استمرار تزويد لبنان بالنفط العراقي والالتزامات المالية المترتبة عن ذلك، مشيراً إلى أنه تم التوافق على استمرار هذا الدعم مما سيساعد في حل الازمة المستجدة. كذلك، شكر ميقاتي خلال افتتاحه مصنع تجميع وانتاج أجهزة الكترونية في الجامعة اللبنانية – الفنار، العراق الذي لم يتردّد في الإيعاز بتفريغ حمولات الفيول، وقال «سيكون لنا لقاء في بغداد بعد ذكرى عاشوراء» لمتابعة الموضوع. ومن المفترض ان تكون الكهرباء قد عادت الى برنامج التقنين السابق للانقطاع بدءا من صباح اليوم.
«صفقات» وفساد؟
ووفقا لمصادر مطلعة، فان المسؤولين العراقيين يدركون ان الوعود اللبنانية تبقى «حبرا على ورق»، وينتظرون ان تسدد الاستحقاقات المالية، وباتوا يخشون ان تكون المشكلة تكمن في احتمالات ان تكون هناك صفقات داخلية لبنانية تفوح منها رائحة الفساد؟
"اللواء"
لم تستخف مصادر لبنانية واسعة الاطلاع بالكلام التصعيدي لرئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، في حفل عسكري، من عزمه على تحقيق ما يسميه «بالنصر» والسحق، واستئناف الحرب، وانعكاساته السلبية على المفاوضات الجارية للتفاهم حول المرحلة الأولى من «صفقة تبادل» للأسرى والمحتجزين لدى «حماس» وفصائل المقاومة الفلسطينية في السجون والمعتقلات الاسرائيلية.
وتخوفت المصادر اللبنانية من عودة الى مربع التصعيد، وقتل الفرصة التي راهن عليها كثيرون، وكانت دوائر رسمية لبنانية اعتبرت انها تفتح الطريق امام تهدئة في الجنوب، وتؤسس لاستقرار لبناني، وتمهد للعودة الى تزخيم الاتصالات في الخارج والداخل لانجاز الاستحقاق الرئاسي، والاندفاع باتجاه معالجات مختلفة للازمات المتراكمة، والآخذة بالضغط على حياة اللبنانيين، والتي تؤشر الى تفاقم الضغوطات الحياتية، مع الارتفاع الجنوني في اسعار الخدمات العامة، مع بروز مؤشرات سلبية وربما قاتمة لعجز الدولة عن توفير الحلول، سواء عن اختفاء مياه الشفة من المنازل، مع ارتفاع درجات الحرارة، واطلاق يد «السترنات» لتعبئة المنازل العطشى بأسعار جنونية، والامر نفسه ينسحب على الكهرباء، التي ارتفعت فاتورة تحصيلها بالدولار، عبر الاستجابة لشروط ومطالب مؤسسة كهرباء لبنان، دون جدوى يعول عليها، في ظل لهيب اسعار الاشتراكات عبر المولدات، ناهيك عن بروز قوة اعتراضية، على مشاركة الدولة في النقل المشترك، عبر الباصات الفرنسية، التي وضعت في الخدمة امس، وداهمتها «عصابات» الباصات الخاصة لمنعها من العمل تحت طائلة التصدي لها وتعطيلها، من دون ان تُقدم الدولة او الجهات الامنية على اي خطوة لاجمة، او رادعة لهؤلاء الذين يتصرفون، وكأن البلاد تعيش في غابة، لا سلطة فيها ولا قانون.
الكهرباء.. تعليق الأزمة على المبادرة العراقية
ولعلَّ أزمة الكهرباء، هي الأخطر في هذه المرحلة، وكادت العتمة الشاملة تصيب مرافئ الدولة ومطار بيروت، ومؤسسات المياه، والجامعة الوطنية (اللبنانية) التي حققت انجازا مشهوداً له في تصنيع الالكترونيات والرقائق الالكترونية في تطور صناعي غير مسبوق.
ولئن كانت الاتصالات الرسمية مع الحكومة العراقية تمكنت من معالجة متأخرة للإلتزامات المالية، والفصل بين افراغ الباخرتين الراسيتين في بيروت من الغاز اويل، في معملي دير عمار والزهراني، لضمان عدم انقطاع التيار او زيادة التقنين القاسي.
ويأتي هذا بعد إتصال أجراه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع نظيره العراقي محمد شياع السوداني، وبعد ان كان الوزير فياض قد أجرى اتصالات عدة مع نظيره وزير النفط العراقي حيّان عبد الغني ورئاسة الحكومة العراقية والسفارة العراقية في لبنان، والعميد شقير لمعالجة أزمة مستحقات الفيول ولتجنيب لبنان العتمة الشاملة.
وذكر الوزير وليد فياض (وزير الطاقة والمياه) أن صفقة التبادل النفطي المبرمة بين لبنان والعراق على مستوى دولة في العام ٢٠٢١، والتي يُفترض أن يزوّد بموجبها العراق لبنان بالنفط الأسود الثقيل مقابل تحويل مبالغ مالية في حساب خاص بالعراق في مصرف لبنان لتمويل خدمات من لبنان لمصلحة العراق، تمت بناءً على علاقة ثقة بناها مع نظيره العراقي وانعكست على العلاقة مع الحكومة العراقية».
أكّد حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، تعليقًا على موضوع السّجال بين وزارة الطاقة والمياه ومصرف لبنان بشأن أموال الكهرباء، أنّ «مؤسسة كهرباء لبنان تستطيع الحصول على أموالها كاملةً من المصرف المركزي من دون أي قيود، وكذلك الأمر بالنّسبة لوزارة الطّاقة، لكنّ المشكلة أنّ لا المؤسّسة ولا الوزارة تملكان الأموال الّتي تطالبان بصرفها من أجل شراء النّفط العراقي».
لكن رئيس لجنة الاشغال العامة والنقل النائب سجيع عطية، كشف من مجلس النواب ان مدير كهرباء لبنان أبلغه ان لا فيول، ولدينا 3 بواخر وندفع اموالا بدل تأخير، وهناك تداخل في المسؤوليات وسوء تحضير لهذا المخزون. ولدينا مشكلة في الصرف والمجلس النيابي لا يجتمع الا في حالات معينة، واناشد الرئيس بري ان يجتمع المجلس لاقرار اتفاقية بشأن الكهرباء مع العراق.
وختم عطية : «موضوعنا سيىء. وأناشد كل المسؤولين وأتمنى الاسراع في اتخاذ الاجراءات اللازمة في شأن موضوع الكهرباء».
انتكاسة مبادرة المعارضة
رئاسياً، تعرضت مبادرة نواب المعارضة لانتكاسة قاتلة، لكن القيِّمين عليها ماضون في لقاء الكتل النيابية، على الرغم من وصف عين التينة للمبادرة بأنها تندرج في باب «الكيد السياسي».. مع الاشارة الى ان «اللجنة المصغرة| لم تجرِ اية لقاءات امس، كما كان مقرراً.
بالمقابل، اعتبرت كتلة «تجدد» بعد الاستماع الى النائب فؤاد مخزومي من كتلته ان المبادرة هي بمثابة خارطة الطريق، وتشكل فرصة لانتقال من مناخ التعطيل الى انتخاب الرئيس.
وأرجأ «الثنائي الشيعي» اللقاء مع وفد المعارضة، لمناسبة عاشوراء، والانشغالات بالمناسبة.
تقنين وبوادر تسوية
في المحليات، في الوقت الذي تتحدث بعض المصادر عن حلحلة، في ازمة طلاب الحربية العالقة بخلافات بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزاف عون لجأ الأخير الى تخفيض كميات البنزين لسليم من 14 ألف ليتر بنزين شهرياً الى خمسة آلاف ليتر..
وكشف نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب عن تسوية لقبول الناجحين في المدرسة الحربية عبر فتح دورة لقبول آخرين قد يصل عددهم الى 200 تلميذ ضابط.
«قدموس - 2» أو الكابل المرتبط بإسرائيل؟
واثار الحزب التقدمي الاشتراكي امس وضوع كابل بحري تموله هيئة الاتصالات القبرصية، ومخاطر ارتباط ذلك باسرائيل.
واستغرب الحزب موافقة لبنان في العام 2022 على انشاء الكابل المعروف باسم «قدموس- 2» الذي يربط لبنان بمحطة انزال تحويل الكوابل الاسرائيلية، واعتبر الحزب التقدمي الأمر إخباراً للقضاء.
220 شخصاً عودة طوعية
ونظم الامن العام اللبناني عودة طوعية امس لنازحين سوريين متواجدين في لبنان (العدد 220 شخصاً) عبر المركز الحدودي للامن العام بين عرسال والقاع، بالتنسيق مع الجانب السوري، وتواجد مراقبين من مفوضية الامم المتحدة لشؤون اللاجئين.
واعلن وزير المهجرين عصام شرف الدين الاعتكاف وعدم المشاركة بجلسات مجلس الوزراء، على خلفية عدم تشكيل لجنة وزارية تتوجه الى سوريا لمناقشة ملف النزوح.
موتوسيكلات «المافيا»
وعلى صعيد باصات النقل المشترك، طالب النائب عطية الأجهزة الامنية اثبات هيبة الدولة، ومنع اصحاب الباصات الخاصة، عبر اشخاص على «الموتوسيكلات» للاعتداء على الباصات، لمنع النقل العام، كاشفا ان حماية النقل العام تخدم المستثمرين والسياحة في لبنان، وتدر مداخيل اضافية لخزينة الدولة.
ودعت «جمعية حقوق الركاب» الى اطلاق باصات النقل المشترك الى حوار بنّاء مع القطاع لتطوير شبكة النقل، عبر استحداث خطوط جديدة.
ورحب رئيس اتحاد النقل البري بسام طليس بالخطوة التي اقدم عليها الوزير حمية لجهة تشغيل باصات النقبل المشترك واصفاً ذلك بأنه سيسهم في التخفيف عن «كاهل اهلنا» في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة..داعيا السائقين العموميين الشرعيين لدعم هذه الخطوة، ومطالبا السلطات المعنية بقمع التعديات على قطاع النقل العام والنقل المشترك.
الوضع الميداني
مدانياً، قصف الاحتلال الاسرائيلي اطراف بلدة ميس الجبل بالقذائف الفوسفورية، وتوسع القصف ليشمل قرى القطاع الغربي، من حامون وطير حرفا الى علما الشعب ووادي الزرق ووصولاً الى يارين.
كما استهدف الطيران الحربي الاسرائيلي حارة الحريقة في بلدة كفركلا بصاروخ لم ينفجر.
واعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف موقعي الرمثا وزبدين، بالاسلحة الصاروخية واصابتها مباشرة، كما استهدفت مبنيين يستخدمهما جنود العدو في مستعمرة مسكفعام، وكذلك في مستعمرة شتولا.
"الأنباء"
ما إن حكي عن إحتمال إحراز تقدم في المفاوضات حتى عادت الجبهات للإحتدام، فحكومة الاحتلال الإسرائيلي التي لها حساباتها الداخلية والخارجية تؤكد من جديد رفضها للحلول وللواسطات، وإصرارها على المضي بحرب الإبادة. وفي مقابل مجازرها وغاراتها وقصفها واصلت الفصائل الفلسطينية تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الإحتلال لاسيما في محور نتساريم.
أما على الجبهة اللبنانية فقد سجلت أمس حماوة مرتفعة في المواجهات على طول الحدود، حيث قصفت مدفعية الاحتلال عددا من القرى الحدودية في القطاعين الغربي والأوسط مستهدفة بشكل خاص الناقورة وشقرا وميس الجبل وعلما الشعب والجبين وطير حرفا. وقد رد حزب الله بقصف مباشر لمواقع عسكرية للعدو.
في السياق توقعت مصادر أمنية لـ "الأنباء" الالكترونية أن تشهد الأيام المقبلة اشتداداً في المواجهات، معتبرةً أن ذلك عادة ما يسبق التوصل الى وقف لإطلاق النار.
وكانت صحيفة الواشنطن بوست قد نقلت عن مسؤول أميركي إنه وبعد أشهر من المفاوضات الصعبة تبدو إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن قريبة من اتفاق لوقف إطلاق النار، مشيرة إلى أن الاتفاق ينص في مرحلته الأولى على إطلاق 33 أسيرا اسرائيليا بما في ذلك كل الأسيرات والرجال الذين تزيد أعمارهم عن 50 سنة. وفي المقابل تطلق إسرائيل سراح مئات الفلسطينيين من سجونها، وتسحب قواتها من المناطق المكتظة بالسكان باتجاه الحدود الشرقية لغزة، شرط أن يتزامن ذلك مع تدفق المساعدات الإنسانية وإصلاح المستشفيات. إلا أن هذا الكلام يبقى حبراً على ورق طالما أن العدو لا يزال يماطل محاولاً شراء الوقت لارتكاب المزيد من الجرائم.
على خط آخر يتعلق بالداخل اللبناني، تشهد مدينة بيصور اليوم لقاء استثنائياً في ابعاده ورسائله، تتخطى العنوان الأساس الذي ينعقد اللقاء لأجله على أهميته. وإذ ينتظر أن يبعث المشهد بحد ذاته رسالة واضحة حول الحرص الذي يحمله الرئيس وليد جنبلاط لاستقرار الجبل والتلاقي مع الجميع، كإشارة إلى ما ينادي به على مستوى كل الوطن، فإن الرسالة الثانية تحمل بعداً يرتبط بالهوية الراسخة لأبناء الجبل والتي تعود اليوم الأصوات المشبوهة من الخارج والداخل لتحاول تشويهها.
وأمام مشهد بيصور الجامع تبقى الدعوة المتكررة إلى مشهد مشابه على صعيد كل القوى السياسية لتوافق داخلي يخرج البلد من أزمته، وينتج توافقا على رئيس جمهورية في أقرب وقت.
"البناء"
كان كل شيء يبدو غير مفسّر قبل أن يقول الأميركيون للعراقيين في مفاوضات واشنطن لترتيبات الانسحاب الأميركيّ من العراق، إنهم لا يستطيعون التخلي عن الحاجة لخدمات يؤديها لهم وجودهم في العراق لضمان أمن قواتهم في سورية، وإنهم لا ينوون الانسحاب من سورية، بصفته تتمة انسحابهم من العراق، ونظراً لهذا الترابط فهم سوف يتحدثون عن خطط انسحاب نسبيّ لا تؤثر على بقائهم في سورية. وهنا بدأت الصورة تتضح، أن واشنطن تريد اتفاقاً حول غزة أفضل مما يعرض بنيامين نتنياهو، لكنها لا تقبل باتفاق يمنح المقاومة وحلفها نصراً بائناً، وبالرغم من كلامها عن الردّ الايراني الرادع الذي شكل تحولاً استراتيجياً في معادلات المنطقة، وقيامها بمنع كيان الاحتلال من الردّ على الردّ لأن ذلك سيكون دماراً شاملاً للكيان وتوريطاً بحرب كبرى لواشنطن، تعلم عواقبها وتبعاتها ولذلك لا تريدها. وكذلك فإن واشنطن بالرغم من دعوتها لقيادة الكيان بعدم التورّط في مخاطرة شن حرب على المقاومة في لبنان لأن ذلك خطر على أمن ومستقبل “اسرائيل”، كما قال بيان الخارجية الأميركية، وبالرغم من دعوتها للكيان للذهاب الى اتفاق يوقف الحرب في غزة لأن ذلك سوف يعني وقفاً للنار في جبهة لبنان، تبدو واشنطن تتذاكى، تريد كسب العائدات الإيجابية لها وللكيان من ترابط الجبهات ووحدة الساحات، لكنها لا تريد التعامل وفق معادلة هذا الترابط. وهي تعلم أن الثمن الذي لا يمكن لقوى المقاومة قبول ما دونه، هو انسحاب القوات الأميركيّة من سورية والعراق، لاعتبار الحرب قد انتهت.
بعد خروج جيش الاحتلال عن صمته بدا نتنياهو محاصراً، وعاجزاً عن رفض الذهاب الى الاتفاق، واضطر لإرسال وفده المفاوض الى القاهرة والدوحة، ولا يبدو استرداد نتنياهو حيوية القدرة على الرفض والتعطيل في ظل صمت الجيش إلا تعبيراً عن إدارة أميركية لمعادلات التفاوض، باتخاذ اتفاق غزة رهينة مقابل ضمان بقاء الاحتلال الأميركي في شرق سورية، وبهذه الحجة بقاؤه في العراق.
التحول الذي أزعج الأميركيين وقرع لهم جرس الإنذار كان التموضع التركي المعلن لجهة الذهاب الى المصالحة مع الدولة السورية بشروط السيادة السورية وفي طليعتها الالتزام بالانسحاب التركي من شمال غرب سورية. وهذا يعني بالنسبة لواشنطن أن زمن البقاء في سورية يقارب من نهايته، وأن العد التنازلي للجماعات الكردية المسلحة قد بدأ، وأن على واشنطن إما أن تقرّر الانسحاب أو تقرر خوض الحرب التي سعت وتسعى لتفاديها، ولا يبدو محور المقاومة متردداً في خوضها، لذلك بدأت مناورة أميركية جديدة لاحتواء الرئيس التركي رجب أردوغان وإقناعه بالتراجع عن التزامه، وهو ما تساءلت مصادر تركيّة متابعة عما إذا كان الكلام عن مخاوف أردوغان من حرب بين الناتو وروسيا بداية له؟
كل ملفات المنطقة مترابطة، بما فيها مصير المصرف المركزي في صنعاء، لكن الكلمة تبقى للميدان، ولذلك تتصاعد المواجهات من غزة الى البحر الأحمر الى ما ينتظر العراق وسورية وانتهاء بحجم الأداء الناريّ لبجهة لبنان.
لفت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إلى أنّ «أحد عوامل الحفاظ على الحياة الطيّبة، هو عندما تتعرّض حياة مجتمع ما إلى الخطر والتهديد بالعدوان ومصادرة الإرادة والقرار. هنا يأتي تشريع الدفاع المقدس والجهاد والشهادة والفداء، وكلّ هذه الثقافة تأتي كجزء من الحياة الطيبة»، مؤكّدًا أنّه «لا يمكن أن تتحقق الكرامة والعزة إلا من خلال امتلاك القوّة والمقاومة وقوة الردع بمواجهة المعتدي والمتسلّط».
وفي كلمة له خلال المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيّد الشهداء (ع) في الضاحية الجنوبية لبيروت أكد السيد نصر الله أنَّ «ثقافة الشهادة هي ثقافة حياة وصانعة حياة، وهي ليست ثقافة إسلامية فقط، بل هي ثقافة دينيّة وهي مقتضى الفطرة الإنسانيّة»، مشيرًا إلى أنّ «من يعادي ثقافة المقاومة يتناقض مع فطرته وغريزته» و»من يستخدم السلاح ليرعب الناس ينطبق عليه المفسد في الأرض».
وقال السيد نصرالله: «نحن من خلال المقاومة ننتمي إلى ثقافة الحياة الحقيقية التي نرى فيها أن المقاومة تصنع الحياة وتشكّل عامل ردع وحماية حقيقية، والشهادة كذلك، وشهداء اليوم في كلّ المنطقة هم شهداء صنّاع نصرٍ، وصنّاع حياة، فيما أميركا هي التي تنشر ثقافة الموت»، مشيرًا إلى أنّ «المقاومة في لبنان هي التي حرّرت الأرض وحافظت على الكرامة والخيرات»، فيما «عندما نأتي إلى لبنان نجد البعض يقول عن ثقافة المقاومة إنّها ثقافة موت».
وفيما تتجه الأنظار الى المفاوضات الفلسطينية – الإسرائيلية الدائرة بين الدوحة والقاهرة ونتائجها وانعكاساتها على مسار الحرب في غزة وجبهات الإسناد، بقي خطاب السيد حسن نصرالله بذكرى أسبوع القيادي في المقاومة أبو نعمة في صدارة الاهتمام الإسرائيلي والأميركي والغربي لما حمله من رسائل بالغة الأهمية وحاسمة لجهة ارتباط جبهات الإسناد، وخصوصاً الجبهة الجنوبية بالجبهة في غزة، وأن حركة حماس تفاوض باسم كل محور المقاومة وما تقبله سيقبله المحور، وبالتالي في حال وقف إطلاق النار في غزة ستوقف المقاومة في لبنان العمليات العسكرية وتلتزم وقف إطلاق النار إلا إذا أكمل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه فإن المقاومة ستواجهه ببأس وقوة أكبر. ووفق مصادر سياسية لـ»البناء» فإن جبهات الإسناد العسكريّة تحولت الى جبهة إسناد تفاوضيّة، وبالتالي فإن السيد نصرالله وقيادة محور المقاومة وضعا أوراقاً تفاوضية هامة بيد المقاومة الفلسطينية بربطهم وقف العمليات العسكرية على هذه الجبهات بوقف العدوان على غزة، ما يعزّز الموقف التفاوضي لحماس خلال المفاوضات ويمنحها هامشاً تفاوضياً أكبر وقوة إضافية للتمسك بشروطها وحقوقها لا سيما وقفاً دائماً لإطلاق النار وفك الحصار وإدخال المساعدات وإعادة الإعمار. كما أن تأكيد السيد نصرالله على معادلات الردع ورسائل القوة التي أعلنها في خطابه الأخير باتجاه «تل أبيب» وواشنطن والعواصم الغربية الداعمة للكيان، ستشكل مزيداً من الضغط على حكومة الكيان للسير مرغمة باتجاه وقف إطلاق النار بعدما ضاقت خياراتها وسقط الرهان على حربٍ شاملة على لبنان تغيّر المعادلة الميدانية على جبهة الشمال وتعيد قوة الردع الإسرائيلية من البوابة الجنوبية وربما تكون مدخلاً للخروج من المأزق الإسرائيلي في حرب غزة، لذلك الضغط من الجبهات كافة وخصوصاً من الجبهة الجنوبية إضافة الى مزيد من الإنهاك للجيش الإسرائيلي في جبهات غزة ورفح والضفة الغربية والجنوب، سيدفع نتنياهو الى خفض سقف أهدافه الى الحد الأدنى وتضييق هامش المناورة لديه والرهان على عامل الوقت والتغيير في الانتخابات الأميركية المقبلة، والمسارعة للبحث عن صيغة ما لاتفاق ينزله عن الشجرة ويلبي مطالب حركة حماس». كما حسم السيد نصرالله موقف الحزب من كل الرسائل والمطالب التي يأتي بها الموفدون الغربيون والعرب الى لبنان، بأن الجبهة الجنوبية مستمرّة طالما العدوان على غزة قائم ولن يقبل حزب الله بأي تفاوض أو حتى نقاش في أي تفصيل للملف الحدودي قبل توقف العدوان في القطاع.
ولفتت أجواء ميدانيّة في المقاومة لـ»البناء» الى أن «تشكيلات المقاومة على أهبّة الاستعداد لأسوأ السيناريوات والاحتمالات وأعدّت العدة لكل سيناريو واحتمال، وهي قابضة على الزناد وجاهزة لتلقي أوامر قيادة المقاومة للردّ على أي عدوان إسرائيلي شامل، وحينها ستترجم المقاومة تهديدات قائد المقاومة وتبدأ بضرب بنك الأهداف التي كشفته مسيّرات الهدهد، وما لم تكشفه، وسيرى العدو المفاجآت تلو المفاجآت التي وعد السيد نصرالله بها على كافة الصعد، وستلقنه درساً قاسياً وضربة قاسمة لن يشفى منها». وأضافت المصادر بأن المقاومة ستدخل الحرب الشاملة والمفتوحة إذ فرضت عليها وهي لم تستخدم سوى الجزء اليسير من قدراتها العسكرية والصاروخية والبشرية والتكنولوجية وتملك فائضاً كبيراً من القوة، فيما جيش الاحتلال والكيان سيدخل هذه الحرب وهو مستنزف على كافة الصعد ولم يعد يستطيع القتال كما لن تدخل الولايات المتحدة لنجدته وفق تصريحات أركان الإدارة الأميركية الحالية، ما يعني أن العدو على موعدٍ مع هزيمة محتومة إذا ارتكبت حكومة المجانين في «إسرائيل» الحماقة التاريخية».
وفي سياق ذلك، أشار رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، الى أن «وضعنا اليوم رغم كلّ التضحيات أقوى من أيِّ وقتٍ مضى، ونحن نصبر ونتحمّل لتحقيق النّصر لهذا الوطن والدفاع عن كرامة أبنائه». ولفت رعد، خلال إلقائه كلمتين في المجلسين العاشورائيين في عربصاليم وحومين الفوقا، الى أن «جبهة المقاومة في لبنان هي جبهة مساندة المظلومين في غزة وقد حققت هذه الجبهة أهدافها وقطعت أيدي العدوّ من أن يحقّق أهدافه وبات اليوم يدور حول نفسه ويُعمّق من مأزقه». وأضاف أنه «من كربلاء نتعلّم دروس الثبات على الحقّ وتحقيق العزة والكرامة والنّصر والثبات»، متابعاً «شهداؤنا اليوم الذين يجودون بأرواحهم وأنفسهم دفاعاً عن شعبهم ووطنهم إنما يفعلون ذلك حبًّا لله وحرصًا على أن تبقى كلمة الحق مرفوعة فوق بلادنا وكل شعوب المنطقة».
وكانت المقاومة الإسلامية واصلت عمليّاتها النوعية ضد مواقع العدو في شمال فلسطين المحتلة، وشنت هجومًا جويًا بالمُسيّرات على المقرّ المستحدث لقيادة كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146. كما استهدفت التجهيزات الفنية المستحدثة في موقع المالكية، وتجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع حانيتا بالأسلحة الصاروخية. واستهدفت التجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع حدب يارين بالأسلحة المناسبة.
وردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصًا في بلدتي الجبين وراميا، استهدف مجاهدو المقاومة مبنيين يستخدمهما جنود العدو في مستعمرة «شتولا».
وأكدت «الإذاعة الإسرائيلية» أن «القصف الأخير من لبنان أسفر عن أضرار كبيرة في بلدة الكابري في الجليل الأعلى».
في المقابل شنت طائرات العدو غارة مستهدفة أطراف بلدة الجبين – طير حرفا. وتعرضت اطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب لقصف مدفعي. وتوسع القصف الإسرائيلي على عدد من قرى القطاع الغربي لا سيما الناقورة منطقة حامول وطيرحرفا وعلما الشعب ووادي الزرقاء في قضاء صور. وقد ادى القصف الى نشوب حرائق في الأراضي الحرجية وبساتين الزيتون القريبة من المنازل في علما آلشعب، حيث عملت فرق الإطفاء على إخمادها. كما استهدف صاروخ إسرائيلي موجّه منزلاً خالياً في بلدة يارين ودمّره بالكامل. واستهدف القـصف المدفـعي الإسرائيلي من العيار الثقيل، أطراف بلدات: حولا، وادي السلوقي وعيترون.
على الصعيد الرسمي، استقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سفير الجمهورية الإسلامية في إيران لدى لبنان مجتبى أماني في السراي، وتمّ عرض لمجمل الأوضاع والمستجدات، إضافة إلى العلاقات الثنائية بين البلدين.
وفي ظلّ المشهد الحربي الضبابي على الجبهة الغزاوية وبالتالي الجنوبيّة، حيث سُجِلت انفراجة كهربائيّة للحد من العتمة التي ظللت مختلف المناطق اللبنانيّة خلال الأيام القليلة الماضية بعدما كاد معملا دير عمار والزهراني يطفئان المحركات بسبب نفاد الفيول.
وسمحت الدولة العراقية بتعبئة الباخرة الفارغة المتوقفة في البصرة، بالفيول أويل العراقي، ما يسمح لبواخز الغاز أويل بتفريغ حمولتها في معامل إنتاج الكهرباء في لبنان، وتحديداً في دير عمار والزهراني. وكان ميقاتي أعلن اليوم أنه بحث مع رئيس مجلس الوزراء العراقي في ملف استمرار تزويد لبنان بالنفط العراقي والالتزامات المالية المترتبة عن ذلك، مشيراً إلى أنه «تم التوافق على استمرار هذا الدعم مما سيساعد في حل الأزمة المستجدة». كذلك، شكر ميقاتي خلال افتتاحه اليوم مصنع تجميع وإنتاج أجهزة إلكترونية في الجامعة اللبنانية – الفنار، «العراق الذي لم يتردّد في الإيعاز بتفريغ حمولات الفيول»، وقال «سيكون لنا لقاء في بغداد بعد ذكرى «عاشوراء» لمتابعة الموضوع».
إلا أن حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري، لفت الى أنّ «مؤسسة كهرباء لبنان تستطيع الحصول على أموالها كاملةً من المصرف المركزي من دون أي قيود، وكذلك الأمر بالنّسبة لوزارة الطّاقة، لكنّ المشكلة أنّ لا المؤسّسة ولا الوزارة تملكان الأموال الّتي تطالبان بصرفها من أجل شراء النّفط العراقي». موضحاً أنّ «المشكلة الأخرى أنّ العقد مع الجانب العراقي الّذي كان يسمح باستيراد النّفط الخام، انتهى منذ فترة طويلة، وبالّتالي فإنّ ما يتمّ اليوم، أي الاستدانة من الجانب العراقي لاستيراد النّفط الخام منه، لا سند قانونيًّا له»، مشيرًا إلى أنّه «لا يمكن لأيّ وزير الاستدانة من دون قانون في مجلس النواب، وهذا الأمر اليوم غير متوفّر، وبالتّالي لا سند قانونيًّا لاستيراد النّفط».
وكان رئيس لجنة الأشغال العامة والنقل والطاقة والمياه النائب سجيع عطية، ناشد في تصريح من مجلس النواب، الرئيس نبيه بري أن «يجتمع المجلس لإقرار اتفاقية بشأن الكهرباء مع العراق». وقال: «لدينا 3 بواخر وندفع أموالاً بدل تأخير، وهناك تداخل في المسؤوليات وسوء تحضير لهذا المخزون. ولدينا مشكلة في الصرف والمجلس النيابي لا يجتمع إلا في حالات معينة».
وتساءلت أوساط سياسية عن الوعود الأميركية لإعادة تفعيل خط الغاز العربي لاستجرار الغاز من مصر والكهرباء من الأردن؟ مشيرة لـ»البناء» الى أن عرقلة هذا الخط بذريعة قانون العقوبات قيصر المفروض على سورية، يؤكد استمرار الحصار الأميركي على لبنان الاقتصادي والنفطي وكذلك السياسي بعرقلة انتخاب رئيس الجمهورية، ما يعكس سياسة الولايات المتحدة المعادية والمدمرة للبنان لكي تفرض شروطها السياسية والأمنية لا سيما أمن «إسرائيل» من الحدود الجنوبية مع فلسطين المحتلة. كما اتهمت مصادر وزارية عبر «البناء» واشنطن بمنع أصدقاء لبنان من دول العالم عبر التهديد بالعقوبات، من مساعدة لبنان اقتصادياً ونقدياً ونفطياً لا سيما استجرار الفيول والنفط والغاز من دول عدة مثل إيران وروسيا والصين.
الى ذلك، أعلن مكتب شؤون الإعلام في المديرية العامة للأمن العام، في بيان، «ان المديرية، نظمت صباح اليوم (أمس) عملية العودة الطوعية لسوريين موجودين على الأراضي اللبنانية، وذلك عبر مركزي الأمن العام الحدوديين في عرسال والقاع، ضمّت 220 شخصاً، بالتنسيق مع السلطات الأمنية في الجانب السوري، وبوجود مراقبين من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين». و»ذكرت المديرية العامة للأمن العام الرعايا السوريين في لبنان، المسجّلين على لوائح المفوضية أو المخالفين لنظام الإقامة، الراغبين بالعودة إلى سورية التقدّم من مراكز الأمن العام لتسجيل أسمائهم».
لكن مصادر وزارية لفتت لـ»البناء» الى أن «ضغوطاً غربية أدت الى تجميد مباشرة اللجنة الوزارية المشكلة منذ شهر ونصف، عملها باتجاه التواصل مع الحكومة السورية للتعاون في ملف النازحين السوريين، ما يعكس قراراً غربياً بعدم السماح بحل أزمة النازحين في الوقت الحالي لأسباب تتعلق بمصلحة حكومات الدول الأوروبية، ولتعميق أزمة النزوح في لبنان وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية والأمنية السلبية».
"الشرق": تواصل العدوان الإسرائيلي على غزة لليوم الـ279، حيث أعلن الدفاع المدني أن حي الشجاعية منطقة منكوبة ولم يعد صالحا للسكن، وأن الاحتلال دمر 85% من منازل الحي وبناه التحتية.
وارتفع عدد ضحايا العدوان على القطاع إلى 38 ألفا و345 شهيدا، و88 ألفا و295 مصابا منذ 7 تشرين الأول الماضي.
ميدانيا، أعلنت سرايا القدس أنها وكتائب القسام استهدفتا عدة آليات للاحتلال جنوبي حي السلطان برفح. وأعلنت أيضا قصف قوات الاحتلال بمحور نتساريم وقوات متوغلة بمدينة غزة.كما قصفت مستوطنات غلاف غزة ومدن عسقلان وأسدود وسيدروت بعدة صواريخ.
وعلى الجانب الآخر، كشف جيش الاحتلال عن إصابة 132 جنديا له خلال الـ24 ساعة الماضية بينهم ١٢ في القطاع، ولم يتسن التأكد من الرقم من مصدر مستقل.
وقصف الاحتلال منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الخميس على أحياء مدينتي غزة ورفح، في وقت لم يستطع فيه عناصر الدفاع المدني الوصول إلى جثامين الشهداء الملقاة في شوارع أحياء بمدينة غزة، وأكدت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال ارتكب مجزرتين بيوم واحد.
وقصف الطيران الإسرائيلي حي تل الهوى في مدينة غزة مع استمرار عمليات التوغل ونسف المنازل.وقال المراسلون إن جيش الاحتلال وسّع عملياته العسكرية في حي الرمال جنوب غرب مدينة غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية أن غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في منطقة الزعفران في مخيم المغازي، كما أطلقت مسيّرة إسرائيلية صاروخا باتجاه منزل في مخيم النصيرات.
وفي حين أطلقت الزوارق الحربية نيرانها باتجاه شواطئ مدينة الزهراء والنصيرات، أطلقت مدفعية الاحتلال قذائفها مستهدفة منطقة المغراقة، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.
وفي مدينة رفح جنوبا، واصلت قوات الاحتلال عمليات التوغل ونسف المربعات السكنية خصوصا في الأحياء الغربية من المدينة.
وأكد المراسلون استشهاد 4 أشخاص -بينهم طفل- في غارات إسرائيلية على حي تل السلطان غربي المدينة، واستشهاد 3 -بينهم طفلان- إثر قصف مسيرة إسرائيلية على الحي السعودي غربي مدينة رفح.
بالمقابل، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن 5 قذائف صاروخية أُطلقت من رفح على مناطق بغلاف غزة والدفاعات الجوية اعترضتها دون أضرار.
وقالت سرايا القدس إنها قصفت مستوطنات حوليت وياتيد وأفيشالوم في غلاف غزة برشقة صاروخية.
وأضافت أنها قصفت بالاشتراك مع كتائب شهداء الأقصى جنود وآليات الاحتلال بمحيط منطقة الصناعة جنوب غرب مدينة غزة.
في الأثناء، أعلنت وزارة الصحة في غزة أن الاحتلال ارتكب مجزرتين وصل منهما للمستشفيات 50 شهيدا و54 مصابا خلال الـ24 ساعة الماضية.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل إن أكثر من 30 جثة شهيد ما زالت ملقاة في شوارع حي الرمال ومنطقتي الصناعة والكتيبة بمدينة غزة حيث تواصل قوات الاحتلال توغلها وقصفها العنيف.
وأشار إلى أن عشرات من المناشدات تصل الدفاع المدني من جرحى وعائلات محاصرة، لكنهم لم يستطيعوا الوصول إلى حي تل الهوى أو المناطق المستهدفة بسبب إطلاق النار وقصف قوات الاحتلال.
سوليفان: المؤشرات حول اتفاق غزة أكثر إيجابية
المفاوضات تنتقل من الدوحة الى القاهرة للتشاور ونتانياهو يكرر شروطه
وقالت “القناة 12” الإسرائيلية إن الوفد الإسرائيلي المفاوض عاد من العاصمة القطرية الدوحة لإطلاع القيادة السياسية والأمنية على نتائج المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة ومن ثم توجه الى القاهرة لمواصلة التفاوض، بينما اتهمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحكومة الإسرائيلية بالمماطلة بهدف إفشال المفاوضات.
وتركز مباحثات الدوحة على القضايا العالقة التي من شأنها ترتيب مراحل الصفقة، خاصة صيغة وقف إطلاق النار ومسار التوصل إليه ضمن بنودها.
وفي حين نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول مشارك في المفاوضات قوله إن الفرصة الحالية للتوصل إلى صفقة تبادل قد لا تتكرر، قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” إن الأطراف المعنية ستحاول تلخيص القضايا التي تم إحراز تقدم فيها وحل أكبر عدد ممكن من الخلافات.
يأتي ذلك في ظل تقارير عن مشاركة كل من مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية عباس كامل.
بدوره، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي إن “البيت الأبيض متفائل بحذر بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة”.
واشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، الى اننا “نرى احتمالا للتوصل إلى اتفاق بشأن غزة، وهناك تفاصيل يتعين الانتهاء منها”، لافتا الى ان “ليس هناك تغيير في الموقف بشأن وقف شحن قنابل زنة 2000 رطل إلى إسرائيل”.
وكشف أن “الرئيس الاميركي جو بايدن سيتحدث بشأن محادثات وقف إطلاق النار لاحقا”، معتبرا أن “المؤشرات أكثر إيجابية اليوم من الأسابيع القليلة الماضية”. ورأى أن “القضايا المتبقية قابلة للحل”.
وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن أمام إسرائيل نافذة محدودة لإعادة الأسرى من قطاع غزة.
ورأى غالانت أن “الظروف التي ستنشأ نتيجة لهذه الصفقة سوف تعزز مصالحنا الوطنية والأمنية. وفي ما يتعلق بالمخاطر التي قد تنشأ، فإن الجيش الإسرائيلي وقوات الأمن يعرفون كيف يتغلبون عليها”، دون مزيد من التوضيح.
وتابع أنه “إلى جانب العملية العسكرية لهزيمة حماس، من المناسب والصحيح والضروري عقد صفقة لإعادة المختطفين”.
بدوره، قال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي إن صفقة إعادة الأسرى من غزة ضرورية من أجل إنقاذ حياتهم.
وبالتزامن مع ذلك، نظمت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة وناشطون إسرائيليون مسيرة انطلقت من أمام وزارة الدفاع في تل أبيب إلى مدينة القدس المحتلة.
ورفع المشاركون في المسيرة شعارات تطالب برحيل حكومة بنيامين نتانياهو وبالتوصل إلى صفقة تبادل.
وفي المقابل كرر نتانياهو قوله ان الحرب ستستمر ختى تحقيق اهدافها بتدمير حماس واستعادة الاسرى وان وقف النار مرحلة موقتة لاستئناف الحرب ضد حماس.
"الشرق الأوسط"
انتقل الجيش الإسرائيلي إلى مرحلة أخرى من العمليات العسكرية في جنوب لبنان، تمثلت في تركيز القصف على الخط الثاني من المنطقة الحدودية بعمق يتراوح بين 7 و10 كيلومترات، بعد مرحلة أولى تمثلت في فرض حزام أمني بالنار على الخط الأول وهو البلدات المحاذية للحدود.
وبدا لافتاً تركيز القصف الإسرائيلي على بلدات شقرا وبرعشيت والطيبة وأطراف ديرميماس في القطاع الشرقي، وطيرحرفا ووادي الزرقاء في القطاع الغربي، وهي بلدات لا تقع على الخط الحدودي المباشر مع الحدود في إسرائيل؛ كون تلك القرى الحدودية باتت شبه خالية من السكان، وتعرضت منازلها ومرافقها الحيوية لتدمير كبير.
وتبعد قرى الخط الثاني بين 7 و10 كيلومترات عن الحدود، وتفصل بينها وبين قرى الخط الأول عوائق طبيعية مثل وادي الحجير الذي يقسم المنطقة الممتدة من القطاع الشرقي إلى الأوسط إلى قسمين. وبينما كانت القرى الواقعة غرب وادي الحجير تتعرض لقصف جوي متقطع وقصف مدفعي نادر، باتت اليوم وجهة الاستهداف المدفعي والجوي، وتحديداً قريتي برعشيت وشقرا الواقعتين على الكتف الغربي لوادي الحجير.
واستهدف القـصف المدفـعي الإسرائيلي من العيار الثقيل، أطراف بلدات حولا، ووادي السلوقي وعيترون، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية الخميس، وذلك بعد قصف مماثل الأربعاء، وطال منطقة شقرا.
وبالتوازي، كثفت القوات الإسرائيلية استهدافاتها لقرى الخط الثاني في القطاع الغربي، وخصوصاً الجبين وطيرحرفا اللتين تعرضتا لقصف عنيف، بالتوازي مع قصف مناطق واقعة مباشرة على الحدود مثل علما الشعب ويارين وأطراف الناقورة وحامول.
وأفادت وسائل إعلام محلية بتعرض أطراف بلدتي الناقورة وعلما الشعب ومنطقة البطيشية وخراج بلدة الضهيرة لقصف مدفعي من عيار 155 ملم، وسط تحليق لطائرات استطلاعية ومسيرة في الأجواء. وأدى القصف على منطقتي الناقورة وعلما الشعب إلى اندلاع النيران في الإحراج وبساتين الزيتون حيث عملت فرق الدفاع المدني على إخمادها. كما استهدف الجيش الإسرائيلي أحد المنازل في بلدة راميا الحدودية بصاروخ موجه (أرض - أرض).
ويأتي هذا التحول في القصف، بموازاة تحول في أنواع الأسلحة التي يستخدمها الحزب. فإلى جانب الصواريخ الموجهة التي لا يزال يطلقها منذ بداية الحرب، تزايدت في الأسابيع الأخيرة استخدامات الحزب للطائرات المسيرة والصواريخ المنحنية التي تحتاج إلى مدى أبعد لإطلاقها، واستهدف فيها مواقع عسكرية في العمق الإسرائيلي، خصوصاً في هضبة الجولان السوري المحتل، وصفد في الجليل الأعلى، ومناطق أعمق في الجليل الأسفل.
وتبنى الحزب، الأربعاء، هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية أطلقه على «المقر المستحدث لقيادة كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146 جنوب كابري»، واستهدف «أماكن القيادة وتموضع أطقم وضباط إدارة النيران ومرابض المدفعية وأصابهم بشكل مباشر وأوقعهم بين قتيل وجريح»، حسبما قال في بيان.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة شخص إصابة حرجة في «الكابري» الواقعة شرق نهريا، إثر «تسلّل» مسيّرة من لبنان. وأكد الجيش الإسرائيلي من جهته، أن عدة طائرات مسيرة انطلقت من لبنان سقطت داخل إسرائيل الخميس، بينما قال رئيس إحدى البلديات للقناة «12» الإسرائيلية إن شخصاً أصيب بجروح خطيرة. وأضاف الجيش الإسرائيلي أنه بخلاف الطائرات المسيرة التي سقطت، فقد جرى اعتراض «عدد من الأهداف الجوية المشبوهة التي تم رصدها من لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية».
وقال الجيش إنه «بعد التنبيهات التي تم تفعيلها صباحاً في منطقة الجليل الأعلى، نجحت مقاتلات الدفاع الجوي في اعتراض عدد من الأهداف الجوية التي كانت في طريقها إلى إسرائيل من الأراضي اللبنانية». وأضاف في البيان ذاته، أنه «بعد التحذيرات التي تم تفعيلها في منطقة الجليل الغربي، تم رصد عدة طائرات من دون طيار عبرت الأراضي اللبنانية، وسقطت في منطقة الجليل الغربي».
إلى ذلك، أعلن «حزب الله» في بيانين، قصف موقعين إسرائيليين، وقال في البيان الأول، إن مقاتليه «استهدفوا التجهيزات التجسسية المستحدثة في موقع حدب يارين، وحققوا إصابة مباشرة». وذكر في البيان الثاني، أن مقاتليه «قصفوا تجمعاً لجنود العدو الإسرائيلي في محيط موقع حانيتا بالأسلحة الصاروخية، وأصبناه إصابة مباشرة». كما تبنى استهداف التجهيزات الفنية المستحدثة في موقع المالكية.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا